قراءة فى كتاب مسار الشيعة
الكتاب من تأليف الشيخ المفيد وكلمة مسار ضدها الأحزان كما قال الرجل فى تقديم الكتاب:
أما بعد فقد وقفت أيدك الله تعالى على ما ذكرت من الحاجة إلى مختصر في تاريخ أيام مسار الشيعة وأعمالها من القرب في الشريعة وما خالف في معناه ليكون الاعتقاد بحسب مقتضاه ولعمري إن معرفة مسار الشيعة هذا الباب من حلية أهل الإيمان ومما يقبح إغفاله بأهل الفضل والإيمان و لم يزل الصالحون من هذه العصابة حرسها الله على مرور الأوقات يراعون هذه التواريخ لإقامة العبادات فيها و القرب بالطاعات و استعمال ما يلزم العمل به في الأيام المذكورات و إقامة حدود الدين في فرق ما بين أوقات المسار و الأحزان "
ومن ثم فالمراد بمسار الشيعة هى المناسبات السعيدة التى حدثت للشيعة فى تاريخهم حسب وجهة نظر المفيد ورغم كون الكتاب خاص بالمسار فإن الرجل خالف الموضوع فذكر الكثير من الأحزان ففى أحداث شهر رمضان ذكر الأحزان التالية:
-"في اليوم العاشر منه سنة عشر من البعثة و هي قبل الهجرة بثلاث سنين توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها "
-" و فيها ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الضربة التي قضى فيها نحبه ع والابتهال إلى الله تعالى في تجديد العذاب على ظالميهم من سائر الأنام و الإكثار من اللعنة على قاتل أمير المؤمنين ع و هي ليلة يتجدد فيها حزن أهل الإيمان"
-" في ليلة إحدى و عشرين منه .. و فيها كانت وفاة أمير المؤمنين ع سنة أربعين من الهجرة و له يومئذ ثلاث و ستون سنة و هي الليلة التي يتجدد فيها أحزان آل محمد ع و أشياعهم "
وفى شهر ذو الحجة ذكر الأحزان التالية:
-"هو شهر حرام معظم في الجاهلية و الإسلام وفى اليوم الثالث و العشرين منه كانت وفاة سيدنا أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع بطوس "
-"وفى هذا اليوم بعينه من سنة أربع و ثلاثين من الهجرة قتل عثمان بن عفان و له يومئذ اثنتان و ثمانون سنة"
وفى شعر المحرم ذكر التالى:
-" في اليوم العاشر منه مقتل سيدنا أبي عبد الله الحسين ع من سنة إحدى و ستين من الهجرة و هو يوم يتجدد فيه أحزان آل محمد ع و شيعتهم"
وقد أبان الرجل منهج الكتاب فى ترتيب الأحداث فذكر أنه بدأ بشهر رمضان فقال:
"وأقدم فيما أرتبه من ذكر الشهور شهر رمضان لتقدمه في محكم القرآن ولما فيه من العبادات و المقربات و لكونه عند آل الرسول ع أول الشهور في ملة الإسلام وبرهان فصول الأشهر الحرم جميعا في كل سنة على ما قرره التبيان و اتفق عليه جملة الأخبار من انفراده رجب و اتصال ما عداه منها من غير تباين و لا انفصال و تعدد وجودها في سنة واحدة على خلاف هذا النظام و أتبع القول فيما يليه من الأشهر على الاتساق إلى خاتمة ذلك "
قال الرجل فى شهر رمضان:
شهر رمضان:
"هذا الشهر سيد الشهور على الأثر المنقول عن سيد المرسلين ص وهو ربيع المؤمنين بالخبر الظاهر عن العترة الصادقين ع وكان الصالحون يسمونه المضمار وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين وقد وصفه الله تعالى بالبركة في الذكر الحكيم وأخبر بإنزاله فيه القرآن المبين و شهد بفضل ليلة منه على ألف شهر يحسبها العادون فأول ليلة منه يجب فيها النية للصيام ويستحب استقبالها بالغسل عند غروب الشمس و التطهر لها من الأدناس وفي أولها دعاء الاستهلال عند رؤية الهلال وفيها الابتداء بصلاة نوافل ليالي شهر رمضان وهي ألف ركعة من أول الشهر إلى آخره بترتيب معروف في الأصول عن الصادقين من آل محمد ع ويستحب فيها الابتداء بقراءة جزء من القرآن يتلى من بعده إلى آخره ثلاث مرات على التكرار ويستحب فيها أيضا مباضعة النساء على الحل دون الحرام ليزيل الإنسان بذلك عن نفسه الدواعي إلى الجماع في صبيحتها من النهار ويسلم له صومه على الكمال وفيها دعاء الاستفتاح وهو مشروح في كثير من الكتب في كتاب الصيام أول يوم من شهر رمضان فرض فيه نية فرض الصيام وبعد صلاة الفجر فيه دعاء مخصوص موظف مشهور عن الأئمة من آل محمد ع وفي السادس منه أنزل الله التوراة على موسى بن عمران ع و فيه من سنة إحدى ومائتين للهجرة كانت البيعة لسيدنا أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع وهو يوم شريف يتجدد فيه سرور المؤمنين و يستحب فيه الصدقة و المبرة للمساكين والإكثار لشكر الله عز اسمه على ما أظهر فيه من حق آل محمد ع وإرغام المنافقين وفي اليوم العاشر منه سنة عشر من البعثة وهي قبل الهجرة بثلاث سنين توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأسكنها جنات النعيم وفى اليوم الثاني عشر نزل الإنجيل على عيسى ابن مريم ع وهو يوم المؤاخاة الذي آخى فيه النبي ص بين صحبه وآخى بينه و بين علي ص وفي ليلة النصف منه يستحب الغسل والتنفل بمائة ركعة يقرأ في كل ركعة منها الحمد واحدة وعشر مرات قل هو الله أحد خارجة عن الألف ركعة التي ذكرناها فيما تقدم وقد ورد الخبر في فضل ذلك بأمر جسيم وفي يوم النصف منه سنة ثلاث من الهجرة كان مولد سيدنا أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب ع وفي مثل هذا اليوم سنة خمس وتسعين ومائة ولد سيدنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى ع وهو يوم سرور المؤمنين ويستحب فيه الصدقة والتطوع بالخيرات والإكثار من شكر الله تعالى على ظهور حجته وإقامة دينه بخليفته في العالمين وابن نبيه سيد المرسلين ص وفي ليلة سبع عشرة منه كانت ليلة بدر وهي ليلة الفرقان ليلة مسرة لأهل الإسلام ويستحب فيها الغسل كما ذكرنا في أول ليلة من شهر رمضان وفى يوم السابع عشر منه كانت الوقعة بالمشركين ببدر ونزول الملائكة بالنصر من الله تعالى لنبيه ع وحصلت الدائرة على أهل الكفر والطغيان وظهر الفرق بين الحق والباطل وكان بذلك عز أهل الإيمان وذل أهل الضلال والعدوان ويستحب الصدقة فيه ويستحب فيه الإكثار من شكر الله تعالى على ما أنعم به على الخلق من البيان وهو يوم عيد و سرور لأهل الإسلام وفى ليلة تسع عشرة منه يكتب وفد الحاج و فيها ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الضربة التي قضى فيها نحبه ع وفيها غسل كالذي ذكرناه من الأغسال ويصلي فيها من الألف ركعة مائة ركعة على التمام ويستحب فيها كثرة الاستغفار و الصلاة على نبي الله محمد بن عبد الله ع والابتهال إلى الله تعالى في تجديد العذاب على ظالميهم من سائر الأنام والإكثار من اللعنة على قاتل أمير المؤمنين ع وهي ليلة يتجدد فيها حزن أهل الإيمان وفي العشرين منه سنة ثمان من الهجرة كان فتح مكة وهو يوم عيد لأهل الإسلام ومسرة بنصر الله تعالى نبيه ع وإنجازه له ما وعده والإبانة عن حقه وبإبطال عدوه ويستحب فيه التطوع بالخيرات ومواصلة الذكر لله تعالى والشكر له على جليل الإنعام وفى ليلة إحدى وعشرين منه كان الإسراء برسول الله ص وفيها رفع الله عيسى ابن مريم ع وفيها قبض موسى بن عمران ع وفي مثلها قبض وصيه يوشع بن نون ع و فيها كانت وفاة أمير المؤمنين ع سنة أربعين من الهجرة وله يومئذ ثلاث وستون سنة وهي الليلة التي يتجدد فيها أحزان آل محمد ع وأشياعهم والغسل فيها كالذي ذكرته وصلاة مائة ركعة كصلاة ليلة تسع عشرة حسب ما قدمناه والإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد ع والاجتهاد في الدعاء على ظالميهم ومواصلة اللعنة على قاتلي أمير المؤمنين ع ومن طرق على ذلك وسببه وآثره ورضيه من سائر الناس وفي ليلة ثلاث و عشرين منه أنزل الله عز وجل على نبيه الذكر وفيها ترجى ليلة القدر وفيها غسل عند وجوب الشمس وفيها صلاة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وعشر مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر وتحيا هذه الليلة بالصلاة والدعاء والاستغفار ويستحب أن يقرأ في هذه الليلة خاصة سورتي العنكبوت والروم فإن في ذلك ثوابا عظيما ولها دعاء من جملة الدعاء المرسوم لليالي شهر رمضان وهي ليلة عظيمة الشرف كثيرة البركات ويستحب فيها ختم قراءة القرآن و يدعى فيها بدعاء الوداع و هي ليلة عظيمة البركة"
فيما سبق من أحداث وأحكام رمضانية أخطاء:
الأول قوله "هذا الشهر سيد الشهور على الأثر المنقول عن سيد المرسلين"
لا يوجد فى الوحى ما يدل على تفضيل شهر رمضان فالمذكور هو وجود أربعة أشهر حرام فى قوله تعالى ""إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم"
كما أن تعبير سيد المرسلين تعبير يخالف الوحى فى قول المسلمين"لا نفرق بين أحد من رسله"
ثم كيف يكون سيدهم والمسلمون جميعا إخوة كما قال تعالى "إخوانا على سرر متقابلين"؟
الثانى قوله : وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين"
والخطأ تصفيد الشياطين فى رمضان فلا يخلصون للذنوب التى يعملها الناس فى غيره وهذا تخريف فالشياطين لا تمتنع عن إيقاع الناس فى الذنوب فى رمضان أو غيره بدليل ما نراه من ذنوب غيرنا وذنوب أنفسنا
ألم يسأل المفيد نفسه كيف تصفد الشياطين فى ذلك الشهر وفيه طعن و قتل على بن أبى طالب فى قوله " و فيها ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الضربة التي قضى فيها نحبه ع والابتهال إلى الله تعالى في تجديد العذاب على ظالميهم من سائر الأنام و الإكثار من اللعنة على قاتل أمير المؤمنين ع و هي ليلة يتجدد فيها حزن أهل الإيمان"و" في ليلة إحدى و عشرين منه .. و فيها كانت وفاة أمير المؤمنين ع سنة أربعين من الهجرة و له يومئذ ثلاث و ستون سنة و هي الليلة التي يتجدد فيها أحزان آل محمد ع و أشياعهم "؟
الثالث قوله "وفيها الابتداء بصلاة نوافل ليالي شهر رمضان وهي ألف ركعة من أول الشهر إلى آخره بترتيب معروف في الأصول عن الصادقين من آل محمد"
الرجل هنا ذكر صلاة ألف ركعة من أول رمضان لأخره ولم يقل لنا ترتيبها فى كل ليلة كما هو مفروض وإنما ذكر صلاة100 ركعة فى ليلة 19وهو قوله:
" وفى ليلة تسع عشرة منه يكتب وفد الحاج ويصلي فيها من الألف ركعة مائة ركعة على التمام" و100 فى ليلة21 فى قوله " وصلاة مائة ركعة كصلاة ليلة تسع عشرة حسب ما قدمناه " و100 فى ليلة23 فى قوله:"وفي ليلة ثلاث و عشرين منه .. وفيها صلاة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وعشر مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر " ولو أخذنا قوله "وفى آخر ليلة منه تختم نوافل شهر رمضان" على أن تلك الليلة تصلى فيها 700 ركعة بقية الألف يكون كلامه جنون لأن الركعة تقرأ فيها الفاتحة وعشر مرات سورة القدر وهو ما يعنى أن الركعة تستغرق دقيقتان على الأقل أى 1400 دقيقة واليوم ليله ونهاره1440 دقيقة فكيف تصلى السبعمائة فى ليلة لا تكفيها بل تتطلب النهار معها؟
الرابع قوله: وفيها دعاء الاستفتاح وهو مشروح في كثير من الكتب في كتاب الصيام بعد صلاة الفجر فيه دعاء مخصوص موظف مشهور عن الأئمة من آل محمد ع "
ولا يوجد شىء اسمه دعاء الاستفتاح بعد صلاة الفجر
الخامس قوله:وفي ليلة النصف منه يستحب الغسل والتنفل بمائة ركعة يقرأ في كل ركعة منها الحمد واحدة وعشر مرات قل هو الله أحد خارجة عن الألف ركعة التي ذكرناها فيما تقدم وقد ورد الخبر في فضل ذلك بأمر جسيم"
لا يوجد شىء اسمه صلاة ركعة يقرأ في كل ركعة منها الحمد واحدة وعشر مرات قل هو الله أحد ولو قلنا أن اقل وقت للركعة ثلاث دقائق مع العلم أن قدرة الإنسان تقل كلما تكرر أداء الشىء فهذا معناه أنه سيصليها طوال الليل ولن تتاح له فرصة للطعام والشراب أو الراحة وهو كلام لا يشرعه الله ولا يرضاه لكونه أذى للمسلم وقدمنع الحرج وهو الأذى عنه فقال "وما جعل عليكم فى الدين من حرج "
السادس قوله:" والإكثار من شكر الله تعالى على ظهور حجته وإقامة دينه بخليفته في العالمين وابن نبيه سيد المرسلين "
الخطأ وجود ابن للنبى الأخير(ص) وهو ما يناقض قوله تعالى "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
السابع قوله" وفى ليلة إحدى وعشرين منه كان الإسراء برسول الله ص" المعروف فى التاريخ أن الإسراء كان فى رجب وليس فى رمضان وعند كثير من الشيعة لا يوجد تاريخ ثابت للحادثة فقد ورد فى تفسير الطباطبائى ج13 ص17و18 "ثم اختلفوا في السنة التي أسري به (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها فقيل: في السنة الثانية من البعثة كما عن ابن عباس، وقيل في السنة الثالثة منها كما في الخرائج، عن علي (عليه السلام). وقيل في السنة الخامسة، أو السادسة، و قيل بعد البعثة بعشر سنين وثلاثة أشهر، وقيل: في السنة الثانية عشرة منها، و قيل: قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر، و قيل: قبلها بسنة و ثلاثة أشهر، وقيل: قبلها بستة أشهر.
و لا يهمنا الغور في البحث عن ذلك و لا عن الشهر و اليوم الذي وقع فيه الإسراء ولا مستند يصح التعويل عليه لكن ينبغي أن يتنبه أن من الروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ما يصرح بوقوع الإسراء مرتين، وهو المستفاد من آيات سورة النجم حيث يقول سبحانه: "و لقد رآه نزلة أخرى" الآيات على ما سيوافيك إن شاء الله من تفسيره."
الثامن قوله" وفي ليلة ثلاث و عشرين منه أنزل الله عز وجل على نبيه الذكر"
و قال الرجل:
شهر شوال:
"أول ليلة منه فيها غسل عند وجوب الشمس كما ذكرنا ذلك في أول ليلة من شهر رمضان و فيها دعاء الاستهلال وهو عند رؤية الهلال وفيها ابتداء التكبير عند الفراغ من فرض المغرب وانتهاؤه عند الفراغ من صلاة العيد من يوم الفطر فيكون ذلك في عقب أربع صلوات وشرحه أن يقول المصلي عند السلام من كل فريضة الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر الحمد لله على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا فبذلك ثبت السنة عن رسول الله ص وجاءت الأخبار بالعمل به عن الصادقين من عترته ع ومن السنة في هذه الليلة ما وردت الأخبار بالترغيب فيه والحض عليه أن يسجد الإنسان بعد فراغه من فريضة المغرب ويقول في سجوده
يا ذا الحول يا ذا الطول يا مصطفيا محمدا و ناصره صل على محمد وآل محمد و اغفر لي كل ذنب أذنبته و نسيته أنا و هو عندك في كتاب مبين ثم يقول أتوب إلى الله مائة مرة و لينو عند هذا القول ما تاب منه من الذنوب و ندم عليه إن شاء الله تعالى و يستحب أن يصلي في هذه الليلة ركعتين يقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب مرة واحدة و سورة الإخلاص ألف مرة وفي الثانية بالفاتحة وسورة الإخلاص مرة واحدة فإن الرواية جاءت بأنه من صلى هاتين الركعتين في ليلة الفطر لم ينتقل من مكانه و بينه وبين الله تعالى ذنب إلا غفره و تطابقت الآثار عن أئمة الهدى ع بالحث على القيام في هذه الليلة والانتصاب للمسألة والاستغفار و الدعاء وروي أن أمير المؤمنين ع كان لا ينام فيها و يحييها بالصلاة و الدعاء و السؤال و يقول في هذه الليلة يعطى الأجير أجره أول يوم من شوال وهو يوم عيد الفطر وإنما كان عيد المؤمنين بمسرتهم بقبول أعمالهم و تكفير سيئاتهم و مغفرة ذنوبهم وما جاءتهم من البشارة من عند ربهم جل اسمه من عظيم الثواب لهم على صيامهم وقربهم واجتهادهم وفي هذا اليوم غسل وهو علامة التطهير من الذنوب والتوجه إلى الله تعالى في طلب الحوائج ومسألة القبول ومن السنة فيه الطيب ولبس أجمل الثياب والخروج إلى الصحراء والبروز للصلاة تحت السماء ويستحب أن يتناول الإنسان فيه شيئا من المأكول قبل التوجه إلى الصلاة وأفضل ذلك السكر ويستحب تناول شي ء من تربة الحسين ع فإن فيها شفاء من كل داء و يكون ما يؤخذ منها مبلغا يسيرا وصلاة العيد في هذا اليوم فريضة مع الإمام وسنة على الانفراد و هي ركعتان بغير أذان ولا إقامة و وقتها عند انبساط الشمس بعد ذهاب حمرتها وفى هاتين الركعتين اثنتا عشرة تكبيرة منها سبع في الأولى مع تكبيرة الافتتاح و الركوع و خمس في الثانية مع تكبيرة القيام و القراءة فيها عند آل الرسول ع قبل التكبير والقنوت فيها بين كل تكبيرتين بعد القراءة وفي هذا اليوم فريضة إخراج الفطرة و وقتها من طلوع الشمس إلى الفراغ من صلاة العيد فمن لم يخرجها من ماله و هو متمكن من ذلك قبل مضي وقت الصلاة فقد ضيع فرضا و احتقب مأثما و من أخرجها من ماله فقد أدى الواجب وإن تعذر عليه وجود الفقراء والفطرة زكاة واجبة نطق بها القرآن وسنها النبي ص و بها يكون تمام الصيام وهي من الشكر لله تعالى على قبول الأعمال وهي تسعة أرطال بالبغدادي من التمر و هو قدر الصاع أو صاع من الحنطة أو الشعير أو الأرز أو الذرة أو الزبيب حسب ما يغلب على استعماله في كل صقع من الأقوات وأفضل ذلك التمر على ما جاءت به الأخبار وفي هذا اليوم بعينه وهو أول يوم من شوال إحدى و أربعين من الهجرة أهلك الله تعالى أحد فراعنة هذه الأمة عمرو بن العاص وأراح منه أهل الإسلام وتضاعفت به المسار للمؤمنين وفى اليوم النصف من سنة ثلاث من الهجرة كانت وقعة أحد وفيها استشهد أسد الله و أسد رسول الله وسيد شهداء وقته وزمانه عم رسول الله ص حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنه وأرضاه وفيه كان التمييز بين الصابرين مع نبيه ع والمنهزمين عنه من المستضعفين والمنافقين وظهر لأمير المؤمنين ع في هذا اليوم من البرهان ما نادى به جبريل ع في الملائكة المقربين ومدحه بفضله في عليين وأبان رسول الله ص لأجله عن منزلته في النسب والدين وهو يوم يجتنب فيه المؤمنون كثيرا من الملاذ لمصاب رسول الله ص بعمه وأصحابه المخلصين وما لحقه من الأذى والألم بفعل المشركين"
الأخطاء هى:
الأول وجوب الغسل فى أول رمضان وأول شوال فى قوله:
"أول ليلة منه فيها غسل عند وجوب الشمس كما ذكرنا ذلك في أول ليلة من شهر رمضان " والغسل ليس له مواعيد وإنما الغسل له أسباب وهى الجنابة كما فى قوله تعالى "وإن كنتم جنبا فاطهروا" والقذارة من العمل أو من شىء أخر
الثانى "ومن السنة في هذه الليلة ما وردت الأخبار بالترغيب فيه والحض عليه أن يسجد الإنسان بعد فراغه من فريضة المغرب ويقول في سجوده يا ذا الحول يا ذا الطول يا مصطفيا محمدا وناصره صل على محمد وآل محمد و اغفر لي كل ذنب أذنبته و نسيته أنا وهو عندك في كتاب مبين ثم يقول أتوب إلى الله مائة مرة ولين و عند هذا القول ما تاب منه من الذنوب و ندم عليه إن شاء الله تعالى "
لا يوجد فى الوحى سجود بعد المغرب ولا يوجد فيه تكرار لكلام التوبة مائة مرة
الثالث:صلاة ركعتين تقرأ فيهم سورة الأخلاص ألف وواحد مرة والفاتحة مرتين وهو قوله"و يستحب أن يصلي في هذه الليلة ركعتين يقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب مرة واحدة وسورة الإخلاص ألف مرة وفي الثانية بالفاتحة وسورة الإخلاص مرة واحدة فإن الرواية جاءت بأنه من صلى هاتين الركعتين في ليلة الفطر لم ينتقل من مكانه و بينه وبين الله تعالى ذنب إلا غفره"
وهو كلام استهبال على الناس فلو استغرقت قراءة الاخلاص دقيقة فى كل مرة فهذا معناه حاجة المصلى لألف دقيقة وهو ما يساوى حوالى 17 ساعة أى ليلة ونصف نهار وهو كلام جنونى كما أن وقوف الألف دقيقة يعنى تدمير جسم الإنسان وعدم أكله أو شربه أو نومه
الرابع تناول شىء من تربة الحسين وهو قوله" ويستحب تناول شي ء من تربة الحسين ع فإن فيها شفاء من كل داء " وهو كلام جنونى فجسم الحسين مهما كان ضخما فهو صغير جدا ولو اعتبرناه مثلا خمسمائة كيلو فلو أخذ كل واحد ملء الكف فهذا معناه أن العشرة آلاف الأوائل قد قضوا على تربته وهو التراب الناتج من جثته ولم يتبق منه ولو ذرة واحدة ومن ثم فما يقال عن تربته نصب
الخامس وجوب زكاة الفطر بنص القرآن وهو قوله"وفي هذا اليوم فريضة إخراج الفطرة و وقتها من طلوع الشمس إلى الفراغ من صلاة العيد فمن لم يخرجها من ماله و هو متمكن من ذلك قبل مضي وقت الصلاة فقد ضيع فرضا ..والفطرة زكاة واجبة نطق بها القرآن وسنها النبي ص و بها يكون تمام الصيام " وهو كلام كذب فلا يوجد نص فى زكاة الفطر المزعومة فى المصحف وأحكامها فى كتب الفقه جنونية حيث يخرجها كل المسلمين فمن يأخذها ؟
السادس أن أمة المسلمين بها فراعنة فى قوله "وهو أول يوم من شوال إحدى و أربعين من الهجرة أهلك الله تعالى أحد فراعنة هذه الأمة عمرو بن العاص" والمسلم لا يكون فرعونا وإلا كان كافرا
و قال الرجل:
ذو القعدة:
و هو شهر حرام معظم في الجاهلية و الإسلام وفى اليوم الثالث و العشرين منه كانت وفاة سيدنا أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع بطوس من أرض خراسان سنة ثلاث و مائتين من الهجرة وفى اليوم الخامس والعشرين منه نزلت الكعبة و هي أول يوم رحمة نزلت و فيه دحا الله تعالى الأرض من تحت الكعبة وهو يوم شريف عظيم من صامه كتب الله الكريم له صيام ستين شهرا على ما جاء به الأثر عن الصادقين ع
الأخطاء:
الأول أن الكعبة وضعت يوم25 ذو القعدة ودحيت من تحتها الأرض فى قوله" وفى اليوم الخامس والعشرين منه نزلت الكعبة و هي أول يوم رحمة نزلت و فيه دحا الله تعالى الأرض من تحت الكعبة "
الكلام متناقض فكيف تنزل الأرض والأرض لم تكن خلقت قبلها لأن الأرض خلقت من تحتها فى القول؟
الثانى صوم يوم بثواب صوم ستين شهر فى قوله "وهو يوم شريف عظيم من صامه كتب الله الكريم له صيام ستين شهرا على ما جاء به الأثر عن الصادقين ع"
وهو ما يخالف أن ثواب الصوم 10 حسنات فى قوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
و قال الرجل
الكتاب من تأليف الشيخ المفيد وكلمة مسار ضدها الأحزان كما قال الرجل فى تقديم الكتاب:
أما بعد فقد وقفت أيدك الله تعالى على ما ذكرت من الحاجة إلى مختصر في تاريخ أيام مسار الشيعة وأعمالها من القرب في الشريعة وما خالف في معناه ليكون الاعتقاد بحسب مقتضاه ولعمري إن معرفة مسار الشيعة هذا الباب من حلية أهل الإيمان ومما يقبح إغفاله بأهل الفضل والإيمان و لم يزل الصالحون من هذه العصابة حرسها الله على مرور الأوقات يراعون هذه التواريخ لإقامة العبادات فيها و القرب بالطاعات و استعمال ما يلزم العمل به في الأيام المذكورات و إقامة حدود الدين في فرق ما بين أوقات المسار و الأحزان "
ومن ثم فالمراد بمسار الشيعة هى المناسبات السعيدة التى حدثت للشيعة فى تاريخهم حسب وجهة نظر المفيد ورغم كون الكتاب خاص بالمسار فإن الرجل خالف الموضوع فذكر الكثير من الأحزان ففى أحداث شهر رمضان ذكر الأحزان التالية:
-"في اليوم العاشر منه سنة عشر من البعثة و هي قبل الهجرة بثلاث سنين توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها "
-" و فيها ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الضربة التي قضى فيها نحبه ع والابتهال إلى الله تعالى في تجديد العذاب على ظالميهم من سائر الأنام و الإكثار من اللعنة على قاتل أمير المؤمنين ع و هي ليلة يتجدد فيها حزن أهل الإيمان"
-" في ليلة إحدى و عشرين منه .. و فيها كانت وفاة أمير المؤمنين ع سنة أربعين من الهجرة و له يومئذ ثلاث و ستون سنة و هي الليلة التي يتجدد فيها أحزان آل محمد ع و أشياعهم "
وفى شهر ذو الحجة ذكر الأحزان التالية:
-"هو شهر حرام معظم في الجاهلية و الإسلام وفى اليوم الثالث و العشرين منه كانت وفاة سيدنا أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع بطوس "
-"وفى هذا اليوم بعينه من سنة أربع و ثلاثين من الهجرة قتل عثمان بن عفان و له يومئذ اثنتان و ثمانون سنة"
وفى شعر المحرم ذكر التالى:
-" في اليوم العاشر منه مقتل سيدنا أبي عبد الله الحسين ع من سنة إحدى و ستين من الهجرة و هو يوم يتجدد فيه أحزان آل محمد ع و شيعتهم"
وقد أبان الرجل منهج الكتاب فى ترتيب الأحداث فذكر أنه بدأ بشهر رمضان فقال:
"وأقدم فيما أرتبه من ذكر الشهور شهر رمضان لتقدمه في محكم القرآن ولما فيه من العبادات و المقربات و لكونه عند آل الرسول ع أول الشهور في ملة الإسلام وبرهان فصول الأشهر الحرم جميعا في كل سنة على ما قرره التبيان و اتفق عليه جملة الأخبار من انفراده رجب و اتصال ما عداه منها من غير تباين و لا انفصال و تعدد وجودها في سنة واحدة على خلاف هذا النظام و أتبع القول فيما يليه من الأشهر على الاتساق إلى خاتمة ذلك "
قال الرجل فى شهر رمضان:
شهر رمضان:
"هذا الشهر سيد الشهور على الأثر المنقول عن سيد المرسلين ص وهو ربيع المؤمنين بالخبر الظاهر عن العترة الصادقين ع وكان الصالحون يسمونه المضمار وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين وقد وصفه الله تعالى بالبركة في الذكر الحكيم وأخبر بإنزاله فيه القرآن المبين و شهد بفضل ليلة منه على ألف شهر يحسبها العادون فأول ليلة منه يجب فيها النية للصيام ويستحب استقبالها بالغسل عند غروب الشمس و التطهر لها من الأدناس وفي أولها دعاء الاستهلال عند رؤية الهلال وفيها الابتداء بصلاة نوافل ليالي شهر رمضان وهي ألف ركعة من أول الشهر إلى آخره بترتيب معروف في الأصول عن الصادقين من آل محمد ع ويستحب فيها الابتداء بقراءة جزء من القرآن يتلى من بعده إلى آخره ثلاث مرات على التكرار ويستحب فيها أيضا مباضعة النساء على الحل دون الحرام ليزيل الإنسان بذلك عن نفسه الدواعي إلى الجماع في صبيحتها من النهار ويسلم له صومه على الكمال وفيها دعاء الاستفتاح وهو مشروح في كثير من الكتب في كتاب الصيام أول يوم من شهر رمضان فرض فيه نية فرض الصيام وبعد صلاة الفجر فيه دعاء مخصوص موظف مشهور عن الأئمة من آل محمد ع وفي السادس منه أنزل الله التوراة على موسى بن عمران ع و فيه من سنة إحدى ومائتين للهجرة كانت البيعة لسيدنا أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع وهو يوم شريف يتجدد فيه سرور المؤمنين و يستحب فيه الصدقة و المبرة للمساكين والإكثار لشكر الله عز اسمه على ما أظهر فيه من حق آل محمد ع وإرغام المنافقين وفي اليوم العاشر منه سنة عشر من البعثة وهي قبل الهجرة بثلاث سنين توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأسكنها جنات النعيم وفى اليوم الثاني عشر نزل الإنجيل على عيسى ابن مريم ع وهو يوم المؤاخاة الذي آخى فيه النبي ص بين صحبه وآخى بينه و بين علي ص وفي ليلة النصف منه يستحب الغسل والتنفل بمائة ركعة يقرأ في كل ركعة منها الحمد واحدة وعشر مرات قل هو الله أحد خارجة عن الألف ركعة التي ذكرناها فيما تقدم وقد ورد الخبر في فضل ذلك بأمر جسيم وفي يوم النصف منه سنة ثلاث من الهجرة كان مولد سيدنا أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب ع وفي مثل هذا اليوم سنة خمس وتسعين ومائة ولد سيدنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى ع وهو يوم سرور المؤمنين ويستحب فيه الصدقة والتطوع بالخيرات والإكثار من شكر الله تعالى على ظهور حجته وإقامة دينه بخليفته في العالمين وابن نبيه سيد المرسلين ص وفي ليلة سبع عشرة منه كانت ليلة بدر وهي ليلة الفرقان ليلة مسرة لأهل الإسلام ويستحب فيها الغسل كما ذكرنا في أول ليلة من شهر رمضان وفى يوم السابع عشر منه كانت الوقعة بالمشركين ببدر ونزول الملائكة بالنصر من الله تعالى لنبيه ع وحصلت الدائرة على أهل الكفر والطغيان وظهر الفرق بين الحق والباطل وكان بذلك عز أهل الإيمان وذل أهل الضلال والعدوان ويستحب الصدقة فيه ويستحب فيه الإكثار من شكر الله تعالى على ما أنعم به على الخلق من البيان وهو يوم عيد و سرور لأهل الإسلام وفى ليلة تسع عشرة منه يكتب وفد الحاج و فيها ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الضربة التي قضى فيها نحبه ع وفيها غسل كالذي ذكرناه من الأغسال ويصلي فيها من الألف ركعة مائة ركعة على التمام ويستحب فيها كثرة الاستغفار و الصلاة على نبي الله محمد بن عبد الله ع والابتهال إلى الله تعالى في تجديد العذاب على ظالميهم من سائر الأنام والإكثار من اللعنة على قاتل أمير المؤمنين ع وهي ليلة يتجدد فيها حزن أهل الإيمان وفي العشرين منه سنة ثمان من الهجرة كان فتح مكة وهو يوم عيد لأهل الإسلام ومسرة بنصر الله تعالى نبيه ع وإنجازه له ما وعده والإبانة عن حقه وبإبطال عدوه ويستحب فيه التطوع بالخيرات ومواصلة الذكر لله تعالى والشكر له على جليل الإنعام وفى ليلة إحدى وعشرين منه كان الإسراء برسول الله ص وفيها رفع الله عيسى ابن مريم ع وفيها قبض موسى بن عمران ع وفي مثلها قبض وصيه يوشع بن نون ع و فيها كانت وفاة أمير المؤمنين ع سنة أربعين من الهجرة وله يومئذ ثلاث وستون سنة وهي الليلة التي يتجدد فيها أحزان آل محمد ع وأشياعهم والغسل فيها كالذي ذكرته وصلاة مائة ركعة كصلاة ليلة تسع عشرة حسب ما قدمناه والإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد ع والاجتهاد في الدعاء على ظالميهم ومواصلة اللعنة على قاتلي أمير المؤمنين ع ومن طرق على ذلك وسببه وآثره ورضيه من سائر الناس وفي ليلة ثلاث و عشرين منه أنزل الله عز وجل على نبيه الذكر وفيها ترجى ليلة القدر وفيها غسل عند وجوب الشمس وفيها صلاة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وعشر مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر وتحيا هذه الليلة بالصلاة والدعاء والاستغفار ويستحب أن يقرأ في هذه الليلة خاصة سورتي العنكبوت والروم فإن في ذلك ثوابا عظيما ولها دعاء من جملة الدعاء المرسوم لليالي شهر رمضان وهي ليلة عظيمة الشرف كثيرة البركات ويستحب فيها ختم قراءة القرآن و يدعى فيها بدعاء الوداع و هي ليلة عظيمة البركة"
فيما سبق من أحداث وأحكام رمضانية أخطاء:
الأول قوله "هذا الشهر سيد الشهور على الأثر المنقول عن سيد المرسلين"
لا يوجد فى الوحى ما يدل على تفضيل شهر رمضان فالمذكور هو وجود أربعة أشهر حرام فى قوله تعالى ""إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم"
كما أن تعبير سيد المرسلين تعبير يخالف الوحى فى قول المسلمين"لا نفرق بين أحد من رسله"
ثم كيف يكون سيدهم والمسلمون جميعا إخوة كما قال تعالى "إخوانا على سرر متقابلين"؟
الثانى قوله : وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين"
والخطأ تصفيد الشياطين فى رمضان فلا يخلصون للذنوب التى يعملها الناس فى غيره وهذا تخريف فالشياطين لا تمتنع عن إيقاع الناس فى الذنوب فى رمضان أو غيره بدليل ما نراه من ذنوب غيرنا وذنوب أنفسنا
ألم يسأل المفيد نفسه كيف تصفد الشياطين فى ذلك الشهر وفيه طعن و قتل على بن أبى طالب فى قوله " و فيها ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الضربة التي قضى فيها نحبه ع والابتهال إلى الله تعالى في تجديد العذاب على ظالميهم من سائر الأنام و الإكثار من اللعنة على قاتل أمير المؤمنين ع و هي ليلة يتجدد فيها حزن أهل الإيمان"و" في ليلة إحدى و عشرين منه .. و فيها كانت وفاة أمير المؤمنين ع سنة أربعين من الهجرة و له يومئذ ثلاث و ستون سنة و هي الليلة التي يتجدد فيها أحزان آل محمد ع و أشياعهم "؟
الثالث قوله "وفيها الابتداء بصلاة نوافل ليالي شهر رمضان وهي ألف ركعة من أول الشهر إلى آخره بترتيب معروف في الأصول عن الصادقين من آل محمد"
الرجل هنا ذكر صلاة ألف ركعة من أول رمضان لأخره ولم يقل لنا ترتيبها فى كل ليلة كما هو مفروض وإنما ذكر صلاة100 ركعة فى ليلة 19وهو قوله:
" وفى ليلة تسع عشرة منه يكتب وفد الحاج ويصلي فيها من الألف ركعة مائة ركعة على التمام" و100 فى ليلة21 فى قوله " وصلاة مائة ركعة كصلاة ليلة تسع عشرة حسب ما قدمناه " و100 فى ليلة23 فى قوله:"وفي ليلة ثلاث و عشرين منه .. وفيها صلاة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وعشر مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر " ولو أخذنا قوله "وفى آخر ليلة منه تختم نوافل شهر رمضان" على أن تلك الليلة تصلى فيها 700 ركعة بقية الألف يكون كلامه جنون لأن الركعة تقرأ فيها الفاتحة وعشر مرات سورة القدر وهو ما يعنى أن الركعة تستغرق دقيقتان على الأقل أى 1400 دقيقة واليوم ليله ونهاره1440 دقيقة فكيف تصلى السبعمائة فى ليلة لا تكفيها بل تتطلب النهار معها؟
الرابع قوله: وفيها دعاء الاستفتاح وهو مشروح في كثير من الكتب في كتاب الصيام بعد صلاة الفجر فيه دعاء مخصوص موظف مشهور عن الأئمة من آل محمد ع "
ولا يوجد شىء اسمه دعاء الاستفتاح بعد صلاة الفجر
الخامس قوله:وفي ليلة النصف منه يستحب الغسل والتنفل بمائة ركعة يقرأ في كل ركعة منها الحمد واحدة وعشر مرات قل هو الله أحد خارجة عن الألف ركعة التي ذكرناها فيما تقدم وقد ورد الخبر في فضل ذلك بأمر جسيم"
لا يوجد شىء اسمه صلاة ركعة يقرأ في كل ركعة منها الحمد واحدة وعشر مرات قل هو الله أحد ولو قلنا أن اقل وقت للركعة ثلاث دقائق مع العلم أن قدرة الإنسان تقل كلما تكرر أداء الشىء فهذا معناه أنه سيصليها طوال الليل ولن تتاح له فرصة للطعام والشراب أو الراحة وهو كلام لا يشرعه الله ولا يرضاه لكونه أذى للمسلم وقدمنع الحرج وهو الأذى عنه فقال "وما جعل عليكم فى الدين من حرج "
السادس قوله:" والإكثار من شكر الله تعالى على ظهور حجته وإقامة دينه بخليفته في العالمين وابن نبيه سيد المرسلين "
الخطأ وجود ابن للنبى الأخير(ص) وهو ما يناقض قوله تعالى "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
السابع قوله" وفى ليلة إحدى وعشرين منه كان الإسراء برسول الله ص" المعروف فى التاريخ أن الإسراء كان فى رجب وليس فى رمضان وعند كثير من الشيعة لا يوجد تاريخ ثابت للحادثة فقد ورد فى تفسير الطباطبائى ج13 ص17و18 "ثم اختلفوا في السنة التي أسري به (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها فقيل: في السنة الثانية من البعثة كما عن ابن عباس، وقيل في السنة الثالثة منها كما في الخرائج، عن علي (عليه السلام). وقيل في السنة الخامسة، أو السادسة، و قيل بعد البعثة بعشر سنين وثلاثة أشهر، وقيل: في السنة الثانية عشرة منها، و قيل: قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر، و قيل: قبلها بسنة و ثلاثة أشهر، وقيل: قبلها بستة أشهر.
و لا يهمنا الغور في البحث عن ذلك و لا عن الشهر و اليوم الذي وقع فيه الإسراء ولا مستند يصح التعويل عليه لكن ينبغي أن يتنبه أن من الروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ما يصرح بوقوع الإسراء مرتين، وهو المستفاد من آيات سورة النجم حيث يقول سبحانه: "و لقد رآه نزلة أخرى" الآيات على ما سيوافيك إن شاء الله من تفسيره."
الثامن قوله" وفي ليلة ثلاث و عشرين منه أنزل الله عز وجل على نبيه الذكر"
و قال الرجل:
شهر شوال:
"أول ليلة منه فيها غسل عند وجوب الشمس كما ذكرنا ذلك في أول ليلة من شهر رمضان و فيها دعاء الاستهلال وهو عند رؤية الهلال وفيها ابتداء التكبير عند الفراغ من فرض المغرب وانتهاؤه عند الفراغ من صلاة العيد من يوم الفطر فيكون ذلك في عقب أربع صلوات وشرحه أن يقول المصلي عند السلام من كل فريضة الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر الحمد لله على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا فبذلك ثبت السنة عن رسول الله ص وجاءت الأخبار بالعمل به عن الصادقين من عترته ع ومن السنة في هذه الليلة ما وردت الأخبار بالترغيب فيه والحض عليه أن يسجد الإنسان بعد فراغه من فريضة المغرب ويقول في سجوده
يا ذا الحول يا ذا الطول يا مصطفيا محمدا و ناصره صل على محمد وآل محمد و اغفر لي كل ذنب أذنبته و نسيته أنا و هو عندك في كتاب مبين ثم يقول أتوب إلى الله مائة مرة و لينو عند هذا القول ما تاب منه من الذنوب و ندم عليه إن شاء الله تعالى و يستحب أن يصلي في هذه الليلة ركعتين يقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب مرة واحدة و سورة الإخلاص ألف مرة وفي الثانية بالفاتحة وسورة الإخلاص مرة واحدة فإن الرواية جاءت بأنه من صلى هاتين الركعتين في ليلة الفطر لم ينتقل من مكانه و بينه وبين الله تعالى ذنب إلا غفره و تطابقت الآثار عن أئمة الهدى ع بالحث على القيام في هذه الليلة والانتصاب للمسألة والاستغفار و الدعاء وروي أن أمير المؤمنين ع كان لا ينام فيها و يحييها بالصلاة و الدعاء و السؤال و يقول في هذه الليلة يعطى الأجير أجره أول يوم من شوال وهو يوم عيد الفطر وإنما كان عيد المؤمنين بمسرتهم بقبول أعمالهم و تكفير سيئاتهم و مغفرة ذنوبهم وما جاءتهم من البشارة من عند ربهم جل اسمه من عظيم الثواب لهم على صيامهم وقربهم واجتهادهم وفي هذا اليوم غسل وهو علامة التطهير من الذنوب والتوجه إلى الله تعالى في طلب الحوائج ومسألة القبول ومن السنة فيه الطيب ولبس أجمل الثياب والخروج إلى الصحراء والبروز للصلاة تحت السماء ويستحب أن يتناول الإنسان فيه شيئا من المأكول قبل التوجه إلى الصلاة وأفضل ذلك السكر ويستحب تناول شي ء من تربة الحسين ع فإن فيها شفاء من كل داء و يكون ما يؤخذ منها مبلغا يسيرا وصلاة العيد في هذا اليوم فريضة مع الإمام وسنة على الانفراد و هي ركعتان بغير أذان ولا إقامة و وقتها عند انبساط الشمس بعد ذهاب حمرتها وفى هاتين الركعتين اثنتا عشرة تكبيرة منها سبع في الأولى مع تكبيرة الافتتاح و الركوع و خمس في الثانية مع تكبيرة القيام و القراءة فيها عند آل الرسول ع قبل التكبير والقنوت فيها بين كل تكبيرتين بعد القراءة وفي هذا اليوم فريضة إخراج الفطرة و وقتها من طلوع الشمس إلى الفراغ من صلاة العيد فمن لم يخرجها من ماله و هو متمكن من ذلك قبل مضي وقت الصلاة فقد ضيع فرضا و احتقب مأثما و من أخرجها من ماله فقد أدى الواجب وإن تعذر عليه وجود الفقراء والفطرة زكاة واجبة نطق بها القرآن وسنها النبي ص و بها يكون تمام الصيام وهي من الشكر لله تعالى على قبول الأعمال وهي تسعة أرطال بالبغدادي من التمر و هو قدر الصاع أو صاع من الحنطة أو الشعير أو الأرز أو الذرة أو الزبيب حسب ما يغلب على استعماله في كل صقع من الأقوات وأفضل ذلك التمر على ما جاءت به الأخبار وفي هذا اليوم بعينه وهو أول يوم من شوال إحدى و أربعين من الهجرة أهلك الله تعالى أحد فراعنة هذه الأمة عمرو بن العاص وأراح منه أهل الإسلام وتضاعفت به المسار للمؤمنين وفى اليوم النصف من سنة ثلاث من الهجرة كانت وقعة أحد وفيها استشهد أسد الله و أسد رسول الله وسيد شهداء وقته وزمانه عم رسول الله ص حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنه وأرضاه وفيه كان التمييز بين الصابرين مع نبيه ع والمنهزمين عنه من المستضعفين والمنافقين وظهر لأمير المؤمنين ع في هذا اليوم من البرهان ما نادى به جبريل ع في الملائكة المقربين ومدحه بفضله في عليين وأبان رسول الله ص لأجله عن منزلته في النسب والدين وهو يوم يجتنب فيه المؤمنون كثيرا من الملاذ لمصاب رسول الله ص بعمه وأصحابه المخلصين وما لحقه من الأذى والألم بفعل المشركين"
الأخطاء هى:
الأول وجوب الغسل فى أول رمضان وأول شوال فى قوله:
"أول ليلة منه فيها غسل عند وجوب الشمس كما ذكرنا ذلك في أول ليلة من شهر رمضان " والغسل ليس له مواعيد وإنما الغسل له أسباب وهى الجنابة كما فى قوله تعالى "وإن كنتم جنبا فاطهروا" والقذارة من العمل أو من شىء أخر
الثانى "ومن السنة في هذه الليلة ما وردت الأخبار بالترغيب فيه والحض عليه أن يسجد الإنسان بعد فراغه من فريضة المغرب ويقول في سجوده يا ذا الحول يا ذا الطول يا مصطفيا محمدا وناصره صل على محمد وآل محمد و اغفر لي كل ذنب أذنبته و نسيته أنا وهو عندك في كتاب مبين ثم يقول أتوب إلى الله مائة مرة ولين و عند هذا القول ما تاب منه من الذنوب و ندم عليه إن شاء الله تعالى "
لا يوجد فى الوحى سجود بعد المغرب ولا يوجد فيه تكرار لكلام التوبة مائة مرة
الثالث:صلاة ركعتين تقرأ فيهم سورة الأخلاص ألف وواحد مرة والفاتحة مرتين وهو قوله"و يستحب أن يصلي في هذه الليلة ركعتين يقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب مرة واحدة وسورة الإخلاص ألف مرة وفي الثانية بالفاتحة وسورة الإخلاص مرة واحدة فإن الرواية جاءت بأنه من صلى هاتين الركعتين في ليلة الفطر لم ينتقل من مكانه و بينه وبين الله تعالى ذنب إلا غفره"
وهو كلام استهبال على الناس فلو استغرقت قراءة الاخلاص دقيقة فى كل مرة فهذا معناه حاجة المصلى لألف دقيقة وهو ما يساوى حوالى 17 ساعة أى ليلة ونصف نهار وهو كلام جنونى كما أن وقوف الألف دقيقة يعنى تدمير جسم الإنسان وعدم أكله أو شربه أو نومه
الرابع تناول شىء من تربة الحسين وهو قوله" ويستحب تناول شي ء من تربة الحسين ع فإن فيها شفاء من كل داء " وهو كلام جنونى فجسم الحسين مهما كان ضخما فهو صغير جدا ولو اعتبرناه مثلا خمسمائة كيلو فلو أخذ كل واحد ملء الكف فهذا معناه أن العشرة آلاف الأوائل قد قضوا على تربته وهو التراب الناتج من جثته ولم يتبق منه ولو ذرة واحدة ومن ثم فما يقال عن تربته نصب
الخامس وجوب زكاة الفطر بنص القرآن وهو قوله"وفي هذا اليوم فريضة إخراج الفطرة و وقتها من طلوع الشمس إلى الفراغ من صلاة العيد فمن لم يخرجها من ماله و هو متمكن من ذلك قبل مضي وقت الصلاة فقد ضيع فرضا ..والفطرة زكاة واجبة نطق بها القرآن وسنها النبي ص و بها يكون تمام الصيام " وهو كلام كذب فلا يوجد نص فى زكاة الفطر المزعومة فى المصحف وأحكامها فى كتب الفقه جنونية حيث يخرجها كل المسلمين فمن يأخذها ؟
السادس أن أمة المسلمين بها فراعنة فى قوله "وهو أول يوم من شوال إحدى و أربعين من الهجرة أهلك الله تعالى أحد فراعنة هذه الأمة عمرو بن العاص" والمسلم لا يكون فرعونا وإلا كان كافرا
و قال الرجل:
ذو القعدة:
و هو شهر حرام معظم في الجاهلية و الإسلام وفى اليوم الثالث و العشرين منه كانت وفاة سيدنا أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع بطوس من أرض خراسان سنة ثلاث و مائتين من الهجرة وفى اليوم الخامس والعشرين منه نزلت الكعبة و هي أول يوم رحمة نزلت و فيه دحا الله تعالى الأرض من تحت الكعبة وهو يوم شريف عظيم من صامه كتب الله الكريم له صيام ستين شهرا على ما جاء به الأثر عن الصادقين ع
الأخطاء:
الأول أن الكعبة وضعت يوم25 ذو القعدة ودحيت من تحتها الأرض فى قوله" وفى اليوم الخامس والعشرين منه نزلت الكعبة و هي أول يوم رحمة نزلت و فيه دحا الله تعالى الأرض من تحت الكعبة "
الكلام متناقض فكيف تنزل الأرض والأرض لم تكن خلقت قبلها لأن الأرض خلقت من تحتها فى القول؟
الثانى صوم يوم بثواب صوم ستين شهر فى قوله "وهو يوم شريف عظيم من صامه كتب الله الكريم له صيام ستين شهرا على ما جاء به الأثر عن الصادقين ع"
وهو ما يخالف أن ثواب الصوم 10 حسنات فى قوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
و قال الرجل