سأستعرض لكم أحبتي في الله مسألة النقاب وسأجمع لكم كل آراء الفقهاء واختلافهم
وسآتي لكم بأدلتهم تباعا
* ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن جميع بدن المرأة عورة , أي أن النقاب على المرأة واجب
* وذهب المالكية والحنفية إلى أن جميع جسم المرأة عورة ما عدا الوجه والكفين وعليه فالوجه والكفان حلال إظهارهما
(1) أدلة المالكية والحنفية على إباحة الوجه والكفين
- قوله تعالى ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) , وفسروا قوله : " إلا ما ظهر منها ) على أنه الوجه والكفان .
- واستدلوا بحديث السيدة عائشة الذي رواه أبو داود في سننه وفيه :
أن السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها دخلت على رسول الله وعليها ثياب رقاق , فأعرض عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لها :
" يا أسماء , إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا " وأشار إلى الوجه والكفين .
- والدليل الثالث عندهم أن المرأة تصلي وهي كاشفة وجهها وكفيها , فلو كان الوجه واليدين عورة لوجب سترهما .
أدلة الشافعية والحنابلة
1 - قوله تعالى الذي استدل به المالكية والحنفية قبل ذلك استدل به الشافعية والحنابلة كذلك , ولكنهم اختلفوا في تفسير معنى الآية فقالوا :
لا يبدين زينتهن أو مواقع تلك الزينة , وهن مؤاخذات على إبداء ذلك , إلا ما انكشف بنفسه دون قصد منهن , فلسن مؤاخذات علي ذلك , كأن تطير الرياح جلبابهن مثلا أو غير ذلك فيظهر جزء من جسدهن , فهذا لا يؤاخذن عليه .
وعليه فالوجه والكفان عورة .
2 - قوله تعالى : " وإذا سألتموهن متعا فسئلوهن من وراء حجاب " سورة الأحزاب : 53 .
فهذه الآية في رأيهم تدل على تحريم النظر إلى شيء من بدنهن , وعليه فالوجه والكفان عورة .
ومن قال إن الآية تخص زوجات النبي , أقول له إنها تتناول غيرهن بطريق القياس
والقياس مسألة فقهية معروفة لذوي البصيرة والعلم
3 - ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس : أن النبي أردف - جعله وراءه - الفضل بن العباس يوم النحر خلفه , وكان الفضل رجلا حسن الشعر أبيضًا وسيمًا , فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه , فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه , فجعل رسول الله يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر " .
وعليه فالحديث يدل على تحريم النظر إلى أي شيء من بدن المرأة
وهناك دليل آخر لم يذكره الفريق الذي قال بتحريم الوجه والكفين وهو
أن النبي قال لا تنتقب المرأة في الحج والعمرة
وأقول إذن على المرأة في غير هذه الأوقات - الحج والعمرة - أن تكون منتقبة , فارتباط النقاب بغير الحج والعمرة أم فيهما فلا يوجد نقاب
وأقول إلى من يقول أن النقاب بدعة اتق الله هل ما يستر المرأة بدعة , وأقول له أن قصة السفور ظهرت في عهد من يسمونه قاسم أمين وسعد زغلول
ويبنون له التماثيل والصروح , ويجعلونهم من أعلام مصر الحديثة فها هي صفية زغلول تخرج هي وبعض النساء اللاتي لا يعلمن من أمور دينهن شيئا ويذهبون إلى ميدان التحرير الموجود في القاهرة الآن
ويقمن بخلع البيشة , والبيشة كانت نوع من الأقمشة تداري به المرأة وجهها وقمن بحرقه أمام الإنجليز , فكيف يقولون أن النقاب لم يكن موجودا في مصرنا إلا في هذه الأوقات
والدكتور يوسف القرضاوي مع ما يعرف به من التساهل في بعض الأمور أحيانا إلا أنه قال بعد أن ناصر المذهب الذي يقول إن وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة يقول :
" ومع هذا فالأكمل للمرأة المسلمة أن تجتهد في إخفاء زينتها , حتى الوجه نفسه ما استطاعت , وذلك لانتشار الفساد , وكثرة الفسوق في عصرنا , ويتأكد ذلك إذا كانت جميلة يخشى الافتتان بها " انظر الحلا والحرام / يوسف القرضاوي ص 176 .
وأقول في نهاية الأمر أن الأمر إذن على السعة أحبتي في الله فالنقاب لا يرفض ولا يفرض
يعني لا تجبر المرأة على ارتدائه ولا تمنع من ارتدائه فمن ارتدته نقول لها بارك الله فيك ومن لم ترتديه نقول لها لست على خطأ فالأمر اختلف فيه الفقهاء وعليك أن تفعلي ما تريدين طبعا هذا مع الالتزام بالملابس الشرعية
هذا والله أعلم .
وأنا مع إجبار المرأة الجميلة على النقاب خوفا من الفتنة .