نظرات فى بحث صحراء الربع الخالي و لغز المدينة الضائعة تحت الرمال
صاحب البحث اياد العطار وهو يدور عن مدينة لم يتم العثور عليها فى صحراء الربع الخالى وقد استهله بالحديث عن أن الصحراء المذكورة لم تكن صحراء وإنما كانت غابات وبحيرات وأنهار وسهول فقال :
"يوما ما كانت هناك ارض خضراء جميلة تتلألأ في أرجائها مياه البحيرات الزرقاء حيث تلعب أفراس النهر و تتقافز الغزلان على الضفاف تحت ظلال الأشجار المورفة والباسقة ثم فجأة حدث شيء رهيب أحال تلك الآجام الخضراء إلى صحاري قاحلة فاختفت الأعشاب والزهور البرية الجميلة وحلت مكانها الرمال الحارقة التي قضت تدريجيا على كل أشكال الحياة فاستحقت تلك الأرض عن جدارة تسمية الربع الخالي صحراء رهيبة تجثم تحت رمالها الكثير من الألغاز والأسرار لعل أشهرها هو لغز "عبار" المدينة الضائعة والتي تسمى "اطلانطس الصحراء".
عاد كانت أمة عظيمة اختفت فجأة مع مدنها الغنية تحت رمال الصحراء الحارقة
وحدثنا الرجل عن أن عاد وحضارتها ومنهم مدينة عبار اختفت من الوجود تماما وهو كلام يكذب القرآن فمساكنهم كانت بقاياها موجودة أيام الرسول(ص) وشاهدها الكفار كما قال تعالى :
"وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم"
وتحدث عن الصحراء التى يطلق عليها حاليا الربع الخالى فقال :
"صحراء الربع الخالي و لغز المدينة الضائعة تحت الرمال
صورة للكثبان الرملية المنتشرة في صحراء الربع الخالي و في الخلفية صورة لأعمدة مدينة مأرب اليمنية التاريخية و هي بلا شك الاقرب من الناحية الحضارية لما كانت عليه "عبار" صحراء الربع الخالي (Rub al-Khali Desert) هي اكبر صحراء رملية في العالم تقع في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية و تغطي مساحة 650000 كم مربع أي ما يعادل مساحة فرنسا و بلجيكا و هولندا مجتمعة و تتقاسم رقعة هذه الصحراء أربعة دول هي المملكة العربية السعودية التي يقع القسم الأكبر من الصحراء داخل حدودها والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والجمهورية اليمنية وقد سميت هذه الصحراء بالربع الخالي لخلوها من الحياة تقريبا فهي من أكثر بقاع الأرض قسوة من حيث الظروف المناخية إذ تبلغ درجة الحرارة في الصيف أكثر من 55 درجة مئوية و تغطيها كثبان رملية يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 200 متر الشكل الوحيد للحياة في هذه الصحراء يتمثل في بعض النباتات والعناكب والطيور والقوارض الصغيرة
أما بالنسبة للإنسان فلا توجد سوى بعض القبائل البدوية التي تعيش على أطراف الصحراء وتتحاشى التوغل داخلها. ظلت أرجاء هذه الصحراء مجهولة لقرون طويلة تدور حولها الأساطير والخرافات ولا يجرؤ احد على اقتحام بواباتها الجهنمية لكن في عام 1932 قام الانكليزي برترام توماس بأول رحلة موثقة لعبور الصحراء قام خلالها باكتشاف بعض أرجائها ودراسة نباتاتها والمخلوقات الصغيرة التي تعيش فيها وخلال هذه الرحلة سمع توماس لأول مرة بقصة " عبار " المدينة الضائعة أثناء ضيافته في خيم البدو الساكنين في أطراف الصحراء ومع أن برترام ذكر هذه القصة في كتابه حول الصحراء إلا انه على الأرجح لم يأخذها على محمل الجد لكن هذه القصة أثارت الحماسة والطمع في نفس رجل انكليزي اخر هو عميل المخابرات البريطانية جون فليبي الذي قام بعدة رحلات استكشافية للبحث عن "عبار" منذ عام 1932 ولسوء حظ فلبي أو الشيخ عبد الله كما كان يطلق على نفسه فإنه لم يجد أي اثر للمدينة الضائعة لكنه عوضا عن ذلك اكتشف أمرا مهما فبين الكثبان الرملية شاهد آثار طبقات جيرية بيضاء بدت كما لو أنها ترسبات مسطحات مائية قديمة واكتشف بقايا عظمية لحيوانات من بينها أسنان لحيوان فرس النهر وهوامر أثار استغرابه فماذا تفعل أفراس النهر التي تعيش في المياه وقربها في صحراء الربع الخالي القاحلة؟
لم يكن لهذا السؤال المحير سوى جواب واحد و هوان هذه الطبقات الجيرية البيضاء ما هي إلا بقايا لبحيرات مائية كانت موجودة في الصحراء في عصور سحيقة القدم
وقد اكد هذا الاستنتاج الكثير من العلماء والجيولوجيين الذين درسوا المنطقة خلال العقود التالية كما ان اكتشاف كميات هائلة من النفط وسط الصحراء دعمت هذه الفرضية فالنفط يتكون من بقايا المواد العضوية المدفونة تحت الأرض و هذا يؤكد غنى صحراء الربع الخالي بالحياة النباتية والحيوانية في العصور القديمة. "
قطعا كل ما قاله الرجل هو حكايات بلا أدلة فالربع الخالى لم يكن مهجورا ولم يكن مجهولا وإنما من أطلقوا عليه ذلك هم مجموعة من المضلين الضالين أرادوا صرف الناس عما يجرى فى تلك المنطقة فالعملية لا تزيد عن عملية تخويف لأن القرآن يبين أن منطقة عاد لو صح أنها الربع الخالى كما يزعمون وما ذلك بصحيح كانت مطروقة من العرب فى عهد النبى الأخير (ص) بدليل قوله تعالى :
" وقد تبين لكم من مساكنهم"
وعندما تجد ذكر للمحتلين خاصة الغرب عليك أن تدرك أن هناك شىء يريدون صرف الآخرين عنه وكان هو النفط والذى تحكم الغرب وما زال يتحكم فيه من خلال اتفاقاته مه دول الخليج مقابل حمايته لهم
وحدثنا العطار عن تاريح لم يراه ولم يشاهده أحد حسب نظرية التطور فقال :
"احدث النظريات حول تاريخ الربع الخالي تؤكد ان المنطقة مرت بفترتين تميزتا بدرجات حرارة معتدلة و تزايد نسبة هطول الأمطار مما أدى إلى ازدهار الحياة النباتية والحيوانية الفترة الأولى استمرت من 37000 الى 17000 ألف سنة ماضية والفترة الثانية استمرت من 10000 الى 5000 سنة ماضية أي ان الجفاف الكبير حدث في حدود عام 3000 قبل الميلاد و لو صدقت هذه النظرية فأنها ستحل لغزا تاريخيا كبيرا حول هجرة الأقوام السامية فمع بداية الألف الثالث قبل الميلاد حدثت هجرة بشرية كبيرة من الجزيرة العربية تمثلت في الأقوام الاكدية والامورية التي توجهت شمالا نحو سوريا والعراق و نحن هنا لسنا بصدد مناقشة الأحداث التاريخية التي صاحبت هذه الهجرات لكن ما يهمنا في الموضوع هو التساؤل عن السبب الذي دفع الى هجرة كل هذه الجموع البشرية الضخمة فجأة و في وقت واحد والجواب يكمن بدون شك في الطقس والمناخ الذي تبدل بشكل كبير منذ خمسة ألاف سنة فتحولت الأراضي الخضراء التي كانت أشبه ما تكون بغابات الهند المطرية والتي كانت تغطي ارض الجزيرة العربية الى صحاري قاحلة اضطرت بسببها نسبة كبيرة من السكان الى الهجرة نحو الشمال و ربما لم يتبقى من حياتهم في شبه الجزيرة العربية سوى ذكريات تداولها العرب على شكل قصص حول القبائل العربية المنقرضة او ما يعرف بالعرب البائدة "
والنظرية من حيث الهجرات ذات ألأعداد الكبيرة تناقض القرآن فالله آباد كفار الأقوام وهى الممالك والدول القديمة كلها ولم يتبق سوى عدد قليل من الناس وهو رسول القوم ومن آمنوا برسالته وهم من كانوا يهاجرون من منطقة الهلاك قبل حدوثه كما قال تعالى :
"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا"
وقال :
"ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
وقال :
"أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم إن فى ذلك لآيات أفلا يسمعون"
وتحدث عن شىء لا وجود له وهو العرق السامى وهو مصدق له والغربيين مصدقين بوجوده فقال :
" و مهما حاول علماء التاريخ الغربيين التدليس حول أصل الأقوام السامية الا ان الفرضية المنطقية الوحيدة هي انهم هاجروا من جنوب الجزيرة العربية فلا يعقل ان يكونوا أتوا من مصر عبر سيناء فالفراعنة كانوا حاميين و لم يكونوا ساميين و لا يعقل ان يكونوا اتوا من جهة الشرق أو الشمال أي إيران و تركيا فهذه المناطق كانت تسكنها قبائل و شعوب هندو - أوربية و لا يبقى الا خيار الجنوب اوان يكونوا أتوا من كوكب أخر!!"
قطعا لا وجود للساميين ولا للحاميين واليافيثيين لأن نوح (ص) مات ابنه الوحيد غرقا كما قال تعالى :
"قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين"
وبنو إسرائيل وهم أشهر شعوب العرق المزعوم لم يكونوا من ذرية نوح(ص) وإنما هم ذرية من كانوا معه فى السفينة وفى هذا قال تعالى :
"وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح"
وتحدث عن عاد فقال :
" واحدى أشهر القبائل العربية المنقرضة هي عاد والتي ذكرها القرآن الكريم:
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُواشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {15} فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُم عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ {16} سورة فصلت
وعاد كانت مساكنهم في الجهة الجنوبية من الربع الخالي اي شمال حضرموت وقد كانوا في غنى و ثراء فاحش وهذه ليست أسطورة فالثروة لم تهبط عليهم من السماء و لكن بسبب تحكمهم بتجارة اللبان العربي (العلكة) التي كانوا يصدرونها الى الشام و مصر عبر طرق تجارية كانت تمر في صحراء الربع الخالي و كانت لهم عدة مدن كبيرة ربما تكون أشهرها هي "عبار" اوارم ذات العماد "ذات الألف عمود" و قد ورد ذكرها في الكتابات التاريخية القديمة في اليمن و بعض الكتب القديمة للمؤرخين الإغريق و هو ما يؤكد صحة وجودها و قد اختفى قوم عاد من على وجه السطيحة فجأة في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد واختفت مدنهم المزدهرة معهم ولم يتبقى منهم سوى قصص أسطورية تناقلتها الألسن اعتبرها علماء التاريخ مجرد خرافات لا أساس من الصحة لها "
قطعا تحدثنا فيما سبق عن مدن عاد لم تختفى وأن الناس فى عهد الرسول الأخير(ص) كان يمرون عليها كما قال تعالى :
" وقد تبيكم لكم من مساكنهم"
والتاريخ الذى ذكره وقيام غناهم على اللبان كلام بلا أى أساس كما أن حكاية ألف عمود وأرم تتعارض مع تضاريس المنطقة الحالية لأنهم كانوا يبنون المصانع وهى الحصون أى القلاع على جبال ولا توجد جبال فى تلك الصحراء الحالية وفى هذا قال تعالى :
"أتبنون بكل آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون"
وتحدث عن صور مزعومة للمنطقة بالأقمار الصناعية حيث قال :
"لكن ما حدث في ثمانينيات القرن المنصرم جعل هذه الخرافات تتحول الى حقيقة ماثلة للعيان فقد رصدت الأقمار الصناعية طرق القوافل القديمة التي كانت تمر عبر الربع الخالي باتجاه الشمال وعندما تتبع العلماء مسير هذا الطريق المؤدي من الجنوب الى سلطنة عمان وصلوا الى واحة صغيرة و بالقرب منها شاهدوا بقايا حصن قديم في البداية ظنوا ان الحصن حديث البناء يعود الى عدة قرون خلت لكن عندما بدءوا ينقبون في الموقع اخذوا يكتشفون أواني و جرار فخارية إغريقية و رومانية و فرعونية تعود الى ألاف السنين و بدئت تنتابهم الحيرة هل اكتشفوا "عبار" المدينة الضائعة؟ كانت جدران الحصن سميكة و بارتفاع ثلاثة أمتار مع ثمانية أبراج ضخمة للمراقبة و يبدو ان الحصن او المدينة الصغيرة لاقت نهاية مأساوية في زمن ما بعد ميلاد المسيح بقرن او قرنين لقد خسفت الأرض بها اذ يبدوانها بنيت فوق طبقة صخرية كلسيه تغطي تحتها كهف مائي ضخم كان السكان والقوافل تستعمل مياهه للشرب لكن حدث ان جف او قل منسوب المياه في هذا الخزان المائي الطبيعي مما أدى الى ان تخسف الأرض بالحصن على حين غرة و رغم أهمية هذا الاكتشاف الا ان اغلب العلماء اليوم لا يعتقدون بأن هذا الحصن هو بقايا مدينة "عبار" او "إرم ذات العماد" بل يذهبون الى انه كان مجرد استراحة للقوافل أثناء مرورها بالصحراء وان ارض شعب عاد كانت تحتوي على العديد من الحصون والمدن شأنها في ذلك شأن جميع الحضارات العظيمة وان اغلب هذه المدن العظيمة لازالت قابعة تحت أطنان من رمال الصحراء بانتظار من ينتشلها من هناك و لا يعلم سوى الله ما تخبئه من كنوز واسرار "
وهذا الكلام عن أن عاد هلكت بالخسف يتناقض مع أن سببها هلاكهم كان الريح العقيم كما قال تعالى :
"وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى من باقية"
صاحب البحث اياد العطار وهو يدور عن مدينة لم يتم العثور عليها فى صحراء الربع الخالى وقد استهله بالحديث عن أن الصحراء المذكورة لم تكن صحراء وإنما كانت غابات وبحيرات وأنهار وسهول فقال :
"يوما ما كانت هناك ارض خضراء جميلة تتلألأ في أرجائها مياه البحيرات الزرقاء حيث تلعب أفراس النهر و تتقافز الغزلان على الضفاف تحت ظلال الأشجار المورفة والباسقة ثم فجأة حدث شيء رهيب أحال تلك الآجام الخضراء إلى صحاري قاحلة فاختفت الأعشاب والزهور البرية الجميلة وحلت مكانها الرمال الحارقة التي قضت تدريجيا على كل أشكال الحياة فاستحقت تلك الأرض عن جدارة تسمية الربع الخالي صحراء رهيبة تجثم تحت رمالها الكثير من الألغاز والأسرار لعل أشهرها هو لغز "عبار" المدينة الضائعة والتي تسمى "اطلانطس الصحراء".
عاد كانت أمة عظيمة اختفت فجأة مع مدنها الغنية تحت رمال الصحراء الحارقة
وحدثنا الرجل عن أن عاد وحضارتها ومنهم مدينة عبار اختفت من الوجود تماما وهو كلام يكذب القرآن فمساكنهم كانت بقاياها موجودة أيام الرسول(ص) وشاهدها الكفار كما قال تعالى :
"وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم"
وتحدث عن الصحراء التى يطلق عليها حاليا الربع الخالى فقال :
"صحراء الربع الخالي و لغز المدينة الضائعة تحت الرمال
صورة للكثبان الرملية المنتشرة في صحراء الربع الخالي و في الخلفية صورة لأعمدة مدينة مأرب اليمنية التاريخية و هي بلا شك الاقرب من الناحية الحضارية لما كانت عليه "عبار" صحراء الربع الخالي (Rub al-Khali Desert) هي اكبر صحراء رملية في العالم تقع في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية و تغطي مساحة 650000 كم مربع أي ما يعادل مساحة فرنسا و بلجيكا و هولندا مجتمعة و تتقاسم رقعة هذه الصحراء أربعة دول هي المملكة العربية السعودية التي يقع القسم الأكبر من الصحراء داخل حدودها والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والجمهورية اليمنية وقد سميت هذه الصحراء بالربع الخالي لخلوها من الحياة تقريبا فهي من أكثر بقاع الأرض قسوة من حيث الظروف المناخية إذ تبلغ درجة الحرارة في الصيف أكثر من 55 درجة مئوية و تغطيها كثبان رملية يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 200 متر الشكل الوحيد للحياة في هذه الصحراء يتمثل في بعض النباتات والعناكب والطيور والقوارض الصغيرة
أما بالنسبة للإنسان فلا توجد سوى بعض القبائل البدوية التي تعيش على أطراف الصحراء وتتحاشى التوغل داخلها. ظلت أرجاء هذه الصحراء مجهولة لقرون طويلة تدور حولها الأساطير والخرافات ولا يجرؤ احد على اقتحام بواباتها الجهنمية لكن في عام 1932 قام الانكليزي برترام توماس بأول رحلة موثقة لعبور الصحراء قام خلالها باكتشاف بعض أرجائها ودراسة نباتاتها والمخلوقات الصغيرة التي تعيش فيها وخلال هذه الرحلة سمع توماس لأول مرة بقصة " عبار " المدينة الضائعة أثناء ضيافته في خيم البدو الساكنين في أطراف الصحراء ومع أن برترام ذكر هذه القصة في كتابه حول الصحراء إلا انه على الأرجح لم يأخذها على محمل الجد لكن هذه القصة أثارت الحماسة والطمع في نفس رجل انكليزي اخر هو عميل المخابرات البريطانية جون فليبي الذي قام بعدة رحلات استكشافية للبحث عن "عبار" منذ عام 1932 ولسوء حظ فلبي أو الشيخ عبد الله كما كان يطلق على نفسه فإنه لم يجد أي اثر للمدينة الضائعة لكنه عوضا عن ذلك اكتشف أمرا مهما فبين الكثبان الرملية شاهد آثار طبقات جيرية بيضاء بدت كما لو أنها ترسبات مسطحات مائية قديمة واكتشف بقايا عظمية لحيوانات من بينها أسنان لحيوان فرس النهر وهوامر أثار استغرابه فماذا تفعل أفراس النهر التي تعيش في المياه وقربها في صحراء الربع الخالي القاحلة؟
لم يكن لهذا السؤال المحير سوى جواب واحد و هوان هذه الطبقات الجيرية البيضاء ما هي إلا بقايا لبحيرات مائية كانت موجودة في الصحراء في عصور سحيقة القدم
وقد اكد هذا الاستنتاج الكثير من العلماء والجيولوجيين الذين درسوا المنطقة خلال العقود التالية كما ان اكتشاف كميات هائلة من النفط وسط الصحراء دعمت هذه الفرضية فالنفط يتكون من بقايا المواد العضوية المدفونة تحت الأرض و هذا يؤكد غنى صحراء الربع الخالي بالحياة النباتية والحيوانية في العصور القديمة. "
قطعا كل ما قاله الرجل هو حكايات بلا أدلة فالربع الخالى لم يكن مهجورا ولم يكن مجهولا وإنما من أطلقوا عليه ذلك هم مجموعة من المضلين الضالين أرادوا صرف الناس عما يجرى فى تلك المنطقة فالعملية لا تزيد عن عملية تخويف لأن القرآن يبين أن منطقة عاد لو صح أنها الربع الخالى كما يزعمون وما ذلك بصحيح كانت مطروقة من العرب فى عهد النبى الأخير (ص) بدليل قوله تعالى :
" وقد تبين لكم من مساكنهم"
وعندما تجد ذكر للمحتلين خاصة الغرب عليك أن تدرك أن هناك شىء يريدون صرف الآخرين عنه وكان هو النفط والذى تحكم الغرب وما زال يتحكم فيه من خلال اتفاقاته مه دول الخليج مقابل حمايته لهم
وحدثنا العطار عن تاريح لم يراه ولم يشاهده أحد حسب نظرية التطور فقال :
"احدث النظريات حول تاريخ الربع الخالي تؤكد ان المنطقة مرت بفترتين تميزتا بدرجات حرارة معتدلة و تزايد نسبة هطول الأمطار مما أدى إلى ازدهار الحياة النباتية والحيوانية الفترة الأولى استمرت من 37000 الى 17000 ألف سنة ماضية والفترة الثانية استمرت من 10000 الى 5000 سنة ماضية أي ان الجفاف الكبير حدث في حدود عام 3000 قبل الميلاد و لو صدقت هذه النظرية فأنها ستحل لغزا تاريخيا كبيرا حول هجرة الأقوام السامية فمع بداية الألف الثالث قبل الميلاد حدثت هجرة بشرية كبيرة من الجزيرة العربية تمثلت في الأقوام الاكدية والامورية التي توجهت شمالا نحو سوريا والعراق و نحن هنا لسنا بصدد مناقشة الأحداث التاريخية التي صاحبت هذه الهجرات لكن ما يهمنا في الموضوع هو التساؤل عن السبب الذي دفع الى هجرة كل هذه الجموع البشرية الضخمة فجأة و في وقت واحد والجواب يكمن بدون شك في الطقس والمناخ الذي تبدل بشكل كبير منذ خمسة ألاف سنة فتحولت الأراضي الخضراء التي كانت أشبه ما تكون بغابات الهند المطرية والتي كانت تغطي ارض الجزيرة العربية الى صحاري قاحلة اضطرت بسببها نسبة كبيرة من السكان الى الهجرة نحو الشمال و ربما لم يتبقى من حياتهم في شبه الجزيرة العربية سوى ذكريات تداولها العرب على شكل قصص حول القبائل العربية المنقرضة او ما يعرف بالعرب البائدة "
والنظرية من حيث الهجرات ذات ألأعداد الكبيرة تناقض القرآن فالله آباد كفار الأقوام وهى الممالك والدول القديمة كلها ولم يتبق سوى عدد قليل من الناس وهو رسول القوم ومن آمنوا برسالته وهم من كانوا يهاجرون من منطقة الهلاك قبل حدوثه كما قال تعالى :
"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا"
وقال :
"ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
وقال :
"أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم إن فى ذلك لآيات أفلا يسمعون"
وتحدث عن شىء لا وجود له وهو العرق السامى وهو مصدق له والغربيين مصدقين بوجوده فقال :
" و مهما حاول علماء التاريخ الغربيين التدليس حول أصل الأقوام السامية الا ان الفرضية المنطقية الوحيدة هي انهم هاجروا من جنوب الجزيرة العربية فلا يعقل ان يكونوا أتوا من مصر عبر سيناء فالفراعنة كانوا حاميين و لم يكونوا ساميين و لا يعقل ان يكونوا اتوا من جهة الشرق أو الشمال أي إيران و تركيا فهذه المناطق كانت تسكنها قبائل و شعوب هندو - أوربية و لا يبقى الا خيار الجنوب اوان يكونوا أتوا من كوكب أخر!!"
قطعا لا وجود للساميين ولا للحاميين واليافيثيين لأن نوح (ص) مات ابنه الوحيد غرقا كما قال تعالى :
"قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين"
وبنو إسرائيل وهم أشهر شعوب العرق المزعوم لم يكونوا من ذرية نوح(ص) وإنما هم ذرية من كانوا معه فى السفينة وفى هذا قال تعالى :
"وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح"
وتحدث عن عاد فقال :
" واحدى أشهر القبائل العربية المنقرضة هي عاد والتي ذكرها القرآن الكريم:
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُواشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {15} فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُم عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ {16} سورة فصلت
وعاد كانت مساكنهم في الجهة الجنوبية من الربع الخالي اي شمال حضرموت وقد كانوا في غنى و ثراء فاحش وهذه ليست أسطورة فالثروة لم تهبط عليهم من السماء و لكن بسبب تحكمهم بتجارة اللبان العربي (العلكة) التي كانوا يصدرونها الى الشام و مصر عبر طرق تجارية كانت تمر في صحراء الربع الخالي و كانت لهم عدة مدن كبيرة ربما تكون أشهرها هي "عبار" اوارم ذات العماد "ذات الألف عمود" و قد ورد ذكرها في الكتابات التاريخية القديمة في اليمن و بعض الكتب القديمة للمؤرخين الإغريق و هو ما يؤكد صحة وجودها و قد اختفى قوم عاد من على وجه السطيحة فجأة في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد واختفت مدنهم المزدهرة معهم ولم يتبقى منهم سوى قصص أسطورية تناقلتها الألسن اعتبرها علماء التاريخ مجرد خرافات لا أساس من الصحة لها "
قطعا تحدثنا فيما سبق عن مدن عاد لم تختفى وأن الناس فى عهد الرسول الأخير(ص) كان يمرون عليها كما قال تعالى :
" وقد تبيكم لكم من مساكنهم"
والتاريخ الذى ذكره وقيام غناهم على اللبان كلام بلا أى أساس كما أن حكاية ألف عمود وأرم تتعارض مع تضاريس المنطقة الحالية لأنهم كانوا يبنون المصانع وهى الحصون أى القلاع على جبال ولا توجد جبال فى تلك الصحراء الحالية وفى هذا قال تعالى :
"أتبنون بكل آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون"
وتحدث عن صور مزعومة للمنطقة بالأقمار الصناعية حيث قال :
"لكن ما حدث في ثمانينيات القرن المنصرم جعل هذه الخرافات تتحول الى حقيقة ماثلة للعيان فقد رصدت الأقمار الصناعية طرق القوافل القديمة التي كانت تمر عبر الربع الخالي باتجاه الشمال وعندما تتبع العلماء مسير هذا الطريق المؤدي من الجنوب الى سلطنة عمان وصلوا الى واحة صغيرة و بالقرب منها شاهدوا بقايا حصن قديم في البداية ظنوا ان الحصن حديث البناء يعود الى عدة قرون خلت لكن عندما بدءوا ينقبون في الموقع اخذوا يكتشفون أواني و جرار فخارية إغريقية و رومانية و فرعونية تعود الى ألاف السنين و بدئت تنتابهم الحيرة هل اكتشفوا "عبار" المدينة الضائعة؟ كانت جدران الحصن سميكة و بارتفاع ثلاثة أمتار مع ثمانية أبراج ضخمة للمراقبة و يبدو ان الحصن او المدينة الصغيرة لاقت نهاية مأساوية في زمن ما بعد ميلاد المسيح بقرن او قرنين لقد خسفت الأرض بها اذ يبدوانها بنيت فوق طبقة صخرية كلسيه تغطي تحتها كهف مائي ضخم كان السكان والقوافل تستعمل مياهه للشرب لكن حدث ان جف او قل منسوب المياه في هذا الخزان المائي الطبيعي مما أدى الى ان تخسف الأرض بالحصن على حين غرة و رغم أهمية هذا الاكتشاف الا ان اغلب العلماء اليوم لا يعتقدون بأن هذا الحصن هو بقايا مدينة "عبار" او "إرم ذات العماد" بل يذهبون الى انه كان مجرد استراحة للقوافل أثناء مرورها بالصحراء وان ارض شعب عاد كانت تحتوي على العديد من الحصون والمدن شأنها في ذلك شأن جميع الحضارات العظيمة وان اغلب هذه المدن العظيمة لازالت قابعة تحت أطنان من رمال الصحراء بانتظار من ينتشلها من هناك و لا يعلم سوى الله ما تخبئه من كنوز واسرار "
وهذا الكلام عن أن عاد هلكت بالخسف يتناقض مع أن سببها هلاكهم كان الريح العقيم كما قال تعالى :
"وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى من باقية"