قراءة في كتاب أهداف الترويح والترفيه من منظور إسلامي
المؤلف عبد العزيز الدغيثر وقد استهل البحث بالحديث عن فوائد الترويح فقال :
"للترويح آثار إيجابية كثيرة منها:
إشباع الحاجات الجسمية والاجتماعية والعلمية والعقلية؛ إضافة إلى دوره في اكتشاف الأخلاق، كما أنه يمكن أن يكون وسيلة استثمار عالية العوائد كما أن الترويح يزيد الترابط بين المشاركين في النشاط الترويحي ومما هو معلوم لدى كل إنسان أن الأنشطة الترويحية تجعل الإنسان يعود إلى عمله بنشاط أكثر ورغبة أقوى وإنتاجية أعلى "
وقد أورد الدغيثر ما يدل على أهمية الترويح للبدن فقال :
"والنشاط الترويحي ضروري للبدن؛ لذا جاء في قصة حنظلة قال: لقيني أبو بكر الصديق فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله (ص)يذكرنا بالنار والجنة، حتى وكأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عند رسول الله (ص)عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر الصديق، حتى دخلنا على رسول الله (ص) قلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله (ص)وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله! نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً فقال (ص)«والذي نفسي بيده! أن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ـ ثلاث مرات» "
والحديث ليس فيه أى إشارة للترويح الجسدى أو البدنى لأنه يتحدث عن التلهى بالزوجات والأولاد والأموال وعن ذكر الجنة والنار
ثم استشهد بالحديث التالى:
"ولما رأى النبي (ص)من عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ زيادة في التعبد على حساب حاجات أخرى أمره بالتوازن؛ فقال: «صم وأفطر، وقم ونم؛ فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً» "
وهو استشهاد صحيح ثم نقل أقوالا أخرى فقال :
"وقد جاءت الآثار عن الصحابة للتأكيد على هذا المفهوم؛ فقال علي : أَجِمُّوا هذه القلوبَ، والتمسوا لها طرائف الحكمة؛ فإنها تملّ كما تمل الأبدان» وقال ابن مسعود : أريحوا القلوب؛ فإن القلب إذا أُكره عمي
إلا أن هذا لا يعني أن يغلب الترفيهُ الجِدَّ في حياة المسلم، بل الغالب على المسلم أن يكون جاداً منتجاً والترفيه طارئ"
وتحدث عن أهداف الترفيه وهى تسمية مخالفة للقرآن فهى تعبير عن الترف والترف هو صفة المجتمعات الكافرة والتعبير الصحيح هو ‘راحة البدن او حق البدن والاستجمام وفى الأهداف قال :
"كما أن الترفيه له أهداف رئيسة وأهداف جانبية؛ فمن أهداف الترفيه:
الهدف الأول: تجديد النشاط، وتقوية الإرادة:
للترويح أثر ملاحظ على النفس بتجديد نشاطها، وفي هذا يقول أبو الدرداء : «إني لأستجم لقلبي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لي على الحق»
ولذا يجد المتأمل في حكمة التشريع الإسلامي أن عيد الفطر يأتي بعد وقت جد وعبادة، بالصيام، والقيام، وغيرها من النوافل، وعيد الأضحى يأتي بعد يوم عرفة، وهو يوم عبادة، ودعاء، وتضرع، وصيام لغير الحاج والعيد هو البهجة والسعادة التي تجدد للقلب حياته وحيويته، وحتى يكون الفرح عبادة يؤجر عليها العبد ارتبط العيد بشعيرتين إسلاميتين، هما: صوم رمضان، وأداء مناسك الحج والأضاحي وسمي العيد عيداً؛ لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد وليس للمسلم في السنة إلا عيدان؛ فعن أنس قال: قدم رسول الله (ص) ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال (ص)«قدمت عليكم، ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم النحر، ويوم الفطر» والعيدان المذكوران هما: يوم النيروز، ويوم المهرجان (عون المعبود 3/485) وفي حديث الجاريتين أنهما كانتا تغنيان، وتضربان بالدف عند عائشة في العيد من أيام منى "
والكلام عن كون العيد ترفيه أو لعب هو كلام خارج عن الشرع فلو كان لعبا حسب المعروف ما كان فيه صلاة ولا تكبير ولا أداء المناسك فالعيد هو عبادة أى طاعة لأحكام الله
"وتحدث عن تصبير الأطفال على الصوم فقال :
وللترفيه أثر في إزالة ما يعتري النفس من تعب وجوع وعطش، وقد استخدم الصحابة الترفيه لتصبير أطفالهم على الصوم؛ فقد روى البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ قالت: «أرسل النبي (ص)غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار:
من أصبح مفطراً فليتمّ بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم، قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن؛ فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتى يكون عند الإفطار»
والكلامك غير مستقيم فهو متناقض فتصبير الأطفال عن الصوم ليس نوع من الترويح الجسدى وإنما هو نوع من التعود على ألم الجوع والعطش
وتحدث عن السفر كوسيلة ترويحية فقال :
"والتغيير بالسفر أمر لا بد منه، ولا يعارضه الشرع؛ لأن فيه مصلحة واضحة جلية، قال الشافعي:
ما في المقام لذي عقل وذي أدبِ
من راحة فدعِ الأوطان واغتربِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقه
وانصب فإن لذيذ العيش في النصَبِ
إني رأيت وقوف الماء يفسده
إن سال طاب وإن لم يجر لم يطبِ
الأُسْدُ لولا فراق الغاب ما قنصت
والسهم لولا فراق القوس لم يُصبِ
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
لملها الناس من عجم ومن عربِ
والبدر لولا أفول منه ما نظرت
إليه في كل حين عين مرتقبِ والتبر كالترب ملقى في أماكنه
والعود في أرضه نوع من الحطبِ
فإن تغرَّب هذا عز مطلبه
وإن أقام فلا يعلو على رتبِ
وقال:
الكحل نوع من الأحجار منطرحاً
في أرضه كالثرى يُذرى على الطرق
لما تغرَّب نال العز أجمعه
فصار يُحمل بين الجفن والحَدَقِ
ولكن العاقل من يتعظ بسفره، ويجعل سياحته تقربه لربه، وتزيد من إيمانه ومعرفته وثقافته ولما أراد أعداء ابن تيمية طرده من بلاده، قال ـ يرحمه الله ـ: «ما ينقم مني أعدائي أنا جنتي في صدري قتلي شهادة، وتسفيري سياحة، وسجني خلوة»"
والكلام ليس صحيحا فطبقا للرواية " السفر قطعة من العذاب"فالسفر ليس ترويحا للجسد وإنما هو أتعاب للجسد
ثم ذكر الهدف الثانى فقال "
" الهدف الثاني: إظهار سماحة الإسلام:
قد يظن ظان أن الترفيه يعارض الدين الإسلامي، وقد أعلنها رسول البشرية (ص)حين قال لبعض الغلاة: «لا رهبانية في الإسلام»؛ ولذا فإن إظهار الترفيه المباح لإعلام الآخرين بسماحة الدين وواقعيته أمر مطلوب ومشروع، ودليل ذلك ما ثبت في المسند من حديث عائشة أن النبي (ص)لما أذن لعائشة باللعب بالبنات مع صواحبها، قال: «لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بُعثت بحنيفية سمحة» وقد فهم السلف من الصحابة ومن تبعهم هذا المقصد؛ فقد قال أحد السلف لأصحابه ليبين لهم هذه السماحة: «كان أصحاب رسول الله (ص)يتبادحون بالبطيخ؛ فإذا كانت الحقائق كانوا هُمُ الرجال» "
الترفيه ككلمة على اطلاقها دون تعريف كما سبق القول هى نوع من أنواع الترف الكفرىكما قال تعالى :
" ,إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"
والمسلمون ليسوا كفرة والكلمة الصحيح هى :
إراحة البدن أو حقوق البدن
ثم ذكر الهدف الثالث فقال :
" الهدف الثالث: إسعاد الصغار:
إسعاد الصغار أمر مطلوب حيث كان النبي (ص)يتحراه ويقصده؛ لأن الصغار هُمْ بهجة الدنيا وإسعادهم يملأ الأجواء سعادة وفرحاً ومما يدل على الحرص على هذا الأمر ما ثبت عن أبي هريرة قال كان رسول الله (ص)إذا أتى الثمر أُتي به فيقول: (اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي مدنا، وفي صاعنا بركة مع بركة)، ثم يعطيه أصغر من بحضرته من الولدان وهذه الهدية الصغيرة لها أثر عميق في نفس الصغير لا ينساه ما عاش
ومن ذلك إردافهم على الدابة؛ فقد قال عبد الله بن جعفر : «كان رسول الله (ص)إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بالصبيان من أهل بيته قال: وإنه قدم مرة من سفره فسيق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابنيْ فاطمة؛ إما حسن، وإما حسين فأردفه خلفه، قال: فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة» وقال ابن عباس لما قدم رسول الله (ص)مكة استقبله أغيلمة بني عبدالمطلب فحمل واحداً بين يديه، وآخر خلفه
ومن إسعاد الصغار تفريحهم بالمال؛ فقد مَرّ ابن عمر في طريق فرأى صبياناً يلعبون فأعطاهم درهمين ومما يفرح الصبي حمله والإنشاد له؛ فعن عقبة بن الحارث قال: رأيت أبا بكر يحمل الحسن بن علي، ويقول:
بأبي شبيه بالنبي
ليس شبيهاً بعلي
وعلي معه يتبسم قال الحافظ في الفتح: وكان عمر الحسن إذ ذاك سبع سنين
وعن عروة بن الزبير قال: كان أبي ينقزني ويقول:
أبيض من آل عتيقِ
مبارك من ولد الصديقِ
ألذه كما ألذ ريقي
وكان العباس يرقص قثم، ويقول:
يا قثم يا قثم
يا ذا الأنف الأشم
يا شبه ذي الكرم
وكانت أم الفضل بن عباس ترقصه وتقول:
ثكلت نفسي وثكلت بكري
إن لم يسد قهراً أو عين قهري
بالحسب العز وبذل الوفر
وقال الشعبي: كانت قريش تحب عثمان بن عفان حتى إن المرأة كانت ترقص ابنها وتقول:
أحبك والرحمن
حب قريش عثمان"
والسعادة عملية نفسية قد تتم عن طريق الكلام وقد تتم عن طريق البدن والسعادة هى ترقيص الأطفال بدنيا وأما الكلام فهو عملية نفسية وليست بدنية
وقال في الهدف الرابع فقال :
"الهدف الرابع: التنمية العضلية:
من أفضل الوسائل الترفيهية ما يفيد البدن وينشطه؛ لأنه ثبت في الحديث أن النبي (ص)قال: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير» والصغير كثير الحركة واللهو، والمطلوب من الكبار أن يتنزلوا لهم ليسعدوا؛ ولأن في حركتهم تنمية لقواهم العضلية؛ فعن أبي هريرة : «أنه صلى مع رسول الله (ص)العشاء؛ فأخذ الحسن والحسين يركبان على ظهره؛ فلما جلس وضع واحداً على فخذه، والآخر على فخذه الأخرى » ، وفي حديث شداد بن الهاد أنه رأى الحسن أو الحسين على ظهر النبي (ص)وهو ساجد فأطال السجود؛ فلما قضيت الصلاة قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة قد أطلتها؛ فظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: «فكل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني؛ فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته» ، وعن ابن مسعود قال: «كان النبي (ص)يصلي والحسن والحسين يثبان على ظهره، فيأخذهما الناس فقال: دعوهما بأبي هما وأمي! من أحبني فليحب هذين!»
فهذه الوقائع تدل على أن الإنسان في حال تعامله الجادّ يختلف عن حاله وقت الترفيه؛ فليس التجهّم من الإسلام في شيء، وقد ورد عنه (ص)أنه كان من أفكه الناس مع صبي "
وهدف التنمية العضلية ما كتب تحته لا يدل عليه فليس ركوب الأطفال على ظهور الكبار شىء ينمى عضلاتهم وما كتبه الدغيثر عن حرمة التجهم في نهاية الفقرة لا يتناسب مع عنوان التنمية العضلية
ثم قال :
"ونقل ابن مفلح عن ابن عقيل أنه قال: «والعاقل إن خلا بأطفاله خرج بصورة طفل، ويهجر الجد في ذلك الوقت»
وقد عزل عمر والياً؛ لأنه لا يلاعب أطفاله والصغار يحبون المنافسة كثيراً، وقد استخدم النبي (ص)الترفيه للصغار عن طريق إجراء السباق بينهم؛ فقد ثبت عن عبد الله بن الحارث قال: كان (ص)يصفُّ عبدَ الله وعبيدَ الله ـ من بني العباس ـ ثم يقول: من سبق إلى كذا فله كذا وكذا، قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم
والزوجة تحتاج إلى أن تأخذ حظها من الترفيه؛ فقد سابق النبي (ص)عائشة مرة فسبقته، ثم سابقها بعد أن حملت اللحم فسبقها، فقال (ص)«هذه بتلك»
وورد عن عائشة أنها كانت تلعب بالأرجوحة مع صاحباتها قبل دخول النبي (ص)بها "
وما سبق من أحاديث يدل على الرياضة مع أن كثير منهم لم يحدث خاصة تسابق الرجل والمرأة أمام الناس مع حاجة المرأة لكشف ساقيها كى تجرى وهو ما يناقض قوله تعالى :
" ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن"
وتحدث عن الجمع بين الأهداف فقال :
"وقد وردت عدة وسائل في النصوص الشرعية؛ مما يحصل به الجمع بين الترفيه والتنمية العضلية والاستعداد العسكري للمجتمع المسلم؛ فمن ذلك:
أولاً: السبق بالأقدام:
تعتبر المسابقة بالأقدام من أقدم أنواع المسابقات وأسهلها وأقلها كلفة، وقد وردت في قصة يوسف أن إخوته قالوا: {إنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} قال ابن سعدي في تفسيره: نستبق إما على الأقدام، أو بالرمي والنضال كما أن النبي (ص)استخدم هذا الأسلوب الترفيهي كما في حديث عائشة أنها كانت مع النبي (ص)في سفر فسابقته على رجلها فسبقته، قالت: فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، فقال: «هذه بتلك»
وبعد غزوة (ذي قرد) سابق سلمة بن الأكوع رجلاً من الأنصار إلى المدينة بإذن النبي (ص)فسبقه سلمة وعندما قفل النبي (ص)وأصحابه من غزوة تبوك قالت الأنصار: السباق، فقال النبي (ص)إن شئتم وسابق ابن الزبير عمر بن الخطاب فسبق ابن الزبير؛ فقال: سبقتك ورب الكعبة، قال عبد الله: ثم سبقني فقال: وسبقتك ورب الكعبة "
وكما سبق القول سباق عائشة والنبى(ص) لم يحدث لأن ه لكى يكون شرعيا لابد أن يكون في خلاء ليس فيه رجل ولا امرأة لعدم رؤية بعض العورات التى لابد من كشفها
وقال:
"ثانياً: المصارعة:
وهذه رياضة نبيلة، لكنها تطلق الآن على رياضة عنيفة لا يقرها دين ولا عقل، وقد ورد في المصارعة أن سمرة بن جندب ورافع بن خديج تصارعاً بين يدي النبي (ص)يوم أحد ليتبين الأقوى فينال شرف الجهاد
وحديث ركانة بن عبد يزيد قال: كنت أنا والنبي (ص)في غُنَيْمة لأبي طالب نرعاها في أول ما رأى؛ إذ قال لي ذات يوم: هل لك أن تصارعني؟ قلت له: أنت؟ قال: أنا، فقلت: على ماذا؟ قال: على شاة من الغنم، فصارعته فصرعني» وقد أفادت هذه المصارعة إسلام ركانة؛ لأنه علم أن النبي (ص)مُعان من الله تعالى وردَّ عليه النبي (ص)غُنيمته"
وحديث ركانة باطل خاصة أنه يبيح الرهان المحرم وهو نوع من القمار حيث يوجد مكسب مالى وخسارة مالية
وقال :
" ثالثاً: الغطس:
وهذه الوسيلة الترفيهية رياضة جماعية، وفيها فائدة تمرين الصدر والرئتين على الحصول على كمية أكبر من الهواء مع التكرار والصبر؛ ولذا نلاحظ أن الغواص المحترف يمكث تحت الماء مدة أطول من غيره لتمرّن رئتيه على ذلك، وقد ورد في هذا النوع من المسابقات أن عمر بن الخطاب مَرّ بساحل البحر وهو محرم، فقال لابن عباس تعالَ أباقيك في الماء أينا أطول نَفَساً؟ قال ابن عباس: ونحن محرمون وجاء عن ابن عمر أن عاصم بن عمر وعبد الرحمن بن زيد وقعا في البحر يتمالقان (يتغاطسان) يغيِّب أحدهما رأس صاحبه وعمر ينظر إليهما، فلم ينكر ذلك عليهما
رابعاً: السباحة:
وهي من أفضل وسائل الترفيه وأنفعها للبدن والنفس، وقد جاءت النصوص النبوية بمدح هذه الوسيلة، واستحباب تعلمها وتعليمها؛ لأنها قد تكون وسيلة لإنقاذ النفس، ومن طريف ما يُذكر أن نحوياً صعد سفينة فسمع ربانها يصيح بأعلى صوته: ارفعوا الشراعُ يا أيها البحارة! فقال النحوي للربان: ألا تعرف النحو؟ قال: لا، فقال النحوي: فاتك نصف عمرك! فهبَّت عاصفة هزت السفينة حتى ارتفعت الأمواج وتلاطمت؛ فقال الربان للنحوي: أتعرف السباحة؟ قال: لا؛ فقال الربان: فَاتَك عمرك كله!
ومما ورد في فضل السباحة ممارسة وتعلماً وتعليماً حديث جابر أن النبي (ص)قال: «كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو غير أربع خصال: تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بين الغرضين، وتعليم السباحة»
وكتب عمر إلى أبي عبيدة «أن علموا غلمانكم العوم ومقاتلتكم الرمي» ، وليعلم أن معرفة السباحة غاية في الأهمية؛ ولذا أوصى الحجاج مؤدب بنيه بقوله: «علمهم السباحة قبل الكتابة؛ فإنهم يجدون من يكتب عنهم ولا يجدون من يسبح عنهم» "
وحديث وجود أربعة ليست من ذكر الله مباحة هو تخريف تام فكل ما أبيح وحرم هو من ذكر وهو حكم الله فالملاعبة وهى الجماع بين ألزواج واجب كما قال تعالى :
"فآتوهن من حيث أمركم الله"
ثم قال :
"خامساً: الفروسية:
وهي رياضة النبلاء والقادة؛ لأنها تدل على شجاعة وثبات ورباطة جأش وقوة عزيمة، ولقد حث الشرع على أن يكون الترفيه البدني معيناً على الاستعداد العسكري للجهاد، وأجاز بذل العوض فيه، والأصل في ذلك حديث أبي هريرة عن النبي (ص)قال: «لا سَبْقَ إلا في خف أو حافر أو نصل» وحديث ابن عمر أن النبي (ص)«سبَّق بين الخيل وراهن» وفي لفظ: «سبق بين الخيل وأعطى السابق» وأصل الحديث في مسلم بلفظ: «أن النبي (ص)سابق بالخيل» دون ذكر الرهن وتعليم الفرس وتأديبها من وسائل ذلك لحديث جابر أن النبي (ص)قال: «كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو غير أربع خصال: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بين الغرضين، وتعليم السباحة» "
وهذه الأحاديث عن السباق ووجود مكسب مالى وخسارة مالية هى نوع من القمار حرمه الله ولا توجد في الإسلام سباقات ذات جوائز لأن هذا شغل للناس بمال يأكلونه دون وجه حق وهو ما يدفعن للتدريب المحرم فيتركون الأعمال الوظيفية الشريفة إلى عمل منحك محرم وهو جعل الرياضة مصدر رزق وهو الحادث الآن في العالم حيث اللاعبون عبيد للمال الذى يتسابقون عليه أو من خلال ما يسمى شراءهم وبيعهم معيدين بذلك عهود العبيد
وقال :
"سادساً: السباق على الإبل:
من وسائل الترفيه عند العرب السباق على الإبل التي هي سفينتهم التي يعبرون بها الفيافي والقفار، وقد كان أغنياء العرب يتنافسون في اقتناء الإبل الأصيلة السريعة الصبورة، وإجراء المسابقات بين الإبل أمر شائع في العهد النبوي، ففي البخاري عن أنس قال: «كانت لرسول الله (ص)ناقة تسمى العضباء لا تُسبق» وكان الصحابة يسابقون على الخيل والركاب وعلى أقدامهم "
هذا الكلام هو إعادة لأيام الكفر وهى للأسف عادة فالأغنياء هم من يقيمون الرياضات الحالية ويشترون البشر ويبيعونهم وهم اللاعبون واللاعبات وهو أمر حرمه فتلك الرياضة ليست مهن مفيدة للناس وإنما هى تكريس لعادات الكفار من حيث شغل الناس عن طاعات الله بالفرجة على من يكشفون العورات ويجرون وراء كرة أو يضربون بعضهم وما شاكل مما هو غير مفيد
وقال :
"سابعاً: الرمي:
من أجمل وأمتع وسائل الترفيه الرمي بالسلاح للتمرين على الإصابة والدقة؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله (ص)وهو على المنبر يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» وخرج النبي (ص)على قوم مِن أسلم يتناضلون بالسوق فقال: «ارموا بني إسماعيل! فإن أباكم كان رامياً»
بل حذر النبي (ص)من نسيان الرمي؛ حيث قال: «من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا»
ولذا حرصوا على هذا الأمر، حيث كانوا يتواصون به، فكتب عمر إلى أبي عبيدة «أن علموا غلمانكم العوم ومقاتِلَتَكم الرمي»
وقال سعد بن أبي وقاص : «عليكم بالرمي؛ فإنه خير لَهْوِكُم»
وفي مجمع الزوائد أن أنساً كان يجلس ويُطرح له فراش ويجلس عليه ويرمي ولده بين يديه، فخرج يوماً وهم يرمون فقال: يا بنيَّ! بئس ما ترمون، ثم أخذ القوس فرمى؛ فما أخطأ القرطاس»
ثامناً: اللعب بالسلاح:
واللعب بالسلاح يشبه إلى حد كبير رقصة الحرب، ووقتها في العادة قبل المعارك وفي الأعياد ونحوها، ومشاهدة هذا اللعب وممارسته أمر مباح، ودليل ذلك حديث عائشة، في إذن النبي (ص)لها برؤية الحبشة وهم يلعبون بالحراب في المسجد "
وحديث اللعب في المسجد باطل فالمساجد بنيت لذكر الله كما قال تعالى :
"في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
كما أن رؤية المرأة للرجال محرمة خاصة إذا كانت متزوجة كما قال تعالى :
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وبعد أن ذكر بعض الوسائل والكثير من أحاديثها باطل كحديث أنواع من السابقات والرهان غليها والمصارعة وسباقات الخيل والهجن
وتحدث عن الهدف الخامس فقال :
"الهدف الخامس: التهيئة النفسية وإزالة التوتر:
من حكمة الشارع أنه شرع للإنسان في حال توتره وخوفه بعض الوسائل الترفيهية لإزالة ذلك، ومن أصعب المواقف ليلة زفة العروس إلى زوجها؛ إذ كل طرف يصيبه توجس وقلق من الموقف، وقد يصيبه خوف من الإخفاق؛ فشرع الضرب بالدف، وذكر الأناشيد التي تؤدي الغرض ومثل ذلك وقت الحرب والختان ونحوها كما ورد في السنة النشيد وقت العمل الشاق، كمثل ما حدث في حفر الخندق، وفي السفر، ونحو ذلك
جواز الغناء واستعمال الدف في وليمة العرس:
ورد في السنة جواز ذلك:
أولاً: حديث عائشة أنها زفت امرأةً إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله (ص)يا عائشة! ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو»
ثانياً: حديث عائشة أن يتيمة تزوجت رجلاً من الأنصار، وكانت عائشة فيمن أهداها إلى زوجها، قالت: فسلمنا ودعونا بالبركة، ثم انصرفنا، فقال (ص)إن الأنصار قوم فيهم غزل، ألا قلتم يا عائشة: أتيناكم أتيناكم، فحيانا وحياكم» وفيه دليل على جواز الغزل غير الفاحش عند زفاف المرأة إلى زوجها والحكمة في ذلك إعلان النكاح
ثالثاً: حديث عامر البجلي قال: دخلت على قرظة بن كعب، وأبي مسعود ـ قال الراوي عنه: وذكر ثالثاً ذهب عليَّ ـ وجوارٍ يضربن بالدف ويغنين، فقلت: تقرون على هذا وأنتم أصحاب رسول الله (ص) قالوا: إنه قد رخص لنا في العرسات، وفي البكاء على الميت من غير نياحة»
حكم الدف والغناء في العرس:
قال أحمد: يستحب أن يُظهر النكاح، ويُضرب عليه بالدف، حتى يشتهر ويُعرف وقال أيضاً: لا بأس بالغزل في العرس كقول النبي (ص)للأنصار: «أتيناكم أتيناكم»
وأما الدف للرجال فقد قال المرداوي: ظاهر قوله ـ أي صاحب المقنع ـ والضرب عليه بالدف، أنه سواء كان الضارب رجلاً أو امرأة، قال في الفروع وظاهر نصوصه، وكلام الأصحاب التسوية
وقال صاحب الشرح: وإنما يستحب الضرب بالدف للنساء ذكره شيخنا وأما الطبل فقال أحمد: وأكره الطبل، وهو المنكر، وهو: الكوبة التي نهى عنها النبي (ص)
الهدف السادس: التشجيع:
إقامة الحفلات الترفيهية المباحة سبيل إلى تشجيع المحسن، سواء أكان كبيراً أم صغيراً، وقد ورد مثل هذه الحفلات عن بعض من سلف؛ فمن الأساليب التي تحبب العلم إلى الصغار الاحتفال بهم، بوضع حفلة ترفيهية مفرحة قال أبو خبيب الكرابيسي: كان معنا ابن لأيوب السختياني في الكُتَّاب فحذق الصبي، فأتينا منزلهم فوُضِع له منبر، فخطب عليه، ونهبوا علينا الجوز، وأيوب قائم على الباب، يقول لنا: ادخلوا، وهو خاص لنا "
بالقطع لا يجوز اقامة الحفلات المعروفة لحرمة النظر وإنما الحفل هو طعام يتم أكله وانتهى الأمر
وقال :
"الهدف السابع: تنمية الروح الابتكارية والتخيلية:
من أهداف الترفيه: التعليم والابتكار، وقد توالت الدعوات في الدراسات التربوية الحديثة إلى توسيع أسلوب التعليم بالترفيه وقد كان من العادات التي أقرها الشرع استعمال الدمى للصغيرات؛ فقد ورد عن عائشة أنه كان لها فرس، له جناحان وفي الصحيحين عنها قالت: «كنت ألعب بالبنات عند النبي (ص) وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله (ص)إذا دخل ينقمعن منه فيُسَرِّبُهن إليَّ فيلعبن معي» قال النووي: قال القاضي: فيه جواز اللعب بهن، وهن مخصوصات من الصور المنهي عنها لهذا الحديث، ولما فيه من تدريب النساء في صغرهن لأمر أنفسهن وبيوتهن وأولادهن، وقد أجاز العلماء بيعهن وشراءهن ثم قال: ومذهب جمهور العلماء جواز اللعب بهن وقال ابن حجر نحو هذا الكلام وأضاف: جزم القاضي عياض بتخصيص لعب البنات من عموم النهي، ونقله عن الجمهور وقال الشيخ ابن عثيمين «إن كانت لعب الأطفال المجسمة كخلق الإنسان فاجتنابها أوْلى، ولكن لا أقطع بالتحريم؛ لأن الصغار يرخص لهم ما لا يرخص للكبار في مثل هذه الأمور؛ فإن الصغير مجبول على اللعب والتسلي وليس مكلفاً بشيء من العبادات حتى نقول: إن وقته يضيع عليه لهواً وعبثاً»
ومن الأساليب الترفيهية التي تنمي الروح الابتكارية لعب الصغار بالتراب النظيف، وذكر البيهقي باباً فيما ورد من لعب الصبيان بالتراب
ومن الترفيه المحبب إلى نفوس الصغار اقتناء الحيوانات والطيور الأليفة وملاعبتها بما لا يؤذيها فقد ذكر العلماء أنه يجوز لعب الأطفال ببعض الحيوانات والطيور؛ إذ لم يكن فيه أذى لها؛ ففي الصحيحين عن أنس أن النبي (ص)قال لأخ لأنس : «يا أبا عمير! ما فعل النغير؟» وقد ذكر العلماء في فوائده: جواز لعب الصغير بالطير، وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح له اللعب به، وجواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات، وجواز إمساك الطير في القفص ما دام يطعمه ويسقيه، وأشار بعض أهل العلم إلى جواز قص جناح الطير حتى لا يطير وقد جاء عن أبي هريرة أنه كني بهرة كان يحملها معه ويلاعبها"
وحديث أبو النغير باطل فهو اباحة لتعذيب ألأطفال للحيوانات من خلال جرهم بحبل أو ما شابه وقال :
"ومما يقود إلى التعلم بأسلوب ترويحي وترفيهي استعمال المسابقات العلمية؛ وذلك بطرح المسألة على الحاضرين ليعرف الأحذق والأعلم فيجيب، والأصل في جوازه حديث ابن عمر أن النبي (ص)قال: «إن من الشجر شجرة لا يعضد شوكها ولا يتحات ورقها، وإنها مثل المؤمن فخاض الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة»
المؤلف عبد العزيز الدغيثر وقد استهل البحث بالحديث عن فوائد الترويح فقال :
"للترويح آثار إيجابية كثيرة منها:
إشباع الحاجات الجسمية والاجتماعية والعلمية والعقلية؛ إضافة إلى دوره في اكتشاف الأخلاق، كما أنه يمكن أن يكون وسيلة استثمار عالية العوائد كما أن الترويح يزيد الترابط بين المشاركين في النشاط الترويحي ومما هو معلوم لدى كل إنسان أن الأنشطة الترويحية تجعل الإنسان يعود إلى عمله بنشاط أكثر ورغبة أقوى وإنتاجية أعلى "
وقد أورد الدغيثر ما يدل على أهمية الترويح للبدن فقال :
"والنشاط الترويحي ضروري للبدن؛ لذا جاء في قصة حنظلة قال: لقيني أبو بكر الصديق فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله (ص)يذكرنا بالنار والجنة، حتى وكأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عند رسول الله (ص)عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر الصديق، حتى دخلنا على رسول الله (ص) قلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله (ص)وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله! نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً فقال (ص)«والذي نفسي بيده! أن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ـ ثلاث مرات» "
والحديث ليس فيه أى إشارة للترويح الجسدى أو البدنى لأنه يتحدث عن التلهى بالزوجات والأولاد والأموال وعن ذكر الجنة والنار
ثم استشهد بالحديث التالى:
"ولما رأى النبي (ص)من عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ زيادة في التعبد على حساب حاجات أخرى أمره بالتوازن؛ فقال: «صم وأفطر، وقم ونم؛ فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً» "
وهو استشهاد صحيح ثم نقل أقوالا أخرى فقال :
"وقد جاءت الآثار عن الصحابة للتأكيد على هذا المفهوم؛ فقال علي : أَجِمُّوا هذه القلوبَ، والتمسوا لها طرائف الحكمة؛ فإنها تملّ كما تمل الأبدان» وقال ابن مسعود : أريحوا القلوب؛ فإن القلب إذا أُكره عمي
إلا أن هذا لا يعني أن يغلب الترفيهُ الجِدَّ في حياة المسلم، بل الغالب على المسلم أن يكون جاداً منتجاً والترفيه طارئ"
وتحدث عن أهداف الترفيه وهى تسمية مخالفة للقرآن فهى تعبير عن الترف والترف هو صفة المجتمعات الكافرة والتعبير الصحيح هو ‘راحة البدن او حق البدن والاستجمام وفى الأهداف قال :
"كما أن الترفيه له أهداف رئيسة وأهداف جانبية؛ فمن أهداف الترفيه:
الهدف الأول: تجديد النشاط، وتقوية الإرادة:
للترويح أثر ملاحظ على النفس بتجديد نشاطها، وفي هذا يقول أبو الدرداء : «إني لأستجم لقلبي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لي على الحق»
ولذا يجد المتأمل في حكمة التشريع الإسلامي أن عيد الفطر يأتي بعد وقت جد وعبادة، بالصيام، والقيام، وغيرها من النوافل، وعيد الأضحى يأتي بعد يوم عرفة، وهو يوم عبادة، ودعاء، وتضرع، وصيام لغير الحاج والعيد هو البهجة والسعادة التي تجدد للقلب حياته وحيويته، وحتى يكون الفرح عبادة يؤجر عليها العبد ارتبط العيد بشعيرتين إسلاميتين، هما: صوم رمضان، وأداء مناسك الحج والأضاحي وسمي العيد عيداً؛ لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد وليس للمسلم في السنة إلا عيدان؛ فعن أنس قال: قدم رسول الله (ص) ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال (ص)«قدمت عليكم، ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم النحر، ويوم الفطر» والعيدان المذكوران هما: يوم النيروز، ويوم المهرجان (عون المعبود 3/485) وفي حديث الجاريتين أنهما كانتا تغنيان، وتضربان بالدف عند عائشة في العيد من أيام منى "
والكلام عن كون العيد ترفيه أو لعب هو كلام خارج عن الشرع فلو كان لعبا حسب المعروف ما كان فيه صلاة ولا تكبير ولا أداء المناسك فالعيد هو عبادة أى طاعة لأحكام الله
"وتحدث عن تصبير الأطفال على الصوم فقال :
وللترفيه أثر في إزالة ما يعتري النفس من تعب وجوع وعطش، وقد استخدم الصحابة الترفيه لتصبير أطفالهم على الصوم؛ فقد روى البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ قالت: «أرسل النبي (ص)غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار:
من أصبح مفطراً فليتمّ بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم، قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن؛ فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتى يكون عند الإفطار»
والكلامك غير مستقيم فهو متناقض فتصبير الأطفال عن الصوم ليس نوع من الترويح الجسدى وإنما هو نوع من التعود على ألم الجوع والعطش
وتحدث عن السفر كوسيلة ترويحية فقال :
"والتغيير بالسفر أمر لا بد منه، ولا يعارضه الشرع؛ لأن فيه مصلحة واضحة جلية، قال الشافعي:
ما في المقام لذي عقل وذي أدبِ
من راحة فدعِ الأوطان واغتربِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقه
وانصب فإن لذيذ العيش في النصَبِ
إني رأيت وقوف الماء يفسده
إن سال طاب وإن لم يجر لم يطبِ
الأُسْدُ لولا فراق الغاب ما قنصت
والسهم لولا فراق القوس لم يُصبِ
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
لملها الناس من عجم ومن عربِ
والبدر لولا أفول منه ما نظرت
إليه في كل حين عين مرتقبِ والتبر كالترب ملقى في أماكنه
والعود في أرضه نوع من الحطبِ
فإن تغرَّب هذا عز مطلبه
وإن أقام فلا يعلو على رتبِ
وقال:
الكحل نوع من الأحجار منطرحاً
في أرضه كالثرى يُذرى على الطرق
لما تغرَّب نال العز أجمعه
فصار يُحمل بين الجفن والحَدَقِ
ولكن العاقل من يتعظ بسفره، ويجعل سياحته تقربه لربه، وتزيد من إيمانه ومعرفته وثقافته ولما أراد أعداء ابن تيمية طرده من بلاده، قال ـ يرحمه الله ـ: «ما ينقم مني أعدائي أنا جنتي في صدري قتلي شهادة، وتسفيري سياحة، وسجني خلوة»"
والكلام ليس صحيحا فطبقا للرواية " السفر قطعة من العذاب"فالسفر ليس ترويحا للجسد وإنما هو أتعاب للجسد
ثم ذكر الهدف الثانى فقال "
" الهدف الثاني: إظهار سماحة الإسلام:
قد يظن ظان أن الترفيه يعارض الدين الإسلامي، وقد أعلنها رسول البشرية (ص)حين قال لبعض الغلاة: «لا رهبانية في الإسلام»؛ ولذا فإن إظهار الترفيه المباح لإعلام الآخرين بسماحة الدين وواقعيته أمر مطلوب ومشروع، ودليل ذلك ما ثبت في المسند من حديث عائشة أن النبي (ص)لما أذن لعائشة باللعب بالبنات مع صواحبها، قال: «لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بُعثت بحنيفية سمحة» وقد فهم السلف من الصحابة ومن تبعهم هذا المقصد؛ فقد قال أحد السلف لأصحابه ليبين لهم هذه السماحة: «كان أصحاب رسول الله (ص)يتبادحون بالبطيخ؛ فإذا كانت الحقائق كانوا هُمُ الرجال» "
الترفيه ككلمة على اطلاقها دون تعريف كما سبق القول هى نوع من أنواع الترف الكفرىكما قال تعالى :
" ,إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"
والمسلمون ليسوا كفرة والكلمة الصحيح هى :
إراحة البدن أو حقوق البدن
ثم ذكر الهدف الثالث فقال :
" الهدف الثالث: إسعاد الصغار:
إسعاد الصغار أمر مطلوب حيث كان النبي (ص)يتحراه ويقصده؛ لأن الصغار هُمْ بهجة الدنيا وإسعادهم يملأ الأجواء سعادة وفرحاً ومما يدل على الحرص على هذا الأمر ما ثبت عن أبي هريرة قال كان رسول الله (ص)إذا أتى الثمر أُتي به فيقول: (اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي مدنا، وفي صاعنا بركة مع بركة)، ثم يعطيه أصغر من بحضرته من الولدان وهذه الهدية الصغيرة لها أثر عميق في نفس الصغير لا ينساه ما عاش
ومن ذلك إردافهم على الدابة؛ فقد قال عبد الله بن جعفر : «كان رسول الله (ص)إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بالصبيان من أهل بيته قال: وإنه قدم مرة من سفره فسيق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابنيْ فاطمة؛ إما حسن، وإما حسين فأردفه خلفه، قال: فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة» وقال ابن عباس لما قدم رسول الله (ص)مكة استقبله أغيلمة بني عبدالمطلب فحمل واحداً بين يديه، وآخر خلفه
ومن إسعاد الصغار تفريحهم بالمال؛ فقد مَرّ ابن عمر في طريق فرأى صبياناً يلعبون فأعطاهم درهمين ومما يفرح الصبي حمله والإنشاد له؛ فعن عقبة بن الحارث قال: رأيت أبا بكر يحمل الحسن بن علي، ويقول:
بأبي شبيه بالنبي
ليس شبيهاً بعلي
وعلي معه يتبسم قال الحافظ في الفتح: وكان عمر الحسن إذ ذاك سبع سنين
وعن عروة بن الزبير قال: كان أبي ينقزني ويقول:
أبيض من آل عتيقِ
مبارك من ولد الصديقِ
ألذه كما ألذ ريقي
وكان العباس يرقص قثم، ويقول:
يا قثم يا قثم
يا ذا الأنف الأشم
يا شبه ذي الكرم
وكانت أم الفضل بن عباس ترقصه وتقول:
ثكلت نفسي وثكلت بكري
إن لم يسد قهراً أو عين قهري
بالحسب العز وبذل الوفر
وقال الشعبي: كانت قريش تحب عثمان بن عفان حتى إن المرأة كانت ترقص ابنها وتقول:
أحبك والرحمن
حب قريش عثمان"
والسعادة عملية نفسية قد تتم عن طريق الكلام وقد تتم عن طريق البدن والسعادة هى ترقيص الأطفال بدنيا وأما الكلام فهو عملية نفسية وليست بدنية
وقال في الهدف الرابع فقال :
"الهدف الرابع: التنمية العضلية:
من أفضل الوسائل الترفيهية ما يفيد البدن وينشطه؛ لأنه ثبت في الحديث أن النبي (ص)قال: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير» والصغير كثير الحركة واللهو، والمطلوب من الكبار أن يتنزلوا لهم ليسعدوا؛ ولأن في حركتهم تنمية لقواهم العضلية؛ فعن أبي هريرة : «أنه صلى مع رسول الله (ص)العشاء؛ فأخذ الحسن والحسين يركبان على ظهره؛ فلما جلس وضع واحداً على فخذه، والآخر على فخذه الأخرى » ، وفي حديث شداد بن الهاد أنه رأى الحسن أو الحسين على ظهر النبي (ص)وهو ساجد فأطال السجود؛ فلما قضيت الصلاة قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة قد أطلتها؛ فظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: «فكل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني؛ فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته» ، وعن ابن مسعود قال: «كان النبي (ص)يصلي والحسن والحسين يثبان على ظهره، فيأخذهما الناس فقال: دعوهما بأبي هما وأمي! من أحبني فليحب هذين!»
فهذه الوقائع تدل على أن الإنسان في حال تعامله الجادّ يختلف عن حاله وقت الترفيه؛ فليس التجهّم من الإسلام في شيء، وقد ورد عنه (ص)أنه كان من أفكه الناس مع صبي "
وهدف التنمية العضلية ما كتب تحته لا يدل عليه فليس ركوب الأطفال على ظهور الكبار شىء ينمى عضلاتهم وما كتبه الدغيثر عن حرمة التجهم في نهاية الفقرة لا يتناسب مع عنوان التنمية العضلية
ثم قال :
"ونقل ابن مفلح عن ابن عقيل أنه قال: «والعاقل إن خلا بأطفاله خرج بصورة طفل، ويهجر الجد في ذلك الوقت»
وقد عزل عمر والياً؛ لأنه لا يلاعب أطفاله والصغار يحبون المنافسة كثيراً، وقد استخدم النبي (ص)الترفيه للصغار عن طريق إجراء السباق بينهم؛ فقد ثبت عن عبد الله بن الحارث قال: كان (ص)يصفُّ عبدَ الله وعبيدَ الله ـ من بني العباس ـ ثم يقول: من سبق إلى كذا فله كذا وكذا، قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم
والزوجة تحتاج إلى أن تأخذ حظها من الترفيه؛ فقد سابق النبي (ص)عائشة مرة فسبقته، ثم سابقها بعد أن حملت اللحم فسبقها، فقال (ص)«هذه بتلك»
وورد عن عائشة أنها كانت تلعب بالأرجوحة مع صاحباتها قبل دخول النبي (ص)بها "
وما سبق من أحاديث يدل على الرياضة مع أن كثير منهم لم يحدث خاصة تسابق الرجل والمرأة أمام الناس مع حاجة المرأة لكشف ساقيها كى تجرى وهو ما يناقض قوله تعالى :
" ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن"
وتحدث عن الجمع بين الأهداف فقال :
"وقد وردت عدة وسائل في النصوص الشرعية؛ مما يحصل به الجمع بين الترفيه والتنمية العضلية والاستعداد العسكري للمجتمع المسلم؛ فمن ذلك:
أولاً: السبق بالأقدام:
تعتبر المسابقة بالأقدام من أقدم أنواع المسابقات وأسهلها وأقلها كلفة، وقد وردت في قصة يوسف أن إخوته قالوا: {إنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} قال ابن سعدي في تفسيره: نستبق إما على الأقدام، أو بالرمي والنضال كما أن النبي (ص)استخدم هذا الأسلوب الترفيهي كما في حديث عائشة أنها كانت مع النبي (ص)في سفر فسابقته على رجلها فسبقته، قالت: فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، فقال: «هذه بتلك»
وبعد غزوة (ذي قرد) سابق سلمة بن الأكوع رجلاً من الأنصار إلى المدينة بإذن النبي (ص)فسبقه سلمة وعندما قفل النبي (ص)وأصحابه من غزوة تبوك قالت الأنصار: السباق، فقال النبي (ص)إن شئتم وسابق ابن الزبير عمر بن الخطاب فسبق ابن الزبير؛ فقال: سبقتك ورب الكعبة، قال عبد الله: ثم سبقني فقال: وسبقتك ورب الكعبة "
وكما سبق القول سباق عائشة والنبى(ص) لم يحدث لأن ه لكى يكون شرعيا لابد أن يكون في خلاء ليس فيه رجل ولا امرأة لعدم رؤية بعض العورات التى لابد من كشفها
وقال:
"ثانياً: المصارعة:
وهذه رياضة نبيلة، لكنها تطلق الآن على رياضة عنيفة لا يقرها دين ولا عقل، وقد ورد في المصارعة أن سمرة بن جندب ورافع بن خديج تصارعاً بين يدي النبي (ص)يوم أحد ليتبين الأقوى فينال شرف الجهاد
وحديث ركانة بن عبد يزيد قال: كنت أنا والنبي (ص)في غُنَيْمة لأبي طالب نرعاها في أول ما رأى؛ إذ قال لي ذات يوم: هل لك أن تصارعني؟ قلت له: أنت؟ قال: أنا، فقلت: على ماذا؟ قال: على شاة من الغنم، فصارعته فصرعني» وقد أفادت هذه المصارعة إسلام ركانة؛ لأنه علم أن النبي (ص)مُعان من الله تعالى وردَّ عليه النبي (ص)غُنيمته"
وحديث ركانة باطل خاصة أنه يبيح الرهان المحرم وهو نوع من القمار حيث يوجد مكسب مالى وخسارة مالية
وقال :
" ثالثاً: الغطس:
وهذه الوسيلة الترفيهية رياضة جماعية، وفيها فائدة تمرين الصدر والرئتين على الحصول على كمية أكبر من الهواء مع التكرار والصبر؛ ولذا نلاحظ أن الغواص المحترف يمكث تحت الماء مدة أطول من غيره لتمرّن رئتيه على ذلك، وقد ورد في هذا النوع من المسابقات أن عمر بن الخطاب مَرّ بساحل البحر وهو محرم، فقال لابن عباس تعالَ أباقيك في الماء أينا أطول نَفَساً؟ قال ابن عباس: ونحن محرمون وجاء عن ابن عمر أن عاصم بن عمر وعبد الرحمن بن زيد وقعا في البحر يتمالقان (يتغاطسان) يغيِّب أحدهما رأس صاحبه وعمر ينظر إليهما، فلم ينكر ذلك عليهما
رابعاً: السباحة:
وهي من أفضل وسائل الترفيه وأنفعها للبدن والنفس، وقد جاءت النصوص النبوية بمدح هذه الوسيلة، واستحباب تعلمها وتعليمها؛ لأنها قد تكون وسيلة لإنقاذ النفس، ومن طريف ما يُذكر أن نحوياً صعد سفينة فسمع ربانها يصيح بأعلى صوته: ارفعوا الشراعُ يا أيها البحارة! فقال النحوي للربان: ألا تعرف النحو؟ قال: لا، فقال النحوي: فاتك نصف عمرك! فهبَّت عاصفة هزت السفينة حتى ارتفعت الأمواج وتلاطمت؛ فقال الربان للنحوي: أتعرف السباحة؟ قال: لا؛ فقال الربان: فَاتَك عمرك كله!
ومما ورد في فضل السباحة ممارسة وتعلماً وتعليماً حديث جابر أن النبي (ص)قال: «كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو غير أربع خصال: تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بين الغرضين، وتعليم السباحة»
وكتب عمر إلى أبي عبيدة «أن علموا غلمانكم العوم ومقاتلتكم الرمي» ، وليعلم أن معرفة السباحة غاية في الأهمية؛ ولذا أوصى الحجاج مؤدب بنيه بقوله: «علمهم السباحة قبل الكتابة؛ فإنهم يجدون من يكتب عنهم ولا يجدون من يسبح عنهم» "
وحديث وجود أربعة ليست من ذكر الله مباحة هو تخريف تام فكل ما أبيح وحرم هو من ذكر وهو حكم الله فالملاعبة وهى الجماع بين ألزواج واجب كما قال تعالى :
"فآتوهن من حيث أمركم الله"
ثم قال :
"خامساً: الفروسية:
وهي رياضة النبلاء والقادة؛ لأنها تدل على شجاعة وثبات ورباطة جأش وقوة عزيمة، ولقد حث الشرع على أن يكون الترفيه البدني معيناً على الاستعداد العسكري للجهاد، وأجاز بذل العوض فيه، والأصل في ذلك حديث أبي هريرة عن النبي (ص)قال: «لا سَبْقَ إلا في خف أو حافر أو نصل» وحديث ابن عمر أن النبي (ص)«سبَّق بين الخيل وراهن» وفي لفظ: «سبق بين الخيل وأعطى السابق» وأصل الحديث في مسلم بلفظ: «أن النبي (ص)سابق بالخيل» دون ذكر الرهن وتعليم الفرس وتأديبها من وسائل ذلك لحديث جابر أن النبي (ص)قال: «كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو غير أربع خصال: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بين الغرضين، وتعليم السباحة» "
وهذه الأحاديث عن السباق ووجود مكسب مالى وخسارة مالية هى نوع من القمار حرمه الله ولا توجد في الإسلام سباقات ذات جوائز لأن هذا شغل للناس بمال يأكلونه دون وجه حق وهو ما يدفعن للتدريب المحرم فيتركون الأعمال الوظيفية الشريفة إلى عمل منحك محرم وهو جعل الرياضة مصدر رزق وهو الحادث الآن في العالم حيث اللاعبون عبيد للمال الذى يتسابقون عليه أو من خلال ما يسمى شراءهم وبيعهم معيدين بذلك عهود العبيد
وقال :
"سادساً: السباق على الإبل:
من وسائل الترفيه عند العرب السباق على الإبل التي هي سفينتهم التي يعبرون بها الفيافي والقفار، وقد كان أغنياء العرب يتنافسون في اقتناء الإبل الأصيلة السريعة الصبورة، وإجراء المسابقات بين الإبل أمر شائع في العهد النبوي، ففي البخاري عن أنس قال: «كانت لرسول الله (ص)ناقة تسمى العضباء لا تُسبق» وكان الصحابة يسابقون على الخيل والركاب وعلى أقدامهم "
هذا الكلام هو إعادة لأيام الكفر وهى للأسف عادة فالأغنياء هم من يقيمون الرياضات الحالية ويشترون البشر ويبيعونهم وهم اللاعبون واللاعبات وهو أمر حرمه فتلك الرياضة ليست مهن مفيدة للناس وإنما هى تكريس لعادات الكفار من حيث شغل الناس عن طاعات الله بالفرجة على من يكشفون العورات ويجرون وراء كرة أو يضربون بعضهم وما شاكل مما هو غير مفيد
وقال :
"سابعاً: الرمي:
من أجمل وأمتع وسائل الترفيه الرمي بالسلاح للتمرين على الإصابة والدقة؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله (ص)وهو على المنبر يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» وخرج النبي (ص)على قوم مِن أسلم يتناضلون بالسوق فقال: «ارموا بني إسماعيل! فإن أباكم كان رامياً»
بل حذر النبي (ص)من نسيان الرمي؛ حيث قال: «من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا»
ولذا حرصوا على هذا الأمر، حيث كانوا يتواصون به، فكتب عمر إلى أبي عبيدة «أن علموا غلمانكم العوم ومقاتِلَتَكم الرمي»
وقال سعد بن أبي وقاص : «عليكم بالرمي؛ فإنه خير لَهْوِكُم»
وفي مجمع الزوائد أن أنساً كان يجلس ويُطرح له فراش ويجلس عليه ويرمي ولده بين يديه، فخرج يوماً وهم يرمون فقال: يا بنيَّ! بئس ما ترمون، ثم أخذ القوس فرمى؛ فما أخطأ القرطاس»
ثامناً: اللعب بالسلاح:
واللعب بالسلاح يشبه إلى حد كبير رقصة الحرب، ووقتها في العادة قبل المعارك وفي الأعياد ونحوها، ومشاهدة هذا اللعب وممارسته أمر مباح، ودليل ذلك حديث عائشة، في إذن النبي (ص)لها برؤية الحبشة وهم يلعبون بالحراب في المسجد "
وحديث اللعب في المسجد باطل فالمساجد بنيت لذكر الله كما قال تعالى :
"في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
كما أن رؤية المرأة للرجال محرمة خاصة إذا كانت متزوجة كما قال تعالى :
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وبعد أن ذكر بعض الوسائل والكثير من أحاديثها باطل كحديث أنواع من السابقات والرهان غليها والمصارعة وسباقات الخيل والهجن
وتحدث عن الهدف الخامس فقال :
"الهدف الخامس: التهيئة النفسية وإزالة التوتر:
من حكمة الشارع أنه شرع للإنسان في حال توتره وخوفه بعض الوسائل الترفيهية لإزالة ذلك، ومن أصعب المواقف ليلة زفة العروس إلى زوجها؛ إذ كل طرف يصيبه توجس وقلق من الموقف، وقد يصيبه خوف من الإخفاق؛ فشرع الضرب بالدف، وذكر الأناشيد التي تؤدي الغرض ومثل ذلك وقت الحرب والختان ونحوها كما ورد في السنة النشيد وقت العمل الشاق، كمثل ما حدث في حفر الخندق، وفي السفر، ونحو ذلك
جواز الغناء واستعمال الدف في وليمة العرس:
ورد في السنة جواز ذلك:
أولاً: حديث عائشة أنها زفت امرأةً إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله (ص)يا عائشة! ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو»
ثانياً: حديث عائشة أن يتيمة تزوجت رجلاً من الأنصار، وكانت عائشة فيمن أهداها إلى زوجها، قالت: فسلمنا ودعونا بالبركة، ثم انصرفنا، فقال (ص)إن الأنصار قوم فيهم غزل، ألا قلتم يا عائشة: أتيناكم أتيناكم، فحيانا وحياكم» وفيه دليل على جواز الغزل غير الفاحش عند زفاف المرأة إلى زوجها والحكمة في ذلك إعلان النكاح
ثالثاً: حديث عامر البجلي قال: دخلت على قرظة بن كعب، وأبي مسعود ـ قال الراوي عنه: وذكر ثالثاً ذهب عليَّ ـ وجوارٍ يضربن بالدف ويغنين، فقلت: تقرون على هذا وأنتم أصحاب رسول الله (ص) قالوا: إنه قد رخص لنا في العرسات، وفي البكاء على الميت من غير نياحة»
حكم الدف والغناء في العرس:
قال أحمد: يستحب أن يُظهر النكاح، ويُضرب عليه بالدف، حتى يشتهر ويُعرف وقال أيضاً: لا بأس بالغزل في العرس كقول النبي (ص)للأنصار: «أتيناكم أتيناكم»
وأما الدف للرجال فقد قال المرداوي: ظاهر قوله ـ أي صاحب المقنع ـ والضرب عليه بالدف، أنه سواء كان الضارب رجلاً أو امرأة، قال في الفروع وظاهر نصوصه، وكلام الأصحاب التسوية
وقال صاحب الشرح: وإنما يستحب الضرب بالدف للنساء ذكره شيخنا وأما الطبل فقال أحمد: وأكره الطبل، وهو المنكر، وهو: الكوبة التي نهى عنها النبي (ص)
الهدف السادس: التشجيع:
إقامة الحفلات الترفيهية المباحة سبيل إلى تشجيع المحسن، سواء أكان كبيراً أم صغيراً، وقد ورد مثل هذه الحفلات عن بعض من سلف؛ فمن الأساليب التي تحبب العلم إلى الصغار الاحتفال بهم، بوضع حفلة ترفيهية مفرحة قال أبو خبيب الكرابيسي: كان معنا ابن لأيوب السختياني في الكُتَّاب فحذق الصبي، فأتينا منزلهم فوُضِع له منبر، فخطب عليه، ونهبوا علينا الجوز، وأيوب قائم على الباب، يقول لنا: ادخلوا، وهو خاص لنا "
بالقطع لا يجوز اقامة الحفلات المعروفة لحرمة النظر وإنما الحفل هو طعام يتم أكله وانتهى الأمر
وقال :
"الهدف السابع: تنمية الروح الابتكارية والتخيلية:
من أهداف الترفيه: التعليم والابتكار، وقد توالت الدعوات في الدراسات التربوية الحديثة إلى توسيع أسلوب التعليم بالترفيه وقد كان من العادات التي أقرها الشرع استعمال الدمى للصغيرات؛ فقد ورد عن عائشة أنه كان لها فرس، له جناحان وفي الصحيحين عنها قالت: «كنت ألعب بالبنات عند النبي (ص) وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله (ص)إذا دخل ينقمعن منه فيُسَرِّبُهن إليَّ فيلعبن معي» قال النووي: قال القاضي: فيه جواز اللعب بهن، وهن مخصوصات من الصور المنهي عنها لهذا الحديث، ولما فيه من تدريب النساء في صغرهن لأمر أنفسهن وبيوتهن وأولادهن، وقد أجاز العلماء بيعهن وشراءهن ثم قال: ومذهب جمهور العلماء جواز اللعب بهن وقال ابن حجر نحو هذا الكلام وأضاف: جزم القاضي عياض بتخصيص لعب البنات من عموم النهي، ونقله عن الجمهور وقال الشيخ ابن عثيمين «إن كانت لعب الأطفال المجسمة كخلق الإنسان فاجتنابها أوْلى، ولكن لا أقطع بالتحريم؛ لأن الصغار يرخص لهم ما لا يرخص للكبار في مثل هذه الأمور؛ فإن الصغير مجبول على اللعب والتسلي وليس مكلفاً بشيء من العبادات حتى نقول: إن وقته يضيع عليه لهواً وعبثاً»
ومن الأساليب الترفيهية التي تنمي الروح الابتكارية لعب الصغار بالتراب النظيف، وذكر البيهقي باباً فيما ورد من لعب الصبيان بالتراب
ومن الترفيه المحبب إلى نفوس الصغار اقتناء الحيوانات والطيور الأليفة وملاعبتها بما لا يؤذيها فقد ذكر العلماء أنه يجوز لعب الأطفال ببعض الحيوانات والطيور؛ إذ لم يكن فيه أذى لها؛ ففي الصحيحين عن أنس أن النبي (ص)قال لأخ لأنس : «يا أبا عمير! ما فعل النغير؟» وقد ذكر العلماء في فوائده: جواز لعب الصغير بالطير، وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح له اللعب به، وجواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات، وجواز إمساك الطير في القفص ما دام يطعمه ويسقيه، وأشار بعض أهل العلم إلى جواز قص جناح الطير حتى لا يطير وقد جاء عن أبي هريرة أنه كني بهرة كان يحملها معه ويلاعبها"
وحديث أبو النغير باطل فهو اباحة لتعذيب ألأطفال للحيوانات من خلال جرهم بحبل أو ما شابه وقال :
"ومما يقود إلى التعلم بأسلوب ترويحي وترفيهي استعمال المسابقات العلمية؛ وذلك بطرح المسألة على الحاضرين ليعرف الأحذق والأعلم فيجيب، والأصل في جوازه حديث ابن عمر أن النبي (ص)قال: «إن من الشجر شجرة لا يعضد شوكها ولا يتحات ورقها، وإنها مثل المؤمن فخاض الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة»