نقد كتاب شفاء العليل في عجائب الزنجبيل
الكتاب تأليف: أبي الفداء محمد عزت محمد عارف وهو يدور حول نبات الزنجبيل وقد استهل الكتاب رواية قال فيها:
"الزنجبيل في الطب النبوي:
قال أبو سعيد الخدري((أهدى ملك الروم إلى رسول الله (ص) جرة زنجبيل، فأطعم كل إنسان قطعة، وأطعمني قطعة))(أبو نعيم في كتاب الطب النبوي)"
وهى رواية جنونية فأى قدر هذا الذى ينال فيها كل مسلم ومسلمة قطعة من الزنجبيل وملك الروم لم يتصل بالمسلمين إلا فى أواخر العهد النبوى عندما أصبحوا يعدون بعشرات الآلاف
ثم نقل عن ابن القيم فقال :
"وقال ابن القيم" الزنجبيل معين على الهضم، ملين للبطن تليينا معتدلا، نافع من سدد الكبد العارضة عن البرد، والرطوبة، ومن ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة كحلا واكتحالا، معين على الجماع، وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة، وهو بالجملة صالح للكبد والمعدة))(كتاب الطب النبوي لابن القيم)"
والزنجبيل الحالى لو كان كحلا لكان مصيبة من مصائب الدهر لأنه حارق للمعدة فكيف بالعين ؟
ثم نقل من كتب التفسير معنى قوله " مزاجها زنجبيلا"فقال:
"معنى قوله تعالى: {مزاجها زنجبيلا}:
المزاج من المزج: أي الخلط في الشراب بما يحصن طعمه ويجعله لذيذا، وقد قال حسان:
كأن سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء
ومنه مزاج البدن، وهو ما يمازجه من الصفراء، والسوداء، والحرارة، والبرودة
وروى أبو مقاتل عن أبى صالح عن سعد عن أبى سهل عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربع عيون في الجنة: عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله {يفجرونها تفجيرا}، والأخرى الزنجبيل، والأخريان نضاختان من فوق العرش إحداهما التي ذكر الله {عينا فيها تسمى سلسبيلا}،والأخرى التسنيم))ذكره الترمذي الحكيم في (نوادر الأصول)"
الخطأ فى الرواية وجود أربع عيون فى الجنة وهو ما يناقض كونهما عينان كما قال تعالى "ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
ثم نقل فقال:
"وقال ابن كثير في (تفسيره ج 4 ص 456): وقوله تعالى: {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا}: أي ويسقون- يعنى الأبرار- أيضا في هذه الأكواب كأسا: أي خمرا {كان مزاجها زنجبيلا} فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد، وتارة بالزنجبيل، وهو حار ليعتدل الأمر "
وللعلم خمر الجنة لا يسكر ولا يضر، بل شراب لذيذ لتجنبهما خمر الدنيا الملعونة التي تذهب بالعقل وصدق الله: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} سورة الصافات:47: أي لا كحول"
ثم حدثنا عارف عن أصل الزنجبيل فقال:
"أصل الزنجبيل
هو نبات ينبت تحت التربة، وهو عروق عقدية مثل عروق نبات السعدي إلا أنه أغلظ ولونه إما سنجابي أو أبيض مصفر وله رائحة نفاذة مميزة طيبة يعرف بها، وهو حار الطعم، لاذع، وهو كدرنات البطاطس، ولا يطحن إلا بعد تجفيفه، وتكثر زراعته بالصين والهند وباكستان وجاميكاوالزنجبيل له زهور صفراء ذات شفاه أرجوانية ولا يستخرج الزنجبيل إلا عندما تذبل أوراقه الرمحية ولابد من وضع أوزمات الزنجبيل في الماء ليلتين ويتشبع بالماء لكيلا يغزوه السوس سريعا ولحفظ الزنجبيل أطول فترة ممكنة يخزن في أماكن غير مغطاة مع نبات الصعتر الذي تغطيه به أو يوضع مع الفلفل الأسود وأفضل أنواع الزنجبيل الجاميكي بجاميكا
وتقول فايزة محمد حمودة في كتاب " النباتات والأعشاب الطبية كيف تستخدمها؟ "
الزنجبيل:
وصفه:
نبات معمر ينمو في المناطق الاستوائية، والريزومات (ساق تنمو تحت الأرض) هي الجزء المستعمل، وأزهار الزنجبيل صفراء ذات شفاه أرجوانية، وأوراقه ذات شكل رمحي، وعندما تذبل الأوراق تستخرج الريزومات من الأرض، وتوضع في الماء حتى تلين، ثم تقشر وتعفر بمسحوق سكري والزنجيل من العقاقير الدستورية، هي تلك العقاقير المتضمنة في دستور الأدوية، ولها نفع علاجي، أو تستخدم في الأغراض الصيدلية
مكوناته:
تحتوي ريزومات الزنجبيل على زيوت طيارة وراتنجات أهمها الجنجرول ومواد نشوية وهلامية
فوائده:
لتطييب نكهة الطعام، وهو طارد للغازات ويدخل في تركيب أدوية توسيع الأوعية الدموية، ومعوق وملطف للحرارة، كما أنه يدخل في تركيب وصفات زيادة القدرة الجنسية، وفي علاج آلام الحيض
طريقة الاستعمال:
تغلى ملعقة صغيرة من مسحوق الزنجبيل في نصف كوب ماء ويحلى بالسكر، ويشرب بعد الفطور أو بعد العشاء انتهى ويقول محمد العربي الخطابي في كتابه ((الأغذية والأدوية عند مؤلفي الغرب الإسلامي)): الزنجبيل حار رطب يقوى الباه، ويقوى المعدة، ويزيد في الحفظ، لا مضرة فيه، أفضله العطر الذي ليس بمسوس، يؤكل منه بمقدار
ويقول حسن وهبة في كتاب ((أعشاب مصر الطبية وفوائدها)) زنجبيل:
والزنجبيل معروف، يضاف مسحوقه إلى مشروبات ليقوى المعدة ويبعث الهضم، مقدار نصف إلى جرام واحد ويضاف إلى المركبات الحديدية ليحسن طعمها، ويمضغه الأبخر ويتمضمض بطبيخه، ويتغرغر به، ويضاف إلى صبغات الأسنان ومنه شراب الزنجبيل وصبغة الزنجبيل مقدار 20 إلى 35 نقطة كدواء للمعدة
طبيعة الزنجبيل الطبية:
هو حار في الثالثة يابس في آخر الأولى وفيه رطوبة يفتح السدد ويطرد البلغم والمواد العفنة، والمواد المخمدة (أي المفترة المضعفة)، ويحل الرياح (يطردها)، ويقوى الأعصاب، ويقوى الجهاز المناعي بالجسم لتنشيطه الغدد، وتقويته للهرمونات والدم، وهو عموما منشط لوظائف الأعضاء مسخن مطهر مقوى ويحتوى الزنجبيل على زيوت طيارة وراتنجات (الجنجرول) ومواد هرمونية وفيتامينات ومواد نشوية ويعزى لطعمه المميز وجود مادتي الجنجرول، والزنجرون"
"أسماء الزنجبيل:
المشهور: زنجبيل أنواعه: زنجبيل بلدي- زنجبيل شامي - زنجبيل العجم- زنجبيل فارسي- زنجبيل الكلاب - زنجبيل هندي، وهو المعروف المستعمل، ويسمى بالكفوف واسمه بالفارسي: أدرك وبالإنجليزي: ginger وبالفرنسي: gingerbread"
وكل ما سبق هو كلام يعتبر طبيا وكيميائيا وزراعيا وهو صحيح فى الكثير منه
وبعد ذلك نقل من كتب المفسرين ما جاء عنه عن الزنجبيل فقال:
"أقوال المفسرين في الزنجبيل:
قال القرطبي في ((تفسيره)):وكانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزج بالزنجبيل لطيب رائحته؛ لأنه يحذو اللسان، ويهضم المأكول، فرغبوا في نعيم الآخرة اعتقدوه نهاية النعمة والطيب وقال مجاهد: الزنجبيل اسم للعين التي منها مزاج شراب الأبرار وقال قتادة: والزنجبيل اسم العين التي يشرب بها المقربون صرفا وتمزج لسائر أهل الجنة وقيل: هي عين في الجنة يوجد فيها طعم الزنجبيل وقيل: إن فيه معنى الشراب الممزوج بالزنجبيل، والمعنى كأن في زنجبيلا
قال العلامة الألوسي في " تفسير روح المعاني ":والزنجبيل، قال الدينوري: نبت في أرض عمان، وهو عروق تسرى في الأرض، وليس بشجرة، ومنه ما يحمل من بلاد الزنج والصين وهو الأجود، وكانت العرب تحبه لأنه يوجب لذعا في اللسان إذا مزج بالشراب فليتذوق
وقال عمرو المسيب بن علس:
وكان طعم الزنجبيل به إذ ذقته وسلافة الخمر
وعده بعضهم في المعربات، وكون الزنجبيل اسما لعين في الجنة مروى عن قتادة
قال البغوي في "تفسيره":والزنجبيل مما كانت العرب تستطيبه جدا، فوعدهم الله تعالى أنهم يسقون في الجنة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنةقال مقاتل: لا يشبه زنجبيل الدنيا وقيل: هو عين في الجنة يوجد منها طعم الزنجبيل
قال الإمام فخر الدين الرازي في ((التفسير الكبير)):العرب كانوا يحبون جعل الزنجبيل في المشروب؛ لأنه يحدث فيه ضربا من اللذع، فلما كان كذلك، وصف الله شراب أهل الجنة بذلك"
وهذا الكلام فى كتب التفسير كلام لا يجب قوله سوى أنه نبات فقط طعمه مستطاب
ثم نقل لنا من كتب الطب القديمة ما ورد فى الزنجبيل فقال:
"قالوا عن الزنجبيل:
قال داود الأنطاكي في ((التذكرة)):زنجبيل معرب عن كاف عجمية هندية أو فارسية، وهو نبت له أوراق عراض يفرش على الأرض وأغصانه دقيقة بلا ظهر ولا بذر ينبت بدابول من أعمال الهند، وهذا هو الخشن الضارب إلى السواد، (ويوجد) بالمندب وعمان وأطراف الشجر، وهذا هو الأحمر وجبال من عمل الصين، حيث يكثر العود وهو الأبيض العقد الرزبين الحاد الكثير الشعب، ويسمى الكفوف وهذا أفضل أنواعه والزنجبيل قليل الإقامة تسقط قوته بعد سنتين بالتسويس والتآكل لفرط رطوبته الفضلية ويحفظه من ذلك الفلفل وهو حار في الثالثة يابس في آخر الأولى أو رطب يفتح السدد ويستأصل البلغم واللزوجات والرطوبات الفاسدة المتولدة في المعدة عن نحو البطيخ بخاصيته فيه ويحل الرياح وبرد الأحشاء واليرقان وتقطير البول ويدر الفضلات ويغزر
قال صاحب المعتمد الملك المظفر يوسف التركماني:
زنجبيل- " ع " هو عروق تسرى في الأرض وليس بشجر ويؤكل رطبا، كما يؤكل البقل ويستعمل يابسا، وينبغي أن يختار منه ما لم يكن متآكلا وقوة الزنجبيل مسخنة معينة في هضم الطعام، ملينة للبطن تليينا خفيفا جيدا للمعدة، وظلمة البصر، ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة وبالجملة في قوته شبه من قوة الفلفل في آخر الدرجة الثالثة،- رطب في أول الأولى نافع من السدد العارضة في الكبد من الرطوبة والبرودة معين على الجماع، محلل للرياح الغليظة في المعدة والأمعاء، زائد في المنى صالح للمعدة والكبد الباردتين يزيد في الحفظ، ويجلو الرطوبة عن نوافى الرأس والحلق، وينفع من سموم الهوام، وإذا ربى أخذ العسل بعض رطوبته الفضلية، ويخرج البلغم والمرة السوداء على رفق وسهل لا على طريق إخراج الأدوية المسهلة، وإذا خلط في الشيء مع رطوبة كبد الماعز وجفف وسحق واكتحل به نفع من الغشاوة وظلمة البصر، وإذا مضغ مع المستكى أحدر من الدماغ بلغما كثيرا
والزنجبيل المربى حار يابس يهيج الجماع ويزيد في حر المعدة والبدن (معرق) ويهضم الطعام وينشف (يجفف) البلغم، وينفع من الهرم (الشيخوخة) والبلغم الغالب على البدن وبدل الزنجبيل: وزنه ونصف وزنه من الراسن "ج " الزنجبيل شبيه بالفلفل في طبعه ولكن ليس له لطافته ويعرض له تآكل لرطوبته الفضلية، وهو حار في آخر الدرجة الثالثة يابس في الثانية يحلل النفخ ويزيد في الحفظ ويجلو الرطوبة من الحلق ونوامى الرأس وظلمة العين كحلا وشربا، وينفع من برد الكبد والمعدة وينشف (يجفف) بلة المعدة ويهيج الباءة، وينفع سموم الهوام، وقدر ما يؤخذ منه إلى درهمين، والمربى حار يابس ينفع الكلى والمثانة والمعدة الباردة ويدر البول، وهو جيد للحمى التي فيها نافض وبرد
((ف)) مثله وأجود الصيني، وهو ينفع كما تقدم ذكره، وينفع الفالج واللقوة، والشربة: بقدر الحاجة " ع " وزنجبيل سامي، وزنجبيل بلدي: هو الراسن، وقد ذكر في حرف الراء، وزنجبيل الهجم هو الاشترغار
كلام ابن سينا عن الزنجبيل:
زنجبيل (الماهية) قال ديسقوريدوس: ((الزنجبيل أصوله صغار مثل أصول السعد لونها إلى البياض وطعمها شبيه بطعم- الفلفل طيب الرائحة ولكن ليس له لطافة الفلفل، وهو أصل نبات أكثر ما يكون في مواضع تسمى طرغلود لطقى، ويستعمل أهل تلك الناحية ورقه في أشياء كثيرة كما نستعمل نحن الشراب في بعض الأشربة وفي الطبيخ إلى أن قال: (الأفعال والخواص): حرارته قوية ولا يسخن إلا بعد زمان لما فيه من الرطوبة الفضلية لكن إسخانه قوى ملين يحلل النفخ: وإذا ربى أخذ العسل بعض رطوبته الفضلية ويجف أكثر أعضاء الرأس) يزيد في الحفظ ويجلو الرطوبة عن نواحي الرأس والحلق (أعضاء العين)، ويجلو ظلمة العين للرطوبة كحلا وشربا (أعضاء الغذاء يهضم، ويوافق برد الكبد والمعدة، وينشف بلة المعدة وما يحدث فيها من الرطوبات من أكل الفواكه (أعضاء النفض)، يهيج الباءة ويلين البطن تليينا خفيفا قال الخوزي: بل يمسك أقول إذا كان هناك سوء هضم وإزلاق خلط لزج ينفق (السموم) ينفع من سموم الهوام وقال ابن منظور في (لسان العرب)):
الزنجبيل مما ينبت في بلاد العرب بأرض عمان، وهو عروق تسرى في الأرض، يؤكل رطبا كما يؤكل البقل، ويستعمل يابسا وأجده ما يؤتى به من الزنج وبلاد الصين، وزعم قوم أن الخمر يسمى زنجبيلا قال: وزنجبيلا عاتق مطيب وقيل: الزنجبيل العود الحريف الذي يحذى اللسان وفى التنزيل العزيز في خمر الجنة: ( كان مزاجها زنجبيلا) والعرب تصف الزنجبيل بالطيب، وهو مستطاب عندهم جدا
قال الأعشى يذكر طعم ريق جارية:
كأن القرنفل والزنجبيل باتا بفيها وأربا مشورا
قال: فجائز أن يكون الزنجبيل في خمر الجنة!، وجائز أن يكون مزاجها ولا غائلة له، وجائز أن يكون اسما للعين التي يؤخذ منها هذا الخمر، واسمه السلسبيل أيضا"
وكل ما سبق من نقول هو تكرار لنفس المعلومات تقريبا ثم نقل لنا قصيدة فى الزنجبيل قال صاحبها ابن الأزرق فقال:
"فوائد الزنجبيل لابن الأزرق:
يا حافظا سر زنجبيل في الورى خصصت من المولى بكل فضيلة
ومن يشتكى البرد القديم بصلبه وأوجاعه في كل وقت وساعة
عليه بمثقالين من بعد صحنه يضاف إليه يا فتى شهد نحله
ثلاثة أيام يكون فطوره وإن كان أسبوعا فتحمد نسختي
كذلك للملسوع يمضغ ناعما ويطلى مكان السم يطلى بلطخة
يرى عجبا من سره وفعاله للدغة ملسوع وإحراق لدغة
ومن يشتكى رخو العصب يكن إذا أتى الجماع فهو يمنى بسرعة
يدق ويغلى في حليب أتانه ويدلك بالأصيل في كل ليلة
يرى عجبا من قوة لنفاضة بطيب لقاء وروعة تمتع
وصاحب أرياح غلاظ يدقه على سكر أمثاله بثلاثة
ويستف منه نصف مثقال لم يزد ويتبع بعد الزنجبيل بجرعة
يصرف أرياحا وقولنج عاجلا ويأتي بتفريج وإصلاح معدة
وينفع للإنسان في كل مضغة شفاء له من كل داء وعلة
ومن ناله ضعف ولم ير سوى نصف رؤياه أو قليل برؤية
فيمزجه بالدار صيني مساويا ومن سكر جزا يكون سوية
فيبرى ويجلو باطن العين بعدما يغشى غشاء من بياض وظلمة
ومن كان من أهل البلادة قلبه بطيئا لحفظ الذكر حيا كميت
يضاف إليه من حصى البان منعم مضاف إليه من جنايه نحلة
ويعتزل الأكل الغليظ ويحتمى ثلاثة أيام يأكل حمية
ويدخل حماما بأسبوع مدة ثلاث أسابيع بتكميل عدة
فيرجع بالذهن الذكي محافظا على درس قرآن وطيب تلاوة
أيا حافظا لعيش الصحيح لك الرضا خصصت من المولى بكل كرامة
ومن عنده وجه مليح مغير تبدل بعد الاحمرار بصفرة
يدق ويغلى في عسل ولبن ويسقى لها تكسى جمالا بحمرة
فيا رب صل على الشفيع محمد وسلم عليه مع ألف تحية
وقال عبدالقادر بن شقرون:
اليبس في الفلفل والحرارة في أكله أدوية مختارة
تقوية الشهوة للطعام وقوة لعصب الأجسام
والزنجبيل مثله في طبعه بل فاقه عند ازدياد نفعه
في خصلة الحفظ وبعث الباه من أجل ذاقمى عظيم الجاه
فمن ذلك يفهم أن الزنجبيل يشهي للطعام الأجسام، ويعين حفظ العلوم، وينشط الجسم المكلوم، ويقوى الباءة حتى يكون من يشربه عظيم الجاه، وهذا يؤكد بأنه يفرح وينشط ويعطى ثقة في النفس، ويفتح الذهن وينعش الجسم كله"
وبعد ذلك قدم عارف وصفات طعامية وعلاجية ولا ننصح أحد باستخدامها إلا إذا كانت مجربة عند أهل البلد فقال:
"ملاحظات مهمة قبل استعماله:
الزنجبيل تضعف فاعليته بعد سنتين؛ لأنه يصاب بالتسوس لرطوبة فيه ويمكن حفظه بوضعه في فلفل أسود فينبغي مراعاة استعمال زنجبيل جديد وذلك بجميل رائحته النفاذة ورونق لونه الموتار الفاتح المقارب للسمنى المصفر، ويكون خاليا من العيدان والشوائب إذا كان مطحونا
أمراض يعالجها الزنجبيل
· لتقوية الذاكرة وللحفظ وعدم النسيان:
يؤخذ من الزنجبيل المطحون قدر 55 جرام، ومن اللبان الدكر (الكندر) 50 جرام، ومن الحبة السوداء50 جرام تخلط معا وتعجن في كيلو عسل نحل وتؤخذ منه ملعقة صغيرة على الريق يوميا مع صنوبر وزبيب
· لعلاج الصداع والشقيقة:
يعجن الزنجبيل المطحون قدر ملعقة صغيرة في فنجان زيت زيتون ويدلك منه مكان الألم مع شرب مغلي الزنجبيل مع النعناع، وحبة البركة من كل ملعقة صغيرة كالشاي
· لعلاج العشى الليلي:
يشرب كوب عصير جزر عليه نصف ملعقة زنجبيل مطحون مع إمرار مرود معجون زنجبيل بعسل نحل على العينين قبل النوم
- للدوخة ودوار البحر:
تصنع أقراص من زنجبيل مطحون من سكر نبات مطحون ونشا بنسب 1:1: 3 وتجفف في الظل ويستحلب قرص عند الشعور بالدوخة أو قبل السفر (القرص يكون في حجم الكرزة)
- لتقوية النظر:
يشرب عصير جزر عليه ربع ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون غسل العينين بمغلي الشمر صباحا
- لعلاج بحة الصوت وصعوبة التكلم:تدهن الحنجرة بمعجون الزنجبيل والنعناع وزيت الزيتون بنسبة 1:1: 3 مع شرب مغلي الينسون محلى بسكر نبات أو مص سكر نبات
- لتطهير الحنجرة والقصبة الهوائية:نفس الطريقة السابقة مع مضغ البقدونس وشرب نقيع اللبان الدكر والعسل
- للتوتر العصبي:ينقع زهر الخزامى قدر ملعقة صغيرة في نصف كوب ماء مات المساء للصباح، ثم يصفى ويحلى بعسل نحل ويضاف إليه ربع ملعقة منا زنجبيل مطحون ويشرب عند اللزوم
- للأرق والقلق:
يضرب كوب حليب ساخن عليه ربع ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون مع دهن الجسم بزيت زيتون ولا تنسى قراءة القران وذكر الله: { ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
......· المركبات:
مركب فيه سر الشباب
25 جرام زنجبيل- 25 جرام لسان الثور (بنات) - 25 جرام فلفل أبيض- 25 جرام ينسون- 100 جرام لوز- 100 جرام بندق- 50 جرام فستق- 25 جرام جوز هند مبشور (ناعم) - 25 جرام صنوبر- 10 جرام دار فلفل- 10 جرام حبة خضراء، يطحن الجميع ويعجن في عسل منزوع الرغوة: أي في أثناء الغلي تنزع رغوته (ريمته) ويعبأ في برطمان زجاج، وتؤخذ منه ملعقة صغيرة بعد الفطار وبعد العشاء مع الحذر من استعمال هذا المركب للشاب والعازب"
وقد حذفت العديد من الوصفات اختصارا لوقت القارىء وكما قلت لا يجب استعمال ما ذكره الكاتب إلا إذا كان أمرا مجربا ففى أحد الأيام قال لى زميل فى العمل أنا وزميل أخر أنه سيسقينا زنجبيل وأنه بعد شربه سنرى نتيجة عظيمة فى الجماع وبالقطع أنا لا أعتقد فى شىء من ذلك سوى أن الجماع هو نتاج نفسى بالأساس ومع هذا ذلك ذهبت وشربت مادة حارقة للمعدة وفى اليوم التالى سألت الزميل الثانى عما حدث فقال أنه ذهب فى نوم عميق عندما ذهب لبيته ومن ثم فالاعتقاد فى شىء لا يفيد بنفع طالما أن نفس الإنسان ليس بها فرحة أو سعادة أو رغبة
الكتاب تأليف: أبي الفداء محمد عزت محمد عارف وهو يدور حول نبات الزنجبيل وقد استهل الكتاب رواية قال فيها:
"الزنجبيل في الطب النبوي:
قال أبو سعيد الخدري((أهدى ملك الروم إلى رسول الله (ص) جرة زنجبيل، فأطعم كل إنسان قطعة، وأطعمني قطعة))(أبو نعيم في كتاب الطب النبوي)"
وهى رواية جنونية فأى قدر هذا الذى ينال فيها كل مسلم ومسلمة قطعة من الزنجبيل وملك الروم لم يتصل بالمسلمين إلا فى أواخر العهد النبوى عندما أصبحوا يعدون بعشرات الآلاف
ثم نقل عن ابن القيم فقال :
"وقال ابن القيم" الزنجبيل معين على الهضم، ملين للبطن تليينا معتدلا، نافع من سدد الكبد العارضة عن البرد، والرطوبة، ومن ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة كحلا واكتحالا، معين على الجماع، وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة، وهو بالجملة صالح للكبد والمعدة))(كتاب الطب النبوي لابن القيم)"
والزنجبيل الحالى لو كان كحلا لكان مصيبة من مصائب الدهر لأنه حارق للمعدة فكيف بالعين ؟
ثم نقل من كتب التفسير معنى قوله " مزاجها زنجبيلا"فقال:
"معنى قوله تعالى: {مزاجها زنجبيلا}:
المزاج من المزج: أي الخلط في الشراب بما يحصن طعمه ويجعله لذيذا، وقد قال حسان:
كأن سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء
ومنه مزاج البدن، وهو ما يمازجه من الصفراء، والسوداء، والحرارة، والبرودة
وروى أبو مقاتل عن أبى صالح عن سعد عن أبى سهل عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربع عيون في الجنة: عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله {يفجرونها تفجيرا}، والأخرى الزنجبيل، والأخريان نضاختان من فوق العرش إحداهما التي ذكر الله {عينا فيها تسمى سلسبيلا}،والأخرى التسنيم))ذكره الترمذي الحكيم في (نوادر الأصول)"
الخطأ فى الرواية وجود أربع عيون فى الجنة وهو ما يناقض كونهما عينان كما قال تعالى "ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
ثم نقل فقال:
"وقال ابن كثير في (تفسيره ج 4 ص 456): وقوله تعالى: {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا}: أي ويسقون- يعنى الأبرار- أيضا في هذه الأكواب كأسا: أي خمرا {كان مزاجها زنجبيلا} فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد، وتارة بالزنجبيل، وهو حار ليعتدل الأمر "
وللعلم خمر الجنة لا يسكر ولا يضر، بل شراب لذيذ لتجنبهما خمر الدنيا الملعونة التي تذهب بالعقل وصدق الله: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} سورة الصافات:47: أي لا كحول"
ثم حدثنا عارف عن أصل الزنجبيل فقال:
"أصل الزنجبيل
هو نبات ينبت تحت التربة، وهو عروق عقدية مثل عروق نبات السعدي إلا أنه أغلظ ولونه إما سنجابي أو أبيض مصفر وله رائحة نفاذة مميزة طيبة يعرف بها، وهو حار الطعم، لاذع، وهو كدرنات البطاطس، ولا يطحن إلا بعد تجفيفه، وتكثر زراعته بالصين والهند وباكستان وجاميكاوالزنجبيل له زهور صفراء ذات شفاه أرجوانية ولا يستخرج الزنجبيل إلا عندما تذبل أوراقه الرمحية ولابد من وضع أوزمات الزنجبيل في الماء ليلتين ويتشبع بالماء لكيلا يغزوه السوس سريعا ولحفظ الزنجبيل أطول فترة ممكنة يخزن في أماكن غير مغطاة مع نبات الصعتر الذي تغطيه به أو يوضع مع الفلفل الأسود وأفضل أنواع الزنجبيل الجاميكي بجاميكا
وتقول فايزة محمد حمودة في كتاب " النباتات والأعشاب الطبية كيف تستخدمها؟ "
الزنجبيل:
وصفه:
نبات معمر ينمو في المناطق الاستوائية، والريزومات (ساق تنمو تحت الأرض) هي الجزء المستعمل، وأزهار الزنجبيل صفراء ذات شفاه أرجوانية، وأوراقه ذات شكل رمحي، وعندما تذبل الأوراق تستخرج الريزومات من الأرض، وتوضع في الماء حتى تلين، ثم تقشر وتعفر بمسحوق سكري والزنجيل من العقاقير الدستورية، هي تلك العقاقير المتضمنة في دستور الأدوية، ولها نفع علاجي، أو تستخدم في الأغراض الصيدلية
مكوناته:
تحتوي ريزومات الزنجبيل على زيوت طيارة وراتنجات أهمها الجنجرول ومواد نشوية وهلامية
فوائده:
لتطييب نكهة الطعام، وهو طارد للغازات ويدخل في تركيب أدوية توسيع الأوعية الدموية، ومعوق وملطف للحرارة، كما أنه يدخل في تركيب وصفات زيادة القدرة الجنسية، وفي علاج آلام الحيض
طريقة الاستعمال:
تغلى ملعقة صغيرة من مسحوق الزنجبيل في نصف كوب ماء ويحلى بالسكر، ويشرب بعد الفطور أو بعد العشاء انتهى ويقول محمد العربي الخطابي في كتابه ((الأغذية والأدوية عند مؤلفي الغرب الإسلامي)): الزنجبيل حار رطب يقوى الباه، ويقوى المعدة، ويزيد في الحفظ، لا مضرة فيه، أفضله العطر الذي ليس بمسوس، يؤكل منه بمقدار
ويقول حسن وهبة في كتاب ((أعشاب مصر الطبية وفوائدها)) زنجبيل:
والزنجبيل معروف، يضاف مسحوقه إلى مشروبات ليقوى المعدة ويبعث الهضم، مقدار نصف إلى جرام واحد ويضاف إلى المركبات الحديدية ليحسن طعمها، ويمضغه الأبخر ويتمضمض بطبيخه، ويتغرغر به، ويضاف إلى صبغات الأسنان ومنه شراب الزنجبيل وصبغة الزنجبيل مقدار 20 إلى 35 نقطة كدواء للمعدة
طبيعة الزنجبيل الطبية:
هو حار في الثالثة يابس في آخر الأولى وفيه رطوبة يفتح السدد ويطرد البلغم والمواد العفنة، والمواد المخمدة (أي المفترة المضعفة)، ويحل الرياح (يطردها)، ويقوى الأعصاب، ويقوى الجهاز المناعي بالجسم لتنشيطه الغدد، وتقويته للهرمونات والدم، وهو عموما منشط لوظائف الأعضاء مسخن مطهر مقوى ويحتوى الزنجبيل على زيوت طيارة وراتنجات (الجنجرول) ومواد هرمونية وفيتامينات ومواد نشوية ويعزى لطعمه المميز وجود مادتي الجنجرول، والزنجرون"
"أسماء الزنجبيل:
المشهور: زنجبيل أنواعه: زنجبيل بلدي- زنجبيل شامي - زنجبيل العجم- زنجبيل فارسي- زنجبيل الكلاب - زنجبيل هندي، وهو المعروف المستعمل، ويسمى بالكفوف واسمه بالفارسي: أدرك وبالإنجليزي: ginger وبالفرنسي: gingerbread"
وكل ما سبق هو كلام يعتبر طبيا وكيميائيا وزراعيا وهو صحيح فى الكثير منه
وبعد ذلك نقل من كتب المفسرين ما جاء عنه عن الزنجبيل فقال:
"أقوال المفسرين في الزنجبيل:
قال القرطبي في ((تفسيره)):وكانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزج بالزنجبيل لطيب رائحته؛ لأنه يحذو اللسان، ويهضم المأكول، فرغبوا في نعيم الآخرة اعتقدوه نهاية النعمة والطيب وقال مجاهد: الزنجبيل اسم للعين التي منها مزاج شراب الأبرار وقال قتادة: والزنجبيل اسم العين التي يشرب بها المقربون صرفا وتمزج لسائر أهل الجنة وقيل: هي عين في الجنة يوجد فيها طعم الزنجبيل وقيل: إن فيه معنى الشراب الممزوج بالزنجبيل، والمعنى كأن في زنجبيلا
قال العلامة الألوسي في " تفسير روح المعاني ":والزنجبيل، قال الدينوري: نبت في أرض عمان، وهو عروق تسرى في الأرض، وليس بشجرة، ومنه ما يحمل من بلاد الزنج والصين وهو الأجود، وكانت العرب تحبه لأنه يوجب لذعا في اللسان إذا مزج بالشراب فليتذوق
وقال عمرو المسيب بن علس:
وكان طعم الزنجبيل به إذ ذقته وسلافة الخمر
وعده بعضهم في المعربات، وكون الزنجبيل اسما لعين في الجنة مروى عن قتادة
قال البغوي في "تفسيره":والزنجبيل مما كانت العرب تستطيبه جدا، فوعدهم الله تعالى أنهم يسقون في الجنة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنةقال مقاتل: لا يشبه زنجبيل الدنيا وقيل: هو عين في الجنة يوجد منها طعم الزنجبيل
قال الإمام فخر الدين الرازي في ((التفسير الكبير)):العرب كانوا يحبون جعل الزنجبيل في المشروب؛ لأنه يحدث فيه ضربا من اللذع، فلما كان كذلك، وصف الله شراب أهل الجنة بذلك"
وهذا الكلام فى كتب التفسير كلام لا يجب قوله سوى أنه نبات فقط طعمه مستطاب
ثم نقل لنا من كتب الطب القديمة ما ورد فى الزنجبيل فقال:
"قالوا عن الزنجبيل:
قال داود الأنطاكي في ((التذكرة)):زنجبيل معرب عن كاف عجمية هندية أو فارسية، وهو نبت له أوراق عراض يفرش على الأرض وأغصانه دقيقة بلا ظهر ولا بذر ينبت بدابول من أعمال الهند، وهذا هو الخشن الضارب إلى السواد، (ويوجد) بالمندب وعمان وأطراف الشجر، وهذا هو الأحمر وجبال من عمل الصين، حيث يكثر العود وهو الأبيض العقد الرزبين الحاد الكثير الشعب، ويسمى الكفوف وهذا أفضل أنواعه والزنجبيل قليل الإقامة تسقط قوته بعد سنتين بالتسويس والتآكل لفرط رطوبته الفضلية ويحفظه من ذلك الفلفل وهو حار في الثالثة يابس في آخر الأولى أو رطب يفتح السدد ويستأصل البلغم واللزوجات والرطوبات الفاسدة المتولدة في المعدة عن نحو البطيخ بخاصيته فيه ويحل الرياح وبرد الأحشاء واليرقان وتقطير البول ويدر الفضلات ويغزر
قال صاحب المعتمد الملك المظفر يوسف التركماني:
زنجبيل- " ع " هو عروق تسرى في الأرض وليس بشجر ويؤكل رطبا، كما يؤكل البقل ويستعمل يابسا، وينبغي أن يختار منه ما لم يكن متآكلا وقوة الزنجبيل مسخنة معينة في هضم الطعام، ملينة للبطن تليينا خفيفا جيدا للمعدة، وظلمة البصر، ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة وبالجملة في قوته شبه من قوة الفلفل في آخر الدرجة الثالثة،- رطب في أول الأولى نافع من السدد العارضة في الكبد من الرطوبة والبرودة معين على الجماع، محلل للرياح الغليظة في المعدة والأمعاء، زائد في المنى صالح للمعدة والكبد الباردتين يزيد في الحفظ، ويجلو الرطوبة عن نوافى الرأس والحلق، وينفع من سموم الهوام، وإذا ربى أخذ العسل بعض رطوبته الفضلية، ويخرج البلغم والمرة السوداء على رفق وسهل لا على طريق إخراج الأدوية المسهلة، وإذا خلط في الشيء مع رطوبة كبد الماعز وجفف وسحق واكتحل به نفع من الغشاوة وظلمة البصر، وإذا مضغ مع المستكى أحدر من الدماغ بلغما كثيرا
والزنجبيل المربى حار يابس يهيج الجماع ويزيد في حر المعدة والبدن (معرق) ويهضم الطعام وينشف (يجفف) البلغم، وينفع من الهرم (الشيخوخة) والبلغم الغالب على البدن وبدل الزنجبيل: وزنه ونصف وزنه من الراسن "ج " الزنجبيل شبيه بالفلفل في طبعه ولكن ليس له لطافته ويعرض له تآكل لرطوبته الفضلية، وهو حار في آخر الدرجة الثالثة يابس في الثانية يحلل النفخ ويزيد في الحفظ ويجلو الرطوبة من الحلق ونوامى الرأس وظلمة العين كحلا وشربا، وينفع من برد الكبد والمعدة وينشف (يجفف) بلة المعدة ويهيج الباءة، وينفع سموم الهوام، وقدر ما يؤخذ منه إلى درهمين، والمربى حار يابس ينفع الكلى والمثانة والمعدة الباردة ويدر البول، وهو جيد للحمى التي فيها نافض وبرد
((ف)) مثله وأجود الصيني، وهو ينفع كما تقدم ذكره، وينفع الفالج واللقوة، والشربة: بقدر الحاجة " ع " وزنجبيل سامي، وزنجبيل بلدي: هو الراسن، وقد ذكر في حرف الراء، وزنجبيل الهجم هو الاشترغار
كلام ابن سينا عن الزنجبيل:
زنجبيل (الماهية) قال ديسقوريدوس: ((الزنجبيل أصوله صغار مثل أصول السعد لونها إلى البياض وطعمها شبيه بطعم- الفلفل طيب الرائحة ولكن ليس له لطافة الفلفل، وهو أصل نبات أكثر ما يكون في مواضع تسمى طرغلود لطقى، ويستعمل أهل تلك الناحية ورقه في أشياء كثيرة كما نستعمل نحن الشراب في بعض الأشربة وفي الطبيخ إلى أن قال: (الأفعال والخواص): حرارته قوية ولا يسخن إلا بعد زمان لما فيه من الرطوبة الفضلية لكن إسخانه قوى ملين يحلل النفخ: وإذا ربى أخذ العسل بعض رطوبته الفضلية ويجف أكثر أعضاء الرأس) يزيد في الحفظ ويجلو الرطوبة عن نواحي الرأس والحلق (أعضاء العين)، ويجلو ظلمة العين للرطوبة كحلا وشربا (أعضاء الغذاء يهضم، ويوافق برد الكبد والمعدة، وينشف بلة المعدة وما يحدث فيها من الرطوبات من أكل الفواكه (أعضاء النفض)، يهيج الباءة ويلين البطن تليينا خفيفا قال الخوزي: بل يمسك أقول إذا كان هناك سوء هضم وإزلاق خلط لزج ينفق (السموم) ينفع من سموم الهوام وقال ابن منظور في (لسان العرب)):
الزنجبيل مما ينبت في بلاد العرب بأرض عمان، وهو عروق تسرى في الأرض، يؤكل رطبا كما يؤكل البقل، ويستعمل يابسا وأجده ما يؤتى به من الزنج وبلاد الصين، وزعم قوم أن الخمر يسمى زنجبيلا قال: وزنجبيلا عاتق مطيب وقيل: الزنجبيل العود الحريف الذي يحذى اللسان وفى التنزيل العزيز في خمر الجنة: ( كان مزاجها زنجبيلا) والعرب تصف الزنجبيل بالطيب، وهو مستطاب عندهم جدا
قال الأعشى يذكر طعم ريق جارية:
كأن القرنفل والزنجبيل باتا بفيها وأربا مشورا
قال: فجائز أن يكون الزنجبيل في خمر الجنة!، وجائز أن يكون مزاجها ولا غائلة له، وجائز أن يكون اسما للعين التي يؤخذ منها هذا الخمر، واسمه السلسبيل أيضا"
وكل ما سبق من نقول هو تكرار لنفس المعلومات تقريبا ثم نقل لنا قصيدة فى الزنجبيل قال صاحبها ابن الأزرق فقال:
"فوائد الزنجبيل لابن الأزرق:
يا حافظا سر زنجبيل في الورى خصصت من المولى بكل فضيلة
ومن يشتكى البرد القديم بصلبه وأوجاعه في كل وقت وساعة
عليه بمثقالين من بعد صحنه يضاف إليه يا فتى شهد نحله
ثلاثة أيام يكون فطوره وإن كان أسبوعا فتحمد نسختي
كذلك للملسوع يمضغ ناعما ويطلى مكان السم يطلى بلطخة
يرى عجبا من سره وفعاله للدغة ملسوع وإحراق لدغة
ومن يشتكى رخو العصب يكن إذا أتى الجماع فهو يمنى بسرعة
يدق ويغلى في حليب أتانه ويدلك بالأصيل في كل ليلة
يرى عجبا من قوة لنفاضة بطيب لقاء وروعة تمتع
وصاحب أرياح غلاظ يدقه على سكر أمثاله بثلاثة
ويستف منه نصف مثقال لم يزد ويتبع بعد الزنجبيل بجرعة
يصرف أرياحا وقولنج عاجلا ويأتي بتفريج وإصلاح معدة
وينفع للإنسان في كل مضغة شفاء له من كل داء وعلة
ومن ناله ضعف ولم ير سوى نصف رؤياه أو قليل برؤية
فيمزجه بالدار صيني مساويا ومن سكر جزا يكون سوية
فيبرى ويجلو باطن العين بعدما يغشى غشاء من بياض وظلمة
ومن كان من أهل البلادة قلبه بطيئا لحفظ الذكر حيا كميت
يضاف إليه من حصى البان منعم مضاف إليه من جنايه نحلة
ويعتزل الأكل الغليظ ويحتمى ثلاثة أيام يأكل حمية
ويدخل حماما بأسبوع مدة ثلاث أسابيع بتكميل عدة
فيرجع بالذهن الذكي محافظا على درس قرآن وطيب تلاوة
أيا حافظا لعيش الصحيح لك الرضا خصصت من المولى بكل كرامة
ومن عنده وجه مليح مغير تبدل بعد الاحمرار بصفرة
يدق ويغلى في عسل ولبن ويسقى لها تكسى جمالا بحمرة
فيا رب صل على الشفيع محمد وسلم عليه مع ألف تحية
وقال عبدالقادر بن شقرون:
اليبس في الفلفل والحرارة في أكله أدوية مختارة
تقوية الشهوة للطعام وقوة لعصب الأجسام
والزنجبيل مثله في طبعه بل فاقه عند ازدياد نفعه
في خصلة الحفظ وبعث الباه من أجل ذاقمى عظيم الجاه
فمن ذلك يفهم أن الزنجبيل يشهي للطعام الأجسام، ويعين حفظ العلوم، وينشط الجسم المكلوم، ويقوى الباءة حتى يكون من يشربه عظيم الجاه، وهذا يؤكد بأنه يفرح وينشط ويعطى ثقة في النفس، ويفتح الذهن وينعش الجسم كله"
وبعد ذلك قدم عارف وصفات طعامية وعلاجية ولا ننصح أحد باستخدامها إلا إذا كانت مجربة عند أهل البلد فقال:
"ملاحظات مهمة قبل استعماله:
الزنجبيل تضعف فاعليته بعد سنتين؛ لأنه يصاب بالتسوس لرطوبة فيه ويمكن حفظه بوضعه في فلفل أسود فينبغي مراعاة استعمال زنجبيل جديد وذلك بجميل رائحته النفاذة ورونق لونه الموتار الفاتح المقارب للسمنى المصفر، ويكون خاليا من العيدان والشوائب إذا كان مطحونا
أمراض يعالجها الزنجبيل
· لتقوية الذاكرة وللحفظ وعدم النسيان:
يؤخذ من الزنجبيل المطحون قدر 55 جرام، ومن اللبان الدكر (الكندر) 50 جرام، ومن الحبة السوداء50 جرام تخلط معا وتعجن في كيلو عسل نحل وتؤخذ منه ملعقة صغيرة على الريق يوميا مع صنوبر وزبيب
· لعلاج الصداع والشقيقة:
يعجن الزنجبيل المطحون قدر ملعقة صغيرة في فنجان زيت زيتون ويدلك منه مكان الألم مع شرب مغلي الزنجبيل مع النعناع، وحبة البركة من كل ملعقة صغيرة كالشاي
· لعلاج العشى الليلي:
يشرب كوب عصير جزر عليه نصف ملعقة زنجبيل مطحون مع إمرار مرود معجون زنجبيل بعسل نحل على العينين قبل النوم
- للدوخة ودوار البحر:
تصنع أقراص من زنجبيل مطحون من سكر نبات مطحون ونشا بنسب 1:1: 3 وتجفف في الظل ويستحلب قرص عند الشعور بالدوخة أو قبل السفر (القرص يكون في حجم الكرزة)
- لتقوية النظر:
يشرب عصير جزر عليه ربع ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون غسل العينين بمغلي الشمر صباحا
- لعلاج بحة الصوت وصعوبة التكلم:تدهن الحنجرة بمعجون الزنجبيل والنعناع وزيت الزيتون بنسبة 1:1: 3 مع شرب مغلي الينسون محلى بسكر نبات أو مص سكر نبات
- لتطهير الحنجرة والقصبة الهوائية:نفس الطريقة السابقة مع مضغ البقدونس وشرب نقيع اللبان الدكر والعسل
- للتوتر العصبي:ينقع زهر الخزامى قدر ملعقة صغيرة في نصف كوب ماء مات المساء للصباح، ثم يصفى ويحلى بعسل نحل ويضاف إليه ربع ملعقة منا زنجبيل مطحون ويشرب عند اللزوم
- للأرق والقلق:
يضرب كوب حليب ساخن عليه ربع ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون مع دهن الجسم بزيت زيتون ولا تنسى قراءة القران وذكر الله: { ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
......· المركبات:
مركب فيه سر الشباب
25 جرام زنجبيل- 25 جرام لسان الثور (بنات) - 25 جرام فلفل أبيض- 25 جرام ينسون- 100 جرام لوز- 100 جرام بندق- 50 جرام فستق- 25 جرام جوز هند مبشور (ناعم) - 25 جرام صنوبر- 10 جرام دار فلفل- 10 جرام حبة خضراء، يطحن الجميع ويعجن في عسل منزوع الرغوة: أي في أثناء الغلي تنزع رغوته (ريمته) ويعبأ في برطمان زجاج، وتؤخذ منه ملعقة صغيرة بعد الفطار وبعد العشاء مع الحذر من استعمال هذا المركب للشاب والعازب"
وقد حذفت العديد من الوصفات اختصارا لوقت القارىء وكما قلت لا يجب استعمال ما ذكره الكاتب إلا إذا كان أمرا مجربا ففى أحد الأيام قال لى زميل فى العمل أنا وزميل أخر أنه سيسقينا زنجبيل وأنه بعد شربه سنرى نتيجة عظيمة فى الجماع وبالقطع أنا لا أعتقد فى شىء من ذلك سوى أن الجماع هو نتاج نفسى بالأساس ومع هذا ذلك ذهبت وشربت مادة حارقة للمعدة وفى اليوم التالى سألت الزميل الثانى عما حدث فقال أنه ذهب فى نوم عميق عندما ذهب لبيته ومن ثم فالاعتقاد فى شىء لا يفيد بنفع طالما أن نفس الإنسان ليس بها فرحة أو سعادة أو رغبة