[b][size=18][size=24][b]قراءة فى كتاب المكي والمدني
مؤلف الكتاب هو محمد شفاعت رباني وهو كاتب من أهل العصر ويبدو أنه من سكان باكستان ويبين الرجل موضوع كتابه فيقول:
"أما بعد: فهذا تعريف بعلم المكي والمدني
إن هذا القرآن الكريم لم ينزله الله -تعالى- على نبيه (ص)جملة واحدة، بل أنزله منجما ومفرقا بحسب الوقائع التي تقتضي نزول ما ينزل منه
قال تعالى: وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا أي: أنزلناه كذلك لتثبيت فؤادك بالوحي المتتابع الذي تتجدد به صلتك بالله عز وجل
وكان نزول القرآن على نبيه (ص)في مدى ثلاث وعشرين سنة تقريبا، فبعضه نزل في مكة، وبعضه الآخر نزل بالمدينة بعد الهجرة، فكان ينزل عليه القرآن أينما أقام في السفر والحضر، فكان منه المكي والمدني
إن علم المكي والمدني بدأ بشكل روايات يتناقلها الصحابة والتابعون، "ولم يرد في ذلك بيان عن النبي (ص)وذلك لأن المسلمين في زمانه لم يكونوا في حاجة إلى هذا البيان، كيف وهم يشاهدون الوحي والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا، (وليس بعد العيان بيان) "
والرجل هنا يعترف أن هذا العلم لم يكن فى عهد النبى(ص) ولا المؤمنين به والذين نسميهم الصحابة والسبب كما يزعم لأنهم" يشاهدون الوحي والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا"
وهذا التعليل ليس سببا لإنشاء علم لا وجود له إلا فى مخيلة البعض خاصة أنه فى المرحلة المدنية كانت هناك زيارات وحروب ورحلات لمكة كما أنه نزل فى أماكن أخرى غيرهما خاصة فى الحروب
استهل الرجل كتابه بتعريف المكى والمدنى فقال:
"تعريفات للمكي والمدني
التعريف الأول: أن المكي ما نزل من القرآن قبل هجرة الرسول (ص) إلى المدينة حتى ولو نزل بغير مكة، والمدني ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن كان نزوله بمكة وهذا التعريف روعي فيه الزمان
التعريف الثاني: أن المكي ما نزل من القرآن بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة، ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل على النبي (ص) بمنى وعرفات والحديبية، ويدخل في المدينة ضواحيها أيضا كالمنزل عليه في بدر، وأحد، وسلع
وهذا التعريف لوحظ فيه مكان النزول، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر؛ لأنه لا يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيهما، كقوله -تعالى- في سورة التوبة: لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك الآية فإنها نزلت بتبوك، وقوله تعالى في سورة الزخرف: واسأل من أرسلنا من قبلك الآية، فإنها نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء
التعريف الثالث: أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة وهذا التعريف لوحظ فيه المخاطبون، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر، فإن في القرآن ما نزل غير مصدر بأحدهما، نحو قوله تعالى في فاتحة سورة الأحزاب: يا أيها النبي اتق الله الآية، وقوله تعالى في سورة الكوثر: إنا أعطيناك الكوثر الآية وغيرهما
ويرد عليه أن هناك سورا مدنية ورد فيها الخطاب بصيغة يا أيها الناس وسورا مكية ورد فيها الخطاب بصيغة يا أيها الذين آمنوا مثال الأولى سورة البقرة، فإنها مدنية وفيها يا أيها الناس اعبدوا ربكم الآية، ومثال الثانية سورة الحج، فإنها مكية عند بعض أهل العلم، وفيها يا أيها الذين آمنوا اركعوا الآية"
ذكر الرجل ثلاث تعريفات وقد اختار التعريف الأول فقال :
"فالراجح من هذه التعريفات الثلاثة هو التعريف الأول للأسباب الآتية:
1- أنه ضابط وحاصر ومطرد لا يختلف، واعتمده العلماء واشتهر بينهم
2- أن الاعتماد عليه يقضي على معظم الخلافات التي أثيرت حول تحديد المكي والمدني
3- أنه أقرب إلى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- حيث إنهم عدوا من المدني سورة التوبة، وسورة الفتح وسورة المنافقون، ولم تنزل سورة التوبة كلها بالمدينة، فقد نزل كثير من آياتها على رسول الله (ص)وهو في طريق عودته من تبوك، ونزلت سورة الفتح على النبي (ص)وهو عائد من صلح الحديبية، ونزلت سورة المنافقون عليه، وهو في عزوة المصطلق"
أما السبب الأول وكونه ضابط وحاصر ومطرد لا يختلف فكلام ليس مسلما به لأن هناك كلام خاصة فيما يسمونه العقيدة متحد فى المدنى والمكى ولا يمكن أن نقول أين نزل وكذلك ما ورد من قصص لا يمكن تحديد كونها مدنية أو مكية
والسبب الثانى فى رأيه أنه يقضى على معظم الخلافات التي أثيرت حول تحديد المكي والمدني وكلمة معظم تناقض قوله فى السبب ألأول حاصر ومطرد لا يختلف فلو كان هذا صحيحا لقال الكل وليس المعظم
والسبب الثالث وهو كونه أقرب إلى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- حيث إنهم عدوا من المدني سورة التوبة، وسورة الفتح وسورة المنافقون، ولم تنزل سورة التوبة كلها بالمدينة يناقض قوله أن الصحابة لم يكون هذا العلم فى زمانهم وهو قوله فى مقدمة الكتاب" ولم يرد في ذلك بيان عن النبي (ص)وذلك لأن المسلمين في زمانه لم يكونوا في حاجة إلى هذا البيان"وأيضا قوله فى فقرة أسباب الاختلاف " توهم قطعية بعض الضوابط وخصائص المكي والمدني"
ثم أورد الكاتب عنوانا يدل الخلاف والتناقض فى تعيين الاثنين فقال:
"أسباب الاختلاف في تعيين المكي والمدني :
هناك أسباب أدت إلى اختلاف أهل العلم حول تعيين المكي والمدني، وتنحصر تلك الأسباب فيما يلي:
أولا: عدم التنصيص من الرسول - (ص) - على هذا الأمر، فلم يرد عن النبي (ص)أنه قال: هذه السورة أو الآية مكية، وتلك السورة أو الآية مدنية
البقيةhttp://vb.7mry.com/t355019.html#post1821011
[/b][/size][/size][/b]
مؤلف الكتاب هو محمد شفاعت رباني وهو كاتب من أهل العصر ويبدو أنه من سكان باكستان ويبين الرجل موضوع كتابه فيقول:
"أما بعد: فهذا تعريف بعلم المكي والمدني
إن هذا القرآن الكريم لم ينزله الله -تعالى- على نبيه (ص)جملة واحدة، بل أنزله منجما ومفرقا بحسب الوقائع التي تقتضي نزول ما ينزل منه
قال تعالى: وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا أي: أنزلناه كذلك لتثبيت فؤادك بالوحي المتتابع الذي تتجدد به صلتك بالله عز وجل
وكان نزول القرآن على نبيه (ص)في مدى ثلاث وعشرين سنة تقريبا، فبعضه نزل في مكة، وبعضه الآخر نزل بالمدينة بعد الهجرة، فكان ينزل عليه القرآن أينما أقام في السفر والحضر، فكان منه المكي والمدني
إن علم المكي والمدني بدأ بشكل روايات يتناقلها الصحابة والتابعون، "ولم يرد في ذلك بيان عن النبي (ص)وذلك لأن المسلمين في زمانه لم يكونوا في حاجة إلى هذا البيان، كيف وهم يشاهدون الوحي والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا، (وليس بعد العيان بيان) "
والرجل هنا يعترف أن هذا العلم لم يكن فى عهد النبى(ص) ولا المؤمنين به والذين نسميهم الصحابة والسبب كما يزعم لأنهم" يشاهدون الوحي والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا"
وهذا التعليل ليس سببا لإنشاء علم لا وجود له إلا فى مخيلة البعض خاصة أنه فى المرحلة المدنية كانت هناك زيارات وحروب ورحلات لمكة كما أنه نزل فى أماكن أخرى غيرهما خاصة فى الحروب
استهل الرجل كتابه بتعريف المكى والمدنى فقال:
"تعريفات للمكي والمدني
التعريف الأول: أن المكي ما نزل من القرآن قبل هجرة الرسول (ص) إلى المدينة حتى ولو نزل بغير مكة، والمدني ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن كان نزوله بمكة وهذا التعريف روعي فيه الزمان
التعريف الثاني: أن المكي ما نزل من القرآن بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة، ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل على النبي (ص) بمنى وعرفات والحديبية، ويدخل في المدينة ضواحيها أيضا كالمنزل عليه في بدر، وأحد، وسلع
وهذا التعريف لوحظ فيه مكان النزول، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر؛ لأنه لا يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيهما، كقوله -تعالى- في سورة التوبة: لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك الآية فإنها نزلت بتبوك، وقوله تعالى في سورة الزخرف: واسأل من أرسلنا من قبلك الآية، فإنها نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء
التعريف الثالث: أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة وهذا التعريف لوحظ فيه المخاطبون، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر، فإن في القرآن ما نزل غير مصدر بأحدهما، نحو قوله تعالى في فاتحة سورة الأحزاب: يا أيها النبي اتق الله الآية، وقوله تعالى في سورة الكوثر: إنا أعطيناك الكوثر الآية وغيرهما
ويرد عليه أن هناك سورا مدنية ورد فيها الخطاب بصيغة يا أيها الناس وسورا مكية ورد فيها الخطاب بصيغة يا أيها الذين آمنوا مثال الأولى سورة البقرة، فإنها مدنية وفيها يا أيها الناس اعبدوا ربكم الآية، ومثال الثانية سورة الحج، فإنها مكية عند بعض أهل العلم، وفيها يا أيها الذين آمنوا اركعوا الآية"
ذكر الرجل ثلاث تعريفات وقد اختار التعريف الأول فقال :
"فالراجح من هذه التعريفات الثلاثة هو التعريف الأول للأسباب الآتية:
1- أنه ضابط وحاصر ومطرد لا يختلف، واعتمده العلماء واشتهر بينهم
2- أن الاعتماد عليه يقضي على معظم الخلافات التي أثيرت حول تحديد المكي والمدني
3- أنه أقرب إلى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- حيث إنهم عدوا من المدني سورة التوبة، وسورة الفتح وسورة المنافقون، ولم تنزل سورة التوبة كلها بالمدينة، فقد نزل كثير من آياتها على رسول الله (ص)وهو في طريق عودته من تبوك، ونزلت سورة الفتح على النبي (ص)وهو عائد من صلح الحديبية، ونزلت سورة المنافقون عليه، وهو في عزوة المصطلق"
أما السبب الأول وكونه ضابط وحاصر ومطرد لا يختلف فكلام ليس مسلما به لأن هناك كلام خاصة فيما يسمونه العقيدة متحد فى المدنى والمكى ولا يمكن أن نقول أين نزل وكذلك ما ورد من قصص لا يمكن تحديد كونها مدنية أو مكية
والسبب الثانى فى رأيه أنه يقضى على معظم الخلافات التي أثيرت حول تحديد المكي والمدني وكلمة معظم تناقض قوله فى السبب ألأول حاصر ومطرد لا يختلف فلو كان هذا صحيحا لقال الكل وليس المعظم
والسبب الثالث وهو كونه أقرب إلى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- حيث إنهم عدوا من المدني سورة التوبة، وسورة الفتح وسورة المنافقون، ولم تنزل سورة التوبة كلها بالمدينة يناقض قوله أن الصحابة لم يكون هذا العلم فى زمانهم وهو قوله فى مقدمة الكتاب" ولم يرد في ذلك بيان عن النبي (ص)وذلك لأن المسلمين في زمانه لم يكونوا في حاجة إلى هذا البيان"وأيضا قوله فى فقرة أسباب الاختلاف " توهم قطعية بعض الضوابط وخصائص المكي والمدني"
ثم أورد الكاتب عنوانا يدل الخلاف والتناقض فى تعيين الاثنين فقال:
"أسباب الاختلاف في تعيين المكي والمدني :
هناك أسباب أدت إلى اختلاف أهل العلم حول تعيين المكي والمدني، وتنحصر تلك الأسباب فيما يلي:
أولا: عدم التنصيص من الرسول - (ص) - على هذا الأمر، فلم يرد عن النبي (ص)أنه قال: هذه السورة أو الآية مكية، وتلك السورة أو الآية مدنية
البقيةhttp://vb.7mry.com/t355019.html#post1821011
[/b][/size][/size][/b]