قراءة فى كتاب دلائل النبوة
مؤلف الكتاب هو أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المُسْتَفاض الفِرْيابِي (المتوفى 301هـ) ويوجد بنفس العنوان عدة كتب منها كتاب للبيهقى
ومعنى دلائل أدلة ومن ثم يكون معناه الأدلة على نبوة النبى(ص) الأخير والغريب أن الكتاب ومثله كل الكتب المماثلة له تستخدم فى إثبات النبوة شىء واحد وهو الآيات التى تعنى المعجزات المرئية والملموسة والمحسوسة وهو ما منعه الله فى عهد النبى الأخير (ص) فقال :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
وقد كان النبى(ص) يتمنى نزول آية فأخبره الله أنه لن يعطيه الآية وهى المعجزة للناس حتى لو طلب سلم للسماء أو طلب نفق يبحث منه عن معجزة فى الأرض وفى هذا قال تعالى :
"وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين"
وعلى الضد من القرآن الذى استخدم الأدلة البرهانية العقلية استخدم القوم الأدلة التى يصفها البعض بالمادية الظاهرة
الكتاب قام على أساس تجميع عدة روايات تتحدث عن معجزة واحدة ثم ذكرها خلف بعضها وسوف نقوم بمناقشتها وإظهار بطلانها وهى:
"باب ما روي أن النبي (ص)كان يدعو في الشيء القليل من الطعام فيجعل فيه البركة حتى يشبع منه الخلق الكثير"
1 - حدثكم أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال حدثني أبي قال كنا مع رسول الله في غزوة فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهرهم وقالوا يبلغنا الله عز وجل به فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم قال يا رسول الله كيف بنا إذا نحن لقينا غدا جياعا رجالا ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم فتجمعه فتدعو فيها بالبركة فإن الله عز وجل سيبلغنا بدعوتك - أو قال سيبارك لنا في دعوتك - فدعا رسول الله (ص)ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع فجمعه ثم قام فدعا الله عز وجل بما شاء أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم وأمرهم أن يحثوا فما بقي في الجيش وعاء إلا ملئوه وبقي مثله فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه وقال «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله عز وجل عبد مؤمن بهما إلا حجبتا عنه النار يوم القيامة»
2 - حدثنا جعفر قال قرأت على أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قلت حدثكم عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله (ص)نزل في غزوة غزاها فأصاب أصحابه جوع وفنيت أزوادهم فجاؤوا إلى رسول الله (ص)يشكون ما أصابهم ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم فأذن لهم فخرجوا فمروا بعمر بن الخطاب فقال من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا رسول الله (ص)في أن ينحروا بعض إبلهم قال فأذن لهم؟ قالوا نعم قال فإني أسئلكم - أو أقسم عليكم - إلا رجعتم معي إلى رسول الله فرجعوا معه فذهب عمر إلى رسول الله (ص) قال يا رسول الله أتأذن لهم أن ينحروا بعض رواحلهم فماذا يركبون؟ قال رسول الله «فماذا أصنع بهم؟ ليس معي ما أعطيهم» قال عمر بلى يا رسول الله تأمر من كان معه فضل من زاده أن يأتي به إليك فتجمعه على شيء ثم تدعو فيه ثم تقسمه بينهم قال ففعل فدعا بفضل أزوادهم فمنهم الآتي بالقليل والكثير فجعله في شيء ثم دعا فيه ما شاء الله عز وجل أن يدعوا ثم قسمه بينهم فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل فقال عند ذلك «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله من جاء بها يوم القيامة غير شاك أدخله الله عز وجل الجنة»
3 - حدثنا جعفر قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة - شك الأعمش - قال لما كانت غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال لهم رسول الله «افعلوا»قال فجاء عمر فقال يا رسول الله إنهم إن فعلوا قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع لهم عليه بالبركة فلعل الله تعالى أن يجعل في ذلك - قال عمر وحسب قال - خيرا قال فدعا رسول الله (ص)بنطع فبسطه ثم دعاهم بفضل أزوادهم قال فجعل الرجل يجيء بالكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة حتى جمع على النطع من ذلك ثم دعا عليه بالبركة ثم قال «خذوا في أوعيتكم» قال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلا ملئوه قال وأكلوا حتى شبعوا وفضلت منه فضلة فقال رسول الله (ص) «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى بها عبد غير شاك فيحتجب عن الجنة» قال عمرو بن محمد «حدث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد ولم يحدث به بالكوفة»
هذه الرواية فى وجود مجاعة فى غزوة تبوك تتناقض مع وجود عطش فيها فى الرواية التالية:
42 - حدثنا جعفر قال حدثني علي بن سهل بن المغيرة قال حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال قيل لعمر بن الخطاب حدثنا شأن جيش العسرة فقال عمر خرجنا مع رسول الله إلى تبوك في قيظ شديد فنزل منزلا أصابنا فيه عطش حتى حسبنا أن تنقطع رقابنا حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع وحتى إن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ثم يجعل ما بقي على صدره فقال أبو بكر يا رسول الله إن الله عز وجل قد عودك في الدعاء خيرا قال «أتحب ذلك؟» قال نعم قال فرفع رسول الله صلى الله عليه يديه فلم يرجعهما حتى قالت السحاب فأظلت ثم أمطرت فملئوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر"
وروايتا الجوع والعطش تناقضان أن الموجود كان جهد الظهور فى الرواية التالية:
50 - حدثنا جعفر قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال ثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال غزونا مع رسول الله (ص)غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إلى رسول الله ما بظهرهم من الجهد فتحين بهم مضيقا سار الناس فيه ورسول الله يقول «مروا بسم الله» فمروا فجعل ينفخ بظهرهم وهو يقول «اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر» قال فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزمتها - قال فضالة فقلت هذه دعوة رسول الله (ص)على القوي والضعيف فما بال الرطب واليابس - فلما قدمنا الشام وغزونا غزوة قبرص في البحر ورأيت السفن وما تحمل فيها عرفت دعوة رسول الله (ص)"
4 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو بكر بن أبي النضر قال حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا عبيد الله الأشجعي عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله (ص)في مسيرة فنفدت أزواد القوم قال حتى هم بنحر بعض جمالهم قال فقال عمر يا رسول الله إن جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله تعالى عليها ففعل فجاء ذو التمرة بتمرة وذو البرة ببرة وقال مجاهد وذو النواة بنواة قال فقلت وما كانوا يصنعون بالنوى؟ قال يمصونه ويشربون عليه الماء قال فدعا عليها حتى ملأ القوم أزودتهم قال فقال عند ذلك «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى بها عبد غير شاك فيها إلا دخل الجنة»
5 - حدثنا جعفر قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال خرجنا مع رسول الله حتى إذا كنا بعين الروم التي يقال لها عين تبوك أصابنا جوع شديد قلت يا رسول الله نلقى العدو غدا وهم شباع ونحن جياع قال فخطب الناس ثم قال «من كان معه فضل طعام فليأتنا به» قال وبسط نطعا فأتي ببضعة وعشرين صاعا فجلس رسول الله (ص)ودعا بالبركة ثم دعا الناس فقال «خذوا» فأخذوا حتى جعل الرجل يربط كم قميصه ثم يأخذ فيه فصدروا وفضلت فضلة فقال رسول الله (ص) «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يقولها رجل محق فيدخل النار»
التناقضات:
الأول بعض الروايات تقول أن الرسول(ص) اذن للقوم بنحر وهو ذبح الإبل أو الجمال مثل:
"فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهرهم وقالوا يبلغنا الله عز وجل به فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم وفنيت أزوادهم " وهو ما يناقض أنه الرسول(ص) أذن لهم فى رواية مثل:
"فجاؤوا إلى رسول الله (ص)يشكون ما أصابهم ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم فأذن لهم"
الثانى أن القوم ذهبوا للنبى(ص) أولا فأذن لهم ثم مروا على عمر فأخبروه فى الرواية التالية:
" فمروا بعمر بن الخطاب فقال من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا رسول الله (ص)"
وهو ما يناقض أن عمر كان عند النبى(ص) ساعة الإذن وهو قول الرواية الآتية:
"فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم قال يا رسول الله كيف بنا فماذا يركبون؟ قال رسول الله «فماذا أصنع بهم؟ ليس معي ما أعطيهم»"
الثالث الباقى من الزاد وهو فى رواية مثل الذى ملئوه وهو قولها"
فما بقي في الجيش وعاء إلا ملئوه وبقي مثله فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه " وهو ما يناقض كونه تبقة بقية وليس مثل الملء وهو قول رواية"فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل"
الرابع وهو مقدار ما قام به القوم ففى رواية كف من ذرة أو تمر أو كسرة وهو قولها:
"فدعا رسول الله (ص)بنطع فبسطه فجعل الرجل يجيء بالكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة "
وهو ما يناقض وجود من أحضر أكثر من الكفوف كالصاع فى قول الرواية التالية" أكثر فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع"
وهو ما يناقض أنهم اتوا بكذا وعشرين صاعا فى قول رواية" قال وبسط نطعا فأتي ببضعة وعشرين صاعا"
الخامس أصناف الطعام التى أتوا بها ففى رواية أتوا فى رواية التمر والبر والنواة وهو قولها" فجاء ذو التمرة بتمرة وذو البرة ببرة وقال مجاهد وذو النواة بنواة" وفى رواية ذرة وتمر وخبز وهو قولها "فجعل الرجل يجيء بالكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة "
السادس الشىء الذى وضعوا فيه الطعام ففى معظم الروايات الأوعية كقول رواية"فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلا ملئوه " وفى رواية واحدة وضعوا الطعام فى أكمام الملابس وهى القمصان وهو قول الرواية الأخيرة "ثم دعا الناس فقال «خذوا» فأخذوا حتى جعل الرجل يربط كم قميصه ثم يأخذ فيه فصدروا"
6 - حدثنا جعفر قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك قال قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله (ص)ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه وزودتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله أرسلك أبو طلحة؟ فقلت نعم فقال رسول الله (ص)لمن معه «قوموا» قال فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله وليس عندنا من الطعام ما يطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله فأقبل رسول الله (ص) وأبو طلحة حتى دخلا فقال رسول الله «هلمي يا أم سليم ما عندك» فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله ففت وعصرت أم سليم عكة لها فآدمته ثم قال فيه رسول الله ما شاء أن يقول ثم قال «ائذن لعشرة» فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال «ائذن لعشرة» فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا
7 - حدثنا جعفر قال حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال حدثنا معن بن عيسى قال عرض علي مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول قال أبو طلحة لأم سليم فذكر مثل حديث قتيبة
8 - حدثنا جعفر قال حدثني أبو الزنباع روح بن الفرج المصري قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا ابن لهيعة عن عمارة بن غزية أن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أخبره أنه سمع أنس بن مالك يقول أقبل أبو طلحة يوما فإذا نبي الله (ص)قائم يقرئ أصحاب الصفة على بطنه نصل من حجر قد قوم به صلبه من الجوع فرجع إلى أم سليم فقال لقد رأيت ما غاظني فهل عندك من شيء؟ فقالت نعم شيء من شعير قال فاصنعيه فصنعته وقال لي اذهب فادع نبي الله (ص)ولا يعلم بك أحد قال أنس فلما رآني نبي الله (ص)قال «أرسلك أبو طلحة لتدعوني؟» قلت نعم قال «قوموا» فقام معه سبعون رجلا فأتيت أبا طلحة فأخبرته فقال له يا نبي الله إنما هو شيء صنعناه لك والله ما عندنا ما يحسبهم فقال «هلم ما عندك» فأتيته به وكانت عند أم سليم عكة للسمن فجعلت تعصرها فقال لها نبي الله (ص) «هلمي فإن الرجل أشد عصرا من المرأة» فأخذها فعصرها حتى أدم بها الطعام ثم وضع يده فيه ثم قال «تعالوا عشرة عشرة» فجعلوا يأكلون ولا يرعى أحد منهم على أحد حتى كملوا وأفضلوا ما أهدت أم سليم لجيرانها "
9 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو محمد شيبان بن فروخ قال حدثنا محمد بن عيسى العبدي قال حدثنا ثابت البناني قال قلت لأنس بن مالك أخبرني بأعجب شيء رأيته من رسول الله (ص). قال نعم يا ثابت خدمت رسول الله عشر سنين فلم يعير علي شيئا أسأت فيه قال فأعجب شيء رأيت منه ما هو؟ قال إن نبي الله (ص)لما تزوج زينب بنت جحش قالت لي أمي يا أنس إن نبي الله (ص)أصبح عروسا ولا أرى أصبح غداء فهلم تلك العكة فأتيتها بالعكة وتمر قدر مد فجعلت لها حيسا فقالت يا أنس اذهب بهذا إلى نبي الله (ص)وامرأته فلما أتيت النبي (ص)بتور من حجارة وفيه ذلك الحيس قال «ضعه في ناحية البيت وادع لي أبا بكر وعمر وعليا وعثمان» ونفرا من أصحابه رضوان الله عليهم ثم قال «ادع لي أهل المسجد ومن رأيت في الطريق» فجعلت أتعجب من قلة الطعام ومن كثرة من يأمرني أدعو الناس قال فكرهت أن أعصيه حتى امتلأ البيت والحجرة فقال «يا أنس هل ترى أحدا؟» فقلت لا يا نبي الله قال «هلم ذلك التور» فجئت بذلك التور فوضعته قدامه فغمس بثلاثة أصابع له في التور فجعل التمر يربو فجعلوا يتغدون ويخرجون حتى إذا فرغوا أجمعين وبقي في التور نحو مما جئت به قال «ضعه قدام زينب» فخرجت فأسقفت عليهم بابا من جريد قال ثابت فقلنا يا أبا حمزة كم ترى كان الذين أكلوا من ذلك التور؟ قال فقال لي «أحسب واحدا وسبعين أو اثنين وسبعين»
10 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة قالا حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا سعد بن سعيد قال حدثني أنس بن مالك قال بعثني أبو طلحة إلى رسول الله (ص)لأدعوه وقد جعل له طعاما قال فأقبلت ورسول الله (ص)مع الناس قال فنظر إلي فاستحييت فقلت أجب أبا طلحة فقال للناس «قوموا» فقال أبو طلحة يا رسول الله إنما صنعت شيئا لك قال فمسها رسول الله (ص)ودعا فيها بالبركة وقال «أدخل من أصحابي عشرة» وقال «كلوا» وأخرج لهم شيئا بين أصبعيه فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا فقال «أدخل عشرة» فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع قال ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا قال أبو بكر في حديثه عن سعد بن سعيد ولم يقل قال حدثنا
11 - حدثنا جعفر قال حدثنا هدبة بن خالد قال أخبرنا مبارك بن فضالة قال حدثنا بكر بن عبد الله وثابت البناني عن أنس بن مالك أن أبا طلحة لما رأى رسول الله طاويا جاء إلى أم سليم فقال إني رأيت رسول الله طاويا فهل عندك شيء؟ قالت عندنا نحو من مد من دقيق شعير قال فاعجنيه وأصلحيه عسى أن ندعو النبي (ص)فيأكل منه قال فعجنته وخبزته قال فجاء قرص فقال لي ادع النبي (ص)قال فأتيت النبي (ص)ومعه ناس - قال مبارك أحسبه قال بضعة وثمانون - فقلت يا رسول الله أبو طلحة يدعوك فقال لأصحابه " أجيبوا أبا طلحة قال فجئت مسرعا حتى أخبرته أنه قد جاء وأصحابه فقال لها والله إن رسول الله أعلم بما في بيتي مني فاستقبله أبو طلحة فقال يا رسول الله والله ما عندنا شيء إلا قريص رأيتك طاويا فأمرت أم سليم فجعلت لك قرصا قال فدعا بالقرص ودعا بالجفنة فوضعه فيها فقال «هل من سمن؟» فقال أبو طلحة قد كان في العكة شيء قال فجاء بها فجعل النبي (ص)وأبو طلحة يعصرانها حتى خرج شيء مسح النبي (ص)به سبابته ثم مسح بالقرص ثم قال «بسم الله» فانتفخ القرص ثم عصر العكة فخرج شيء فمسح به أصبعه السبابة ثم مسحه على القرص وقال «بسم الله» فانتفخ القرص فلم يزل يصنع ذلك والقرص ينتفخ حتى رأيت القرص في الجفنة يتميع فقال «ادع لي عشرة من أصحابي» فدعوت له عشرة فوضع النبي (ص)يده وسط القرص وقال «كلوا بسم الله» فأكلوا حوالي القرص حتى شبعوا ثم قال «ادع لي عشرة أخرى» قال فدعوت له عشرة أخرى فقال «كلوا بسم الله» فأكلوا من حوالي القرص حتى شبعوا فلم يزل يدعو عشرة عشرة يأكلون من ذلك القرص حتى أكل منه بضعة وثمانون رجلا من حوالي القرص حتى شبعوا قال وإن وسط القرص حيث وضع رسول الله (ص)يده كما هو"
تتناقض الروايات السابقة فى حكاية أبو طلحة وأم سليم فى التالى:
الأول عدد أقراص الخبز فمرة عدة أقراص كانت مخبوزة قبل الحادثة فى قول الرواية"فأخرجت أقراصا من شعير ثم أرسلتني إلى رسول الله " وهو ما يناقض أنه قرص واد فى قول الرواية عندنا نحو من مد من دقيق شعير قال فاعجنيه وأصلحيه مسح النبي (ص)به سبابته ثم مسح بالقرص ثم قال «بسم الله» فانتفخ القرص"
الثانى أصل الطعام ففى رواية الشعير فى قولها "فقالت نعم شيء من شعير قال فاصنعيه فصنعته" وهو ما يناقض كونه تمر وعطه فى قول رواية وهو"هلم تلك العكة فأتيتها بالعكة وتمر قدر مد فجعلت لها حيسا "
الثالث إعداد الأقراص فمرة كانت معدة قبل الحادثة بفترة كما فى قول الرواية " فأخرجت أقراصا من شعير ثم أرسلتني إلى رسول الله " ومرة تم عجنها وخبزها وقت الحادثة فى قول الرواية"عندنا نحو من مد من دقيق شعير قال فاعجنيه وأصلحيه "
الرابع أن الحادثة كانت وجود النبى(ص) مع أهل الصفة فى المسجد وهو قول الرواية" فإذا نبي الله (ص)قائم يقرئ أصحاب الصفة" وهو ما يناقض أنه كان سيزوج يومها فى قول الرواية:" إن نبي الله (ص)أصبح عروسا ولا أرى أصبح غداء
الخامس من عصروا العكة فمرة أم سليم فى قول رواية"وعصرت أم سليم عكة لها فآدمته " وهو ما يناقض أنها والرسول(ص) فى قول رواية هو "فجعلت تعصرها فقال لها نبي الله (ص) «هلمي فإن الرجل أشد عصرا من المرأة» فأخذها فعصرها حتى أدم بها الطعام" وهو ما يناقض أن من عصرها النبى(ص) وأبو طلحة فى قول الرواية التالية"قد كان في العكة شيء قال فجاء بها فجعل النبي (ص)وأبو طلحة يعصرانها حتى خرج شيء"
السادس سبب معرفة أبو طلحة جوع النبى فمرة صوت النبى(ص) الضعيف وهو قول إحدى الروايات"لقد سمعت صوت رسول الله (ص)ضعيفا أعرف فيه الجوع " وهو ما يناقض كون السبب رؤية أبو طلحة للحجر على بطن النبى(ص) فى لا قول إحدى الروايات"أقبل أبو طلحة يوما فإذا نبي الله (ص)قائم يقرئ أصحاب الصفة على بطنه نصل من حجر قد قوم به صلبه من الجوع " وقول رواية أخرى"لما رأى رسول الله طاويا جاء إلى أم سليم"
السابع التناقض فى عدد ألاكلين فمرة 70 أو 80 فى رواية تقول "والقوم سبعون أو ثمانون رجلا " ومرة 70 فقط فى رواية تقول "فقام معه سبعون رجلا " ومرة 71 أو 72 فى رواية تقول "حتى إذا فرغوا أجمعين أحسب واحدا وسبعين أو اثنين وسبعين» ومرة أكثر من 80 فى رواية تقول " قال مبارك أحسبه قال بضعة وثمانون"
الثامن الباقى من الأكل وهو أن الطعام ظل كما هو لم ينقص كما كان فى أول الأكل فى قول الرواية القائلة" قال ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا "وهو ما يناقض أن وسط القرص هو الذى ظل كما فى رواية تقول" قال وإن وسط القرص حيث وضع رسول الله (ص)يده كما هو"
12 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف قال حدثنا عبد الأعلى عن سعيد يعني الجريري عن أبي الورد عن أبي محمد الحضرمي عن أبي أيوب الأنصاري قال صنعت لرسول الله (ص)ولأبي بكر طعاما قدر ما يكفيهما فأتيتهما به فقال رسول الله «اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار» قال فشق ذلك علي ما عندي شيء أزيده قال فكأني تثاقلت فقال «اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار» فدعوتهم فجاؤوا فقال «اطعموا» فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا ثم قال «اذهب فادع لي ستين من أشراف الأنصار» - قال أبو أيوب فوالله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين - قال فدعوتهم قال فقال رسول الله (ص) «تربعوا» فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله وبايعوه قبل أن يخرجوا قال «اذهب فادع لي تسعين من الأنصار» - فقال فلأنا أجود بالتسعين وبالستين مني بالثلاثين - قال فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله وبايعوه قبل أن يخرجوا وقال فأكل من طعام ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار"
الرواية بها ×طأ فى العدد فالعدد ليس 180 كما فى نهاية الرواية" فأكل من طعام ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار" لأن الآكلين 183فمع الأنصار أبو بكر والرسول(ص) وأبو أيوب ولو اعتبرنا العدد من ألنصار يكونون181 بأبى أيوب
13 - حدثنا جعفر قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أنيس بن أبي يحيى عن إسحاق بن سالم عن أبي هريرة قال خرج علي رسول الله (ص)يوما فقال «ادع لي من أصحاب الصفة» فجعلت أتبعهم رجلا رجلا فجمعتهم فجئنا باب رسول الله فاستأذنا فأذن لنا - قال أبو هريرة ووضعت بين أيدينا صحفة أظن أن فيها قدر مد من شعير - قال فوضع رسول الله يده عليها فقال «خذوا بسم الله» قال فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا فقال رسول الله حين وضعت الصحفة فقال «والذي نفس محمد بيده ما أمسى في آل محمد (ص)طعام ليس ترونه» قيل لأبي هريرة قدر كم كانت حين فرغتم؟ قال «مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع»
14 - حدثنا جعفر قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي العلاء عن سمرة بن جندب «أن النبي (ص)أتي بقصعة فيها طعام فتعاقبوا إلى الظهر من غدوة يقوم قوم ويقعد آخرون» قال فقيل لسمرة هل كانت تمد؟ قال «فمن أي شيء تعجب؟ ما كانت تمد إلا من ها هنا وأشار إلى السماء»
15 - حدثنا جعفر قال حدثنا عبد الله بن معاذ قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال وقال أبي عن أبي العلاء عن سمرة بن جندب أنه حدثه «أن قصعة كانت عند رسول الله فجعل الناس يأكلون منها فكلما شبع قوم وقاموا جلس مكانهم آخرون كذلك إلى صلاة الأولى» قال وقال رجل عند سمرة هل كانت تمد؟ فقال سمرة " فمم تعجب ما كانت تمد إلا من ها هنا أو قال من السماء أو كما قال "
46 - حدثنا جعفر قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب أنه حدث أن قصعة كانت عند رسول الله (ص) قال فجعل الناس يأكلون منها قال فكلما شبع قوم وقاموا جلس مكانهم ناس آخرون قال كذلك إلى صلاة الأولى قال فقال رجل نماه فقال سمرة «مم تعجب إن كانت تمد بشيء فمم تعجب إلا ممن ها هنا أو قال من السماء»
الروايات الثلاث تخبرنا ان المسلمين لم يكن لدى أى منهم عمل يقوم بع سوى الأكل فلم يذهبوا لأعمالهم وإنما الكل جبس يأكل فى بيت النبى(ص) المهاجر مع أن بيوت ألنصار هى التى كان بها الطعام فكيف سمح لهم النبى(ص) بعدم العمل فى ذلك اليوم من أول النهار حتى الظهر وهو وقت العمل ؟ أعطونا عقولكم
16 - حدثنا جعفر قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عمر بن ذر الهمداني قال حدثني مجاهد عن أبي هريرة قال والله إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت في طريقهم يوما فمر بي أبو بكر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل حتى مر بي رسول الله وعرف ما في وجهي فقال «أبو هريرة» فقلت لبيك يا رسول الله واستأذنته فأذن لي فدخلت فوجد رسول الله لبنا في قدح في أهله فقالت «من أين لكم هذا اللبن؟» قالوا أرسل به إليك فلان قال «أهداه لنا فلان» فقال «يا أبا هريرة انطلق إلى أهل الصفة فادعهم» قال وكان أهل الصفة أضياف الإسلام لا أهل ولا مال إذا أتت رسول الله صدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها شيئا وإذا جاءته هدية أصاب منها وأشركهم فيها فساءني إرساله إياي فقلت كيف أراه أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ ولم يكن من طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله (ص)بد وكنت أنا الرسول فأتيتهم فأقبلوا مجندين واستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت وقال «خذ يا أبا هريرة فأعطهم» قال فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى حتى أتيت على جميعهم فرجعت إلى رسول الله وفي الإناء فضلة فأعطيته القدح فرفع رأسه فنظر إلي مبتسما فقال «يا أبا هريرة بقيت أنا وأنت» قال قلت صدقت يا رسول الله قال «فاشرب» قال فشربت قال «اشرب» فشربت فما زال يقول «اشرب» وأشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغا قال فأخذ فشرب من الفضلة"
الخبل فى الرواية هو أن النبى (ص) عرف بجوع الرجل ومع هذا لم يطعمه حتى يذهب لإحضار الرجال من أماكن مختلفة وهو غير قادر على الحركة من الجوع بدليل ربط الحجر على البطن وهذا يتعارض مه رحمة النبى (ص) المعروفة عنه
17 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو حفص عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا حنظلة بن أبي سفيان حدثنا سعيد بن مينا قال سمعت جابر بن عبد الله يقول لما حفروا الخندق رأيت رسول الله (ص)خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت إني رأيت رسول الله (ص)خمصا شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهمة داجن قال فذبحتها ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله (ص) فقالت لا تفضحني برسول الله ومن معه فجئته فناديته فقلت يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهمة لنا وطبخنا طعاما من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك قال فصاح رسول الله «يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي بكم» فقال رسول الله «لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء» قال فجئت وجاء رسول الله يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت لي عجينا فبسق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبسق فيها وبارك ثم قال «ادع لي خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها» وهم ألف فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو (ص)
فى الرواية من أكلوا ألفا وهو ما يناقض كونهم 800 أو 300 فى الرواية التالية"
18 - حدثنا جعفر حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال قلت لجابر بن عبد الله حدثني بحديث عن رسول الله (ص)أرويه عنك قال جابر كنا مع رسول الله يوم الخندق نحفر فلبثنا ثلاثة أيام لا نطعم شيئا ولا نقدر عليه فعرضت كدية في الخندق فجئت إلى رسول الله فقلت هذه كدية قد عرضت في الخندق فرششنا عليها الماء قال فقام رسول الله وبطنه معصوب بحجر وأخذ المعول - أو المسحاة - ثم سمى لنا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل فلما رأيت ذلك من رسول الله قلت يا رسول الله ائذن لي قال فأذن لي فجئت امرأتي فقلت ثكلتك أمك إني قد رأيت من رسول الله (ص)شيئا لا صبر عليه فما عندك؟ قالت عندي صاع من شعير وعناق قال فطحنا الشعير وذبحنا العناق وأصلحناها وجعلناها في البرمة وعجنت الشعير ثم جئت إلى رسول الله (ص)فلبثت ساعة ثم استأذنت الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين قد أمكن فأمرتها بالخبز وجعلت القدر على الأثافي فجئت رسول الله فساررته فقلت إن عندنا طعما لنا فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك فعلت قال «وما هو وكم هو؟» قلت صاع من شعير وعناق قال " ارجع إلى أهلك فقل لها لا تنزع البرمة من الأثافي ولا تخرج الخبز من التنور حتى آتي " ثم قال للناس «قوموا إلى بيت جابر» قال فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله عز وجل قال فقلت لامرأتي ثكلتك أمك قد جاء رسول الله وأصحابه أجمعين فقالت أكان سألك كم الطعام؟ قلت نعم قالت فالله ورسوله أعلم قد أخبرته بما كان عندنا قال فذهب عني بعض ما أجد قلت صدقت فجاء رسول الله (ص)فدخل ثم قال لأصحابه «لا تضاغطوا» قال ثم برك على التنور وعلى البرمة قال «فجعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة فيثرد ويغرف ويقرب إليهم» وقال رسول الله «ليجلس على الصحفة سبعة أو ثمانية» قال فلما أكلوا كشفنا التنور والبرمة فإذا هما قد عادا إلى أملأ مما كان فيثرد ويغرف ويقرب إليهم فلم يزل يفعل ذلك كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدناها أملأ مما كان حتى شبع المسلمون كلهم وبقي طائفة من الطعام فقال لنا رسول الله «إن الناس قد أصابهم مخمصة فكلوا وأطعموا» فلم نزل يومنا نأكل ونطعم قال وأخبرني «أنهم كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة»
باب ما روي أن النبي (ص)كان يدعو أو يضع يده في الشيء من الماء فيروى منه الخلق الكثير"
الخطأ المشترك بين الروايتين هو أن الجيش ترك مواقعه وذهبوا جميعا للأكل بناء على دعوة القائد وهو كلام لا يمكن لأن يفعله أى قائد عسكرى فى العالم فأى قائد سيترك البعض فى الموقع ويذهب هو والبقية وعندما يتمون أكلهم يذهب من لم يأكلوا للأكل
19 - حدثنا جعفر قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال «رأيت رسول الله (ص)وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله بوضوء فوضع رسول الله (ص)يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضئوا منه» قال «فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه» قال «فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم»
20 - حدثنا جعفر قال حدثنا إسحاق بن موسى قال نا معن قال نا مالك مثله
21 - حدثنا جعفر قال حدثنا هدبة بن خالد قال نا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك قال " شهدت النبي (ص)مع أصحابه عند الزوراء - أو قال عند بيوت المدينة - فأرادوا الوضوء فأتي بقعب فيه ماء يسير فوضع يده في القعب فجعل ينبع الماء من بين أصابعه حتى توضأ القوم كلهم " قلت وكم كنتم؟ قال «زهاء ثلاثمائة»
22 - حدثنا جعفر قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد قال نا ثابت عن أنس بن مالك «أن رسول الله (ص)دعا يوما بقدح فجيء بقدح رحراح واسع الفم فيه ماء فوضع أصابعه فيه وجعل القوم يتوضئون الأول فالأول» فحزرتهم ما بين السبعين إلى الثمانين "
23 - حدثنا جعفر قال حدثنا إسحاق بن سنان قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا ثابت قال قلت لأنس بن مالك حدثنا بشيء من هذه الأعاجيب لا يحدثه أحد غيرك. قال إن رسول الله (ص)صلى الظهر ذات يوم ثم انطلق حتى قعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل (ص) فجاء بلال فأذن بصلاة العصر فانطلق من كان له أهل يقضي الحاجة ويصيب من الوضوء وبقي رجال من المهاجرين ليس لهم أهلون في المدينة وأتي رسول الله بقدح فيه شيء من ماء فوضع رسول الله فيه كفه فما وسع الإناء كف رسول الله كلها ومال بهؤلاء الأصابع الأربع سوى الإبهام فوضعهن ثم قال «ادنوا فتوضئوا» فما بقي أحد إلا توضأ وكف رسول الله في الإناء قلت يا أبا حمزة كم تراهم كانوا؟ فقال «ما بين السبعين إلى الثمانين»
24 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال «حضرت الصلاة فقام من كان قريبا من المسجد وبقي ناس وأتي رسول الله بمخضب من حجارة فيه ماء فوضع كفه في المخضب فصغر المخضب أن يبسط كفه فيه يضم أصابعه فتوضأ القوم جميعا» قلنا كم كانوا؟ قال «ثمانين رجلا»
تتناقض روايات نبع الماء من بين الأصابع فى التالى :
الأول فى عدد المتوضين فمرة "«زهاء ثلاثمائة»"وفى مرة "ما بين السبعين إلى الثمانين "ومرة «ثمانين رجلا»
الثانى مقدار اتساع وعاء الماء فمرة وعاء واسع وهو قول إحدى الروايات"قدح رحراح " ومرة وعاء ضيق لا يتسع للكف بل لأصابعكما فى قول رواية "فصغر المخضب أن يبسط كفه فيه يضم أصابعه"
ومعنى دلائل أدلة ومن ثم يكون معناه الأدلة على نبوة النبى(ص) الأخير والغريب أن الكتاب ومثله كل الكتب المماثلة له تستخدم فى إثبات النبوة شىء واحد وهو الآيات التى تعنى المعجزات المرئية والملموسة والمحسوسة وهو ما منعه الله فى عهد النبى الأخير (ص) فقال :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
وقد كان النبى(ص) يتمنى نزول آية فأخبره الله أنه لن يعطيه الآية وهى المعجزة للناس حتى لو طلب سلم للسماء أو طلب نفق يبحث منه عن معجزة فى الأرض وفى هذا قال تعالى :
"وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين"
وعلى الضد من القرآن الذى استخدم الأدلة البرهانية العقلية استخدم القوم الأدلة التى يصفها البعض بالمادية الظاهرة
الكتاب قام على أساس تجميع عدة روايات تتحدث عن معجزة واحدة ثم ذكرها خلف بعضها وسوف نقوم بمناقشتها وإظهار بطلانها وهى:
"باب ما روي أن النبي (ص)كان يدعو في الشيء القليل من الطعام فيجعل فيه البركة حتى يشبع منه الخلق الكثير"
1 - حدثكم أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال حدثني أبي قال كنا مع رسول الله في غزوة فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهرهم وقالوا يبلغنا الله عز وجل به فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم قال يا رسول الله كيف بنا إذا نحن لقينا غدا جياعا رجالا ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم فتجمعه فتدعو فيها بالبركة فإن الله عز وجل سيبلغنا بدعوتك - أو قال سيبارك لنا في دعوتك - فدعا رسول الله (ص)ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع فجمعه ثم قام فدعا الله عز وجل بما شاء أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم وأمرهم أن يحثوا فما بقي في الجيش وعاء إلا ملئوه وبقي مثله فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه وقال «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله عز وجل عبد مؤمن بهما إلا حجبتا عنه النار يوم القيامة»
2 - حدثنا جعفر قال قرأت على أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قلت حدثكم عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله (ص)نزل في غزوة غزاها فأصاب أصحابه جوع وفنيت أزوادهم فجاؤوا إلى رسول الله (ص)يشكون ما أصابهم ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم فأذن لهم فخرجوا فمروا بعمر بن الخطاب فقال من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا رسول الله (ص)في أن ينحروا بعض إبلهم قال فأذن لهم؟ قالوا نعم قال فإني أسئلكم - أو أقسم عليكم - إلا رجعتم معي إلى رسول الله فرجعوا معه فذهب عمر إلى رسول الله (ص) قال يا رسول الله أتأذن لهم أن ينحروا بعض رواحلهم فماذا يركبون؟ قال رسول الله «فماذا أصنع بهم؟ ليس معي ما أعطيهم» قال عمر بلى يا رسول الله تأمر من كان معه فضل من زاده أن يأتي به إليك فتجمعه على شيء ثم تدعو فيه ثم تقسمه بينهم قال ففعل فدعا بفضل أزوادهم فمنهم الآتي بالقليل والكثير فجعله في شيء ثم دعا فيه ما شاء الله عز وجل أن يدعوا ثم قسمه بينهم فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل فقال عند ذلك «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله من جاء بها يوم القيامة غير شاك أدخله الله عز وجل الجنة»
3 - حدثنا جعفر قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة - شك الأعمش - قال لما كانت غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال لهم رسول الله «افعلوا»قال فجاء عمر فقال يا رسول الله إنهم إن فعلوا قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع لهم عليه بالبركة فلعل الله تعالى أن يجعل في ذلك - قال عمر وحسب قال - خيرا قال فدعا رسول الله (ص)بنطع فبسطه ثم دعاهم بفضل أزوادهم قال فجعل الرجل يجيء بالكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة حتى جمع على النطع من ذلك ثم دعا عليه بالبركة ثم قال «خذوا في أوعيتكم» قال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلا ملئوه قال وأكلوا حتى شبعوا وفضلت منه فضلة فقال رسول الله (ص) «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى بها عبد غير شاك فيحتجب عن الجنة» قال عمرو بن محمد «حدث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد ولم يحدث به بالكوفة»
هذه الرواية فى وجود مجاعة فى غزوة تبوك تتناقض مع وجود عطش فيها فى الرواية التالية:
42 - حدثنا جعفر قال حدثني علي بن سهل بن المغيرة قال حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال قيل لعمر بن الخطاب حدثنا شأن جيش العسرة فقال عمر خرجنا مع رسول الله إلى تبوك في قيظ شديد فنزل منزلا أصابنا فيه عطش حتى حسبنا أن تنقطع رقابنا حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع وحتى إن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ثم يجعل ما بقي على صدره فقال أبو بكر يا رسول الله إن الله عز وجل قد عودك في الدعاء خيرا قال «أتحب ذلك؟» قال نعم قال فرفع رسول الله صلى الله عليه يديه فلم يرجعهما حتى قالت السحاب فأظلت ثم أمطرت فملئوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر"
وروايتا الجوع والعطش تناقضان أن الموجود كان جهد الظهور فى الرواية التالية:
50 - حدثنا جعفر قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال ثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال غزونا مع رسول الله (ص)غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إلى رسول الله ما بظهرهم من الجهد فتحين بهم مضيقا سار الناس فيه ورسول الله يقول «مروا بسم الله» فمروا فجعل ينفخ بظهرهم وهو يقول «اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر» قال فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزمتها - قال فضالة فقلت هذه دعوة رسول الله (ص)على القوي والضعيف فما بال الرطب واليابس - فلما قدمنا الشام وغزونا غزوة قبرص في البحر ورأيت السفن وما تحمل فيها عرفت دعوة رسول الله (ص)"
4 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو بكر بن أبي النضر قال حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا عبيد الله الأشجعي عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله (ص)في مسيرة فنفدت أزواد القوم قال حتى هم بنحر بعض جمالهم قال فقال عمر يا رسول الله إن جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله تعالى عليها ففعل فجاء ذو التمرة بتمرة وذو البرة ببرة وقال مجاهد وذو النواة بنواة قال فقلت وما كانوا يصنعون بالنوى؟ قال يمصونه ويشربون عليه الماء قال فدعا عليها حتى ملأ القوم أزودتهم قال فقال عند ذلك «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى بها عبد غير شاك فيها إلا دخل الجنة»
5 - حدثنا جعفر قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال خرجنا مع رسول الله حتى إذا كنا بعين الروم التي يقال لها عين تبوك أصابنا جوع شديد قلت يا رسول الله نلقى العدو غدا وهم شباع ونحن جياع قال فخطب الناس ثم قال «من كان معه فضل طعام فليأتنا به» قال وبسط نطعا فأتي ببضعة وعشرين صاعا فجلس رسول الله (ص)ودعا بالبركة ثم دعا الناس فقال «خذوا» فأخذوا حتى جعل الرجل يربط كم قميصه ثم يأخذ فيه فصدروا وفضلت فضلة فقال رسول الله (ص) «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يقولها رجل محق فيدخل النار»
التناقضات:
الأول بعض الروايات تقول أن الرسول(ص) اذن للقوم بنحر وهو ذبح الإبل أو الجمال مثل:
"فاستأذن الناس رسول الله في نحر بعض ظهرهم وقالوا يبلغنا الله عز وجل به فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم وفنيت أزوادهم " وهو ما يناقض أنه الرسول(ص) أذن لهم فى رواية مثل:
"فجاؤوا إلى رسول الله (ص)يشكون ما أصابهم ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم فأذن لهم"
الثانى أن القوم ذهبوا للنبى(ص) أولا فأذن لهم ثم مروا على عمر فأخبروه فى الرواية التالية:
" فمروا بعمر بن الخطاب فقال من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا رسول الله (ص)"
وهو ما يناقض أن عمر كان عند النبى(ص) ساعة الإذن وهو قول الرواية الآتية:
"فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله قد هم أن يأذن لهم قال يا رسول الله كيف بنا فماذا يركبون؟ قال رسول الله «فماذا أصنع بهم؟ ليس معي ما أعطيهم»"
الثالث الباقى من الزاد وهو فى رواية مثل الذى ملئوه وهو قولها"
فما بقي في الجيش وعاء إلا ملئوه وبقي مثله فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه " وهو ما يناقض كونه تبقة بقية وليس مثل الملء وهو قول رواية"فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل"
الرابع وهو مقدار ما قام به القوم ففى رواية كف من ذرة أو تمر أو كسرة وهو قولها:
"فدعا رسول الله (ص)بنطع فبسطه فجعل الرجل يجيء بالكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة "
وهو ما يناقض وجود من أحضر أكثر من الكفوف كالصاع فى قول الرواية التالية" أكثر فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع"
وهو ما يناقض أنهم اتوا بكذا وعشرين صاعا فى قول رواية" قال وبسط نطعا فأتي ببضعة وعشرين صاعا"
الخامس أصناف الطعام التى أتوا بها ففى رواية أتوا فى رواية التمر والبر والنواة وهو قولها" فجاء ذو التمرة بتمرة وذو البرة ببرة وقال مجاهد وذو النواة بنواة" وفى رواية ذرة وتمر وخبز وهو قولها "فجعل الرجل يجيء بالكف الذرة والآخر بكف التمر والآخر بالكسرة "
السادس الشىء الذى وضعوا فيه الطعام ففى معظم الروايات الأوعية كقول رواية"فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في المعسكر وعاء إلا ملئوه " وفى رواية واحدة وضعوا الطعام فى أكمام الملابس وهى القمصان وهو قول الرواية الأخيرة "ثم دعا الناس فقال «خذوا» فأخذوا حتى جعل الرجل يربط كم قميصه ثم يأخذ فيه فصدروا"
6 - حدثنا جعفر قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك قال قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله (ص)ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه وزودتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله أرسلك أبو طلحة؟ فقلت نعم فقال رسول الله (ص)لمن معه «قوموا» قال فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله وليس عندنا من الطعام ما يطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله فأقبل رسول الله (ص) وأبو طلحة حتى دخلا فقال رسول الله «هلمي يا أم سليم ما عندك» فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله ففت وعصرت أم سليم عكة لها فآدمته ثم قال فيه رسول الله ما شاء أن يقول ثم قال «ائذن لعشرة» فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال «ائذن لعشرة» فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا
7 - حدثنا جعفر قال حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال حدثنا معن بن عيسى قال عرض علي مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول قال أبو طلحة لأم سليم فذكر مثل حديث قتيبة
8 - حدثنا جعفر قال حدثني أبو الزنباع روح بن الفرج المصري قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا ابن لهيعة عن عمارة بن غزية أن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أخبره أنه سمع أنس بن مالك يقول أقبل أبو طلحة يوما فإذا نبي الله (ص)قائم يقرئ أصحاب الصفة على بطنه نصل من حجر قد قوم به صلبه من الجوع فرجع إلى أم سليم فقال لقد رأيت ما غاظني فهل عندك من شيء؟ فقالت نعم شيء من شعير قال فاصنعيه فصنعته وقال لي اذهب فادع نبي الله (ص)ولا يعلم بك أحد قال أنس فلما رآني نبي الله (ص)قال «أرسلك أبو طلحة لتدعوني؟» قلت نعم قال «قوموا» فقام معه سبعون رجلا فأتيت أبا طلحة فأخبرته فقال له يا نبي الله إنما هو شيء صنعناه لك والله ما عندنا ما يحسبهم فقال «هلم ما عندك» فأتيته به وكانت عند أم سليم عكة للسمن فجعلت تعصرها فقال لها نبي الله (ص) «هلمي فإن الرجل أشد عصرا من المرأة» فأخذها فعصرها حتى أدم بها الطعام ثم وضع يده فيه ثم قال «تعالوا عشرة عشرة» فجعلوا يأكلون ولا يرعى أحد منهم على أحد حتى كملوا وأفضلوا ما أهدت أم سليم لجيرانها "
9 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو محمد شيبان بن فروخ قال حدثنا محمد بن عيسى العبدي قال حدثنا ثابت البناني قال قلت لأنس بن مالك أخبرني بأعجب شيء رأيته من رسول الله (ص). قال نعم يا ثابت خدمت رسول الله عشر سنين فلم يعير علي شيئا أسأت فيه قال فأعجب شيء رأيت منه ما هو؟ قال إن نبي الله (ص)لما تزوج زينب بنت جحش قالت لي أمي يا أنس إن نبي الله (ص)أصبح عروسا ولا أرى أصبح غداء فهلم تلك العكة فأتيتها بالعكة وتمر قدر مد فجعلت لها حيسا فقالت يا أنس اذهب بهذا إلى نبي الله (ص)وامرأته فلما أتيت النبي (ص)بتور من حجارة وفيه ذلك الحيس قال «ضعه في ناحية البيت وادع لي أبا بكر وعمر وعليا وعثمان» ونفرا من أصحابه رضوان الله عليهم ثم قال «ادع لي أهل المسجد ومن رأيت في الطريق» فجعلت أتعجب من قلة الطعام ومن كثرة من يأمرني أدعو الناس قال فكرهت أن أعصيه حتى امتلأ البيت والحجرة فقال «يا أنس هل ترى أحدا؟» فقلت لا يا نبي الله قال «هلم ذلك التور» فجئت بذلك التور فوضعته قدامه فغمس بثلاثة أصابع له في التور فجعل التمر يربو فجعلوا يتغدون ويخرجون حتى إذا فرغوا أجمعين وبقي في التور نحو مما جئت به قال «ضعه قدام زينب» فخرجت فأسقفت عليهم بابا من جريد قال ثابت فقلنا يا أبا حمزة كم ترى كان الذين أكلوا من ذلك التور؟ قال فقال لي «أحسب واحدا وسبعين أو اثنين وسبعين»
10 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة قالا حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا سعد بن سعيد قال حدثني أنس بن مالك قال بعثني أبو طلحة إلى رسول الله (ص)لأدعوه وقد جعل له طعاما قال فأقبلت ورسول الله (ص)مع الناس قال فنظر إلي فاستحييت فقلت أجب أبا طلحة فقال للناس «قوموا» فقال أبو طلحة يا رسول الله إنما صنعت شيئا لك قال فمسها رسول الله (ص)ودعا فيها بالبركة وقال «أدخل من أصحابي عشرة» وقال «كلوا» وأخرج لهم شيئا بين أصبعيه فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا فقال «أدخل عشرة» فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع قال ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا قال أبو بكر في حديثه عن سعد بن سعيد ولم يقل قال حدثنا
11 - حدثنا جعفر قال حدثنا هدبة بن خالد قال أخبرنا مبارك بن فضالة قال حدثنا بكر بن عبد الله وثابت البناني عن أنس بن مالك أن أبا طلحة لما رأى رسول الله طاويا جاء إلى أم سليم فقال إني رأيت رسول الله طاويا فهل عندك شيء؟ قالت عندنا نحو من مد من دقيق شعير قال فاعجنيه وأصلحيه عسى أن ندعو النبي (ص)فيأكل منه قال فعجنته وخبزته قال فجاء قرص فقال لي ادع النبي (ص)قال فأتيت النبي (ص)ومعه ناس - قال مبارك أحسبه قال بضعة وثمانون - فقلت يا رسول الله أبو طلحة يدعوك فقال لأصحابه " أجيبوا أبا طلحة قال فجئت مسرعا حتى أخبرته أنه قد جاء وأصحابه فقال لها والله إن رسول الله أعلم بما في بيتي مني فاستقبله أبو طلحة فقال يا رسول الله والله ما عندنا شيء إلا قريص رأيتك طاويا فأمرت أم سليم فجعلت لك قرصا قال فدعا بالقرص ودعا بالجفنة فوضعه فيها فقال «هل من سمن؟» فقال أبو طلحة قد كان في العكة شيء قال فجاء بها فجعل النبي (ص)وأبو طلحة يعصرانها حتى خرج شيء مسح النبي (ص)به سبابته ثم مسح بالقرص ثم قال «بسم الله» فانتفخ القرص ثم عصر العكة فخرج شيء فمسح به أصبعه السبابة ثم مسحه على القرص وقال «بسم الله» فانتفخ القرص فلم يزل يصنع ذلك والقرص ينتفخ حتى رأيت القرص في الجفنة يتميع فقال «ادع لي عشرة من أصحابي» فدعوت له عشرة فوضع النبي (ص)يده وسط القرص وقال «كلوا بسم الله» فأكلوا حوالي القرص حتى شبعوا ثم قال «ادع لي عشرة أخرى» قال فدعوت له عشرة أخرى فقال «كلوا بسم الله» فأكلوا من حوالي القرص حتى شبعوا فلم يزل يدعو عشرة عشرة يأكلون من ذلك القرص حتى أكل منه بضعة وثمانون رجلا من حوالي القرص حتى شبعوا قال وإن وسط القرص حيث وضع رسول الله (ص)يده كما هو"
تتناقض الروايات السابقة فى حكاية أبو طلحة وأم سليم فى التالى:
الأول عدد أقراص الخبز فمرة عدة أقراص كانت مخبوزة قبل الحادثة فى قول الرواية"فأخرجت أقراصا من شعير ثم أرسلتني إلى رسول الله " وهو ما يناقض أنه قرص واد فى قول الرواية عندنا نحو من مد من دقيق شعير قال فاعجنيه وأصلحيه مسح النبي (ص)به سبابته ثم مسح بالقرص ثم قال «بسم الله» فانتفخ القرص"
الثانى أصل الطعام ففى رواية الشعير فى قولها "فقالت نعم شيء من شعير قال فاصنعيه فصنعته" وهو ما يناقض كونه تمر وعطه فى قول رواية وهو"هلم تلك العكة فأتيتها بالعكة وتمر قدر مد فجعلت لها حيسا "
الثالث إعداد الأقراص فمرة كانت معدة قبل الحادثة بفترة كما فى قول الرواية " فأخرجت أقراصا من شعير ثم أرسلتني إلى رسول الله " ومرة تم عجنها وخبزها وقت الحادثة فى قول الرواية"عندنا نحو من مد من دقيق شعير قال فاعجنيه وأصلحيه "
الرابع أن الحادثة كانت وجود النبى(ص) مع أهل الصفة فى المسجد وهو قول الرواية" فإذا نبي الله (ص)قائم يقرئ أصحاب الصفة" وهو ما يناقض أنه كان سيزوج يومها فى قول الرواية:" إن نبي الله (ص)أصبح عروسا ولا أرى أصبح غداء
الخامس من عصروا العكة فمرة أم سليم فى قول رواية"وعصرت أم سليم عكة لها فآدمته " وهو ما يناقض أنها والرسول(ص) فى قول رواية هو "فجعلت تعصرها فقال لها نبي الله (ص) «هلمي فإن الرجل أشد عصرا من المرأة» فأخذها فعصرها حتى أدم بها الطعام" وهو ما يناقض أن من عصرها النبى(ص) وأبو طلحة فى قول الرواية التالية"قد كان في العكة شيء قال فجاء بها فجعل النبي (ص)وأبو طلحة يعصرانها حتى خرج شيء"
السادس سبب معرفة أبو طلحة جوع النبى فمرة صوت النبى(ص) الضعيف وهو قول إحدى الروايات"لقد سمعت صوت رسول الله (ص)ضعيفا أعرف فيه الجوع " وهو ما يناقض كون السبب رؤية أبو طلحة للحجر على بطن النبى(ص) فى لا قول إحدى الروايات"أقبل أبو طلحة يوما فإذا نبي الله (ص)قائم يقرئ أصحاب الصفة على بطنه نصل من حجر قد قوم به صلبه من الجوع " وقول رواية أخرى"لما رأى رسول الله طاويا جاء إلى أم سليم"
السابع التناقض فى عدد ألاكلين فمرة 70 أو 80 فى رواية تقول "والقوم سبعون أو ثمانون رجلا " ومرة 70 فقط فى رواية تقول "فقام معه سبعون رجلا " ومرة 71 أو 72 فى رواية تقول "حتى إذا فرغوا أجمعين أحسب واحدا وسبعين أو اثنين وسبعين» ومرة أكثر من 80 فى رواية تقول " قال مبارك أحسبه قال بضعة وثمانون"
الثامن الباقى من الأكل وهو أن الطعام ظل كما هو لم ينقص كما كان فى أول الأكل فى قول الرواية القائلة" قال ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا "وهو ما يناقض أن وسط القرص هو الذى ظل كما فى رواية تقول" قال وإن وسط القرص حيث وضع رسول الله (ص)يده كما هو"
12 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف قال حدثنا عبد الأعلى عن سعيد يعني الجريري عن أبي الورد عن أبي محمد الحضرمي عن أبي أيوب الأنصاري قال صنعت لرسول الله (ص)ولأبي بكر طعاما قدر ما يكفيهما فأتيتهما به فقال رسول الله «اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار» قال فشق ذلك علي ما عندي شيء أزيده قال فكأني تثاقلت فقال «اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار» فدعوتهم فجاؤوا فقال «اطعموا» فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا ثم قال «اذهب فادع لي ستين من أشراف الأنصار» - قال أبو أيوب فوالله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين - قال فدعوتهم قال فقال رسول الله (ص) «تربعوا» فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله وبايعوه قبل أن يخرجوا قال «اذهب فادع لي تسعين من الأنصار» - فقال فلأنا أجود بالتسعين وبالستين مني بالثلاثين - قال فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله وبايعوه قبل أن يخرجوا وقال فأكل من طعام ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار"
الرواية بها ×طأ فى العدد فالعدد ليس 180 كما فى نهاية الرواية" فأكل من طعام ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار" لأن الآكلين 183فمع الأنصار أبو بكر والرسول(ص) وأبو أيوب ولو اعتبرنا العدد من ألنصار يكونون181 بأبى أيوب
13 - حدثنا جعفر قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أنيس بن أبي يحيى عن إسحاق بن سالم عن أبي هريرة قال خرج علي رسول الله (ص)يوما فقال «ادع لي من أصحاب الصفة» فجعلت أتبعهم رجلا رجلا فجمعتهم فجئنا باب رسول الله فاستأذنا فأذن لنا - قال أبو هريرة ووضعت بين أيدينا صحفة أظن أن فيها قدر مد من شعير - قال فوضع رسول الله يده عليها فقال «خذوا بسم الله» قال فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا فقال رسول الله حين وضعت الصحفة فقال «والذي نفس محمد بيده ما أمسى في آل محمد (ص)طعام ليس ترونه» قيل لأبي هريرة قدر كم كانت حين فرغتم؟ قال «مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع»
14 - حدثنا جعفر قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي العلاء عن سمرة بن جندب «أن النبي (ص)أتي بقصعة فيها طعام فتعاقبوا إلى الظهر من غدوة يقوم قوم ويقعد آخرون» قال فقيل لسمرة هل كانت تمد؟ قال «فمن أي شيء تعجب؟ ما كانت تمد إلا من ها هنا وأشار إلى السماء»
15 - حدثنا جعفر قال حدثنا عبد الله بن معاذ قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال وقال أبي عن أبي العلاء عن سمرة بن جندب أنه حدثه «أن قصعة كانت عند رسول الله فجعل الناس يأكلون منها فكلما شبع قوم وقاموا جلس مكانهم آخرون كذلك إلى صلاة الأولى» قال وقال رجل عند سمرة هل كانت تمد؟ فقال سمرة " فمم تعجب ما كانت تمد إلا من ها هنا أو قال من السماء أو كما قال "
46 - حدثنا جعفر قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب أنه حدث أن قصعة كانت عند رسول الله (ص) قال فجعل الناس يأكلون منها قال فكلما شبع قوم وقاموا جلس مكانهم ناس آخرون قال كذلك إلى صلاة الأولى قال فقال رجل نماه فقال سمرة «مم تعجب إن كانت تمد بشيء فمم تعجب إلا ممن ها هنا أو قال من السماء»
الروايات الثلاث تخبرنا ان المسلمين لم يكن لدى أى منهم عمل يقوم بع سوى الأكل فلم يذهبوا لأعمالهم وإنما الكل جبس يأكل فى بيت النبى(ص) المهاجر مع أن بيوت ألنصار هى التى كان بها الطعام فكيف سمح لهم النبى(ص) بعدم العمل فى ذلك اليوم من أول النهار حتى الظهر وهو وقت العمل ؟ أعطونا عقولكم
16 - حدثنا جعفر قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عمر بن ذر الهمداني قال حدثني مجاهد عن أبي هريرة قال والله إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت في طريقهم يوما فمر بي أبو بكر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل حتى مر بي رسول الله وعرف ما في وجهي فقال «أبو هريرة» فقلت لبيك يا رسول الله واستأذنته فأذن لي فدخلت فوجد رسول الله لبنا في قدح في أهله فقالت «من أين لكم هذا اللبن؟» قالوا أرسل به إليك فلان قال «أهداه لنا فلان» فقال «يا أبا هريرة انطلق إلى أهل الصفة فادعهم» قال وكان أهل الصفة أضياف الإسلام لا أهل ولا مال إذا أتت رسول الله صدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها شيئا وإذا جاءته هدية أصاب منها وأشركهم فيها فساءني إرساله إياي فقلت كيف أراه أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ ولم يكن من طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله (ص)بد وكنت أنا الرسول فأتيتهم فأقبلوا مجندين واستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت وقال «خذ يا أبا هريرة فأعطهم» قال فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى حتى أتيت على جميعهم فرجعت إلى رسول الله وفي الإناء فضلة فأعطيته القدح فرفع رأسه فنظر إلي مبتسما فقال «يا أبا هريرة بقيت أنا وأنت» قال قلت صدقت يا رسول الله قال «فاشرب» قال فشربت قال «اشرب» فشربت فما زال يقول «اشرب» وأشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغا قال فأخذ فشرب من الفضلة"
الخبل فى الرواية هو أن النبى (ص) عرف بجوع الرجل ومع هذا لم يطعمه حتى يذهب لإحضار الرجال من أماكن مختلفة وهو غير قادر على الحركة من الجوع بدليل ربط الحجر على البطن وهذا يتعارض مه رحمة النبى (ص) المعروفة عنه
17 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو حفص عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا حنظلة بن أبي سفيان حدثنا سعيد بن مينا قال سمعت جابر بن عبد الله يقول لما حفروا الخندق رأيت رسول الله (ص)خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت إني رأيت رسول الله (ص)خمصا شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهمة داجن قال فذبحتها ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله (ص) فقالت لا تفضحني برسول الله ومن معه فجئته فناديته فقلت يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهمة لنا وطبخنا طعاما من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك قال فصاح رسول الله «يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي بكم» فقال رسول الله «لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء» قال فجئت وجاء رسول الله يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت لي عجينا فبسق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبسق فيها وبارك ثم قال «ادع لي خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها» وهم ألف فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو (ص)
فى الرواية من أكلوا ألفا وهو ما يناقض كونهم 800 أو 300 فى الرواية التالية"
18 - حدثنا جعفر حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال قلت لجابر بن عبد الله حدثني بحديث عن رسول الله (ص)أرويه عنك قال جابر كنا مع رسول الله يوم الخندق نحفر فلبثنا ثلاثة أيام لا نطعم شيئا ولا نقدر عليه فعرضت كدية في الخندق فجئت إلى رسول الله فقلت هذه كدية قد عرضت في الخندق فرششنا عليها الماء قال فقام رسول الله وبطنه معصوب بحجر وأخذ المعول - أو المسحاة - ثم سمى لنا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل فلما رأيت ذلك من رسول الله قلت يا رسول الله ائذن لي قال فأذن لي فجئت امرأتي فقلت ثكلتك أمك إني قد رأيت من رسول الله (ص)شيئا لا صبر عليه فما عندك؟ قالت عندي صاع من شعير وعناق قال فطحنا الشعير وذبحنا العناق وأصلحناها وجعلناها في البرمة وعجنت الشعير ثم جئت إلى رسول الله (ص)فلبثت ساعة ثم استأذنت الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين قد أمكن فأمرتها بالخبز وجعلت القدر على الأثافي فجئت رسول الله فساررته فقلت إن عندنا طعما لنا فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك فعلت قال «وما هو وكم هو؟» قلت صاع من شعير وعناق قال " ارجع إلى أهلك فقل لها لا تنزع البرمة من الأثافي ولا تخرج الخبز من التنور حتى آتي " ثم قال للناس «قوموا إلى بيت جابر» قال فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله عز وجل قال فقلت لامرأتي ثكلتك أمك قد جاء رسول الله وأصحابه أجمعين فقالت أكان سألك كم الطعام؟ قلت نعم قالت فالله ورسوله أعلم قد أخبرته بما كان عندنا قال فذهب عني بعض ما أجد قلت صدقت فجاء رسول الله (ص)فدخل ثم قال لأصحابه «لا تضاغطوا» قال ثم برك على التنور وعلى البرمة قال «فجعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة فيثرد ويغرف ويقرب إليهم» وقال رسول الله «ليجلس على الصحفة سبعة أو ثمانية» قال فلما أكلوا كشفنا التنور والبرمة فإذا هما قد عادا إلى أملأ مما كان فيثرد ويغرف ويقرب إليهم فلم يزل يفعل ذلك كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدناها أملأ مما كان حتى شبع المسلمون كلهم وبقي طائفة من الطعام فقال لنا رسول الله «إن الناس قد أصابهم مخمصة فكلوا وأطعموا» فلم نزل يومنا نأكل ونطعم قال وأخبرني «أنهم كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة»
باب ما روي أن النبي (ص)كان يدعو أو يضع يده في الشيء من الماء فيروى منه الخلق الكثير"
الخطأ المشترك بين الروايتين هو أن الجيش ترك مواقعه وذهبوا جميعا للأكل بناء على دعوة القائد وهو كلام لا يمكن لأن يفعله أى قائد عسكرى فى العالم فأى قائد سيترك البعض فى الموقع ويذهب هو والبقية وعندما يتمون أكلهم يذهب من لم يأكلوا للأكل
19 - حدثنا جعفر قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال «رأيت رسول الله (ص)وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله بوضوء فوضع رسول الله (ص)يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضئوا منه» قال «فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه» قال «فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم»
20 - حدثنا جعفر قال حدثنا إسحاق بن موسى قال نا معن قال نا مالك مثله
21 - حدثنا جعفر قال حدثنا هدبة بن خالد قال نا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك قال " شهدت النبي (ص)مع أصحابه عند الزوراء - أو قال عند بيوت المدينة - فأرادوا الوضوء فأتي بقعب فيه ماء يسير فوضع يده في القعب فجعل ينبع الماء من بين أصابعه حتى توضأ القوم كلهم " قلت وكم كنتم؟ قال «زهاء ثلاثمائة»
22 - حدثنا جعفر قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد قال نا ثابت عن أنس بن مالك «أن رسول الله (ص)دعا يوما بقدح فجيء بقدح رحراح واسع الفم فيه ماء فوضع أصابعه فيه وجعل القوم يتوضئون الأول فالأول» فحزرتهم ما بين السبعين إلى الثمانين "
23 - حدثنا جعفر قال حدثنا إسحاق بن سنان قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا ثابت قال قلت لأنس بن مالك حدثنا بشيء من هذه الأعاجيب لا يحدثه أحد غيرك. قال إن رسول الله (ص)صلى الظهر ذات يوم ثم انطلق حتى قعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل (ص) فجاء بلال فأذن بصلاة العصر فانطلق من كان له أهل يقضي الحاجة ويصيب من الوضوء وبقي رجال من المهاجرين ليس لهم أهلون في المدينة وأتي رسول الله بقدح فيه شيء من ماء فوضع رسول الله فيه كفه فما وسع الإناء كف رسول الله كلها ومال بهؤلاء الأصابع الأربع سوى الإبهام فوضعهن ثم قال «ادنوا فتوضئوا» فما بقي أحد إلا توضأ وكف رسول الله في الإناء قلت يا أبا حمزة كم تراهم كانوا؟ فقال «ما بين السبعين إلى الثمانين»
24 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال «حضرت الصلاة فقام من كان قريبا من المسجد وبقي ناس وأتي رسول الله بمخضب من حجارة فيه ماء فوضع كفه في المخضب فصغر المخضب أن يبسط كفه فيه يضم أصابعه فتوضأ القوم جميعا» قلنا كم كانوا؟ قال «ثمانين رجلا»
تتناقض روايات نبع الماء من بين الأصابع فى التالى :
الأول فى عدد المتوضين فمرة "«زهاء ثلاثمائة»"وفى مرة "ما بين السبعين إلى الثمانين "ومرة «ثمانين رجلا»
الثانى مقدار اتساع وعاء الماء فمرة وعاء واسع وهو قول إحدى الروايات"قدح رحراح " ومرة وعاء ضيق لا يتسع للكف بل لأصابعكما فى قول رواية "فصغر المخضب أن يبسط كفه فيه يضم أصابعه"