سورة المطففين
سميت بذلك لذكر المطففين فيها بقوله"ويل للمطففين ".
"بسم الله الرحمن الرحيم ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين "المعنى بحكم الرب النافع المفيد العذاب للكافرين الذين إذا تعاملوا مع الخلق يستكملون وإذا عاملوهم أى فاعلوهم يظلمون ألا يعتقد أولئك أنهم عائدون فى يوم كبير يوم يستجيب الخلق لإله الناس،يبين الله لنا أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو أن الويل للمطففين والمراد العذاب للمكذبين مصداق لقوله بسورة الطور"فويل يومئذ للمكذبين"وفسرهم بأنهم إذا اكتالوا على الناس يستوفون أى إذا تعاملوا مع الخلق يستكملون والمراد إذا كان لهم حقوق عند الخلق أخذوها كاملة وإذا كالوهم وفسرها بأنها وزنوهم يخسرون والمراد وإذا عاملوا الناس يبخسون وهذا يعنى أن الآخرين إن كان لهم حقوق عند المطففين لم يعطوها لهم كاملة إنما يمنعونها عنهم ،ويسأل الله ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم والمراد ألا يعتقد أولئك أنهم عائدون للحياة فى يوم كبير وهذا يعنى أنه يريد إخبارنا أنهم لا يصدقون بالبعث والقيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين أى يوم يستجيب الخلق لنداء وهو دعاء إله الكل بالعودة للحياة مرة أخرى مصداق لقوله بسورة الإسراء"يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"كلا إن كتاب الفجار لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذ تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين "المعنى حقا إن عمل الكفار لفى كتاب والذى أعلمك ما سجين سجل مسجل ،العذاب يومذاك للكافرين الذين يكفرون بيوم الحساب وما يكفر به إلا كل ظالم مجرم إذا تبلغ له أحكامنا قال تخاريف السابقين،يبين الله لنبيه (ص)أن كلا وهو الحق أن كتاب الفجار والمراد إن عمل الكفار موجود فى شىء يسمى سجين وما أدراك ما سجين أى والله الذى أعرفك ما سجين ،إن سجين هو كتاب مرقوم أى سجل مدون به عملهم لا يترك صغيرة ولا كبيرة ،والويل وهو العذاب يومئذ للمكذبين وهم المطففين مصداق لقوله"ويل للمطففين"وهم الذين يكذبون بيوم الدين وهم الذين يكفرون بيوم الحساب وما يكذب به أى وما يكفر به إلا كل معتد أثيم أى كل ظالم مجرم مصداق لقوله بسورة الرحمن"هذه جهنم التى يكذب بها المجرمون"وهو إذا تتلى عليه آياتنا والمراد إذا تبلغ له أحكام دين الله قال:أساطير الأولين أى خلق أى تخاريف السابقين مصداق لقوله بسورة الشعراء"إن هذا إلا خلق الأولين "وهذا يعنى أنه يجعل القرآن أكاذيب السابقين .
"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون "المعنى حقا لقد ظهر لأنفسهم ما كانوا يعملون حقا إنهم عن رحمة خالقهم لبعيدون ثم إنهم لداخلوا النار ثم يقال هذا الذى كنتم به تكفرون ،يبين الله لنبيه(ص)أن كلا وهى الحقيقة هى أن الكفار ران على قلوبهم ما كانوا يعملون أى ظهر أى تذكروا فى أنفسهم ما كانوا يكسبون أى يسعون أى يعملون مصداق لقوله بسورة النازعات"يوم يتذكر الإنسان ما سعى "وكلا وهى الحقيقة هى أنهم عن ربهم والمراد عن جنة خالقهم محجوبون أى مبعدون وهذا يعنى أنهم لا يدخلون الجنة ثم إنهم لصالوا الجحيم أى "لذائقوا العذاب الأليم"كما قال بسورة الصافات والمراد ثم إنهم لداخلوا النار ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون أى تكفرون وهو النار التى كانوا يكفرون بها فى الدنيا والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"كلا إن كتاب الأبرار لفى عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون"المعنى حقا إن عمل المسلمين لفى عليين والذى أعلمك ما عليون سجل مدون يراه المسلمون ،يبين الله لنبيه (ص)أن كلا وهى الحقيقة هى أن كتاب الأبرار وهو عمل المسلمين فى الدنيا فى عليين وما أدراك ما عليين أى والله الذى أعلمك ما عليين هو كتاب مرقوم يشهده المقربون أى سجل مدون كل شىء يراه المقربون وهم المسلمون مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره".
"إن الأبرار لفى نعيم على الأرائك ينظرون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون "المعنى إن المسلمين فى جنة على الفرش يرون تعلم من أنفسهم فرحة المتاع يشربون من عسل مطبوع مذاقه مسك وفى ذلك فليتسابق المتسابقون ومصدره من تسنيم نهرا يرتوى منه المسلمون ،يبين الله لنبيه (ص)إن الأبرار فى نعيم والمراد إن المسلمين وهم المتقين فى الجنة مصداق لقوله بسورة القمر"إن المتقين فى جنات"وهم على الأرائك وهى الفرش أى الأسرة ينظرون أى يتمتعون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم والمراد يعلم من نفوسهم فرحة بالمتاع وهم يسقون من رحيق مختوم أى يشربون من عسل مصفى ختامه مسك أى مذاقه أى طعمه طعم المسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون أى فى الحصول على النعيم فليتسابق المتسابقون ومزاجه من تسنيم والمراد ومصدر العسل هو تسنيم وهو عين أى نهر يشرب منه المقربون أى يرتوى من سائلها المسلمون والخطاب للنبى(ص) وما بعده.
"إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين "المعنى إن الذين كفروا كانوا من الذين صدقوا يسخرون وإذا لقوهم يلمزون وإذا عادوا إلى عوائلهم عادوا ضاحكين وإذا شاهدوهم قالوا إن هؤلاء لكافرون وما بعثوا لهم مانعين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين أجرموا وهم الذين كفروا بحكم الله كانوا من الذين أمنوا أى صدقوا بحكم الله يضحكون أى يسخرون منهم وإذا مروا بهم يتغامزون والمراد وإذا قابلوهم فى أى مكان يعيبون عليهم بشتى الإشارات وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين والمراد وإذا عادوا إلى بيوت أسرهم عادوا مسرورين مصداق لقوله بسورة الإنشقاق"إنه كان فى أهله مسرورا"وإذا رأوهم أى شاهدوهم قالوا عنهم إن هؤلاء لضالون أى لكافرون بديننا وما أرسلوا عليهم حافظين والمراد وما بعثوا على المسلمين أمناء أوصياء مانعين لهم.
"فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون"المعنى فالآن الذين صدقوا من المكذبين يسخرون على الأسرة يتمتعون هل أفاد المكذبين ما كانوا يعملون،يبين الله لنبيه (ص)أن فى يوم القيامة الذين أمنوا أى صدقوا بحكم الله يضحكون من الكفار أى يستهزءون بالمكذبين بحكم الله وهم على الأرائك ينظرون والمراد وهم على الفرش يتمتعون ويسأل الله هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون أى هل أغنى عن المكذبين ما كانوا يكسبون مصداق لقوله بسورة الحجر"فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون"والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار لم تفدهم أعمالهم فى الدنيا والخطاب للنبى(ص).
سميت بذلك لذكر المطففين فيها بقوله"ويل للمطففين ".
"بسم الله الرحمن الرحيم ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين "المعنى بحكم الرب النافع المفيد العذاب للكافرين الذين إذا تعاملوا مع الخلق يستكملون وإذا عاملوهم أى فاعلوهم يظلمون ألا يعتقد أولئك أنهم عائدون فى يوم كبير يوم يستجيب الخلق لإله الناس،يبين الله لنا أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو أن الويل للمطففين والمراد العذاب للمكذبين مصداق لقوله بسورة الطور"فويل يومئذ للمكذبين"وفسرهم بأنهم إذا اكتالوا على الناس يستوفون أى إذا تعاملوا مع الخلق يستكملون والمراد إذا كان لهم حقوق عند الخلق أخذوها كاملة وإذا كالوهم وفسرها بأنها وزنوهم يخسرون والمراد وإذا عاملوا الناس يبخسون وهذا يعنى أن الآخرين إن كان لهم حقوق عند المطففين لم يعطوها لهم كاملة إنما يمنعونها عنهم ،ويسأل الله ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم والمراد ألا يعتقد أولئك أنهم عائدون للحياة فى يوم كبير وهذا يعنى أنه يريد إخبارنا أنهم لا يصدقون بالبعث والقيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين أى يوم يستجيب الخلق لنداء وهو دعاء إله الكل بالعودة للحياة مرة أخرى مصداق لقوله بسورة الإسراء"يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"كلا إن كتاب الفجار لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذ تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين "المعنى حقا إن عمل الكفار لفى كتاب والذى أعلمك ما سجين سجل مسجل ،العذاب يومذاك للكافرين الذين يكفرون بيوم الحساب وما يكفر به إلا كل ظالم مجرم إذا تبلغ له أحكامنا قال تخاريف السابقين،يبين الله لنبيه (ص)أن كلا وهو الحق أن كتاب الفجار والمراد إن عمل الكفار موجود فى شىء يسمى سجين وما أدراك ما سجين أى والله الذى أعرفك ما سجين ،إن سجين هو كتاب مرقوم أى سجل مدون به عملهم لا يترك صغيرة ولا كبيرة ،والويل وهو العذاب يومئذ للمكذبين وهم المطففين مصداق لقوله"ويل للمطففين"وهم الذين يكذبون بيوم الدين وهم الذين يكفرون بيوم الحساب وما يكذب به أى وما يكفر به إلا كل معتد أثيم أى كل ظالم مجرم مصداق لقوله بسورة الرحمن"هذه جهنم التى يكذب بها المجرمون"وهو إذا تتلى عليه آياتنا والمراد إذا تبلغ له أحكام دين الله قال:أساطير الأولين أى خلق أى تخاريف السابقين مصداق لقوله بسورة الشعراء"إن هذا إلا خلق الأولين "وهذا يعنى أنه يجعل القرآن أكاذيب السابقين .
"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون "المعنى حقا لقد ظهر لأنفسهم ما كانوا يعملون حقا إنهم عن رحمة خالقهم لبعيدون ثم إنهم لداخلوا النار ثم يقال هذا الذى كنتم به تكفرون ،يبين الله لنبيه(ص)أن كلا وهى الحقيقة هى أن الكفار ران على قلوبهم ما كانوا يعملون أى ظهر أى تذكروا فى أنفسهم ما كانوا يكسبون أى يسعون أى يعملون مصداق لقوله بسورة النازعات"يوم يتذكر الإنسان ما سعى "وكلا وهى الحقيقة هى أنهم عن ربهم والمراد عن جنة خالقهم محجوبون أى مبعدون وهذا يعنى أنهم لا يدخلون الجنة ثم إنهم لصالوا الجحيم أى "لذائقوا العذاب الأليم"كما قال بسورة الصافات والمراد ثم إنهم لداخلوا النار ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون أى تكفرون وهو النار التى كانوا يكفرون بها فى الدنيا والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"كلا إن كتاب الأبرار لفى عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون"المعنى حقا إن عمل المسلمين لفى عليين والذى أعلمك ما عليون سجل مدون يراه المسلمون ،يبين الله لنبيه (ص)أن كلا وهى الحقيقة هى أن كتاب الأبرار وهو عمل المسلمين فى الدنيا فى عليين وما أدراك ما عليين أى والله الذى أعلمك ما عليين هو كتاب مرقوم يشهده المقربون أى سجل مدون كل شىء يراه المقربون وهم المسلمون مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره".
"إن الأبرار لفى نعيم على الأرائك ينظرون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون "المعنى إن المسلمين فى جنة على الفرش يرون تعلم من أنفسهم فرحة المتاع يشربون من عسل مطبوع مذاقه مسك وفى ذلك فليتسابق المتسابقون ومصدره من تسنيم نهرا يرتوى منه المسلمون ،يبين الله لنبيه (ص)إن الأبرار فى نعيم والمراد إن المسلمين وهم المتقين فى الجنة مصداق لقوله بسورة القمر"إن المتقين فى جنات"وهم على الأرائك وهى الفرش أى الأسرة ينظرون أى يتمتعون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم والمراد يعلم من نفوسهم فرحة بالمتاع وهم يسقون من رحيق مختوم أى يشربون من عسل مصفى ختامه مسك أى مذاقه أى طعمه طعم المسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون أى فى الحصول على النعيم فليتسابق المتسابقون ومزاجه من تسنيم والمراد ومصدر العسل هو تسنيم وهو عين أى نهر يشرب منه المقربون أى يرتوى من سائلها المسلمون والخطاب للنبى(ص) وما بعده.
"إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين "المعنى إن الذين كفروا كانوا من الذين صدقوا يسخرون وإذا لقوهم يلمزون وإذا عادوا إلى عوائلهم عادوا ضاحكين وإذا شاهدوهم قالوا إن هؤلاء لكافرون وما بعثوا لهم مانعين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين أجرموا وهم الذين كفروا بحكم الله كانوا من الذين أمنوا أى صدقوا بحكم الله يضحكون أى يسخرون منهم وإذا مروا بهم يتغامزون والمراد وإذا قابلوهم فى أى مكان يعيبون عليهم بشتى الإشارات وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين والمراد وإذا عادوا إلى بيوت أسرهم عادوا مسرورين مصداق لقوله بسورة الإنشقاق"إنه كان فى أهله مسرورا"وإذا رأوهم أى شاهدوهم قالوا عنهم إن هؤلاء لضالون أى لكافرون بديننا وما أرسلوا عليهم حافظين والمراد وما بعثوا على المسلمين أمناء أوصياء مانعين لهم.
"فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون"المعنى فالآن الذين صدقوا من المكذبين يسخرون على الأسرة يتمتعون هل أفاد المكذبين ما كانوا يعملون،يبين الله لنبيه (ص)أن فى يوم القيامة الذين أمنوا أى صدقوا بحكم الله يضحكون من الكفار أى يستهزءون بالمكذبين بحكم الله وهم على الأرائك ينظرون والمراد وهم على الفرش يتمتعون ويسأل الله هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون أى هل أغنى عن المكذبين ما كانوا يكسبون مصداق لقوله بسورة الحجر"فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون"والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار لم تفدهم أعمالهم فى الدنيا والخطاب للنبى(ص).