سورة نوح
سميت بهذا الاسم لذكر نوح(ص)فيها بقوله"إنا أرسلنا نوحا إلى قومه".
"بسم الله الرحمن الرحيم إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إنى لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد إنا بعثنا نوحا(ص)لشعبه أن أبلغ شعبك من قبل أن يصيبهم عقاب شديد قال يا شعبى إنى لكم مبلغ أمين أن أطيعوا الرب أى اتبعوه أى اتبعون يكفر عنكم سيئاتكم ويبقيكم إلى موعد محدد إن موعد الرب إذا أتى لا يؤجل لو كنتم تفهمون،يبين الله لنبيه (ص)أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو أن حكم الرب النافع المفيد هو أنه أرسل أى بعث نوح(ص)إلى قومه وهم شعبه فقال الله له أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم والمراد أخبر شعبك بالحق من قبل أن يصيبهم عقاب مهين مصداق لقوله بسورة الحج"عذاب مهين"فقال لهم نوح(ص):يا قوم أى يا شعبى :إنى لكم نذير مبين والمراد "إنى لكم رسول أمين"كما قال بسورة الشعراء وهذا يعنى إنى لكم مبلغ أمين للوحى أن اعبدوا الله أى أن أطيعوا حكم الله وفسره اتقوه أى اتبعوا حكمه وفسره بقوله أطيعون أى اتبعوا حكم الله المنزل على يغفر لكم من ذنوبكم أى يكفر لكم سيئاتكم مصداق لقوله بسورة البقرة "فيكفر عنكم من سيئاتكم"والمراد ويترك عقابكم على جرائمكم ويؤخركم إلى أجل مسمى والمراد ويبقيكم حتى موعد محدد هو موعد موت كل واحد منكم إن أجل الله وهو موعد الرب لا يؤخر لو كنتم تعلمون والمراد لا يؤجل لو كنتم تعقلون والخطاب وما بعده حتى نهاية السورة للنبى(ص)ومنه للناس .
"قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا "المعنى قال إلهى إنى أبلغت ناسى ليلا ونهارا فلم يفعل إبلاغى لهم إلا تكذيبا وإنى كلما ناديتهم لتعفو عنهم وضعوا أناملهم فى مسامعهم أى استعظموا بأنفسهم أى قرروا أى كفروا كفرا ،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا والمراد خالقى إنى أبلغت شعبى ليلا ونهار بالوحى فلم يزدهم إلا فرارا والمراد فلم يصنع إبلاغى لهم الوحى إلا رفضا منهم للوحى وفسر هذا بقوله وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم والمراد وإنى كلما أبلغتهم الوحى ليطيعوه حتى ترحمهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم أى وضعوا أناملهم فى مسامعهم والمراد سمعوا وكأنهم لم يسمعوا وفسر هذا بأنهم استغشوا ثيابهم أى منعوا أنفسهم من الإيمان وفسر هذا بقوله أصروا أى قرروا الكفر وفسر هذا بأنهم استكبروا استكبارا والمراد وكفروا كفرا .
"ثم إنى دعوتهم جهارا ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا "المعنى وإنى أبلغتهم علنا أى إنى جهرت لهم وأخفيت لهم إخفاء فقلت استعفوا إلهكم إنه كان عفوا يبعث السحاب لكم متتابعا ويزودكم بأملاك وصبيان ويخلق لكم حدائق ويخلق لكم عيونا،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)قال لقومه ثم إنى دعوتهم جهارا والمراد وإنى ناديتهم لطاعة حكمك علنا وفسر قوله بقوله ثم إنى أعلنت لهم أى أظهرت لهم الدعوة أمام بعضهم البعض وأسررت لهم إسرارا والمراد وأخفيت لهم إخفاء وهذا يعنى ودعوتهم فى الخفاء فرادى فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا والمراد اطلبوا العفو وهو ترك العقاب على الذنوب من خالقكم إنه كان عفوا أى تاركا عقاب من يسلم ،يرسل السماء عليكم مدرارا والمراد ينزل عليكم ماء السحاب لكم متتابعا لتنتفعوا به ويمددكم بأموال وبنين والمراد ويزودكم بأملاك وهى الأمتعة وصبيان ويجعل لكم جنات والمراد ويعطيكم أى ويخلق لكم حدائق تتمتعون بها ويجعل لكم أنهارا والمراد ويجرى لكم عيون ماء تشربون منه أنتم وأنعامكم .
"ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا "المعنى ما لكم لا تريدون لله طاعة وقد أنشأكم مراحلا؟يبين الله لنبيه (ص)أن نوح (ص)سأل قومه :ما لكم لا ترجون لله وقارا والمراد ما السبب فى أنكم لا تفعلوا لحكم الله طاعة وقد خلقكم أطوارا أى وقد أنشأكم على مراحل متعددة ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بوجوب طاعة حكم الله لأنه خالقهم .
"ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا "المعنى ألم تعلموا كيف أبدع الرب سبع سموات متتالية ووضع القمر فيهن منيرا وخلق الشمس مصباحا ؟يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)سأل قومه ألم تروا كيف خلق الله والمراد ألم تعرفوا كيف أنشأ الرب سبع سموات طباقا أى متتالية وجعل القمر فيهن نورا والمراد وخلق القمر فى السموات مضيئا وجعل الشمس سراجا أى مصباحا ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم عرفوا أن الله خلق السموات السبع وجعل القمر فيها منيرا والشمس مصباحا مضيئا ومع هذا كفروا بخالقهم .
"والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا "المعنى والرب خلقكم من الأرض خلقا ثم يرجعكم فيها ويبعثكم بعثا والرب خلق لكم الأرض مهادا لتتحركوا فيها مواضعا أماكنا،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)قال لقومه :والله أنبتكم من الأرض نباتا والمراد والرب خلقكم من تراب الأرض خلقا،وهذا يعنى أن الإنسان نبات بمعنى مخلوق،وقال ثم يعيدكم فيها والمراد ثم يرجعكم فيها أى يجعلكم ترابا ضمن تراب الأرض،ويخرجكم إخراجا والمراد ويحييكم إحياء بعد الموت،والله جعل لكم الأرض بساطا والمراد والرب خلق لكم الأرض مهدا أى مقرا للحياة لتسلكوا منها سبلا فجاجا والمراد لتعيشوا فى مناكبها أماكنا وهذا يعنى أنه خلق الأرض ليتحرك الناس فيها فيعمروها تعميرا .
"قال نوح رب إنهم عصونى واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا "المعنى قال إلهى إنهم خالفونى وأطاعوا ممن لم يمده ملكه وعياله إلا هلاكا وكادوا كيدا عظيما ،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال :رب إنهم عصونى والمراد إلهى إنهم خالفوا حكمك المنزل على واتبعوا من لم يزده وولده إلا خسارا والمراد وأطاعوا حكم من لم يمده ملكه وابنه إلا عذابا وهذا يعنى أن القوم أطاعوا الأغنياء الذين زودهم مالهم وملكهم بعقاب الله ،ومكروا مكرا كبارا والمراد وكادوا كيدا عظيما أى وفعلوا فسادا كبيرا .
"وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا "المعنى وقالوا لا تتركوا أربابكم أى لا تتركن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أبعدوا كثيرا ولا تعطى الكافرين إلا عقابا،يبين الله لنبيه (ص)قال نوح(ص)وقال الأغنياء:لا تذرن آلهتكم والمراد لا تتركوا دين أربابكم وفسروا هذا بقوله لا تذرن أى لا تتركوا عبادة ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وهذه هى أسماء أربابهم التى كانوا يعبدونها ،وقال نوح(ص)وقد أضلوا كثيرا والمراد وقد أبعد كبار الكفار كثير من الناس عن طاعة حكم الله ولا تزد الظالمين إلا خسارا والمراد ولا تعطى الكافرين إلا عذابا وهذا يعنى أنه يطلب من الله أن ينزل العقاب على الكفار كلهم .
"مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا "المعنى بسبب ذنوبهم أهلكوا فأسكنوا جهنم فلم يلقوا لهم من سوى الرب أولياء،يبين الله لنبيه (ص)أن مما خطيئاتهم أغرقوا والمراد أن بسبب ذنوبهم وهى كفرهم أهلك الكفار فأدخلوا نارا والمراد فأسكنوا الجحيم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا والمراد فلم يلقوا لهم من غير الرب منقذين ينقذونهم من النار
"وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا "المعنى ودعا نوح(ص)إلهى لا تترك فى البلاد من المكذبين أحدا إنك إن تتركهم يبعدوا خلقك ولا ينجبوا إلا ظالما مكذبا،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)قال أى دعا الله :رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا والمراد خالقى لا تدع فى البلاد من المكذبين لدينك أحدا وهذا يعنى أنه يريد إهلاكهم كلهم دون أن يترك فردا منهم ،إنك إن تذرهم يضلوا عبادك أى إنك إن تدعهم يبعدوا خلقك عن دينك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا أى ولا ينجبوا إلا ظالما مكذبا لدينك وهو هنا يبين سبب طلبه إهلاكهم وهو أنهم يضلون غيرهم ومن ينجب منهم أولادا يجعلهم مثله كفارا .
"رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا "المعنى إلهى ارحمنى وأبوى ولمن ركب فلكى مصدقا أى للمصدقين والمصدقات ولا تعطى الكافرين إلا خسارا ،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال :رب أى خالقى اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا والمراد ارحمنى وأبوى ومن ركب سفينتى مصدقا وفسرهم بقوله وللمؤمنين والمؤمنات أى وللمصدقين والمصدقات لحكم الله ومن هنا نعرف أن أبو نوح(ص)وأمه كانا مسلمين،وهذا يعنى أنه يطلب الرحمة للمسلمين والمسلمات،وقال ولا تزد الظالمين إلا تبارا والمراد ولا تعطى الكافرين إلا خسارا أى عذابا
سميت بهذا الاسم لذكر نوح(ص)فيها بقوله"إنا أرسلنا نوحا إلى قومه".
"بسم الله الرحمن الرحيم إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إنى لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد إنا بعثنا نوحا(ص)لشعبه أن أبلغ شعبك من قبل أن يصيبهم عقاب شديد قال يا شعبى إنى لكم مبلغ أمين أن أطيعوا الرب أى اتبعوه أى اتبعون يكفر عنكم سيئاتكم ويبقيكم إلى موعد محدد إن موعد الرب إذا أتى لا يؤجل لو كنتم تفهمون،يبين الله لنبيه (ص)أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو أن حكم الرب النافع المفيد هو أنه أرسل أى بعث نوح(ص)إلى قومه وهم شعبه فقال الله له أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم والمراد أخبر شعبك بالحق من قبل أن يصيبهم عقاب مهين مصداق لقوله بسورة الحج"عذاب مهين"فقال لهم نوح(ص):يا قوم أى يا شعبى :إنى لكم نذير مبين والمراد "إنى لكم رسول أمين"كما قال بسورة الشعراء وهذا يعنى إنى لكم مبلغ أمين للوحى أن اعبدوا الله أى أن أطيعوا حكم الله وفسره اتقوه أى اتبعوا حكمه وفسره بقوله أطيعون أى اتبعوا حكم الله المنزل على يغفر لكم من ذنوبكم أى يكفر لكم سيئاتكم مصداق لقوله بسورة البقرة "فيكفر عنكم من سيئاتكم"والمراد ويترك عقابكم على جرائمكم ويؤخركم إلى أجل مسمى والمراد ويبقيكم حتى موعد محدد هو موعد موت كل واحد منكم إن أجل الله وهو موعد الرب لا يؤخر لو كنتم تعلمون والمراد لا يؤجل لو كنتم تعقلون والخطاب وما بعده حتى نهاية السورة للنبى(ص)ومنه للناس .
"قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا "المعنى قال إلهى إنى أبلغت ناسى ليلا ونهارا فلم يفعل إبلاغى لهم إلا تكذيبا وإنى كلما ناديتهم لتعفو عنهم وضعوا أناملهم فى مسامعهم أى استعظموا بأنفسهم أى قرروا أى كفروا كفرا ،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا والمراد خالقى إنى أبلغت شعبى ليلا ونهار بالوحى فلم يزدهم إلا فرارا والمراد فلم يصنع إبلاغى لهم الوحى إلا رفضا منهم للوحى وفسر هذا بقوله وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم والمراد وإنى كلما أبلغتهم الوحى ليطيعوه حتى ترحمهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم أى وضعوا أناملهم فى مسامعهم والمراد سمعوا وكأنهم لم يسمعوا وفسر هذا بأنهم استغشوا ثيابهم أى منعوا أنفسهم من الإيمان وفسر هذا بقوله أصروا أى قرروا الكفر وفسر هذا بأنهم استكبروا استكبارا والمراد وكفروا كفرا .
"ثم إنى دعوتهم جهارا ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا "المعنى وإنى أبلغتهم علنا أى إنى جهرت لهم وأخفيت لهم إخفاء فقلت استعفوا إلهكم إنه كان عفوا يبعث السحاب لكم متتابعا ويزودكم بأملاك وصبيان ويخلق لكم حدائق ويخلق لكم عيونا،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)قال لقومه ثم إنى دعوتهم جهارا والمراد وإنى ناديتهم لطاعة حكمك علنا وفسر قوله بقوله ثم إنى أعلنت لهم أى أظهرت لهم الدعوة أمام بعضهم البعض وأسررت لهم إسرارا والمراد وأخفيت لهم إخفاء وهذا يعنى ودعوتهم فى الخفاء فرادى فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا والمراد اطلبوا العفو وهو ترك العقاب على الذنوب من خالقكم إنه كان عفوا أى تاركا عقاب من يسلم ،يرسل السماء عليكم مدرارا والمراد ينزل عليكم ماء السحاب لكم متتابعا لتنتفعوا به ويمددكم بأموال وبنين والمراد ويزودكم بأملاك وهى الأمتعة وصبيان ويجعل لكم جنات والمراد ويعطيكم أى ويخلق لكم حدائق تتمتعون بها ويجعل لكم أنهارا والمراد ويجرى لكم عيون ماء تشربون منه أنتم وأنعامكم .
"ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا "المعنى ما لكم لا تريدون لله طاعة وقد أنشأكم مراحلا؟يبين الله لنبيه (ص)أن نوح (ص)سأل قومه :ما لكم لا ترجون لله وقارا والمراد ما السبب فى أنكم لا تفعلوا لحكم الله طاعة وقد خلقكم أطوارا أى وقد أنشأكم على مراحل متعددة ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بوجوب طاعة حكم الله لأنه خالقهم .
"ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا "المعنى ألم تعلموا كيف أبدع الرب سبع سموات متتالية ووضع القمر فيهن منيرا وخلق الشمس مصباحا ؟يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)سأل قومه ألم تروا كيف خلق الله والمراد ألم تعرفوا كيف أنشأ الرب سبع سموات طباقا أى متتالية وجعل القمر فيهن نورا والمراد وخلق القمر فى السموات مضيئا وجعل الشمس سراجا أى مصباحا ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم عرفوا أن الله خلق السموات السبع وجعل القمر فيها منيرا والشمس مصباحا مضيئا ومع هذا كفروا بخالقهم .
"والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا "المعنى والرب خلقكم من الأرض خلقا ثم يرجعكم فيها ويبعثكم بعثا والرب خلق لكم الأرض مهادا لتتحركوا فيها مواضعا أماكنا،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)قال لقومه :والله أنبتكم من الأرض نباتا والمراد والرب خلقكم من تراب الأرض خلقا،وهذا يعنى أن الإنسان نبات بمعنى مخلوق،وقال ثم يعيدكم فيها والمراد ثم يرجعكم فيها أى يجعلكم ترابا ضمن تراب الأرض،ويخرجكم إخراجا والمراد ويحييكم إحياء بعد الموت،والله جعل لكم الأرض بساطا والمراد والرب خلق لكم الأرض مهدا أى مقرا للحياة لتسلكوا منها سبلا فجاجا والمراد لتعيشوا فى مناكبها أماكنا وهذا يعنى أنه خلق الأرض ليتحرك الناس فيها فيعمروها تعميرا .
"قال نوح رب إنهم عصونى واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا "المعنى قال إلهى إنهم خالفونى وأطاعوا ممن لم يمده ملكه وعياله إلا هلاكا وكادوا كيدا عظيما ،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال :رب إنهم عصونى والمراد إلهى إنهم خالفوا حكمك المنزل على واتبعوا من لم يزده وولده إلا خسارا والمراد وأطاعوا حكم من لم يمده ملكه وابنه إلا عذابا وهذا يعنى أن القوم أطاعوا الأغنياء الذين زودهم مالهم وملكهم بعقاب الله ،ومكروا مكرا كبارا والمراد وكادوا كيدا عظيما أى وفعلوا فسادا كبيرا .
"وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا "المعنى وقالوا لا تتركوا أربابكم أى لا تتركن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أبعدوا كثيرا ولا تعطى الكافرين إلا عقابا،يبين الله لنبيه (ص)قال نوح(ص)وقال الأغنياء:لا تذرن آلهتكم والمراد لا تتركوا دين أربابكم وفسروا هذا بقوله لا تذرن أى لا تتركوا عبادة ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وهذه هى أسماء أربابهم التى كانوا يعبدونها ،وقال نوح(ص)وقد أضلوا كثيرا والمراد وقد أبعد كبار الكفار كثير من الناس عن طاعة حكم الله ولا تزد الظالمين إلا خسارا والمراد ولا تعطى الكافرين إلا عذابا وهذا يعنى أنه يطلب من الله أن ينزل العقاب على الكفار كلهم .
"مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا "المعنى بسبب ذنوبهم أهلكوا فأسكنوا جهنم فلم يلقوا لهم من سوى الرب أولياء،يبين الله لنبيه (ص)أن مما خطيئاتهم أغرقوا والمراد أن بسبب ذنوبهم وهى كفرهم أهلك الكفار فأدخلوا نارا والمراد فأسكنوا الجحيم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا والمراد فلم يلقوا لهم من غير الرب منقذين ينقذونهم من النار
"وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا "المعنى ودعا نوح(ص)إلهى لا تترك فى البلاد من المكذبين أحدا إنك إن تتركهم يبعدوا خلقك ولا ينجبوا إلا ظالما مكذبا،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)قال أى دعا الله :رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا والمراد خالقى لا تدع فى البلاد من المكذبين لدينك أحدا وهذا يعنى أنه يريد إهلاكهم كلهم دون أن يترك فردا منهم ،إنك إن تذرهم يضلوا عبادك أى إنك إن تدعهم يبعدوا خلقك عن دينك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا أى ولا ينجبوا إلا ظالما مكذبا لدينك وهو هنا يبين سبب طلبه إهلاكهم وهو أنهم يضلون غيرهم ومن ينجب منهم أولادا يجعلهم مثله كفارا .
"رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا "المعنى إلهى ارحمنى وأبوى ولمن ركب فلكى مصدقا أى للمصدقين والمصدقات ولا تعطى الكافرين إلا خسارا ،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال :رب أى خالقى اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا والمراد ارحمنى وأبوى ومن ركب سفينتى مصدقا وفسرهم بقوله وللمؤمنين والمؤمنات أى وللمصدقين والمصدقات لحكم الله ومن هنا نعرف أن أبو نوح(ص)وأمه كانا مسلمين،وهذا يعنى أنه يطلب الرحمة للمسلمين والمسلمات،وقال ولا تزد الظالمين إلا تبارا والمراد ولا تعطى الكافرين إلا خسارا أى عذابا