بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
هذه بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة في ليلة النصف من شعبان ونقلتها ونقلت كلام أهل العلم فيها لئلا يرويها أحد من الناس بحجة أنها موجودة في كتاب كذا وكذا وإليكم البيان مع العلم إني لن أتطرق لكل الأحاديث فهي كثيرة ولكن للمشهور منها فقط على حد علمي والله تعالى أعلم :
الحديث الأول:
روى البيهقي من حديث عائشة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني جبريل فقال: هذه ليلة النصف من شعبان، وإن الله يعتق فيها من النار بقدر شعر غنم بني كلب)
قال الإمام الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري (3 / 263):
قال البيهقي في إسناده بعض من يجهل انتهى
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال إنه لا يصح قال أبو الفتح الأزدي سعيد بن عبد الكريم متروك انتهى.
وقد ورد هذا الحديث في سنن الترمذي بلفظ (عن عائشة : قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ قلت يا رسول الله إني ظننت أنك أتيت بعض نساءك فقال إن الله عز و جل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيفغر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)
لكن قال الترمذي عقب الحديث :
حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمدا أي البخاري يضعف هذا الحديث وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة و الحجاج بن أرطاه لم يسمع من يحيى بن أبي كثير .
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة ولانقطاعه .
الحديث الثاني :
قالت عائشة: فقمت وخشيت أنه قد قُبض، فحركت إصبعه فتحرك، فعدت وأنا أسمعه يقول: ((اللهم إني أعوذ بعافيتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)). فلما فرغ من صلاته قال لي: ((أتعلمين أي ليلة هذه يا عائشة؟)) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((إنها ليلة النصف من شعبان، يتجلى الله عز وجل فيها على عباده، فيغفر للمستغفرين، ويدع أهل الحقد والشحناء كما هم)).
رواه البيهقي في الشعب وفيه :
العلاء بن الحارث بن عبد الوارث: أورده الحافظ في "التقريب" (2-91): وقال قد اختلط.
وفي السند أيضًا: أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب عن عمه:
قال ابن حبان في "المجروحين" (1-149): "أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب من أهل مصر، يروي عن عمه حدثنا عنه شيوخنا ابن خزيمة وغيره، وكان يحدث بالأشياء المستقيمة قديمًا حيث كتب عنه ابن خزيمة وذووه، ثم جعل يأتي عن عمه بما لا أصل له، كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها".
فالحديث لا يثبت والله أعلم
[size="5"]الحديث الثالث وهو أكثر الأحاديث شهرة واحتجاجا لدى العوام وغير المتعلمين:
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها)).[/size]
الحديث أخرجه ابن ماجه والبيهقي من طريق : ابن أبي سبرة عن إبراهيم بن محمد عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحديث .
وفيه الرواي ابن أبي سبرة : قال الذهبي في "الميزان" :روى عبد الله وصالح ابنا أحمد عن أبيهما قال: كان يضع الحديث، وقال النسائي: متروك وقال ابن معين ليس حديثه بشيء" اه.
ثم أورد له الإمام الذهبي هذا الحديث وجعله من مناكيره.
قال ابن حجر في التقريب : رموه بالوضع .
وقال ابن حبان في "المجروحين" ابن أبي سبرة: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به بحال، كان أحمد بن حنبل يكذبه" اه.
والحديث قال عنه العراقي في تخريج احاديث الإحياء : حديث باطل .
وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة : موضوع .
وقال الإمام النووي في كتاب ( المجموع ): " الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب ، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ، ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، ولا يغتر بذكرهما في كتاب: ( قوت القلوب ) ، و ( إحياء علوم الدين )، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما ، فإنه غالط في ذلك "
تنبيه مهم : لا يأتي أحد ويضحك علينا ويقول الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال وووو نقول له أخي الكريم من المعلوم لدى أدنى طالب علم أن الحديث الضعيف عند من يرى جواز العمل به يشترط له شروطا ومنا : أن لا يشتد ضعفه . كما ذكر النووي في التقريب والسيوطي في التدريب وهذا الحديث ضعيف جدا فلا يحتج به ولا تجوز روايته والله أعلم ..
ومن باب الأمانة العلمية على حد اطلاعي البسيط أن الذي ثبت في ليلة النصف من شعبان هو حديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن .
حديث ثابت بمجموع طرقه وقدأشار لصحته الهيثمي في مجمع الزوائد وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه وابن أبي عاصم في السنة والطبراني من طرق عن بعض الصحابة لا يخلو طريق من مقال ولكن الأحدايث تشد بعضها إلى القوة كما في السلسلة الصحيحة والله تعالى أعلم بالصواب .
هذا وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو تقصير فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان ..
هذه بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة في ليلة النصف من شعبان ونقلتها ونقلت كلام أهل العلم فيها لئلا يرويها أحد من الناس بحجة أنها موجودة في كتاب كذا وكذا وإليكم البيان مع العلم إني لن أتطرق لكل الأحاديث فهي كثيرة ولكن للمشهور منها فقط على حد علمي والله تعالى أعلم :
الحديث الأول:
روى البيهقي من حديث عائشة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني جبريل فقال: هذه ليلة النصف من شعبان، وإن الله يعتق فيها من النار بقدر شعر غنم بني كلب)
قال الإمام الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري (3 / 263):
قال البيهقي في إسناده بعض من يجهل انتهى
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال إنه لا يصح قال أبو الفتح الأزدي سعيد بن عبد الكريم متروك انتهى.
وقد ورد هذا الحديث في سنن الترمذي بلفظ (عن عائشة : قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ قلت يا رسول الله إني ظننت أنك أتيت بعض نساءك فقال إن الله عز و جل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيفغر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)
لكن قال الترمذي عقب الحديث :
حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمدا أي البخاري يضعف هذا الحديث وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة و الحجاج بن أرطاه لم يسمع من يحيى بن أبي كثير .
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة ولانقطاعه .
الحديث الثاني :
قالت عائشة: فقمت وخشيت أنه قد قُبض، فحركت إصبعه فتحرك، فعدت وأنا أسمعه يقول: ((اللهم إني أعوذ بعافيتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)). فلما فرغ من صلاته قال لي: ((أتعلمين أي ليلة هذه يا عائشة؟)) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((إنها ليلة النصف من شعبان، يتجلى الله عز وجل فيها على عباده، فيغفر للمستغفرين، ويدع أهل الحقد والشحناء كما هم)).
رواه البيهقي في الشعب وفيه :
العلاء بن الحارث بن عبد الوارث: أورده الحافظ في "التقريب" (2-91): وقال قد اختلط.
وفي السند أيضًا: أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب عن عمه:
قال ابن حبان في "المجروحين" (1-149): "أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب من أهل مصر، يروي عن عمه حدثنا عنه شيوخنا ابن خزيمة وغيره، وكان يحدث بالأشياء المستقيمة قديمًا حيث كتب عنه ابن خزيمة وذووه، ثم جعل يأتي عن عمه بما لا أصل له، كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها".
فالحديث لا يثبت والله أعلم
[size="5"]الحديث الثالث وهو أكثر الأحاديث شهرة واحتجاجا لدى العوام وغير المتعلمين:
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها)).[/size]
الحديث أخرجه ابن ماجه والبيهقي من طريق : ابن أبي سبرة عن إبراهيم بن محمد عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحديث .
وفيه الرواي ابن أبي سبرة : قال الذهبي في "الميزان" :روى عبد الله وصالح ابنا أحمد عن أبيهما قال: كان يضع الحديث، وقال النسائي: متروك وقال ابن معين ليس حديثه بشيء" اه.
ثم أورد له الإمام الذهبي هذا الحديث وجعله من مناكيره.
قال ابن حجر في التقريب : رموه بالوضع .
وقال ابن حبان في "المجروحين" ابن أبي سبرة: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به بحال، كان أحمد بن حنبل يكذبه" اه.
والحديث قال عنه العراقي في تخريج احاديث الإحياء : حديث باطل .
وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة : موضوع .
وقال الإمام النووي في كتاب ( المجموع ): " الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب ، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ، ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، ولا يغتر بذكرهما في كتاب: ( قوت القلوب ) ، و ( إحياء علوم الدين )، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما ، فإنه غالط في ذلك "
تنبيه مهم : لا يأتي أحد ويضحك علينا ويقول الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال وووو نقول له أخي الكريم من المعلوم لدى أدنى طالب علم أن الحديث الضعيف عند من يرى جواز العمل به يشترط له شروطا ومنا : أن لا يشتد ضعفه . كما ذكر النووي في التقريب والسيوطي في التدريب وهذا الحديث ضعيف جدا فلا يحتج به ولا تجوز روايته والله أعلم ..
ومن باب الأمانة العلمية على حد اطلاعي البسيط أن الذي ثبت في ليلة النصف من شعبان هو حديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن .
حديث ثابت بمجموع طرقه وقدأشار لصحته الهيثمي في مجمع الزوائد وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه وابن أبي عاصم في السنة والطبراني من طرق عن بعض الصحابة لا يخلو طريق من مقال ولكن الأحدايث تشد بعضها إلى القوة كما في السلسلة الصحيحة والله تعالى أعلم بالصواب .
هذا وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو تقصير فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان ..