الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
أحبتي في الله كلنا يحفظ حديث النبي عليه الصلاة والسلام الثابت في صحيح مسلم وغيره بألفاظ مختلفة أن سورة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وكنت أظن أن المقصود فقط هو أنها تعدل في الثواب وأنه بمجرد قراءتها ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كاملا من حيث الثواب إلى أن اطلعت على أقوال العلماء في هذه المسألة فأحببت أن أفيدكم فيها :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في جزء عن هذه السورة أجوبة أهل العلم والإيمان عن معنى قل هو ..تعدل ثلث لقرآن.
والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة مثل ما سيأتي ذكره عن أبي العباس ابن سريج في تفسيره لهذا الحديث بأن الله أنزل القرآن على ثلاثة أقسام : ثلث منه أحكام وثلث منه وعد ووعيد وثلث منه الأسماء والصفات . وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات .
وقال :القاضي عياض في " شرح مسلم " :
وإذا علم ما دل عليه الشرع مع العقل واتفاق السلف من أن بعض القرآن أفضل من بعض وكذلك بعض صفاته أفضل من بعض بقي الكلام في كون ( { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ما وجه ذلك ؟ وهل ثوابها بقدر ثواب ثلث القرآن وإذا قدر أن الأمر كذلك فما وجه قراءة سائر القرآن ؟ فيقال : أما الأول فقد قيل فيه وجوه أحسنها - والله أعلم - الجواب المنقول عن الإمام أبي العباس ابن سريج فعن أبي الوليد القرشي أنه سأل أبا العباس بن سريج عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم { { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن } فقال : معناه أنزل القرآن على ثلاثة أقسام : ثلث منها الأحكام وثلث منها وعد ووعيد وثلث منها الأسماء والصفات . وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات
وقد ذكر أبو حامد الغزالي وجها آخر غير هذه الثلاثة فقال في كتابه : " جواهر القرآن ودرره "فاعلم أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن قطعا وترجع إلى الأقسام الثلاثة التي ذكرناها في مهمات القرآن وهي : معرفة الله ومعرفة الآخرة ومعرفة الصراط المستقيم . فهذه المعارف الثلاثة هي المهمة والباقي توابع . وسورة الإخلاص تشتمل على واحدة من الثلاث وهي معرفة الله وتقديسه وتوحيده عن مشارك في الجنس والنوع وهو المراد بنفي الأصل والفرع والكفء . والوصف بالصمد يشعر بأنه السيد الذي لا يقصد في الوجود للحوائج سواه . نعم ليس فيها حديث الآخرة والصراط المستقيم . فلذلك تعدل ثلث القرآن . أي ثلث الأصول من القرآن كما قال : { الحج عرفة } أي هو الأصل والباقي تبع .
وقال ابن تيمية :وسنبين إن شاء الله أنه إذا كانت { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن لم يلزم من ذلك أنها أفضل من الفاتحة ولا أنها يكتفي بتلاوتها ثلاث مرات عن تلاوة القرآن بل قد كره السلف أن تقرأ إذا قرئ القرآن كله إلا مرة واحدة كما كتبت في المصحف فإن القرآن يقرأ كما كتب في المصحف لا يزاد على ذلك ولا ينقص منه والتكبير المأثور عن ابن كثير ليس هو مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسنده أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا البزي وخالف بذلك سائر من نقله فإنهم إنما نقلوه اختيارا ممن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم وانفرد هو برفعه وضعفه نقله أهل العلم بالحديث والرجال من علماء القراءة وعلماء الحديث كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء.
قال النووي في شرحه على مسلم باب فضل قراءة قل هو الله أحد )
[ 811 ] قوله ص قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وفي الرواية الأخرى ان الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن قال القاضي قال المازري قيل معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالى وقل هو الله أحد متمحضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء وقيل معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف.
فتح الباري - ابن حجر قال:
وله ثلث القرآن حمله بعض العلماء على ظاهره فقال هي ثلث باعتبار معاني القرآن لأنه أحكام وأخبار وتوحيد وقد اشتملت هي على القسم الثالثومنهم من حمل المثلية على تحصيل الثواب فقال معنى كونها ثلث القرآن أن ثواب قراءتها يحصل للقارئ مثل ثواب من قرأ ثلث القرآنوإذا حمل ذلك على ظاهره فهل ذلك لثلث من القرآن معين أو لأي ثلث فرض منه فيه نظر ويلزم على الثاني أن من قرأها ثلاثا كان كمن قرأختمة كاملة وقيل المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأثلث القرآن
قال المناوي في فيض القدير
( وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ) لأن معاني القرآن آيلة إلى ثلاثة علوم علم التوحيد وعلم الشرائع وعلم تهذيب الأخلاق وتزكية النفس والإخلاص تشمل على القسم الأشرف منها الذي هو كالأصل للأخيرين وهو علم التوحيد.
تبين مما سبق من بعض أقوال أهل العلم أن المقصود والله أعلم ليس هو المشهور بين الناس والله سبحانه وتعالى أعلم .
أحبتي في الله كلنا يحفظ حديث النبي عليه الصلاة والسلام الثابت في صحيح مسلم وغيره بألفاظ مختلفة أن سورة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وكنت أظن أن المقصود فقط هو أنها تعدل في الثواب وأنه بمجرد قراءتها ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كاملا من حيث الثواب إلى أن اطلعت على أقوال العلماء في هذه المسألة فأحببت أن أفيدكم فيها :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في جزء عن هذه السورة أجوبة أهل العلم والإيمان عن معنى قل هو ..تعدل ثلث لقرآن.
والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة مثل ما سيأتي ذكره عن أبي العباس ابن سريج في تفسيره لهذا الحديث بأن الله أنزل القرآن على ثلاثة أقسام : ثلث منه أحكام وثلث منه وعد ووعيد وثلث منه الأسماء والصفات . وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات .
وقال :القاضي عياض في " شرح مسلم " :
وإذا علم ما دل عليه الشرع مع العقل واتفاق السلف من أن بعض القرآن أفضل من بعض وكذلك بعض صفاته أفضل من بعض بقي الكلام في كون ( { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ما وجه ذلك ؟ وهل ثوابها بقدر ثواب ثلث القرآن وإذا قدر أن الأمر كذلك فما وجه قراءة سائر القرآن ؟ فيقال : أما الأول فقد قيل فيه وجوه أحسنها - والله أعلم - الجواب المنقول عن الإمام أبي العباس ابن سريج فعن أبي الوليد القرشي أنه سأل أبا العباس بن سريج عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم { { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن } فقال : معناه أنزل القرآن على ثلاثة أقسام : ثلث منها الأحكام وثلث منها وعد ووعيد وثلث منها الأسماء والصفات . وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات
وقد ذكر أبو حامد الغزالي وجها آخر غير هذه الثلاثة فقال في كتابه : " جواهر القرآن ودرره "فاعلم أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن قطعا وترجع إلى الأقسام الثلاثة التي ذكرناها في مهمات القرآن وهي : معرفة الله ومعرفة الآخرة ومعرفة الصراط المستقيم . فهذه المعارف الثلاثة هي المهمة والباقي توابع . وسورة الإخلاص تشتمل على واحدة من الثلاث وهي معرفة الله وتقديسه وتوحيده عن مشارك في الجنس والنوع وهو المراد بنفي الأصل والفرع والكفء . والوصف بالصمد يشعر بأنه السيد الذي لا يقصد في الوجود للحوائج سواه . نعم ليس فيها حديث الآخرة والصراط المستقيم . فلذلك تعدل ثلث القرآن . أي ثلث الأصول من القرآن كما قال : { الحج عرفة } أي هو الأصل والباقي تبع .
وقال ابن تيمية :وسنبين إن شاء الله أنه إذا كانت { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن لم يلزم من ذلك أنها أفضل من الفاتحة ولا أنها يكتفي بتلاوتها ثلاث مرات عن تلاوة القرآن بل قد كره السلف أن تقرأ إذا قرئ القرآن كله إلا مرة واحدة كما كتبت في المصحف فإن القرآن يقرأ كما كتب في المصحف لا يزاد على ذلك ولا ينقص منه والتكبير المأثور عن ابن كثير ليس هو مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسنده أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا البزي وخالف بذلك سائر من نقله فإنهم إنما نقلوه اختيارا ممن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم وانفرد هو برفعه وضعفه نقله أهل العلم بالحديث والرجال من علماء القراءة وعلماء الحديث كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء.
قال النووي في شرحه على مسلم باب فضل قراءة قل هو الله أحد )
[ 811 ] قوله ص قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وفي الرواية الأخرى ان الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن قال القاضي قال المازري قيل معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالى وقل هو الله أحد متمحضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء وقيل معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف.
فتح الباري - ابن حجر قال:
وله ثلث القرآن حمله بعض العلماء على ظاهره فقال هي ثلث باعتبار معاني القرآن لأنه أحكام وأخبار وتوحيد وقد اشتملت هي على القسم الثالثومنهم من حمل المثلية على تحصيل الثواب فقال معنى كونها ثلث القرآن أن ثواب قراءتها يحصل للقارئ مثل ثواب من قرأ ثلث القرآنوإذا حمل ذلك على ظاهره فهل ذلك لثلث من القرآن معين أو لأي ثلث فرض منه فيه نظر ويلزم على الثاني أن من قرأها ثلاثا كان كمن قرأختمة كاملة وقيل المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأثلث القرآن
قال المناوي في فيض القدير
( وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ) لأن معاني القرآن آيلة إلى ثلاثة علوم علم التوحيد وعلم الشرائع وعلم تهذيب الأخلاق وتزكية النفس والإخلاص تشمل على القسم الأشرف منها الذي هو كالأصل للأخيرين وهو علم التوحيد.
تبين مما سبق من بعض أقوال أهل العلم أن المقصود والله أعلم ليس هو المشهور بين الناس والله سبحانه وتعالى أعلم .