علامات محبة الله لعبده
علامات تدل على محبة الله لعبده وهي أعمال وعبادات دلت
النصوص على فضلها واتصاف فاعلها بمحبة الله فمن ذلك :
1ـاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بسنته
قال تعالى:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رجيم).
ومن ذلك المواظبة على أداء الفرائض والنوافل
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
2ـ ومن ذلك محبة المؤمنين وصحبتهم
3ـ ومن ذلك التقوى
قال تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).
4ـ ومن ذلك الصبر عندالمصيبة كما قال تعالى
: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )
5ـ ومن ذلك الإحسان إلى الخلق كما قال تعالى:
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِيالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ).
6ـ ومن ذلك التوبة والتطهر من الأحداث الحسية والمعنوية
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
ومن العلامات التي يستدل بها على محبة الله للعبد :
1ـ أن يحوز محبة الصالحين ويكسب مودتهم كما جاء في صحيح البخاري:
(إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه
فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب
فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض).
2ـ ومن العلامات الخفية التي لا يفطن لها الناس
إبتلاء العبد في ماله ونفسه وأهله
كما أخبر الرسول بذلك في قوله: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، و إن الله إذا أحب قوماً إبتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، و من سخط فله السخط ).
وبالجملة فإن محبة الله تنال بتقوى الله والتزام طاعته وذكره
والإحسان إلى خلقه والتعلق بالآخرة والزهد بالدنيا
والورع عن محارم الله والتوبة في الإساءة.
فإذا كنت ملتزما بهذه الصفات أو بعضها فاعلم
أن الله يحبك على حسب إخلاصك وإحسان عملك وثباتك على الحق.
وليس كثرة المال والغنى دليلا على محبة الله لمن ملكها
فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولو كانت تساوي
عنده شربة ماء ما سقى منها كافرا قط وقد منع الدنيا
عن خليله وصفيه أشرف مخلوق محمد صلى الله عليه وسلم
وآثرله الفقر والجوع فلا تحزن على فقدها وفراقها.
ومما يستدل به على غفلة العبد وبعده عن الله أن تبسط له
الدنيا وتتتابع عليه الخيرات وهو مقيم على المعاصي
معرض عن إتباع الحق كحال الكفار الذين عجلت لهم
طيباتهم في الحياة الدنيا.
واعلم أنه كم من عبد مرفوع ومعظم في الدنيا لكنه وضيع
ومخذول في الآخرة وكم من عبد وضيع بائس لا يؤبه له
في الدنيا لكنه شريف وعظيم في الآخرة فلا تغتر بالأموال
والمراتب والمناصب فإنها زائلة عما قريب.