هذه ترجمة الإمام العلامة الفقيه الأديب المناوي - رحمه الله - وضعتها لكم وهي من أعمالي الخاصة وهو موضوع غير منقول , وأظنه على حد علمي أول موضوع يكون عن هذا الإمام الحبر .
اسمه ونسبه :
عبد الرؤف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين بن يحيى ابن محمد بن محمد ابن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلام الحدادي ثم المناوى القاهري الشافعي.
مولده :
ولد الإمام المناوي سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة 952هـ .
زهده وحسن خلقه :
كان إماما فاضلا زاهدا عابدا قانتا لله خاشعا له كثير النفع وكان متقربا بحسن العمل مثابرا على التسبيح والأذكار صابرا صادقا وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام .
شيوخه وعلمه :
جمع المناوي من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع فـي أحـد ممن عاصره , وحفظ القرآن قبل بلوغه , ثم حفظ البهجة وغيرها من متون الشافعية , وألفية ابن مالـك ؛ وألفية سيرة العراقي ؛ وألفية الحديث له أيضا , وعرض ذلك على مشايخ عصره في حياة والـده , ثم أقبل على الاشتغال ؛ فقرأ على والده : علوم العربية , وتفقه بالشمس الرملي , وأخذ التفسير والحديث والأدب عن النور علي بن غانم المقدسي , وحضر دروس الأستاذ محمد البكري في التفسيـر والتصوف , وأخذ الحــديث عن النجم الغيطي , والشيخ قاسم , والشيخ حمدان الفقيه , والشيخ الطبلاوي لكن كان أكثر اختصاصه بالشمــس الرملي وبه برع , وأخذ التصوف عن جمــع , ثـم أخـذ طريق الخلويتة عن الشيخ محمد المناخلي أخي عبد الله وأخلاه مرارا , ثم عن الشيخ محرم الرومي حين قدم مصر بقصد الحج , وطريق البيرامية عن الشيخ حسين الرومي المنتشوي , وطريق الشاذلية عن الشيخ منصور الغيطي , وطريق النقشبندية عن السيد الحسيب النسيب مسعود الطاشكندي , وغيرهم من مشايخ عصره .
المناصب التي تقلدها الإمام المناوي :
تقلد النيابة الشافعية ببعض المجالس فسلك فيها الطريقة الحميدة وكان لا يتناول منها شيئا ثم رفع نفسه عنها , ثم ولى تدريس المدرسة الصالحية فحسده أهل عصره وكانوا لا يعرفون مزية علمه لانزوائه عنهم , وكان العلماء الأجلاء يبادرون إلى الحضور لمجلسه والأخذ عنه لفضله ولغزير علمه.
تلاميذه :
أخذ عنه العلم خلق كثير أبرزهم ولده زين العابد العالم الورع , ومنهم :الشيخ البابلي والسيد إبراهيم الطاشكندي والشيخ علي الاجهوري والولي المعتقد أحمد الكلبي وولده الشيخ محمد وغيرهم .
مصنفاته :
مؤلفات العلامة المناوي كثيرة ومتعددة , فقد كتب في شتى علوم العربية , من حديث وفقه ولغة وأدب وعلوم قرآن , وغير ذلك من العلوم , فله :
تفسيره على سورة الفاتحة وبعض سورة البقرة وشرح على العقائد للسعد التفتازاني سماه غاية الأماني لم يكمل وشرح على نظم العقائد لابن أبي شريف وشرح على الفن الأول من كتاب النقاية للجلال السيوطي وكتاب سماه أعلام الأعلام بأصول فني المنطق والكلام وشرح على متن النخبة كبير سماه نتيجة الفكر وآخر صغير وشرح على شرح النخبة سماه اليواقيت والدرر وشرح على الجامع الصغير ثم اختصره في أقل من ثلث حجمه وسماه التيسير وشرح قطعة مــن زوائد الجامع الصغـير وسماه مفتاح السعادة بشرح الزيادة , وكتاب في الأحاديث القصار جمع فيه عشرة آلاف حديث في عشر كراريس كل كراسة ألف حديث كل حديث في نصف سطر يقرا طردا وعكسا سماه كنز الحقائق في حديث خير الخلائق وشرح على نبذة شيخ الإسلام البكري في فضل ليلة النصف من شعبان كتاب في الأوقاف سماه تيسير الوقوف على غوامض أحكام الوقوف وهو كتاب لم يسبق إلى مثله وشرح زبد ابن أرسلان التي نظم فيها أربعة علوم أصول الدين وأصول الفقه والفقه والتصوف وسماه فتح الرؤف الصمد بشرح صفوة الزبد وشرح التحرير لشيخ الإسلام زكريا سماه إحسان التقرير بشرح التحرير ثم شرح نظمه للعمريطي بالتماس بعض الأولياء وسماه فتح الرؤف الخبير بشرح كتاب التيسير , وشرح على مختصر المزنى لم يكمل واختصر العباب وسماه جمع الجوامع ولم يكمل وكتاب في الألغاز والحيل سماه بلوغ الأمل بمعرفة الألغاز والحيل وكتاب في الفرائض وشرح على الشمعة المضية في علم العربية للسيوطي سماه المحاضر الوضيه في الشمعة المضية وكتاب جمع فيه عشرة علوم أصول الدين وأصول الفقه والفرائض والنحو والتشريح والطب والهيئة وأحكام النجوم والتصوف وكتاب في فضل العلم وأهله , وكتاب في أسماء البلدان وكتاب في التعاريف سماه التوقيف على مهمات التعاريف وكتاب في أسماء الحيوان سماه الإحسان ببيان أحكام الحيوان وكتاب في الأشجار سماه غاية الإرشاد إلى معرفة أحكام الحيوان والنبات والجماد وكتاب في التفصيل بين الملك والإنسان وكتاب الأنبياء سماه فردوس الجنان في مناقب الأنبياء المذكورين في القرآن وكتاب الطبقات الكبرى سماه الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية , وكتاب الصفوة بمناقب بيت آل النبوة وأفرد السيدة فاطمة بترجمة والإمام الشافعي بترجمة , وكتاب في الطب سماه بغية المحتاج إلى معرفة أصول الطب والعلاج , وكتاب سماه الدر المنضود في ذم البخل ومدح الجود , وكتاب في تاريخ الخلفاء , وعماد البلاغة في الامثال، وكتابفي التشريح والروح وما به صلاح الانسان وفساده , و إحكام الاساس اختصر به أساس البلاغة ورتَّبه كالقاموس .
وله مؤلفات عديدة يصعب حصرها .
وفاته :
وتوفى صبيحة يوم الخميس الثالث والعشرين من صفر سنة إحدى وثلاثين وألف وصلى عليه بجامع الأزهر يوم الجمعة ودفن بجانب زاويته التي أنشأها بخط المقسم المبارك فيما بين زاويتي سيدي الشيخ أحمد الزاهد