الإمام الزاهد الورع العلامة المحدث الفقيه وكيع بن الجراح - رحمه الله - :
- اسمــه ومولــده وصفتــه:
اسمه: وكيع بن الجراح بن مَلِيح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي من قيس عيلان.
مولده: ولد سنة تسع وعشرين ومائة، قاله أحمد بن حنبل، وقال خليفة وهارون بن حاتم: ولد سنة ثمان وعشرين
وروى عنه أنه قال: ولدت بأبة قرية من قرى أصبهان .
[b][b]عن أبي جعفر الجمال قال: أتينَا وكيعاً فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة، فلما بصرنا به فَزِعْنَا من النور الذي رأيناه يتلألأ من وجهه، فقال رجل بجنبي: أهذا ملَك؟ فتعجبنا من ذلك النور .[/b]
[b]ثــناء العلمــاء عليــه :[/b]
[b][/b]
[b] [/b]
[b][/b]
[b][b][b]قال يحيى بن يمان: مات سفيان الثوري فجلس وكيع بن الجراح في موضعه .[/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b]وقال محمد بن عامر المصيصي: سألت أحمد: وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد؟ فقال: وكيع، فقلت: كيف فضلته على يحيى، ويحيى ومكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت؟ قال: وكيع كان صديقاً لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء هَجَرَهُ، وإن يحيى كان صديقاً لمعاذ بن معاذ فلما ولي القضاء لم يهجره يحيى .[/b][/b][/b][/b][/b][b][b][b][b][b][b]
[b]وعن يحيى بن معين قال: والله ما رأيت أحداً يحدث لله غير وكيع، وما رأيت رجلاً أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه .
وعن جرير الرازي قال: قدم ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرحمن! من خلفت بالعراق؟ قال: وكيع، قلت: ثم من؟ قال: ثم وكيع.[b]
[b]ال الذهبي: يقول هذا أحمد مع تحريه وورعه، وقد شاهد الكبار مثل هشيم، وابن عيينة، ويحيى القطان، وأبي يوسف القاضي وأمثالهم([16]).
وقال الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن: سئل أحمد بن حنبل عن وكيع وابن مهدي فقال: وكيع أكبر في القلب، وعبد الرحمن إمام .
وعن جرير قال: جاءني ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرحمن! من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني ثم قال: رجل المصرين وكيع .
وقال عباس الدوري: ذاكرت أحمد بن حنبل بحديث من حديث شعبة فقال لي: من حدثك بهذا؟ فقلت: شبابة بن سوار. قال: لكن حدثني من لم تر عيناك مثله وكيع بن الجراح
وعن زهــده وعـبادته الدؤوبة :
[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][b]
عن يحيى بن أكثم قال: صحبت وكيعاً في الحضر والسفر، وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة .
قال الذهبي: هذه عبارة يخضع لها، ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة، فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر، وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، والدين يُسْر ومتابعة السنة أولى، فرضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع .
وعن يحيى بن أيوب حدثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه أن وكيعاً كان لا ينام حتى يقرأ جزأه من كل ليلة ثلث القرآن ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر .
وعن أحمد بن سنان قال: رأيت وكيعاً إذا قام في الصلاة ليس يتحرك منه شيء، لا يزول، ولا يميل على رجل دون الأخرى .
وعن سفيان بن وكيع قال: كان أبي يجلس لأصحاب الحديث من بكرة إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف فيقيل، ثم يصلى الظهر، ويقصد الطريق إلى المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا فيريحرن نواضحهم فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرائض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده فيصلي العصر، ثم يجلس يدرس القرآن ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل منزله. فيقدم إليه إفطار، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم تقدم إليه قرابة فيها نحو من عشرة أرطال من نبيذ فيشرب منها ما طاب له على طعامه، يجعلها بين يديه، ثم يقوم فيصلي ورده من الليل كلما صلى شيئاً شرب منها حتى ينفذها ثم ينام .
قوة ذاكرته - رحمه الله - :
[b]
[b]عن إبراهيم بن الشماس قال: لو تمنيت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخضوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، لم يتزوج ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا .
وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي وذكر وكيعاً فقال: ما رأيت أحداً أوعى للعلم منه ولا أحفظ.[b]
[b]وعن يحيى بن معين قال: ما رأيت أحفظ من وكيع .
وقال أبو حاتم الرازي: وكيع أحفظ من ابن المبارك .
وقال إسحاق بن راهويه: حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف، وحفظ وكيع أصلي قام وكيع، فاستند وحدَّث بسبعمائة حديث حفظاً.
أخلاقــــــه وصفاتـــه :
[b]
[b]عن محمد بن أبي الصباح قال: كان وكيع بن الجراح إذا أراد أن يحدث احتبى، فإذا احتبى سأله أصحاب الحديث، فإذا نزع الحبوة لم يسألوه، وكان إذا حدث استقبل القبلة([35]).
وروي عن وكيع أن رجلاً أغلظ له فدخل بيتاً فَعَفرَ وجهه، ثم خرج إلى الرجل فقال: زد وكيعاً بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه .
عن سعيد بن عفير قال: أخبرني رجل من أهل هذا الشأن ثقة من أهل المروءة والأدب قال: جاء رجل إلى وكيع بن الجراح فقال له: إني أمُتُ بحرمة قال: ما حرمتك؟ قال: كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش: قال: فوثب وكيع فدخل منزله فأخرج له صُرةَ فيها دنانير فقال: اعذرني فإني ما أملك غير هذا .
أقواله في الزهد والرقائق :
[b]
[b]عن الفضل بن محمد البيهقي قال: سمعت وكيعاً يقول -وقد جاءه رجل يناظره في شيء من أمر المعاش أو الورع- فقال له وكيع: من أين تأكل ؟ قال: ميراثاً ورثته عن أبي، قال: من أين هو لأبيك؟ قال: ورثه عن أبيه قال: من أين هو كان لجدك؟ قال: لا أدري، فقال له وكيع: لو أن رجلاً نذر لا يأكل إلا حلالاً ولا يلبس إلا حلالاً ولا يمشي إلا في حلال لقلنا له: اخلع ثيابك وارم بنفسك في الفرات، ولكن لا تجد إلا السعة.
ثم قال وكيع: لو أن رجلاً بلغ في ترك الدنيا مثل سلمان وأبي ذر وأبي الدرداء ما قلنا له زاهداً؛ لأن الزُّهد لا يكون إلا على ترك الحلال المحض، والحلال المحض لا نعرفه اليوم، فالدنيا عندنا حلال وحرام وشبهات، فالحلال حساب، والشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة، وخذ منها ما يقيمك، فإن كانت حلالاً كنت قد زهدت فيها، وإن كانت حراماً كنت قد أخذت منها ما يقيمك؛ لأنه لا يحل من الميتة إلا قدر ما يقيمك، وإن كانت شبهات كان فيها عتاب يسير .
وعن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت وكيعاً يقول: إنما العاقل من عقل عن الله أمره، وليس من عقل أمر دنياه .
وعن عبد الله بن ضبيق قال: قال وكيع: هذه بضاعة لا يرتفع فيها إلا صادق.
وعن علي بن خشرم قال: سمعت وكيعاً يقول: لا يكمل الرجل حتى يكتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله وعمن هو دونه .
وفاتـــــــــه :
[b]
[b]قال أحمد بن حنبل: حج وكيع سنة سبع وتسعين ومات بفيد .
قال الذهبي: عاش ثمانياً وستين سنة سوى شهر أو شهرين[/b]
[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]
المصادر التي اعتمدنا عليه في ترجمته :
[b]سير أعلام النبلاء.
تهذيب الكمال .
[b]تهذيب الكمال .
[b]طبقات ابن سعد .
تاريخ بغداد .
[b][b]حلية الأولياء.[/b]
تاريخ بغداد .
[b][b]حلية الأولياء.[/b]
[b][/b] [/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]