ما
الذي يميز أدب الجنوب (أي جنوب) عن أدب الشمال؟ ما الذي يجعله مثيراً
مشوقاً؟ ما سر تفوق أدب الجنوب عن أدب الشمال؟ بهذه الأسئلة التي دارت في
عقلي بدأت رحلة بحثية للإجابة عن هذه الأسئلة التي حيرت متعاطي الأدب
عامة.
وقد
اخترت ثلاثة من أدباء الجنوب، وحاولت قراءة مسيرة حياتهم، لنستخلص منها ما
تميزوا به عن الشماليين، وقد لاحظنا التشابه الكبير في مسيرة حياتهم، حتى
أن البعض تشابه في النهايات أيضاً، يتميز الجنوبي عامة بالمعاناة، بالفقر،
بالحياة البكر التي تكون ملهمة له في كتاباته، بالأسرة المتماسكة
المترابطة التي تؤثر فيه تأثيراً إيجابياً، بخشونة العيش التي تدفعه
دائماً للثورة على الأوضاع، وحبه الكبير للتغيير، دائماً ما يهاجر الجنوبي
إلى الشمال، ليصطدم بواقع العيش والحياة المدنية، التي يعيشها أهل الشمال،
والتي ترسخ بداخله إحساسه بحرمان أهل الجنوب، دائماً ما يبحث الجنوبي عن
القومية ويدافع عنها، ويقاتل من أجلها، وينبع هذا الإحساس من النشأة التي
يتميز بها أهل الجنوب عامة، الترابط والحب والفقر، روابط قوية تنمي إحساسه
تجاه قبيلته وبني منطقته وجنسه، تدفعه دفعاً إلى التماسك والوحدة، والتي
يبحث عنها أديب الجنوب في أعماله. ولنبدأ سوياً في قراءة بعض المقتطفات عن نماذجنا الثلاثة: