نقد بحث صفقة فاوست: وهب النفس للشيطان
مؤلف البحث كمال غزال وهو يدور حول بيع الإنسان نفسه للشيطان وهى خرافة ابتدعها البعض لوصف ما يقوم به المعتدون الفجرة القساة القلوب من جرائم بشعة
وقد استهل غزال بحثه بالقول بأن المقولة موجودة فى الدين فقال :
"بيع أو وهب النفس للشيطان فكرة قديمة متجذرة في الدين، وتتفق الأديان السماوية على أن الشيطان تجسيد لفكرة التكبر لأنه تمرد وعصى أوامر الله، وبالتالي يجد في نفسه شأناً عالياً يفترض فيه أن يعامله البشر كإله، تلك المعاملة التي تشمل أداء الصلاة أو التوسل إليه لتحقيق رغباتهم أو حتى بذل الأضاحي على شرفه وكذلك في فعل كل ما يغضب الله، ومن أجل أن يكسب الشيطان أتباع له من البشر يحاول إغوائهم بتحقيق أمانيهم في المعرفة والشهرة والنفوذ والمال وهناك العديد من القصص التي تتحدث عن ظهوره لبعض البشر وعن عقد بينهم وبينه."
قى البداية الشيطان وهو إبليس أو لو سيفر كما يسمونه لا وجود له في دنيانا الأرضية حتى يمكن القول أنه يجرى صفقات وإنما الرجل في النار من لحظة خروجه من الجنة وهو يعذب في النار كما قال تعالى :
" وأن عليك لعنتى إلى يوم الدين"
وقال :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
والذأم والدحر لا يكون إلا في النار وليس في الأرض الدنيوية كما قال تعالى :
" ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا"
ومن ثم المقال قائم على غير أساس ولكننا نمضى معه حتى النهاية
بين غزال أن عقد الشيطان أو صفقة فاوست شائعة في المجتمع النصرانى الغربى فقال :
"والتعامل مع الشيطان أو التحالف معه أو لنقل " الصفقة الفاوستية " هي فكرة منتشرة في الغرب أيضاً وأكثر ما تتجلى ثقافياً في أسطورة فاوست والكائن المسمى ميفيستوفيليس كما أنها عنصر أساسي في قصص المورورث الشعبي المسيحي، وتندرج هذه الفكرة أيضاً في مرجع آرني-تومبسون تحت بند " العقد مع الشيطان "."
وبين أن العقد مرتبط بالسحر فقال :
"ووفقاً للإعتقاد المسيحي في ممارسة السحر يعتبر التحالف بين شخص ما والشيطان نفسه أو أياً من الشياطين الأخرى تبادلاً يقدم فيه الشخص نفسه مقابل خدمات شيطانية، تختلف هذه الخدمات من قصة إلى أخرى لكنها في المجمل تحمل وعوداً بتحقيق الرغبات. ويعتقد أيضاً أن بعض الأشخاص قدموا في هذا التحالف اعترافاً بسيادة الشيطان عليهم حتى بدون مقابل.
من الواضح أيضاً أن الإنجازات التي توصف بأنها " خارقة " قد تعزى من قبل البعض إلى شكل من التحالف مع الشيطان بدءاً من الإنجازات العمرانية المدهشة كجسور أوروبا الشيطانية وانتهاء بتقنيات عزف الكمان البديعة لدى نيكولو باغانيني."
وهنا نجد خرافة أخرى وهو أن الشيطان يعطى الناس المتعاقدين معه الخوارق وهى الآيات المعجزات وهى مقولة تتناقض مع منع الله الآيات عن الناس من عصر محمد(ص) بقوله :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والآيات لا تعطى إلا للرسل (ص) كما قال تعالى :
" وكان لرسول أن يأتى بأية إلا بإذن الله"
وتحدث عن أسطورة فاوست المشهورة في الغرب فقال :
"أسطورة فاوست:
فاوست أو فاوستوس (يعني باللغة اللاتينية " الميمون " أو " المحظوظ") هو بطل أسطورة ألمانية تقليدية، مع أن فاوست كان واسع العلم وناجح للغاية إلا أنه لم يكن راضياً عن ذلك فعقد صفقة مع الشيطان ومنح نفسه له مقابل أن يزوده بمعارف غير محدودة وملذات دنيوية. وكانت حكاية فاوست أساساً للعديد من الأعمال الأدبية والفنية والسينمائية والموسيقية.
وقد جرى تفسير معنى كلمة فاوست والصفة منها " فاوستي " على مر العصور بأشكال مختلفة لكن غالباً ما كانت تعني إجراء يسلم فيه الشخص الطموح نزاهتة الأخلاقية من أجل تحقيق النفوذ والنجاح على غرار المثل القائل: " صفقة مع الشيطان".
اقتبست مسرحيات من بينها مسرحيات للدمى إلى تلك الأسطورة ولقيت شعبية كبيرة في أرجاء ألمانيا وذلك في القرن الـ 16 وكانت أغلبها تقدم شخصية فاوست وميفيستوفيليس بشكل هزلي
ومن ثم انتشرت قصة الأسطورة في بريطانيا من خلال كريستوفر مارلو الذي طرحها بشكل كلاسيكي في مسرحيته: " التاريخ المأساوي للدكتور فاوست" وقد قام الشاعر غوته الألماني الشهير بإعادة صياغة القصة بعدها بـ 200 سنة حيث أصبح فاوست ذلك الشخص المفكر المستاء الذي لا يرضى والذي يتوق لشهوات الدنيا بلحومها وشرابها."
ولخص غزال الحكاية الفاوستية فقال :
"ملخص عن قصة فاوست
على الرغم من لمعانه الفكري كان فاوست يائساً، فقرر أن يدعو الشيطان ليمنحه المزيد من المعرفة والقوى السحرية التي تجعله ينغمس بالشهوات وبمعرفة العالم حوله فأستجاب الشيطان لدعوته من خلال ممثله (ميفيستوفيليس) وهو أحد الشياطين السبع الكبار لكي يعقد صفقة مع فاوست وهي أن يقوم (ميفيستوفيليس) بخدمة فاوست بالقوى السحرية لعدة سنوات على أن يستحوذ الشيطان على روح فاوست عند نهاية مدة العقد لكي تحل عليه اللعنة للأبد وكانت القصص الأولى عن الأسطورة تتحدث عن مدة عقد يصل إلى 24 سنة وخلال مدة العمل بالعقد يمكن لـ فاوست أن يستخدم ميفيستوفيليس بطرق مختلفة.
وفي إصدارات عديدة من القصة ولا سيما دراما غوته يقوم ميفيستوفيليس بإغواء فتاة جميلة وبريئة تدعى جريتشين مما دمر حياتها في نهاية المطاف ومع ذلك ساهمت براءة جريتشين في النهاية من دخولها إلى الفردوس (النعيم).
في القصص القديمة عن الأسطورة وبعد نهاية العقد مع الشيطان يرى فاوست أن خطاياه كبيرة ولا يمكن غفرانها فيلقى به في الجحيم، أما في عمل غوته يقاوم فاوست ويكون محفوظاً بنعمة الرب وبتوسلات جريتشين (رمز الأنوثة الأبدي) لكي يحظى بالمغفرة فيتوب ويرسل إلى النعيم.
كان وما زال لأسطورة فاوست دور مؤثر على خيال المؤلفين والكتاب شمل فن السينما حيث ألهمتهم بنفس الفكرة الدينية القديمة."
قطعا الحكاية لا أصل لها حسب ما جاء في الروايات من أحداث ولكن يرجعها بعضهم إلى أحد الكيمائيين ألمانيين وعنه قال غزال :
من هو فاوست في التاريخ؟
"كان الدكتور يوهان جورج فاوست (1480 - 1540) خيميائياً لامعاً ومنجماً (فلكياً) وساحراً في عصر النهضة في ألمانيا وأصبحت حياته محوراً لحكاية شعبية تحمل عنوان الدكتور فاوست خلال السنوات العشرة بدءاً من عام 1580 وبلغت أوج شهرتها في عام 1604 وفي مسرحية " التاريخ المأساوي لحياة وموت الدكتور فاوست " لـ كريستوفر مارلو وكذلك في عام 1808 عندما قدم الأديب الألماني الكبير ولفغانغ فون غوته عملاً عن دراما فاوست.
نظراً للتناول المبكر لشخصية فاوست من قبل الأساطير والأدب فإنه من الصعب جداً إبراز معلومات دقيقة وتاريخية عن حياته، حتى أنه في القرن الـ 17 كانت هناك شكوك تحوم حول الوجود التاريخي لـ فاوست، فبعض المعلومات عن الشخصية الأسطورية تشير إلى أن عاملاً في مطبعة في مدينة ماينز يدعى يوهان فاوست، وقد بحث (يوهان جورج نيومان) في عام 1683 ليجد إجابات عن الأصل التاريخي لـ فاوست لكنه حصل على عدد من الشخصيات المختلفة زعم كل منها أنها فاوست وعدة أماكن انطلق منها. وفي عام 1506 يوجد سجل عن ظهور فاوست كمؤدي حيل سحرية وتنجيم في مدينة غيلنهاوسن. وعلى مدى 30 سنة تبعتها يوجد عدد هائل من السجلات المشابهة والمنتشرة في أرجاء من جنوب ألمانيا. ظهر فيها فاوست كفيزيائي وطبيب في الفلسفة وخيمئائي وساحر وفلكي وكان يتهم غالباً بأنه غشاش، وبأن الكنيسة كانت تتستنكر أعماله وتنظر إليه كخارج عن الدين وفي فئة أتباع الشيطان.
ويقال أنه فاوست لاقى حتفه في عام 1540 أو 1541 في انفجار بسبب تجربة خيميائية في فندق يدعى زوم لوفين في ستاوفين وقيل أن جسمه كان مشوه بشكل مأساوي حيث فسر ذلك أنه ناجم عن تأثير الشيطان الذي جاء بنفسه لأخذه أو بسبب أعدائه الحاسدين، ويقول عالم اللاهوت يوهان غاست أن فاوست عانى من ميتة شنيعة، وبأن وجهه كان يلتفت لعدة مرات نحو الأرض رغم أن جسمه كان ملقى على ظهره."
وبالطبع هذه الروايات المتعددة تعنى أن لا أصل حقيقى للحكاية ولكنها استخدمت في ألأدب للوعظ وأحيانا لاغواء الناس ليكونوا أشرارا
وعاد غزال للحديث عن أن العقد لابد أن يتضمن شذوذ جرائميا منه العمل بالحسر وقدم بعض الأشخاص المتهمين بذلك فقال :
"الساحر والشيطان
ورد ذكر 4 طرق في الموسوعة لعالمية للسحر يزعم أنها تمنح من يقوم بها القدرة على السحر، لأن السحر الحقيقي والعميق الأثر (كما يزعم) لا يتم إلا بمساعدة شيطانية محضة، ومن البديهي أن لا يقدم الشياطين للبشر تلك الخدمات بشكل مجاني ما لم يلتزم البشر بالمقابل بتقديم خدمات مهينة ومنحطة إلى الشياطين تشمل تقديم قرابين وممارسات جنسية شاذة تجسد ولاءهم للشيطان أو وهبهم أنفسهم له
- البابا سيلفستر الثاني
بالإضافة إلى كونه بابا كان سيلفستر الثاني (946 - 1003 م) أو غيربرت أوريلاك على درجة واسعة من الإطلاع على العلوم كما عمل مدرساً، وكان له مساهمات في نشر علوم الرياضيات والفلك عن العرب الذين نقلوها بدورهم وطوروها عن الرومان حيث قدم لأوروبا أجهزة كالمعداد الحسابي Abacus وكرة الأفلاك (الأبراج) التي لم تعهدها أوروبا منذ عصر الرومان والإغريق، وكان أول بابا فرنسي نصب منذ عام 999 حتى وفاته.
ونظراً لدوره في مكافحة جذور الفساد في الكنيسة ومنها شراء المناصب الكهنوتية وصلته بالعلوم واتباعه مناهج التفكير العقلاني دارت شائعات وأساطير حوله اعتبرته ساحر أو مشعوذ في جماعة الشيطان. كما اتهمه أعداءه بدراسة علوم السحر والتنجيم (الفلك) في مدن إسلامية مثل قرطبة واشبيلية وحتى في جامعة القرويين في المغرب مما سمح لأساطير تنال سمعته وتصوره من أتباع الشيطان في اللوحات الفنية.
ولم يكن سيلفستر الثاني أول بابا اشتبه بممارسته للسحر إذ طال هذا الإشتباه يوحنا الحادي عشر وبنديكت الثاني عشر، وجرى التحقيق مع غريغوري الثاني عشر حول ممارسات سحرية مزعومة في عام 1409
- المغني روبرت جونسون:
كان للفكرة التي تقول: " تبيع نفسك من أجل أن تكون بارعاً في الموسيقى ومشهوراً " صلة ظهرت لعدة مرات في عالم الموسيقى وبالتحديد في أنماط الموسيقى التي تتبع العزف على الغيتار وبتحديد أكثر في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية لدى عازفي البلوز Blues وهم يعزفون في ملتقى الطرق الواقعة عند تقاطع تشولا في الميسيسيبي، حيث قيل أنها كانت ساحة عالمية لإجراء تلك التبادلات مع الشياطين. ونذكر من هؤلاء العازفين ربورت جونسون الذي اشتهر نمط موسيقى البلوز باسمه:
روبرت لي روي جونسون (1911 - 1938) هو موسيقي ومغني أمريكي نمط بلوز Blues ولديه موهبة العزف على الغيتار وكتابة الأغاني وموهبته أثرت بشكل كبير على الأجيال التي أتت بعده من الموسيقيين، لكن حياته التي لم توثق كثيراً ووفاته بعمر 27 سنة ساهمت في صنع أسطورة حوله بما فيها قصة بيع نفسه للشيطان (فاوستي) ورغم أنه كان مؤدياً بارعاً في الأزقة وزوايا الشوارع وليلاً رقص السبت فإن الفرصة لم تكن تسنح له ليلاقي نجاحاً جماهيراً أو تجارياً يستحقه طوال حياته.
ومن تلك الأساطير أسطورة تقول بأنك هناك شاب اسمه روبرت جونسون ويعيش في مزرعة من أرياف نهر الميسيسبي ولدي رغبة جامحة في أن يكون مغني بلوز عظيماً، فأتاه أمر لكي يأخذ غيتاره إلى منطقة تقاطع شوارع بالقرب من مزرعة دوكري في منتصف الليل، وهناك قابل رجل ضخم وأسود (الشيطان) الذي أخذ الغيتار منه ودوزنه. عزف الشيطان عدد من الاغاني وأعاد الغيتار إلى جونسون مانحاً إياه التفوق عليه، وهذا ما يطلق عليه "عهد مع الشيطان" أكثر ما يتجسد في أسطورة فاوست، ومقابل بيع نفسه للشيطان أصبح جونسون قادراً على إبتكار البلوز ومما يجدر بالذكر أن لدى روبرت جونسون أغنية تحمل عنوان ' selling your soul to the Devil' أو" بيع نفسك للشيطان ".
- مشاهير آخرون
من عالم الموسيقى نذكر:
- نيكولو باغانيني: قد لا يكون نيكولو باغانيني وهو عازف كمان إيطالي مسؤولاً عن بدء الإشاعات ولكن كان له دور طوال فترة انتشارها.
- غيسسبي تارتيني: هو عازف كمان وملحن إيطالي من فينيسيا يعتقد أن لحنه الموسيقى المسمى "التغريدة" استلهمه من ظهور الشيطان أمامه في الحلم.
- تومي جونسون: موسيقي في نمط البلوز.
- الليدي غاغا Lady GaGa : وهي مغنية نمط آر إن بي RnB
ومن المشاهير خارج عالم الموسيقى نذكر:
- يوهان فاوست: صانع أسطورة فاوست.
- جوناثان مولوتون: زعم أن جوناثان مولتون (قائد لواء في ميليشيا هامبشاير من القرن الثامن عشر) قد باع نفسه للشيطان وأنه كان يجد جزمته ممتلئة بالنقود الذهبية عندما يعلق نفسه على الموقد في كل شهر.
- تومي موتولا: هو صاحب شركة تسجيلات كازابلانكا."
وكل هذه الشخصيات ربما كان كانت هى من تطلق الاشاعات حولها لتحصد الأرباح والشهرة بينما هى أشخاص عادية وربما كان بعض أعدائها هو من يطلق ذلك حولها ليميتها ويقضى عليها ولكن النتيجة أتت عكسية تماما
مؤلف البحث كمال غزال وهو يدور حول بيع الإنسان نفسه للشيطان وهى خرافة ابتدعها البعض لوصف ما يقوم به المعتدون الفجرة القساة القلوب من جرائم بشعة
وقد استهل غزال بحثه بالقول بأن المقولة موجودة فى الدين فقال :
"بيع أو وهب النفس للشيطان فكرة قديمة متجذرة في الدين، وتتفق الأديان السماوية على أن الشيطان تجسيد لفكرة التكبر لأنه تمرد وعصى أوامر الله، وبالتالي يجد في نفسه شأناً عالياً يفترض فيه أن يعامله البشر كإله، تلك المعاملة التي تشمل أداء الصلاة أو التوسل إليه لتحقيق رغباتهم أو حتى بذل الأضاحي على شرفه وكذلك في فعل كل ما يغضب الله، ومن أجل أن يكسب الشيطان أتباع له من البشر يحاول إغوائهم بتحقيق أمانيهم في المعرفة والشهرة والنفوذ والمال وهناك العديد من القصص التي تتحدث عن ظهوره لبعض البشر وعن عقد بينهم وبينه."
قى البداية الشيطان وهو إبليس أو لو سيفر كما يسمونه لا وجود له في دنيانا الأرضية حتى يمكن القول أنه يجرى صفقات وإنما الرجل في النار من لحظة خروجه من الجنة وهو يعذب في النار كما قال تعالى :
" وأن عليك لعنتى إلى يوم الدين"
وقال :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
والذأم والدحر لا يكون إلا في النار وليس في الأرض الدنيوية كما قال تعالى :
" ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا"
ومن ثم المقال قائم على غير أساس ولكننا نمضى معه حتى النهاية
بين غزال أن عقد الشيطان أو صفقة فاوست شائعة في المجتمع النصرانى الغربى فقال :
"والتعامل مع الشيطان أو التحالف معه أو لنقل " الصفقة الفاوستية " هي فكرة منتشرة في الغرب أيضاً وأكثر ما تتجلى ثقافياً في أسطورة فاوست والكائن المسمى ميفيستوفيليس كما أنها عنصر أساسي في قصص المورورث الشعبي المسيحي، وتندرج هذه الفكرة أيضاً في مرجع آرني-تومبسون تحت بند " العقد مع الشيطان "."
وبين أن العقد مرتبط بالسحر فقال :
"ووفقاً للإعتقاد المسيحي في ممارسة السحر يعتبر التحالف بين شخص ما والشيطان نفسه أو أياً من الشياطين الأخرى تبادلاً يقدم فيه الشخص نفسه مقابل خدمات شيطانية، تختلف هذه الخدمات من قصة إلى أخرى لكنها في المجمل تحمل وعوداً بتحقيق الرغبات. ويعتقد أيضاً أن بعض الأشخاص قدموا في هذا التحالف اعترافاً بسيادة الشيطان عليهم حتى بدون مقابل.
من الواضح أيضاً أن الإنجازات التي توصف بأنها " خارقة " قد تعزى من قبل البعض إلى شكل من التحالف مع الشيطان بدءاً من الإنجازات العمرانية المدهشة كجسور أوروبا الشيطانية وانتهاء بتقنيات عزف الكمان البديعة لدى نيكولو باغانيني."
وهنا نجد خرافة أخرى وهو أن الشيطان يعطى الناس المتعاقدين معه الخوارق وهى الآيات المعجزات وهى مقولة تتناقض مع منع الله الآيات عن الناس من عصر محمد(ص) بقوله :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والآيات لا تعطى إلا للرسل (ص) كما قال تعالى :
" وكان لرسول أن يأتى بأية إلا بإذن الله"
وتحدث عن أسطورة فاوست المشهورة في الغرب فقال :
"أسطورة فاوست:
فاوست أو فاوستوس (يعني باللغة اللاتينية " الميمون " أو " المحظوظ") هو بطل أسطورة ألمانية تقليدية، مع أن فاوست كان واسع العلم وناجح للغاية إلا أنه لم يكن راضياً عن ذلك فعقد صفقة مع الشيطان ومنح نفسه له مقابل أن يزوده بمعارف غير محدودة وملذات دنيوية. وكانت حكاية فاوست أساساً للعديد من الأعمال الأدبية والفنية والسينمائية والموسيقية.
وقد جرى تفسير معنى كلمة فاوست والصفة منها " فاوستي " على مر العصور بأشكال مختلفة لكن غالباً ما كانت تعني إجراء يسلم فيه الشخص الطموح نزاهتة الأخلاقية من أجل تحقيق النفوذ والنجاح على غرار المثل القائل: " صفقة مع الشيطان".
اقتبست مسرحيات من بينها مسرحيات للدمى إلى تلك الأسطورة ولقيت شعبية كبيرة في أرجاء ألمانيا وذلك في القرن الـ 16 وكانت أغلبها تقدم شخصية فاوست وميفيستوفيليس بشكل هزلي
ومن ثم انتشرت قصة الأسطورة في بريطانيا من خلال كريستوفر مارلو الذي طرحها بشكل كلاسيكي في مسرحيته: " التاريخ المأساوي للدكتور فاوست" وقد قام الشاعر غوته الألماني الشهير بإعادة صياغة القصة بعدها بـ 200 سنة حيث أصبح فاوست ذلك الشخص المفكر المستاء الذي لا يرضى والذي يتوق لشهوات الدنيا بلحومها وشرابها."
ولخص غزال الحكاية الفاوستية فقال :
"ملخص عن قصة فاوست
على الرغم من لمعانه الفكري كان فاوست يائساً، فقرر أن يدعو الشيطان ليمنحه المزيد من المعرفة والقوى السحرية التي تجعله ينغمس بالشهوات وبمعرفة العالم حوله فأستجاب الشيطان لدعوته من خلال ممثله (ميفيستوفيليس) وهو أحد الشياطين السبع الكبار لكي يعقد صفقة مع فاوست وهي أن يقوم (ميفيستوفيليس) بخدمة فاوست بالقوى السحرية لعدة سنوات على أن يستحوذ الشيطان على روح فاوست عند نهاية مدة العقد لكي تحل عليه اللعنة للأبد وكانت القصص الأولى عن الأسطورة تتحدث عن مدة عقد يصل إلى 24 سنة وخلال مدة العمل بالعقد يمكن لـ فاوست أن يستخدم ميفيستوفيليس بطرق مختلفة.
وفي إصدارات عديدة من القصة ولا سيما دراما غوته يقوم ميفيستوفيليس بإغواء فتاة جميلة وبريئة تدعى جريتشين مما دمر حياتها في نهاية المطاف ومع ذلك ساهمت براءة جريتشين في النهاية من دخولها إلى الفردوس (النعيم).
في القصص القديمة عن الأسطورة وبعد نهاية العقد مع الشيطان يرى فاوست أن خطاياه كبيرة ولا يمكن غفرانها فيلقى به في الجحيم، أما في عمل غوته يقاوم فاوست ويكون محفوظاً بنعمة الرب وبتوسلات جريتشين (رمز الأنوثة الأبدي) لكي يحظى بالمغفرة فيتوب ويرسل إلى النعيم.
كان وما زال لأسطورة فاوست دور مؤثر على خيال المؤلفين والكتاب شمل فن السينما حيث ألهمتهم بنفس الفكرة الدينية القديمة."
قطعا الحكاية لا أصل لها حسب ما جاء في الروايات من أحداث ولكن يرجعها بعضهم إلى أحد الكيمائيين ألمانيين وعنه قال غزال :
من هو فاوست في التاريخ؟
"كان الدكتور يوهان جورج فاوست (1480 - 1540) خيميائياً لامعاً ومنجماً (فلكياً) وساحراً في عصر النهضة في ألمانيا وأصبحت حياته محوراً لحكاية شعبية تحمل عنوان الدكتور فاوست خلال السنوات العشرة بدءاً من عام 1580 وبلغت أوج شهرتها في عام 1604 وفي مسرحية " التاريخ المأساوي لحياة وموت الدكتور فاوست " لـ كريستوفر مارلو وكذلك في عام 1808 عندما قدم الأديب الألماني الكبير ولفغانغ فون غوته عملاً عن دراما فاوست.
نظراً للتناول المبكر لشخصية فاوست من قبل الأساطير والأدب فإنه من الصعب جداً إبراز معلومات دقيقة وتاريخية عن حياته، حتى أنه في القرن الـ 17 كانت هناك شكوك تحوم حول الوجود التاريخي لـ فاوست، فبعض المعلومات عن الشخصية الأسطورية تشير إلى أن عاملاً في مطبعة في مدينة ماينز يدعى يوهان فاوست، وقد بحث (يوهان جورج نيومان) في عام 1683 ليجد إجابات عن الأصل التاريخي لـ فاوست لكنه حصل على عدد من الشخصيات المختلفة زعم كل منها أنها فاوست وعدة أماكن انطلق منها. وفي عام 1506 يوجد سجل عن ظهور فاوست كمؤدي حيل سحرية وتنجيم في مدينة غيلنهاوسن. وعلى مدى 30 سنة تبعتها يوجد عدد هائل من السجلات المشابهة والمنتشرة في أرجاء من جنوب ألمانيا. ظهر فيها فاوست كفيزيائي وطبيب في الفلسفة وخيمئائي وساحر وفلكي وكان يتهم غالباً بأنه غشاش، وبأن الكنيسة كانت تتستنكر أعماله وتنظر إليه كخارج عن الدين وفي فئة أتباع الشيطان.
ويقال أنه فاوست لاقى حتفه في عام 1540 أو 1541 في انفجار بسبب تجربة خيميائية في فندق يدعى زوم لوفين في ستاوفين وقيل أن جسمه كان مشوه بشكل مأساوي حيث فسر ذلك أنه ناجم عن تأثير الشيطان الذي جاء بنفسه لأخذه أو بسبب أعدائه الحاسدين، ويقول عالم اللاهوت يوهان غاست أن فاوست عانى من ميتة شنيعة، وبأن وجهه كان يلتفت لعدة مرات نحو الأرض رغم أن جسمه كان ملقى على ظهره."
وبالطبع هذه الروايات المتعددة تعنى أن لا أصل حقيقى للحكاية ولكنها استخدمت في ألأدب للوعظ وأحيانا لاغواء الناس ليكونوا أشرارا
وعاد غزال للحديث عن أن العقد لابد أن يتضمن شذوذ جرائميا منه العمل بالحسر وقدم بعض الأشخاص المتهمين بذلك فقال :
"الساحر والشيطان
ورد ذكر 4 طرق في الموسوعة لعالمية للسحر يزعم أنها تمنح من يقوم بها القدرة على السحر، لأن السحر الحقيقي والعميق الأثر (كما يزعم) لا يتم إلا بمساعدة شيطانية محضة، ومن البديهي أن لا يقدم الشياطين للبشر تلك الخدمات بشكل مجاني ما لم يلتزم البشر بالمقابل بتقديم خدمات مهينة ومنحطة إلى الشياطين تشمل تقديم قرابين وممارسات جنسية شاذة تجسد ولاءهم للشيطان أو وهبهم أنفسهم له
- البابا سيلفستر الثاني
بالإضافة إلى كونه بابا كان سيلفستر الثاني (946 - 1003 م) أو غيربرت أوريلاك على درجة واسعة من الإطلاع على العلوم كما عمل مدرساً، وكان له مساهمات في نشر علوم الرياضيات والفلك عن العرب الذين نقلوها بدورهم وطوروها عن الرومان حيث قدم لأوروبا أجهزة كالمعداد الحسابي Abacus وكرة الأفلاك (الأبراج) التي لم تعهدها أوروبا منذ عصر الرومان والإغريق، وكان أول بابا فرنسي نصب منذ عام 999 حتى وفاته.
ونظراً لدوره في مكافحة جذور الفساد في الكنيسة ومنها شراء المناصب الكهنوتية وصلته بالعلوم واتباعه مناهج التفكير العقلاني دارت شائعات وأساطير حوله اعتبرته ساحر أو مشعوذ في جماعة الشيطان. كما اتهمه أعداءه بدراسة علوم السحر والتنجيم (الفلك) في مدن إسلامية مثل قرطبة واشبيلية وحتى في جامعة القرويين في المغرب مما سمح لأساطير تنال سمعته وتصوره من أتباع الشيطان في اللوحات الفنية.
ولم يكن سيلفستر الثاني أول بابا اشتبه بممارسته للسحر إذ طال هذا الإشتباه يوحنا الحادي عشر وبنديكت الثاني عشر، وجرى التحقيق مع غريغوري الثاني عشر حول ممارسات سحرية مزعومة في عام 1409
- المغني روبرت جونسون:
كان للفكرة التي تقول: " تبيع نفسك من أجل أن تكون بارعاً في الموسيقى ومشهوراً " صلة ظهرت لعدة مرات في عالم الموسيقى وبالتحديد في أنماط الموسيقى التي تتبع العزف على الغيتار وبتحديد أكثر في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية لدى عازفي البلوز Blues وهم يعزفون في ملتقى الطرق الواقعة عند تقاطع تشولا في الميسيسيبي، حيث قيل أنها كانت ساحة عالمية لإجراء تلك التبادلات مع الشياطين. ونذكر من هؤلاء العازفين ربورت جونسون الذي اشتهر نمط موسيقى البلوز باسمه:
روبرت لي روي جونسون (1911 - 1938) هو موسيقي ومغني أمريكي نمط بلوز Blues ولديه موهبة العزف على الغيتار وكتابة الأغاني وموهبته أثرت بشكل كبير على الأجيال التي أتت بعده من الموسيقيين، لكن حياته التي لم توثق كثيراً ووفاته بعمر 27 سنة ساهمت في صنع أسطورة حوله بما فيها قصة بيع نفسه للشيطان (فاوستي) ورغم أنه كان مؤدياً بارعاً في الأزقة وزوايا الشوارع وليلاً رقص السبت فإن الفرصة لم تكن تسنح له ليلاقي نجاحاً جماهيراً أو تجارياً يستحقه طوال حياته.
ومن تلك الأساطير أسطورة تقول بأنك هناك شاب اسمه روبرت جونسون ويعيش في مزرعة من أرياف نهر الميسيسبي ولدي رغبة جامحة في أن يكون مغني بلوز عظيماً، فأتاه أمر لكي يأخذ غيتاره إلى منطقة تقاطع شوارع بالقرب من مزرعة دوكري في منتصف الليل، وهناك قابل رجل ضخم وأسود (الشيطان) الذي أخذ الغيتار منه ودوزنه. عزف الشيطان عدد من الاغاني وأعاد الغيتار إلى جونسون مانحاً إياه التفوق عليه، وهذا ما يطلق عليه "عهد مع الشيطان" أكثر ما يتجسد في أسطورة فاوست، ومقابل بيع نفسه للشيطان أصبح جونسون قادراً على إبتكار البلوز ومما يجدر بالذكر أن لدى روبرت جونسون أغنية تحمل عنوان ' selling your soul to the Devil' أو" بيع نفسك للشيطان ".
- مشاهير آخرون
من عالم الموسيقى نذكر:
- نيكولو باغانيني: قد لا يكون نيكولو باغانيني وهو عازف كمان إيطالي مسؤولاً عن بدء الإشاعات ولكن كان له دور طوال فترة انتشارها.
- غيسسبي تارتيني: هو عازف كمان وملحن إيطالي من فينيسيا يعتقد أن لحنه الموسيقى المسمى "التغريدة" استلهمه من ظهور الشيطان أمامه في الحلم.
- تومي جونسون: موسيقي في نمط البلوز.
- الليدي غاغا Lady GaGa : وهي مغنية نمط آر إن بي RnB
ومن المشاهير خارج عالم الموسيقى نذكر:
- يوهان فاوست: صانع أسطورة فاوست.
- جوناثان مولوتون: زعم أن جوناثان مولتون (قائد لواء في ميليشيا هامبشاير من القرن الثامن عشر) قد باع نفسه للشيطان وأنه كان يجد جزمته ممتلئة بالنقود الذهبية عندما يعلق نفسه على الموقد في كل شهر.
- تومي موتولا: هو صاحب شركة تسجيلات كازابلانكا."
وكل هذه الشخصيات ربما كان كانت هى من تطلق الاشاعات حولها لتحصد الأرباح والشهرة بينما هى أشخاص عادية وربما كان بعض أعدائها هو من يطلق ذلك حولها ليميتها ويقضى عليها ولكن النتيجة أتت عكسية تماما