نظرات فى بحث الهستيريا الجماعية
البحث من عمل الباحث كمال غزال وهو يدور حول إمكانية حدوث الهستيريا الجماعية وقد استهله بالقول :
"كثيراً ما يستخدم الاخصائيون النفسيون ما يسمى بحالة "الهستيريا الجماعية " لدى محاولتهم إيجاد تفسيرات لأمور توصف على أنها خارقة أو ماورائية (وفق نظر البعض) حيث لم يقتصر حدوثها على شخص واحد ليجري تفسيرها على أنها هلوسة أو وهم أو حالة مرضية أو نفسية وإنما تعدى حدوثها ليشمل جماعة من الناس وكأنها عدوى وبائية أصابت عقولهم فأثرت على حالتهم النفسية والجسدية في آن معاً، وقد تكون " الهستيريا الجماعية " أيضاً مخرجاً لأولئك الذين يرفضون حدوث أمور خارقة للعادة فيكتفون بالتنظيرات النفسية والتفسيرات الطبيعية إلا أن ذلك قد يبعدهم عن واقع الأمر أحيانأً.
على أية حال لا يمكن إغفال دور "الهستريا الجماعية" لدى دراسة الكثير من التقارير رغم أن طريقة إنتشارها في الجماعة وآلية عملها ما تزال مبهمة أمام الباحثين، ويشهد التاريخ حدوث العديد منها حيث ذكرنا بعض الأمثلة، فما هي الهستريا أولاً؟ "
وعرف الهستيريا فقال :
"ما هي الهستريا؟
الهستيريا وفق الاستخدام الدارج للكلمة هي حالة ذهنية لا يمكن عندها التحكم بالأحاسيس. فالناس الذين يوصفون بأنهم "هستيريون" كثيراً ما يفقدون السيطرة على أنفسهم نتيجة لحالة من الخوف المهيمن الذي قد يكون ناجماً عن أحداث متعددة في الماضي تتضمن نوعاً من الصراعات الحادة، يمكن للخوف أن يتمركز على جزء من الجسم، أو أن يكون مشكلة متصورة في الذهن عن جزء ما من الجسم في الحالات الأكثر شيوعاً، أو أن يكون شكوى مألوفة من مرض كما في إضطرابات المزاج. عموماً يستخدم الطب الحديث مصطلح "هستيريا" فقط كنوع من التصنيف التشخيصي، ويستعيض عنه بوصف أكثر دقة مثل اضطراب الجسدنة Somatization Disorder وهو عملية تجسيد القلق النفسي أو التعبير عنه بأعراض جسدية وفي عام 1980 قام اتحاد الاطباء النفسيين الامريكيين رسمياً بتغيير تشخيص "عصاب هستيري متحول" إلى "اضطراب التحول"."
ومن كلام الباحث السابق نجد أن علماء النفس يغيرون التعريف ويغيرون الاسم ولكن يبقى المضمون وهو :
حالة نفسية تؤثر على الجسد أو على النفس بشكل ما من الأشكال قد يكون شلل أو اغماء أو قىء أو حكة أو فقدان ذاكرة مؤقت ....
وتحدث عن أصل كلمة هستيريا فقال :
"نبذة تاريخية
في العالم الغربي وحتى القرن الـ 17، كان يشار إلى الهستيريا على أنها حالة مرضية تصيب النساء تحديداً وتكون ناجمة عن اضطرابات في الرحم (وقد جاءت كلمة هستيريا أصلاً من كلمة إغريقية هي هيسترا " hystera" وتعني "الرحم"). ويعزى أصل مصطلح "هستيريا" إلى أبقراط حتى وإن لو لم يجري استخدامه في الكتابات التي تعرف مجتمعة باسم "جسم أبقراط".
ويشير جسم أبقراط إلى مجموعة متنوعة من أعراض المرض منها الاختناق ومرض هيراكليس التي تسببها (كما يفترض) حركة رحم المرأة إلى مواقع مختلفة داخل جسدها مما يؤدي إلى جعل رحمها خفيفاً وجافاً نظراً لافتقاره إلى السوائل الجسمية وكان يوصى بـ الحمل كعلاج لمثل هذه الأعراض، لأنه بدا أن الممارسة الجنسية (الجماع) ستبلل الرحم وتسهل عمل الدورة الدموية داخل الجسم."
إذا الهستيريا متعلقة بالنساء حسب الحديث السابق والمحدثون يرون أن الهستيريا ليست شيئا واحدا وإنما أشياء متعددة وفى هذا قال الباحث:
"والآن يعتبر العديدون الـ " هستيريا " تشخيصاً جرى توارثه عبر الاجيال لكنه يضم العديد من التشخيصات المتنوعة فيه ولا سيما بسبب اللائحة الطويلة من المظاهر المحتملة، وقد ذكرها أخصائي من العصر الفيكتوري في لائحة ضمت 75 صفحات ومع ذلك اعتبرها لائحة غير مكتملة."
وتحدث الباحث عن أن المحدثين انتهوا لتمييز نوعين من الهستيريا أحدهما جسدى والأخر انفصامى فقال :
"تميز النظريات الحالية والمصطلحات النفسية بين نوعين من الإضطرابات التي نعتت سابقاً باسم 'هستيريا' وهي الإضطرابات الجسدية والفصامية. وتشمل الإضطرابات الفصامية فقدان الذاكرة الفصامي والشرود الفصامي واضطراب الهوية الفصامي واضطراب تبدد الشخصية ولا تنص على خلاف ذلك بالإضافة إلى ذلك، نجد بعض المتلازمات المقيدة بثقافة معينة مثل " هجمات الأعصاب " التي تم تحديدها لدى السكان ذوي الأصول الإسبانية وانتشرت في فيلم "المودوفار" الذي حمل عنوان " نساء على شفا الإنهيار العصبي " الذي يعتبر مثالاً عن الظواهر النفسية بنوعيها الجسدي والفصامي حيث جرى ربط أعراضها بالصدمات النفسية وقد أظهرت البحوث العصبية في الآونة الأخيرة أن هناك أنماطاً مميزة لنشاط الدماغ مرتبطة بتلك المناطق ويعتقد أنها إضطرابات لاواعية، فهي ليست مختلقة أو تندرج ضمن التمارض المتعمد."
إذا الهستيريا نواتجها أو مظاهرها قد تكون جسدية وقد تكون نفسية وحدثنا غزال عن الهستيريا الجماعية فقال :
"الهستريا الجماعية
يستخدم مصطلح هستيريا أيضاً في عبارة "هستيريا جماعية " Mass Hysteria لوصف ردود أفعال ذعر الجمهور وهي مهما اختلفت أسماؤها مثل: هستيريا المجموعة أو مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي أو السلوك الجماعي الوسواسي هي ظاهرة نفسية إجتماعية تتجسد فيها نفس الأعراض الهستيرية في أكثر من شخص واحد. ومن الأمثلة الشائعة في الهستيريا الجماعية هو اعتقاد مجموعة من الناس بأنهم يعانون من نفس المرض أو الإعتلال.
لقد كان لحوادث متنوعة صلة مع الهستريا الجماعية نذكر منها محاكمات الساحرات ومؤامرات ثورة العبيد وهي أحداث يمكن فهمها بشكل أفضل من خلال مصطلح " الذعر المعنوي " في علم الإجتماع (السيسيولوجيا) الذي يهتم بدراسة بنية وتطور المجتمعات البشرية.
كما يستخدم مصطلح " هستيريا جماعية" عادة لوصف موجات من المشاكل الطبية التي تشيع بين الجميع كرد فعل على مقالات إخبارية. ونجد إستخداماً مشابه لمصطلح "الهستريا الجماعية" يشير إلى أي نوع من ظواهر "الموجة العامة "، وقد سبق استخدام المصطلح لوصف الاهتمام العام بتقارير الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) وفي ظاهرة دوائر المحاصيل وأمثلة أخرى مشابهة من آن لآخر."
الهستيريا الجماعية يراد بها توحد رد الفعل عند مجموعة من الناس تجاه أمر ما والرد ليس مرضيا فى كل الأحوال وإنما نادرا لأن الاقتداء بالآباء ينتج ردود فعل متشابهة كما قال تعالى على لسان الكفار :
"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
وهو ما سموه بقيادة القطيع والباحث لا يقصد هذا المعنى وإنما يقصد رد الفعل المرضى
وتحدث عن كيفية حدوث الهستيريا وأسبابها فقال :
"طريقة حدوثها وأسبابها:
تبدأ الهستيريا الجماعية عندما يكون فرد ما مريضاً أو مصاباً بـ هستريا خلال فترة من الإجهاد، وبعد أن تظهر الأعراض الأولية عليه تبدأ أعراض مشابهة بالظهور على الآخرين مثل الغثيان ووهن بالعضلات أو النوبات أو الصداع.
لم يوجد لملامح الهستيريا الجماعية أي سبب معقول حتى الآن فأعراضها غامضة وتتصاعد على نحو سريع في الحالات، وتنتشر غالباً على مد النظر في الأماكن بين الناس وعدد الحالات يكون أعلى في الإناث وأولئك الذين يحظون بالكثير من الخدمات الطبية، وغالباً ما تعزى مشاهدات الـ "معجزات دينية" إلى الهستيريا الجماعية بحسب رأي النفسانيين."
بالطبع تلك الهستيريا وهى رد الفعل المرضى إما أن تكون تقليدا بمعنى أن أول واحد يظهر رد الفعل يقلده من فى المكان كالصراخ والصوات من الفتيات أو حالات الاغماء الجماعى التى تلى الاغماء لأول واحد وإما أن يكون خداعا ممن يقومون برد الفعل الأول حتى يؤثر فى البقية وهذه الطريقة يتبعها أصحاب الطرق والمذاهب فى الغالب
وأما فى بعض الحالات فقد لا يكون هستيريا وإنما سبب حقيقى كوجود غاز أو مادة ما تؤثر على الجسم
وذكر الرجل أمثلة لما اعتقد أنها حالات هستيريا جماعية فقال :
"أمثلة من العالم
كلما انتشرت أفكار غير عادية بين السكان اشتعلت الهستيريا الجماعية حيث يمكن أن تندلع في أي مكان وفي أي وقت بدءاً من المجتمعات التي يقال عنها أنها "مجتمعات معقدة " إلى أقصى الأماكن الريفية النائية، فالهستيريا الجماعية جنون يغذيه حاجة الإنسان الفطرية لتجاوز واقعه الدنيوي ونذكر فيما يلي أمثلة:
1 - طاعون الرقص (1518 - فرنسا)
في يوليو 1518 حدثت حالة من هوس الرقص في ستراسبورغ - فرنسا، حيث ذهب الكثير من الناس إلى الشوارع وبدأوا يرقصون دون راحة. وفي غضون شهر انضم ما لا يقل عن 400 شخص في الرقص وعوضاً من تقديم سبل العلاج لهم شجعت السلطات على المزيد من الرقص حيث تم فتح مقرين من النقابات وسوقاً كان للحبوب بهدف توفير مساحة لمزيد من الراقصين، حتى أنهم أقاموا خشبة مسرح لهذا الغرض. والسبب الذي دعى السلطات إلى فعل ذلك ناجم عن ظنهم بأن الراقصين سيتعافون فقط إن استمروا برقصهم ليلاً ونهاراً لكن في نهاية الأمر مات معظم هؤلاء الناس نتيجة لنوبات قلبية أو سكتات دماغية، أو من الإرهاق.
ويعتقد في السنوات الأخيرة أن مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي Mass Public Psychogenic والتسممم بفطر أرغوت (مرض يصيب الحنطة) والاضطرابات العصبية تفسر "طاعون الرقص" هذا"
والحكاية التى حكاها غزال إن كانت صادقة لا تعدو أن تكون أحدهم ألقى فى نفوس الناس أن السعادة هى فى الرقص المستمر وأنهم سيدخلون الجنة أو أحد أخر خبيث أعلن عن جائزة كبرى لمن يستمر فى الرقص لأطول مدة وهكذا ماتوا حتى يمتلك ذلك الخبيث ما يريد من دورهم وأملاكهم
ثم قال :
2 - جزار هاليفاكس (1938 - إنجلترا)
في نوفمبر 1938 وردت سلسلة من الإبلاغات عن حدوث هجمات على السكان المحليين وكان معظمهم من النساء في هاليفاكس - إنكلترا، حيث زعم الضحايا أنهم تعرضوا للهجوم من قبل رجل غامض يحمل مطرقة وإبزيماً ساطعاً على حذائه.
وبعد أن جاء العديد من الضحايا مدعين تعرضهم للهجوم من قبل هذا الجزار اعترفت إحداهن أنها افتعلت إصابتها، وفي وقت لاحق اعترف ضحايا أخريات بنفس الأمر، فرفضت الشرطة مناقشة القضية بعد أن رأت أنها عبارة عن "هستيريا جماعية ".
3 - حرب العوالم (1938 - الولايات المتحدة الأمريكية)
كانت "حرب العوالم" The War of the Worlds دراما إذاعية أمريكية بثت عبر الراديو في 30 أكتوبر 1938 وهي دراما تستند إلى قصة ألفها هـ. ج. ويلز تدور حول غزو المريخيين لكوكب الأرض.
كان ثلثا مدة العرض الذي استغرق 60 دقيقة بشكل سلسلة من النشرات التي تشبه في طريقة عرضها نشرات الأخبار الاعتيادية مما جعل العديد من المستمعين يعتقد أن هناك غزواً فعلياً من قبل مخلوقات قادمة من كوكب المريخ وفي طريقها الآن نحو الأرض، ولما سمع بعض المستمعين جزءاً من البث فقط وفي جو كانت تسوده موجات من التوتر والقلق بين الدول قبل بدء الحرب العالمية الثانية بقليل اعتبروها بث لنشرة أخبار فعلية.
فذكرت الصحف أن موجة من الذعر تلت ذلك البث، وكان الناس يفرون من المنطقة، وقال البعض أن بإمكانهم شم رائحة الغاز السام، أو يمكنهم رؤية ومضات من البرق من مسافة ودعا بعض الناس شبكة سي بي اس والصحف أو الشرطة لبيان الغموض في نشرات الأخبار فكانت هناك حالات من الذعر في جميع أنحاء الولايات المتحدة نتيجة للبث خصوصاً في نيويورك ونيو جيرسي. كانت هناك تكهناً بأن هذه الحلقة بأكملها والتي جرى بثها بمثابة تجربة للحرب النفسية قامت بها حكومة الولايات المتحدة، على أية حال أصبحت حرب العوالم وموجات الذعر أمثلة من الهستيريا الجماعية والأوهام التي تنتشر بين الحشود.
4 - وباء الضحك (1962 - تنزانيا)
في تنغانيكا - تنزانيا من عام 1962 اندلعت هستيريا جماعية أو مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي MPI حيث قيل أنها حصلت في قرية تطل على الساحل الغربي لبحيرة فيكتوريا.
في البدء كانت نكتة قيلت في مدرسة داخلية وهذه النكتة أثارت مجموعة صغيرة من الطلاب فبدأوا بالضحك فانتشر الضحك وانتشرت كثيراً حتى لم يعد بإمكان طلاب المدرسة بأكملها التوقف عن الضحك وفي نهاية الامر تم إغلاق المدرسة.
لكن القصة لم تنتهي هنا، إذ أن الضحك انتشر إلى القرى المجاورة والمدارس وتأثر به الآلاف من الناس وبعد مرور 6 الى 18 شهراً على بدء تلك الظاهرة العجيبة انتهت.
5 - وباء يونيو الحشري (1962 - الولايات المتحدة الأمريكية)
في شهر يونيو من عام 1962 انتشر مرض غامض في قسم صناعة الملابس من مصنع للنسيج في الولايات المتحدة وشملت أعراضه: الخدر والغثيان والدوار والتقيؤ وقيل أن حشرة بإمكانها لسع ضحاياها ومن ثم ينتج عنها تلك الأعراض المذكورة سريعاً.
جرى تشخيص 62 موظفاً بهذا المرض الغامض فيما نقل بعضهم الى المستشفيات وذكرت وسائل الاعلام هذه القضية وبعد التقصي الذي قام به عدد من الأخصائيين والخبراء من مركز خدمات الصحة العامة الامريكية للأمراض المعدية خلصوا إلى استنتاج مفاده بأنها حالة "هستيريا الجماعية ".
بينما اعتقد باحثون أن بعض العمال تعرضوا للسعات من الحشرة التي من المرجح أنها سببت هذه الأعراض مع أنه لا يوجد دليل على الإطلاق أن حشرة يمكن لها أن تتسبب بحدوث أعراض تشبه أعراض البرد (المذكورة أعلاه) كما لم تشاهد أبداً أية أدلة على آثار لسعات على العمال. تفوح من جسمها وكان في دمها بقع ملونة وينبعث منها رائحة تشبه رائحة الأمونيا.
وبعد فترة قصيرة أصيبت الممرضة بالإغماء وحذا حذوها عدة موظفين من الطاقم الطبي واعلنت حالة الطوارئ وتم اجلاء المرضى من كافة غرفة الطوارئ الأخرى وبقي طاقم صغير من الموظفين مع راميريز للمحافظة على استقرار حالتها ومع ذلك ورغم 45 دقيقة من التنفس الإصطناعي عبر الفم CPR والصدمات الكهربائية أعتبرت غلوريا راميريز ميتة من الفشل الكلوي المتعلق بمرض السرطان المصابة به.
وقد شملت التفسيرات ما يلي:
" الخليط من المواد الكيميائية والأدوية التي أخذتها راميريز تحول إلى سم، والعاملين في المستشفى خلطوا عن خطأ في استخدام الادوية ولذلك حاولوا التستر على هذه الحادثة أو ما نتج من ردود فعل عن الكيماويات عن طريق استخدام بول ممزوج مع مادة مبيضة في بالوعة قريبة مما أطلق غازاً ساماً ".
ومع ذلك سيكون من الأسهل أن تفسر تلك الحادثة على أنها حالة من "الهستيريا الجماعية"، حيث أصيبت أول ممرضة بطريقة ما ثم أثر على بقية الطاقم فأصبح الكل معتلاً.
7 - حادثة اليوفو (1994 - زيمبابوي)
وقع حادث غريب في زيمبابوي من عام 1994 حيث أبلغ 62 من أطفال المدارس عن رؤيتهم لمركبة فضائية هبطت وظهر منها مخلوقات فضائية. ورفض العديد من الناس تلك الحادثة معتبرين أنها حالة من الهستيريا الجماعية التي أثرت على الأطفال. ولكن عندما لوحظ أنه ليس لدى الاطفال أي معرفة مسبقة أو تصورات عن الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) أو ما يتعلق بها اعتقد الكثير من الناس أن ما شاهده الأطفال يمكن أن يكون حقيقياً حيث طُلب من الأطفال رسم ما رأوه في اليوم السابق
8 - أصنام تشرب الحليب (1995 - الهند)
في 21 سبتمبر من عام 1995 قدم أحد المصلين الهندوس رشفة من الحليب لصنم الآله غانيشا فتلا ذلك موجة من هستيريا حينما بدا أن الصنم يشرب الحليب فانتشر الخبر بسرعة، وسرعان ما قيل أن التماثيل في جميع أنحاء الهند تفعل الشيء نفسه ولكن الإبتهاج لم يدوم سوى بضعة أيام عندما بدأت رائحة زنخ الحليب تنبعث في المعابد نتيجة لتغلغل السائل في الحجر المسامي للتماثيل. إقرأ المزيد من التفاصيل وتفسيرات أخرى هنا.
9 - مروحة الموت (1997 - كوريا الجنوبية)
مروحة الموت هي أسطورة حضرية انتشرت في كوريا الجنوبية يقال فيها أن المروحة الكهربائية التي تبقى تعمل طوال الليل في غرفة مغلقة من الممكن أن تتسبب بوفاة من هم في داخل الغرفة (الاختناق بدعوى أن المروحة تمتص الهواء في الغرفة أو التسمم أو إنخفاض حرارة الجسم). وتكون المراوح التي يتم تصنيعها وبيعها في كوريا مجهزة بمؤقت زمني يمكن ضبطه لوقف المراوح عن العمل بعد مضي عدد من الدقائق وهو ما يتم تشجيع مستخدموها عليه غالباً حينما يذهبون للنوم وتبقى المراوح تعمل ويسود عتقاد على نطاق واسع في كوريا بأن تلك الأسطورة حقيقة ونلمس هذا في صحفهم المحلية، ومع ذلك يرى الخبراء أن ضحايا " مروحة الموت " لم يلقوا حتفهم نتيجة لانخفاض حرارة الجسم وإنما بسبب ظروف صحية موجودة كالأزمة القلبية أو الإدمان على الكحول وهناك القليل من الأدلة العلمية التي تدعم الإفتراض القائل بأن مروحة لوحدها يمكن لها أن تتسبب بقتلك إذا كنت تستخدمها في غرفة مغلقة.
10 - لعنة الإله الثعبان (2006 - نيبال)
في حين أوضح علماء النفس بأنها نتيجة لـ "هستيريا جماعية " ناجمة عن الخوف والتوتر فإن القلق دب في بلدة من نيبال في كاتماندو في 7 سبتمتبر من 2006، حيث بدأ سكان البلدة بأداء طقوس تعبدية لإرضاء الأفعى الميتة التي قيل أن لعنتها تتسبب بحالات الغشية لعشرات من طلاب المدارس الذين يبدئون بالصراخ والبكاء.
ولوحظ مشهد غريبة دام ليومين على التوالي بين صفوف الطلاب في مدرسة لاسكي الثانوية التي تقع في بلدة لاخناث في مقاطعة كاسكي - غرب العاصمة كاتماندو، حيث بدأ الطلاب وكان معظهم من الفتيات اللواتي تترواح أعمارهن بين 14 إلى 17 سنة يتساقطون ويبكون بصوت عال ويركلون ويصرخون وعلامات الذعر والضيق ظاهرة عليهم.
بدأ المشهد في اليوم الأول وهو الثلاثاء حينما ظهرت تلك الأعراض على ما يقرب من دزينيتن (24) من الطلاب كان كلاً من المشرفين على المدرسة وأولياء الطلاب قلقين وفي حيرة من تلك الظاهرة كما أنهم لم يعرفوا ماذا عليهم فعله وفي اليوم الثاني (الأربعاء) ظهرت نفس الأعراض والسلوكيات الغريبة مرة أخرى على دزينتين من الطلاب بما فيهم ذلك بعض الأولاد أيضاً مما جعل الآباء يتخذون قراراهم لنقل أطفالهم إلى مستشفيات المنطقة وقرر مدير المدرسة (سريبادرا بارال) أن يعلق الدراسة في المدرسة لبقية الأسبوع. وقد تم استدعاء الكهنة (الشامان) لإجراء طقوس طرد روح الثعبان الميت قبل أن تفتح المدرسة أبوابها في يوم الأحد، وقد أخبر بعض السكان المحليين والمعلمين الصحافة التي زارتهم بمن فيهم قناة (كانتبور) التلفزيونية الخاصة أن سبب تلك الحوادث هو لعنة الإله الثعبان.
11 - مياه مومباي الصالحة الشرب (2006 - الهند)
في عام 2006 وفي مدينة مومباي الهندية كانت حادثة المياه المالحة "العذبة" ظاهرة زعم فيها القاطنون في تلك المدينة أن المياه في خور (ماهيم) وهو أحد أكثر الاخوار تلوثاً في الهند قد تحولت فجأة إلى مياه عذبة! مع أن هذه المياه تتلقى أطناناً من خام الصرف الصحي والنفايات الصناعية بشكل يومي وفي غضون ساعات ادعى سكان ولاية غوجارات أن مياه البحر المالحة على شاطئ (تيثال) قد تحولت أيضاً إلى مياه عذبة.
تصرفت السلطات على عجل لوقف السكان المحليين من شرب المياه، ولكن على الرغم من هذا فإن كثيراً من الناس جمعوا الماء في زجاجات ومن قناني بلاستيكية التقطوها من المجرى، وعند الساعة 2:00 من اليوم التالي قال المتحمسون لتلك المياه بأنها عادت مالحة مرة أخرى.
12 - حالات إغماء وسقوط تلاميذ المدرسة (2008 - تنزانيا)
في عام 2008 وفي تنزانيا، بدأ حوالي 20 من طالبات المدارس يصابون بحالات إغماء في صفوف الدراسة، فينهرن على الأرض فاقدات لوعيهن، في حين أن البعض الآخر ولدى مشاهدتهن لذلك يبكين ويصرخن ويتشنجن حول المدرسة. ونقلت الصحف عن مسؤول محلي في التعليم قوله:"مثل هذه الاحداث هي شائعة جداً هنا ".
13 - داسبورت (2009 - جنوب أفريقيا) شرت صحيفة إلكترونية من جنوب افريقيا تدعى " بريتوريا نيوز" تقريراً على الإنترنت يتضمن حالة محتملة من الهستيريا الجماعية التي تؤثر على الأطفال في مدرسة محلية ويذكر التقرير حالات لأطفال يصرخون في تشنجات غير مبررة ويتضمن هلوسات عن رؤى أشباح وآثار شيطانية.
وقد بدأت الهستيريا عندما انهارت فتاة من الثالث الإعدادي ( Grade 9 ) على مقعد الدراسة في مدرسة داسبورت في كليرمونت يوم الخميس وفي غضون لحظات من الهجوم الذي لا يملك تفسيراً (وهو الخامس من نوعه منذ شهر فبراير) انهار 25 تلميذاً ينتمون إلى صفوف ودرجات دراسية متنوعة، وبدأوا بالصراخ بشكل هستيري ثم بالإغماء والتلوي بعنف وكأن خطباً ما أصابهم.
وقد جاءت تلك الهجمات بعد اسبوعين فقط من انتحار تلميذ في المدرسة ويقال أن موجة الهستريا امتدت لتصيب مدارس أخرى في (سنيسايد) و (ولاوديوم) وقد وقعت موجة من الهستيريا التي عصفت في (داسبورت) بعد استراحة الغداء المدرسية لدى رؤية المعلمين والموجهين يحملون ما لا يقل عن 10 تلميذاً منهاراً من فصولهم الدراسية ومن الممرات، كما جرى إجلاء تلاميذ آخرين إلى قاعة المدرسة توخياً لسلامتهم.
وأفاد العديد من التلاميذ بأنه كانت لهم رؤى وكان إحداها على الأقل يتعلق بالصبي الذي انتحر، وكان هناك ما لا يقل عن 10 تلاميذ في وضع خطير حيث أجريت لهم فحوصات طبية مختلفة.
وعندما استدعيت الشرطة الى مكان الحادث أجرت الشرطة اختبارات تعاطي المخدرات على 10 من التلاميذ وقالت الشرطة: " ليس هناك أمر خطير في أي من التلاميذ الذين أتت نتائج فحصوصاتهم الطبية سلبية ومن الناحية العلمية لا نعرف ما هو الخطب مع هؤلاء الأطفال، ويبقى منشأ الهستيريا غير معروف". ويقول (دولمان) أنه تم إرسال مستشار الصدمات وأناس متدينون من أديان مختلفة الى مكان الحادث حيث تناقشوا مع الأطفال. وأضاف أن المتدينين الذين لديهم خبرة في الظواهر التي لا تملك تفسيراً أتوا للمساعدة في المسائل المتعلقة بالعقائد.
14 - أول أوكسيد الكربون (2009 - الولايات المتحدة الأمريكية)
في عام 2009 في فورت وورث - ولاية تكساس الأمريكية، تم نقل 34 شخصاً الى المستشفى بعد ان اشتكوا أن لديهم أعراضاً عندما ظنوا خطأ أنهم تعرضوا لأول أكسيد الكربون وهو غاز له دور مثير في الإصابة بالهلوسة.
15 - حالات إغماء وسقوط تلاميذ المدرسة (2009 - المغرب)
عرفت ثانوية (الفقيه الكانوني) الواقعة في أحد أحياء مدينة (آسفي) في المغرب منذ عدة سنوات حالات غريبة و مفاجئة لسقوط الطلاب (خاصة الطالبات منهم) قد تصل إلى أكثر من 3 حالات في اليوم الواحد إثر غيابهم عن الوعي، الشيء الذي أشعر التلاميذ و الأطر بالمؤسسة بالخوف و بطرح عدة علامات تعجب عن أسباب هذه الظاهرة الغريبة حيث فسرها البعض بأنها أتت نتيجة بناء المدرسة فوق أنقاض مقبرة قديمة أما البعض الآخر فقد زعم بأن المدرسة أصبحت مكاناً مسكوناً بأشباح الجن وحدوث أصابات مس بالجن بين عدد من الطلاب ولكننا نعتقد بأنها مثال نموذجي آخر عن الهستريا الجماعية. وتتحدث الإشاعات عن مقبرة قديمة فقدت ملامحها بالكامل فاستغل المسؤولون البقعة لإنشاء مدرسة ثانوية وعندما بدأوا بعملية الإنشاء كانوا يصادفون على بقايا عظام بشرية متهالكة في طريق حفرهم متهالكة تعود إلى سنين غابرة لم يعرف تاريخ لها. أما عن كيفية سقوط الطلاب فيحدث ذلك في غالب الأحيان عند زعمهم لرؤية أشباح ويكون ذلك مرتبط بفترة ما بعد العصر خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء حيث تستمر الدراسة المسائية في المغرب إلى الساعة السادسة وهذا يعني أن الظلام يحدث ابتداءاً من الخامسة (وقت الغروب) وهي الفترة التي تحدث أعلى نسبة لسقوط الطلاب والتي تكون على شكل إغماءات، تكون النسبة الأكبر منها بين صفوف الطالبات. "
كل هذه الحكاوى تشير إما إلى عملية تقليد خاصة فى المدارس وهو السبب المقبول وإما لوجود مشكلة معلم أو أكثر فى المدارس فالمعلمون أحيانا يعاقبون التلاميذ عقابا شديدا فيضطر الطلاب لادعاء المرض للتغيب وأحيانا يطلقون اشاعات كوجود عفريت فى الحمامات وأحيانا يريد المعلمون طرد الطلبة من المدرسة لكى يبقوا بلا عمل وإما إلى سبب مادى موجود فى المكان نفسه كانبعاث غاز مخدر أو يؤدى لحالة مرضية أو طالب أو طالبة أو غيرهم يبيعون مواد مخدرة للطلاب
البحث من عمل الباحث كمال غزال وهو يدور حول إمكانية حدوث الهستيريا الجماعية وقد استهله بالقول :
"كثيراً ما يستخدم الاخصائيون النفسيون ما يسمى بحالة "الهستيريا الجماعية " لدى محاولتهم إيجاد تفسيرات لأمور توصف على أنها خارقة أو ماورائية (وفق نظر البعض) حيث لم يقتصر حدوثها على شخص واحد ليجري تفسيرها على أنها هلوسة أو وهم أو حالة مرضية أو نفسية وإنما تعدى حدوثها ليشمل جماعة من الناس وكأنها عدوى وبائية أصابت عقولهم فأثرت على حالتهم النفسية والجسدية في آن معاً، وقد تكون " الهستيريا الجماعية " أيضاً مخرجاً لأولئك الذين يرفضون حدوث أمور خارقة للعادة فيكتفون بالتنظيرات النفسية والتفسيرات الطبيعية إلا أن ذلك قد يبعدهم عن واقع الأمر أحيانأً.
على أية حال لا يمكن إغفال دور "الهستريا الجماعية" لدى دراسة الكثير من التقارير رغم أن طريقة إنتشارها في الجماعة وآلية عملها ما تزال مبهمة أمام الباحثين، ويشهد التاريخ حدوث العديد منها حيث ذكرنا بعض الأمثلة، فما هي الهستريا أولاً؟ "
وعرف الهستيريا فقال :
"ما هي الهستريا؟
الهستيريا وفق الاستخدام الدارج للكلمة هي حالة ذهنية لا يمكن عندها التحكم بالأحاسيس. فالناس الذين يوصفون بأنهم "هستيريون" كثيراً ما يفقدون السيطرة على أنفسهم نتيجة لحالة من الخوف المهيمن الذي قد يكون ناجماً عن أحداث متعددة في الماضي تتضمن نوعاً من الصراعات الحادة، يمكن للخوف أن يتمركز على جزء من الجسم، أو أن يكون مشكلة متصورة في الذهن عن جزء ما من الجسم في الحالات الأكثر شيوعاً، أو أن يكون شكوى مألوفة من مرض كما في إضطرابات المزاج. عموماً يستخدم الطب الحديث مصطلح "هستيريا" فقط كنوع من التصنيف التشخيصي، ويستعيض عنه بوصف أكثر دقة مثل اضطراب الجسدنة Somatization Disorder وهو عملية تجسيد القلق النفسي أو التعبير عنه بأعراض جسدية وفي عام 1980 قام اتحاد الاطباء النفسيين الامريكيين رسمياً بتغيير تشخيص "عصاب هستيري متحول" إلى "اضطراب التحول"."
ومن كلام الباحث السابق نجد أن علماء النفس يغيرون التعريف ويغيرون الاسم ولكن يبقى المضمون وهو :
حالة نفسية تؤثر على الجسد أو على النفس بشكل ما من الأشكال قد يكون شلل أو اغماء أو قىء أو حكة أو فقدان ذاكرة مؤقت ....
وتحدث عن أصل كلمة هستيريا فقال :
"نبذة تاريخية
في العالم الغربي وحتى القرن الـ 17، كان يشار إلى الهستيريا على أنها حالة مرضية تصيب النساء تحديداً وتكون ناجمة عن اضطرابات في الرحم (وقد جاءت كلمة هستيريا أصلاً من كلمة إغريقية هي هيسترا " hystera" وتعني "الرحم"). ويعزى أصل مصطلح "هستيريا" إلى أبقراط حتى وإن لو لم يجري استخدامه في الكتابات التي تعرف مجتمعة باسم "جسم أبقراط".
ويشير جسم أبقراط إلى مجموعة متنوعة من أعراض المرض منها الاختناق ومرض هيراكليس التي تسببها (كما يفترض) حركة رحم المرأة إلى مواقع مختلفة داخل جسدها مما يؤدي إلى جعل رحمها خفيفاً وجافاً نظراً لافتقاره إلى السوائل الجسمية وكان يوصى بـ الحمل كعلاج لمثل هذه الأعراض، لأنه بدا أن الممارسة الجنسية (الجماع) ستبلل الرحم وتسهل عمل الدورة الدموية داخل الجسم."
إذا الهستيريا متعلقة بالنساء حسب الحديث السابق والمحدثون يرون أن الهستيريا ليست شيئا واحدا وإنما أشياء متعددة وفى هذا قال الباحث:
"والآن يعتبر العديدون الـ " هستيريا " تشخيصاً جرى توارثه عبر الاجيال لكنه يضم العديد من التشخيصات المتنوعة فيه ولا سيما بسبب اللائحة الطويلة من المظاهر المحتملة، وقد ذكرها أخصائي من العصر الفيكتوري في لائحة ضمت 75 صفحات ومع ذلك اعتبرها لائحة غير مكتملة."
وتحدث الباحث عن أن المحدثين انتهوا لتمييز نوعين من الهستيريا أحدهما جسدى والأخر انفصامى فقال :
"تميز النظريات الحالية والمصطلحات النفسية بين نوعين من الإضطرابات التي نعتت سابقاً باسم 'هستيريا' وهي الإضطرابات الجسدية والفصامية. وتشمل الإضطرابات الفصامية فقدان الذاكرة الفصامي والشرود الفصامي واضطراب الهوية الفصامي واضطراب تبدد الشخصية ولا تنص على خلاف ذلك بالإضافة إلى ذلك، نجد بعض المتلازمات المقيدة بثقافة معينة مثل " هجمات الأعصاب " التي تم تحديدها لدى السكان ذوي الأصول الإسبانية وانتشرت في فيلم "المودوفار" الذي حمل عنوان " نساء على شفا الإنهيار العصبي " الذي يعتبر مثالاً عن الظواهر النفسية بنوعيها الجسدي والفصامي حيث جرى ربط أعراضها بالصدمات النفسية وقد أظهرت البحوث العصبية في الآونة الأخيرة أن هناك أنماطاً مميزة لنشاط الدماغ مرتبطة بتلك المناطق ويعتقد أنها إضطرابات لاواعية، فهي ليست مختلقة أو تندرج ضمن التمارض المتعمد."
إذا الهستيريا نواتجها أو مظاهرها قد تكون جسدية وقد تكون نفسية وحدثنا غزال عن الهستيريا الجماعية فقال :
"الهستريا الجماعية
يستخدم مصطلح هستيريا أيضاً في عبارة "هستيريا جماعية " Mass Hysteria لوصف ردود أفعال ذعر الجمهور وهي مهما اختلفت أسماؤها مثل: هستيريا المجموعة أو مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي أو السلوك الجماعي الوسواسي هي ظاهرة نفسية إجتماعية تتجسد فيها نفس الأعراض الهستيرية في أكثر من شخص واحد. ومن الأمثلة الشائعة في الهستيريا الجماعية هو اعتقاد مجموعة من الناس بأنهم يعانون من نفس المرض أو الإعتلال.
لقد كان لحوادث متنوعة صلة مع الهستريا الجماعية نذكر منها محاكمات الساحرات ومؤامرات ثورة العبيد وهي أحداث يمكن فهمها بشكل أفضل من خلال مصطلح " الذعر المعنوي " في علم الإجتماع (السيسيولوجيا) الذي يهتم بدراسة بنية وتطور المجتمعات البشرية.
كما يستخدم مصطلح " هستيريا جماعية" عادة لوصف موجات من المشاكل الطبية التي تشيع بين الجميع كرد فعل على مقالات إخبارية. ونجد إستخداماً مشابه لمصطلح "الهستريا الجماعية" يشير إلى أي نوع من ظواهر "الموجة العامة "، وقد سبق استخدام المصطلح لوصف الاهتمام العام بتقارير الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) وفي ظاهرة دوائر المحاصيل وأمثلة أخرى مشابهة من آن لآخر."
الهستيريا الجماعية يراد بها توحد رد الفعل عند مجموعة من الناس تجاه أمر ما والرد ليس مرضيا فى كل الأحوال وإنما نادرا لأن الاقتداء بالآباء ينتج ردود فعل متشابهة كما قال تعالى على لسان الكفار :
"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
وهو ما سموه بقيادة القطيع والباحث لا يقصد هذا المعنى وإنما يقصد رد الفعل المرضى
وتحدث عن كيفية حدوث الهستيريا وأسبابها فقال :
"طريقة حدوثها وأسبابها:
تبدأ الهستيريا الجماعية عندما يكون فرد ما مريضاً أو مصاباً بـ هستريا خلال فترة من الإجهاد، وبعد أن تظهر الأعراض الأولية عليه تبدأ أعراض مشابهة بالظهور على الآخرين مثل الغثيان ووهن بالعضلات أو النوبات أو الصداع.
لم يوجد لملامح الهستيريا الجماعية أي سبب معقول حتى الآن فأعراضها غامضة وتتصاعد على نحو سريع في الحالات، وتنتشر غالباً على مد النظر في الأماكن بين الناس وعدد الحالات يكون أعلى في الإناث وأولئك الذين يحظون بالكثير من الخدمات الطبية، وغالباً ما تعزى مشاهدات الـ "معجزات دينية" إلى الهستيريا الجماعية بحسب رأي النفسانيين."
بالطبع تلك الهستيريا وهى رد الفعل المرضى إما أن تكون تقليدا بمعنى أن أول واحد يظهر رد الفعل يقلده من فى المكان كالصراخ والصوات من الفتيات أو حالات الاغماء الجماعى التى تلى الاغماء لأول واحد وإما أن يكون خداعا ممن يقومون برد الفعل الأول حتى يؤثر فى البقية وهذه الطريقة يتبعها أصحاب الطرق والمذاهب فى الغالب
وأما فى بعض الحالات فقد لا يكون هستيريا وإنما سبب حقيقى كوجود غاز أو مادة ما تؤثر على الجسم
وذكر الرجل أمثلة لما اعتقد أنها حالات هستيريا جماعية فقال :
"أمثلة من العالم
كلما انتشرت أفكار غير عادية بين السكان اشتعلت الهستيريا الجماعية حيث يمكن أن تندلع في أي مكان وفي أي وقت بدءاً من المجتمعات التي يقال عنها أنها "مجتمعات معقدة " إلى أقصى الأماكن الريفية النائية، فالهستيريا الجماعية جنون يغذيه حاجة الإنسان الفطرية لتجاوز واقعه الدنيوي ونذكر فيما يلي أمثلة:
1 - طاعون الرقص (1518 - فرنسا)
في يوليو 1518 حدثت حالة من هوس الرقص في ستراسبورغ - فرنسا، حيث ذهب الكثير من الناس إلى الشوارع وبدأوا يرقصون دون راحة. وفي غضون شهر انضم ما لا يقل عن 400 شخص في الرقص وعوضاً من تقديم سبل العلاج لهم شجعت السلطات على المزيد من الرقص حيث تم فتح مقرين من النقابات وسوقاً كان للحبوب بهدف توفير مساحة لمزيد من الراقصين، حتى أنهم أقاموا خشبة مسرح لهذا الغرض. والسبب الذي دعى السلطات إلى فعل ذلك ناجم عن ظنهم بأن الراقصين سيتعافون فقط إن استمروا برقصهم ليلاً ونهاراً لكن في نهاية الأمر مات معظم هؤلاء الناس نتيجة لنوبات قلبية أو سكتات دماغية، أو من الإرهاق.
ويعتقد في السنوات الأخيرة أن مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي Mass Public Psychogenic والتسممم بفطر أرغوت (مرض يصيب الحنطة) والاضطرابات العصبية تفسر "طاعون الرقص" هذا"
والحكاية التى حكاها غزال إن كانت صادقة لا تعدو أن تكون أحدهم ألقى فى نفوس الناس أن السعادة هى فى الرقص المستمر وأنهم سيدخلون الجنة أو أحد أخر خبيث أعلن عن جائزة كبرى لمن يستمر فى الرقص لأطول مدة وهكذا ماتوا حتى يمتلك ذلك الخبيث ما يريد من دورهم وأملاكهم
ثم قال :
2 - جزار هاليفاكس (1938 - إنجلترا)
في نوفمبر 1938 وردت سلسلة من الإبلاغات عن حدوث هجمات على السكان المحليين وكان معظمهم من النساء في هاليفاكس - إنكلترا، حيث زعم الضحايا أنهم تعرضوا للهجوم من قبل رجل غامض يحمل مطرقة وإبزيماً ساطعاً على حذائه.
وبعد أن جاء العديد من الضحايا مدعين تعرضهم للهجوم من قبل هذا الجزار اعترفت إحداهن أنها افتعلت إصابتها، وفي وقت لاحق اعترف ضحايا أخريات بنفس الأمر، فرفضت الشرطة مناقشة القضية بعد أن رأت أنها عبارة عن "هستيريا جماعية ".
3 - حرب العوالم (1938 - الولايات المتحدة الأمريكية)
كانت "حرب العوالم" The War of the Worlds دراما إذاعية أمريكية بثت عبر الراديو في 30 أكتوبر 1938 وهي دراما تستند إلى قصة ألفها هـ. ج. ويلز تدور حول غزو المريخيين لكوكب الأرض.
كان ثلثا مدة العرض الذي استغرق 60 دقيقة بشكل سلسلة من النشرات التي تشبه في طريقة عرضها نشرات الأخبار الاعتيادية مما جعل العديد من المستمعين يعتقد أن هناك غزواً فعلياً من قبل مخلوقات قادمة من كوكب المريخ وفي طريقها الآن نحو الأرض، ولما سمع بعض المستمعين جزءاً من البث فقط وفي جو كانت تسوده موجات من التوتر والقلق بين الدول قبل بدء الحرب العالمية الثانية بقليل اعتبروها بث لنشرة أخبار فعلية.
فذكرت الصحف أن موجة من الذعر تلت ذلك البث، وكان الناس يفرون من المنطقة، وقال البعض أن بإمكانهم شم رائحة الغاز السام، أو يمكنهم رؤية ومضات من البرق من مسافة ودعا بعض الناس شبكة سي بي اس والصحف أو الشرطة لبيان الغموض في نشرات الأخبار فكانت هناك حالات من الذعر في جميع أنحاء الولايات المتحدة نتيجة للبث خصوصاً في نيويورك ونيو جيرسي. كانت هناك تكهناً بأن هذه الحلقة بأكملها والتي جرى بثها بمثابة تجربة للحرب النفسية قامت بها حكومة الولايات المتحدة، على أية حال أصبحت حرب العوالم وموجات الذعر أمثلة من الهستيريا الجماعية والأوهام التي تنتشر بين الحشود.
4 - وباء الضحك (1962 - تنزانيا)
في تنغانيكا - تنزانيا من عام 1962 اندلعت هستيريا جماعية أو مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي MPI حيث قيل أنها حصلت في قرية تطل على الساحل الغربي لبحيرة فيكتوريا.
في البدء كانت نكتة قيلت في مدرسة داخلية وهذه النكتة أثارت مجموعة صغيرة من الطلاب فبدأوا بالضحك فانتشر الضحك وانتشرت كثيراً حتى لم يعد بإمكان طلاب المدرسة بأكملها التوقف عن الضحك وفي نهاية الامر تم إغلاق المدرسة.
لكن القصة لم تنتهي هنا، إذ أن الضحك انتشر إلى القرى المجاورة والمدارس وتأثر به الآلاف من الناس وبعد مرور 6 الى 18 شهراً على بدء تلك الظاهرة العجيبة انتهت.
5 - وباء يونيو الحشري (1962 - الولايات المتحدة الأمريكية)
في شهر يونيو من عام 1962 انتشر مرض غامض في قسم صناعة الملابس من مصنع للنسيج في الولايات المتحدة وشملت أعراضه: الخدر والغثيان والدوار والتقيؤ وقيل أن حشرة بإمكانها لسع ضحاياها ومن ثم ينتج عنها تلك الأعراض المذكورة سريعاً.
جرى تشخيص 62 موظفاً بهذا المرض الغامض فيما نقل بعضهم الى المستشفيات وذكرت وسائل الاعلام هذه القضية وبعد التقصي الذي قام به عدد من الأخصائيين والخبراء من مركز خدمات الصحة العامة الامريكية للأمراض المعدية خلصوا إلى استنتاج مفاده بأنها حالة "هستيريا الجماعية ".
بينما اعتقد باحثون أن بعض العمال تعرضوا للسعات من الحشرة التي من المرجح أنها سببت هذه الأعراض مع أنه لا يوجد دليل على الإطلاق أن حشرة يمكن لها أن تتسبب بحدوث أعراض تشبه أعراض البرد (المذكورة أعلاه) كما لم تشاهد أبداً أية أدلة على آثار لسعات على العمال. تفوح من جسمها وكان في دمها بقع ملونة وينبعث منها رائحة تشبه رائحة الأمونيا.
وبعد فترة قصيرة أصيبت الممرضة بالإغماء وحذا حذوها عدة موظفين من الطاقم الطبي واعلنت حالة الطوارئ وتم اجلاء المرضى من كافة غرفة الطوارئ الأخرى وبقي طاقم صغير من الموظفين مع راميريز للمحافظة على استقرار حالتها ومع ذلك ورغم 45 دقيقة من التنفس الإصطناعي عبر الفم CPR والصدمات الكهربائية أعتبرت غلوريا راميريز ميتة من الفشل الكلوي المتعلق بمرض السرطان المصابة به.
وقد شملت التفسيرات ما يلي:
" الخليط من المواد الكيميائية والأدوية التي أخذتها راميريز تحول إلى سم، والعاملين في المستشفى خلطوا عن خطأ في استخدام الادوية ولذلك حاولوا التستر على هذه الحادثة أو ما نتج من ردود فعل عن الكيماويات عن طريق استخدام بول ممزوج مع مادة مبيضة في بالوعة قريبة مما أطلق غازاً ساماً ".
ومع ذلك سيكون من الأسهل أن تفسر تلك الحادثة على أنها حالة من "الهستيريا الجماعية"، حيث أصيبت أول ممرضة بطريقة ما ثم أثر على بقية الطاقم فأصبح الكل معتلاً.
7 - حادثة اليوفو (1994 - زيمبابوي)
وقع حادث غريب في زيمبابوي من عام 1994 حيث أبلغ 62 من أطفال المدارس عن رؤيتهم لمركبة فضائية هبطت وظهر منها مخلوقات فضائية. ورفض العديد من الناس تلك الحادثة معتبرين أنها حالة من الهستيريا الجماعية التي أثرت على الأطفال. ولكن عندما لوحظ أنه ليس لدى الاطفال أي معرفة مسبقة أو تصورات عن الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) أو ما يتعلق بها اعتقد الكثير من الناس أن ما شاهده الأطفال يمكن أن يكون حقيقياً حيث طُلب من الأطفال رسم ما رأوه في اليوم السابق
8 - أصنام تشرب الحليب (1995 - الهند)
في 21 سبتمبر من عام 1995 قدم أحد المصلين الهندوس رشفة من الحليب لصنم الآله غانيشا فتلا ذلك موجة من هستيريا حينما بدا أن الصنم يشرب الحليب فانتشر الخبر بسرعة، وسرعان ما قيل أن التماثيل في جميع أنحاء الهند تفعل الشيء نفسه ولكن الإبتهاج لم يدوم سوى بضعة أيام عندما بدأت رائحة زنخ الحليب تنبعث في المعابد نتيجة لتغلغل السائل في الحجر المسامي للتماثيل. إقرأ المزيد من التفاصيل وتفسيرات أخرى هنا.
9 - مروحة الموت (1997 - كوريا الجنوبية)
مروحة الموت هي أسطورة حضرية انتشرت في كوريا الجنوبية يقال فيها أن المروحة الكهربائية التي تبقى تعمل طوال الليل في غرفة مغلقة من الممكن أن تتسبب بوفاة من هم في داخل الغرفة (الاختناق بدعوى أن المروحة تمتص الهواء في الغرفة أو التسمم أو إنخفاض حرارة الجسم). وتكون المراوح التي يتم تصنيعها وبيعها في كوريا مجهزة بمؤقت زمني يمكن ضبطه لوقف المراوح عن العمل بعد مضي عدد من الدقائق وهو ما يتم تشجيع مستخدموها عليه غالباً حينما يذهبون للنوم وتبقى المراوح تعمل ويسود عتقاد على نطاق واسع في كوريا بأن تلك الأسطورة حقيقة ونلمس هذا في صحفهم المحلية، ومع ذلك يرى الخبراء أن ضحايا " مروحة الموت " لم يلقوا حتفهم نتيجة لانخفاض حرارة الجسم وإنما بسبب ظروف صحية موجودة كالأزمة القلبية أو الإدمان على الكحول وهناك القليل من الأدلة العلمية التي تدعم الإفتراض القائل بأن مروحة لوحدها يمكن لها أن تتسبب بقتلك إذا كنت تستخدمها في غرفة مغلقة.
10 - لعنة الإله الثعبان (2006 - نيبال)
في حين أوضح علماء النفس بأنها نتيجة لـ "هستيريا جماعية " ناجمة عن الخوف والتوتر فإن القلق دب في بلدة من نيبال في كاتماندو في 7 سبتمتبر من 2006، حيث بدأ سكان البلدة بأداء طقوس تعبدية لإرضاء الأفعى الميتة التي قيل أن لعنتها تتسبب بحالات الغشية لعشرات من طلاب المدارس الذين يبدئون بالصراخ والبكاء.
ولوحظ مشهد غريبة دام ليومين على التوالي بين صفوف الطلاب في مدرسة لاسكي الثانوية التي تقع في بلدة لاخناث في مقاطعة كاسكي - غرب العاصمة كاتماندو، حيث بدأ الطلاب وكان معظهم من الفتيات اللواتي تترواح أعمارهن بين 14 إلى 17 سنة يتساقطون ويبكون بصوت عال ويركلون ويصرخون وعلامات الذعر والضيق ظاهرة عليهم.
بدأ المشهد في اليوم الأول وهو الثلاثاء حينما ظهرت تلك الأعراض على ما يقرب من دزينيتن (24) من الطلاب كان كلاً من المشرفين على المدرسة وأولياء الطلاب قلقين وفي حيرة من تلك الظاهرة كما أنهم لم يعرفوا ماذا عليهم فعله وفي اليوم الثاني (الأربعاء) ظهرت نفس الأعراض والسلوكيات الغريبة مرة أخرى على دزينتين من الطلاب بما فيهم ذلك بعض الأولاد أيضاً مما جعل الآباء يتخذون قراراهم لنقل أطفالهم إلى مستشفيات المنطقة وقرر مدير المدرسة (سريبادرا بارال) أن يعلق الدراسة في المدرسة لبقية الأسبوع. وقد تم استدعاء الكهنة (الشامان) لإجراء طقوس طرد روح الثعبان الميت قبل أن تفتح المدرسة أبوابها في يوم الأحد، وقد أخبر بعض السكان المحليين والمعلمين الصحافة التي زارتهم بمن فيهم قناة (كانتبور) التلفزيونية الخاصة أن سبب تلك الحوادث هو لعنة الإله الثعبان.
11 - مياه مومباي الصالحة الشرب (2006 - الهند)
في عام 2006 وفي مدينة مومباي الهندية كانت حادثة المياه المالحة "العذبة" ظاهرة زعم فيها القاطنون في تلك المدينة أن المياه في خور (ماهيم) وهو أحد أكثر الاخوار تلوثاً في الهند قد تحولت فجأة إلى مياه عذبة! مع أن هذه المياه تتلقى أطناناً من خام الصرف الصحي والنفايات الصناعية بشكل يومي وفي غضون ساعات ادعى سكان ولاية غوجارات أن مياه البحر المالحة على شاطئ (تيثال) قد تحولت أيضاً إلى مياه عذبة.
تصرفت السلطات على عجل لوقف السكان المحليين من شرب المياه، ولكن على الرغم من هذا فإن كثيراً من الناس جمعوا الماء في زجاجات ومن قناني بلاستيكية التقطوها من المجرى، وعند الساعة 2:00 من اليوم التالي قال المتحمسون لتلك المياه بأنها عادت مالحة مرة أخرى.
12 - حالات إغماء وسقوط تلاميذ المدرسة (2008 - تنزانيا)
في عام 2008 وفي تنزانيا، بدأ حوالي 20 من طالبات المدارس يصابون بحالات إغماء في صفوف الدراسة، فينهرن على الأرض فاقدات لوعيهن، في حين أن البعض الآخر ولدى مشاهدتهن لذلك يبكين ويصرخن ويتشنجن حول المدرسة. ونقلت الصحف عن مسؤول محلي في التعليم قوله:"مثل هذه الاحداث هي شائعة جداً هنا ".
13 - داسبورت (2009 - جنوب أفريقيا) شرت صحيفة إلكترونية من جنوب افريقيا تدعى " بريتوريا نيوز" تقريراً على الإنترنت يتضمن حالة محتملة من الهستيريا الجماعية التي تؤثر على الأطفال في مدرسة محلية ويذكر التقرير حالات لأطفال يصرخون في تشنجات غير مبررة ويتضمن هلوسات عن رؤى أشباح وآثار شيطانية.
وقد بدأت الهستيريا عندما انهارت فتاة من الثالث الإعدادي ( Grade 9 ) على مقعد الدراسة في مدرسة داسبورت في كليرمونت يوم الخميس وفي غضون لحظات من الهجوم الذي لا يملك تفسيراً (وهو الخامس من نوعه منذ شهر فبراير) انهار 25 تلميذاً ينتمون إلى صفوف ودرجات دراسية متنوعة، وبدأوا بالصراخ بشكل هستيري ثم بالإغماء والتلوي بعنف وكأن خطباً ما أصابهم.
وقد جاءت تلك الهجمات بعد اسبوعين فقط من انتحار تلميذ في المدرسة ويقال أن موجة الهستريا امتدت لتصيب مدارس أخرى في (سنيسايد) و (ولاوديوم) وقد وقعت موجة من الهستيريا التي عصفت في (داسبورت) بعد استراحة الغداء المدرسية لدى رؤية المعلمين والموجهين يحملون ما لا يقل عن 10 تلميذاً منهاراً من فصولهم الدراسية ومن الممرات، كما جرى إجلاء تلاميذ آخرين إلى قاعة المدرسة توخياً لسلامتهم.
وأفاد العديد من التلاميذ بأنه كانت لهم رؤى وكان إحداها على الأقل يتعلق بالصبي الذي انتحر، وكان هناك ما لا يقل عن 10 تلاميذ في وضع خطير حيث أجريت لهم فحوصات طبية مختلفة.
وعندما استدعيت الشرطة الى مكان الحادث أجرت الشرطة اختبارات تعاطي المخدرات على 10 من التلاميذ وقالت الشرطة: " ليس هناك أمر خطير في أي من التلاميذ الذين أتت نتائج فحصوصاتهم الطبية سلبية ومن الناحية العلمية لا نعرف ما هو الخطب مع هؤلاء الأطفال، ويبقى منشأ الهستيريا غير معروف". ويقول (دولمان) أنه تم إرسال مستشار الصدمات وأناس متدينون من أديان مختلفة الى مكان الحادث حيث تناقشوا مع الأطفال. وأضاف أن المتدينين الذين لديهم خبرة في الظواهر التي لا تملك تفسيراً أتوا للمساعدة في المسائل المتعلقة بالعقائد.
14 - أول أوكسيد الكربون (2009 - الولايات المتحدة الأمريكية)
في عام 2009 في فورت وورث - ولاية تكساس الأمريكية، تم نقل 34 شخصاً الى المستشفى بعد ان اشتكوا أن لديهم أعراضاً عندما ظنوا خطأ أنهم تعرضوا لأول أكسيد الكربون وهو غاز له دور مثير في الإصابة بالهلوسة.
15 - حالات إغماء وسقوط تلاميذ المدرسة (2009 - المغرب)
عرفت ثانوية (الفقيه الكانوني) الواقعة في أحد أحياء مدينة (آسفي) في المغرب منذ عدة سنوات حالات غريبة و مفاجئة لسقوط الطلاب (خاصة الطالبات منهم) قد تصل إلى أكثر من 3 حالات في اليوم الواحد إثر غيابهم عن الوعي، الشيء الذي أشعر التلاميذ و الأطر بالمؤسسة بالخوف و بطرح عدة علامات تعجب عن أسباب هذه الظاهرة الغريبة حيث فسرها البعض بأنها أتت نتيجة بناء المدرسة فوق أنقاض مقبرة قديمة أما البعض الآخر فقد زعم بأن المدرسة أصبحت مكاناً مسكوناً بأشباح الجن وحدوث أصابات مس بالجن بين عدد من الطلاب ولكننا نعتقد بأنها مثال نموذجي آخر عن الهستريا الجماعية. وتتحدث الإشاعات عن مقبرة قديمة فقدت ملامحها بالكامل فاستغل المسؤولون البقعة لإنشاء مدرسة ثانوية وعندما بدأوا بعملية الإنشاء كانوا يصادفون على بقايا عظام بشرية متهالكة في طريق حفرهم متهالكة تعود إلى سنين غابرة لم يعرف تاريخ لها. أما عن كيفية سقوط الطلاب فيحدث ذلك في غالب الأحيان عند زعمهم لرؤية أشباح ويكون ذلك مرتبط بفترة ما بعد العصر خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء حيث تستمر الدراسة المسائية في المغرب إلى الساعة السادسة وهذا يعني أن الظلام يحدث ابتداءاً من الخامسة (وقت الغروب) وهي الفترة التي تحدث أعلى نسبة لسقوط الطلاب والتي تكون على شكل إغماءات، تكون النسبة الأكبر منها بين صفوف الطالبات. "
كل هذه الحكاوى تشير إما إلى عملية تقليد خاصة فى المدارس وهو السبب المقبول وإما لوجود مشكلة معلم أو أكثر فى المدارس فالمعلمون أحيانا يعاقبون التلاميذ عقابا شديدا فيضطر الطلاب لادعاء المرض للتغيب وأحيانا يطلقون اشاعات كوجود عفريت فى الحمامات وأحيانا يريد المعلمون طرد الطلبة من المدرسة لكى يبقوا بلا عمل وإما إلى سبب مادى موجود فى المكان نفسه كانبعاث غاز مخدر أو يؤدى لحالة مرضية أو طالب أو طالبة أو غيرهم يبيعون مواد مخدرة للطلاب