الفلك فى القرآن
كلمة الفلك على معنيين فى القرآن:
الأول الفلك فى السماء ومعناه مدار يتحرك فيه الجسم من بداية ويصل إلى نهاية مجاورة للبداية حيث يكرر نفس الدورة
الثانى الفلك بمعنى المركب الذى يسير فى الماء
السباحة فى الفلك
بين الله أن الله خلق أى سخر لنا مصداق لقوله "وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر "وكل منهم فى فلك يسبحون والمراد وكل منهم فى مدار يجرون لموعد محدد مصداق لقوله "وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى "وهذا يعنى أن كل منهم يتحرك فى مسار معروف لا يحيد عنه يكرر فيه الدورة وهى الحركة كل مدة معينة
وفى هذا قال تعالى "وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون"
وكرر نفس المعنى فبين الله أن الشمس لا ينبغى لها أن تدرك القمر والمراد لا يجب عليها أن تلحق بالقمر فى مكانه وفسر هذا بأن الليل ليس سابق النهار والمراد أن الليل ليس بلاحق النهار وكل فى فلك يسبحون والمراد وكل فى مدار يدورون أى يسيرون أى يتحركون وهذا يعنى أنهم يدورون فى دورة معينة يبدئون وينتهون عندهم ثم يكررونها
وفى هذا قال تعالى " لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون "
وهذا ما جاء عن الفلك السماوى وأما الفلك ألأرضى المائى فقد ورد عنه التالى :
جريان الفلك فى البحر لنفع الناس :
بين الله إن فى إنشاء السموات والأرض وتغير الليل والنهار وجرى الفلك فى البحر بما ينفع الناس والمراد سير السفن فى الماء بالذى يفيد الخلق وهو البضائع والسلع واللحم الطرى والمعادن والركاب لعلامات لناس يفهمون
وفى هذا قال تعالى "إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس "
جريان الفلك بأمر وهو نعمة الله:
بين الله للناس أنه الذى سخر لهم الفلك لتجرى فى البحر بأمره والمراد أنه هيء لهم السفن لتتحرك فى الماء بنعمة الله وهى الرياح وغيره من المحركات مصداق لقوله "ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله"
وفى هذا قال تعالى " وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره "
وكرر نفس المعنى في عدة سور منها :
سأل الله نبيه(ص)ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض والمراد هل لم تدرى أن الله خلق لكم الذى فى الأرض ،والفلك التى تجرى فى البحر بأمره والمراد والسفن التى تسير فى الماء بأمره أى بنعمة الله وهى ما خلقه من ريح وخلافه وفى هذا قال تعالى:
"ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض والفلك التى تجرى فى البحر بأمره "
وكرر السؤال ألم تر أى تدرى أن الفلك وهى السفن تجرى فى البحر بنعمة الله والمراد تتحرك فى الماء بأمر الرب وهو مخلوقاته مثل الريح والمحركات الصناعية مصداق لقوله "لتجرى فى البحر بأمره"والسبب أن يريكم من آياته والمراد أن يشهدكم من براهين قدرته على وجوب طاعته وحده
وفى هذا قال تعالى:
" ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله ليريكم من آياته "
وكرر الجريان بأمره ولكن ايس عن طريق السؤال فبين الله للناس أنه هو الذى سخر لكم البحر والمراد الذى خلق لكم الماء لتجرى الفلك فيه بأمره والمراد لتتحرك فيه السفن بنعمة وهو حكم الله
وفى هذا قال تعالى:
"الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره "
كما بين الله لنبيه(ص)أن من آياته وهى براهينه الدالة على وجوب طاعته وحده أنه يرسل الرياح مبشرات والمراد يبعث الهواء المتحرك مخبرات بسقوط المطر والسبب أن يذيقهم من رحمته أى أن يعطيهم من فضله وهو رزقه الممثل فى المطر ،وبين له أن الفلك وهى السفن تجرى بأمره والمراد تسير فى البحر بنعمة الله وهى قدرته
وفى هذا قال تعالى :
"ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره "
الفلك مواخر في البحر :
كما بين الله للناس أنه سخر أى خلق البحر وهو الماء لهم للتالى:
أن يأكلوا منه لحما طريا والمراد لتطعموا منه لحما لينا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها أى وتستطلعوا منه الماء حلية ترتدونها ،وبين لرسوله (ص)أنه يرى الفلك مواخر فيه والمراد يشاهد السفن متحركات فى البحر ومعنى هذا أن السفن تتحرك في البحر فقط وفى هذا قال تعالى :
وهو الذى سخر البحر لتأكلوا لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه "
سبب جريان الفلك:
بين الله للناس أن ربهم وهو إلههم هو الذى يزجى لهم الفلك فى البحر والمراد الذى يجرى لهم السفن فى الماء ليبتغوا من فضله والمراد أن يطلبوا من رزقه سواء اللحم الطرى أو الحلى
وفى هذا قال تعالى "ربكم الذى يزجى لكم الفلك فى البحر لتبتغوا من فضله"
وسائل الركوب الفلك وألأنعام:
بين الله للناس على لسان النبى(ص)أن الناس على الأنعام وعلى الفلك وهى السفن يحملون أى يركبون للسفر والانتقال
وفى هذا قال تعالى " وعليها وعلى الفلك تحملون "
ما يقال عند ركوب الأنعام والفلك
بين الله لنبيه الناس أنه هو الذى خلق الأزواج كلها والمراد الذى أنشأ أفراد الأنواع كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون والمراد وخلق لكم من السفن والأنعام ما تستوون عليه وهذا يعنى أن بعض الأنعام هى التى تركب لكبر حجمها وهى الإبل والبقر أحيانا والسبب فى خلقها أن يستوى الناس على ظهورها والمراد أن يركب الناس على سطوحها ويتذكروا نعمة الرب إذا استووا عليها والمراد ويعلموا رحمة الله بهم إذا ركبوا على سطوحها حيث توفر المشقة والتعب وتقولوا :سبحان الذى سخر لنا هذا والمراد الطاعة لحكم الله الذى خلق لنا هذه الأشياء وما كنا له مقرنين أى خالقين والمراد مصلحين مهيئين لنفعنا ،وإنا إلى ربنا لمنقبلون أى وإنا إلى جزاء خالقنا عائدون فى المستقبل
وفى هذا قال تعالى :
"والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون "
ركوب الكفار للفلك
بين الله للناس أنه هو الذى يحركهم في الماء حتى إذا كنتم فى الفلك وهى السفن وجرين بكم بريح طيبة والمراد وسارت السفن عن طريق هواء متحرك مفيد للحركة وفرحوا بها والمراد وسروا بهذا الهواء المفيد جاءتها ريح عاصف والمراد أتاها هواء شديد أى هواء ضار وجاءهم الموج من كل مكان والمراد وحاصرهم الماء المرتفع من كل جهة وظنوا أنهم أحيط بهم والمراد واعتقدوا أنهم نزل بهم الهلاك دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الله موحدين له الحكم أى قاصدين أنه المنقذ الوحيد فقالوا لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من أذى البحر لنصبحن من المطيعين لحكمك أى الصالحين وفى هذا قال تعالى:
" حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بكم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين "
كما بين الله المعنى نفسه لنبيه (ص) فبين أن الكفار إذا ركبوا فى الفلك والمراد استووا أى كانوا فى السفن فى البحر وهاج عليهم موج البحر دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الرب معترفين له بالحكم وحده وهذا يعنى أنهم لا يجدون أحد يطالبونه بالإنقاذ سوى الله وحده فإذا استجاب الله لهم فنجاهم إلى البر والمراد فأخرجهم من البحر إلى اليابس سالمين كانت النتيجة أنهم يشركون أى يبغون فى الأرض بغير الحق
وفى هذا قال تعالى :
"فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون
فلك نوح(ص)
بين الله لنبيه (ص)أنه طلب من نوح(ص)أن يصنع الفلك والمراد أن يبنى السفينة بأعين الله وفسره بأنه وحى الله وهو حديث الله وهو أمر الله
وفى هذا قال تعالى
"واصنع الفلك بأعيينا ووحينا "
وبين الله أن نوح(ص)كان يصنع الفلك والمراد يشيد السفينة وشيد نوح(ص)السفينة وكلما مر عليه ملأ من قومه والمراد وكلما فات عليه جمع من كفار شعبه سخروا منه أى استهزءوا به أى ضحكوا عليه فيقول لهم إن تسخروا منا والمراد إن تستهزءوا بنا أى تضحكوا علينا الآن فإنا نسخر منكم كما تسخرون والمراد فإنا نستهزىء بكم كما استهزءتم بنا والمراد فإنا نضحك عليكم كما ضحكتم علينا
وفى هذا قال تعالى :
"ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون "
كما بين الله نفس المعنى للنبى(ص)فبين أن نوح (ص)دعا الله فقال رب انصرنى بما كذبون والمراد خالقى أيدنى بسبب ما كفروا بى وهذا يعنى أنه طلب من الله أن ينصره على الكفار لإهلاكهم مصداق لقوله بسورة نوح"رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا "فأوحى أى فألقى الله له وحيا قال له فيه اصنع الفلك بأعيينا أى وحينا والمراد ابن السفينة بأمرنا أى قولنا وهذا يعنى أن الله أمر نوح(ص)أن يبنى السفينة حسبما يقول له فى الوحى المنزل وقال له فى الوحى فإذا جاء أمرنا أى فإذا أتى عقابنا أى فار التنور أى خرج الماء والمراد طغا الماء فافعل التالى اسلك فى الفلك والمراد اركب فى السفينة من كل نوع زوجين أى فردين اثنين أى ذكر وأنثى وأهلك وهى عائلتك إلا من سبق عليه القول منهم والمراد إلا من صدق فيه الحكم منهم وهذا يعنى أن ركاب السفينة هم ذكر وأنثى من كل نوع وأهل نوح (ص)عدا من قال الله فى الوحى أنهم لا يؤمنون وهم ابنه وزوجته وقال له ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون والمراد ولا تدعونى لأجل الذين كفروا إنهم هالكون وهذا يعنى أنه يطلب منه ألا يدعوه طالبا منه أن يغفر لولده أو لزوجته وقد خالف نوح (ص)هذا النهى فيما بعد رغم تحذير الله له .
وفى هذا قال تعالى:
"قال رب انصرنى بما كذبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيينا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون "
وقد بين الله للنبى(ص) أنه قال لنوح (ص)فى الوحى فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك والمراد فإذا ركبت أنت ومن معك فى السفينة فقل الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين والمراد فقل الطاعة لحكم الرب الذى أنقذنا من الناس الكافرين وهذا يعنى أنه طلب منه ومن المسلمين أن يحمدوه بسبب إنقاذه لهم وطلب منه أن يقول رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين والمراد اسكنى سكنا مقدسا وأنت أحسن المسكنين وهذا يعنى أن الله طلب منه أن يدعوه طالبا أن يسكنه فى مكان مقدس وهذا يعنى أن المكان الذى رست فيه سفينة نوح(ص)هو مكان مبارك وهو مكة وهذا يعنى أنه عاش فى مكة بعد الطوفان
وفى هذا قال تعالى:
"فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين "
وبين الله لنبيه (ص)أنه استجاب لنوح (ص)فأنجاه والمراد أنقذه من عذابه للكفار هو ومن معه فى الفلك المشحون وهو السفينة المليئة بالركاب وأغرق الباقين والمراد وأهلك الله الكافرين بعد نجاة القوم فى السفينة .
وفى هذا قال تعالى:
"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين "
وكرر نفس المعنى فبين الله لنا أن القوم كذبوا نوحا (ص)والمراد كفروا برسالة نوح(ص)فكان الجزاء أن أنجاه الله والذين معه فى الفلك والمراد أن أنقذه الله والذين أمنوا برسالته فى السفينة وأغرق الذين كذبوا بآيات الله والمراد وأهلك الذين كفروا بأحكام الله
وفى هذا قال تعالى:
"فكذبوه فأنجيناه والذين معه فى الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم "
كما طلب الله من نبيه (ص)أن يقص بقية خبر نوح وهو قوله لهم : كانت نتيجة تكذيب الدعوة المستمر أن نجيناه والمراد أنقذناه ومن معه فى الفلك وهى السفينة من الغرق
وفى هذا قال تعالى :
" فكذبوه فنجيناه ومن معه فى الفلك"
كما بين الله لنبيه (ص)أن الآية وهى البرهان الدال على قدرة الله هى أنه حمل ذريتهم فى الفلك المشحون والمراد اركب أى أنجى آباء الناس فى السفينة المليئة مصداق لقوله "فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون "وخلق لهم من مثله ما يركبون والمراد وخلق لهم من شبهه الذى يستوون عليه وهو الأنعام مصداق لقوله "وجعلنا لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ".
وفى هذا قال تعالى:
"وآية لهم أنا حملناهم ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون"
كلمة الفلك على معنيين فى القرآن:
الأول الفلك فى السماء ومعناه مدار يتحرك فيه الجسم من بداية ويصل إلى نهاية مجاورة للبداية حيث يكرر نفس الدورة
الثانى الفلك بمعنى المركب الذى يسير فى الماء
السباحة فى الفلك
بين الله أن الله خلق أى سخر لنا مصداق لقوله "وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر "وكل منهم فى فلك يسبحون والمراد وكل منهم فى مدار يجرون لموعد محدد مصداق لقوله "وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى "وهذا يعنى أن كل منهم يتحرك فى مسار معروف لا يحيد عنه يكرر فيه الدورة وهى الحركة كل مدة معينة
وفى هذا قال تعالى "وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون"
وكرر نفس المعنى فبين الله أن الشمس لا ينبغى لها أن تدرك القمر والمراد لا يجب عليها أن تلحق بالقمر فى مكانه وفسر هذا بأن الليل ليس سابق النهار والمراد أن الليل ليس بلاحق النهار وكل فى فلك يسبحون والمراد وكل فى مدار يدورون أى يسيرون أى يتحركون وهذا يعنى أنهم يدورون فى دورة معينة يبدئون وينتهون عندهم ثم يكررونها
وفى هذا قال تعالى " لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون "
وهذا ما جاء عن الفلك السماوى وأما الفلك ألأرضى المائى فقد ورد عنه التالى :
جريان الفلك فى البحر لنفع الناس :
بين الله إن فى إنشاء السموات والأرض وتغير الليل والنهار وجرى الفلك فى البحر بما ينفع الناس والمراد سير السفن فى الماء بالذى يفيد الخلق وهو البضائع والسلع واللحم الطرى والمعادن والركاب لعلامات لناس يفهمون
وفى هذا قال تعالى "إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس "
جريان الفلك بأمر وهو نعمة الله:
بين الله للناس أنه الذى سخر لهم الفلك لتجرى فى البحر بأمره والمراد أنه هيء لهم السفن لتتحرك فى الماء بنعمة الله وهى الرياح وغيره من المحركات مصداق لقوله "ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله"
وفى هذا قال تعالى " وسخر لكم الفلك لتجرى فى البحر بأمره "
وكرر نفس المعنى في عدة سور منها :
سأل الله نبيه(ص)ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض والمراد هل لم تدرى أن الله خلق لكم الذى فى الأرض ،والفلك التى تجرى فى البحر بأمره والمراد والسفن التى تسير فى الماء بأمره أى بنعمة الله وهى ما خلقه من ريح وخلافه وفى هذا قال تعالى:
"ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض والفلك التى تجرى فى البحر بأمره "
وكرر السؤال ألم تر أى تدرى أن الفلك وهى السفن تجرى فى البحر بنعمة الله والمراد تتحرك فى الماء بأمر الرب وهو مخلوقاته مثل الريح والمحركات الصناعية مصداق لقوله "لتجرى فى البحر بأمره"والسبب أن يريكم من آياته والمراد أن يشهدكم من براهين قدرته على وجوب طاعته وحده
وفى هذا قال تعالى:
" ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله ليريكم من آياته "
وكرر الجريان بأمره ولكن ايس عن طريق السؤال فبين الله للناس أنه هو الذى سخر لكم البحر والمراد الذى خلق لكم الماء لتجرى الفلك فيه بأمره والمراد لتتحرك فيه السفن بنعمة وهو حكم الله
وفى هذا قال تعالى:
"الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره "
كما بين الله لنبيه(ص)أن من آياته وهى براهينه الدالة على وجوب طاعته وحده أنه يرسل الرياح مبشرات والمراد يبعث الهواء المتحرك مخبرات بسقوط المطر والسبب أن يذيقهم من رحمته أى أن يعطيهم من فضله وهو رزقه الممثل فى المطر ،وبين له أن الفلك وهى السفن تجرى بأمره والمراد تسير فى البحر بنعمة الله وهى قدرته
وفى هذا قال تعالى :
"ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره "
الفلك مواخر في البحر :
كما بين الله للناس أنه سخر أى خلق البحر وهو الماء لهم للتالى:
أن يأكلوا منه لحما طريا والمراد لتطعموا منه لحما لينا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها أى وتستطلعوا منه الماء حلية ترتدونها ،وبين لرسوله (ص)أنه يرى الفلك مواخر فيه والمراد يشاهد السفن متحركات فى البحر ومعنى هذا أن السفن تتحرك في البحر فقط وفى هذا قال تعالى :
وهو الذى سخر البحر لتأكلوا لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه "
سبب جريان الفلك:
بين الله للناس أن ربهم وهو إلههم هو الذى يزجى لهم الفلك فى البحر والمراد الذى يجرى لهم السفن فى الماء ليبتغوا من فضله والمراد أن يطلبوا من رزقه سواء اللحم الطرى أو الحلى
وفى هذا قال تعالى "ربكم الذى يزجى لكم الفلك فى البحر لتبتغوا من فضله"
وسائل الركوب الفلك وألأنعام:
بين الله للناس على لسان النبى(ص)أن الناس على الأنعام وعلى الفلك وهى السفن يحملون أى يركبون للسفر والانتقال
وفى هذا قال تعالى " وعليها وعلى الفلك تحملون "
ما يقال عند ركوب الأنعام والفلك
بين الله لنبيه الناس أنه هو الذى خلق الأزواج كلها والمراد الذى أنشأ أفراد الأنواع كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون والمراد وخلق لكم من السفن والأنعام ما تستوون عليه وهذا يعنى أن بعض الأنعام هى التى تركب لكبر حجمها وهى الإبل والبقر أحيانا والسبب فى خلقها أن يستوى الناس على ظهورها والمراد أن يركب الناس على سطوحها ويتذكروا نعمة الرب إذا استووا عليها والمراد ويعلموا رحمة الله بهم إذا ركبوا على سطوحها حيث توفر المشقة والتعب وتقولوا :سبحان الذى سخر لنا هذا والمراد الطاعة لحكم الله الذى خلق لنا هذه الأشياء وما كنا له مقرنين أى خالقين والمراد مصلحين مهيئين لنفعنا ،وإنا إلى ربنا لمنقبلون أى وإنا إلى جزاء خالقنا عائدون فى المستقبل
وفى هذا قال تعالى :
"والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون "
ركوب الكفار للفلك
بين الله للناس أنه هو الذى يحركهم في الماء حتى إذا كنتم فى الفلك وهى السفن وجرين بكم بريح طيبة والمراد وسارت السفن عن طريق هواء متحرك مفيد للحركة وفرحوا بها والمراد وسروا بهذا الهواء المفيد جاءتها ريح عاصف والمراد أتاها هواء شديد أى هواء ضار وجاءهم الموج من كل مكان والمراد وحاصرهم الماء المرتفع من كل جهة وظنوا أنهم أحيط بهم والمراد واعتقدوا أنهم نزل بهم الهلاك دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الله موحدين له الحكم أى قاصدين أنه المنقذ الوحيد فقالوا لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من أذى البحر لنصبحن من المطيعين لحكمك أى الصالحين وفى هذا قال تعالى:
" حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بكم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين "
كما بين الله المعنى نفسه لنبيه (ص) فبين أن الكفار إذا ركبوا فى الفلك والمراد استووا أى كانوا فى السفن فى البحر وهاج عليهم موج البحر دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الرب معترفين له بالحكم وحده وهذا يعنى أنهم لا يجدون أحد يطالبونه بالإنقاذ سوى الله وحده فإذا استجاب الله لهم فنجاهم إلى البر والمراد فأخرجهم من البحر إلى اليابس سالمين كانت النتيجة أنهم يشركون أى يبغون فى الأرض بغير الحق
وفى هذا قال تعالى :
"فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون
فلك نوح(ص)
بين الله لنبيه (ص)أنه طلب من نوح(ص)أن يصنع الفلك والمراد أن يبنى السفينة بأعين الله وفسره بأنه وحى الله وهو حديث الله وهو أمر الله
وفى هذا قال تعالى
"واصنع الفلك بأعيينا ووحينا "
وبين الله أن نوح(ص)كان يصنع الفلك والمراد يشيد السفينة وشيد نوح(ص)السفينة وكلما مر عليه ملأ من قومه والمراد وكلما فات عليه جمع من كفار شعبه سخروا منه أى استهزءوا به أى ضحكوا عليه فيقول لهم إن تسخروا منا والمراد إن تستهزءوا بنا أى تضحكوا علينا الآن فإنا نسخر منكم كما تسخرون والمراد فإنا نستهزىء بكم كما استهزءتم بنا والمراد فإنا نضحك عليكم كما ضحكتم علينا
وفى هذا قال تعالى :
"ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون "
كما بين الله نفس المعنى للنبى(ص)فبين أن نوح (ص)دعا الله فقال رب انصرنى بما كذبون والمراد خالقى أيدنى بسبب ما كفروا بى وهذا يعنى أنه طلب من الله أن ينصره على الكفار لإهلاكهم مصداق لقوله بسورة نوح"رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا "فأوحى أى فألقى الله له وحيا قال له فيه اصنع الفلك بأعيينا أى وحينا والمراد ابن السفينة بأمرنا أى قولنا وهذا يعنى أن الله أمر نوح(ص)أن يبنى السفينة حسبما يقول له فى الوحى المنزل وقال له فى الوحى فإذا جاء أمرنا أى فإذا أتى عقابنا أى فار التنور أى خرج الماء والمراد طغا الماء فافعل التالى اسلك فى الفلك والمراد اركب فى السفينة من كل نوع زوجين أى فردين اثنين أى ذكر وأنثى وأهلك وهى عائلتك إلا من سبق عليه القول منهم والمراد إلا من صدق فيه الحكم منهم وهذا يعنى أن ركاب السفينة هم ذكر وأنثى من كل نوع وأهل نوح (ص)عدا من قال الله فى الوحى أنهم لا يؤمنون وهم ابنه وزوجته وقال له ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون والمراد ولا تدعونى لأجل الذين كفروا إنهم هالكون وهذا يعنى أنه يطلب منه ألا يدعوه طالبا منه أن يغفر لولده أو لزوجته وقد خالف نوح (ص)هذا النهى فيما بعد رغم تحذير الله له .
وفى هذا قال تعالى:
"قال رب انصرنى بما كذبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيينا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون "
وقد بين الله للنبى(ص) أنه قال لنوح (ص)فى الوحى فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك والمراد فإذا ركبت أنت ومن معك فى السفينة فقل الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين والمراد فقل الطاعة لحكم الرب الذى أنقذنا من الناس الكافرين وهذا يعنى أنه طلب منه ومن المسلمين أن يحمدوه بسبب إنقاذه لهم وطلب منه أن يقول رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين والمراد اسكنى سكنا مقدسا وأنت أحسن المسكنين وهذا يعنى أن الله طلب منه أن يدعوه طالبا أن يسكنه فى مكان مقدس وهذا يعنى أن المكان الذى رست فيه سفينة نوح(ص)هو مكان مبارك وهو مكة وهذا يعنى أنه عاش فى مكة بعد الطوفان
وفى هذا قال تعالى:
"فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين "
وبين الله لنبيه (ص)أنه استجاب لنوح (ص)فأنجاه والمراد أنقذه من عذابه للكفار هو ومن معه فى الفلك المشحون وهو السفينة المليئة بالركاب وأغرق الباقين والمراد وأهلك الله الكافرين بعد نجاة القوم فى السفينة .
وفى هذا قال تعالى:
"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين "
وكرر نفس المعنى فبين الله لنا أن القوم كذبوا نوحا (ص)والمراد كفروا برسالة نوح(ص)فكان الجزاء أن أنجاه الله والذين معه فى الفلك والمراد أن أنقذه الله والذين أمنوا برسالته فى السفينة وأغرق الذين كذبوا بآيات الله والمراد وأهلك الذين كفروا بأحكام الله
وفى هذا قال تعالى:
"فكذبوه فأنجيناه والذين معه فى الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم "
كما طلب الله من نبيه (ص)أن يقص بقية خبر نوح وهو قوله لهم : كانت نتيجة تكذيب الدعوة المستمر أن نجيناه والمراد أنقذناه ومن معه فى الفلك وهى السفينة من الغرق
وفى هذا قال تعالى :
" فكذبوه فنجيناه ومن معه فى الفلك"
كما بين الله لنبيه (ص)أن الآية وهى البرهان الدال على قدرة الله هى أنه حمل ذريتهم فى الفلك المشحون والمراد اركب أى أنجى آباء الناس فى السفينة المليئة مصداق لقوله "فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون "وخلق لهم من مثله ما يركبون والمراد وخلق لهم من شبهه الذى يستوون عليه وهو الأنعام مصداق لقوله "وجعلنا لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ".
وفى هذا قال تعالى:
"وآية لهم أنا حملناهم ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون"