قراءة فى مقال أسطورة جهاز كشف الكذب
المقال منشور فى مجلة تسمى الفتح فى العدد الأول؛ ذو القعدة / 1425 هـ
وقد استهل صاحب المقال الحديث بالحديث عن أن الجهاز ليس كما تقول المخابرات العالمية التى تستخدمه مع المجاهدين كاشف للكذب فقال :
"جهاز كشف الكذب أو ما يسمى بالإنجليزية " Polygraph" و " lie detector"، ما هو في حقيقته إلا وسيلة يستخدمها أعداء الله في زنازينهم ومعتقلاتهم للضغط والتأثير النفسي على المجاهدين خلال مرحلة التحقيق مع من يقع في الأسر منهم، حتى يتمكنوا من جمع أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية، وقد نسجت الجهات الأمنية والمخابراتية - وخصوصا الغربية - حوله هالة من الكذبات مضخمة حقيقته، حتى ظن الكثير أن من يتم اختباره به لن ينجيه إلا الصدق، والصدق فقط!"
والخطأ فى الكلام هو استخدامه مع المسلمين فقط فهم يستعملونه مع الجواسيس والمجرمين من بقية الدول وتحدث المؤلف عن أن الهدف من كثرة الحديث حول الجهاز وقدراته الغرض منه التخويف الذى يوقع بالكثيرين إلى قول الحقيقة خوفا من قدرات الجهاز المزعومة
وحدثنا عن حقيقة الجهاز فقال :
"فما هي حقيقة هذا الجهاز؟ وهل يمكنه كشف الكذب فعلا؟!
هذا الجهاز في حقيقته عبارة عن مجموعة من الأجهزة كل وظيفتها أن ترصد التغييرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم الذي وصلت به .. ويتمثل ذلك بقياس معدل نبضات القلب، وضغط الدم، ومعدل التنفس ودرجة التعرق.
يتم قياس هذه المعدلات وتسجيلها في مراحل مختلفة من التحقيق، ولا يخفى أن هذه المعدلات تتغير تبعا للضغط والحالة النفسية التي يمر بها المجاهد؛ كالتوتر والاسترخاء، الأمن و الخوف وما إلى ذلك من تأثيرات نفسية.
خذوا حذركم
يحرص المحقق في بداية التحقيق أن يحدد ويسجل المستوى أو المعدل الطبيعي لهذه المتغيرات الفسيولوجية عند المجاهد ليتمكن لاحقا - أثناء إجابة المجاهد على أسئلة التحقيق - من مقارنة النتائج التي يسجلها الجهاز بتلك التي أخذها في بداية التحقيق - خلال ما يعرف بمرحلة " أسئلة التحكم " واعتبرها هو بمثابة المستوى الطبيعي عند المجاهد.
فأسئلة التحكم هي مجموعة من الأسئلة التي يطرحها المحقق على المجاهد والتي تكون معلومة الإجابة من كلا الطرفين، يقوم المحقق بطرحها على المجاهد ويطلب منه الإجابة عليها، وخلال ذلك تقوم الأجهزة بتسجيل ما يعتبروه المعدلات الطبيعية لنبض القلب وضغط الدم ومعدل التنفس والتعرق .. والتي سوف يتم مقارنتها بتلك التي سيتم تسجيلها خلال أسئلة التحقيق الحقيقية .. ففي حال أن ارتبك المجاهد أثناء إجابته على أسئلة التحقيق ستتغير لدية تلك المعدلات الفسيولوجية، وسيعتبر ذلك دليلا على كذبه
إذا عُلم هذا علمت أخي المجاهد أن مرحلة " أسئلة التحكم " هي من أهم المراحل التي يمر بها المجاهد خلال التحقيق معه من خلال هذا الجهاز والتي ينبغي له أن يحسن التعامل معها كما سنبين لاحقا."
إذا الجهاز لا علاقة به بالكذب ولكن هو مجرد جهاز يتعلق بعمل الجسم حيث يقيس أمور معينة عند الصدق فى المعلومات التى سماها أسئلة التحكم وهى أسئلة عادية وبعد ذلك يقيس نفس الأمور عند الأسئلة المتعلقة بالحرب ومعلوماتها فإن وجد اختلافا كان هذا دليل كذب عندهم وإن وجد تشابه كان دليل صدق وهو فى كل الأحوال كما قال مؤلف المقال لا يكاشف الكذب إلا نادرا لأن المعول على الحالة النفسية
والحق أن الغرض من إشاعة قدرات الجهاز هو تخويف الأسير أو المقبوض عليه كى يقر بما يريدون دون المرور على الجهاز فإن لم يخف الأسير فلا قدرات للجهاز
ومن ثم كل ما على المسلم الأسير هو الاطمئنان النفسى والكذب على العدو كما قال تعالى :
"وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"
وبين المؤلف أن لا قدرة فعلية للجهاز بسبب الحالات النفسية المختلفة للإنسان فقال :
"أول ما ينبغي أن يرسخ في ذهن المجاهد أن هذه التغييرات الفسيولوجية التي ذكرناها أنفا قد تتغير معدلاتها لأسباب أخرى غير الكذب كالعصبيّة، والغضب، والحزن، والخجل، والخوف، والارتباك، والألم وهلّم جراً كما قد يتسبب في تغييرها أيضا البرد، والصُداع، والإمساك .. وهذا كله هو مما يفقد نتائج الجهاز الكثير من أهميتها.
ومَزعَم أن الخبراء يمكنهم تمييز التغيرات التي تحدثها الكذبة من التغيرات التي تحدثها عوامل أخرى لم يتم إثباته حتى الآن"
وتحدث عن الجهاز فاشل لأنه يظهر كذب الصادقين وصدق الكاذبين فى كثير من الأحوال فقال:
"وفي كثير من الاختبارات يفشل الصادقون وينجح الكاذبون، فقد يعتري بعض الأشخاص عوارض - كالخوف مثلا - أثناء الاختبار، فيشير الجهاز إلى أنهم لا يقولون الحقيقة مع أنهم صادقون. والكثير ممن هم كاذبون يتجاوزون الاختبار - كما تجاوز الجاسوس "آلدرتش أيمز" مرات عديدة اختبار كشف الكذب الذي أجراه له جهاز المخابرات الأمريكية عندما كان عميلاً لجهاز المخابرات الروسية."
وأكد المؤلف أن مخترعو الجهاز يقرون أن الاختبارات المتعلقة بالجهاز لا تكشف الكاذب من الصادق فقال على لسانهم:
"ومصنعو الآلة يقرون بهذه الحقيقة، فيقول "بوب لي" مدير العمليات التنفيذي السابق في شركة "آكيستون سيستم" المصنعة للجهاز: (صممت أجهزة كشف الكذب لتسجيل ردود الفعل اللاإرادية التي تحدث في الجسم عندما يتعرض الشخص للتوتر، كالتوتر المصاحب لمحاولة الخداع، ولا يمكن للاختبارات أن تحدد ما إذا كان الشخص يكذب)، ويقول أيضاً: (ما حصل عبر السنين هو أن وسائل الإعلام دعت هذا الجهاز بـ "كاشف الكذب"، فبقي على هذا المسمّى، أما من الناحية العلمية، فقطعاً كلا)، ويضيف: (لا يوجد شيء يكشف الكذب، لا يمكنني أن أخبرك ما هو شكل الكذبة!)."
إذا مخترعو الجهاز لم يطلقوا عليه كاشف الكذب وإنما وسائل الإعلام التابعة للمخابرات هى من أشاعت ذلك لتخويف الناس أيا كانوا وحدثنا الرجل عن الأمر لا يعدو أن يكون خداع من المحققين وهو ما يسمى الفراسة فقال :
"بل يذهب كثير من المعارضين لاستخدام هذا الجهاز لأبعد من ذلك؛ إذ يرون أن مدى احتمال صحة تمييز الكذب والصدق من خلاله لا تزيد على احتمال رمي عملة نقدية وتخمين على أي جانب وقعت، بل ذهب بعضهم إلى وصفه بـ "التكهن".
ويقول "جون سلفن" - السالف الذكر-: (جهاز كشف الكذب فن أكثر من كونه علم، وباستثناء الاعترافات التي يُحصل عليها أثناء الاختبار، كثيراً ما يكون التقرير النهائي؛ عبارة عن تخمين).
ويقول البرفيسور "جون جي فريد": (ما يُدعى بـ "أسئلة التحكم" رحلة خيالية. كثيراً ما تكون أداة نفسية لسحب الاعترافات الجهاز أساساً مرتكز على الكذب).
ويقول "مارك ماله" - عميل سابق في جهاز المخابرات الأمريكية -: (جهاز كشف الكذب فاشل، أعتقد أن أيامه قاربت على الإنتهاء).
ويقول الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون": (لا أدري مدى دقته، ولكن أدري أنه سيرعب الناس رعباً شديداً)."
إذا العملية هى حرب نفسية الغرض منها اخافة الناس كى يخضعوا للسلطات خوفا من ظهور كذبهم
وحدثنا الرجل عن نصح المجاهد الأسير كى يتجاوز تلك المحنة فقال :
ومع ذلك نقول أنه ينبغي للمجاهد أن يحرص على تجاوز هذا الامتحان بنجاح دون إعطاء أعداء الله ما يتمنونه من معلومات، والنتيجة التي سيحصلون عليها سلبا كانت أو إيجابا لها اعتبار عندهم وستبقى مؤشرا يخدم أو يضر المجاهد."
وتحدث عن استعمال الشركات والأجهزة الأمنية للجهاز بينت فشله فقال:
"ففي أمريكا - مثلا -: بلغت نسبة الفشل في الإختبارات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي - بعد ضربات 11 سبتمبر المباركة - لطالبي الوظائف 50% تقريباً، وكانت عواقب الفشل وخيمة على الذين فشلوا في تجاوز الاختبار، كـ:
- عدم إمكانية العمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي مدى الحياة.
- تسجيل نتيجة الاختبار في ملفات المكتب.
- صعوبة الحصول على أي عمل في مجال الأمن في المستقبل.
فانظر إلى مدى أهمية نتيجة هذا الاختبار عندهم - مع علمهم بأن النتائج غير مؤكدة - وانظر كيف يعاملون بني جلدتهم إذا فشلوا في الاختبار، ولك أن تتخيل موقفهم من المجاهد الذي لا يتجاوزه. والان .. كيف لي أن أتجاوز هذا الامتحان؟"
وحدث الرجل المجاهدين عن كيفية خداع الجهاز فقال:
"هناك عدة طرق تحايلية لخداع الجهاز؛ فبما ان فكرة الجهاز مبنية على قياس تغيرات الجسم الفسيولوجية؛ فإذن إن تمكن المجاهد من التحكم بهذه التغييرات أمكنه ذلك من خداع الجهاز.
والقاعدة المهمة لتجاوز الاختبار هي؛ أن تكون ردود الفعل الفسيولوجية عند الإجابة على "أسئلة التحكم" أقوى من ردود الفعل عند الإجابة على الأسئلة الحقيقية، كي لا يتمكن المحقق من تمييز الأجوبة الصحيحة من الكاذبة.
و"أسئلة التحكم" - كما سبق وأن ذكرنا - هي أسئلة معلومة الأجوبة تحدد المستوى الفسيولوجي الطبيعي للجسم، وذلك لمقارنته بالنتيجة التي يحصل عليها المحقق وقت الإجابة على السؤال الحقيقي.
على سبيل المثال؛ يأخذ المحقق بعض الصور، ثم يطلب من الشخص اختيار أحدها، ثم يقوم المحقق بعرض الصور الواحدة تلو الأخرى سائلا إياه: " هل هذه التي اخترتها؟ "، ولإقناع المجاهد بفاعلية الجهاز يطلب منه إذا مرت الصورة التي اختارها أن ينكرها! فيسجل تلك النتيجة ليقيس عليها باقي النتائج.
وإذا ما تمكن الجهاز من تحديد كذبه نتيجة التغيرات الفسيولوجية عليه أثناء إجابته لعدم تمكن المجاهد من ضبطها يقوم المحقق بإطلاع المجاهد على النتيجة، وعما ظهر عنده كمؤشر على إجابته بشكل كاذب، ليقنعه بفاعلية الجهاز في اكتشاف الكذب، وكوسيلة منه للضغط النفسي على المجاهد ليعترف بعد ذلك بكل ما يعرفه بدقة، خوفا من أن يكشفه الجهاز! وهذا هو ما يهم المحقق بالدرجة الأولى؛ المعلومات التي يُدلى بها أثناء الاختبار وليس نتيجته، فليُنتبه لذلك جيداً.
وربما تم طرح أسئلة التحكم بشكل مختلف عما سبق، كأن يطرح المحقق أسئلة فضفاضة للغاية، مثل: هل خرجت من مشكلة في حياتك؟ هل سرقت شيئاً في حياتك؟ هل سبق أن كذبت في حياتك؟ وما شابه ذلك.
هذا ويمكن للمجاهد أيضا أن يتحكم بتغيرات الجسم الفسيولوجية - اللاإرادية - بشكل جزئي بطرق كثيرة، منها: إجراء عمليات حسابية في العقل، التفكير في أشياء مثيرة، تقليص عضلة المقعد أو عض جانب اللسان وبالرغم من زعم المحققين المتكرر أنه بإمكانهم اكتشاف مثل هذه الإجراءات المضادة، فإنه لم يُثبت أيٌ منهم ذلك، بل على العكس؛ ثبت في بحثٍ أجراه بعض الخبراء عدم امكانية اكتشاف تلك الإجراءات المضادة.
ومما قد يجدي أحياناً شرب المسكنات والمنومات ومسح الأنامل بمعطر يمنع العرق، والسُعَال، ولكن هذه الأمور الآنفة الذكر ليست الطرق الأمثل لتجاوز الاختبار."
وما ذكره الرجل هنا يفسد نتائج الاختبارات وحدثنا عما يجب على السير فعله فقال :
"ولنأخذ الآن بعض تلك الإجراءات المضادة بشيء من التفصيل:
التحكم في معدل التنفس:
لا بد للمجاهد أن يتدرب على ضبط معدل تنفسه في مختلف الأوضاع أثناء الاختبار، وليحرص على أخذ ما بين خمسة عشر إلى ثلاثين نفسا - شهيق وزفير - في الدقيقة الواحدة أي ما معدله نفس واحد كل ثانيتين إلى اربع ثواني .. وليحرص على عدم أخذ أنفاسا عميقة أثناء التحقيق بل أن تكون جميع أنفاسه بنفس الطول، وليتنبه أن لا يعود لطريقته المعتادة في التنفس حتى تنزع جميع الأسلاك عنه، فكثيرا ما يتعمد المحقق تركها عليه بعد الانتهاء من التحقيق لفترة ما للتأكد من كون المجاهد لا يستخدم إجراءا مضادا.
التحكم في ضغط الدم:
ما يهمنا كإجراء مضاد هنا أن يتمكن المجاهد من رفع معدل ضغط دمه عن المعدل المعتاد، ولأجل ذلك لا بد أن يقوم المجاهد أثناء الإجابة على "أسئلة التحكم" بواحد مما يلي: إجراء عمليات رياضية معقدة في عقله بأسرع ما يستطيع، كأن يأخذ رقماً عشوائياً - لنقل 768 - ويقوم بعملية عد خلفي، أي يطرح منه 9 مرة بعد أخرى - على سبيل المثال - بأسرع ما يستطيع، أو يقوم بالتفكير بأشياء مثيرة - مثلاً؛ كأن يتخيل نفسه على قمة جبل، أو سيغرق في ماء .. إلى غير ذلك من أمثال هذه الأمور، والهدف من ذلك - كما ذكرنا- هو رفع ضغط الدم عند الإجابة على "سؤال تحكم".
فعلى المجاهد أن يبدأ بأمثال هذه الأمور حال أن يقرر أن السؤال المطروح عليه هو واحدا من " أسئلة التحكم " التي يطرحها المحقق عليه .. وليبدأ بذلك مباشرة وليستمر بأمثال هذه العمليات إلى ما قبل طرح السؤال التالي عليه.
اللسان:
ومن الأمور الفاعلة في تضليل الجهاز عض اللسان من الجانب حتى يشعر المجاهد بألم متوسط، ولكن دون أن يجرحه، ولتحاذر من أن يكتشف المحقق ذلك، وهذا الأمر يحتاج من المجاهد أن يتدرب عليه أمام المرآة حتى يتقنه.
وبعد ... فهذه عدد من النصائح التي يجب عليك أخي المجاهد أن تبقى مستحضرا لها خلال التحقيق:
- يجب ألا تنسى أن الاختبار هو تحقيق وقد يتعامل بعض المحققين بشراسة، بينما يتعامل آخرون بلطف، فتذكر أن المحقق ليس صديقاً، ولم يؤتَ بهِ لمساعدتك، بل للإيقاع بك.
واعلم أن أداء المحققين يقاس بعدد الاعترافات التي يتم سحبها أثناء الاختبار، وليس بالنتيجة، يقول "جون سلفن" وهو الذي عمل مع جهاز المخابرات الأمريكية لمدة 30 سنة كمحقق في قسم جهاز كشف الكذب: (يقاس أداؤنا بعدد الاعترافات وكمية المعلومات التي نحصل عليها من الذين نقوم باختبارهم).
- تذكر بأنك مراقب؛ غالباً ما تكون غرفة الاختبار مجهزة بمرآيا عاكسة أو كاميرات مخفية.
- أجب بشكل مباشر، واحرص أن تكون إجاباتك قصيرة قدر الإمكان ولتكن - إن أمكنك - بنعم أو لا.
- حاول أن تبدو صادقاً؛ وذلك بجعل الإجابات حازمة، أو فيها نبرة غضب وتحدي. ولا تتأخر، فإن ذلك سيجعل المحقق يعتقد أنك تسأل نفسك: أأجيب بنعم أم لا؟!
- إن طلب منك المحقق غسل يديك قبل الاختبار، وتركك تذهب لوحدك، فافعل، وإن تركك مع الآلة لوحدك فكن طبيعياً ولا تعبث بها أو بأي شيء آخر، لأنك ستكون مراقبا.
- إن سُئلت عن معرفتك بكيفية عمل الآلة، فتظاهر بأنك لا تعرف شيئاً عنها سوى أنك سبق أن سمعت بوجودها. - غالباً ما يُبدي المحقق امتعاضه من النتيجة بعد الاختبار، حتى لو تم تجاوزه بنجاح، وذلك لمحاولة جر الشخص إلى الاعتراف، فلا تعر ذلك اهتماماً.
- تدرب جيداً على كيفية التحكم بالتنفس ودقات القلب وباقي الإجراءات المضادة حتى تتمكن من الاستفادة منها بالشكل الصحيح عند الحاجة.
- تذكر ان هدف المحقق الذي يسعى إليه من خلال هذا الاختبار هو جمع أكبر قدر من المعلومات من خلال الضغط النفسي عليك .. فتنبه لذلك."
وكما سبق القول كل ما ذكره المؤلف يدخل تحت بند الطمأنينة النفسية فطالما أنت مطمئن ولا تخاف فقل ما تشاء من الأكاذيب
ونصح المؤلف الأسير بأن يتيقن لأن الجهاز ليس لديه أى قدرة فعلية على تمييز الكذب من الصدق فقال :
"وفي الختام أخي المجاهد؛
لا بد أن تدرك تماما - إن قُدر لك أن تخوض هذه التجربة مع جهاز كشف الكذب - أن هذا الجهاز هو اسم على غير مسمى، وان أعداء الله يدركون ذلك تماما ولكن هم يستخدمونه لما له من أثار نفسية على من لا يدركون حقيقته تساهم في جمع أكبر قدر من المعلومات"
الكذب والصدق هى عملية نفسية فى المقام الأول والأخير إلا إذا تعلقت بشهود من البشر أو من المصورات شاهدوا الحوادث وسجلت فى ذاكرتهم فهم من يكشفون الكذب والصدق وهذا غير موجود وأما الجهاز المستخدم فليس شاهدا والعملية كلها متعلقة بالطمأنينة والخوف فى نفس الأسير
المقال منشور فى مجلة تسمى الفتح فى العدد الأول؛ ذو القعدة / 1425 هـ
وقد استهل صاحب المقال الحديث بالحديث عن أن الجهاز ليس كما تقول المخابرات العالمية التى تستخدمه مع المجاهدين كاشف للكذب فقال :
"جهاز كشف الكذب أو ما يسمى بالإنجليزية " Polygraph" و " lie detector"، ما هو في حقيقته إلا وسيلة يستخدمها أعداء الله في زنازينهم ومعتقلاتهم للضغط والتأثير النفسي على المجاهدين خلال مرحلة التحقيق مع من يقع في الأسر منهم، حتى يتمكنوا من جمع أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية، وقد نسجت الجهات الأمنية والمخابراتية - وخصوصا الغربية - حوله هالة من الكذبات مضخمة حقيقته، حتى ظن الكثير أن من يتم اختباره به لن ينجيه إلا الصدق، والصدق فقط!"
والخطأ فى الكلام هو استخدامه مع المسلمين فقط فهم يستعملونه مع الجواسيس والمجرمين من بقية الدول وتحدث المؤلف عن أن الهدف من كثرة الحديث حول الجهاز وقدراته الغرض منه التخويف الذى يوقع بالكثيرين إلى قول الحقيقة خوفا من قدرات الجهاز المزعومة
وحدثنا عن حقيقة الجهاز فقال :
"فما هي حقيقة هذا الجهاز؟ وهل يمكنه كشف الكذب فعلا؟!
هذا الجهاز في حقيقته عبارة عن مجموعة من الأجهزة كل وظيفتها أن ترصد التغييرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم الذي وصلت به .. ويتمثل ذلك بقياس معدل نبضات القلب، وضغط الدم، ومعدل التنفس ودرجة التعرق.
يتم قياس هذه المعدلات وتسجيلها في مراحل مختلفة من التحقيق، ولا يخفى أن هذه المعدلات تتغير تبعا للضغط والحالة النفسية التي يمر بها المجاهد؛ كالتوتر والاسترخاء، الأمن و الخوف وما إلى ذلك من تأثيرات نفسية.
خذوا حذركم
يحرص المحقق في بداية التحقيق أن يحدد ويسجل المستوى أو المعدل الطبيعي لهذه المتغيرات الفسيولوجية عند المجاهد ليتمكن لاحقا - أثناء إجابة المجاهد على أسئلة التحقيق - من مقارنة النتائج التي يسجلها الجهاز بتلك التي أخذها في بداية التحقيق - خلال ما يعرف بمرحلة " أسئلة التحكم " واعتبرها هو بمثابة المستوى الطبيعي عند المجاهد.
فأسئلة التحكم هي مجموعة من الأسئلة التي يطرحها المحقق على المجاهد والتي تكون معلومة الإجابة من كلا الطرفين، يقوم المحقق بطرحها على المجاهد ويطلب منه الإجابة عليها، وخلال ذلك تقوم الأجهزة بتسجيل ما يعتبروه المعدلات الطبيعية لنبض القلب وضغط الدم ومعدل التنفس والتعرق .. والتي سوف يتم مقارنتها بتلك التي سيتم تسجيلها خلال أسئلة التحقيق الحقيقية .. ففي حال أن ارتبك المجاهد أثناء إجابته على أسئلة التحقيق ستتغير لدية تلك المعدلات الفسيولوجية، وسيعتبر ذلك دليلا على كذبه
إذا عُلم هذا علمت أخي المجاهد أن مرحلة " أسئلة التحكم " هي من أهم المراحل التي يمر بها المجاهد خلال التحقيق معه من خلال هذا الجهاز والتي ينبغي له أن يحسن التعامل معها كما سنبين لاحقا."
إذا الجهاز لا علاقة به بالكذب ولكن هو مجرد جهاز يتعلق بعمل الجسم حيث يقيس أمور معينة عند الصدق فى المعلومات التى سماها أسئلة التحكم وهى أسئلة عادية وبعد ذلك يقيس نفس الأمور عند الأسئلة المتعلقة بالحرب ومعلوماتها فإن وجد اختلافا كان هذا دليل كذب عندهم وإن وجد تشابه كان دليل صدق وهو فى كل الأحوال كما قال مؤلف المقال لا يكاشف الكذب إلا نادرا لأن المعول على الحالة النفسية
والحق أن الغرض من إشاعة قدرات الجهاز هو تخويف الأسير أو المقبوض عليه كى يقر بما يريدون دون المرور على الجهاز فإن لم يخف الأسير فلا قدرات للجهاز
ومن ثم كل ما على المسلم الأسير هو الاطمئنان النفسى والكذب على العدو كما قال تعالى :
"وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"
وبين المؤلف أن لا قدرة فعلية للجهاز بسبب الحالات النفسية المختلفة للإنسان فقال :
"أول ما ينبغي أن يرسخ في ذهن المجاهد أن هذه التغييرات الفسيولوجية التي ذكرناها أنفا قد تتغير معدلاتها لأسباب أخرى غير الكذب كالعصبيّة، والغضب، والحزن، والخجل، والخوف، والارتباك، والألم وهلّم جراً كما قد يتسبب في تغييرها أيضا البرد، والصُداع، والإمساك .. وهذا كله هو مما يفقد نتائج الجهاز الكثير من أهميتها.
ومَزعَم أن الخبراء يمكنهم تمييز التغيرات التي تحدثها الكذبة من التغيرات التي تحدثها عوامل أخرى لم يتم إثباته حتى الآن"
وتحدث عن الجهاز فاشل لأنه يظهر كذب الصادقين وصدق الكاذبين فى كثير من الأحوال فقال:
"وفي كثير من الاختبارات يفشل الصادقون وينجح الكاذبون، فقد يعتري بعض الأشخاص عوارض - كالخوف مثلا - أثناء الاختبار، فيشير الجهاز إلى أنهم لا يقولون الحقيقة مع أنهم صادقون. والكثير ممن هم كاذبون يتجاوزون الاختبار - كما تجاوز الجاسوس "آلدرتش أيمز" مرات عديدة اختبار كشف الكذب الذي أجراه له جهاز المخابرات الأمريكية عندما كان عميلاً لجهاز المخابرات الروسية."
وأكد المؤلف أن مخترعو الجهاز يقرون أن الاختبارات المتعلقة بالجهاز لا تكشف الكاذب من الصادق فقال على لسانهم:
"ومصنعو الآلة يقرون بهذه الحقيقة، فيقول "بوب لي" مدير العمليات التنفيذي السابق في شركة "آكيستون سيستم" المصنعة للجهاز: (صممت أجهزة كشف الكذب لتسجيل ردود الفعل اللاإرادية التي تحدث في الجسم عندما يتعرض الشخص للتوتر، كالتوتر المصاحب لمحاولة الخداع، ولا يمكن للاختبارات أن تحدد ما إذا كان الشخص يكذب)، ويقول أيضاً: (ما حصل عبر السنين هو أن وسائل الإعلام دعت هذا الجهاز بـ "كاشف الكذب"، فبقي على هذا المسمّى، أما من الناحية العلمية، فقطعاً كلا)، ويضيف: (لا يوجد شيء يكشف الكذب، لا يمكنني أن أخبرك ما هو شكل الكذبة!)."
إذا مخترعو الجهاز لم يطلقوا عليه كاشف الكذب وإنما وسائل الإعلام التابعة للمخابرات هى من أشاعت ذلك لتخويف الناس أيا كانوا وحدثنا الرجل عن الأمر لا يعدو أن يكون خداع من المحققين وهو ما يسمى الفراسة فقال :
"بل يذهب كثير من المعارضين لاستخدام هذا الجهاز لأبعد من ذلك؛ إذ يرون أن مدى احتمال صحة تمييز الكذب والصدق من خلاله لا تزيد على احتمال رمي عملة نقدية وتخمين على أي جانب وقعت، بل ذهب بعضهم إلى وصفه بـ "التكهن".
ويقول "جون سلفن" - السالف الذكر-: (جهاز كشف الكذب فن أكثر من كونه علم، وباستثناء الاعترافات التي يُحصل عليها أثناء الاختبار، كثيراً ما يكون التقرير النهائي؛ عبارة عن تخمين).
ويقول البرفيسور "جون جي فريد": (ما يُدعى بـ "أسئلة التحكم" رحلة خيالية. كثيراً ما تكون أداة نفسية لسحب الاعترافات الجهاز أساساً مرتكز على الكذب).
ويقول "مارك ماله" - عميل سابق في جهاز المخابرات الأمريكية -: (جهاز كشف الكذب فاشل، أعتقد أن أيامه قاربت على الإنتهاء).
ويقول الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون": (لا أدري مدى دقته، ولكن أدري أنه سيرعب الناس رعباً شديداً)."
إذا العملية هى حرب نفسية الغرض منها اخافة الناس كى يخضعوا للسلطات خوفا من ظهور كذبهم
وحدثنا الرجل عن نصح المجاهد الأسير كى يتجاوز تلك المحنة فقال :
ومع ذلك نقول أنه ينبغي للمجاهد أن يحرص على تجاوز هذا الامتحان بنجاح دون إعطاء أعداء الله ما يتمنونه من معلومات، والنتيجة التي سيحصلون عليها سلبا كانت أو إيجابا لها اعتبار عندهم وستبقى مؤشرا يخدم أو يضر المجاهد."
وتحدث عن استعمال الشركات والأجهزة الأمنية للجهاز بينت فشله فقال:
"ففي أمريكا - مثلا -: بلغت نسبة الفشل في الإختبارات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي - بعد ضربات 11 سبتمبر المباركة - لطالبي الوظائف 50% تقريباً، وكانت عواقب الفشل وخيمة على الذين فشلوا في تجاوز الاختبار، كـ:
- عدم إمكانية العمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي مدى الحياة.
- تسجيل نتيجة الاختبار في ملفات المكتب.
- صعوبة الحصول على أي عمل في مجال الأمن في المستقبل.
فانظر إلى مدى أهمية نتيجة هذا الاختبار عندهم - مع علمهم بأن النتائج غير مؤكدة - وانظر كيف يعاملون بني جلدتهم إذا فشلوا في الاختبار، ولك أن تتخيل موقفهم من المجاهد الذي لا يتجاوزه. والان .. كيف لي أن أتجاوز هذا الامتحان؟"
وحدث الرجل المجاهدين عن كيفية خداع الجهاز فقال:
"هناك عدة طرق تحايلية لخداع الجهاز؛ فبما ان فكرة الجهاز مبنية على قياس تغيرات الجسم الفسيولوجية؛ فإذن إن تمكن المجاهد من التحكم بهذه التغييرات أمكنه ذلك من خداع الجهاز.
والقاعدة المهمة لتجاوز الاختبار هي؛ أن تكون ردود الفعل الفسيولوجية عند الإجابة على "أسئلة التحكم" أقوى من ردود الفعل عند الإجابة على الأسئلة الحقيقية، كي لا يتمكن المحقق من تمييز الأجوبة الصحيحة من الكاذبة.
و"أسئلة التحكم" - كما سبق وأن ذكرنا - هي أسئلة معلومة الأجوبة تحدد المستوى الفسيولوجي الطبيعي للجسم، وذلك لمقارنته بالنتيجة التي يحصل عليها المحقق وقت الإجابة على السؤال الحقيقي.
على سبيل المثال؛ يأخذ المحقق بعض الصور، ثم يطلب من الشخص اختيار أحدها، ثم يقوم المحقق بعرض الصور الواحدة تلو الأخرى سائلا إياه: " هل هذه التي اخترتها؟ "، ولإقناع المجاهد بفاعلية الجهاز يطلب منه إذا مرت الصورة التي اختارها أن ينكرها! فيسجل تلك النتيجة ليقيس عليها باقي النتائج.
وإذا ما تمكن الجهاز من تحديد كذبه نتيجة التغيرات الفسيولوجية عليه أثناء إجابته لعدم تمكن المجاهد من ضبطها يقوم المحقق بإطلاع المجاهد على النتيجة، وعما ظهر عنده كمؤشر على إجابته بشكل كاذب، ليقنعه بفاعلية الجهاز في اكتشاف الكذب، وكوسيلة منه للضغط النفسي على المجاهد ليعترف بعد ذلك بكل ما يعرفه بدقة، خوفا من أن يكشفه الجهاز! وهذا هو ما يهم المحقق بالدرجة الأولى؛ المعلومات التي يُدلى بها أثناء الاختبار وليس نتيجته، فليُنتبه لذلك جيداً.
وربما تم طرح أسئلة التحكم بشكل مختلف عما سبق، كأن يطرح المحقق أسئلة فضفاضة للغاية، مثل: هل خرجت من مشكلة في حياتك؟ هل سرقت شيئاً في حياتك؟ هل سبق أن كذبت في حياتك؟ وما شابه ذلك.
هذا ويمكن للمجاهد أيضا أن يتحكم بتغيرات الجسم الفسيولوجية - اللاإرادية - بشكل جزئي بطرق كثيرة، منها: إجراء عمليات حسابية في العقل، التفكير في أشياء مثيرة، تقليص عضلة المقعد أو عض جانب اللسان وبالرغم من زعم المحققين المتكرر أنه بإمكانهم اكتشاف مثل هذه الإجراءات المضادة، فإنه لم يُثبت أيٌ منهم ذلك، بل على العكس؛ ثبت في بحثٍ أجراه بعض الخبراء عدم امكانية اكتشاف تلك الإجراءات المضادة.
ومما قد يجدي أحياناً شرب المسكنات والمنومات ومسح الأنامل بمعطر يمنع العرق، والسُعَال، ولكن هذه الأمور الآنفة الذكر ليست الطرق الأمثل لتجاوز الاختبار."
وما ذكره الرجل هنا يفسد نتائج الاختبارات وحدثنا عما يجب على السير فعله فقال :
"ولنأخذ الآن بعض تلك الإجراءات المضادة بشيء من التفصيل:
التحكم في معدل التنفس:
لا بد للمجاهد أن يتدرب على ضبط معدل تنفسه في مختلف الأوضاع أثناء الاختبار، وليحرص على أخذ ما بين خمسة عشر إلى ثلاثين نفسا - شهيق وزفير - في الدقيقة الواحدة أي ما معدله نفس واحد كل ثانيتين إلى اربع ثواني .. وليحرص على عدم أخذ أنفاسا عميقة أثناء التحقيق بل أن تكون جميع أنفاسه بنفس الطول، وليتنبه أن لا يعود لطريقته المعتادة في التنفس حتى تنزع جميع الأسلاك عنه، فكثيرا ما يتعمد المحقق تركها عليه بعد الانتهاء من التحقيق لفترة ما للتأكد من كون المجاهد لا يستخدم إجراءا مضادا.
التحكم في ضغط الدم:
ما يهمنا كإجراء مضاد هنا أن يتمكن المجاهد من رفع معدل ضغط دمه عن المعدل المعتاد، ولأجل ذلك لا بد أن يقوم المجاهد أثناء الإجابة على "أسئلة التحكم" بواحد مما يلي: إجراء عمليات رياضية معقدة في عقله بأسرع ما يستطيع، كأن يأخذ رقماً عشوائياً - لنقل 768 - ويقوم بعملية عد خلفي، أي يطرح منه 9 مرة بعد أخرى - على سبيل المثال - بأسرع ما يستطيع، أو يقوم بالتفكير بأشياء مثيرة - مثلاً؛ كأن يتخيل نفسه على قمة جبل، أو سيغرق في ماء .. إلى غير ذلك من أمثال هذه الأمور، والهدف من ذلك - كما ذكرنا- هو رفع ضغط الدم عند الإجابة على "سؤال تحكم".
فعلى المجاهد أن يبدأ بأمثال هذه الأمور حال أن يقرر أن السؤال المطروح عليه هو واحدا من " أسئلة التحكم " التي يطرحها المحقق عليه .. وليبدأ بذلك مباشرة وليستمر بأمثال هذه العمليات إلى ما قبل طرح السؤال التالي عليه.
اللسان:
ومن الأمور الفاعلة في تضليل الجهاز عض اللسان من الجانب حتى يشعر المجاهد بألم متوسط، ولكن دون أن يجرحه، ولتحاذر من أن يكتشف المحقق ذلك، وهذا الأمر يحتاج من المجاهد أن يتدرب عليه أمام المرآة حتى يتقنه.
وبعد ... فهذه عدد من النصائح التي يجب عليك أخي المجاهد أن تبقى مستحضرا لها خلال التحقيق:
- يجب ألا تنسى أن الاختبار هو تحقيق وقد يتعامل بعض المحققين بشراسة، بينما يتعامل آخرون بلطف، فتذكر أن المحقق ليس صديقاً، ولم يؤتَ بهِ لمساعدتك، بل للإيقاع بك.
واعلم أن أداء المحققين يقاس بعدد الاعترافات التي يتم سحبها أثناء الاختبار، وليس بالنتيجة، يقول "جون سلفن" وهو الذي عمل مع جهاز المخابرات الأمريكية لمدة 30 سنة كمحقق في قسم جهاز كشف الكذب: (يقاس أداؤنا بعدد الاعترافات وكمية المعلومات التي نحصل عليها من الذين نقوم باختبارهم).
- تذكر بأنك مراقب؛ غالباً ما تكون غرفة الاختبار مجهزة بمرآيا عاكسة أو كاميرات مخفية.
- أجب بشكل مباشر، واحرص أن تكون إجاباتك قصيرة قدر الإمكان ولتكن - إن أمكنك - بنعم أو لا.
- حاول أن تبدو صادقاً؛ وذلك بجعل الإجابات حازمة، أو فيها نبرة غضب وتحدي. ولا تتأخر، فإن ذلك سيجعل المحقق يعتقد أنك تسأل نفسك: أأجيب بنعم أم لا؟!
- إن طلب منك المحقق غسل يديك قبل الاختبار، وتركك تذهب لوحدك، فافعل، وإن تركك مع الآلة لوحدك فكن طبيعياً ولا تعبث بها أو بأي شيء آخر، لأنك ستكون مراقبا.
- إن سُئلت عن معرفتك بكيفية عمل الآلة، فتظاهر بأنك لا تعرف شيئاً عنها سوى أنك سبق أن سمعت بوجودها. - غالباً ما يُبدي المحقق امتعاضه من النتيجة بعد الاختبار، حتى لو تم تجاوزه بنجاح، وذلك لمحاولة جر الشخص إلى الاعتراف، فلا تعر ذلك اهتماماً.
- تدرب جيداً على كيفية التحكم بالتنفس ودقات القلب وباقي الإجراءات المضادة حتى تتمكن من الاستفادة منها بالشكل الصحيح عند الحاجة.
- تذكر ان هدف المحقق الذي يسعى إليه من خلال هذا الاختبار هو جمع أكبر قدر من المعلومات من خلال الضغط النفسي عليك .. فتنبه لذلك."
وكما سبق القول كل ما ذكره المؤلف يدخل تحت بند الطمأنينة النفسية فطالما أنت مطمئن ولا تخاف فقل ما تشاء من الأكاذيب
ونصح المؤلف الأسير بأن يتيقن لأن الجهاز ليس لديه أى قدرة فعلية على تمييز الكذب من الصدق فقال :
"وفي الختام أخي المجاهد؛
لا بد أن تدرك تماما - إن قُدر لك أن تخوض هذه التجربة مع جهاز كشف الكذب - أن هذا الجهاز هو اسم على غير مسمى، وان أعداء الله يدركون ذلك تماما ولكن هم يستخدمونه لما له من أثار نفسية على من لا يدركون حقيقته تساهم في جمع أكبر قدر من المعلومات"
الكذب والصدق هى عملية نفسية فى المقام الأول والأخير إلا إذا تعلقت بشهود من البشر أو من المصورات شاهدوا الحوادث وسجلت فى ذاكرتهم فهم من يكشفون الكذب والصدق وهذا غير موجود وأما الجهاز المستخدم فليس شاهدا والعملية كلها متعلقة بالطمأنينة والخوف فى نفس الأسير