قراءة فى كتيب أنت وجراحات المسلمين
المؤلف خالد بن علي بن محمد الحيان وقد تحدث فى مقدمته عن صلة المسلم بالمسلم فى كل مكان فقال :
"لا يخفى ما جاءت به الشريعة من أن صلة المسلم بأخيه المسلم هي من أعظم الصلات وأقواها إذ الجامع بينهما رابطة الدين فحث عليها وحذر مما يفرق اجتماعها أو يكدر صفوها بالقول أو الفعل والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة أشهر من أن تذكر وهي معروفة معلومة.
وأخوة الإسلام لا تحدها حدود وأقاليم ونحوها مما يفرق بعضها بعضا وهذا أمر معلوم لديك- أخي الكريم- بل والشواهد عليه كثيرة والمعيار في ذلك هو قوله تعالى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
ومتى ما فهم هذا الأصل الأصيل وأضيف إليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه.
بعدها يتضح معنى حق وحقيقة الأخوة"
وتحدث عن حاجة المسلم للمسلم عند تعرض أحدهما أو كلاهما للمظالم فى أى مكان فقال :
" ويتأكد هذا عند احتياج المسلم لأخيه المسلم وبخاصة إذا كانت الحاجة لأمة من المسلمين قد هضم حقها وبغي عليها في أرضها فسلبت ديارهم وأموالهم وهتكت أعراضهم وقتلوا و ... و ... و ... حتى أصبح هذا العمل الشنيع الموجع من قبل هؤلاء الكفار أمرا مألوفا أمام سمع وبصر العالم، فلا تكاد تخبو نار حتى تهب فتنة أخرى، وحدث ولا حرج عن مجازر المسلمين في القديم والحديث، وصدق الله إذ يقول {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}"
وتحدث عما يصيب المسلمين من اضطهاد فى الدين فى بلادهم فو عدة وقفات فقال :
"وبالنظر إلى قضايا إخواننا المسلمين المنكوبين والمضطهدين في دينهم وبلادهم في الوقت الراهن نقف وقفات:
* الوقفة الأولى: العلم الأكيد الذي لا مرية فيه أن أعداء الإسلام والمسلمين هم أعداء مهما سالمونا إذ أن شرهم كامن فيهم حتى يحققوا رغباتهم ومرادهم، قال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [البقرة: 120].
* الوقفة الثانية: ماذا يعني ويوحي لك حينما ترى أعداء الإسلام يطالبون بحقوق الإنسان ودماء المسلمين أرخص الدماء تهدر كرامة المسلم ويحرق ويهدم بيته ويهتك عرضه و ... و ... و ... ثم ينادى بحقوق الإنسان!! بينما محاضن الحيوانات والعناية بها والدفاع عنها لا تعد ولا تحصى! ألا ترى ذلك من التناقض والانتكاس في الفطر؟ وقبل ذلك تعلم أن المسلم مقصود وإلا فهو إنسان.
* الوقفة الثالثة: إن ما يحدث من تسلط الأعداء على آحاد المسلمين وجماعاتهم إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} [الشورى: 30]، فتغير أحوال المسلمين مرهون برجوعهم إلى ربهم {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11].
* الوقفة الرابعة: أن تكون تلك القضايا ونحوها سببا في زيادة الترابط بين المسلمين وأن يظهر ذلك جليا في مشاركتنا لهم بآمالهم وآلامهم فنفرح لفرحهم ونتألم لمصابهم، وأن يكون لتلك القضايا نصيب من مجالسنا وأوقاتنا، وألا نمل من الدعاء لهم بالنصر والتمكين، والبذل والإنفاق عليهم، وتحقيق عقيدة الولاء والبراء فيمن نجلب لهذه الجزيرة من خدم وعمال مسلمين، ونستبعد جميع ملل الكفر والإلحاد؛ لنكون مع أخواننا المسلمين حسيا ومعنويا.
* الوقفة الخامسة: أن لا يغيب عن ذهنك أخي المسلم فضل الاهتمام بقضايا المسلمين وخطر إهمال ذلك قال - صلى الله عليه وسلم - «ما من امرئ مسلم يخذل امرا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، ويتنقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موضع يحب نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» رواه أبو داود وقال أيضا: «إن لله تعالى أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم» الحديث رواه ابن أبي الدنيا وهو حسن."
والحديث الأخير باطل يناقض كتاب الله فليس هناك عباد اختصهم بمنافع الناس لأنه فى الشرع وزعه بالعدل على الكل فقال :
"وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
وما يحدث من غنى البعض فى بلادنا غنى كبير هو نتيجة كفرهم أو أباءهم عندما حصلوا هذا المال بغير الشرع سواء تجارة محرمة أو سرقة أو نهي أو حكام وزعوا المال بغير ما أنزل الله بالاقطاعات والقوانين
ثم قال :
* الوقفة السادسة: أن تكون تلك القضايا مذكرة لنا بنعمة الله علينا من أمن وأمان ورغد في العيش فحذار حذار من التفريط في شكرها قال تعالى: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} [النحل: 112].
* الوقفة السابعة: احذر الشماتة بأصحاب تلك القضايا وتعداد أخطائهم، ولا تكل ولا تمل من مد يد العون لهم ولا تشغلنا قضايا المسلمين وكثرتها عن بعضها البعض، ولا نيأس من نصرهم ونصرتهم ولتكن قضاياهم مؤثرة في زيادة الإيمان، والعمل لدينا نحو هذا الدين حيث دل الكتاب والسنة على نصرة هذا الدين وأهله، وأن العاقبة لهم والتاريخ شاهد على ذلك.
* الوقفة الثامنة: أسئلة تحتاج منك أخي المسلم إلى إجابة سواء
في العاجل أم في الآجل نحو تلك القضايا.
- ماذا عملنا وما هو عملنا؟
- كم وكيف عملنا؟
- ما هو نصيب أموالنا وأوقاتنا نحو تلك القضايا؟
- لمن نترك هؤلاء؟"
وبعد تلك الوقفات التى معظم الكلام عنها صحيح تحدث عن واجبات المسلمين تجاه بعضهم فقال :
"مطالب بعد تلك الوقفات
* المطلب الأول: الحرص التام على العمل بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحث الناس على ذلك إذ هما أساس النصر والتمكين في الأرض، والآيات والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة.
* المطلب الثاني: التدبر لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - إضافة إلى التاريخ في القديم والحديث لأخذ العبرة والعظة وشحذ الهمم في التقدم بالأمة إلى الأمام وإحياء روح الجهاد فيها.
* المطلب الثالث: السعي في كشف خطط ومكر الأعداء بكل وسيلة.
* المطلب الرابع: الاهتمام بالتربية الجادة للنفس والغير لما في ذلك من الخير العظيم في مواجهة أي حدث يحدث.
* المطلب الخامس: العلم بفائدة نشر الفتاوى والمطويات، ونظم القصائد والخطب، وجمع التبرعات، وإقامة المعارض في أي قضية من قضايا المسلمين.
* المطلب السادس: إشعار أفراد طبقة المجتمع بقضايا المسلمين وخاصة طبقة الشباب والنساء.
* المطلب السابع: التعاون والمساعدة مع مكاتب الجاليات
والمؤسسات الخيرية التي تعتني بقضايا المسلمين.
* المطلب الثامن: السعي بكل وسيلة ممكنة في دعوة الكفار إلى الإسلام.
* المطلب التاسع: رصد وتسجيل الأحداث لتبقى تاريخا يستفاد منه، وتؤخذ منه الدروس.
* المطلب العاشر: الالتفاف حول علماء الأمة المعروفين بصلاح المعتقد وسلامة المنهج؛ للاستئناس بآرائهم والصدور عن رأيهم إذ هم أعلم الناس بمعالجة قضايا الأمة وإيجاد الحلول الناجعة لها.
* المطلب الحادي عشر: السعي إلى إصلاح النفوس وإزالة الشحناء والبغضاء من قلوب المسلمين بعضهم من بعض، إذ في ذلك من الخطر ما لا يخفى، فإذا لم يلتفت لهذا المطلب والمسلمون يقتلون ويشردون و ... و ... فمتى نلتفت لذلك؟ وإلى متى؟
* المطلب الثاني عشر: أن لا نغتر ولا ننخدع بما تذيعه وتنشره بعض وسائل الإعلام المشبوهة ضد المسلمين من الكذب عليهم وتضخيم أخطائهم والمبالغة في بعض الحقائق ونحو ذلك.
* المطلب الثالث عشر: أن نحسن معاملتنا مع جميع إخواننا المسلمين، وبالأخص الوافدون لهذه البلاد من عمال وخدم وحجاج وغير ذلك من حيث الحرص على تعليمهم ما ينفعهم من أمور الشريعة، إذ يرجى أن يكونوا دعاة خير في بلادهم إذا رجعوا إليها، وأيضا الحرص على أن لا يبخسوا حقهم من مال وغيره.
* المطلب الرابع عشر: فضائل الإحسان
وهو من الأهمية بمكان قراءة الآيات وسماع الأحاديث والقصص التي تبين فضائل الإحسان في الدنيا
والآخرة وتأمل قوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}."
وما سبق من مطالب هو مطالب إما متكرر المعنى مثل الحرص على العمنل بكتاب الله فهو نفسه اصلاح النفوس وإما مطالب جزئية تدخل ضمن العمل بكتاب الله كبقية المطالب
وتحدث عن سبب كل تلك المظالم مبينا أنه ابتلاء فقال :
"قف مع لماذا
1 - لماذا هذا الابتلاء يحدث للمسلمين وهم مسلمون!! الجواب: أن هذا امتحان من الله ليري الصادق الصابر ممن هو ضد ذلك، وأيضا لو كان النصر والتمكين حليف المسلمين في جميع أمورهم لدخل في الإسلام كل منافق، وأيضا بهذا الابتلاء يختبر الله المسلمين هل يعاونون ويساعدون إخوانهم أو لا؟
قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: 142]، وقال: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} [العنكبوت: 2، 3]."
بالقطع كل شىء فى حياتنا الدنيا ابتلاء ولكن السبب فيما نحن فيه هو :
تخلينا جزئيا أو كليا عن طاعة كتاب الله إما بسكوتنا عن المظالم وإما رغبة فى متاع الدنيا كما قال الكفار :
" يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا"
وتحدث عن أسباب تشريع الزكاة فقال :
"2 - لماذا شرعت الزكاة؟ الجواب: لحكم كثيرة منها مواساة الفقراء والضعفاء؛ ولذا من أصناف أهل الزكاة المجاهدون في سبيل الله إذ هم بحاجة إلى المادة الحسية والمعنوية في رد عدوان الأعداء، وكون الزكاة تدفع لهذا الصنف لا شك أن لها أثرا في نفوسهم وقوة عزائمهم، ثم تأمل -أيضا- في فريضة الصيام، أنه كما أنت أيها الصائم تحس بالجوع فترة معينة، فهناك من يحسن بالجوع فترات وأوقات، فماذا أنت صانع؟"
بالقطع دعم المجاهدين واجب ولكن أى مجاهدين ونحن نرى أن كثير من التنظيمات خاصة ألأشهر والأكثر إرعابا كما يزعمون التى تسمى جهادية كلها تابعة لأجهزة المخابرات الكافرة فى الداخل والخارج
وتحدث عن وجوب أسباب نصر المسلمين المظلومين فقال:
3 - لماذا نساعد وننصر ونقنت لإخواننا المسلمين المنكوبين في كل مكان وزمان؟ الجواب: لينصرنا الله ولئلا يتسلط علينا الأعداء
فيأتينا ما أتاهم. وهل ننتظر المنصرين ليساعدوا إخواننا أو ماذا؟
قال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} [الحج: 40]. وقال: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد: 7]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» [رواه أبو داود وغيره]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا» [متفق عليه]."
والكلام عن وجود مسلمين غير مظلومين هو ضرب من الخيال فكل من يقول أنا مسلم حاليا مظلوما فالمعظم مظلوم من حكامه الذين يضيقون عليهم فى الأرزاق ويسرقون أقواتهم وأما الباقى فمضطهد من من دول الكفر التى يعيش فيها وهو ما يسمى بالأقليات
كلنا نعيش بين عذاب حكام الداخل وعذاب حكام الخارج والكل على ملة واحدة وهى الكفر
وتحدث عن مسلمى الداخل فقال :
"وبقى أمر ثان ...
وهو أن ما مضى ذكره لا يعني أن ننسى أو نتناسى قضايا المسلمين الفقراء والضعفاء في الداخل، بل نقوم بحقهم، ونتفقد أحوالهم حيث إن الشريعة جاءت حاثة على ذلك، ورتبت على ذلك الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، فمن ذلك الفلاح ودخول الجنة والإعانة والتأييد من الله والتيسير والتنفيس للهموم والكروب، وأنه أيضا من أكبر أسباب رحمة الله ومن صفات المؤمنين المتقين.
وكذا جاء في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومن تأمل حياة السلف رحمهم الله وجدهم في هذا الجانب من المسابقين فيه، بل منهم من عرف بذلك، وأصبح يسمى بأبي المساكين، وإذا علمت أخي الكريم أن الشريعة جاءت بالإحسان إلى البهائم حتى وهي تذبح كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم- أيقنت أنه ومن باب أولى الإحسان إلى بني آدم، "
والحديث عن المبرات الخيرية هو ضرب من الخيال فمعظمها أنشأها الذين اغتنوا من أموال المسلمين التى سرقها الحكام أو وزعوها عليهم بغير حق من خلال الاقطاعات وغيرها من المصائب التى ابتليت بها الأمة يعنى تلك المبرات على طريقة من ذقنه وافتل له
مال الشعب يسرق منه ويعاد له جزء صغير وفيها قال الحيان:
" وانطلاقا من هذا الجانب المهم أنشئت المبرات الخيرية في هذه البلاد حرسها الله، وجزى الله كل خير من أنشأها وعمل فيها، حيث الجهد والجد المحسوس والملموس، والعطاء والبذل المتواصل الذي يعرفه القاصي والداني، إن ما تقوم به تلك المبرات يحتاج منا جميعا للتبرع لهم إضافة إلى ما يلي:
أولا: المشاركة معهم بنفسك فيما يقومون به.
ثانيا: تعريف أهل الخير من المحسنين وغيرهم بهذه المبرات.
ثالثا: إبداء ما لديهم من اقتراحات وتوجيهات تخدم أعمال المبرة وترتقي بها إلى الأفضل.
رابعا: زيارة المبرة بين الحين والحين للتعرف عليها عن قرب، ولمعرفة ما استجد فيها من المشاريع الخيرية.
خامسا: الدعاء لهم بظهر الغيب."
هذا الكلام هو حقيقة ما يسمى بالمبرات وليس ما قاله الحيان فلا فضل لأحد ممن أنشئوا تلك المبرات وإنما الفضل إن كان هناك فضل لبشر هو لمن سرقت منهم أموالهم
مساعدة المسلمين مطلوبة فيما بينهم ولكن تلك المبرات تحولت لأماكن للنهب والسلب وأماكن لسرقة أموالها ممن يديرونها عدا قلة قليلة
وتحدث عما سماه العقبات الخطيرة فقال :
"عقبات خطيرة
أولا: إن من المسلمين من يعتذر عن مساعدة إخوانه المسلمين تارة بعدم المال أو قلته أو ضيق الوقت أو ... أو ... ،وهذه أعذار غير مقبولة، وذلك لأننا نملك الإمكانيات، وهي موجودة لدى كل واحد، ولكن الشعور والإحساس بالمسؤولية هو المفقود إلا ما شاء الله، إذ المطلوب بذل المستطاع وكل بحسبه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق» رواه مسلم.
ثانيا: إن من البعض من يشكك في المبرات والمؤسسات الخيرية فتارة بقوله: من يضمن لي أنهم يوصلون المال إلى مستحقيه، وتارة هل هؤلاء محتاجون لزكاة حقيقة ومرة أخرى ... و ... والجواب عن هذه العقبة هو فيما يلي:
1 - أن هذا المسلك خطير جدا إذ لو فتح الباب على مصراعيه
لتعطلت أمور كثيرة سببها الوهم الشك والتخمين قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ... } [الحجرات].
2 - الأصل في كل مسلم ومؤمن الأمانة والثقة والصدق.
3 - لا أحد يمانع من أن تزورهم بنفسك بل وتباشر بعض الأعمال بنفسك.
4 - على المسلم أن يتثبت في كل شيء من أمره ويتحرى الحقائق ثم بعد ذلك لو بذل الزكاة والصدقة ونحوها لمن يظن أنه مستحق لها وتبين له فيما بعد أن من بذلت له ليس مستحقا لها. ففي هذا الحال أجر الإنسان وجزؤه ما بذله هكذا ذكر علماؤنا كيف وتلك الجهات موثوقة رسمية مصرح لها.
ثالثا: ومن العقبات وساوس الشيطان المختلفة في هذا الجانب قال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم} [البقرة]. وقال: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 174].
إلى كل عامل ومحتسب في تلك المبرات والمؤسسات نوصيك بما يلي:
أولا: بالإخلاص لله في كل ما تقوم به.
ثانيا: استشعار عظم الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى حيث إن له أثرا في الاحتساب والصبر والجد في العمل بلا ملل ولا كلل.
ثالثا: الحرص على العلم الشرعي والإلمام بما تيسر منه إذ أن ذلك مهم لمن يمارس الدعوة إلى الله.
رابعا: العناية بجانب الأخلاق وحسن المعاملة.
خامسا: استغلال الفرص والأوقات والأزمنة المناسبة في تذكير المسلمين بقضايا إخوانهم كفصل الشتاء وأيام الأعياد ونحوها.
سادسا: إذاعة ما يجد من قضايا المسلمين عبر (الأئمة والخطباء والصحف والمجلات والإنترنت ... و ... و ... )"
وكلام الحيان هو كلام مرسل فإما هو جاهل بما يجرى فعلا فى تلك المؤسسات فهى فى الغالب إن ظلت أهلية بتعبير القوانين فهى تعمل فى الغالب عملا صحيحا وإن أشرفت عليها الحكومات فقد دخلت فى الغالب فى متاهة السرقة والتوجيه غير الصحيح لتلك الأموال
وتلك الأموال المجموعة لو وجهن نحو الداخل لكان أفضل استخدامها لازاحة الحكام والحكام فلو صلحت منطقة واحدة وأزاحت حكامها الظالمين وطبقت حكم الله لكانت نقطة الانطلاق لازاحة حكام بلادنا كلهم ولكن توجيهيا نحو الخارج وإن كانت لمسلمين أخرين يبقى الظلم على ما هو عليه وسيظل الظلم قائم طالما لا نعالج مشكلة الداخل قبل الخارج
المؤلف خالد بن علي بن محمد الحيان وقد تحدث فى مقدمته عن صلة المسلم بالمسلم فى كل مكان فقال :
"لا يخفى ما جاءت به الشريعة من أن صلة المسلم بأخيه المسلم هي من أعظم الصلات وأقواها إذ الجامع بينهما رابطة الدين فحث عليها وحذر مما يفرق اجتماعها أو يكدر صفوها بالقول أو الفعل والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة أشهر من أن تذكر وهي معروفة معلومة.
وأخوة الإسلام لا تحدها حدود وأقاليم ونحوها مما يفرق بعضها بعضا وهذا أمر معلوم لديك- أخي الكريم- بل والشواهد عليه كثيرة والمعيار في ذلك هو قوله تعالى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
ومتى ما فهم هذا الأصل الأصيل وأضيف إليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه.
بعدها يتضح معنى حق وحقيقة الأخوة"
وتحدث عن حاجة المسلم للمسلم عند تعرض أحدهما أو كلاهما للمظالم فى أى مكان فقال :
" ويتأكد هذا عند احتياج المسلم لأخيه المسلم وبخاصة إذا كانت الحاجة لأمة من المسلمين قد هضم حقها وبغي عليها في أرضها فسلبت ديارهم وأموالهم وهتكت أعراضهم وقتلوا و ... و ... و ... حتى أصبح هذا العمل الشنيع الموجع من قبل هؤلاء الكفار أمرا مألوفا أمام سمع وبصر العالم، فلا تكاد تخبو نار حتى تهب فتنة أخرى، وحدث ولا حرج عن مجازر المسلمين في القديم والحديث، وصدق الله إذ يقول {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}"
وتحدث عما يصيب المسلمين من اضطهاد فى الدين فى بلادهم فو عدة وقفات فقال :
"وبالنظر إلى قضايا إخواننا المسلمين المنكوبين والمضطهدين في دينهم وبلادهم في الوقت الراهن نقف وقفات:
* الوقفة الأولى: العلم الأكيد الذي لا مرية فيه أن أعداء الإسلام والمسلمين هم أعداء مهما سالمونا إذ أن شرهم كامن فيهم حتى يحققوا رغباتهم ومرادهم، قال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [البقرة: 120].
* الوقفة الثانية: ماذا يعني ويوحي لك حينما ترى أعداء الإسلام يطالبون بحقوق الإنسان ودماء المسلمين أرخص الدماء تهدر كرامة المسلم ويحرق ويهدم بيته ويهتك عرضه و ... و ... و ... ثم ينادى بحقوق الإنسان!! بينما محاضن الحيوانات والعناية بها والدفاع عنها لا تعد ولا تحصى! ألا ترى ذلك من التناقض والانتكاس في الفطر؟ وقبل ذلك تعلم أن المسلم مقصود وإلا فهو إنسان.
* الوقفة الثالثة: إن ما يحدث من تسلط الأعداء على آحاد المسلمين وجماعاتهم إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} [الشورى: 30]، فتغير أحوال المسلمين مرهون برجوعهم إلى ربهم {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11].
* الوقفة الرابعة: أن تكون تلك القضايا ونحوها سببا في زيادة الترابط بين المسلمين وأن يظهر ذلك جليا في مشاركتنا لهم بآمالهم وآلامهم فنفرح لفرحهم ونتألم لمصابهم، وأن يكون لتلك القضايا نصيب من مجالسنا وأوقاتنا، وألا نمل من الدعاء لهم بالنصر والتمكين، والبذل والإنفاق عليهم، وتحقيق عقيدة الولاء والبراء فيمن نجلب لهذه الجزيرة من خدم وعمال مسلمين، ونستبعد جميع ملل الكفر والإلحاد؛ لنكون مع أخواننا المسلمين حسيا ومعنويا.
* الوقفة الخامسة: أن لا يغيب عن ذهنك أخي المسلم فضل الاهتمام بقضايا المسلمين وخطر إهمال ذلك قال - صلى الله عليه وسلم - «ما من امرئ مسلم يخذل امرا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، ويتنقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موضع يحب نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» رواه أبو داود وقال أيضا: «إن لله تعالى أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم» الحديث رواه ابن أبي الدنيا وهو حسن."
والحديث الأخير باطل يناقض كتاب الله فليس هناك عباد اختصهم بمنافع الناس لأنه فى الشرع وزعه بالعدل على الكل فقال :
"وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
وما يحدث من غنى البعض فى بلادنا غنى كبير هو نتيجة كفرهم أو أباءهم عندما حصلوا هذا المال بغير الشرع سواء تجارة محرمة أو سرقة أو نهي أو حكام وزعوا المال بغير ما أنزل الله بالاقطاعات والقوانين
ثم قال :
* الوقفة السادسة: أن تكون تلك القضايا مذكرة لنا بنعمة الله علينا من أمن وأمان ورغد في العيش فحذار حذار من التفريط في شكرها قال تعالى: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} [النحل: 112].
* الوقفة السابعة: احذر الشماتة بأصحاب تلك القضايا وتعداد أخطائهم، ولا تكل ولا تمل من مد يد العون لهم ولا تشغلنا قضايا المسلمين وكثرتها عن بعضها البعض، ولا نيأس من نصرهم ونصرتهم ولتكن قضاياهم مؤثرة في زيادة الإيمان، والعمل لدينا نحو هذا الدين حيث دل الكتاب والسنة على نصرة هذا الدين وأهله، وأن العاقبة لهم والتاريخ شاهد على ذلك.
* الوقفة الثامنة: أسئلة تحتاج منك أخي المسلم إلى إجابة سواء
في العاجل أم في الآجل نحو تلك القضايا.
- ماذا عملنا وما هو عملنا؟
- كم وكيف عملنا؟
- ما هو نصيب أموالنا وأوقاتنا نحو تلك القضايا؟
- لمن نترك هؤلاء؟"
وبعد تلك الوقفات التى معظم الكلام عنها صحيح تحدث عن واجبات المسلمين تجاه بعضهم فقال :
"مطالب بعد تلك الوقفات
* المطلب الأول: الحرص التام على العمل بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحث الناس على ذلك إذ هما أساس النصر والتمكين في الأرض، والآيات والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة.
* المطلب الثاني: التدبر لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - إضافة إلى التاريخ في القديم والحديث لأخذ العبرة والعظة وشحذ الهمم في التقدم بالأمة إلى الأمام وإحياء روح الجهاد فيها.
* المطلب الثالث: السعي في كشف خطط ومكر الأعداء بكل وسيلة.
* المطلب الرابع: الاهتمام بالتربية الجادة للنفس والغير لما في ذلك من الخير العظيم في مواجهة أي حدث يحدث.
* المطلب الخامس: العلم بفائدة نشر الفتاوى والمطويات، ونظم القصائد والخطب، وجمع التبرعات، وإقامة المعارض في أي قضية من قضايا المسلمين.
* المطلب السادس: إشعار أفراد طبقة المجتمع بقضايا المسلمين وخاصة طبقة الشباب والنساء.
* المطلب السابع: التعاون والمساعدة مع مكاتب الجاليات
والمؤسسات الخيرية التي تعتني بقضايا المسلمين.
* المطلب الثامن: السعي بكل وسيلة ممكنة في دعوة الكفار إلى الإسلام.
* المطلب التاسع: رصد وتسجيل الأحداث لتبقى تاريخا يستفاد منه، وتؤخذ منه الدروس.
* المطلب العاشر: الالتفاف حول علماء الأمة المعروفين بصلاح المعتقد وسلامة المنهج؛ للاستئناس بآرائهم والصدور عن رأيهم إذ هم أعلم الناس بمعالجة قضايا الأمة وإيجاد الحلول الناجعة لها.
* المطلب الحادي عشر: السعي إلى إصلاح النفوس وإزالة الشحناء والبغضاء من قلوب المسلمين بعضهم من بعض، إذ في ذلك من الخطر ما لا يخفى، فإذا لم يلتفت لهذا المطلب والمسلمون يقتلون ويشردون و ... و ... فمتى نلتفت لذلك؟ وإلى متى؟
* المطلب الثاني عشر: أن لا نغتر ولا ننخدع بما تذيعه وتنشره بعض وسائل الإعلام المشبوهة ضد المسلمين من الكذب عليهم وتضخيم أخطائهم والمبالغة في بعض الحقائق ونحو ذلك.
* المطلب الثالث عشر: أن نحسن معاملتنا مع جميع إخواننا المسلمين، وبالأخص الوافدون لهذه البلاد من عمال وخدم وحجاج وغير ذلك من حيث الحرص على تعليمهم ما ينفعهم من أمور الشريعة، إذ يرجى أن يكونوا دعاة خير في بلادهم إذا رجعوا إليها، وأيضا الحرص على أن لا يبخسوا حقهم من مال وغيره.
* المطلب الرابع عشر: فضائل الإحسان
وهو من الأهمية بمكان قراءة الآيات وسماع الأحاديث والقصص التي تبين فضائل الإحسان في الدنيا
والآخرة وتأمل قوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}."
وما سبق من مطالب هو مطالب إما متكرر المعنى مثل الحرص على العمنل بكتاب الله فهو نفسه اصلاح النفوس وإما مطالب جزئية تدخل ضمن العمل بكتاب الله كبقية المطالب
وتحدث عن سبب كل تلك المظالم مبينا أنه ابتلاء فقال :
"قف مع لماذا
1 - لماذا هذا الابتلاء يحدث للمسلمين وهم مسلمون!! الجواب: أن هذا امتحان من الله ليري الصادق الصابر ممن هو ضد ذلك، وأيضا لو كان النصر والتمكين حليف المسلمين في جميع أمورهم لدخل في الإسلام كل منافق، وأيضا بهذا الابتلاء يختبر الله المسلمين هل يعاونون ويساعدون إخوانهم أو لا؟
قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: 142]، وقال: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} [العنكبوت: 2، 3]."
بالقطع كل شىء فى حياتنا الدنيا ابتلاء ولكن السبب فيما نحن فيه هو :
تخلينا جزئيا أو كليا عن طاعة كتاب الله إما بسكوتنا عن المظالم وإما رغبة فى متاع الدنيا كما قال الكفار :
" يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا"
وتحدث عن أسباب تشريع الزكاة فقال :
"2 - لماذا شرعت الزكاة؟ الجواب: لحكم كثيرة منها مواساة الفقراء والضعفاء؛ ولذا من أصناف أهل الزكاة المجاهدون في سبيل الله إذ هم بحاجة إلى المادة الحسية والمعنوية في رد عدوان الأعداء، وكون الزكاة تدفع لهذا الصنف لا شك أن لها أثرا في نفوسهم وقوة عزائمهم، ثم تأمل -أيضا- في فريضة الصيام، أنه كما أنت أيها الصائم تحس بالجوع فترة معينة، فهناك من يحسن بالجوع فترات وأوقات، فماذا أنت صانع؟"
بالقطع دعم المجاهدين واجب ولكن أى مجاهدين ونحن نرى أن كثير من التنظيمات خاصة ألأشهر والأكثر إرعابا كما يزعمون التى تسمى جهادية كلها تابعة لأجهزة المخابرات الكافرة فى الداخل والخارج
وتحدث عن وجوب أسباب نصر المسلمين المظلومين فقال:
3 - لماذا نساعد وننصر ونقنت لإخواننا المسلمين المنكوبين في كل مكان وزمان؟ الجواب: لينصرنا الله ولئلا يتسلط علينا الأعداء
فيأتينا ما أتاهم. وهل ننتظر المنصرين ليساعدوا إخواننا أو ماذا؟
قال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} [الحج: 40]. وقال: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد: 7]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» [رواه أبو داود وغيره]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا» [متفق عليه]."
والكلام عن وجود مسلمين غير مظلومين هو ضرب من الخيال فكل من يقول أنا مسلم حاليا مظلوما فالمعظم مظلوم من حكامه الذين يضيقون عليهم فى الأرزاق ويسرقون أقواتهم وأما الباقى فمضطهد من من دول الكفر التى يعيش فيها وهو ما يسمى بالأقليات
كلنا نعيش بين عذاب حكام الداخل وعذاب حكام الخارج والكل على ملة واحدة وهى الكفر
وتحدث عن مسلمى الداخل فقال :
"وبقى أمر ثان ...
وهو أن ما مضى ذكره لا يعني أن ننسى أو نتناسى قضايا المسلمين الفقراء والضعفاء في الداخل، بل نقوم بحقهم، ونتفقد أحوالهم حيث إن الشريعة جاءت حاثة على ذلك، ورتبت على ذلك الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، فمن ذلك الفلاح ودخول الجنة والإعانة والتأييد من الله والتيسير والتنفيس للهموم والكروب، وأنه أيضا من أكبر أسباب رحمة الله ومن صفات المؤمنين المتقين.
وكذا جاء في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومن تأمل حياة السلف رحمهم الله وجدهم في هذا الجانب من المسابقين فيه، بل منهم من عرف بذلك، وأصبح يسمى بأبي المساكين، وإذا علمت أخي الكريم أن الشريعة جاءت بالإحسان إلى البهائم حتى وهي تذبح كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم- أيقنت أنه ومن باب أولى الإحسان إلى بني آدم، "
والحديث عن المبرات الخيرية هو ضرب من الخيال فمعظمها أنشأها الذين اغتنوا من أموال المسلمين التى سرقها الحكام أو وزعوها عليهم بغير حق من خلال الاقطاعات وغيرها من المصائب التى ابتليت بها الأمة يعنى تلك المبرات على طريقة من ذقنه وافتل له
مال الشعب يسرق منه ويعاد له جزء صغير وفيها قال الحيان:
" وانطلاقا من هذا الجانب المهم أنشئت المبرات الخيرية في هذه البلاد حرسها الله، وجزى الله كل خير من أنشأها وعمل فيها، حيث الجهد والجد المحسوس والملموس، والعطاء والبذل المتواصل الذي يعرفه القاصي والداني، إن ما تقوم به تلك المبرات يحتاج منا جميعا للتبرع لهم إضافة إلى ما يلي:
أولا: المشاركة معهم بنفسك فيما يقومون به.
ثانيا: تعريف أهل الخير من المحسنين وغيرهم بهذه المبرات.
ثالثا: إبداء ما لديهم من اقتراحات وتوجيهات تخدم أعمال المبرة وترتقي بها إلى الأفضل.
رابعا: زيارة المبرة بين الحين والحين للتعرف عليها عن قرب، ولمعرفة ما استجد فيها من المشاريع الخيرية.
خامسا: الدعاء لهم بظهر الغيب."
هذا الكلام هو حقيقة ما يسمى بالمبرات وليس ما قاله الحيان فلا فضل لأحد ممن أنشئوا تلك المبرات وإنما الفضل إن كان هناك فضل لبشر هو لمن سرقت منهم أموالهم
مساعدة المسلمين مطلوبة فيما بينهم ولكن تلك المبرات تحولت لأماكن للنهب والسلب وأماكن لسرقة أموالها ممن يديرونها عدا قلة قليلة
وتحدث عما سماه العقبات الخطيرة فقال :
"عقبات خطيرة
أولا: إن من المسلمين من يعتذر عن مساعدة إخوانه المسلمين تارة بعدم المال أو قلته أو ضيق الوقت أو ... أو ... ،وهذه أعذار غير مقبولة، وذلك لأننا نملك الإمكانيات، وهي موجودة لدى كل واحد، ولكن الشعور والإحساس بالمسؤولية هو المفقود إلا ما شاء الله، إذ المطلوب بذل المستطاع وكل بحسبه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق» رواه مسلم.
ثانيا: إن من البعض من يشكك في المبرات والمؤسسات الخيرية فتارة بقوله: من يضمن لي أنهم يوصلون المال إلى مستحقيه، وتارة هل هؤلاء محتاجون لزكاة حقيقة ومرة أخرى ... و ... والجواب عن هذه العقبة هو فيما يلي:
1 - أن هذا المسلك خطير جدا إذ لو فتح الباب على مصراعيه
لتعطلت أمور كثيرة سببها الوهم الشك والتخمين قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ... } [الحجرات].
2 - الأصل في كل مسلم ومؤمن الأمانة والثقة والصدق.
3 - لا أحد يمانع من أن تزورهم بنفسك بل وتباشر بعض الأعمال بنفسك.
4 - على المسلم أن يتثبت في كل شيء من أمره ويتحرى الحقائق ثم بعد ذلك لو بذل الزكاة والصدقة ونحوها لمن يظن أنه مستحق لها وتبين له فيما بعد أن من بذلت له ليس مستحقا لها. ففي هذا الحال أجر الإنسان وجزؤه ما بذله هكذا ذكر علماؤنا كيف وتلك الجهات موثوقة رسمية مصرح لها.
ثالثا: ومن العقبات وساوس الشيطان المختلفة في هذا الجانب قال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم} [البقرة]. وقال: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 174].
إلى كل عامل ومحتسب في تلك المبرات والمؤسسات نوصيك بما يلي:
أولا: بالإخلاص لله في كل ما تقوم به.
ثانيا: استشعار عظم الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى حيث إن له أثرا في الاحتساب والصبر والجد في العمل بلا ملل ولا كلل.
ثالثا: الحرص على العلم الشرعي والإلمام بما تيسر منه إذ أن ذلك مهم لمن يمارس الدعوة إلى الله.
رابعا: العناية بجانب الأخلاق وحسن المعاملة.
خامسا: استغلال الفرص والأوقات والأزمنة المناسبة في تذكير المسلمين بقضايا إخوانهم كفصل الشتاء وأيام الأعياد ونحوها.
سادسا: إذاعة ما يجد من قضايا المسلمين عبر (الأئمة والخطباء والصحف والمجلات والإنترنت ... و ... و ... )"
وكلام الحيان هو كلام مرسل فإما هو جاهل بما يجرى فعلا فى تلك المؤسسات فهى فى الغالب إن ظلت أهلية بتعبير القوانين فهى تعمل فى الغالب عملا صحيحا وإن أشرفت عليها الحكومات فقد دخلت فى الغالب فى متاهة السرقة والتوجيه غير الصحيح لتلك الأموال
وتلك الأموال المجموعة لو وجهن نحو الداخل لكان أفضل استخدامها لازاحة الحكام والحكام فلو صلحت منطقة واحدة وأزاحت حكامها الظالمين وطبقت حكم الله لكانت نقطة الانطلاق لازاحة حكام بلادنا كلهم ولكن توجيهيا نحو الخارج وإن كانت لمسلمين أخرين يبقى الظلم على ما هو عليه وسيظل الظلم قائم طالما لا نعالج مشكلة الداخل قبل الخارج