نقد كتاب اقرأ مصيرك قبل أن تُفَجِّر
المؤلف خالد بن علي بن محمد العنبري والكتاب فيما يبدو هو حرب الدولة الإرهابية ضد صناعتها فالعنبرى يدافع عن الأنظمة الحاكمة راميا كل التهم على الإرهابيين المفجرين أنفسهم وغيرهم وكعادة علماء السلطة فهم لا يقيمون لكتاب الله وزنا فالرجل لم يناقش من هو الإرهابى حسب كتاب الله
فكل المسلمين المشاركين فى إعداد القوة التى ترهب العدو أصبحوا عند العنبرى إرهابيين رغم أن الله من أمرهم أن يعدوا القوة لإرهاب الأعداء فقال :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"
أصبح كل المسلمين بسبب العنبرى وأمثاله إرهابيين لطاعتهم أمر الله بسبب طاعته للنظام الحاكم
كلمة الإرهابى لا تطلق على من يعتدى على الناس فالإرهابى فى الآية هو من يعد القوة ولا يستخدمها لأن وجود القوة كافى فى كف أذى المعتدين ومن ثم فكل المسلمين لابد أن يكونوا إرهابيين عند الله
وأما الكلمة التى من المفروض أن تطلق على مفجر نفسه وغيره فإما أن تكون هى المعتدى المحارب لله أو المظلوم الذى يحقق بعض العدالة على حسب نيته وما حدث له أو لغيره
وتحدث العنبرى فى بداية كتابه عن تعريف الآرهاب المزعوم فقال :
"إننا نعيش في زمان عصفت بالأمة ريح عاتية من فتن التكفير والإرهاب والغلو والتطرف، وشغلت قضية الإرهاب العالم أجمع، وعقدت كثرة من المؤتمرات والندوات لدراسة قضاياه والبحث عن جذوره وتجفيف منابعه، وشهدت هذه المؤتمرات خلافات حول تعريف الإرهاب، وسبل مكافحته.
مختلف تعريفات الإرهاب تكاد تتفق على أنه يتضمن عناصرة عدة، أخطرها التهديد والترويع، وسفك الدماء وقتل الأبرياء، وتفجير المساكن والمركبات، وتخريب المرافق والمنشآت، وأمثال ذلك مما اتفق المسلمون على تحريمه، وتجريم مرتكبيه، وعدهم من المفسدين في الأرض."
وبنى العنبرى مقولته فى الإرهاب على أن سببها هو التكفير فقال :
"ولا يخفى أن الإرهاب هو الابن الشرعي للفكر التكفيري كما أثبتت ذلك وقائع الإرهاب واعترافات المتورطين فيه، فجرائم الإرهاب التي رأيناها في كثير من البلاد ما هي إلا ثمرات سنوات سمان من الأفكار التكفيرية التي ما فتئنا نحذر منها ليلا ونهارا في كتب ومقالات وأحاديث مسجلة وغير مسجلة."
الغريب فى الأمر أن العنبرى لا يذكر أن حكامنا يسجنون ويعدمون كل من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحاربون دين الله وهم من يروعون أسر الدعاة والآمرين بالمعروف ليلا ويدخلون بيوتهم منتهكين الحرمات وهم يظلمون الناس حين يوزعون دخل البلاد على بعضهم البعض جاعلين شعوبهم فقراء ومحتاجين ويمنون عليهم من نقود الشعب أحيانا بالتخلى عن ديون البعض
لا يذكر العنبرى ظلم الحكام فى مقابل التفجير مع أن التفجيرات معظمها فى بلاد المنطقة تم بمعرقة مخابراتها والمخابرات الغربية ولا يذكر أن القاعدة وداعش وغيرها إنما هى تنظيمات أنشأتها المخابرات بقيادة أبناء من الآباء الموالين للأنظمة الحاكمة أسامة بن لادن واحد من أبناء واحد من أغنى أغنياء السعودية موالى للنظام أيمن الظواهرى ابن شيخ ممن ترأسوا مشيخة الأزهر ومن المعروف أن شيوخ الأزهر هم من ضمن النظام الحاكم
كل ما يجرى فى قيادة تلك الجماعات التى تظهر كمجاهدة هو تمثيل علينا فابن لادن والظواهرى والبغدادى وغيرهم هم ضباط مخابرات يقومون بتنفيذ ما تملى عليهم المخابرات
هل نضحك على أنفسنا أبناء الأغنياء يصبحون فجأة مسلمين ومجاهدين مع قوله تعالى المكذب لذلك:
"كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"
وتحدث الرجل عن التكفير فقال :
"ومع أن الأمر الذي لا اختلاف فيه بين العلماء: أن الأصل في المسلم بقاء إسلامه حتى يتحقق زواله عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ومن ثم كان -لزاما- على هؤلاء المكفرين ترك التساهل في تكفير المسلمين، لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: الوقوع في الوعيد الشديد؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه)) متفق عليه، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله))، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك)) رواهما البخاري.
الثاني: افتراء الكذب على الله -تعالى-، لأن التكفير حكم شرعي، فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله، وبعبارة أخرى: لا يكفر إلا من قام على تكفيره دليل لا معارض له من الكتاب أو السنة.
رغم ذلك، فإن الغلاة لم يكتفوا بتكفير عموم المسلمين، بل زادوا الطين بلة، فانطلقوا في عمايتهم يكفرون الحكام والدول والمجتمعات!! فاصطدمت الأمة -واصطلت- بنيران فتنة التكفير، وما أعقبها من نتائج خطيرة، وآثار مدمرة.
وما كان ليخطر ببال أحد -في يوم من الأيام- أن تتحول حياة كثير من المسلمين -بفضل هذه الفتنة- إلى كابوس كئيب، أحال أوضاعهم إلى جحيم لا يعرفون منه خلاصا.
وبات أصحاب هذه الفتنة شؤما على الأمة بحق؛ إذ شابهوا إخوانهم الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية -بحق- أنهم: ((لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم: لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك؛ لعظم جهلهم وبدعتهم المضللة))."
وبالقطع التكفير من ابتدعه وأظهر علينا فى عصرنا هم أبناء الأنظمة ففى مصر مثلا صالح سرية ضابط من ضباط القوات المسلحة وتنظيم الفنية العسكرية ومن زعموا أنهم اغتالوا السادات كانوا ضباطا فى الجيش المصرى ومعظم من ارتكب جرائم سميت بالإرهابية كانوا فى الغالب ذو توجه عسكرى موالين للنظام
ونقل الرجل من بطون الكتب كلام السلف فى عدم التكفير فقال:
"فلا جرم أن يمضي العلماء من السلف والخلف يحذرون من العجلة في الحكم بالردة أو التكفير؛ حماية لأعراض المسلمين حكاما ومحكومين أن تنتهك، وصيانة لدمائهم أن تسفك!
قال ابن أبي العز الحنفي: (( إنه لمن أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه، بل يخلده في النار، فإن هذا حكم الكافر بعد الموت)).
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن علي المازري المالكي: ((من كفر أحدا من أهل القبلة؛ فإن كان مستبيحا ذلك: فقد كفر، وإلا فهو فاسق يجب على الحاكم إذا رفع أمره إليه أن يؤدبه ويعزره بما يكون رادعا لأمثاله، فإن ترك مع القدرة عليه فهو آثم)).
وقال أبو حامد الغزالي الشافعي: ((والذي ينبغي الاحتراز منه: ((التكفير))، ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله: خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم))
ووأد فتنة التكفير فريضة دينية، وضرورة اجتماعية، ولن يكون ذلك إلا عبر تفنيد شبهات أصحاب الفكر التكفيري المنحرف، وإزالة ما علق في أذهانهم، وأشرب في قلوبهم من انحرافات الفهم لنصوص القرآن والسنة ونصوص أهل العلم...
لم يكتف الإسلام في حربه على الإرهاب بالتحذير من الغلو في التكفير الذي هو أسه وأساسه، بل حرم كل الأسباب والطرق المؤدية إليه من الترويع ولو على سبيل المزاح، والإشارة بالسلاح، بل حرم مجرد الخدش ولو من غير قصد! فكيف بالقتل بغير حق؟!"
التكفير هو أمر من الله يقوده الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر فكل من ارتكب ذنبا كافرا حتى يتوب منه ويظل صاحبه كافر طالما أصر على الذنب وبدلا من أن يحدثنا العنبرى لماذا انحدرت الأمة إلى ما هى فيه من ظلم وهزائم متوالية من كل حدب وصوب حدثنا عن التكفير وعدم التكفير هو الذى تسبب فى ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو من جعلنا ننحدر وسنظل فى الانحدار طالما ننصر الحكام الظلمة على الناس طالما نجعل الضحايا غالبا هم الإرهابيين بمعنى المعتدين بينما المعتدين ندعو لهم على المنابر بالنصر والرحمة بدلا من ان ندعو عليهم
الرجل فى بقية البحث ينقل روايات لنصرة من يدافع عنهم فالمفجرون كلهم عنده سواء فهم فى النار وأما الظلمة الفجرة وهم الحكام ففى الجنة وفى هذا قال :
"((كان الصحابة يسيرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال ما يضحككم فقالوا لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )) رواه أحمد وأبو داود. وقال الشوكاني(في الحديث دليل على أنه لا يجوز ترويع المسلم ولو بما صورته صورة المزح))
وفي حديث أبي هريرة المتفق على صحته: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار)).
قال ابن حجر: وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور، وان لم يكن المحذور محققا سواء كان ذلك في جد أو هزل .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - ) من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه)).
وفي حديث جابر المتفق على صحته( أن رجلا مر بأسهم في المسجد قد أبدى نصولها فأمر أن يأخذ بنصولها كي لا يخدش مسلما )).
فإذا كان لا يجوز الترويع ولو مزاحا، والخدش ولو بدون قصد، فكيف بسفك دماء الأبرياء بغير حق، فلا عجب أن يقف الشارع الإسلامي موقفا صارما من الإرهابي، لا سيما وقد ارتكب كثرة كاثرة من الخطايا العظيمة والجرائم الكبيرة، من الخروج على الحكام، ونقض العهد و البيعة، والغدر والخيانة ، وقتل المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، وتشويه صورة الإسلام، وصد الناس عن الدخول فيه!! ولا محيص أن نقف عند بعض المواقف الشرعية والعقوبات الإلهية التي توعد بها إسلامنا هؤلاء الإرهابيين، لعلهم ينتهون أو يتذكرون! وليهلك من يهلك منهم عن بينة!، وليكف الذين في قلوبهم مرض ممن يرمون ديننا بالإرهاب والوحشية!
الإرهابي ليس منا نحن المسلمين
عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من حمل علينا السلاح فليس منا)) متفق عليه.
وعن ابن مسعود، قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) متفق عليه
وعن الحارث الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع)) أخرجه الترمذي.
قال الخطابي : الربقة ما يجعل في عنق الدابة كالطوق يمسكها لئلا تشرد ، يقول من خرج من طاعة إمام الجماعة أو فارقهم في الأمر المجتمع عليه، فقد ضل وهلك وكان كالدابة إذا خلعت الربقة التي هي محفوظة بها، فإنها لا يؤمن عليها عند ذلك الهلاك والضياع انتهى ."
مما لاشك فيه أن القاضى قبل أن يصدر حكما لابد له أن يدرس كل جوانب المسألة فالمظلوم الذى يفجر نفسه لأنه ابنه أو قريبه قتله النظام أو لا يقدر على الانفاق على عائلته أو لأن المسئول يريد الزنى مع زوجته أو قريبته ليس معتديا وإنما المعتدى هو من ظلمه
ابحث أولا عمن ارتكب الظلم الأول فهذا هو المعتدى ولذا قال تعالى :
" ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
وقد استثنى الله كل المظلومين من عقاب سبهم لظالميهم فقال :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "
بالقطع الإسلام لا يقر التخريب والتدمير وقتل غير المعتدين وهم الظالمين ولكنه قرر أن لكل مظلوم حق يجب أن يعطى له فإن لم يوجد من ينصره ويعطيه له فمن حقه أن يبحث عن طريق يستعيد به بعض حقه أو كرامته
وقال :
الإرهابي تلبس بإحدى الموبقات
عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات (يعني المهلكات) قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) متفق عليه."
بالقطع الحديث باطل لأن الشرك اسم جامع لكل الذنوب التى أطاع فيها المشرك غير الله كما أن الموبقات كثيرة جدا منها حرب الله ورسوله(ص)ومنها الربا والاستمرار فى العمل به
وقال :
"الإرهابي في ورطة لا مخرج منها
عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )) لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)) قال ابن عمر( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)) رواه البخاري.
قوله: (في فسحة): أي في سعة منشرح الصدر، فإذا قتل نفسا بغير حق صار منحصرا ضيقا لما أوعد الله عليه ما لم يوعد على غيره، يعني:أنه يضيق عليه دينه بسبب الوعيد لقاتل النفس عمدا بغير حق. والورطة في قول ابن عمر: هي الهلكة، وكل أمر تعسر النجاة منه."
الرجل هنا يفترض أن الإرهابى المزعوم يسفك دم فى غير حله وبالقطع المظلوم الذى لا يذكره العنبرى هنا لن يكون فى جهنم إذا كان يدافع عن نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله كما تقول رواية أخرى
وقال :
زوال الدنيا أهون عند الله مما يفعله الإرهابي
روى النسائي عن بريدة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
)) قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)).
ما يفعله الإرهابي أشد حرمة من انتهاك الكعبة
روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو، قال:
((رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرا))"
وأى حرمة لأناس يحكمون بغير حكم الله فيقتلون الناس وينتهكون أعراضهم وينهبون أموالهم هل يمكن أن يكونوا مسلمين وهم يشركون بالله
وقال :
"الإرهابي عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،قال: (( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) متفق عليه.
المراد بالذمة: الأمان. ومعنى الحديث: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمنه أحد المسلمين حرم على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلم، ويقتضي الأمان ثبوت الأمن والطمأنينة للمستأمنين من غير المسلمين فيحرم قتلهم، وسبي نسائهم، واغتنام أموالهم."
وقال :
الإرهابي يحمل لواء غدر يوم القيامة
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان )) متفق عليه.
اللواء : الراية أو العلم والمراد أنه يعرف بعلامة مميزة!
وعن عمرو بن الحمق، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( من أمن رجلا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة )) أخرجه أحمد وابن ماجه وهذا لفظه.
يقول ابن تيمية في الصارم المسلول: (1 /91): (( ومن المعلوم أن من أظهر لكافر أمانا لم يجز قتله بعد ذلك لأجل الكفر، بل لو اعتقد الكافر الحربي أن المسلم آمنه و كلمه على ذلك صار مستأمنا )).
كما أوضح في منهاج السنة: (6/425) ما ينبغي أن تكون عليه علاقة المسلم بغير المسلمين من بر وإحسان إذا أقام بينهم فقال: (( لأن الإيمان الذي في قلبه يوجب أن يعاملهم بالصدق والأمانة والنصح وإرادة الخير بهم، وإن لم يكن موافقا لهم على دينهم، كما كان يوسف الصديق يسير في أهل مصر وكانوا كفارا ))!"
وبالقطع لا وجود للواء المزعوم فى الروايات لأن الناس يأتون ليس معهم أى شىء كما قال تعالى :
" ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة"
فالناس يبعثون كما خلقوا فى أول مرة كما قال تعالى :
" كما بدأكم تعودون"
ثم قال :
"هل يغفر للإرهابي؟
عن معاوية، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول(كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا))رواه أبو داود والحاكم.
وكأن المراد كل ذنب ترجى مغفرته ابتداء إلا قتل المؤمن فإنه لا يغفر بلا سبق عقوبة، وإلا الكفر فإنه لا يغفر أصلا، ...ثم لا بد من حمله على ما إذا لم يتب وإلا فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كيف وقد يدخل القاتل والمقتول الجنة معا، كما إذا قتله وهو كافر ثم آمن وقتل.(السندي)
هل تقبل توبة الإرهابي؟
عن ابن عباس،أنه سأله سائل، فقال: يا أبا العباس، هل للقاتل من توبة؟ فقال ابن عباس كالمتعجب من شأنه: ماذا تقول؟ فأعاد عليه المسألة، فقال له: ماذا تقول؟ مرتين أو ثلاثا، ثم قال ابن عباس: أنى له التوبة؟ سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ، يقول: يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه، متلببا قاتله بيده الأخرى يشخب أوداجه دما، حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لله: رب هذا قتلني، فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست، ويذهب به إلى النار.)).رواه الترمذي والطبراني."
الرجل هنا يحرم الغفران والتوبة على الله الإرهابى المزعوم مع قوله تعالى :
" لإن الله يغفر الذنوب جميعا"
وما أدراك أن الإرهابى المزعوم هو عند الله معتدى بدون حق ما أدراك أنه ليس هو المظلوم وأن من تدافع عنه هو مستحق النار لأنه من ظلمه وأصر على الاستمرار فى ظلمه
وحدثنا بحديث من احاديث مشايخ السلطة فقال :
"الإرهابي يموت ميتة جاهلية
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،أنه قال: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)) رواه مسلم.
الإرهابي يلقى الله ولا حجة له
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) رواه مسلم."
وبالقطع لو كان كل خارج عن جماعة فى النار لكان معظم رسل الله(ص) فى النار لأنهم خرجوا على طاعة حكامهم
هذه الروايات ابتدعها الحكام لابقاء الظلم واسكات الناس على الظلم دون أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر دون إنكار للمنكر
وقال :
"الإرهابي أول من يقضى عليه يوم القيامة لجرم فعله وشدة غضب الله عليه!
عن ابن مسعود ،قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء )) متفق عليه."
بالقطع الله لا يحكم بين الناس حكم قطاعى ذنب ذنب فيحاكم على كل ذنب وإنما حكمه حكم عام يصدر بإعطاء الكتاب فى اليد اليمنى أو اليسرى ومن ثم لا يوجد شىء أول ,اخر فى ف=قضاء الله
وقال :
الإرهابي لا يقبل الله منه نافلة ولا فريضة
"عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) رواه أبو داود، والصرف: النافلة، والعدل: الفريضة، وقيل غير ذلك."
هل ذكرت الرواية الارهابى المزعوم أم ذكرت القاتل ؟
وقال
"الإرهابي يحول إرهابه بينه وبين دخول الجنة
عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة، كلما تعرض لباب من أبواب الجنة، حال الله بينه وبينه، ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه)) رواه الطبراني والبيهقي "
نفس المقولة الحديث يذكر القاتل وليس الارهابى المزعوم
ثم قال :
"الإرهابي لن يشم رائحة الجنة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما)). رواه البخاري واللفظ له، والنسائي إلا أنه قال: ((من قتل قتيلا من أهل الذمة))."
نفس الكلمة والحديث باطل فريح الجنة لا يقاس بمقياس زمنى لأنها حاليا فى السماء ونحن فى الأرض ومن ثم فالمقياس سيكون مكانيا وليس زمنيا
ثم قال :
"الإرهابي يكبه الله في النار
عن أبي سعيد و أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار)) رواه الترمذي
للإرهابي في النار أشد العذاب
عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،قال( يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير حق فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم)) رواه أحمد والبزار."
الأحاديث فى القاتل المتعمد القتل بدون وجه حق وليس فى الإرهابى المزعوم
ثم قال :
"إرهابي العملية الانتحارية تحرم عليه الجنة
عن جندب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كان برجل جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدر عبدي بنفسه، فحرمت عليه الجنة)) متفق عليه"
الحديث يتكلم عن رجل قتل نفسه ولم يقتل غيره فأى شبه بينه وبين الإرهابى المزعوم الذى يقتل نفسه وغيره؟
ثم قال :
"إرهابي العملية الانتحارية يتردى في نار جهنم
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم، يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها أبدا)). متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار، والذي يقتحم يقتحم في النار)) رواه البخاري.:"
الرجل يستدل بمن قتلوا أنفسهم دون ان يقتلوا غيرهم على الإرهابى قاتل غيره فهل هذا استدلال صحيح
وأنهى الرجل كتابه بالمقولة التالية:
"هذا الذي سبق من وعيد شديد ينتظر الإرهابي الذي يسفك ويقتل ويدمر ويخرب ثم يزهق نفسه في عملية انتحارية، فيوقع البلاء والفتن والمحن في المجتمعات، ويتسبب في التنفير من الإسلام، والصد عن سبيل الرحمن، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا."
وقبل أن ننهى النقد أقول :
نحن لا نحيا فى مجتمع مسلم حتى نحكم بحكم الله فى المسألة فالمعتدى أولا هو من يعاقب فى الإسلام كما قال تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
والغالب إن لم يكن دوما هو أن من يعتدون هم الحكام
المفجرون على نوعين :
النوع الأول المظلومون الذين ضاقت بهم السبل فلم يعد أمامهم طريق إلا قتل أنفسهم وبعض الظلمة معهم أو قتل بعض الظلمة أو ضربهم كما حدث من موسى(ص) عندما ضرب الرجل من قوم فرعون فقتله وأراد قتل الثانى إلا أنه بين له الحقيقة وهو أنه مخلوق للإصلاح وليس للإفساد فى الأرض
النوع الثانى هو من لا يكون مظلوما ولكنه ينفذ الأوامر الصادرة له من القيادة دون بحث أى تمحيص وهذا النوع مثله مثل الجنود الذين ينفذون أوامر القيادة دون بحث أو تمحيص فهو نوع موجود عند الجماعات المعتدية وعند النظام الحاكم
وقد ناقش فيلم البرىء المصرى تلك القضية منذ أربعين سنة فعندما طلب من العسكرى سبع الليل تعذيب الإرهابى عدو الوطن والنظام فوجىء الجندى أن العدو هو الرجل الذى علمه الحق والخير الرجل الذى لم يعرف أنه ظلم أحد أو اعتدى على أحد ومن ثم كانت نهاية الفيلم أن الجندى قتل قادته لأنه يعرف الحقيقة وهى النهاية التى لم تعرض عند عرض الفيلم فى دور العرض واستعيض عنها بنهاية أخرى تتفق مع مصلحة النظام
على كل من يتحدث فى القضية أن يسكت إن لم يكن يظهر الحق والحقيقة ولا يناصر الظالمين الفجرة
المؤلف خالد بن علي بن محمد العنبري والكتاب فيما يبدو هو حرب الدولة الإرهابية ضد صناعتها فالعنبرى يدافع عن الأنظمة الحاكمة راميا كل التهم على الإرهابيين المفجرين أنفسهم وغيرهم وكعادة علماء السلطة فهم لا يقيمون لكتاب الله وزنا فالرجل لم يناقش من هو الإرهابى حسب كتاب الله
فكل المسلمين المشاركين فى إعداد القوة التى ترهب العدو أصبحوا عند العنبرى إرهابيين رغم أن الله من أمرهم أن يعدوا القوة لإرهاب الأعداء فقال :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"
أصبح كل المسلمين بسبب العنبرى وأمثاله إرهابيين لطاعتهم أمر الله بسبب طاعته للنظام الحاكم
كلمة الإرهابى لا تطلق على من يعتدى على الناس فالإرهابى فى الآية هو من يعد القوة ولا يستخدمها لأن وجود القوة كافى فى كف أذى المعتدين ومن ثم فكل المسلمين لابد أن يكونوا إرهابيين عند الله
وأما الكلمة التى من المفروض أن تطلق على مفجر نفسه وغيره فإما أن تكون هى المعتدى المحارب لله أو المظلوم الذى يحقق بعض العدالة على حسب نيته وما حدث له أو لغيره
وتحدث العنبرى فى بداية كتابه عن تعريف الآرهاب المزعوم فقال :
"إننا نعيش في زمان عصفت بالأمة ريح عاتية من فتن التكفير والإرهاب والغلو والتطرف، وشغلت قضية الإرهاب العالم أجمع، وعقدت كثرة من المؤتمرات والندوات لدراسة قضاياه والبحث عن جذوره وتجفيف منابعه، وشهدت هذه المؤتمرات خلافات حول تعريف الإرهاب، وسبل مكافحته.
مختلف تعريفات الإرهاب تكاد تتفق على أنه يتضمن عناصرة عدة، أخطرها التهديد والترويع، وسفك الدماء وقتل الأبرياء، وتفجير المساكن والمركبات، وتخريب المرافق والمنشآت، وأمثال ذلك مما اتفق المسلمون على تحريمه، وتجريم مرتكبيه، وعدهم من المفسدين في الأرض."
وبنى العنبرى مقولته فى الإرهاب على أن سببها هو التكفير فقال :
"ولا يخفى أن الإرهاب هو الابن الشرعي للفكر التكفيري كما أثبتت ذلك وقائع الإرهاب واعترافات المتورطين فيه، فجرائم الإرهاب التي رأيناها في كثير من البلاد ما هي إلا ثمرات سنوات سمان من الأفكار التكفيرية التي ما فتئنا نحذر منها ليلا ونهارا في كتب ومقالات وأحاديث مسجلة وغير مسجلة."
الغريب فى الأمر أن العنبرى لا يذكر أن حكامنا يسجنون ويعدمون كل من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحاربون دين الله وهم من يروعون أسر الدعاة والآمرين بالمعروف ليلا ويدخلون بيوتهم منتهكين الحرمات وهم يظلمون الناس حين يوزعون دخل البلاد على بعضهم البعض جاعلين شعوبهم فقراء ومحتاجين ويمنون عليهم من نقود الشعب أحيانا بالتخلى عن ديون البعض
لا يذكر العنبرى ظلم الحكام فى مقابل التفجير مع أن التفجيرات معظمها فى بلاد المنطقة تم بمعرقة مخابراتها والمخابرات الغربية ولا يذكر أن القاعدة وداعش وغيرها إنما هى تنظيمات أنشأتها المخابرات بقيادة أبناء من الآباء الموالين للأنظمة الحاكمة أسامة بن لادن واحد من أبناء واحد من أغنى أغنياء السعودية موالى للنظام أيمن الظواهرى ابن شيخ ممن ترأسوا مشيخة الأزهر ومن المعروف أن شيوخ الأزهر هم من ضمن النظام الحاكم
كل ما يجرى فى قيادة تلك الجماعات التى تظهر كمجاهدة هو تمثيل علينا فابن لادن والظواهرى والبغدادى وغيرهم هم ضباط مخابرات يقومون بتنفيذ ما تملى عليهم المخابرات
هل نضحك على أنفسنا أبناء الأغنياء يصبحون فجأة مسلمين ومجاهدين مع قوله تعالى المكذب لذلك:
"كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"
وتحدث الرجل عن التكفير فقال :
"ومع أن الأمر الذي لا اختلاف فيه بين العلماء: أن الأصل في المسلم بقاء إسلامه حتى يتحقق زواله عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ومن ثم كان -لزاما- على هؤلاء المكفرين ترك التساهل في تكفير المسلمين، لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: الوقوع في الوعيد الشديد؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه)) متفق عليه، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله))، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك)) رواهما البخاري.
الثاني: افتراء الكذب على الله -تعالى-، لأن التكفير حكم شرعي، فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله، وبعبارة أخرى: لا يكفر إلا من قام على تكفيره دليل لا معارض له من الكتاب أو السنة.
رغم ذلك، فإن الغلاة لم يكتفوا بتكفير عموم المسلمين، بل زادوا الطين بلة، فانطلقوا في عمايتهم يكفرون الحكام والدول والمجتمعات!! فاصطدمت الأمة -واصطلت- بنيران فتنة التكفير، وما أعقبها من نتائج خطيرة، وآثار مدمرة.
وما كان ليخطر ببال أحد -في يوم من الأيام- أن تتحول حياة كثير من المسلمين -بفضل هذه الفتنة- إلى كابوس كئيب، أحال أوضاعهم إلى جحيم لا يعرفون منه خلاصا.
وبات أصحاب هذه الفتنة شؤما على الأمة بحق؛ إذ شابهوا إخوانهم الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية -بحق- أنهم: ((لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم: لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك؛ لعظم جهلهم وبدعتهم المضللة))."
وبالقطع التكفير من ابتدعه وأظهر علينا فى عصرنا هم أبناء الأنظمة ففى مصر مثلا صالح سرية ضابط من ضباط القوات المسلحة وتنظيم الفنية العسكرية ومن زعموا أنهم اغتالوا السادات كانوا ضباطا فى الجيش المصرى ومعظم من ارتكب جرائم سميت بالإرهابية كانوا فى الغالب ذو توجه عسكرى موالين للنظام
ونقل الرجل من بطون الكتب كلام السلف فى عدم التكفير فقال:
"فلا جرم أن يمضي العلماء من السلف والخلف يحذرون من العجلة في الحكم بالردة أو التكفير؛ حماية لأعراض المسلمين حكاما ومحكومين أن تنتهك، وصيانة لدمائهم أن تسفك!
قال ابن أبي العز الحنفي: (( إنه لمن أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه، بل يخلده في النار، فإن هذا حكم الكافر بعد الموت)).
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن علي المازري المالكي: ((من كفر أحدا من أهل القبلة؛ فإن كان مستبيحا ذلك: فقد كفر، وإلا فهو فاسق يجب على الحاكم إذا رفع أمره إليه أن يؤدبه ويعزره بما يكون رادعا لأمثاله، فإن ترك مع القدرة عليه فهو آثم)).
وقال أبو حامد الغزالي الشافعي: ((والذي ينبغي الاحتراز منه: ((التكفير))، ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله: خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم))
ووأد فتنة التكفير فريضة دينية، وضرورة اجتماعية، ولن يكون ذلك إلا عبر تفنيد شبهات أصحاب الفكر التكفيري المنحرف، وإزالة ما علق في أذهانهم، وأشرب في قلوبهم من انحرافات الفهم لنصوص القرآن والسنة ونصوص أهل العلم...
لم يكتف الإسلام في حربه على الإرهاب بالتحذير من الغلو في التكفير الذي هو أسه وأساسه، بل حرم كل الأسباب والطرق المؤدية إليه من الترويع ولو على سبيل المزاح، والإشارة بالسلاح، بل حرم مجرد الخدش ولو من غير قصد! فكيف بالقتل بغير حق؟!"
التكفير هو أمر من الله يقوده الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر فكل من ارتكب ذنبا كافرا حتى يتوب منه ويظل صاحبه كافر طالما أصر على الذنب وبدلا من أن يحدثنا العنبرى لماذا انحدرت الأمة إلى ما هى فيه من ظلم وهزائم متوالية من كل حدب وصوب حدثنا عن التكفير وعدم التكفير هو الذى تسبب فى ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو من جعلنا ننحدر وسنظل فى الانحدار طالما ننصر الحكام الظلمة على الناس طالما نجعل الضحايا غالبا هم الإرهابيين بمعنى المعتدين بينما المعتدين ندعو لهم على المنابر بالنصر والرحمة بدلا من ان ندعو عليهم
الرجل فى بقية البحث ينقل روايات لنصرة من يدافع عنهم فالمفجرون كلهم عنده سواء فهم فى النار وأما الظلمة الفجرة وهم الحكام ففى الجنة وفى هذا قال :
"((كان الصحابة يسيرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال ما يضحككم فقالوا لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )) رواه أحمد وأبو داود. وقال الشوكاني(في الحديث دليل على أنه لا يجوز ترويع المسلم ولو بما صورته صورة المزح))
وفي حديث أبي هريرة المتفق على صحته: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار)).
قال ابن حجر: وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور، وان لم يكن المحذور محققا سواء كان ذلك في جد أو هزل .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - ) من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه)).
وفي حديث جابر المتفق على صحته( أن رجلا مر بأسهم في المسجد قد أبدى نصولها فأمر أن يأخذ بنصولها كي لا يخدش مسلما )).
فإذا كان لا يجوز الترويع ولو مزاحا، والخدش ولو بدون قصد، فكيف بسفك دماء الأبرياء بغير حق، فلا عجب أن يقف الشارع الإسلامي موقفا صارما من الإرهابي، لا سيما وقد ارتكب كثرة كاثرة من الخطايا العظيمة والجرائم الكبيرة، من الخروج على الحكام، ونقض العهد و البيعة، والغدر والخيانة ، وقتل المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، وتشويه صورة الإسلام، وصد الناس عن الدخول فيه!! ولا محيص أن نقف عند بعض المواقف الشرعية والعقوبات الإلهية التي توعد بها إسلامنا هؤلاء الإرهابيين، لعلهم ينتهون أو يتذكرون! وليهلك من يهلك منهم عن بينة!، وليكف الذين في قلوبهم مرض ممن يرمون ديننا بالإرهاب والوحشية!
الإرهابي ليس منا نحن المسلمين
عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من حمل علينا السلاح فليس منا)) متفق عليه.
وعن ابن مسعود، قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) متفق عليه
وعن الحارث الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع)) أخرجه الترمذي.
قال الخطابي : الربقة ما يجعل في عنق الدابة كالطوق يمسكها لئلا تشرد ، يقول من خرج من طاعة إمام الجماعة أو فارقهم في الأمر المجتمع عليه، فقد ضل وهلك وكان كالدابة إذا خلعت الربقة التي هي محفوظة بها، فإنها لا يؤمن عليها عند ذلك الهلاك والضياع انتهى ."
مما لاشك فيه أن القاضى قبل أن يصدر حكما لابد له أن يدرس كل جوانب المسألة فالمظلوم الذى يفجر نفسه لأنه ابنه أو قريبه قتله النظام أو لا يقدر على الانفاق على عائلته أو لأن المسئول يريد الزنى مع زوجته أو قريبته ليس معتديا وإنما المعتدى هو من ظلمه
ابحث أولا عمن ارتكب الظلم الأول فهذا هو المعتدى ولذا قال تعالى :
" ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
وقد استثنى الله كل المظلومين من عقاب سبهم لظالميهم فقال :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "
بالقطع الإسلام لا يقر التخريب والتدمير وقتل غير المعتدين وهم الظالمين ولكنه قرر أن لكل مظلوم حق يجب أن يعطى له فإن لم يوجد من ينصره ويعطيه له فمن حقه أن يبحث عن طريق يستعيد به بعض حقه أو كرامته
وقال :
الإرهابي تلبس بإحدى الموبقات
عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات (يعني المهلكات) قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) متفق عليه."
بالقطع الحديث باطل لأن الشرك اسم جامع لكل الذنوب التى أطاع فيها المشرك غير الله كما أن الموبقات كثيرة جدا منها حرب الله ورسوله(ص)ومنها الربا والاستمرار فى العمل به
وقال :
"الإرهابي في ورطة لا مخرج منها
عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )) لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)) قال ابن عمر( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)) رواه البخاري.
قوله: (في فسحة): أي في سعة منشرح الصدر، فإذا قتل نفسا بغير حق صار منحصرا ضيقا لما أوعد الله عليه ما لم يوعد على غيره، يعني:أنه يضيق عليه دينه بسبب الوعيد لقاتل النفس عمدا بغير حق. والورطة في قول ابن عمر: هي الهلكة، وكل أمر تعسر النجاة منه."
الرجل هنا يفترض أن الإرهابى المزعوم يسفك دم فى غير حله وبالقطع المظلوم الذى لا يذكره العنبرى هنا لن يكون فى جهنم إذا كان يدافع عن نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله كما تقول رواية أخرى
وقال :
زوال الدنيا أهون عند الله مما يفعله الإرهابي
روى النسائي عن بريدة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
)) قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)).
ما يفعله الإرهابي أشد حرمة من انتهاك الكعبة
روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو، قال:
((رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرا))"
وأى حرمة لأناس يحكمون بغير حكم الله فيقتلون الناس وينتهكون أعراضهم وينهبون أموالهم هل يمكن أن يكونوا مسلمين وهم يشركون بالله
وقال :
"الإرهابي عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،قال: (( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) متفق عليه.
المراد بالذمة: الأمان. ومعنى الحديث: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمنه أحد المسلمين حرم على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلم، ويقتضي الأمان ثبوت الأمن والطمأنينة للمستأمنين من غير المسلمين فيحرم قتلهم، وسبي نسائهم، واغتنام أموالهم."
وقال :
الإرهابي يحمل لواء غدر يوم القيامة
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان )) متفق عليه.
اللواء : الراية أو العلم والمراد أنه يعرف بعلامة مميزة!
وعن عمرو بن الحمق، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( من أمن رجلا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة )) أخرجه أحمد وابن ماجه وهذا لفظه.
يقول ابن تيمية في الصارم المسلول: (1 /91): (( ومن المعلوم أن من أظهر لكافر أمانا لم يجز قتله بعد ذلك لأجل الكفر، بل لو اعتقد الكافر الحربي أن المسلم آمنه و كلمه على ذلك صار مستأمنا )).
كما أوضح في منهاج السنة: (6/425) ما ينبغي أن تكون عليه علاقة المسلم بغير المسلمين من بر وإحسان إذا أقام بينهم فقال: (( لأن الإيمان الذي في قلبه يوجب أن يعاملهم بالصدق والأمانة والنصح وإرادة الخير بهم، وإن لم يكن موافقا لهم على دينهم، كما كان يوسف الصديق يسير في أهل مصر وكانوا كفارا ))!"
وبالقطع لا وجود للواء المزعوم فى الروايات لأن الناس يأتون ليس معهم أى شىء كما قال تعالى :
" ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة"
فالناس يبعثون كما خلقوا فى أول مرة كما قال تعالى :
" كما بدأكم تعودون"
ثم قال :
"هل يغفر للإرهابي؟
عن معاوية، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول(كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا))رواه أبو داود والحاكم.
وكأن المراد كل ذنب ترجى مغفرته ابتداء إلا قتل المؤمن فإنه لا يغفر بلا سبق عقوبة، وإلا الكفر فإنه لا يغفر أصلا، ...ثم لا بد من حمله على ما إذا لم يتب وإلا فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كيف وقد يدخل القاتل والمقتول الجنة معا، كما إذا قتله وهو كافر ثم آمن وقتل.(السندي)
هل تقبل توبة الإرهابي؟
عن ابن عباس،أنه سأله سائل، فقال: يا أبا العباس، هل للقاتل من توبة؟ فقال ابن عباس كالمتعجب من شأنه: ماذا تقول؟ فأعاد عليه المسألة، فقال له: ماذا تقول؟ مرتين أو ثلاثا، ثم قال ابن عباس: أنى له التوبة؟ سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ، يقول: يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه، متلببا قاتله بيده الأخرى يشخب أوداجه دما، حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لله: رب هذا قتلني، فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست، ويذهب به إلى النار.)).رواه الترمذي والطبراني."
الرجل هنا يحرم الغفران والتوبة على الله الإرهابى المزعوم مع قوله تعالى :
" لإن الله يغفر الذنوب جميعا"
وما أدراك أن الإرهابى المزعوم هو عند الله معتدى بدون حق ما أدراك أنه ليس هو المظلوم وأن من تدافع عنه هو مستحق النار لأنه من ظلمه وأصر على الاستمرار فى ظلمه
وحدثنا بحديث من احاديث مشايخ السلطة فقال :
"الإرهابي يموت ميتة جاهلية
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،أنه قال: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)) رواه مسلم.
الإرهابي يلقى الله ولا حجة له
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) رواه مسلم."
وبالقطع لو كان كل خارج عن جماعة فى النار لكان معظم رسل الله(ص) فى النار لأنهم خرجوا على طاعة حكامهم
هذه الروايات ابتدعها الحكام لابقاء الظلم واسكات الناس على الظلم دون أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر دون إنكار للمنكر
وقال :
"الإرهابي أول من يقضى عليه يوم القيامة لجرم فعله وشدة غضب الله عليه!
عن ابن مسعود ،قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء )) متفق عليه."
بالقطع الله لا يحكم بين الناس حكم قطاعى ذنب ذنب فيحاكم على كل ذنب وإنما حكمه حكم عام يصدر بإعطاء الكتاب فى اليد اليمنى أو اليسرى ومن ثم لا يوجد شىء أول ,اخر فى ف=قضاء الله
وقال :
الإرهابي لا يقبل الله منه نافلة ولا فريضة
"عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) رواه أبو داود، والصرف: النافلة، والعدل: الفريضة، وقيل غير ذلك."
هل ذكرت الرواية الارهابى المزعوم أم ذكرت القاتل ؟
وقال
"الإرهابي يحول إرهابه بينه وبين دخول الجنة
عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة، كلما تعرض لباب من أبواب الجنة، حال الله بينه وبينه، ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه)) رواه الطبراني والبيهقي "
نفس المقولة الحديث يذكر القاتل وليس الارهابى المزعوم
ثم قال :
"الإرهابي لن يشم رائحة الجنة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما)). رواه البخاري واللفظ له، والنسائي إلا أنه قال: ((من قتل قتيلا من أهل الذمة))."
نفس الكلمة والحديث باطل فريح الجنة لا يقاس بمقياس زمنى لأنها حاليا فى السماء ونحن فى الأرض ومن ثم فالمقياس سيكون مكانيا وليس زمنيا
ثم قال :
"الإرهابي يكبه الله في النار
عن أبي سعيد و أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار)) رواه الترمذي
للإرهابي في النار أشد العذاب
عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،قال( يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير حق فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم)) رواه أحمد والبزار."
الأحاديث فى القاتل المتعمد القتل بدون وجه حق وليس فى الإرهابى المزعوم
ثم قال :
"إرهابي العملية الانتحارية تحرم عليه الجنة
عن جندب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كان برجل جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدر عبدي بنفسه، فحرمت عليه الجنة)) متفق عليه"
الحديث يتكلم عن رجل قتل نفسه ولم يقتل غيره فأى شبه بينه وبين الإرهابى المزعوم الذى يقتل نفسه وغيره؟
ثم قال :
"إرهابي العملية الانتحارية يتردى في نار جهنم
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم، يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها أبدا)). متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار، والذي يقتحم يقتحم في النار)) رواه البخاري.:"
الرجل يستدل بمن قتلوا أنفسهم دون ان يقتلوا غيرهم على الإرهابى قاتل غيره فهل هذا استدلال صحيح
وأنهى الرجل كتابه بالمقولة التالية:
"هذا الذي سبق من وعيد شديد ينتظر الإرهابي الذي يسفك ويقتل ويدمر ويخرب ثم يزهق نفسه في عملية انتحارية، فيوقع البلاء والفتن والمحن في المجتمعات، ويتسبب في التنفير من الإسلام، والصد عن سبيل الرحمن، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا."
وقبل أن ننهى النقد أقول :
نحن لا نحيا فى مجتمع مسلم حتى نحكم بحكم الله فى المسألة فالمعتدى أولا هو من يعاقب فى الإسلام كما قال تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
والغالب إن لم يكن دوما هو أن من يعتدون هم الحكام
المفجرون على نوعين :
النوع الأول المظلومون الذين ضاقت بهم السبل فلم يعد أمامهم طريق إلا قتل أنفسهم وبعض الظلمة معهم أو قتل بعض الظلمة أو ضربهم كما حدث من موسى(ص) عندما ضرب الرجل من قوم فرعون فقتله وأراد قتل الثانى إلا أنه بين له الحقيقة وهو أنه مخلوق للإصلاح وليس للإفساد فى الأرض
النوع الثانى هو من لا يكون مظلوما ولكنه ينفذ الأوامر الصادرة له من القيادة دون بحث أى تمحيص وهذا النوع مثله مثل الجنود الذين ينفذون أوامر القيادة دون بحث أو تمحيص فهو نوع موجود عند الجماعات المعتدية وعند النظام الحاكم
وقد ناقش فيلم البرىء المصرى تلك القضية منذ أربعين سنة فعندما طلب من العسكرى سبع الليل تعذيب الإرهابى عدو الوطن والنظام فوجىء الجندى أن العدو هو الرجل الذى علمه الحق والخير الرجل الذى لم يعرف أنه ظلم أحد أو اعتدى على أحد ومن ثم كانت نهاية الفيلم أن الجندى قتل قادته لأنه يعرف الحقيقة وهى النهاية التى لم تعرض عند عرض الفيلم فى دور العرض واستعيض عنها بنهاية أخرى تتفق مع مصلحة النظام
على كل من يتحدث فى القضية أن يسكت إن لم يكن يظهر الحق والحقيقة ولا يناصر الظالمين الفجرة