قراءة في كتاب تسمية المولود
المؤلف بكر عبدالله أبو زيد وهو يدور حول تسمية المولود وقد كتب أبو زيد مقدمة طويلة عريضة قبل أن يبدأ الكتاب تعتبر من باب الإنشاء وقد اكتفينا منها بالفقرة ألأولى لأن بقيتها تكررت في مواضع مختلفة من الكتاب فقال :
"أما بعد :
فإن الاسم عنوان المسمى ودليل عليه وضرورة للتفاهم معه ومنه وإليه وهو للمولود زينة ووعاء وشعار يدعى به في الآخرة والأولى وتنويه بالدين وإشعار بأنه من أهله – وانظر إلى من يدخل في دين الله ( الإسلام ) كيف يغير اسمه إلى اسم شرعي لأنه له شعار – ثم هو رمز يعبر عن هوية والده ومعيار دقيق لديانته وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته فهو عندهم كالثوب إن قصر شان وإن طال شان
ولهذا صار من يملك حق التسمية ( الأب ) مأسورا في قالب الشريعة ولسانها العربي المبين حتى لا يجني على مولوده باسم يشينه"
والخطأ هو كون الأب أسير اللسان العربية في تسمية أولاده فلو كان المر مذلك فلماذا خلق الله الألسن الأخرى وجعلها علامة من علامات قدرته فقال :
" ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم"
وقد استهل أبو زيد الحديث بذكر معنى الاسم من كتب اللغة فقال :
"الأصول المهمة في الأسماء
الأصل الأول في أهمية الاسم وآثاره على المولود ووالديه وأمته
لا بد - قبل - من الوقوف على حقيقة الاسم :
فقيل مشتق من الوسم بمعنى العلامة ولهذا قيل لها سم لأنه يسم من سمي به ويعلم عليه وهذا في القرآن الكريم كثير كما قال الله { يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا } وقيل من السمو بمعنى العلو
وجائز اجتماع المعنيين في خصوص تسمية الآدميين من المسلمين فيكون الاسم من العلامة السامية العالية وجمعه على أسماء وأسام وأسامي فحقيقة الاسم للمولود التعريف به وعنونته بما يميزه على وجه يليق بكرامته آدميا مسلما ولهذا اتفق العلماء على وجوب التسمية للرجال والنساء وعليه فإذا لم تكن تسمية بقى المولود مجهولا غير معلوم مختلطا بغيره غير متميز إذ الاسم يحدد المولود ويميزه ويعرف به
فإذا ناقض الأب هذه الحقيقة الشرعية فعدل إلى اختيار اسم لا يقره الشرع ولا يسعه لسان العرب أحدث هذا الاختيار صراعا وتناقضا بين كرامته آدميا مسلما وبين عنوانه الذي لم يحسن اختياره
...فيا أيها المسلم أكرر مؤكدا وبالحق مذكرا إن الاسم عنوان المسمى فإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه فإن المولود يعرف من اسمه في معتقده ووجهته بل اعتقاد من اختار له هذا الاسم ومدى بصيرته وتصوره
...وقل أن يوجد لقب مثلا إلا وهو يتناسب أو يقارب مع الملقب به
ومن المشهور في كلام الناس الألقاب تنزل من السماء فلا تكاد تجد الاسم الغليظ الشنيع إلا على مسمى يناسبه وعكسه بعكسه
ومن المنتشر قولهم" لكل مسمى من اسمه نصيب " وقيل :
وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه في اسم منه أو لقب
والأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها ولهذا فمن أصول لسان العرب أن المعنى يؤخذ من المبنى ويدل عليه
ولهذا نرى - كما قال ابن القيم - :
أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم
ولهذا كان بعض الناس إذا رأى شخصا تخيل اسمه فكان كما تصور فلا يكاد يخطئ
فحقا إن للأسماء تأثيرات في المسميات في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة
فأحسن أيها المسلم - بارك الله فيما رزقك - إلى مولودك وإلى نفسك وإلى أمتك باختيار الاسم الحسن في لفظه ومعناه
...ومن الدارج في كلام الناس" من اسمك أعرف أباك "
والاسم يربط المولود بهدي الشريعة وآدابها ويكون الوليد مباركا فيذكر اسمه بالمسمى عليه من نبي أو عبد صالح ليحصل على فضل الدعاء والاقتداء بهدي السلف الصالح فتحفظ أسماؤهم ويذكر بأوصافهم وأحوالهم وتستمر سلسلة الإصلاح في عقب الأمة ونسلها
وفيه إشباع نفس المولود بالعزة والكرامة فإنه حين يشب عن طوقه ويميز بين خمسة وستة ويكون في سن التساؤلات ( السابعة من عمره ) يبدو هذا السؤال على ما سميتني يا أبتاه ؟ ولماذا اخترت هذا الاسم ؟ وما معناه ؟ حينئذ يقع الأب في غمرة السرور إن كان أحسن الاختيار أو يقع في ورطة أمام ابنه القاصر عن سن البلوغ فتنكشف ضحالة الأب وسخف عقله فكان الأب من أول مراحل تربيته لابنه يلبسه لباسا أجنبيا عنه ويضعه في وعاء لا يلائمه وهذا انحراف عن سبيل الهدى والرشاد وصدق النبي (ص): " ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه"
...وإذا كانت هذه من آثار الاسم على الولد ووالده فانظر من وراء هذا ماذا يلحق الأمة من تكثيف هذه الأسماء المحرمة وبخاصة الغربية منها :
فللاسم تأثير على الأمة في سلوكها وأخلاقياتها على حد قول النبي (ص): " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها "
....ثم هو – بعد - من علائم الأمة المغلوبة بعقدة النقص والاستيلاء عليها إذ النفس مولعة أبدا بالاقتداء بالمتغلب عليها كالعبد المملوك مع سيده
ثم هو أيضا يدل على أن الأمة ملقى حبلها على غاربها وأن ليس فيها رجال يطفئون جذوة ما تعاظم في صدورهم من شأن ذلك الغالب الفاجر..."
والأخطاء في الفقرة السابقة هى :
الأول إن المولود يعرف من اسمه في معتقده ووجهته بل اعتقاد من اختار له هذا الاسم ومدى بصيرته وتصوره
وهى مقولة غريبة فاسم الإنسان لا يدل على دينه فكم من محمد دخل النار ولم يكن اسمه في لغته دالا على دينه وكم من إبراهيم من النصارى واليهود دخل النار فالأسماء هى لغويات لا علاقة لها بدين الإنسان
الثانى أن يوجد لقب مثلا إلا وهو يتناسب أو يقارب مع الملقب به والألقاب في المعروف لا تدل على الحقيقة ففتلة ومعناها الشىء الرفيع تطلق على السمين والشعراوى تطلق على الأقرع والألمانى تطلق على المصرى والأجنبى تطلق على الأبيض اللون أو الأحمر والأزرق تطلق على الأبيض
الثالث أن أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم وهو كلام لا أصل له فكما أن في أسماء المجرمين يوجد أحمد وعلى يوجد في أسماء الأبرياء أحمد وعلى ومن أراد فليراجع أسماء المسجلين خطر والمجرمين في وزارات الداخلية في بلاد المنطقة ولماذا نذهب بعيدا فقاتل السادات طبقا للمحاكم المصرية خالد الإسلامبولى فهل اسمه دليل على وضاعة فعله وهو القتل
الرابع أن الاسم له تأثير على الأمة في سلوكها وأخلاقياتها وهو كلام يخالف الوزاقع فلو عدنا أسماء من يتسمون بمحمد وأحمد وأسماء الأنبياء لوجب أن تكون شعوبنا أفضل شعوب العالم في كل شىء ومع هذا فهى شعوب متخلفة وجاهلة وسلوكها لا يتفق مع دينها
وحدثنا عن وقت التسمية فقال :
"الأصل الثاني في وقت التسمية:
جاءت السنة النبوية عن النبي (ص)في ذلك على ثلاثة وجوه :
1 - تسمية المولود يوم ولادته
2 - تسميته إلى ثلاثة أيام من ولادته
3 - تسميته يوم سابعه
وهذا اختلاف تنوع يدل على أن في الأمر سعة "
وليس الأمر سعة وإنما هو تناقض في الروايات واختلافها دليل على أن من قالها هم الكفار لاثبات تناقض الدين
المهم هو اختيار الإسم قبل الولادة أو بعد الولادة مباشرة لأن باختيار الاسم يتعلق الميراث فإن لم يوجد اسم أفقدوا البعض حقه حيث لم يسجل في السجلات بسبب عدم تسميته
وتحدث أبو زيد عن كون التسمية حق الأب فقال :
"الأصل الثالث التسمية حق للأب
لا خلاف في أن الأب أحق بتسمية المولود وليس للأم حق منازعته فإذا تنازعا فهي للأب
وبناء على ذلك فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة وفي التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوثيق حبال الصلة بينهم
كما أنه ثبت عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا يعرضون موالديهم على النبي (ص)فيسميهم وهذا يدل على أن على الأب عرض المشورة في التسمية على عالم بالسنة أو من أهل السنة يثق بدينه وعلمه ليدله على الاسم الحسن بمولوده"
والتسمية كما هو أمر الرضاعة وغيره هى محل تشاور داخل الأسرة كما قال تعالى :
" وأمرهم شورى بينهم "
وتحدث عن نسب المولود فقال :
"الأصل الرابع المولود ينسب إلى أبيه لا إلى أمه
كما أن التسمية من حق الأب فإن المولود ينسب إلى أبيه لا إلى أمه ويدعى بأبيه لا بأمه فيقال في إنشاء التسمية فلان ابن فلان فلا يقال ابن فلانة ويقال في دعاءه ومناداته والإخبار عنه يا ابن فلان ولا يقال يا ابن فلانة قال الله ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله )
والدعاء يستعمل استعمال التسمية فيقال دعوت ابني زيدا أي سميته قال الله (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) وذلك خطاب من كان يقول للنبي (ص): يا محمد أيقولوا يا رسول الله يا نبي الله"
والخطأ هنا هو اعتبار الدعاء هو الاسم ولكنه حكم الرسول المنزل عليه فعو ليس كآراء الناس يؤخذ بها أو لا يؤخذ وإنما حكم الرسول وهو دعاءه مطاع لقوله تعالى :
" وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله"
ثم قال :
"ولهذا يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم فلان ابن فلان كما ثبت الحديث بذلك عن ابن عمر عن النبي (ص): " إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان " رواه البخاري وترجم عليه بقوله" باب ما يدعى الناس بآبائهم""
وهذا الكلام خطأ فلا يوجد أنساب في القيامة كما قال تعالى :
" فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون"
وتحدث عن حسن اختيار الاسم فقال :
"الأصل الخامس في حسن الاختيار
يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي فيكون حسنا عذبا في اللسان مقبولا للأسماع يحمل معنى شريفا كريما ووصفا سابقا خاليا مما دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته مثل لوثة العجمة وشوائب التشبه والمعاني الرخوة
ومعنى هذا أن لا تختار اسما إلا وقد قلبت النظر في سلامة لفظه ومعناه على علم ووعي وإدراك وإن استشرت بصيرا في سلامته مما يحذر فهو أسلم وأحكم
ومن الجاري قولهم حق الولد على والده أن يختار له أمة كريمة وأن يسميه اسما حسنا وأن يورثه أدبا حسنا"
وأما الاسم الحسن فلا خلاف عليه وأما كون الأسماء رتب ومنازل فخبل قالب فيه:
"والأسماء المشروعة رتب ومنازل وإليك بيانها في الأصل الآتي :
الأصل السادس في مراتب الأسماء استحبابا وجوازا
هي في الاستحباب والجواز رتب ومنازل على الترتيب الآتي :
1 - استحباب التسمية بهذين الاسمين عبدالله وعبدالرحمن وهما أحب الأسماء إلى الله كما ثبت الحديث بذلك عن النبي (ص)من حديث ابن عمر الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما وذلك لاشتمالهما على وصف العبودية التي هي الحقيقة للإنسان
وقد خصهما الله في القرآن بإضافة العبودية إليهما دون سائر أسمائه الحسنى وذلك في قوله : ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) وقوله سبحانه( وعباد الرحمن ) وجمع بينهما في قوله : (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) وقد سمى النبي (ص)ابنه عمه العباس عبدالله
وفي الصحابة نحو ثلاثمائة رجل كلا منهم اسمه عبد الله وبه سمي أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة عبدالله بن الزبير
2 - ثم استحباب التسمية بالتعبيد لأي من أسماء الله الحسنى مثل عبدالعزيز عبدالملك وأول من تسمى بهما ابنا مروان بن الحكم
والرافضة لا تسمي بهذين الاسمين منابذة للأمويين وهذا محض عدوان واعتداء ( وهذا شأنهم في مجموعة من الأسماء منها سائر أسماء بني أمية مثل معاوية ويزيد ومروان وهشام وقد حرموا أنفسهم من التسمي باسم عبدالرحمن لأن قاتل علي بن أبي طالب هو عبدالرحمن بن ملجم )
وأسماء الله توقيفية بدليل من كتاب أو سنة وسترى جملتها في حرف العين من دليل الأسماء الآتي في آخر الكتاب إن شاء الله وقد ذكر ابن تيمية أن الهروي قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى قال وكذلك أهل بيتنا
3 - التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله لأنهم سادات بني آدم وأخلاقهم أشرف الأخلاق وأعمالهم أزكي الأعمال فالتسمية بأسمائهم تذكر بهم وبأوصافهم وأحوالهم
وقد أجمع العلماء على جواز التسمية بها إلا ما يؤثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أنه كتب" لا تسموا أحدا باسم نبي " رواه الطبري
وهذا النهي منه لئلا يبتذل الاسم وينتهك لكن ورد ما يدل على رجوعه عن ذلك كما قرره الحافظ ابن حجر
والتسمية ببعضها منتشرة في صدر هذه الأمة وسلفها وقد سمى النبي (ص)ابنه باسم أبيه إبراهيم فقال (ص)" ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم (ص)" رواه مسلم
وبه سمى (ص)أكبر ولد أبي موسى وعن يوسف بن عبدالله بن سلام قال " سماني النبي (ص)يوسف " رواه البخاري في "الأدب المفرد " والترمذي في " الشمائل " وقال ابن حجر" سنده صحيح "
وأفضل أسماء الأنبياء أسماء نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله (ص)وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين أجمعين
وبعد الإجماع على جواز التسمية باسمه (ص)اختلف العلماء في حكم الجمع بين اسمه وكنيته محمد أبو القاسم
قال ابن القيم " والصواب أن التسمي باسمه جائز والتكني بكنيته ممنوع منه والمنع في حياته أشد والجمع بينهما ممنوع منه ":
وهاهنا لطيفة عجيبة وهي أن أول من سمى أحمد بعد النبي (ص)هو أحمد الفراهيدي البصري والد الخليل صاحب العروض والخليل مولود سنة ( 100هـ)
4 - التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين فقد ثبت من حديث المغيرة بن شعبة عن النبي - (ص)-" أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين من قبلهم " رواه مسلم"
وهذا الكلام لا فائدة منه والأسماء وهى الألفاظ واحدة المكانة لا فرق بينها فلا عبد الله أحسن من محمود ولا حسن أفضل من نعمان فكلها مباحة طالما لم تخالف أى حكم من أحكام الله
والغريب أن كل أسماء النبياء في المصحف ليس منها أى واحد يبدأ بعبد فلو كانت الأسماء المعبدة أحسن لطالب الله رسله(ص) بتغييرأسمائهم وبدلا من أن يسمى آدم باسمه كان سماه عبد الله
وذكر أبو زيد فائدة تناقض كلامه عن وجوب أن تكون اسماء المسلمين عربية حيث ذكر أن معظم أسماء الرسل(ص) أعجمية فقال :
"فائدة:
أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة آدم وصالح وشعيب ومحمد فهذه الأربعة عربية أما ما سواها من أسماء الأنبياء فهي معربة لكونها منقولة إلى العربية في عصر الاستشهاد ولهذا نرى قول علماء اللغة بعد اللفظ المعرب" وقد تكلمت به العرب "
وذكر أبو زيد أن المسلمين قد يختارون اسماء أولادهم طبقا لحبهم لبعض الأشخاص فقال :
"وقد كان لصحابة رسول الله (ص)نظرا لطيفا في ذلك فهذا الصحابي الزبير بن العوام سمى ولده - وهم تسعة - بأسماء بعض شهداء بدر وهم عبدالله المنذر عروة حمزة جعفر مصعب عبيدة خالد عمر
وهكذا يوجد في المسلمين من سمي أولاده بأسماء الخلفاء الأربعة الراشدين عبدالله ( أبو بكر ) عمر عثمان علي ومن سمى بناته بأسماء أمهات المؤمنين زوجات النبي (ص) وهكذا
وهى قاعدة موجودة حيث يكرر الناس أسماء بعض أباءهم وأمهاتهم واخوتهم وأخواتهم ممن يحبونهم
وحدثنا أبو زيد عن شروط التسمية فقال :
"الأصل السابع في شروط التسمية وآدابها
من نصوص السنة أمرا ونهيا ودلالة وإرشادا وبمقتضى قواعد الشريعة وأصولها يتبين أن اسم المولود يكتسب الصفة الشرعية متى توفر فيه هذان الشرطان :
الشرط الأول أن يكون عربيا فيخرج به كل اسم أعجمي ومولد ودخيل على لسان العرب
الشرط الثاني أن يكون حسن المبنى والمعنى لغة وشرعا ويخرج بهذا كل اسم محرم أو مكروه إما في لفظه أو معناه أو فيهما كليهما وإن كان جاريا في نظام العربية كالتسمي بما معناه التزكية أو المذمة أو السب بل يسمى بما كان صدقا وحقا"
وكما سبق القول فإن التسمية العربية مخالف للفائدة التى ذكرها أبو زيد من كون أسماء معظم الرسل(ص) أعجمية
ومما ينبغى قوله أن الأسماء في اللغات الواحدة قد تختلف في اللفظ ولكن معناها واحد فلا فارق بين اسم حسن وبين كلمة بيتفول أو جود الإنجليزية لأن المراد هو المعنى ولا فارق بين محمد العربى ولا مميت التركى
وتحدث عن البعد عما سماه الأسماء القبيحة فنقل التالى :
"قال الطبري" لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى ولا باسم يقتضي التزكية له ولا باسم معناه السب ولو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص ولا يقصد بها حقيقة الصفة لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم فيظن أنه صفة للمسمى فلذلك كان (ص)يحول الاسم إلى ما إذا دعى به صاحبه كان صدقا "
ولو أخذنا بقاعدة الطبرى لكان اسم محمد وأحمد وحامد ومحمود أسماء محرمة لكونها تزكية
وتحدث عن تغيير ألأسماء عبر روايات فقال :
"قال" وقد غير رسول الله (ص)عدة أسماء "
ومعظم إن لم يكن كل الروايات المروية في ألأمر كاذبة لم تحدث فبرة أى محسنة اسم حسن ومع هذا يدعون أن النبى(ص) غيره ويزعمون أنه غير اسم يسار وأشباهه مع أنها اسماء حسنة المعنى
وتحدث عن أمور أخرى تتعلق بالأسماء المختارة فقال :
"وللأسماء أيضا جملة آداب يحسن أخذها بالاعتبار ما أمكن :
1 - الحرص على اختيار الاسم الأحب فالمحبوب حسبما سبق من بيان لمراتبه في الأصل السادس
2 - مراعاة قلة حروف الاسم ما أمكن
3 - مراعاة خفة النطق به على الألسن
4 - مراعاة التسمية بما يسرع تمكنه من سمع السامع
5 - مراعاة الملائمة فلا يكون الاسم خارجا عن أسماء أهل طبقته وملته وأهل مرتبته
وإنما جهة الاختيار لذلك في ثلاثة أشياء :
منها" أن يكون الاسم مأخوذا من أسماء أهل الدين ...ومنها أن يكون الاسم قليل الحروف خفيفا على الألسن سهلا في اللفظ سريع التمكن من السمع ...ومنها أن يكون حسنا في المعنى ملائما لحال المسمى جاريا في أسماء أهل طبقته وملته وأهل مرتبته "
...وفي تفسير قول الله عن عبده يحيى( لم نجعل له من قبل سميا ) قال القرطبي " وفي هذه الآية دليل وشاهد أن الأسامي السنع – أي الجميلة - جديرة بالأثرة وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية لكونها أنبه وأنزه حتى قال القائل :
سنع الأسامي مسبلي أزر ** حمر تمس الأرض بالهدب
وقال رؤبة للنسابة البكرى وقد سأله عن نسبه أنا ابن العجاج فقال قصرت وعرفت " "
والغريب في الأمر هنا هو استشهاد أبو زيد بأٌقوال أهل الجاهلية مع أن مقدمته الطويلة حذرت من اتباع الكفار في التسمية
وتحدث عن الأسماء المحرمة فقال :
"الأصل الثامن في الأسماء المحرمة
دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية :
1 - اتفق المسلمون على أنه يحرم كل اسم معبد لغير الله من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك مثل عبد الرسول عبد النبي عبد علي عبد الحسين عبد الأمير ( يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) عبد الصاحب ( يعني صاحب الزمان المهدي المنتظر ) وهي تسميات الروافض
وقد غير النبي (ص)كل اسم معبد لغير الله مثل عبد العزى عبد الكعبة عبد شمس عبد الحارث ومن هذا الباب غلام الرسول غلام محمد أيعبد الرسول وهكذا والصحيح في عبد المطلب المنع ومن هذا الغلط في التعبيد لأسماء يظن أنها من أسماء الله وليست كذلك مثل عبد المقصود عبد الستار عبد الموجود عبد المعبود عبد الهوه عبد المرسل عبد الوحيد عبد الطالب فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين :
من جهة التسمية الله بما لم يرد به السمع وأسماؤه سبحانه توفيقية على النص من كتاب أو سنة
والجهة الثانية التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله (ص)
2 - التسمية باسم من أسماء الله فلا تجوز التسمية باسم يختص به الرب سبحانه مثل الرحمن الرحيم الخالق البارئ وقد غير النبي (ص)ما وقع من التسمية بذلك
وفي القرآن العظيم( هل تعلم له سميا ) أي لا مثيل له يستحق مثل اسم الذي هو الرحمن"
وهذا الكلام صحيح تماما ولا غبار عليه وأما الأمر الثالث وهو التسمى بأسماء الأعاجم فقد حرمه فقال:
3 - التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها وقد عظمت الفتنة بها في زماننا فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا وغيرهما وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان ومنها بطرس جرجس جورج ديانا روز سوزان وغيرها مما سبقت الإشارة إليه
وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن فهو معصية كبيرة وإثم وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها وتغييرها شرط في التوبة منها"
وأسماء الأعاجم ليست محرمة طالما كان معناها اللغوى حسن فمثلا كلمة روز تعنى ورد أو وردة ومثلا كلمة جرجس في اللغة اللاتينية تعنى الفلاح أو المزارع وهو اسم ليس قبيحا ومن ثم فتلك الأسماء ليست محرمة إذا سمى بها مسلم ابنه بلغته اللاتينية لأنه يكوه بالعربية فلاح وهو اسم عربى مقبول
الحرمة تكون في مخالفة حكم من أحكام الله في التسمية فمثلا لو أراد من سمى ابنه جرجس أن يكون كجرجس في الدين النصرانى فقد كفر لأنه أراد ان يكون ابنه نصرانيا وأما إذا قصد به المعنى اللغوى فلا حرمة
وقال أبو زيد:
4 - التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله ومنهااللات العزى إساف نائلة هبل"
ثم قال :
5 - التسمي بالأسماء الأعجمية تركية أو فارسية أو بربرية أو غيرها مما لا تتسع لغة العرب ولسانها ومنها ناريمان شيريهان نيفين شادي - بمعنى القرد عندهم - جيهان
وأما ما ختم بالتاء مثل حكمت عصمت نجدت هبت مرفت رأفت فهي عربية في أصلها لكن ختمها بالتاء الطويلة المفتوحة - وقد تكون بالتاء المربوطة - تتريك لها أخرجها عن عربيتها لهذا لا يكون الوقف عليها بالهاء
والمختومة بالياء مثل رمزي حسني رشدي حقي مجدي رجائي هي عربية في أصلها لكن تتريكها بالياء في آخرها منع من عربيتها بهذا المبنى إذ الياء هنا ليست ياء النسبة العربية مثل ربعي ووحشي وسبتي ( لمن ولدت يوم السبت ) ولا ياء المتكلم مثل كتابي بل ياء الإمالة الفارسية والتركية
وأما لفظ ( فقي ) في مصر فهو عندهم مختصر ( فقيه )
ومن الأسماء الفارسية ما ختم بلفظ ( ويه ) مثل سيبويه وقد أحصى بعضهم اثنين وتسعين اسما مختومة بلفظ ( ويه )
وفي اللغة الأردية يقحمون الياء في وسط الكلمة علامة للتأنيث فيقولون في رحمن( رحيمن ) وفي كريم( كريمن ) "
وهذا تكرار لرقم ثلاثة وكما سبق القول إذا كان المراد من التسمية المعنى فلا بأس ولا حرمة وقال :
6 - كل اسم فيه دعوى ما ليس للمسمى فيحمل من الدعوى والتزكية والكذب ما لا يقبل بحال
ومنه ما ثبت في الحديث أن النبي (ص)قال" إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك " الحديث متفق عليه
ومثله قياسا على ما حرمه الله ورسوله سلطان السلاطين حاكم الحكام شاهنشاه قاضي القضاة
وكذلك تحريم التسمية بمثل سيد الناس سيد الكل سيد السادات ست النساء
ويحرم إطلاق ( سيد ولد آدم ) على غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي حديث زينب بنت أبي سلمة ا أن النبي (ص)قال: " لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم " رواه مسلم"
وتسمية أبوزيد الرسول بسيد ولد آدم(ص) مخالفة وتكذيب لقوله تعالى " إنما المؤمنون اخوة" وتكذيب لقوله في الآخرة" اخوانا على سرر متقابلين"
فلا وجود لسادة في الإسلام وإذا أطلقت كلمة سيد فمعنى حاكم نفسه لا غير كما في قوله عن يحيى" وسيدا " أى حاكما لنفسه بكتاب الله
ثم قال :
7 - قال ابن القيم" التسمية بأسماء الشياطين كخنزب والولهان والأعور والأجدع وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك"
وهذا الكلام لو أخذنا به لكان علينا أن نحرم اسم مصطفى لأن اسم شيطان تركيا الذى خولها لدولة كافرة هو مصطفى كمال ولكان علينا حسب التاريخ المعروف أن نغير اسم الحسن لوجود شيطان كافر اسمه الحسن ادعى الألوهية واعلن قيام القيامة وأن لا وجود لقيامة الآخرة ولحرمنا اسم يزيد لأنه هناك شيطان كافر من الأمويين مزق القرآن وداس عليه وتحدى الله أن يعاقبه
ويبدو أن ابن القيم نسى أن هناك فقهاء ورواة أحاديث سموا باسم الأعور كحجاج بن محمد الأعور وسفيان بن عيينة الأعور والأجدع كمسروق بن ألأجدع ووهب بن ألأجدع وكمحمد بن المنتشر الأجدع
وتحدث عما يسماه الأسماء المكروهة فقال :
"الأصل التاسع في الأسماء المكروهة
يمكن تصنيفها على ما يلي :
1 - تكره التسمية بما تنفر منه القلوب لمعانيها أو ألفاظها أو لأحدهما لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم فضلا عن مخالفة هدي النبي (ص)بتحسين الأسماء :
ومنها حرب مرة خنجر فاضح فحيط حطيحط فدغوش وهذا في الأعراب كثير ومن نظر في دليل الهواتف رأى في بعض الجهات عجبا
ومنها هيام و سهام بضم أولهما اسم لداء يصيب الإبل
ومنها رحاب وعفلق ولكل منهما معنى قبيح
ومنها نادية أي البعيدة عن الماء
2 - ويكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير ومنها أحلام أريج عبير غادة ( وهي التي تتثنى تيها ودلالا ) فتنة نهاد وصال فاتن ( أي بجمالها ) شادية شادي ( وهما بمعنى المغنية )
3 - ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق الماجنين من الممثلين والمطربين وعمار خشبات المسارح باللهو الباطل
ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأوا مسرحية فيها نسوة خليعات سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض شاهد مصداقية ذلك فإلى الله الشكوى
4 - ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية كمثل ( ظالم بن سراق ) فقد ورد أن عثمان بن أبي العاص امتنع عن تولية صاحب هذا الاسم لما علم أن اسمه هكذا كما في " المعرفة والتاريخ " ( 3/201) للفسوي
5 - وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجن ومنها فرعون قارون هامان
6 - ومنه التسمية بأسماء فيها معان غير مرغوبة كمثل: (خبية بن كناز) فقد ورد أن عمر قال عنه: "لا حاجة لنا فيه فهو يخبئ وأبوه يكنز" كما في "المؤتلف والمختلف" (4/1965) للدارقطني
7 - ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة ومنها التسمية بما يلي حنش حمار قنفذ قنيفذ قردان كلب كليب… والعرب حين سمت أولادها بهذه فإنما لما لحظته من معنى حسن مرادف الكلب لما فيه من اليقظة والكسب والحمار لما فيه من الصبر والجلد وهكذا وبهذا بطل غمز الشعوبية للعرب كما أوضحه ابن دريد وابن فارس وغيرهما
8 - وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مشبهة مضافة إلى لفظ ( الدين) ولفظ ( الإسلام ) مثل نور الدين ضياء الدين سيف الإسلام نور الإسلام وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) فالإضافة إليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ولهذا نص بعض العلماء على التحريم والأكثر على الكراهة لأن منها ما يوهم معاني غير صحيحة مما لا يجوز إطلاقه وكانت في أول حدوثها ألقابا زائدة عن الاسم ثم استعملت أسماء
وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهيا عنه من جهتين مثل شهاب الدين فإن الشهاب الشعلة من النار ثم إضافة ذلك إلى الدين وقد بلغ الحال في إندونيسيا التسمية بنحو ذهب الدين ماس الدين
وكان النووي يكره تلقيبه بمحيي الدين وابن تيمية يكره تلقيبه بتقي الدين ويقول " لكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر "
وقد بينت ذلك في " معجم المناهي " و " تغريب الألقاب "
وأول من لقب الإسلام بذلك هو بهاء الدولة ابن بويه ( ركن الدين ) في القرن الرابع الهجري
ومن التغالي في نحو هذه الألقاب زين العابدين ويختصرونه بلفظ ( زينل ) وقسام علي ويختصرونه بلفظ ( قسملي )
وهكذا يقولون - وبخاصة لدى البغاددة - في نحو سعد الدين عز الدين علاء الدين سعدي عزي علائي
والرافضة يذكرون أن النبي (ص)سمى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سيد العابدين وهذا لا أصل له كما في" منهاج السنة " ( 4/50 ) و " الموضوعات " لابن الجوزي (2/44-45) وعلي بن الحسين من التابعين فكيف يسميه النبي (ص)بذلك ؟
فقاتل الله الرافضة ما أكذبهم وأسخف عقولهم
ومن أسوأ ما رأيت منها التسمية بقولهم جلب الله يعني كلب الله كما في لهجة العراقيين وعند الرافضة منهم يسمونه: جلب علي أي: كلب علي وهم يقصدون أن يكون أمينا مثل أمانة الكلب لصاحبه
9 - وتكره التسمية بالأسماء المركبة مثل محمد أحمد محمد سعيد فأحمد مثلا فهو الاسم محمد للتبرك وهكذا
وهي مدعاة إلى الاشتباه والالتباس ولذا لم تكن معروفة في هدي السلف وهي من تسميات القرون المتأخرة كما سبقت الإشارة إليه
ويلحق بها المضافة إلى لفظ الجلالة ( الله ) مثل حسب الله رحمة الله جبره الله حاشا عبد الله فهو من أحب الأسماء إلى الله
أو المضافة إلى لفظ الرسول مثلحسب الرسول وغلام الرسول وبينتها في" معجم المناهي " و " تغريب الألقاب "
10 - وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام مثل جبرائيل ميكائيل إسرافيل
أما تسمية النساء بأسماء الملائكة فظاهر الحرمة لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم للملائكة بنات الله الله عن قولهم وقريب من هذا تسمية البنت ملاك ملكة
11 - وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم مثل طه يس حم " وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي (ص)فغير صحيح "
وهذا الكلام بعضه ليس صحيح فالحرمة متعلقة بأى مخالفة لحكم من أحكام الله
وحدثنا عن تغيير الأسماء فقال :
"الأصل العاشر في المخرج من الأسماء المحرمة أو المكروهة
المخرج هو في تغييرها واستبدالها باسم مستحب شرعا أو جائز كما تقدم في الأصلين الخامس والسادس
وطلب التغيير يكون من الولي الشرعي على القاصر أو من المسمى بعد بلوغه ورشده
وقد غير النبي (ص)مجموعة وحولها من الأسماء الشركية إلى الأسماء الإسلامية ومن الأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية
وعن عائشة ا قالت" كان رسول الله (ص)يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن " رواه الترمذي
يعلم ذلك من نظر كتاب " الإصابة في تمييز أسماء صحابة " لابن حجر وقد استقرأتها في كتاب "معجم المناهي اللفظية " وظاهر من هدى النبي (ص)في تحويل الأسماء مراعاة القرب في النطق كتغيير شهاب إلى هشام وجثامة إلى حسانة
وهكذا يحول – مثلا -عبد النبي إلى عبد الغني عبد الرسول إلى عبد الغفور وعبد علي إلى عبد العلي وعبد الحسين إلى عبد الرحمن وحنش إلى أنس وعبد الكاظم إلى عبد القادر والمهم تحويل الاسم إلى مستحب أو جائز"
وكل اسم خالف حكم لله وجب على الموظف المكلف بكتابة الأسماء وجب عليه نصح الوالد بتغييره فإن أصر عليه حوله للقضاء وهنا أتكلم عن دولة المسلمين وليس عن مجتمعاتنا الحالية ومن ثم يمنع التسمية بالعبودية لغير الله وكل اسم خالف حكم كملك الأملاك
المؤلف بكر عبدالله أبو زيد وهو يدور حول تسمية المولود وقد كتب أبو زيد مقدمة طويلة عريضة قبل أن يبدأ الكتاب تعتبر من باب الإنشاء وقد اكتفينا منها بالفقرة ألأولى لأن بقيتها تكررت في مواضع مختلفة من الكتاب فقال :
"أما بعد :
فإن الاسم عنوان المسمى ودليل عليه وضرورة للتفاهم معه ومنه وإليه وهو للمولود زينة ووعاء وشعار يدعى به في الآخرة والأولى وتنويه بالدين وإشعار بأنه من أهله – وانظر إلى من يدخل في دين الله ( الإسلام ) كيف يغير اسمه إلى اسم شرعي لأنه له شعار – ثم هو رمز يعبر عن هوية والده ومعيار دقيق لديانته وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته فهو عندهم كالثوب إن قصر شان وإن طال شان
ولهذا صار من يملك حق التسمية ( الأب ) مأسورا في قالب الشريعة ولسانها العربي المبين حتى لا يجني على مولوده باسم يشينه"
والخطأ هو كون الأب أسير اللسان العربية في تسمية أولاده فلو كان المر مذلك فلماذا خلق الله الألسن الأخرى وجعلها علامة من علامات قدرته فقال :
" ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم"
وقد استهل أبو زيد الحديث بذكر معنى الاسم من كتب اللغة فقال :
"الأصول المهمة في الأسماء
الأصل الأول في أهمية الاسم وآثاره على المولود ووالديه وأمته
لا بد - قبل - من الوقوف على حقيقة الاسم :
فقيل مشتق من الوسم بمعنى العلامة ولهذا قيل لها سم لأنه يسم من سمي به ويعلم عليه وهذا في القرآن الكريم كثير كما قال الله { يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا } وقيل من السمو بمعنى العلو
وجائز اجتماع المعنيين في خصوص تسمية الآدميين من المسلمين فيكون الاسم من العلامة السامية العالية وجمعه على أسماء وأسام وأسامي فحقيقة الاسم للمولود التعريف به وعنونته بما يميزه على وجه يليق بكرامته آدميا مسلما ولهذا اتفق العلماء على وجوب التسمية للرجال والنساء وعليه فإذا لم تكن تسمية بقى المولود مجهولا غير معلوم مختلطا بغيره غير متميز إذ الاسم يحدد المولود ويميزه ويعرف به
فإذا ناقض الأب هذه الحقيقة الشرعية فعدل إلى اختيار اسم لا يقره الشرع ولا يسعه لسان العرب أحدث هذا الاختيار صراعا وتناقضا بين كرامته آدميا مسلما وبين عنوانه الذي لم يحسن اختياره
...فيا أيها المسلم أكرر مؤكدا وبالحق مذكرا إن الاسم عنوان المسمى فإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه فإن المولود يعرف من اسمه في معتقده ووجهته بل اعتقاد من اختار له هذا الاسم ومدى بصيرته وتصوره
...وقل أن يوجد لقب مثلا إلا وهو يتناسب أو يقارب مع الملقب به
ومن المشهور في كلام الناس الألقاب تنزل من السماء فلا تكاد تجد الاسم الغليظ الشنيع إلا على مسمى يناسبه وعكسه بعكسه
ومن المنتشر قولهم" لكل مسمى من اسمه نصيب " وقيل :
وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه في اسم منه أو لقب
والأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها ولهذا فمن أصول لسان العرب أن المعنى يؤخذ من المبنى ويدل عليه
ولهذا نرى - كما قال ابن القيم - :
أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم
ولهذا كان بعض الناس إذا رأى شخصا تخيل اسمه فكان كما تصور فلا يكاد يخطئ
فحقا إن للأسماء تأثيرات في المسميات في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة
فأحسن أيها المسلم - بارك الله فيما رزقك - إلى مولودك وإلى نفسك وإلى أمتك باختيار الاسم الحسن في لفظه ومعناه
...ومن الدارج في كلام الناس" من اسمك أعرف أباك "
والاسم يربط المولود بهدي الشريعة وآدابها ويكون الوليد مباركا فيذكر اسمه بالمسمى عليه من نبي أو عبد صالح ليحصل على فضل الدعاء والاقتداء بهدي السلف الصالح فتحفظ أسماؤهم ويذكر بأوصافهم وأحوالهم وتستمر سلسلة الإصلاح في عقب الأمة ونسلها
وفيه إشباع نفس المولود بالعزة والكرامة فإنه حين يشب عن طوقه ويميز بين خمسة وستة ويكون في سن التساؤلات ( السابعة من عمره ) يبدو هذا السؤال على ما سميتني يا أبتاه ؟ ولماذا اخترت هذا الاسم ؟ وما معناه ؟ حينئذ يقع الأب في غمرة السرور إن كان أحسن الاختيار أو يقع في ورطة أمام ابنه القاصر عن سن البلوغ فتنكشف ضحالة الأب وسخف عقله فكان الأب من أول مراحل تربيته لابنه يلبسه لباسا أجنبيا عنه ويضعه في وعاء لا يلائمه وهذا انحراف عن سبيل الهدى والرشاد وصدق النبي (ص): " ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه"
...وإذا كانت هذه من آثار الاسم على الولد ووالده فانظر من وراء هذا ماذا يلحق الأمة من تكثيف هذه الأسماء المحرمة وبخاصة الغربية منها :
فللاسم تأثير على الأمة في سلوكها وأخلاقياتها على حد قول النبي (ص): " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها "
....ثم هو – بعد - من علائم الأمة المغلوبة بعقدة النقص والاستيلاء عليها إذ النفس مولعة أبدا بالاقتداء بالمتغلب عليها كالعبد المملوك مع سيده
ثم هو أيضا يدل على أن الأمة ملقى حبلها على غاربها وأن ليس فيها رجال يطفئون جذوة ما تعاظم في صدورهم من شأن ذلك الغالب الفاجر..."
والأخطاء في الفقرة السابقة هى :
الأول إن المولود يعرف من اسمه في معتقده ووجهته بل اعتقاد من اختار له هذا الاسم ومدى بصيرته وتصوره
وهى مقولة غريبة فاسم الإنسان لا يدل على دينه فكم من محمد دخل النار ولم يكن اسمه في لغته دالا على دينه وكم من إبراهيم من النصارى واليهود دخل النار فالأسماء هى لغويات لا علاقة لها بدين الإنسان
الثانى أن يوجد لقب مثلا إلا وهو يتناسب أو يقارب مع الملقب به والألقاب في المعروف لا تدل على الحقيقة ففتلة ومعناها الشىء الرفيع تطلق على السمين والشعراوى تطلق على الأقرع والألمانى تطلق على المصرى والأجنبى تطلق على الأبيض اللون أو الأحمر والأزرق تطلق على الأبيض
الثالث أن أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم وهو كلام لا أصل له فكما أن في أسماء المجرمين يوجد أحمد وعلى يوجد في أسماء الأبرياء أحمد وعلى ومن أراد فليراجع أسماء المسجلين خطر والمجرمين في وزارات الداخلية في بلاد المنطقة ولماذا نذهب بعيدا فقاتل السادات طبقا للمحاكم المصرية خالد الإسلامبولى فهل اسمه دليل على وضاعة فعله وهو القتل
الرابع أن الاسم له تأثير على الأمة في سلوكها وأخلاقياتها وهو كلام يخالف الوزاقع فلو عدنا أسماء من يتسمون بمحمد وأحمد وأسماء الأنبياء لوجب أن تكون شعوبنا أفضل شعوب العالم في كل شىء ومع هذا فهى شعوب متخلفة وجاهلة وسلوكها لا يتفق مع دينها
وحدثنا عن وقت التسمية فقال :
"الأصل الثاني في وقت التسمية:
جاءت السنة النبوية عن النبي (ص)في ذلك على ثلاثة وجوه :
1 - تسمية المولود يوم ولادته
2 - تسميته إلى ثلاثة أيام من ولادته
3 - تسميته يوم سابعه
وهذا اختلاف تنوع يدل على أن في الأمر سعة "
وليس الأمر سعة وإنما هو تناقض في الروايات واختلافها دليل على أن من قالها هم الكفار لاثبات تناقض الدين
المهم هو اختيار الإسم قبل الولادة أو بعد الولادة مباشرة لأن باختيار الاسم يتعلق الميراث فإن لم يوجد اسم أفقدوا البعض حقه حيث لم يسجل في السجلات بسبب عدم تسميته
وتحدث أبو زيد عن كون التسمية حق الأب فقال :
"الأصل الثالث التسمية حق للأب
لا خلاف في أن الأب أحق بتسمية المولود وليس للأم حق منازعته فإذا تنازعا فهي للأب
وبناء على ذلك فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة وفي التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوثيق حبال الصلة بينهم
كما أنه ثبت عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا يعرضون موالديهم على النبي (ص)فيسميهم وهذا يدل على أن على الأب عرض المشورة في التسمية على عالم بالسنة أو من أهل السنة يثق بدينه وعلمه ليدله على الاسم الحسن بمولوده"
والتسمية كما هو أمر الرضاعة وغيره هى محل تشاور داخل الأسرة كما قال تعالى :
" وأمرهم شورى بينهم "
وتحدث عن نسب المولود فقال :
"الأصل الرابع المولود ينسب إلى أبيه لا إلى أمه
كما أن التسمية من حق الأب فإن المولود ينسب إلى أبيه لا إلى أمه ويدعى بأبيه لا بأمه فيقال في إنشاء التسمية فلان ابن فلان فلا يقال ابن فلانة ويقال في دعاءه ومناداته والإخبار عنه يا ابن فلان ولا يقال يا ابن فلانة قال الله ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله )
والدعاء يستعمل استعمال التسمية فيقال دعوت ابني زيدا أي سميته قال الله (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) وذلك خطاب من كان يقول للنبي (ص): يا محمد أيقولوا يا رسول الله يا نبي الله"
والخطأ هنا هو اعتبار الدعاء هو الاسم ولكنه حكم الرسول المنزل عليه فعو ليس كآراء الناس يؤخذ بها أو لا يؤخذ وإنما حكم الرسول وهو دعاءه مطاع لقوله تعالى :
" وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله"
ثم قال :
"ولهذا يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم فلان ابن فلان كما ثبت الحديث بذلك عن ابن عمر عن النبي (ص): " إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان " رواه البخاري وترجم عليه بقوله" باب ما يدعى الناس بآبائهم""
وهذا الكلام خطأ فلا يوجد أنساب في القيامة كما قال تعالى :
" فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون"
وتحدث عن حسن اختيار الاسم فقال :
"الأصل الخامس في حسن الاختيار
يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي فيكون حسنا عذبا في اللسان مقبولا للأسماع يحمل معنى شريفا كريما ووصفا سابقا خاليا مما دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته مثل لوثة العجمة وشوائب التشبه والمعاني الرخوة
ومعنى هذا أن لا تختار اسما إلا وقد قلبت النظر في سلامة لفظه ومعناه على علم ووعي وإدراك وإن استشرت بصيرا في سلامته مما يحذر فهو أسلم وأحكم
ومن الجاري قولهم حق الولد على والده أن يختار له أمة كريمة وأن يسميه اسما حسنا وأن يورثه أدبا حسنا"
وأما الاسم الحسن فلا خلاف عليه وأما كون الأسماء رتب ومنازل فخبل قالب فيه:
"والأسماء المشروعة رتب ومنازل وإليك بيانها في الأصل الآتي :
الأصل السادس في مراتب الأسماء استحبابا وجوازا
هي في الاستحباب والجواز رتب ومنازل على الترتيب الآتي :
1 - استحباب التسمية بهذين الاسمين عبدالله وعبدالرحمن وهما أحب الأسماء إلى الله كما ثبت الحديث بذلك عن النبي (ص)من حديث ابن عمر الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما وذلك لاشتمالهما على وصف العبودية التي هي الحقيقة للإنسان
وقد خصهما الله في القرآن بإضافة العبودية إليهما دون سائر أسمائه الحسنى وذلك في قوله : ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) وقوله سبحانه( وعباد الرحمن ) وجمع بينهما في قوله : (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) وقد سمى النبي (ص)ابنه عمه العباس عبدالله
وفي الصحابة نحو ثلاثمائة رجل كلا منهم اسمه عبد الله وبه سمي أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة عبدالله بن الزبير
2 - ثم استحباب التسمية بالتعبيد لأي من أسماء الله الحسنى مثل عبدالعزيز عبدالملك وأول من تسمى بهما ابنا مروان بن الحكم
والرافضة لا تسمي بهذين الاسمين منابذة للأمويين وهذا محض عدوان واعتداء ( وهذا شأنهم في مجموعة من الأسماء منها سائر أسماء بني أمية مثل معاوية ويزيد ومروان وهشام وقد حرموا أنفسهم من التسمي باسم عبدالرحمن لأن قاتل علي بن أبي طالب هو عبدالرحمن بن ملجم )
وأسماء الله توقيفية بدليل من كتاب أو سنة وسترى جملتها في حرف العين من دليل الأسماء الآتي في آخر الكتاب إن شاء الله وقد ذكر ابن تيمية أن الهروي قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى قال وكذلك أهل بيتنا
3 - التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله لأنهم سادات بني آدم وأخلاقهم أشرف الأخلاق وأعمالهم أزكي الأعمال فالتسمية بأسمائهم تذكر بهم وبأوصافهم وأحوالهم
وقد أجمع العلماء على جواز التسمية بها إلا ما يؤثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أنه كتب" لا تسموا أحدا باسم نبي " رواه الطبري
وهذا النهي منه لئلا يبتذل الاسم وينتهك لكن ورد ما يدل على رجوعه عن ذلك كما قرره الحافظ ابن حجر
والتسمية ببعضها منتشرة في صدر هذه الأمة وسلفها وقد سمى النبي (ص)ابنه باسم أبيه إبراهيم فقال (ص)" ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم (ص)" رواه مسلم
وبه سمى (ص)أكبر ولد أبي موسى وعن يوسف بن عبدالله بن سلام قال " سماني النبي (ص)يوسف " رواه البخاري في "الأدب المفرد " والترمذي في " الشمائل " وقال ابن حجر" سنده صحيح "
وأفضل أسماء الأنبياء أسماء نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله (ص)وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين أجمعين
وبعد الإجماع على جواز التسمية باسمه (ص)اختلف العلماء في حكم الجمع بين اسمه وكنيته محمد أبو القاسم
قال ابن القيم " والصواب أن التسمي باسمه جائز والتكني بكنيته ممنوع منه والمنع في حياته أشد والجمع بينهما ممنوع منه ":
وهاهنا لطيفة عجيبة وهي أن أول من سمى أحمد بعد النبي (ص)هو أحمد الفراهيدي البصري والد الخليل صاحب العروض والخليل مولود سنة ( 100هـ)
4 - التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين فقد ثبت من حديث المغيرة بن شعبة عن النبي - (ص)-" أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين من قبلهم " رواه مسلم"
وهذا الكلام لا فائدة منه والأسماء وهى الألفاظ واحدة المكانة لا فرق بينها فلا عبد الله أحسن من محمود ولا حسن أفضل من نعمان فكلها مباحة طالما لم تخالف أى حكم من أحكام الله
والغريب أن كل أسماء النبياء في المصحف ليس منها أى واحد يبدأ بعبد فلو كانت الأسماء المعبدة أحسن لطالب الله رسله(ص) بتغييرأسمائهم وبدلا من أن يسمى آدم باسمه كان سماه عبد الله
وذكر أبو زيد فائدة تناقض كلامه عن وجوب أن تكون اسماء المسلمين عربية حيث ذكر أن معظم أسماء الرسل(ص) أعجمية فقال :
"فائدة:
أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة آدم وصالح وشعيب ومحمد فهذه الأربعة عربية أما ما سواها من أسماء الأنبياء فهي معربة لكونها منقولة إلى العربية في عصر الاستشهاد ولهذا نرى قول علماء اللغة بعد اللفظ المعرب" وقد تكلمت به العرب "
وذكر أبو زيد أن المسلمين قد يختارون اسماء أولادهم طبقا لحبهم لبعض الأشخاص فقال :
"وقد كان لصحابة رسول الله (ص)نظرا لطيفا في ذلك فهذا الصحابي الزبير بن العوام سمى ولده - وهم تسعة - بأسماء بعض شهداء بدر وهم عبدالله المنذر عروة حمزة جعفر مصعب عبيدة خالد عمر
وهكذا يوجد في المسلمين من سمي أولاده بأسماء الخلفاء الأربعة الراشدين عبدالله ( أبو بكر ) عمر عثمان علي ومن سمى بناته بأسماء أمهات المؤمنين زوجات النبي (ص) وهكذا
وهى قاعدة موجودة حيث يكرر الناس أسماء بعض أباءهم وأمهاتهم واخوتهم وأخواتهم ممن يحبونهم
وحدثنا أبو زيد عن شروط التسمية فقال :
"الأصل السابع في شروط التسمية وآدابها
من نصوص السنة أمرا ونهيا ودلالة وإرشادا وبمقتضى قواعد الشريعة وأصولها يتبين أن اسم المولود يكتسب الصفة الشرعية متى توفر فيه هذان الشرطان :
الشرط الأول أن يكون عربيا فيخرج به كل اسم أعجمي ومولد ودخيل على لسان العرب
الشرط الثاني أن يكون حسن المبنى والمعنى لغة وشرعا ويخرج بهذا كل اسم محرم أو مكروه إما في لفظه أو معناه أو فيهما كليهما وإن كان جاريا في نظام العربية كالتسمي بما معناه التزكية أو المذمة أو السب بل يسمى بما كان صدقا وحقا"
وكما سبق القول فإن التسمية العربية مخالف للفائدة التى ذكرها أبو زيد من كون أسماء معظم الرسل(ص) أعجمية
ومما ينبغى قوله أن الأسماء في اللغات الواحدة قد تختلف في اللفظ ولكن معناها واحد فلا فارق بين اسم حسن وبين كلمة بيتفول أو جود الإنجليزية لأن المراد هو المعنى ولا فارق بين محمد العربى ولا مميت التركى
وتحدث عن البعد عما سماه الأسماء القبيحة فنقل التالى :
"قال الطبري" لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى ولا باسم يقتضي التزكية له ولا باسم معناه السب ولو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص ولا يقصد بها حقيقة الصفة لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم فيظن أنه صفة للمسمى فلذلك كان (ص)يحول الاسم إلى ما إذا دعى به صاحبه كان صدقا "
ولو أخذنا بقاعدة الطبرى لكان اسم محمد وأحمد وحامد ومحمود أسماء محرمة لكونها تزكية
وتحدث عن تغيير ألأسماء عبر روايات فقال :
"قال" وقد غير رسول الله (ص)عدة أسماء "
ومعظم إن لم يكن كل الروايات المروية في ألأمر كاذبة لم تحدث فبرة أى محسنة اسم حسن ومع هذا يدعون أن النبى(ص) غيره ويزعمون أنه غير اسم يسار وأشباهه مع أنها اسماء حسنة المعنى
وتحدث عن أمور أخرى تتعلق بالأسماء المختارة فقال :
"وللأسماء أيضا جملة آداب يحسن أخذها بالاعتبار ما أمكن :
1 - الحرص على اختيار الاسم الأحب فالمحبوب حسبما سبق من بيان لمراتبه في الأصل السادس
2 - مراعاة قلة حروف الاسم ما أمكن
3 - مراعاة خفة النطق به على الألسن
4 - مراعاة التسمية بما يسرع تمكنه من سمع السامع
5 - مراعاة الملائمة فلا يكون الاسم خارجا عن أسماء أهل طبقته وملته وأهل مرتبته
وإنما جهة الاختيار لذلك في ثلاثة أشياء :
منها" أن يكون الاسم مأخوذا من أسماء أهل الدين ...ومنها أن يكون الاسم قليل الحروف خفيفا على الألسن سهلا في اللفظ سريع التمكن من السمع ...ومنها أن يكون حسنا في المعنى ملائما لحال المسمى جاريا في أسماء أهل طبقته وملته وأهل مرتبته "
...وفي تفسير قول الله عن عبده يحيى( لم نجعل له من قبل سميا ) قال القرطبي " وفي هذه الآية دليل وشاهد أن الأسامي السنع – أي الجميلة - جديرة بالأثرة وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية لكونها أنبه وأنزه حتى قال القائل :
سنع الأسامي مسبلي أزر ** حمر تمس الأرض بالهدب
وقال رؤبة للنسابة البكرى وقد سأله عن نسبه أنا ابن العجاج فقال قصرت وعرفت " "
والغريب في الأمر هنا هو استشهاد أبو زيد بأٌقوال أهل الجاهلية مع أن مقدمته الطويلة حذرت من اتباع الكفار في التسمية
وتحدث عن الأسماء المحرمة فقال :
"الأصل الثامن في الأسماء المحرمة
دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية :
1 - اتفق المسلمون على أنه يحرم كل اسم معبد لغير الله من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك مثل عبد الرسول عبد النبي عبد علي عبد الحسين عبد الأمير ( يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) عبد الصاحب ( يعني صاحب الزمان المهدي المنتظر ) وهي تسميات الروافض
وقد غير النبي (ص)كل اسم معبد لغير الله مثل عبد العزى عبد الكعبة عبد شمس عبد الحارث ومن هذا الباب غلام الرسول غلام محمد أيعبد الرسول وهكذا والصحيح في عبد المطلب المنع ومن هذا الغلط في التعبيد لأسماء يظن أنها من أسماء الله وليست كذلك مثل عبد المقصود عبد الستار عبد الموجود عبد المعبود عبد الهوه عبد المرسل عبد الوحيد عبد الطالب فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين :
من جهة التسمية الله بما لم يرد به السمع وأسماؤه سبحانه توفيقية على النص من كتاب أو سنة
والجهة الثانية التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله (ص)
2 - التسمية باسم من أسماء الله فلا تجوز التسمية باسم يختص به الرب سبحانه مثل الرحمن الرحيم الخالق البارئ وقد غير النبي (ص)ما وقع من التسمية بذلك
وفي القرآن العظيم( هل تعلم له سميا ) أي لا مثيل له يستحق مثل اسم الذي هو الرحمن"
وهذا الكلام صحيح تماما ولا غبار عليه وأما الأمر الثالث وهو التسمى بأسماء الأعاجم فقد حرمه فقال:
3 - التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها وقد عظمت الفتنة بها في زماننا فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا وغيرهما وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان ومنها بطرس جرجس جورج ديانا روز سوزان وغيرها مما سبقت الإشارة إليه
وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن فهو معصية كبيرة وإثم وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها وتغييرها شرط في التوبة منها"
وأسماء الأعاجم ليست محرمة طالما كان معناها اللغوى حسن فمثلا كلمة روز تعنى ورد أو وردة ومثلا كلمة جرجس في اللغة اللاتينية تعنى الفلاح أو المزارع وهو اسم ليس قبيحا ومن ثم فتلك الأسماء ليست محرمة إذا سمى بها مسلم ابنه بلغته اللاتينية لأنه يكوه بالعربية فلاح وهو اسم عربى مقبول
الحرمة تكون في مخالفة حكم من أحكام الله في التسمية فمثلا لو أراد من سمى ابنه جرجس أن يكون كجرجس في الدين النصرانى فقد كفر لأنه أراد ان يكون ابنه نصرانيا وأما إذا قصد به المعنى اللغوى فلا حرمة
وقال أبو زيد:
4 - التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله ومنهااللات العزى إساف نائلة هبل"
ثم قال :
5 - التسمي بالأسماء الأعجمية تركية أو فارسية أو بربرية أو غيرها مما لا تتسع لغة العرب ولسانها ومنها ناريمان شيريهان نيفين شادي - بمعنى القرد عندهم - جيهان
وأما ما ختم بالتاء مثل حكمت عصمت نجدت هبت مرفت رأفت فهي عربية في أصلها لكن ختمها بالتاء الطويلة المفتوحة - وقد تكون بالتاء المربوطة - تتريك لها أخرجها عن عربيتها لهذا لا يكون الوقف عليها بالهاء
والمختومة بالياء مثل رمزي حسني رشدي حقي مجدي رجائي هي عربية في أصلها لكن تتريكها بالياء في آخرها منع من عربيتها بهذا المبنى إذ الياء هنا ليست ياء النسبة العربية مثل ربعي ووحشي وسبتي ( لمن ولدت يوم السبت ) ولا ياء المتكلم مثل كتابي بل ياء الإمالة الفارسية والتركية
وأما لفظ ( فقي ) في مصر فهو عندهم مختصر ( فقيه )
ومن الأسماء الفارسية ما ختم بلفظ ( ويه ) مثل سيبويه وقد أحصى بعضهم اثنين وتسعين اسما مختومة بلفظ ( ويه )
وفي اللغة الأردية يقحمون الياء في وسط الكلمة علامة للتأنيث فيقولون في رحمن( رحيمن ) وفي كريم( كريمن ) "
وهذا تكرار لرقم ثلاثة وكما سبق القول إذا كان المراد من التسمية المعنى فلا بأس ولا حرمة وقال :
6 - كل اسم فيه دعوى ما ليس للمسمى فيحمل من الدعوى والتزكية والكذب ما لا يقبل بحال
ومنه ما ثبت في الحديث أن النبي (ص)قال" إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك " الحديث متفق عليه
ومثله قياسا على ما حرمه الله ورسوله سلطان السلاطين حاكم الحكام شاهنشاه قاضي القضاة
وكذلك تحريم التسمية بمثل سيد الناس سيد الكل سيد السادات ست النساء
ويحرم إطلاق ( سيد ولد آدم ) على غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي حديث زينب بنت أبي سلمة ا أن النبي (ص)قال: " لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم " رواه مسلم"
وتسمية أبوزيد الرسول بسيد ولد آدم(ص) مخالفة وتكذيب لقوله تعالى " إنما المؤمنون اخوة" وتكذيب لقوله في الآخرة" اخوانا على سرر متقابلين"
فلا وجود لسادة في الإسلام وإذا أطلقت كلمة سيد فمعنى حاكم نفسه لا غير كما في قوله عن يحيى" وسيدا " أى حاكما لنفسه بكتاب الله
ثم قال :
7 - قال ابن القيم" التسمية بأسماء الشياطين كخنزب والولهان والأعور والأجدع وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك"
وهذا الكلام لو أخذنا به لكان علينا أن نحرم اسم مصطفى لأن اسم شيطان تركيا الذى خولها لدولة كافرة هو مصطفى كمال ولكان علينا حسب التاريخ المعروف أن نغير اسم الحسن لوجود شيطان كافر اسمه الحسن ادعى الألوهية واعلن قيام القيامة وأن لا وجود لقيامة الآخرة ولحرمنا اسم يزيد لأنه هناك شيطان كافر من الأمويين مزق القرآن وداس عليه وتحدى الله أن يعاقبه
ويبدو أن ابن القيم نسى أن هناك فقهاء ورواة أحاديث سموا باسم الأعور كحجاج بن محمد الأعور وسفيان بن عيينة الأعور والأجدع كمسروق بن ألأجدع ووهب بن ألأجدع وكمحمد بن المنتشر الأجدع
وتحدث عما يسماه الأسماء المكروهة فقال :
"الأصل التاسع في الأسماء المكروهة
يمكن تصنيفها على ما يلي :
1 - تكره التسمية بما تنفر منه القلوب لمعانيها أو ألفاظها أو لأحدهما لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم فضلا عن مخالفة هدي النبي (ص)بتحسين الأسماء :
ومنها حرب مرة خنجر فاضح فحيط حطيحط فدغوش وهذا في الأعراب كثير ومن نظر في دليل الهواتف رأى في بعض الجهات عجبا
ومنها هيام و سهام بضم أولهما اسم لداء يصيب الإبل
ومنها رحاب وعفلق ولكل منهما معنى قبيح
ومنها نادية أي البعيدة عن الماء
2 - ويكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير ومنها أحلام أريج عبير غادة ( وهي التي تتثنى تيها ودلالا ) فتنة نهاد وصال فاتن ( أي بجمالها ) شادية شادي ( وهما بمعنى المغنية )
3 - ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق الماجنين من الممثلين والمطربين وعمار خشبات المسارح باللهو الباطل
ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأوا مسرحية فيها نسوة خليعات سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض شاهد مصداقية ذلك فإلى الله الشكوى
4 - ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية كمثل ( ظالم بن سراق ) فقد ورد أن عثمان بن أبي العاص امتنع عن تولية صاحب هذا الاسم لما علم أن اسمه هكذا كما في " المعرفة والتاريخ " ( 3/201) للفسوي
5 - وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجن ومنها فرعون قارون هامان
6 - ومنه التسمية بأسماء فيها معان غير مرغوبة كمثل: (خبية بن كناز) فقد ورد أن عمر قال عنه: "لا حاجة لنا فيه فهو يخبئ وأبوه يكنز" كما في "المؤتلف والمختلف" (4/1965) للدارقطني
7 - ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة ومنها التسمية بما يلي حنش حمار قنفذ قنيفذ قردان كلب كليب… والعرب حين سمت أولادها بهذه فإنما لما لحظته من معنى حسن مرادف الكلب لما فيه من اليقظة والكسب والحمار لما فيه من الصبر والجلد وهكذا وبهذا بطل غمز الشعوبية للعرب كما أوضحه ابن دريد وابن فارس وغيرهما
8 - وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مشبهة مضافة إلى لفظ ( الدين) ولفظ ( الإسلام ) مثل نور الدين ضياء الدين سيف الإسلام نور الإسلام وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) فالإضافة إليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ولهذا نص بعض العلماء على التحريم والأكثر على الكراهة لأن منها ما يوهم معاني غير صحيحة مما لا يجوز إطلاقه وكانت في أول حدوثها ألقابا زائدة عن الاسم ثم استعملت أسماء
وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهيا عنه من جهتين مثل شهاب الدين فإن الشهاب الشعلة من النار ثم إضافة ذلك إلى الدين وقد بلغ الحال في إندونيسيا التسمية بنحو ذهب الدين ماس الدين
وكان النووي يكره تلقيبه بمحيي الدين وابن تيمية يكره تلقيبه بتقي الدين ويقول " لكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر "
وقد بينت ذلك في " معجم المناهي " و " تغريب الألقاب "
وأول من لقب الإسلام بذلك هو بهاء الدولة ابن بويه ( ركن الدين ) في القرن الرابع الهجري
ومن التغالي في نحو هذه الألقاب زين العابدين ويختصرونه بلفظ ( زينل ) وقسام علي ويختصرونه بلفظ ( قسملي )
وهكذا يقولون - وبخاصة لدى البغاددة - في نحو سعد الدين عز الدين علاء الدين سعدي عزي علائي
والرافضة يذكرون أن النبي (ص)سمى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سيد العابدين وهذا لا أصل له كما في" منهاج السنة " ( 4/50 ) و " الموضوعات " لابن الجوزي (2/44-45) وعلي بن الحسين من التابعين فكيف يسميه النبي (ص)بذلك ؟
فقاتل الله الرافضة ما أكذبهم وأسخف عقولهم
ومن أسوأ ما رأيت منها التسمية بقولهم جلب الله يعني كلب الله كما في لهجة العراقيين وعند الرافضة منهم يسمونه: جلب علي أي: كلب علي وهم يقصدون أن يكون أمينا مثل أمانة الكلب لصاحبه
9 - وتكره التسمية بالأسماء المركبة مثل محمد أحمد محمد سعيد فأحمد مثلا فهو الاسم محمد للتبرك وهكذا
وهي مدعاة إلى الاشتباه والالتباس ولذا لم تكن معروفة في هدي السلف وهي من تسميات القرون المتأخرة كما سبقت الإشارة إليه
ويلحق بها المضافة إلى لفظ الجلالة ( الله ) مثل حسب الله رحمة الله جبره الله حاشا عبد الله فهو من أحب الأسماء إلى الله
أو المضافة إلى لفظ الرسول مثلحسب الرسول وغلام الرسول وبينتها في" معجم المناهي " و " تغريب الألقاب "
10 - وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام مثل جبرائيل ميكائيل إسرافيل
أما تسمية النساء بأسماء الملائكة فظاهر الحرمة لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم للملائكة بنات الله الله عن قولهم وقريب من هذا تسمية البنت ملاك ملكة
11 - وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم مثل طه يس حم " وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي (ص)فغير صحيح "
وهذا الكلام بعضه ليس صحيح فالحرمة متعلقة بأى مخالفة لحكم من أحكام الله
وحدثنا عن تغيير الأسماء فقال :
"الأصل العاشر في المخرج من الأسماء المحرمة أو المكروهة
المخرج هو في تغييرها واستبدالها باسم مستحب شرعا أو جائز كما تقدم في الأصلين الخامس والسادس
وطلب التغيير يكون من الولي الشرعي على القاصر أو من المسمى بعد بلوغه ورشده
وقد غير النبي (ص)مجموعة وحولها من الأسماء الشركية إلى الأسماء الإسلامية ومن الأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية
وعن عائشة ا قالت" كان رسول الله (ص)يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن " رواه الترمذي
يعلم ذلك من نظر كتاب " الإصابة في تمييز أسماء صحابة " لابن حجر وقد استقرأتها في كتاب "معجم المناهي اللفظية " وظاهر من هدى النبي (ص)في تحويل الأسماء مراعاة القرب في النطق كتغيير شهاب إلى هشام وجثامة إلى حسانة
وهكذا يحول – مثلا -عبد النبي إلى عبد الغني عبد الرسول إلى عبد الغفور وعبد علي إلى عبد العلي وعبد الحسين إلى عبد الرحمن وحنش إلى أنس وعبد الكاظم إلى عبد القادر والمهم تحويل الاسم إلى مستحب أو جائز"
وكل اسم خالف حكم لله وجب على الموظف المكلف بكتابة الأسماء وجب عليه نصح الوالد بتغييره فإن أصر عليه حوله للقضاء وهنا أتكلم عن دولة المسلمين وليس عن مجتمعاتنا الحالية ومن ثم يمنع التسمية بالعبودية لغير الله وكل اسم خالف حكم كملك الأملاك