قراءة فى كتاب البطالة والفقر
استعرض المؤلف فى الكتاب مشكلتى البطالة والفقر ففى المبحث الأول تعرض لتعاريف البطالة فقال :
"المبحث الأول: مفهوم البطالة وتعريفها
المطلب الأول: تعريف البطالة ( Unemployment) على انها ظاهرة اجتماعية اقتصادية ( Phenomenon Socio- Economic) وجدت مع وجود الإنسان وخاصة في المجتمعات الحديثة، وأغلب التوقعات تشير إلى أنها ستظل باقية ببقائه على وجه الأرض بل والأدهى من هذا هو أنها – في رأي كوكبة كبيرة من الاقتصاديين والاجتماعيين – تتفاقم على مر الزمن وخاصة في ظروف الدول النامية (التي مازال الوطن العربي كله يقع في دائرتها)"
عرف المؤلف البطالة بكونها ظاهرة اجتماعية اقتصادية وأنها مشكلة موجودة من بداية البشرية وستظل قائمة حتى نهاية البشرية وهو كرم خاطىء فالبطالة هى مشكلة اخترعها الحكام وطبقتهم الغنية بأخذهم حقوق من أبطلوهم وأخذوا حقوقهم من بقية الناس
والمشكلة لم تكن موجودة فى كل العصور والأماكن وإنما هى توجد فى مجتمعات الظلم والكفر فقط
البطالة إذا هى وجود طائفة من الرجال القادرين صحيا لا عمل وظيفى لها وتحدث المؤلف عن زيادة عدد العاطلين فى كل الدول على حد سواء فقال :
"إن حجم البطالة على مستوى العالم – كما ينقل الوهيب عن أحد خبراء الاقتصاد العالميين (مايك كاري) في تزايد، حيث يوجد 35 مليون عاطل عن العمل بالدول الصناعية ... فالمشكلة – كما يضيف – مشكلة عالمية وليست مشكلة دول عربية أو دول نامية.
صحيح أن المشكلة قد تأخذ شكلا أو آخر، وتسير في اتجاه الارتفاع أو شبه الثبات أو الانخفاض، إلا أنها تظل بعد كل هذه قائمة رغم تكاتف وكثافة الجهود التي تبذل للقضاء عليها أو على الأقل التخفيف من حدتها وتحجيم معدلات انتشارها"
ثم تحدث عن مفهوم البطالة وهى كلمة تعنى فى الإسلام معنى سيئا فهى تعنى الكفر لأنها من مادة بطل التى أساس معناها الباطل وقد بين المؤلف أن تعاريف البطالة مختلفة فقال :
"المطلب الثاني: مفهوم البطالة:
البطالة واحدة من المصطلحات الاجتماعية الاقتصادية المعقدة التي لا تزال تلقى – عند محاولة التعريف بها – الكثير من الخلاف، والى الدرجة التي يمكن معها القول أن تعريفا جامعا مانعا لها من الصعب الوصول إليه.
إن عدم الاتفاق قد أتى أساسا من اختلاف وجهات النظر بين مفكري هذا المجال في أمور كثيرة تتعلق أصلا بتوجههم نحو مفاهيم أخرى مثل العمالة، والتشغيل، والتشغيل الكامل، والتشغيل الناقص، ومدى التعطل، وأنواع التعطل، وأنواع البطالة، وغير ذلك من المقولات التي تدخل في صلب المشكلة.
وانطلاقا من هذا، فإن الوصول إلى تعريف متفق عليه للبطالة، كما جاء بدائرة معارف العلوم الاجتماعية امر صعب بعيد المنال، حيث يتوقف التعريف بها على الظروف القائمة في الزمان والمكان المعينين.
وعلى سبيل المثال فإنه في المسح الذي أجري على الأسر في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1974م، أشير إلى المتعطلين بأنهم كل الأفراد الذين يبلغون من العمر أربع عشرة سنة فما فوق، والذين لا يعملون بأجر خارج الأسرة لمدة ساعة واحدة يوميا على الأقل هذا في الوقت الذي رأت فيه كثير من الدول أنه لا ينبغي لأي فرد أن يعمل إلا إذا بلغ من العمر ستة عشر عاما فأكثر. وأنه إذا قلت مدة عمله عن ثلاث ساعات يوميا يمكن أن يعتبر الشخص في عداد العاطلين.
على أي حال، البطالة لفظ مقابل للعمالة ومضاد له، والعامل والعاطل يكونان على طرفي نقيض، إن اللفظ، لغة، كما ورد عند ابن منظور، قد أتى من الفعل بطل وبطل، وله معان كثيرة ومنها أنه يعني التعطل، وأنه يقال بطل الأجير (بالفتح) يبطل بطالة وبطالة أي تعطل، فهو بطال، وهي في معجم الرائد تدور في نفس الإطار، حيث يذكر أيضا أنها قد اشتقت من بطل وبطل وبطيل، وتعني عدم توافر العمل للراغبين فيه والقادرين عليه."
إذا لا يوجد اتفاق بين المحدثين حول معنى التبطل وقد ذكر الرجل أسباب لهذا الاختلاف ولم يذكر التعاريف
والحق هو :
أن البطالة بمعنى عدم وجود وظيفة تدر دخلا على الفرد فى الإسلام لا وجود لها فالإسلام لم يجعل للفئة العمرية حتى العشرين تقريبا عملا وظيفيا لعدم الاكتمال الجسمى والعقلى لأن تلك السن هى سن التعلم ولذا سماها صاحبها الطفل سواء قبل البلوغ أو بعده فقال :
"إذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلكم"
فتسميتهم أطفالا تعنى كونهم عالة على الكبار سواء كانوا أباءهم أو غيرهم ومن ثم فهم لا يعملون وإنما وظيفتهم هى التعلم فى تلك الفترة
وأما كبار السن فلا يمنع الإسلام عملهم إلا فى حالات وهى:
1-بلوغهم أرذل العمر التى يحدث فيها نسيان للمعلومات حتى يعود الإنسان قبل موته لحالته عند الولادة من عدم العلم بشىء كما قال تعالى " ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "
2-المعاقين بإعاقات تمنعهم من العمل كالشلل وبتر الأطراف والجنون وقد سماهم الله أولو الضرر وقال فى بعضهم:
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج"
3-المرضى بأمراض مزمنة تضرهم إذا عملوا
ومن ثم لا يوجد فى الإسلام ما يسمى سن المعاش وهو عدم العمل فطالما الإنسان قادر على العمل يظل يعمل حتى يموت وإن كان يتم التخفيف عنه بازدياد عمره
وتعرض المؤلف لأنواع البطالة فقال :
"المطلب الثالث: أنواع البطالة:
يتضح مما سبق أن المحاولات التي تعرضت للتعريف بالبطالة قد اتفقت في الجوهر رغم اختلافها في التفاصيل إن هذا الخلاف في حد ذاته، وهو ظاهرة صحية أصلا، قد أتى في أساسه من تباين الآراء حول أنواع البطالة، وتحديد كل مفكر باحث أنواعا بعينها لها، والنظر إليها بالتالي من زوايا مختلفة انطلقت في العادة من مجموع الظروف التي يتعايش معها. وبوجه عام، فإن صعوبة الالتقاء بين هؤلاء قد أتت من عدة اعتبارات جوهرية، وهي أن البطالة:
- متغيرة ومتجددة على الدوام، بمعنى أنه يمكن أن يضاف إليها ما هو جديد باستمرار.
- متداخلة، ويصعب فض الاشتباك بين عناصرها ومتغيراتها، (كما سيتضح من استعراض أنواعها).
- يصعب قياسها، حيث الاختلاف بين الدول في تعريف العمالة، والبطالة، والعامل والمتعطل، ومدة التعطل، وسن العمل، وغير ذلك من العناصر التي تدخل في تكوين العمالة أو البطالة.
وعلى وجه العموم، فقد تضمنت الأدبيات التي تعاملت مع الموضوع أنواع متعددة من البطالة، وهي: البطالة الدورية، البطالة الموسمية، البطالة الاحتكاكية، البطالة الهيكلية، البطالة الإجبارية، البطالة الاختيارية، البطالة الجزئية، البطالة المقنعة، والبطالة السافرة، ويمكن لأية واحدة منها الدخول في مقولة البطالة (عامة)"
البطالة كتعاريف اختلفت بسبب الاختلاف العقائدى ما بين رأسمالية واشتراكية وشيوعية وغيرها وقد ذكر الرجل أنواع البطالة فقال :
"1 - البطالة الدورية:
البطالة الدورية ( Circlical Unemployment) هي البطالة الناجمة عن عدم سير النشاطات الاقتصادية على وتيرة واحدة، أو منتظمة، في الفترات الزمنية المختلفة، بل تنتاب هذه النشاطات فترات صعود وفترات هبوط دورية.
ويطلق على حركة التقلبات الصاعدة والهابطة للنشاط الاقتصادي والتي يتراوح مداها الزمني بين ثلاث وعشر سنوات، مصطلح الدورة الاقتصادية التي لها خاصية التكرار والدورية، وتتكون الدورة الاقتصادية من مرحلتين، ومن نقطتي تحول: المرحلة الأولى هي مرحلة الرواج أو التوسع، يتجه فيها حجم الإنتاج والدخل والتوظيف نحو التزايد، إلى أن يبلغ التوسع منتهاه بالوصول إلى نقطة الذروة أو قمة الرواج، وعندها تبدأ الأزمة في الحدوث وهي نقطة تحول. وبعدها يتجه حجم النشاط القومي الى مرحلة الانكماش، إلى أن يبلغ الهبوط منتهاه بالوصول إلى نقطة قاع الانكماش، وبعدها مباشرة يبدأ – من جديد الانتعاش، وهي نقطة تحول، يتجه بعدها حجم النشاط الاقتصادي نحو التوسع مرة أخرى ... وهكذا. وعلى هذا، فإن المتوقع أن يزيد الطلب على العمالة في أوقات الصعود (الرواج)، وأن يقل الطلب في فترات الهبوط والانكماش."
هذه البطالة تنشأ فى المجتمعات التى يسميها رأس مالية حيث تمر بما يسمى مرحلة رواج ومرحلة كساد وقطعا لا وجود لتلك الدورة التى يخلقها الحكام وطبقتهم الغنية إما بإرداتهم وإما بسبب تنافسهم ثم حدثنا عن البطالة الموسمية فقال :
2 - البطالة الموسمية:
البطالة الموسمية ( Seasocal Unemployment) أو ما يعرف أيضا بالبطالة المؤقتة ( Temporary Unemployment)، وهي ذلك النوع من البطالة التي يكون الأفراد بمقتضاها يعملون فترات ولا يعملون فترات أخرى، وذلك مثلما يحدث في معظم الأرياف العربية، حيث يشتد دوران عجلة العمل في فترات ويهبط في غيرها وقد ينتفي في ثالثة، وكأن يعمل الطلاب في فصل الصيف فقط ولا يعملون في بقية فصول السنة (ولو أن من الطلاب من لا يفترض أن يدخلوا في مرحلة العمالة أساسا). هذا وجدير بالذكر أن هذا النوع من البطالة يتداخل مع ما يعرف بالبطالة الجزئية على أساس أن العامل لا يعمل طوال السنة."
هذه البطالة ناتجة من النظام الحاكم حيث لا يوجد تنظيم للعمل ومن ثم يصبح عمل الأنفار مرتبطا بمواسم الزراعة ولو تم تنظيم العمل بحيث يكون هؤلاء موظفون وتم تنظيم زراعة المحاصيل الزراعة كما يجب لن توجد بطالة موسمية ولكن النظم الحاكمة هى من تترك تنظيم العمل ضمانا لاشاعة الفقر فى المجتمع وشغل الناس بفقرهم وكيفية الحصول على لقمة العيش بالجرى هنا وهناك لانهاكهم جسديا ونفسيا حتى لا يفكروا فى أخذ حقوقهم التى انتزعتها تلك النظم بعدم تنظيم المجتمع وتنظيم ثرواته كما شرع الله فى قوله :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
وتحدث عن البطالة الجزئية فقال :
3 - البطالة الجزئية:
رغم التداخل الكائن بين البطالة الموسمية والبطالة الجزئية ( Fractural Unemployment)، فإن الأخيرة توجد إذا كانت القوى العاملة المتاحة غير مستخدمة استخداما تاما، أي أن يعمل الأفراد ساعات عمل أقل من ساعات العمل العادية إنه إذا كان من الممكن اعتبار البطالة الموسمية نوعا من البطالة الجزئية، فإن هذا لا يمنع من وجود اختلاف بين النوعين، يتمثل في أن الأخيرة تكون فيها عمالة كاملة في فترة من الفترات (السنوية) ولا عمالة إطلاقا في فترة أخرى"
هذه البطالة فى العالم الظالم حاليا تنتج إما من العداوات والخلافات السياسية مثل منع تصدير المادة الخام للمصانع كالذرة ومن ثم تتوقف بعض مصانع المعجنات عن العمل فترات وإما تنتج من تغيير سياسة الحكومات بتغيير القوانين كالتحول من ملكية الدولة لملكية الخصوص حيث يقوم رجال الأعمال بالتخلص من بعض العمالة بالعمل فترة والتوقف فترة مع عدم صرف الرواتب فى فترات التوقف مما يضطر بعض العمالة لترك العمل
ثم قال :
4 - البطالة الاحتكاكية:
البطالة الاحتكاكية ( Frictional Unemployment) هي البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة، وهي عادة ما تحدث بسبب نقص المعلومات لدى الباحثين عن العمل عن الفرص المتاحة فيه، إن نقص هذه المعلومات يطال الباحثين عن العمل كما يطال صاحب العمل أيضا، بمعنى أن فترة البحث عن العمل قد تطول نتيجة لعدم توافر المعلومات الكافية عن العمل سواء لدى أصحاب الأعمال أو الباحثين عن عمل، رغم أن كلا منهما يبحث عن الآخر. وفي هذا الاتجاه يرى عدد من الباحثين أن البطالة الاحتكاكية تقل كلما ارتفعت نفقة البحث عن العمل، كما يرون أن إعانة البطالة التي تقرر الدول المتقدمة صناعيا عادة صرفها للعاطلين، ويؤمل أن تأخذ بها الدول النامية وفي المقدمة منها الدول العربية، تسهم في حجم ومعدل البطالة الاحتكاكية لأنها (أي الإعانة) قد تجعل العاطل يتقاعس في البحث عن عمل فتطول بالتالي مدة تعطله"
هذه البطالة ناتجة من عدم تنظيم الدول للعمل تنظيما كاملا ثم قال :
5 - البطالة الهيكلية:
البطالة الهيكلية، أو ما يعرف أيضا بالبطالة البنائية ( Structural Unemployment) هي ذلك النوع من البطالة الذي يشير إلى التعطل الذي يصيب جانبا من قوى العمل بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد القومي، وتؤدي إلى إيجاد حالة من عدم التوافق بين فرص العمل المتاحة وخبرات الباحثين عن العمل، وتلك التغيرات قد تكون بسبب دخول نظم تكنولوجية حديثة (كالميكنة والربوت والتكنولوجيا عامة ... )، أو إنتاج سلع جديدة، أو تغير في هيكل الطلب على المنتجات، وكذلك دخول فئات ومهارات إضافية (غير متوقعة غالبا) إلى مجال العمل. إننا في هذه الحالة نواجه فائض عرض في سوق عمل ما، وفائض طلب أي نقص عرض، في سوق عمل أخرى، ويظل هذا الاختلال قائما إلى أن تتوافق قوى العرض مع قوى الطلب."
هذه البطالة هى اختراع من الدول الكبرى وإما من الشركات الكبرى التى تتحكم فى الأسواق بتغيير المنتجات فكل عشر سنوات تقريبا تغير المنتج لمنتج أخر أكثر تقدما كما يقال فمثلا كانت الشاشات تعتمد على العمل بنظام المصابيح ثم حل محلها نظام المكثف الترانزستور ثم حلها محلها حاليا نظام البلازما وما شابه وهو ما يضطر الناس لتغيير الأجهزة فالجهاز هو نفسه ولكن التقنية الداخلية تتغير لضمان الربح ومثلا المحراث اليدوى أو المحراث الذى يعمل بالحيوانات أصبح الجرار ذو المحاريث وتحدث عما سماه البطالة الإجبارية فقال :
6 - البطالة الإجبارية:
البطالة الإجبارية ( Involuntary Unemployment) تعرف أيضا بالبطالة الاضطرارية ( Obligatory Unemployment)، وهي تكون عندما يضطر أو يجبر العامل على ترك عمله لسبب أو لآخر، كأن يعلن مشروع عن إفلاسه مثلا، أو يغلق أحد المصانع أبوابه ويستغني عن العاملين فيه أو بعضهم بغير إرادتهم.
إنها ذلك النوع من البطالة الذي يتعطل فيه العامل بشكل جبري، أي على غير إرادته. وهي تحدث عن طريق تسريح العاملين، أي الاستغناء عنهم بشكل قسري، رغم ان العامل يكون راغبا في العمل وقادرا عليه وقابلا لمستوى الأجر السائد.
وهذا النوع من البطالة يسود بشكل واضح مراحل الكساد الدوري، وخاصة في البلدان الصناعية، وقد تكون البطالة الإجبارية احتكاكية أو هيكلية."
البطالة الإجبارية هى الأخرى سوء تنظيم من قبل النظام الحاكم فالدولة يجب أن تكون منظمة من بدايتها وحتى نهايتها فلا وجود فى الإسلام لما يسمى الملكية الخاصة حيث يملك الناس المصانع والمزارع وغيرها وإنما كل مصادر الثروة ملك للمسلمين جميعا كما قال تعالى:
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادى الصالحون"
المشكلة لا سبب لها سوى سبب واحد وهو إرادة النظم الحاكمة استئثار فئة من المجتمع بثرواته وحرمان الباقى منها إلا فى حدود عدم موت البقية جوعا وإن كان فى بعض الحالات يسمحون بحالات المجاعة للتخلص مما يظنون أنهم لا حاجة للطبقة بها
وفى المبحث الثانى تحدث عن تعريف الفقر فقال :
"المبحث الثاني: مفهوم الفقر أنواعه ومسبباته
لقد جرت العادة أن يقع تناول قضية الفقر من حيث هو ظاهرة اقتصادية واجتماعية عادية مألوفة موجودة في جميع المجتمعات وفي جميع العصور، وإن بدرجات متفاوتة وتزخر آداب الشعوب بالإشارات إلى الفقراء والأغنياء كما لا تخلو الأديان من ذكر واجب الأغنياء تجاه الفقراء باعتبار الفقر والغنى محنة لهؤلاء وامتحانا لأولئك.
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كثر الحديث عن الفقر والفقراء في أدبيات الأمم المتحدة بالتوسع من الظاهرة الاجتماعية في المجتمع الواحد إلى الظاهرة العالمية بتصنيف البلدان إلى غنية وفقيرة وبتحديد مقاييس ومؤشرات للفقر في مستوى البلدان وكذلك الأفراد مع مراعاة النسبية، فالفقير في الصومال لا يقاس بالمقاييس نفسها التي يقاس بها الفقير في أمريكا الشمالية.
وهكذا توسع الاهتمام بظاهرة الفقر من المجال الاقتصادي والاجتماعي في مجتمع من المجتمعات إلى مجال العلاقات الدولية. فهل ثمة في هذا التوسع ما يبرر ربط ظاهرة الفقر بحقوق الإنسان بمفهومها الحديث؟
يقتضي الجواب عن هذا السؤال أن نحدد أولا ماهية الفقر وأنواعه وأن نحلل أسبابه ومظاهره لنبين طرائق مقاومته والقضاء عليه."
وهناك أنواع من البطالة لم يذكرها المؤلف منها ما يسمى بطالة الغنى فالكثير من أولاد الأغنياء لا يعملون فى أى عمل وظيفى وكل حياتهم قائمة على التمتع وهو ما يسمى بلغة العامة صايع بالوراثة فكل ما يعمله هو انفاق المال
وهناك بطالة وظيفية بمعنى أناس لا يعملون فى أى عمل سوى التوقيع على ورق وهم مجالس الإدارات ويقبضون هم الملايين بسبب ذلك بينما من يعملون ويتعبون يقبضون الملاليم بلغة المصريين
وعرف الرجل الفقر فقال :
"المطلب الاول: ماهية الفقر
1 - الدلالة:
المعاني التي يدل عليها الفقر لغة تتلخص في النقص والحاجة فالفقير إلى الشيء لا يكون فقيرا إليه إلا إذا كان في حاجة إليه لغيابه تماما أو لوجوده دون الحاجة والمعنى السائد الذي يتبادر إلى الذهن قبل غيره هو نقص المال الذي يمكن من تحقيق الحاجات من مأكل وملبس ومسكن، ...الخ.
وقد ميز بعض الفقهاء قديما بين الفقير الذي لا يملك قوت عامه والمسكين الذي لا يملك قوت يومه، وهي مقابلة لها علاقة بواجب الزكاة .. وقد يكون ثمة ما يبررها قديما، ولكنها لم تعد اليوم مناسبة لأن جميع الأجراء الذين لا دخل لهم غير أجورهم، مهما علت، يعدون عند ذلك فقراء، وهو ما لا يستقيم بالمقاييس الاقتصادية والاجتماعية الحديثة.
ولعل نسبية الفقر هي التي تبرر وصف الفقر أحيانا بالمدقع في العربية وبالشديد في ألسن أخرى.
ولئن كان المفهوم الاقتصادي والاجتماعي هو الطاغي، فإن الفقر كثيرا ما يضاف، حقيقة أو مجازا، إلى أشياء أخرى، لدلالة الجزء على الكل، أو العكس، مثل فقر الدم، والفقر الذهني والفقر العاطفي، الخ.
ومن المظاهر الهامة لتطور مفهوم الفقر في العصر الحديث، الانتقال من الحاجة إلى الشيء الغائب أو الناقص إلى غياب القدرة على تحقيق الحاجة. وهذا التحول الدلالي هام لأن غياب القدرة لا يعني بالضرورة غياب الإرادة، وهو ما يطرح قضية المسؤولية الموضوعية.:
انتهى الرجل من التعريف بعدم وجود تعريف والمهم أنه وصل لمعنى وجود فرق بين الفقير والمسكين وهو كلام صحيح فالمسكين يعمل ولكن عمله لا يدر دخلا يكفى ضرورياته وفى هذا قال تعالى :
" وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر"
وأما الفقير فهو العاجز عن العمل أى العاجز عن السعى فى الأرض بسبب بتر أطرافه أو شلله أو غير هذا مما يعجز عن الحركة كما قال تعالى :
"للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض"
إذا الفقر المقصود به حسب الإسلام :
عجز الرجل عن العمل بسبب جسدى مستمر وهو ما يعنى عدم وجود مصدر دخل له وهو ما يختلف عن التعاريف العالمية وعما يدرسه الاقتصاديون تماما
وتحدث الرجل عن مقياس الفقر وأنواعه وهو كلام مبنى على الكفر وليس على الإسلام فقال :
2 – مقياس الفقر وأنواعه:
تنزع المؤسسات الأممية إلى تحديد عتبات الفقر حسب مستوى المعيشة في كل بلد، ولكنها تورد غالبا معدلا يطبق على البلدان الفقيرة، مقدرة عتبة الفقر بمعدل دخل فردي دون الدولارين في اليوم، ومعتبرة ما دون الدولار الواحد علامة فقر مدقع.
ويمكن التمييز بين الفقر الثابت المتواصل، وهو جماعي هيكلي، والفقر الطارئ أو الظرفي الناجم عن أزمة اقتصادية أو عسكرية أو سياسية عابرة أو جائحة من الجوائح أو الكوارث الطبيعية وهو عادة ما يمكن تجاوزه بالتضامن الشعبي والدولي.
ويقودنا ذلك إلى تحليل أسباب الفقر المتعددة."
الفقر إذا حسب المعايير الكفرية التى يسمونها العالمية هى وجود مال عند الفقير ولكنه قليل لا يكفى ضرورياته ثم تحدث عن أسباب الفقر فقال:
"المطلب الثاني: أسباب الفقر
رأينا أن الفقر يعتبر تقليديا قدرا، وهو من طبيعة الأشياء، فالرزق على الله، يعطيه من يشاء، متى شاء لذلك لا أحد يستغرب وجود الفقر في مجتمع ما لأنه موجود في جميع المجتمعات، وكأنما هو من خصائص كل مجتمع، إلا أن الفرق يبقى في درجة الفقر ونسبة الفقراء في المجتمع.
أما اليوم، فإن الرأي الذي أخذ يسود في العقود الأخيرة ولا سيما في السنين الأخيرة، هو أن الفقر شكل من أشكال الإقصاء والتهميش ومس بكرامة الإنسان، ومن ثم فهو انتهاك لحق جوهري من حقوق الإنسان ينجر عنه انتهاك لعديد الحقوق المتفرعة، منها الحق في الشغل والدخل المناسب والعيش الكريم والضمان الاجتماعي والصحة،.. الخ. وهي حقوق اقتصادية واجتماعية أساسية.
ويمكن من هذه الزاوية أن نتبين أسبابا داخلية وأخرى خارجية."
فى الإسلام يعود الجوع وهو نقص الثمرات وهو المرادف لكلمة الفقر العالمية لسببين :
الأول سبب بشرى وهو كفر الأنظمة الحاكمة التى توزع ثروات المجتمع على هواها بحيث تعطى قليلا للكثرة وكثيرا لفئة معينة وهو ما قاله قوم شعيب (ص) عندما طلبوا منه أن يتصرفوا فى الأموال كما يريدون فقالوا:
"قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء"
وعبر أحد الكفار عن تلك المشكلة فقال عن شعر لحيته وشعر رأسه الأصلع :
"إنها غزارة فى الإنتاج وسوء فى التوزيع"
الثانى السبب الابتلائى أو العقابى وهو إنزال الله مصيبة بالناس كالجفاف أو السيول وفيه قال تعالى:
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وتحدث عن الأسباب فى رأى الاقتصاديين فقال :
1 - الأسباب الداخلية
من أهم الأسباب الداخلية طبيعة النظام السياسي والاقتصادي السائد في بلد ما. فالنظام الجائر لا يشعر فيه المواطن بالأمن والاطمئنان إلى عدالة تحميه من الظلم والعسف. ويستفحل الأمر إذا تضاعف العامل السياسي بعامل اقتصادي يتمثل في انفراد الحكم وأذياله بالثروة بالطرق غير المشروعة نتيجة استشراء الفساد والمحسوبية، فيتعاضد الاستبداد السياسي بالاستبداد الاقتصادي والاجتماعي، وهي من الحالات التي تتسبب في اتساع رقعة الفقر حتى عندما يكون البلد زاخرا بالثروات الطبيعية كما حدث ويحدث في عدة بلدان إفريقية أو في أمريكا اللاتينية، هذا فضلا عن الحروب الأهلية والاضطرابات وانعدام الأمن.
2 – الأسباب الخارجية
الأسباب الخارجية متعددة، وهي أعقد وأخفى أحيانا. من أكثرها ظهورا الاحتلال الأجنبي كما حدث في العراق أخيرا بعد حصار دام أكثر من عقد تسبب في تفقير شعب بأكمله رغم ثرواته النفطية. ويتعقد الأمر كثيرا إذا كان الاحتلال استيطانيا كما في فلسطين حيث تتدهور حالة الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم وتتسع فيه رقعة الفقر نتيجة إرهاب الدولة الصهيونية وتدميرها المتواصل للبنية التحتية وهدم المنازل وتجريف الأراضي الفلاحية فتتحول مئات العائلات بين يوم وليلة من الكفاف إلى الفقر المدقع.
ومن الأسباب غير الظاهرة للعيان نقص المساعدات الدولية أو سوء توزيعها في البلدان التي يسود فيها الفساد في الحكم.
ومن الأسباب التي لا يعرفها عادة غير أهل الاختصاص، لأنها من أخفى عوامل التفقير للبلدان النامية التي يعتمد اقتصادها خاصة على المنتوج الفلاحي وبعض الصناعات التحويلية، الحماية الكمركية التي تمارسها البلدان الغنية في وجه صادرات البلدان النامية، وبالخصوص الدعم المالي الذي تقدمه لفلاحيها حتى ينافس منتوجهم الفلاحي صادرات البلدان النامية، وقد بلغ مقدار هذا الدعم رقما مهولا يقارب المليار دولار يوميا. هذا فضلا عن عرقلة التبادل الأفقي جنوب- جنوب، وعن التلاعب بأسعار المواد الأولية التي لا تستطيع البلدان النامية التحكم فيها وإنما تضطر إلى الرضوخ لإرادة الأقوى."
وكل هذا الكلام كله كلام بلا أساس فمشكلة الفقر سببها الرئيسى هو :
التوزيع الظالم للثروات بين أفراد المجتمع من قبل الأنظمة الحاكمة وبين الدول ومن ثم لا توجد حلول سوى القضاء على الأ،ظمة الحاكمة فى العمل فهى من تتسبب فى الفقر وفى البطالة
وقد حاول الرجل تجميل الأمر بذكر بعض الحلول التى تحافظ فقط على حياة الناس دون موتهم من الجوع فقال :
"ولذلك اقترح بعضهم بعث هيكل مستقل يضبط أسعار المواد الأولية والفلاحية بالعدل مع مراعاة تكلفة الإنتاج الحقيقية.
على أنه توجد رغم ذلك بعض المؤشرات الإيجابية في هذا الصدد. من ذلك قرار اللجنة الخاصة في منظمة التجارة العالمية يوم 26 – 4 – 2004 مساندة البرازيل ضد الولايات المتحدة الأمريكية في قضية القطن إلا أن البلدان الغنية كثيرا ما تتخفى وراء الشركات الكبرى العابرة للحدود، وهي ذات نفوذ كبير خفي، قد يتجاوز نفوذ الدول والحكومات، مما يقتضي التفكير في إقرار قواعد سلوك تحد من استبدادها وفسادها وإضرارها بالدول النامية وتعميق الفقر فيها، في ضوء ما أصبح يسمى العولمة. فهذه الشركات الكبرى التي جلها أمريكية، تنتعش بالحروب وبالعولمة المتوحشة، فقد تمكنت من مضاعفة نشاطها خلال العقد الأخير وضرب أرباحها في ثلاثة. وقد بلغت أوج أرباحها سنة 2003."
وتحدث عما سماه مقاومة الفقر من خلال الأنظمة التى هى أساسا سببه فقال :
"المطلب الثالث: مقاومة الفقر وتجريمه
رأينا أن معالجة الفقر كانت منذ القديم تعتمد حلولا إنسانية مثل الصدقة من منطلق العطف أو التضامن أو الإعانات الإنسانية التي اتخذت بعدا دوليا في حالات الحروب والكوارث.
إلا أن الجديد نسبيا هو ربط الفقر بحقوق الإنسان في المستوى النظري وذلك بتجاوز المفاهيم المرتبطة بالطبيعة والقدر إلى اعتبار الفقر انتهاكا لحقوق الإنسان، أي بتجاوز الحتمية، سواء أنظر إليها من الزاوية الدينية القدرية أم من الزاوية الاقتصادية والاجتماعية كإفراز طبيعي للنمو.
وهكذا أصبح الفقر يعتبر اليوم التحدي الأخلاقي الأكبر في عالم اليوم. وهو تحد يستحث همم الحكام والمثقفين وعالم الأعمال وأعضاء المنظمات غير الحكومية من نقابات ومنظمات حقوق إنسان فضلا عن سائر المواطنين المهتمين بقضايا المجتمع. ذلك أنه لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة دون قضاء على الفقر."
وقد تنبه الرجل لأمر يهم الأنظمة الحاكمة وهو كون البطالة والفقر سببان لا نتشار العنف فقال:
"البطالة والفقر سببان في انتشار العنف الاجتماعي
أكثرية علماء الاجتماع يعتبرون البطالة والفقر سببان رئيسيان في زيادة العنف الاجتماعي بمختلف أشكاله وطرقه ومؤشران على نهج السياسة التسلطية التي تمارسها الدولة وقيادتها السياسية، والبطالة التي ابتلى بها الشعب العراقي ليست وليدة هذه السنوات العجاف بل هي على امتداد تاريخ الدولة العراقية إلا أن البطالة باعتبارها تصيب الفئات الكادحة والفقيرة أكثر من غيرها لم تشهد وتائر تصاعدها وانتشارها مثلما حدث بعد حرب الخليج الثانية وهزيمة النظام الصدامي وخروجه من دولة الكويت واتسعت مظاهر البطالة يوما بعد آخر بسبب السياسة التسلطية القمعية للنظام السابق التي كانت تضع الخطوط الحمراء في التعيينات والتوظيفات وحسب المفهوم الحزبي الضيق والعشائري المقيت وبما أن البطالة نتيجة طبيعية في النظام الرأسمالي وملازمة له فهي أصبحت حالة عائمة في الأنظمة الدكتاتورية ...ولقد أثرت مجمل الأوضاع الاستثنائية على حياة المواطنين واتساع ظاهرة اللجوء بسبب العنف الطائفي وممارسات المنظمات الإرهابية التكفيرية والمليشيات الطائفية المسلحة المعروفة تبعيتها كما أدت هذه الظاهرة إلى زيادة في أعداد العاطلين عن العمل حيث أفادت مصادر وزارة التخطيط في آخر إحصائية جديدة لها بان البطالة بلغت 50% بين الشباب ووصلت حالة الفقر إلى 60% في العراق وتشير إحصائيات أخرى إن البطالة ازدادت بشكل عام حتى وصلت إلى أكثر من 60% مع تدهور مستمر في الحالة المعيشية والاقتصادية للمواطنين وبخاصة الفئات والطبقات الكادحة حيث بلغت حوالي أكثر من 65% وتتحمل هذه الفئات الكادحة وزر وثقل صعوبة
المعيشة والبطالة المتفاقمة بينهم ويتحجج المسؤولون بالوضع الأمني واضطرابه ومشاكل أخرى ونحن لا ننفي ذلك بل اشرنا إليه في أكثر من مناسبة ووضعنا أصابعنا عليه وأكدنا بأن البطالة والفقر علة اللعل الاجتماعية واقترحنا في الكثير من الأحيان حلولا للمعالجة ومن بين هذه الحلول العمل الدؤوب من اجل التخفيف من معاناة المواطنين والإسراع في إيجاد فرص للعاطلين والعمل الجاد من اجل تهيئة الظروف لاستيعاب أفراد الجيش والشرطة والمؤسسات الأخرى وبخاصة الذين لم يرتكبوا جرائم يحاسب عليها القانون لكن تبقى الكثير من الأسئلة الملحة ومنها ـــ أية معالجات وقوانين سنت من اجل تخفيف معاناة الفئات الكادحة والعمل على التخفيف من حدة البطالة.؟ ولماذا لم يجر إلغاء القوانين المجحفة السابقة التي سنت بالضد من مصالح العمال والكادحين وبالضد من نقابات العمال.؟ ولماذا لا يجر الالتفات إلى الأوضاع الاقتصادية والمعشية المزرية ومحاسبة المتلاعبين والفاسدين.؟ وما هي الخطط التي وضعت للتخلص من البطالة وإيجاد فرص عمل جديدة.؟ وغيرها من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة واضحة، لقد نوهنا بان الكثير من أعمال العنف أساسها اقتصادي وسببها الفقر الذي يدفع الكثير من المحتاجين إلى طريق المجهول ومنها الانخراط في التنظيمات الإرهابية والمليشيات الطائفية لزجهم في أعمال العنف وخرق القوانين من تفجير واغتيال وخطف وسرقات وتخريب البنى التحتية ولعل الأمثال التي صادفتنا والقضايا التي تم التطلع على أكثرية حيثياتها أكدت وما زالت تأكد ما نوهنا عنه في السابق ونؤكده في الحاضر والمستقبل.
حلوا قضية البطالة والفقر وسوف تجدون الفرص الحقيقية لاستتباب الأمن والنظام حيث يجري التوجه للبناء واستكمال الاستقلال الوطني السياسي والاقتصادي"
وهذا الكلام هو كلام لا يقدم ولا يؤخر فما قاله عن الحالة العراقية يثبت أن النظام الحاكم عندما تغير نفذ ما نفذه النظام السابق عليه فحزب البعث كانت الثروات والمقدرات المالية له وعندما انهار النظام وجاء بنظام طائفى تغير توزيع الثورة فأصبحت بأيدى قوى أخرى حيث أخذت من قوى النظام المنهار
فالكل يعمل لمصلحة فئة معينة وهم لا يفكرون سوى فى ذلك متناسين بقية الشعب
استعرض المؤلف فى الكتاب مشكلتى البطالة والفقر ففى المبحث الأول تعرض لتعاريف البطالة فقال :
"المبحث الأول: مفهوم البطالة وتعريفها
المطلب الأول: تعريف البطالة ( Unemployment) على انها ظاهرة اجتماعية اقتصادية ( Phenomenon Socio- Economic) وجدت مع وجود الإنسان وخاصة في المجتمعات الحديثة، وأغلب التوقعات تشير إلى أنها ستظل باقية ببقائه على وجه الأرض بل والأدهى من هذا هو أنها – في رأي كوكبة كبيرة من الاقتصاديين والاجتماعيين – تتفاقم على مر الزمن وخاصة في ظروف الدول النامية (التي مازال الوطن العربي كله يقع في دائرتها)"
عرف المؤلف البطالة بكونها ظاهرة اجتماعية اقتصادية وأنها مشكلة موجودة من بداية البشرية وستظل قائمة حتى نهاية البشرية وهو كرم خاطىء فالبطالة هى مشكلة اخترعها الحكام وطبقتهم الغنية بأخذهم حقوق من أبطلوهم وأخذوا حقوقهم من بقية الناس
والمشكلة لم تكن موجودة فى كل العصور والأماكن وإنما هى توجد فى مجتمعات الظلم والكفر فقط
البطالة إذا هى وجود طائفة من الرجال القادرين صحيا لا عمل وظيفى لها وتحدث المؤلف عن زيادة عدد العاطلين فى كل الدول على حد سواء فقال :
"إن حجم البطالة على مستوى العالم – كما ينقل الوهيب عن أحد خبراء الاقتصاد العالميين (مايك كاري) في تزايد، حيث يوجد 35 مليون عاطل عن العمل بالدول الصناعية ... فالمشكلة – كما يضيف – مشكلة عالمية وليست مشكلة دول عربية أو دول نامية.
صحيح أن المشكلة قد تأخذ شكلا أو آخر، وتسير في اتجاه الارتفاع أو شبه الثبات أو الانخفاض، إلا أنها تظل بعد كل هذه قائمة رغم تكاتف وكثافة الجهود التي تبذل للقضاء عليها أو على الأقل التخفيف من حدتها وتحجيم معدلات انتشارها"
ثم تحدث عن مفهوم البطالة وهى كلمة تعنى فى الإسلام معنى سيئا فهى تعنى الكفر لأنها من مادة بطل التى أساس معناها الباطل وقد بين المؤلف أن تعاريف البطالة مختلفة فقال :
"المطلب الثاني: مفهوم البطالة:
البطالة واحدة من المصطلحات الاجتماعية الاقتصادية المعقدة التي لا تزال تلقى – عند محاولة التعريف بها – الكثير من الخلاف، والى الدرجة التي يمكن معها القول أن تعريفا جامعا مانعا لها من الصعب الوصول إليه.
إن عدم الاتفاق قد أتى أساسا من اختلاف وجهات النظر بين مفكري هذا المجال في أمور كثيرة تتعلق أصلا بتوجههم نحو مفاهيم أخرى مثل العمالة، والتشغيل، والتشغيل الكامل، والتشغيل الناقص، ومدى التعطل، وأنواع التعطل، وأنواع البطالة، وغير ذلك من المقولات التي تدخل في صلب المشكلة.
وانطلاقا من هذا، فإن الوصول إلى تعريف متفق عليه للبطالة، كما جاء بدائرة معارف العلوم الاجتماعية امر صعب بعيد المنال، حيث يتوقف التعريف بها على الظروف القائمة في الزمان والمكان المعينين.
وعلى سبيل المثال فإنه في المسح الذي أجري على الأسر في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1974م، أشير إلى المتعطلين بأنهم كل الأفراد الذين يبلغون من العمر أربع عشرة سنة فما فوق، والذين لا يعملون بأجر خارج الأسرة لمدة ساعة واحدة يوميا على الأقل هذا في الوقت الذي رأت فيه كثير من الدول أنه لا ينبغي لأي فرد أن يعمل إلا إذا بلغ من العمر ستة عشر عاما فأكثر. وأنه إذا قلت مدة عمله عن ثلاث ساعات يوميا يمكن أن يعتبر الشخص في عداد العاطلين.
على أي حال، البطالة لفظ مقابل للعمالة ومضاد له، والعامل والعاطل يكونان على طرفي نقيض، إن اللفظ، لغة، كما ورد عند ابن منظور، قد أتى من الفعل بطل وبطل، وله معان كثيرة ومنها أنه يعني التعطل، وأنه يقال بطل الأجير (بالفتح) يبطل بطالة وبطالة أي تعطل، فهو بطال، وهي في معجم الرائد تدور في نفس الإطار، حيث يذكر أيضا أنها قد اشتقت من بطل وبطل وبطيل، وتعني عدم توافر العمل للراغبين فيه والقادرين عليه."
إذا لا يوجد اتفاق بين المحدثين حول معنى التبطل وقد ذكر الرجل أسباب لهذا الاختلاف ولم يذكر التعاريف
والحق هو :
أن البطالة بمعنى عدم وجود وظيفة تدر دخلا على الفرد فى الإسلام لا وجود لها فالإسلام لم يجعل للفئة العمرية حتى العشرين تقريبا عملا وظيفيا لعدم الاكتمال الجسمى والعقلى لأن تلك السن هى سن التعلم ولذا سماها صاحبها الطفل سواء قبل البلوغ أو بعده فقال :
"إذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلكم"
فتسميتهم أطفالا تعنى كونهم عالة على الكبار سواء كانوا أباءهم أو غيرهم ومن ثم فهم لا يعملون وإنما وظيفتهم هى التعلم فى تلك الفترة
وأما كبار السن فلا يمنع الإسلام عملهم إلا فى حالات وهى:
1-بلوغهم أرذل العمر التى يحدث فيها نسيان للمعلومات حتى يعود الإنسان قبل موته لحالته عند الولادة من عدم العلم بشىء كما قال تعالى " ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "
2-المعاقين بإعاقات تمنعهم من العمل كالشلل وبتر الأطراف والجنون وقد سماهم الله أولو الضرر وقال فى بعضهم:
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج"
3-المرضى بأمراض مزمنة تضرهم إذا عملوا
ومن ثم لا يوجد فى الإسلام ما يسمى سن المعاش وهو عدم العمل فطالما الإنسان قادر على العمل يظل يعمل حتى يموت وإن كان يتم التخفيف عنه بازدياد عمره
وتعرض المؤلف لأنواع البطالة فقال :
"المطلب الثالث: أنواع البطالة:
يتضح مما سبق أن المحاولات التي تعرضت للتعريف بالبطالة قد اتفقت في الجوهر رغم اختلافها في التفاصيل إن هذا الخلاف في حد ذاته، وهو ظاهرة صحية أصلا، قد أتى في أساسه من تباين الآراء حول أنواع البطالة، وتحديد كل مفكر باحث أنواعا بعينها لها، والنظر إليها بالتالي من زوايا مختلفة انطلقت في العادة من مجموع الظروف التي يتعايش معها. وبوجه عام، فإن صعوبة الالتقاء بين هؤلاء قد أتت من عدة اعتبارات جوهرية، وهي أن البطالة:
- متغيرة ومتجددة على الدوام، بمعنى أنه يمكن أن يضاف إليها ما هو جديد باستمرار.
- متداخلة، ويصعب فض الاشتباك بين عناصرها ومتغيراتها، (كما سيتضح من استعراض أنواعها).
- يصعب قياسها، حيث الاختلاف بين الدول في تعريف العمالة، والبطالة، والعامل والمتعطل، ومدة التعطل، وسن العمل، وغير ذلك من العناصر التي تدخل في تكوين العمالة أو البطالة.
وعلى وجه العموم، فقد تضمنت الأدبيات التي تعاملت مع الموضوع أنواع متعددة من البطالة، وهي: البطالة الدورية، البطالة الموسمية، البطالة الاحتكاكية، البطالة الهيكلية، البطالة الإجبارية، البطالة الاختيارية، البطالة الجزئية، البطالة المقنعة، والبطالة السافرة، ويمكن لأية واحدة منها الدخول في مقولة البطالة (عامة)"
البطالة كتعاريف اختلفت بسبب الاختلاف العقائدى ما بين رأسمالية واشتراكية وشيوعية وغيرها وقد ذكر الرجل أنواع البطالة فقال :
"1 - البطالة الدورية:
البطالة الدورية ( Circlical Unemployment) هي البطالة الناجمة عن عدم سير النشاطات الاقتصادية على وتيرة واحدة، أو منتظمة، في الفترات الزمنية المختلفة، بل تنتاب هذه النشاطات فترات صعود وفترات هبوط دورية.
ويطلق على حركة التقلبات الصاعدة والهابطة للنشاط الاقتصادي والتي يتراوح مداها الزمني بين ثلاث وعشر سنوات، مصطلح الدورة الاقتصادية التي لها خاصية التكرار والدورية، وتتكون الدورة الاقتصادية من مرحلتين، ومن نقطتي تحول: المرحلة الأولى هي مرحلة الرواج أو التوسع، يتجه فيها حجم الإنتاج والدخل والتوظيف نحو التزايد، إلى أن يبلغ التوسع منتهاه بالوصول إلى نقطة الذروة أو قمة الرواج، وعندها تبدأ الأزمة في الحدوث وهي نقطة تحول. وبعدها يتجه حجم النشاط القومي الى مرحلة الانكماش، إلى أن يبلغ الهبوط منتهاه بالوصول إلى نقطة قاع الانكماش، وبعدها مباشرة يبدأ – من جديد الانتعاش، وهي نقطة تحول، يتجه بعدها حجم النشاط الاقتصادي نحو التوسع مرة أخرى ... وهكذا. وعلى هذا، فإن المتوقع أن يزيد الطلب على العمالة في أوقات الصعود (الرواج)، وأن يقل الطلب في فترات الهبوط والانكماش."
هذه البطالة تنشأ فى المجتمعات التى يسميها رأس مالية حيث تمر بما يسمى مرحلة رواج ومرحلة كساد وقطعا لا وجود لتلك الدورة التى يخلقها الحكام وطبقتهم الغنية إما بإرداتهم وإما بسبب تنافسهم ثم حدثنا عن البطالة الموسمية فقال :
2 - البطالة الموسمية:
البطالة الموسمية ( Seasocal Unemployment) أو ما يعرف أيضا بالبطالة المؤقتة ( Temporary Unemployment)، وهي ذلك النوع من البطالة التي يكون الأفراد بمقتضاها يعملون فترات ولا يعملون فترات أخرى، وذلك مثلما يحدث في معظم الأرياف العربية، حيث يشتد دوران عجلة العمل في فترات ويهبط في غيرها وقد ينتفي في ثالثة، وكأن يعمل الطلاب في فصل الصيف فقط ولا يعملون في بقية فصول السنة (ولو أن من الطلاب من لا يفترض أن يدخلوا في مرحلة العمالة أساسا). هذا وجدير بالذكر أن هذا النوع من البطالة يتداخل مع ما يعرف بالبطالة الجزئية على أساس أن العامل لا يعمل طوال السنة."
هذه البطالة ناتجة من النظام الحاكم حيث لا يوجد تنظيم للعمل ومن ثم يصبح عمل الأنفار مرتبطا بمواسم الزراعة ولو تم تنظيم العمل بحيث يكون هؤلاء موظفون وتم تنظيم زراعة المحاصيل الزراعة كما يجب لن توجد بطالة موسمية ولكن النظم الحاكمة هى من تترك تنظيم العمل ضمانا لاشاعة الفقر فى المجتمع وشغل الناس بفقرهم وكيفية الحصول على لقمة العيش بالجرى هنا وهناك لانهاكهم جسديا ونفسيا حتى لا يفكروا فى أخذ حقوقهم التى انتزعتها تلك النظم بعدم تنظيم المجتمع وتنظيم ثرواته كما شرع الله فى قوله :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
وتحدث عن البطالة الجزئية فقال :
3 - البطالة الجزئية:
رغم التداخل الكائن بين البطالة الموسمية والبطالة الجزئية ( Fractural Unemployment)، فإن الأخيرة توجد إذا كانت القوى العاملة المتاحة غير مستخدمة استخداما تاما، أي أن يعمل الأفراد ساعات عمل أقل من ساعات العمل العادية إنه إذا كان من الممكن اعتبار البطالة الموسمية نوعا من البطالة الجزئية، فإن هذا لا يمنع من وجود اختلاف بين النوعين، يتمثل في أن الأخيرة تكون فيها عمالة كاملة في فترة من الفترات (السنوية) ولا عمالة إطلاقا في فترة أخرى"
هذه البطالة فى العالم الظالم حاليا تنتج إما من العداوات والخلافات السياسية مثل منع تصدير المادة الخام للمصانع كالذرة ومن ثم تتوقف بعض مصانع المعجنات عن العمل فترات وإما تنتج من تغيير سياسة الحكومات بتغيير القوانين كالتحول من ملكية الدولة لملكية الخصوص حيث يقوم رجال الأعمال بالتخلص من بعض العمالة بالعمل فترة والتوقف فترة مع عدم صرف الرواتب فى فترات التوقف مما يضطر بعض العمالة لترك العمل
ثم قال :
4 - البطالة الاحتكاكية:
البطالة الاحتكاكية ( Frictional Unemployment) هي البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة، وهي عادة ما تحدث بسبب نقص المعلومات لدى الباحثين عن العمل عن الفرص المتاحة فيه، إن نقص هذه المعلومات يطال الباحثين عن العمل كما يطال صاحب العمل أيضا، بمعنى أن فترة البحث عن العمل قد تطول نتيجة لعدم توافر المعلومات الكافية عن العمل سواء لدى أصحاب الأعمال أو الباحثين عن عمل، رغم أن كلا منهما يبحث عن الآخر. وفي هذا الاتجاه يرى عدد من الباحثين أن البطالة الاحتكاكية تقل كلما ارتفعت نفقة البحث عن العمل، كما يرون أن إعانة البطالة التي تقرر الدول المتقدمة صناعيا عادة صرفها للعاطلين، ويؤمل أن تأخذ بها الدول النامية وفي المقدمة منها الدول العربية، تسهم في حجم ومعدل البطالة الاحتكاكية لأنها (أي الإعانة) قد تجعل العاطل يتقاعس في البحث عن عمل فتطول بالتالي مدة تعطله"
هذه البطالة ناتجة من عدم تنظيم الدول للعمل تنظيما كاملا ثم قال :
5 - البطالة الهيكلية:
البطالة الهيكلية، أو ما يعرف أيضا بالبطالة البنائية ( Structural Unemployment) هي ذلك النوع من البطالة الذي يشير إلى التعطل الذي يصيب جانبا من قوى العمل بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد القومي، وتؤدي إلى إيجاد حالة من عدم التوافق بين فرص العمل المتاحة وخبرات الباحثين عن العمل، وتلك التغيرات قد تكون بسبب دخول نظم تكنولوجية حديثة (كالميكنة والربوت والتكنولوجيا عامة ... )، أو إنتاج سلع جديدة، أو تغير في هيكل الطلب على المنتجات، وكذلك دخول فئات ومهارات إضافية (غير متوقعة غالبا) إلى مجال العمل. إننا في هذه الحالة نواجه فائض عرض في سوق عمل ما، وفائض طلب أي نقص عرض، في سوق عمل أخرى، ويظل هذا الاختلال قائما إلى أن تتوافق قوى العرض مع قوى الطلب."
هذه البطالة هى اختراع من الدول الكبرى وإما من الشركات الكبرى التى تتحكم فى الأسواق بتغيير المنتجات فكل عشر سنوات تقريبا تغير المنتج لمنتج أخر أكثر تقدما كما يقال فمثلا كانت الشاشات تعتمد على العمل بنظام المصابيح ثم حل محلها نظام المكثف الترانزستور ثم حلها محلها حاليا نظام البلازما وما شابه وهو ما يضطر الناس لتغيير الأجهزة فالجهاز هو نفسه ولكن التقنية الداخلية تتغير لضمان الربح ومثلا المحراث اليدوى أو المحراث الذى يعمل بالحيوانات أصبح الجرار ذو المحاريث وتحدث عما سماه البطالة الإجبارية فقال :
6 - البطالة الإجبارية:
البطالة الإجبارية ( Involuntary Unemployment) تعرف أيضا بالبطالة الاضطرارية ( Obligatory Unemployment)، وهي تكون عندما يضطر أو يجبر العامل على ترك عمله لسبب أو لآخر، كأن يعلن مشروع عن إفلاسه مثلا، أو يغلق أحد المصانع أبوابه ويستغني عن العاملين فيه أو بعضهم بغير إرادتهم.
إنها ذلك النوع من البطالة الذي يتعطل فيه العامل بشكل جبري، أي على غير إرادته. وهي تحدث عن طريق تسريح العاملين، أي الاستغناء عنهم بشكل قسري، رغم ان العامل يكون راغبا في العمل وقادرا عليه وقابلا لمستوى الأجر السائد.
وهذا النوع من البطالة يسود بشكل واضح مراحل الكساد الدوري، وخاصة في البلدان الصناعية، وقد تكون البطالة الإجبارية احتكاكية أو هيكلية."
البطالة الإجبارية هى الأخرى سوء تنظيم من قبل النظام الحاكم فالدولة يجب أن تكون منظمة من بدايتها وحتى نهايتها فلا وجود فى الإسلام لما يسمى الملكية الخاصة حيث يملك الناس المصانع والمزارع وغيرها وإنما كل مصادر الثروة ملك للمسلمين جميعا كما قال تعالى:
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادى الصالحون"
المشكلة لا سبب لها سوى سبب واحد وهو إرادة النظم الحاكمة استئثار فئة من المجتمع بثرواته وحرمان الباقى منها إلا فى حدود عدم موت البقية جوعا وإن كان فى بعض الحالات يسمحون بحالات المجاعة للتخلص مما يظنون أنهم لا حاجة للطبقة بها
وفى المبحث الثانى تحدث عن تعريف الفقر فقال :
"المبحث الثاني: مفهوم الفقر أنواعه ومسبباته
لقد جرت العادة أن يقع تناول قضية الفقر من حيث هو ظاهرة اقتصادية واجتماعية عادية مألوفة موجودة في جميع المجتمعات وفي جميع العصور، وإن بدرجات متفاوتة وتزخر آداب الشعوب بالإشارات إلى الفقراء والأغنياء كما لا تخلو الأديان من ذكر واجب الأغنياء تجاه الفقراء باعتبار الفقر والغنى محنة لهؤلاء وامتحانا لأولئك.
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كثر الحديث عن الفقر والفقراء في أدبيات الأمم المتحدة بالتوسع من الظاهرة الاجتماعية في المجتمع الواحد إلى الظاهرة العالمية بتصنيف البلدان إلى غنية وفقيرة وبتحديد مقاييس ومؤشرات للفقر في مستوى البلدان وكذلك الأفراد مع مراعاة النسبية، فالفقير في الصومال لا يقاس بالمقاييس نفسها التي يقاس بها الفقير في أمريكا الشمالية.
وهكذا توسع الاهتمام بظاهرة الفقر من المجال الاقتصادي والاجتماعي في مجتمع من المجتمعات إلى مجال العلاقات الدولية. فهل ثمة في هذا التوسع ما يبرر ربط ظاهرة الفقر بحقوق الإنسان بمفهومها الحديث؟
يقتضي الجواب عن هذا السؤال أن نحدد أولا ماهية الفقر وأنواعه وأن نحلل أسبابه ومظاهره لنبين طرائق مقاومته والقضاء عليه."
وهناك أنواع من البطالة لم يذكرها المؤلف منها ما يسمى بطالة الغنى فالكثير من أولاد الأغنياء لا يعملون فى أى عمل وظيفى وكل حياتهم قائمة على التمتع وهو ما يسمى بلغة العامة صايع بالوراثة فكل ما يعمله هو انفاق المال
وهناك بطالة وظيفية بمعنى أناس لا يعملون فى أى عمل سوى التوقيع على ورق وهم مجالس الإدارات ويقبضون هم الملايين بسبب ذلك بينما من يعملون ويتعبون يقبضون الملاليم بلغة المصريين
وعرف الرجل الفقر فقال :
"المطلب الاول: ماهية الفقر
1 - الدلالة:
المعاني التي يدل عليها الفقر لغة تتلخص في النقص والحاجة فالفقير إلى الشيء لا يكون فقيرا إليه إلا إذا كان في حاجة إليه لغيابه تماما أو لوجوده دون الحاجة والمعنى السائد الذي يتبادر إلى الذهن قبل غيره هو نقص المال الذي يمكن من تحقيق الحاجات من مأكل وملبس ومسكن، ...الخ.
وقد ميز بعض الفقهاء قديما بين الفقير الذي لا يملك قوت عامه والمسكين الذي لا يملك قوت يومه، وهي مقابلة لها علاقة بواجب الزكاة .. وقد يكون ثمة ما يبررها قديما، ولكنها لم تعد اليوم مناسبة لأن جميع الأجراء الذين لا دخل لهم غير أجورهم، مهما علت، يعدون عند ذلك فقراء، وهو ما لا يستقيم بالمقاييس الاقتصادية والاجتماعية الحديثة.
ولعل نسبية الفقر هي التي تبرر وصف الفقر أحيانا بالمدقع في العربية وبالشديد في ألسن أخرى.
ولئن كان المفهوم الاقتصادي والاجتماعي هو الطاغي، فإن الفقر كثيرا ما يضاف، حقيقة أو مجازا، إلى أشياء أخرى، لدلالة الجزء على الكل، أو العكس، مثل فقر الدم، والفقر الذهني والفقر العاطفي، الخ.
ومن المظاهر الهامة لتطور مفهوم الفقر في العصر الحديث، الانتقال من الحاجة إلى الشيء الغائب أو الناقص إلى غياب القدرة على تحقيق الحاجة. وهذا التحول الدلالي هام لأن غياب القدرة لا يعني بالضرورة غياب الإرادة، وهو ما يطرح قضية المسؤولية الموضوعية.:
انتهى الرجل من التعريف بعدم وجود تعريف والمهم أنه وصل لمعنى وجود فرق بين الفقير والمسكين وهو كلام صحيح فالمسكين يعمل ولكن عمله لا يدر دخلا يكفى ضرورياته وفى هذا قال تعالى :
" وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر"
وأما الفقير فهو العاجز عن العمل أى العاجز عن السعى فى الأرض بسبب بتر أطرافه أو شلله أو غير هذا مما يعجز عن الحركة كما قال تعالى :
"للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض"
إذا الفقر المقصود به حسب الإسلام :
عجز الرجل عن العمل بسبب جسدى مستمر وهو ما يعنى عدم وجود مصدر دخل له وهو ما يختلف عن التعاريف العالمية وعما يدرسه الاقتصاديون تماما
وتحدث الرجل عن مقياس الفقر وأنواعه وهو كلام مبنى على الكفر وليس على الإسلام فقال :
2 – مقياس الفقر وأنواعه:
تنزع المؤسسات الأممية إلى تحديد عتبات الفقر حسب مستوى المعيشة في كل بلد، ولكنها تورد غالبا معدلا يطبق على البلدان الفقيرة، مقدرة عتبة الفقر بمعدل دخل فردي دون الدولارين في اليوم، ومعتبرة ما دون الدولار الواحد علامة فقر مدقع.
ويمكن التمييز بين الفقر الثابت المتواصل، وهو جماعي هيكلي، والفقر الطارئ أو الظرفي الناجم عن أزمة اقتصادية أو عسكرية أو سياسية عابرة أو جائحة من الجوائح أو الكوارث الطبيعية وهو عادة ما يمكن تجاوزه بالتضامن الشعبي والدولي.
ويقودنا ذلك إلى تحليل أسباب الفقر المتعددة."
الفقر إذا حسب المعايير الكفرية التى يسمونها العالمية هى وجود مال عند الفقير ولكنه قليل لا يكفى ضرورياته ثم تحدث عن أسباب الفقر فقال:
"المطلب الثاني: أسباب الفقر
رأينا أن الفقر يعتبر تقليديا قدرا، وهو من طبيعة الأشياء، فالرزق على الله، يعطيه من يشاء، متى شاء لذلك لا أحد يستغرب وجود الفقر في مجتمع ما لأنه موجود في جميع المجتمعات، وكأنما هو من خصائص كل مجتمع، إلا أن الفرق يبقى في درجة الفقر ونسبة الفقراء في المجتمع.
أما اليوم، فإن الرأي الذي أخذ يسود في العقود الأخيرة ولا سيما في السنين الأخيرة، هو أن الفقر شكل من أشكال الإقصاء والتهميش ومس بكرامة الإنسان، ومن ثم فهو انتهاك لحق جوهري من حقوق الإنسان ينجر عنه انتهاك لعديد الحقوق المتفرعة، منها الحق في الشغل والدخل المناسب والعيش الكريم والضمان الاجتماعي والصحة،.. الخ. وهي حقوق اقتصادية واجتماعية أساسية.
ويمكن من هذه الزاوية أن نتبين أسبابا داخلية وأخرى خارجية."
فى الإسلام يعود الجوع وهو نقص الثمرات وهو المرادف لكلمة الفقر العالمية لسببين :
الأول سبب بشرى وهو كفر الأنظمة الحاكمة التى توزع ثروات المجتمع على هواها بحيث تعطى قليلا للكثرة وكثيرا لفئة معينة وهو ما قاله قوم شعيب (ص) عندما طلبوا منه أن يتصرفوا فى الأموال كما يريدون فقالوا:
"قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء"
وعبر أحد الكفار عن تلك المشكلة فقال عن شعر لحيته وشعر رأسه الأصلع :
"إنها غزارة فى الإنتاج وسوء فى التوزيع"
الثانى السبب الابتلائى أو العقابى وهو إنزال الله مصيبة بالناس كالجفاف أو السيول وفيه قال تعالى:
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وتحدث عن الأسباب فى رأى الاقتصاديين فقال :
1 - الأسباب الداخلية
من أهم الأسباب الداخلية طبيعة النظام السياسي والاقتصادي السائد في بلد ما. فالنظام الجائر لا يشعر فيه المواطن بالأمن والاطمئنان إلى عدالة تحميه من الظلم والعسف. ويستفحل الأمر إذا تضاعف العامل السياسي بعامل اقتصادي يتمثل في انفراد الحكم وأذياله بالثروة بالطرق غير المشروعة نتيجة استشراء الفساد والمحسوبية، فيتعاضد الاستبداد السياسي بالاستبداد الاقتصادي والاجتماعي، وهي من الحالات التي تتسبب في اتساع رقعة الفقر حتى عندما يكون البلد زاخرا بالثروات الطبيعية كما حدث ويحدث في عدة بلدان إفريقية أو في أمريكا اللاتينية، هذا فضلا عن الحروب الأهلية والاضطرابات وانعدام الأمن.
2 – الأسباب الخارجية
الأسباب الخارجية متعددة، وهي أعقد وأخفى أحيانا. من أكثرها ظهورا الاحتلال الأجنبي كما حدث في العراق أخيرا بعد حصار دام أكثر من عقد تسبب في تفقير شعب بأكمله رغم ثرواته النفطية. ويتعقد الأمر كثيرا إذا كان الاحتلال استيطانيا كما في فلسطين حيث تتدهور حالة الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم وتتسع فيه رقعة الفقر نتيجة إرهاب الدولة الصهيونية وتدميرها المتواصل للبنية التحتية وهدم المنازل وتجريف الأراضي الفلاحية فتتحول مئات العائلات بين يوم وليلة من الكفاف إلى الفقر المدقع.
ومن الأسباب غير الظاهرة للعيان نقص المساعدات الدولية أو سوء توزيعها في البلدان التي يسود فيها الفساد في الحكم.
ومن الأسباب التي لا يعرفها عادة غير أهل الاختصاص، لأنها من أخفى عوامل التفقير للبلدان النامية التي يعتمد اقتصادها خاصة على المنتوج الفلاحي وبعض الصناعات التحويلية، الحماية الكمركية التي تمارسها البلدان الغنية في وجه صادرات البلدان النامية، وبالخصوص الدعم المالي الذي تقدمه لفلاحيها حتى ينافس منتوجهم الفلاحي صادرات البلدان النامية، وقد بلغ مقدار هذا الدعم رقما مهولا يقارب المليار دولار يوميا. هذا فضلا عن عرقلة التبادل الأفقي جنوب- جنوب، وعن التلاعب بأسعار المواد الأولية التي لا تستطيع البلدان النامية التحكم فيها وإنما تضطر إلى الرضوخ لإرادة الأقوى."
وكل هذا الكلام كله كلام بلا أساس فمشكلة الفقر سببها الرئيسى هو :
التوزيع الظالم للثروات بين أفراد المجتمع من قبل الأنظمة الحاكمة وبين الدول ومن ثم لا توجد حلول سوى القضاء على الأ،ظمة الحاكمة فى العمل فهى من تتسبب فى الفقر وفى البطالة
وقد حاول الرجل تجميل الأمر بذكر بعض الحلول التى تحافظ فقط على حياة الناس دون موتهم من الجوع فقال :
"ولذلك اقترح بعضهم بعث هيكل مستقل يضبط أسعار المواد الأولية والفلاحية بالعدل مع مراعاة تكلفة الإنتاج الحقيقية.
على أنه توجد رغم ذلك بعض المؤشرات الإيجابية في هذا الصدد. من ذلك قرار اللجنة الخاصة في منظمة التجارة العالمية يوم 26 – 4 – 2004 مساندة البرازيل ضد الولايات المتحدة الأمريكية في قضية القطن إلا أن البلدان الغنية كثيرا ما تتخفى وراء الشركات الكبرى العابرة للحدود، وهي ذات نفوذ كبير خفي، قد يتجاوز نفوذ الدول والحكومات، مما يقتضي التفكير في إقرار قواعد سلوك تحد من استبدادها وفسادها وإضرارها بالدول النامية وتعميق الفقر فيها، في ضوء ما أصبح يسمى العولمة. فهذه الشركات الكبرى التي جلها أمريكية، تنتعش بالحروب وبالعولمة المتوحشة، فقد تمكنت من مضاعفة نشاطها خلال العقد الأخير وضرب أرباحها في ثلاثة. وقد بلغت أوج أرباحها سنة 2003."
وتحدث عما سماه مقاومة الفقر من خلال الأنظمة التى هى أساسا سببه فقال :
"المطلب الثالث: مقاومة الفقر وتجريمه
رأينا أن معالجة الفقر كانت منذ القديم تعتمد حلولا إنسانية مثل الصدقة من منطلق العطف أو التضامن أو الإعانات الإنسانية التي اتخذت بعدا دوليا في حالات الحروب والكوارث.
إلا أن الجديد نسبيا هو ربط الفقر بحقوق الإنسان في المستوى النظري وذلك بتجاوز المفاهيم المرتبطة بالطبيعة والقدر إلى اعتبار الفقر انتهاكا لحقوق الإنسان، أي بتجاوز الحتمية، سواء أنظر إليها من الزاوية الدينية القدرية أم من الزاوية الاقتصادية والاجتماعية كإفراز طبيعي للنمو.
وهكذا أصبح الفقر يعتبر اليوم التحدي الأخلاقي الأكبر في عالم اليوم. وهو تحد يستحث همم الحكام والمثقفين وعالم الأعمال وأعضاء المنظمات غير الحكومية من نقابات ومنظمات حقوق إنسان فضلا عن سائر المواطنين المهتمين بقضايا المجتمع. ذلك أنه لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة دون قضاء على الفقر."
وقد تنبه الرجل لأمر يهم الأنظمة الحاكمة وهو كون البطالة والفقر سببان لا نتشار العنف فقال:
"البطالة والفقر سببان في انتشار العنف الاجتماعي
أكثرية علماء الاجتماع يعتبرون البطالة والفقر سببان رئيسيان في زيادة العنف الاجتماعي بمختلف أشكاله وطرقه ومؤشران على نهج السياسة التسلطية التي تمارسها الدولة وقيادتها السياسية، والبطالة التي ابتلى بها الشعب العراقي ليست وليدة هذه السنوات العجاف بل هي على امتداد تاريخ الدولة العراقية إلا أن البطالة باعتبارها تصيب الفئات الكادحة والفقيرة أكثر من غيرها لم تشهد وتائر تصاعدها وانتشارها مثلما حدث بعد حرب الخليج الثانية وهزيمة النظام الصدامي وخروجه من دولة الكويت واتسعت مظاهر البطالة يوما بعد آخر بسبب السياسة التسلطية القمعية للنظام السابق التي كانت تضع الخطوط الحمراء في التعيينات والتوظيفات وحسب المفهوم الحزبي الضيق والعشائري المقيت وبما أن البطالة نتيجة طبيعية في النظام الرأسمالي وملازمة له فهي أصبحت حالة عائمة في الأنظمة الدكتاتورية ...ولقد أثرت مجمل الأوضاع الاستثنائية على حياة المواطنين واتساع ظاهرة اللجوء بسبب العنف الطائفي وممارسات المنظمات الإرهابية التكفيرية والمليشيات الطائفية المسلحة المعروفة تبعيتها كما أدت هذه الظاهرة إلى زيادة في أعداد العاطلين عن العمل حيث أفادت مصادر وزارة التخطيط في آخر إحصائية جديدة لها بان البطالة بلغت 50% بين الشباب ووصلت حالة الفقر إلى 60% في العراق وتشير إحصائيات أخرى إن البطالة ازدادت بشكل عام حتى وصلت إلى أكثر من 60% مع تدهور مستمر في الحالة المعيشية والاقتصادية للمواطنين وبخاصة الفئات والطبقات الكادحة حيث بلغت حوالي أكثر من 65% وتتحمل هذه الفئات الكادحة وزر وثقل صعوبة
المعيشة والبطالة المتفاقمة بينهم ويتحجج المسؤولون بالوضع الأمني واضطرابه ومشاكل أخرى ونحن لا ننفي ذلك بل اشرنا إليه في أكثر من مناسبة ووضعنا أصابعنا عليه وأكدنا بأن البطالة والفقر علة اللعل الاجتماعية واقترحنا في الكثير من الأحيان حلولا للمعالجة ومن بين هذه الحلول العمل الدؤوب من اجل التخفيف من معاناة المواطنين والإسراع في إيجاد فرص للعاطلين والعمل الجاد من اجل تهيئة الظروف لاستيعاب أفراد الجيش والشرطة والمؤسسات الأخرى وبخاصة الذين لم يرتكبوا جرائم يحاسب عليها القانون لكن تبقى الكثير من الأسئلة الملحة ومنها ـــ أية معالجات وقوانين سنت من اجل تخفيف معاناة الفئات الكادحة والعمل على التخفيف من حدة البطالة.؟ ولماذا لم يجر إلغاء القوانين المجحفة السابقة التي سنت بالضد من مصالح العمال والكادحين وبالضد من نقابات العمال.؟ ولماذا لا يجر الالتفات إلى الأوضاع الاقتصادية والمعشية المزرية ومحاسبة المتلاعبين والفاسدين.؟ وما هي الخطط التي وضعت للتخلص من البطالة وإيجاد فرص عمل جديدة.؟ وغيرها من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة واضحة، لقد نوهنا بان الكثير من أعمال العنف أساسها اقتصادي وسببها الفقر الذي يدفع الكثير من المحتاجين إلى طريق المجهول ومنها الانخراط في التنظيمات الإرهابية والمليشيات الطائفية لزجهم في أعمال العنف وخرق القوانين من تفجير واغتيال وخطف وسرقات وتخريب البنى التحتية ولعل الأمثال التي صادفتنا والقضايا التي تم التطلع على أكثرية حيثياتها أكدت وما زالت تأكد ما نوهنا عنه في السابق ونؤكده في الحاضر والمستقبل.
حلوا قضية البطالة والفقر وسوف تجدون الفرص الحقيقية لاستتباب الأمن والنظام حيث يجري التوجه للبناء واستكمال الاستقلال الوطني السياسي والاقتصادي"
وهذا الكلام هو كلام لا يقدم ولا يؤخر فما قاله عن الحالة العراقية يثبت أن النظام الحاكم عندما تغير نفذ ما نفذه النظام السابق عليه فحزب البعث كانت الثروات والمقدرات المالية له وعندما انهار النظام وجاء بنظام طائفى تغير توزيع الثورة فأصبحت بأيدى قوى أخرى حيث أخذت من قوى النظام المنهار
فالكل يعمل لمصلحة فئة معينة وهم لا يفكرون سوى فى ذلك متناسين بقية الشعب