قراءة فى كتاب الشعار المفقود
المؤلف أبو منذر خليل بن إبراهيم أمين والكتاب يدور حول السلام أى التحية فى الإسلام وفى مقدمته تحدث عما سماه شعار الأمة فقال :
"وبعد فالسلام شعار الأمة المسلمة الموحدة، من حين قال الله - سبحانه وتعالى - إلى أبينا آدم - عليه السلام -: «اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله»
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بل هي أيضا تحية أهل الجنة {وتحيتهم فيها سلام}
وفي هذا الزمان: يكاد شعار الأمة يفقد، فترى أحسنهم حالا لا يلقى السلام إلى على من يعرف فقط، حتى لو أن أحدا سلم عليك وأنت في سيارتك وبجوارك أخ لك، لبادرك بالسؤال: أتعرفه؟
وهذه مصيبة كبرى قد حلت بنا لعدم اتباع الرسول ((ص)) ومخالفة أمره في إفشاء السلام، الذي هو شعارنا المفقود في هذا الزمان، والذي اسأل الله العظيم أن تكون هذه الأسطر تذكيرا وعونا للأمة في العودة إلى شعارها المفقود "
وقد استهل الرجل الكتاب بذكر معنى السلام فقال :
معنى السلام:
قال ابن الأثير في «النهاية»: «والسلام في الأصل السلامة» يقال: سلم يسلم سلامة وسلاما، ومنه قيل للجنة «دار السلام» «لأنها دار السلامة من الآفات» [النهاية في غريب الحديث (2/ 392)]
والسلام يطلق على عدة معان، منها: أنه اسم من أسماء الله تعالى ومنها: التحية، ومنها: التسليم، ومنها: السلامة والبراءة من العيوب، ومنها: الأمان، ومنها: الصلح
أما المعنى المقصود من سلام المؤمن على أخيه المؤمن فهو: الأمان، أو معناه: عليك عناية الله وحفظه (النهاية في غريب الحديث (2/ 392)]
والسلام تحية أبينا آدم:
فعن أبي هريرة عن النبي (ص) أنه قال: « فلما خلقه - أي آدم - عليه السلام - قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم! فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله» [صحيح البخاري (6227)] "
الحديث يناقض القرآن فلما خلق الله أدم (ص) أمر الملائكة بالسجود له كما قص الله علينا فى قوله تعالى :
"ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين"
ثم حدثنا عن حكم السلام فقال :
حكم السلام:
قال البغوي في «شرح السنة»: «ابتداء السلام سنة، ورده واجب، فإذا كان المسلم جماعة فيكون سنة كفاية في حقهم، فمن سلم منهم حصلت سنة السلام، وإذا كان المسلم عليه أكثر من واحد كان الرد عليهم فرض كفاية، فإذا رد واحد عنهم سقط الرد عن لآخرين» [شرح السنة (12/ 255/256)] "
والحق أن السلام واجب فى مواضع كالسلام على أهل البيت كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها"
وأما عند التقابل والمرور فعلى حسب ما يقتضى الموقف
وحدثنا عن فضل السلام فقال :
"فضل السلام
* السلام سبب في حصول الخير والفضل ومغفرة الله تعالى:
فعن أبي أمامة أنه قال: قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال: «أولاهما بالله» [الترمذي (2694) وحسنه]
وعند أبي داود: «إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام» [أبو داود (5179)] ومعنى أولاهما بالله: أي أحق الناس بمغفرة الله ورحمته "
والكلام هنا صحيح المعنى ولكن تفسير أولاهما بالله هو أكثرهم التزاما بالإسلام ثم قال :
* السلام أقصر الطرق لامتلاك القلوب بالمحبة:
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [البخاري (54)] "
الرواية خاطئة لأن حب المسلمين فى الدنيا لبعضهم ليس فرضا لأن منهم من يكره الأخر كبغض الزوج للزوجة فى قوله تعالى "
"فإن كرهتموهن "
وهذه الكراهية تنزع فى الجنة كما قال تعالى:
" ونزعنا ما فى صدورهم من غل"
وأما فى الدنيا فالمفروض هو العدل ثم قال :
"* السلام سبب في حصول البركة بين أهل البيت:
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): «يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك» [الترمذي (5/ 95)]
* السلام سبب في إغاظة اليهود:
عن أم المؤمنين عائشة عن النبي (ص) قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين» [ابن ماجه (856)]
الحديث خاطىء فالكتابيون الكفار يحسدون على الخير الذى أعطاه الله كله للمسلمين كما قال تعالى:
" أم يحسدون الناس على ما آتاهم" ثم قال :
* الخير فيمن يبدأ بالسلام:
عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -، أن رسول الله (ص) قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» [متفق عليه]
* السلام مع المصافحة من أسباب مغفرة الذنوب:
فعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله (ص): «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا» [الترمذي (2727)] "
وحدثنا عن إفشاء السلام فقال :
"الأمر بإفشاء السلام:
قال تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على أهلها}
وقال تعالى: {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} وقال تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}
وقال تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام}
وقد جعله الإسلام من حقوق المسلم على أخيه
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلا سأل رسول الله (ص): أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [متفق عليه] "
والخطأ أن خير أحكام الإسلام هو إطعام الطعام والسلام وهو ما يناقض أن الجهاد فى القرآن هو أفضل الأعمال لقوله تعالى "وفضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " ثم قال :
"وعن أبي عمارة البراء بن عازب قال: «أمرنا رسول الله (ص) بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم» [متفق عليه] "
الخطأ هو أمر الرسول(ص) بسبع فقط من الأحكام وهو ما يناقض كونهم آلاف من الأحكام
وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام» [رواه الترمذي وقال: حسن صحيح]
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): «حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه» [البخاري، كتاب السلام]
وهذه الحقوق الست تخالف وجود حقوق أكثر مثل اطعام الجار الجائع كما فى رواية" ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ" ومثل الشفعة ثم قال :
"وفي حديث أبي هريرة قال النبي (ص): «أفشوا السلام بينكم»
وقد كان عبد الله بن عمر يخرج إلى السوق لتطبيق هذه السنة النبوية فقط، وهي السلام على الناس، فعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق قال: «فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوما، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: وما تصنع في السوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق؟ فاجلس بنا ههنا نتحدث قال: فقال لي عبد الله بن عمر: يا أبا بطن! - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، نسلم على من لقينا» [موطأ مالك (2/ 961 - 962)] "
وتطرق الرجل إلى السلام فى الطريق فقال :
"السلام من حق الطريق:
عن أبي سعيد الخدري أن النبي (ص) قال: «إياكم والجلوس في الطرقات» فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها، فقال: «فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه» قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» [متفق عليه] "
ثم تعرض لكيفية السلام فقال :
"كيفية السلام:
يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» فيأتي بضمير الجمع، وإن كان المسلم عليه واحدـ ويقول المجيب: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» فيأتي بواو العطف في قوله: «وعليكم» وقد بينت السنة النبوية صيغ السلام وما لكل صيغة من ثواب:
فعن عمران بن حصين أن رجلا جاء إلى النبي (ص) فقال: السلام عليكم! قال النبي (ص): «عشر»، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله! فقال النبي (ص): «عشرون» ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! فقال النبي (ص): «ثلاثون» [أبو داود (5195)، والترمذي (2690) وإسناده قوي]
قال أمير المؤمنين عمر «انتهى السلام إلى: وبركاته» [فتح الباري (11/ 6)] "
الحديث يناقض كتاب الله فى الثواب فالثواب على العمل كله وليس على أجزائه كما قال سبحانه :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ومن ثم لا يمكن أن يكون ثواب السلام ثلاثون والقرآن يقول عشرة ثم قال :
"وعن محمد بن عمرو بن عطاء قال: «كنت جالسا عند عبد الله بن عباس، فدخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد شيئا في ذلك، قال ابن عباس – وهو يومئذ قد ذهب بصره - من هذا؟ قالوا: هذا اليماني الذي يغشاك، فعرفوه إياه قال: فقال ابن عباس : إن السلام انتهى إلى البركة» [موطأ مالك (2/ 259)] "
وحدثنا عن النهى عن صيغة وعليك السلام فقال :
"النهي عن صيغة و «عليك السلام»:
وعن جابر بن سليم قال: أتيت النبي (ص)، فقلت: عليك السلام يا رسول الله! قال: «لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى» [أبو داود (5209) والترمذي (2772)]
وهو إشارة من النبي (ص) إلى ما جرت العادة به في تحية الأموات بتقديم الاسم على الدعاء
وعن عائشة قالت: قال لي رسول الله (ص): «هذا جبريل يقرأ عليك السلام» قالت: قلت: «وعليه السلام ورحمة الله وبركاته» [متفق عليه] "
والروايتان متناقضتان فواحدة وهى الأولى محرمة لعليك السلام والثانية مبيحى وهو قول عائشة وعليه السلام والحق أن الصيغة تحل للكل فالميت أساسا لا يسمع سلاما ولا غيره كما هو ظاهر القول" وما أنت بمسمع من فى القبور"
ثم حدثنا عن ردود السلام فقال:
"وبهذه الكيفية يتضح الخطأ الحاصل من بعض المسلمين حينما يرد السلام بألفاظ غير مشروعة وليست كافية في رد السلام كمن يرد السلام بلفظ «هلا»، أو «هلا هلا»، أو «مرحبا»، أو «حياك الله» وقد بين النبي (ص) أن رد السلام بلفظ «عليك» - وإن أجزأه ذلك - إلا أن هذا غرر بالمسلم، فعن أبي هريرة قال: «لا غرار في صلاة ولا تسليم» [أبو داود (298)] والغرار هو النقص في التسليم، فكيف بما يرد بتلك الألفاظ السابقة، وقد قال تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86] وقد أشار بعض أهل العلم ألى أن من يرد بصيغة غير صيغة السلام المشروعة يكون آثما لأمرين:
الأمر الأول: لأنه لم يرد بالجواب المشروع الذي شرعه الإسلام
الأمر الثاني: لأنه ابتدع قولا لم يعد في السنة النبوية [«السلام وأهميته في السنة» د عبد العزيز بن أحمد الجاسم] "
والرد على التحية باى كلام صالح ليس إثما لأن لا دليل على كن كلمة السلام هى التحية لأن الله قال " وإذا حييتم بتحية" فترك كلام التحية مفتوحا لأى صيغة صالحة ثم قال:
"آداب السلام
* الأدب الأول: الرد بأحسن منها أو مثلها:
لقوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}
* الأدب الثاني: يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير
فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» [متفق عليه] وفي رواية للبخاري: «والصغير على الكبير»
* الأدب الثالث: السلام عند دخول المجلس وعند الخروج منه:
فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: «إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بداله أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة» [أبو داود (5208)، والترمذي (2706)]
* الأدب الرابع: عند الاستئذان بالسلام يستحب أن يكون ثلاثا:
فعن أنس بن مالك عن النبي (ص): «أنه كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا» [البخاري (94، 95)]
* الأدب الخامس: كراهة السلام على المشتغل بقضاء الحاجة ببول أو غائط فعن عبد الله بن عمر «أن رجلا مر ورسول الله (ص) يبول فسلم، فلم يرد عليه السلام» [صحيح مسلم (115)]
قال الإمام النووي: «إن المسلم في هذا الحال لا يستحق جوابا، وهذا متفق عليه»
* الأدب السادس: مشروعية رد السلام بالتحية في الصلاة:
قال صهيب «مررت برسول الله (ص) وهو يصلي، فسلمت عليه، فرد إلي إشارة» [الترمذي (367)] وقال ابن عمر: قلت لبلال: «كيف كان النبي (ص) يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: كان يشير بيده» [الترمذي (368)]
وجاء في بعض الآثار أن النبي (ص) لم يرد السلام في الصلاة لا بإشارة ولا بغيرها، وقال: «إن في الصلاة شغلا» [صحيح البخاري (1199)] قال في الفتح: «ويجمع بين هذه الروايات بأنه (ص) مرة أشار بيده، ومرة لم يفعل، فالمصلي مخير بين الأمرين» [فتح الباري (11/ 19)]
* الأدب السابع: النهي عن تقليد اليهود وغيرهم في السلام:
فعن جابر بن عبد الله مرفوعا: «لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف» [فتح الباري (11/ 19) وعزاه للنسائي]
قال في الفتح: «أما من كان بعيدا ولا يسمع السلام فلا مانع من أن يشير بيده متلفظا بالسلام» [فتح الباري (11/ 19)]
* الأدب الثامن: مشروعية إرسال السلام إلى الغائب:
فعن أنس أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله، إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به قال: «ائت فلانا فإنه قد تجهز فمرض» فأتاه فقال: إن رسول الله يقرئك السلام، ويقول: «اعطني الذي تجهزت به» الحديث [صحيح مسلم (33)]
* الأدب التاسع: وجوب رد السلام إذا وصل من شخص غائب أو مكتوب في رسالة أو غيرها:
فعن أبي هريرة قال: جاء جبريل إلى النبي (ص) فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب» [صحيح البخاري (3820)] قالت: «إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته»
قال الحافظ: «يستفاد منه رد السلام على من أرسل السلام وعلى من بلغه» [فتح الباري (7/ 139)]
* الأدب العاشر: السلام علي من تعرف ومن لم تعرف:
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلا سأل النبي (ص): «أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [متفق عليه]
وفي ذلك تنبيه لكثير من المسلمين حول ظاهرة السلام المخصص بالصحبة والمعرفة، وبيان أن ذلك من الأخطاء الشائعة وخصوصا إذا كان المسلم عليه ممن لا يؤبه له في المجتمع إما لمكانته وإما لفقره، والسلام للمعرفة، والذي انتشر في زماننا هذا من علامات الساعة
فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص): «إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل، لا يسلم عليه إلا للمعرفة» [مسند أحمد (1/ 405)] "
هذه النقطة الأخيرة لا تصلح فى المدن حيث يقابل الإنسان فى طريقه آلافا مؤلفة خاصة عند خروج الناس من العمل أو الطلاب من المدارس أو خروج المصلين من المساجد وهو سيظل يتكلم لقيا السلام لمدة طويلة حتى يجف ريقه وكما سبق القول السلام واجب عند دخول البيوت
وحدثنا عن السلام على الأطفال فقال :
"السلام على الصبيان
في السلام على الصبيان تدريبهم على آداب الشريعة، وفيه طرح الأكابر رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب [فتح الباري (11/ 33)]
فعن أنس «أن رسول الله (ص) مر على غلمان فسلم عليهم» [صحيح مسلم (4/ 1708)]
وقد مر أنس على صبيان فسلم عليهم وقال: «كان النبي (ص) يفعله» [البخاري (6247)]
وعن ثابت بن أسلم عن أنس قال: «كان رسول الله (ص) يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم، ويمسح على رؤوسهم ويدعو لهم» [تحفة الأشراف (280)]
فما أحوج الدعاة والمربين إلى هذا السلوك القويم مع الأبناء لغرس روح المحبة والتواضع والثقة في نفوسهم "
هذا الكلام مطلوب تعليما للأطفال ثم قال:
"سلام الرجل على المرأة من محارمه وغيرها إذا أمنت الفتنة
* عن سهل بن سعد قال: «كانت فينا امرأة - وفي رواية:كانت لنا عجوز - تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة، وانصرفنا، نسلم عليها، فتقدمه إلينا» [البخاري (11/ 28، 29)]
* وعن أم هانئ (فاختة بنت أبي طالب) قالت: «أتيت النبي (ص) يوم الفتح وهو يغتسل، وفاطمة تستره بثوب، فسلمت » [مسلم (82)]
* وعن أسماء بنت يزيد قالت: «مر علينا النبي (ص) في نسوة فسلم علينا» [أبو داود (5204)]
وعند الترمذي: «أن رسول الله (ص) مر في المسجد يوما، وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم» [الترمذي (2698)] "
والنساء فى القرآن لا تدخل المساجد لقوله تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
ثم حدثنا عن النهي عن ابتداء الكافر بالسلام فقال :
"النهي عن ابتداء الكافر بالسلام
* عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» [مسلم (2167)]
والمراد: «لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيق إكراما لهم واحتراما، وليس المعنى: إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم؛ لأن ذلك أذى لهم، وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب» [فتح الباري (11/ 40)] "
الحديث لا يصح لأنه فيه إيذاء للقوم وهو يتعارض مع القول " من آذى ذميا فقد آذانى"
كما لا يصح لأن التشريع لا يكون لأهل دينين وإنما لكل الكفار ثم قال :
وقد أجاز بعض أهل العلم ابتداءهم بالسلام لحق الجوار والصحبة وغيره، فقد أخرج الطبري بسند صحيح عن علقمة قال: «كنت ردفا لابن مسعود، فصحبنا دهقان، فلما انشعبت له الطريق أخذ فيها، فأتبعه عبد الله بصره فقال: السلام عليكم، فقلت: ألست تكره أن يبدؤوا بالسلام؟ قال: نعم، ولكن حق الصحبة» [فتح الباري (11/ 41)]
* وعن أنس قال: قال رسول الله (ص): «إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» [متفق عليه]
* وعن أسامة «أن النبي (ص) مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين - عبده الأوثان واليهود - فسلم عليهم النبي (ص)» [متفق عليه] "
ومن ثم فإلقاء السلام على المعاهدين أولا لا إثم فيه
المؤلف أبو منذر خليل بن إبراهيم أمين والكتاب يدور حول السلام أى التحية فى الإسلام وفى مقدمته تحدث عما سماه شعار الأمة فقال :
"وبعد فالسلام شعار الأمة المسلمة الموحدة، من حين قال الله - سبحانه وتعالى - إلى أبينا آدم - عليه السلام -: «اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله»
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بل هي أيضا تحية أهل الجنة {وتحيتهم فيها سلام}
وفي هذا الزمان: يكاد شعار الأمة يفقد، فترى أحسنهم حالا لا يلقى السلام إلى على من يعرف فقط، حتى لو أن أحدا سلم عليك وأنت في سيارتك وبجوارك أخ لك، لبادرك بالسؤال: أتعرفه؟
وهذه مصيبة كبرى قد حلت بنا لعدم اتباع الرسول ((ص)) ومخالفة أمره في إفشاء السلام، الذي هو شعارنا المفقود في هذا الزمان، والذي اسأل الله العظيم أن تكون هذه الأسطر تذكيرا وعونا للأمة في العودة إلى شعارها المفقود "
وقد استهل الرجل الكتاب بذكر معنى السلام فقال :
معنى السلام:
قال ابن الأثير في «النهاية»: «والسلام في الأصل السلامة» يقال: سلم يسلم سلامة وسلاما، ومنه قيل للجنة «دار السلام» «لأنها دار السلامة من الآفات» [النهاية في غريب الحديث (2/ 392)]
والسلام يطلق على عدة معان، منها: أنه اسم من أسماء الله تعالى ومنها: التحية، ومنها: التسليم، ومنها: السلامة والبراءة من العيوب، ومنها: الأمان، ومنها: الصلح
أما المعنى المقصود من سلام المؤمن على أخيه المؤمن فهو: الأمان، أو معناه: عليك عناية الله وحفظه (النهاية في غريب الحديث (2/ 392)]
والسلام تحية أبينا آدم:
فعن أبي هريرة عن النبي (ص) أنه قال: « فلما خلقه - أي آدم - عليه السلام - قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم! فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله» [صحيح البخاري (6227)] "
الحديث يناقض القرآن فلما خلق الله أدم (ص) أمر الملائكة بالسجود له كما قص الله علينا فى قوله تعالى :
"ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين"
ثم حدثنا عن حكم السلام فقال :
حكم السلام:
قال البغوي في «شرح السنة»: «ابتداء السلام سنة، ورده واجب، فإذا كان المسلم جماعة فيكون سنة كفاية في حقهم، فمن سلم منهم حصلت سنة السلام، وإذا كان المسلم عليه أكثر من واحد كان الرد عليهم فرض كفاية، فإذا رد واحد عنهم سقط الرد عن لآخرين» [شرح السنة (12/ 255/256)] "
والحق أن السلام واجب فى مواضع كالسلام على أهل البيت كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها"
وأما عند التقابل والمرور فعلى حسب ما يقتضى الموقف
وحدثنا عن فضل السلام فقال :
"فضل السلام
* السلام سبب في حصول الخير والفضل ومغفرة الله تعالى:
فعن أبي أمامة أنه قال: قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال: «أولاهما بالله» [الترمذي (2694) وحسنه]
وعند أبي داود: «إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام» [أبو داود (5179)] ومعنى أولاهما بالله: أي أحق الناس بمغفرة الله ورحمته "
والكلام هنا صحيح المعنى ولكن تفسير أولاهما بالله هو أكثرهم التزاما بالإسلام ثم قال :
* السلام أقصر الطرق لامتلاك القلوب بالمحبة:
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [البخاري (54)] "
الرواية خاطئة لأن حب المسلمين فى الدنيا لبعضهم ليس فرضا لأن منهم من يكره الأخر كبغض الزوج للزوجة فى قوله تعالى "
"فإن كرهتموهن "
وهذه الكراهية تنزع فى الجنة كما قال تعالى:
" ونزعنا ما فى صدورهم من غل"
وأما فى الدنيا فالمفروض هو العدل ثم قال :
"* السلام سبب في حصول البركة بين أهل البيت:
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): «يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك» [الترمذي (5/ 95)]
* السلام سبب في إغاظة اليهود:
عن أم المؤمنين عائشة عن النبي (ص) قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين» [ابن ماجه (856)]
الحديث خاطىء فالكتابيون الكفار يحسدون على الخير الذى أعطاه الله كله للمسلمين كما قال تعالى:
" أم يحسدون الناس على ما آتاهم" ثم قال :
* الخير فيمن يبدأ بالسلام:
عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -، أن رسول الله (ص) قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» [متفق عليه]
* السلام مع المصافحة من أسباب مغفرة الذنوب:
فعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله (ص): «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا» [الترمذي (2727)] "
وحدثنا عن إفشاء السلام فقال :
"الأمر بإفشاء السلام:
قال تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على أهلها}
وقال تعالى: {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} وقال تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}
وقال تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام}
وقد جعله الإسلام من حقوق المسلم على أخيه
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلا سأل رسول الله (ص): أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [متفق عليه] "
والخطأ أن خير أحكام الإسلام هو إطعام الطعام والسلام وهو ما يناقض أن الجهاد فى القرآن هو أفضل الأعمال لقوله تعالى "وفضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " ثم قال :
"وعن أبي عمارة البراء بن عازب قال: «أمرنا رسول الله (ص) بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم» [متفق عليه] "
الخطأ هو أمر الرسول(ص) بسبع فقط من الأحكام وهو ما يناقض كونهم آلاف من الأحكام
وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام» [رواه الترمذي وقال: حسن صحيح]
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): «حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه» [البخاري، كتاب السلام]
وهذه الحقوق الست تخالف وجود حقوق أكثر مثل اطعام الجار الجائع كما فى رواية" ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ" ومثل الشفعة ثم قال :
"وفي حديث أبي هريرة قال النبي (ص): «أفشوا السلام بينكم»
وقد كان عبد الله بن عمر يخرج إلى السوق لتطبيق هذه السنة النبوية فقط، وهي السلام على الناس، فعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق قال: «فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوما، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: وما تصنع في السوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق؟ فاجلس بنا ههنا نتحدث قال: فقال لي عبد الله بن عمر: يا أبا بطن! - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، نسلم على من لقينا» [موطأ مالك (2/ 961 - 962)] "
وتطرق الرجل إلى السلام فى الطريق فقال :
"السلام من حق الطريق:
عن أبي سعيد الخدري أن النبي (ص) قال: «إياكم والجلوس في الطرقات» فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها، فقال: «فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه» قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» [متفق عليه] "
ثم تعرض لكيفية السلام فقال :
"كيفية السلام:
يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» فيأتي بضمير الجمع، وإن كان المسلم عليه واحدـ ويقول المجيب: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» فيأتي بواو العطف في قوله: «وعليكم» وقد بينت السنة النبوية صيغ السلام وما لكل صيغة من ثواب:
فعن عمران بن حصين أن رجلا جاء إلى النبي (ص) فقال: السلام عليكم! قال النبي (ص): «عشر»، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله! فقال النبي (ص): «عشرون» ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! فقال النبي (ص): «ثلاثون» [أبو داود (5195)، والترمذي (2690) وإسناده قوي]
قال أمير المؤمنين عمر «انتهى السلام إلى: وبركاته» [فتح الباري (11/ 6)] "
الحديث يناقض كتاب الله فى الثواب فالثواب على العمل كله وليس على أجزائه كما قال سبحانه :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ومن ثم لا يمكن أن يكون ثواب السلام ثلاثون والقرآن يقول عشرة ثم قال :
"وعن محمد بن عمرو بن عطاء قال: «كنت جالسا عند عبد الله بن عباس، فدخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد شيئا في ذلك، قال ابن عباس – وهو يومئذ قد ذهب بصره - من هذا؟ قالوا: هذا اليماني الذي يغشاك، فعرفوه إياه قال: فقال ابن عباس : إن السلام انتهى إلى البركة» [موطأ مالك (2/ 259)] "
وحدثنا عن النهى عن صيغة وعليك السلام فقال :
"النهي عن صيغة و «عليك السلام»:
وعن جابر بن سليم قال: أتيت النبي (ص)، فقلت: عليك السلام يا رسول الله! قال: «لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى» [أبو داود (5209) والترمذي (2772)]
وهو إشارة من النبي (ص) إلى ما جرت العادة به في تحية الأموات بتقديم الاسم على الدعاء
وعن عائشة قالت: قال لي رسول الله (ص): «هذا جبريل يقرأ عليك السلام» قالت: قلت: «وعليه السلام ورحمة الله وبركاته» [متفق عليه] "
والروايتان متناقضتان فواحدة وهى الأولى محرمة لعليك السلام والثانية مبيحى وهو قول عائشة وعليه السلام والحق أن الصيغة تحل للكل فالميت أساسا لا يسمع سلاما ولا غيره كما هو ظاهر القول" وما أنت بمسمع من فى القبور"
ثم حدثنا عن ردود السلام فقال:
"وبهذه الكيفية يتضح الخطأ الحاصل من بعض المسلمين حينما يرد السلام بألفاظ غير مشروعة وليست كافية في رد السلام كمن يرد السلام بلفظ «هلا»، أو «هلا هلا»، أو «مرحبا»، أو «حياك الله» وقد بين النبي (ص) أن رد السلام بلفظ «عليك» - وإن أجزأه ذلك - إلا أن هذا غرر بالمسلم، فعن أبي هريرة قال: «لا غرار في صلاة ولا تسليم» [أبو داود (298)] والغرار هو النقص في التسليم، فكيف بما يرد بتلك الألفاظ السابقة، وقد قال تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86] وقد أشار بعض أهل العلم ألى أن من يرد بصيغة غير صيغة السلام المشروعة يكون آثما لأمرين:
الأمر الأول: لأنه لم يرد بالجواب المشروع الذي شرعه الإسلام
الأمر الثاني: لأنه ابتدع قولا لم يعد في السنة النبوية [«السلام وأهميته في السنة» د عبد العزيز بن أحمد الجاسم] "
والرد على التحية باى كلام صالح ليس إثما لأن لا دليل على كن كلمة السلام هى التحية لأن الله قال " وإذا حييتم بتحية" فترك كلام التحية مفتوحا لأى صيغة صالحة ثم قال:
"آداب السلام
* الأدب الأول: الرد بأحسن منها أو مثلها:
لقوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}
* الأدب الثاني: يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير
فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» [متفق عليه] وفي رواية للبخاري: «والصغير على الكبير»
* الأدب الثالث: السلام عند دخول المجلس وعند الخروج منه:
فعن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: «إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بداله أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة» [أبو داود (5208)، والترمذي (2706)]
* الأدب الرابع: عند الاستئذان بالسلام يستحب أن يكون ثلاثا:
فعن أنس بن مالك عن النبي (ص): «أنه كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا» [البخاري (94، 95)]
* الأدب الخامس: كراهة السلام على المشتغل بقضاء الحاجة ببول أو غائط فعن عبد الله بن عمر «أن رجلا مر ورسول الله (ص) يبول فسلم، فلم يرد عليه السلام» [صحيح مسلم (115)]
قال الإمام النووي: «إن المسلم في هذا الحال لا يستحق جوابا، وهذا متفق عليه»
* الأدب السادس: مشروعية رد السلام بالتحية في الصلاة:
قال صهيب «مررت برسول الله (ص) وهو يصلي، فسلمت عليه، فرد إلي إشارة» [الترمذي (367)] وقال ابن عمر: قلت لبلال: «كيف كان النبي (ص) يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: كان يشير بيده» [الترمذي (368)]
وجاء في بعض الآثار أن النبي (ص) لم يرد السلام في الصلاة لا بإشارة ولا بغيرها، وقال: «إن في الصلاة شغلا» [صحيح البخاري (1199)] قال في الفتح: «ويجمع بين هذه الروايات بأنه (ص) مرة أشار بيده، ومرة لم يفعل، فالمصلي مخير بين الأمرين» [فتح الباري (11/ 19)]
* الأدب السابع: النهي عن تقليد اليهود وغيرهم في السلام:
فعن جابر بن عبد الله مرفوعا: «لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف» [فتح الباري (11/ 19) وعزاه للنسائي]
قال في الفتح: «أما من كان بعيدا ولا يسمع السلام فلا مانع من أن يشير بيده متلفظا بالسلام» [فتح الباري (11/ 19)]
* الأدب الثامن: مشروعية إرسال السلام إلى الغائب:
فعن أنس أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله، إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به قال: «ائت فلانا فإنه قد تجهز فمرض» فأتاه فقال: إن رسول الله يقرئك السلام، ويقول: «اعطني الذي تجهزت به» الحديث [صحيح مسلم (33)]
* الأدب التاسع: وجوب رد السلام إذا وصل من شخص غائب أو مكتوب في رسالة أو غيرها:
فعن أبي هريرة قال: جاء جبريل إلى النبي (ص) فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب» [صحيح البخاري (3820)] قالت: «إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته»
قال الحافظ: «يستفاد منه رد السلام على من أرسل السلام وعلى من بلغه» [فتح الباري (7/ 139)]
* الأدب العاشر: السلام علي من تعرف ومن لم تعرف:
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلا سأل النبي (ص): «أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [متفق عليه]
وفي ذلك تنبيه لكثير من المسلمين حول ظاهرة السلام المخصص بالصحبة والمعرفة، وبيان أن ذلك من الأخطاء الشائعة وخصوصا إذا كان المسلم عليه ممن لا يؤبه له في المجتمع إما لمكانته وإما لفقره، والسلام للمعرفة، والذي انتشر في زماننا هذا من علامات الساعة
فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص): «إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل، لا يسلم عليه إلا للمعرفة» [مسند أحمد (1/ 405)] "
هذه النقطة الأخيرة لا تصلح فى المدن حيث يقابل الإنسان فى طريقه آلافا مؤلفة خاصة عند خروج الناس من العمل أو الطلاب من المدارس أو خروج المصلين من المساجد وهو سيظل يتكلم لقيا السلام لمدة طويلة حتى يجف ريقه وكما سبق القول السلام واجب عند دخول البيوت
وحدثنا عن السلام على الأطفال فقال :
"السلام على الصبيان
في السلام على الصبيان تدريبهم على آداب الشريعة، وفيه طرح الأكابر رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب [فتح الباري (11/ 33)]
فعن أنس «أن رسول الله (ص) مر على غلمان فسلم عليهم» [صحيح مسلم (4/ 1708)]
وقد مر أنس على صبيان فسلم عليهم وقال: «كان النبي (ص) يفعله» [البخاري (6247)]
وعن ثابت بن أسلم عن أنس قال: «كان رسول الله (ص) يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم، ويمسح على رؤوسهم ويدعو لهم» [تحفة الأشراف (280)]
فما أحوج الدعاة والمربين إلى هذا السلوك القويم مع الأبناء لغرس روح المحبة والتواضع والثقة في نفوسهم "
هذا الكلام مطلوب تعليما للأطفال ثم قال:
"سلام الرجل على المرأة من محارمه وغيرها إذا أمنت الفتنة
* عن سهل بن سعد قال: «كانت فينا امرأة - وفي رواية:كانت لنا عجوز - تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة، وانصرفنا، نسلم عليها، فتقدمه إلينا» [البخاري (11/ 28، 29)]
* وعن أم هانئ (فاختة بنت أبي طالب) قالت: «أتيت النبي (ص) يوم الفتح وهو يغتسل، وفاطمة تستره بثوب، فسلمت » [مسلم (82)]
* وعن أسماء بنت يزيد قالت: «مر علينا النبي (ص) في نسوة فسلم علينا» [أبو داود (5204)]
وعند الترمذي: «أن رسول الله (ص) مر في المسجد يوما، وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم» [الترمذي (2698)] "
والنساء فى القرآن لا تدخل المساجد لقوله تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
ثم حدثنا عن النهي عن ابتداء الكافر بالسلام فقال :
"النهي عن ابتداء الكافر بالسلام
* عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» [مسلم (2167)]
والمراد: «لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيق إكراما لهم واحتراما، وليس المعنى: إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم؛ لأن ذلك أذى لهم، وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب» [فتح الباري (11/ 40)] "
الحديث لا يصح لأنه فيه إيذاء للقوم وهو يتعارض مع القول " من آذى ذميا فقد آذانى"
كما لا يصح لأن التشريع لا يكون لأهل دينين وإنما لكل الكفار ثم قال :
وقد أجاز بعض أهل العلم ابتداءهم بالسلام لحق الجوار والصحبة وغيره، فقد أخرج الطبري بسند صحيح عن علقمة قال: «كنت ردفا لابن مسعود، فصحبنا دهقان، فلما انشعبت له الطريق أخذ فيها، فأتبعه عبد الله بصره فقال: السلام عليكم، فقلت: ألست تكره أن يبدؤوا بالسلام؟ قال: نعم، ولكن حق الصحبة» [فتح الباري (11/ 41)]
* وعن أنس قال: قال رسول الله (ص): «إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» [متفق عليه]
* وعن أسامة «أن النبي (ص) مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين - عبده الأوثان واليهود - فسلم عليهم النبي (ص)» [متفق عليه] "
ومن ثم فإلقاء السلام على المعاهدين أولا لا إثم فيه