قراءة فى كتاب صرخة عانس..
المؤلف هو سالم العجمي وأما الموضوع فهو الكلام عن عنوسة بعض النساء وقد تساءل عن سبب كلامه فى الموضوع فقال:
"لماذا هذا الموضوع…؟
الحقيقة.. أنني على علم بأن موضوع هذه الرسالة غاية في الحساسية، وعلى درجة كبيرة من الخطورة، ومع ذلك فإنني على قناعة تامة بأن مثل هذا الموضوع يجب أن يطرق مرارا، وبأساليب مختلفة رزينة، تفي بالغرض، وتوضح الأسباب والآثار المترتبة عليه، لا سيما وأن كثيرا من الناس في غفلة عنه، ولم يقدروا له قدره.."
وقال أن أهم أسباب العنوسة هو الدراسة وعمل المرأة فقال:
"فقد تبين لي من خلال المعايشة أن "عمل المرأة ودراستها المتأخرة" من أعظم أسباب "العنوسة" ، وأكثرها تفشيا في وقتنا الحالي."
وبالقطع هذا كلام قد يصح فى مجتمع ولا يصح فى مجتمع أخر فإذا كان كلامه صحيحا فى بلد كالكويت فهو خاطىء فى بلد كمصر فمن أهم أسباب زواج المرأة فى مصر أمرين الأول أن يكون لديها مال ممثلا فى أرض أو غيرها والثانى أن يكون لديها وظيفة تقبض منها خاصة مع تفشى البطالة بين الرجال وقيام الحكومة بتعيين النساء على وجه الخصوص نتيجة تفوقهن الدراسى أو لأن الدولة تريد أن توظف من أكثر سماعا لكلامها
وتحدث عن أهم ما دفعه للكتاب فى الموضوع فقال :
"وقد كان وراء كتابتي حول هذا الموضوع دوافع عديدة؛أهمها: تلك الرسائل التي سطرتها صاحبات هذه المأساة، تملؤها الصرخات المدوية، وتحس وأنت تقرؤها بحشرجة صدور صاحباتها، ونبرة الحزن في حروفهن..
فمن قائلة:" أتوق إلى بيت وأسرة مثل باقي البنات .. أصبحت مثل الرجال في تحمل كل شيء، ولكن قلبي قلب طفل.. طالما بكيت بيني وبين نفسي حتى لا يرني أحد…"
وقائلة: " أصبحت كلمة " عانس" بمثابة الخنجر الذي يصيب صميم فؤادي.."
وأخرى يعبر عنها قول القائل:
فعبرت سور الأربعين ولم تزل
بي للطفولة عودة وصهيل
فعند ذلك لملمت أوراقي،وجمعت شتات فكري، وقصاصات الورق التي أحتفظ بها، وشرعت بكتابة هذه الرسالة، سائلا الأجر من الله وحده، ومستلهما الصواب منه؛"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
ورجائي أن لا يفهم من وراء نقلي لهذه الآهات والحسرات أنني أوردها من أجل التسلية والقراءة، أو من أجل التجريح، وإثارة الأشجان..
كلا وحاشا..
يعلم الله أنني ما كتبت ذلك إلا من اجل الاعتبار، وتجنب الأسباب التي تجر إلى الوقوع في هذه المعضلات، التي راح ضحيتها فتيات لا ينقصهن شيئا ليكن ربات بيوت لهن أزواج وأبناء، ويمارسن حياتهن كغيرهن من النساء، ولكن غلطة لم ينتبه لها، وسوء تقدير، وجهل في العاقبة، هو الذي أوصل إلى هذه الحال..
فكان لا بد من تناول الموضوع بجدية، لا سيما ممن يظن بهم الخير والحرص على حال إخوانهم وأخواتهم، واستشعار مآسيهم.. لأن الفاجر لا تهمه إلا نفسه وشهوته.. بل لعله يتمنى ويعمل جاهدا على تفشي هذه المشكلة، لما لها من دور عظيم في نشر الفساد والرذيلة، والمعصوم من عصمه الله تعالى."
ومما سبق نجد العجمى يبين أن خير ما يعبر عن المشكلة هى أقوال العوانس أنفسهن ومن ثم حاول نقل كلام فى الموضوع من هنا وهناك فقال:
"فهذه مقاطع أنقلها إبراء للذمة، وتصويرا للمأساة بما استطعت، وبحوادث واقعية، وإحساسا بحال أخوات لنا بعضهن أفصحن،وبعضهن كتمن، ولكن من عظم ما يحملن في قلوبهن من الهم والحزن نطق لسان حالهن.. فكن كما قال القائل:
عام وآخر والحرمان مركبتي
وفي دمي من رياح الشوق إعصار
ثقيلة هذه الأسرار أحملها
وربما تقتل الإنسان أسرار
قد افتضحت ولم أفصح فكيف إذا
صبابتي أفصحت وانثال إجهار؟
فلا المشوق له أمر على نظر
ولا تخبىء ذل الدمع أنظار
فهذا هو بالضبط حال أخوات لنا،ضن الموجه لهن وندر؛ في فترة مهمة من فترات العمر، فانخدعن بزيف الإدعاءات، ثم لم يفقن إلا على الحقيقة المرة.
فهل ننتظر أن تتوالى المآسي، وتنضم إليهن الضحايا فوجا بعد فوج..؟!
إذا فالواجب علينا أن نبين للناس ما غفلوا عنه، ونذكرهم بما نسوه، فإن الامر جد خطير.. إن لم يقم به عقلاء قوم، فستكون عواقبه وخيمة، ونتائجه فادحة..
نسأل الله اللطف بعباده، والوقاية من كل سوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه."
قطعا العجمى يتحدث عن المشكلة وكأن النساء العوانس هن سبب مشكلة العنوسى بينما الحقيقة تقول أن الحكومات القائمة هى سبب شيوعها أولا بسبب تركها توظيف الرجال وبسبب عملها على تشجيع النساء على العمل والدراسات العليا من خلال توظيف النساء وفى أحيات تخصص نسب معينة من الوظائف لهن كما أنها سبب أصيل فى عمل الكثير من النساء المطلقات والأرامل من خلال منع صرف معاشات لهن للقيام على أمور أسرهن
وطرح العجمى تساؤلات كان أولها عن عمل الفتاة ودراستها قبلها فقال :
"تساؤلات
هذه الفتاة التي ترفض الارتباط بزوج من أجل الدراسة.. أما توقفت قليلا لتفكر في عاقبتها ومآل أمرها؟.. هل وردت في ذهنها هذه التساؤلات؟..
أما قالت: وماذا سأفعل بعد الحصول على المؤهل العلمي.. وما الذي سأجنيه؟..
ماذا لو وصل عمري إلى الثلاثين أو الأربعين وأنا لم أتزوج؟..
هل ستحقق الشهادة لي الاستقرار الذي سأجده في الزواج؟..
هل ستسليني الشهادة في وحدتي؟.. هل ستغنيني عن الأمومة؟..إلى أين سآوي في زحمة الحياة إن لم يكن لي زوج يشاركني همومي ومشاكلي؟
كل هذه التساؤلات يجب أن تضعها الفتاة نصب عينيها فإنها إن لم تسأل نفسها هذه الأسئلة قبل الانخراط في زحمة الدراسة والعمل، فإن ذلك "نذير الخطر" ، ودليل الغفلة، ولكن قد لا تتكشف لها الحقائق إلا في وقت متأخر.. حين يذهب شبابها، ويذبل عودها، وتفقد كثيرا مما يرغب الرجال في الزواج منها..
مهلا.. فكري بتعقل…
عندما تنهي الفتاة دراستها الثانوية، وتلتحق بالدراسة الجامعية، فإن هذا يعتبر مؤشرا خطيرا وخيفا، وذلك أن بعض الفتيات ترفض الارتباط بزوج حتى تنهي دراستها الجامعية، وربما فكرت بالدراسات العليا.. وهذا يعني تقدمها في العمر إلى سن الخامسة والعشرين أو يزيد، على حسب التخصص الدراسي.. وذلك في وقت امتلأت فيه البيوت بصغيرات السن..
فهل تظن هذه الفتاة بأن فرصة الزواج بالنسبة لها مهيأة كما لو كانت وهي صغيرة؟.."
قطعا تخوف الرجل ىمن دراسة الفتاة فى الجامعات هو كلام غير مبرر فى مجتمع لا يحكم بحكم الله فالمفروض هو أن تدرس النساء ما يدرسه الرجال حتى إذا حدثت كوارث أو حروب أودت بحياة الكثير من الرجال أو جعلتهم ينضمون للمجاهدين منعا لهزيمة اخوانهم عملت النساء فى وظائف الرجال التى درسنها من قبل فالمسألة هى تخطيط دولة وقطعا فى دول المنطقة الكافرة وجميعها كافرة لأنها لا تحكم بحكم الله ى أحد يخطط لذلك وإنما يخططون لتمكين الأعداء من رقابنا بتوظيف النساء على وجه الخصوص
ونقل العجمة بعض أقوال العوانس فقال :
"قالت:
" لقد كنت في مقتبل عمري أحلم بذاك القدر العالي من التعليم، ولا أنكر أنني كنت احلم بالرغبة في أن أصبح أما وزوجة في المستقبل، ولكن كان التعليم عندي يسبق كل الأهداف، لدرجة أنني كنت أرفض الاعتراف برغبتي في الزواج..
وبقي الحال كذلك حتى حصلت على " الماجستير"، وانتهت رحلة المعاناة الدراسية، وبدأ القلق بتسرب إلى الاعماق، واستيقظت على الحقيقة، وهي أنني أصبحت أكثر رغبة في الزواج.. ومضت ست سنوات بعد تخرجي حتى تجاوزت الثلاثين من عمري، وهنا كانت الصدمة عندما جاء أحد الخطاب، والذي أنشد فيه مواصفاتي،ولكنه احتفظ لنفسه بهذا الحق.. حق وضع الشروط والمواصفات، وقد جمع حقائبه وانسحب حينما علم بعمري الحقيقي.. بل قالها صريحة: لا حاجة لي بامرأة لم يعد بينها وبين سن اليأس سوى القليل..
سمعت هذا لأدرك الهزيمة المرة، وأيقنت أنني دخلت في زمن " العنوسة" ، الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام من حين لآخر..
واليوم وبعد أن كنت أضع الشروط والمواصفات والمقاييس في فارس أحلامي، وكنت اتعالى يوم ذاك، بدأوا هم يضعون مقاييسهم في وجهي، وهو ما دفعني أن أفكر كثيرا في أن أشعل النار في جميع شهاداتي، التي أنستني كل العواطف، حتى فاتني القطار..
" بدأت أحمل في نفسي الحسرة على أبي الحنون، الذي لم يستعن بتجاربه في الحياة في تحديد مسار حياتي"..
نعم.. إن تعليمي قد زادني وعيا وثقافة، ولكن كلما ازددت علما وثقافة ازددت رغبة في أن أكون أما وزوجة.. لأنني أولا وأخيرا إنسانة.. والإنسان مخلوق على فطرته"."
هذا كلام مع صحته فهو حالة فردية لا تعبر عن أن العنوسة سببها الوحيد العلم والعمل
وتساءل العجمى فقال :
"هل التعليم الجامعي نقمة؟!!
بعض النساء وللأسف الشديد- رغم وصولها إلى سن متقدم- لا تريد أن تقدم ولو بعض التنازلات ، بل إنها تعيش في حلمها القديم، فتظن أنها لم تزل تلك الفتاة الصغيرة المرغوب فيها.. التي تضع الشروط لزوج المستقبل،فلا يملك الرجل سوى التسليم..
وهذا خطأ.. فيجب أن تفهم أن تلك الفترة التي كانت تعيشها.. تحولت وتبدلت، وأن ترضى بالواقع، وتعلم أنها في وقت لا تملك فيه إلا أن تتنازل عن المواصفات التي وضعتها للرجل الذي تريد الارتباط به.
فالتنازل في هذا الموضع ممدوح، فهو من أجل الحصول على غاية أكبر وفائدة أعظم، ولا يستغرب هذا ، فإن هذه سنة الله التي لا تتبدل..
فقد يكون الإنسان يوما من الأيام يملك زمام الأمور في مسألة ما، وفي يوم آخر لا يملك سوى التنازل عنها أو عن بعضها..
ولأنها إن لم تفعل ذلك،وتوافق على رجل يحمل بعض المواصفات، فلعلها تضطر في وقت من الأوقات أن توافق على أي رجل ، ولو لم يحمل أدنى المواصفات، من اجل أن تهرب من الوحدة والخوف على ما بقي من العمر..وهذا لأن لكل فترة ما يناسبها، ولا يتصور في مثل هذا الموضوع أن المرحلة التي ستقدم عليها هي خير من التي تعيش فيها.. إلا أن يشاء الله .
قالت:
" أنا جامعية، حاصلة على " الماجستير"، وعلى قدر طيب من الجمال والخلق والذكاء، لم يتقدم لي إنسان من وجهة نظري مناسب.. ولم أكن أحب الارتباط برجل متزوج، وهم من تقدموا لي..
وفجأة مات أبي وامي في عام واحد؛ وأصبحت يتيمة، وكل أخوتي متزوجون، وأصبحت مأزقا لهم جميعا، فلا أحد يرحب بوجود الأخت والزوجة في مكان واحد.
المهم.. تقدم لي خاطب، خال من كل ميزة، فوجدت نفسي أهرب من الوحدة، ومن لقب عانس، الذي كنت أسمعه بنفسي، وفي مكان عملي، ومن الرجال والنساء..
وتزوجت.. وإذا بي أعيش جحيما حقيقيا؛وأنا المتعلمة الجميلة الذكية جدا، في البيت قبل العمل، بشهادة زوجي في لحظات الصفاء.
وهو –بالمناسبة- يضربني ويركلني، ويشتمني أحيانا، ويعلم أنني بلا مأوى، ولا أب ولا أم، ولا أعمام يسألون عني، ومضطرة إلى الاحتمال، فأبنائي خمسة، سيرثون التعاسة لا محالة.
فهل التعليم الجامعي نقمة…؟!""
كما قلت هذه حالة أيضا فردية مع كونها تزوجت ومن ثم لا يصح القول عن أنها حالة عانس وإنما مشكلة أخرى وهى تخلف الزج فى معاملة زوجته بسبب إحساسه بالنقص تجاه تعليمها
وتحدث عن عمل النساء فقال :
"امرأة .. مع وقف التنفيذ…
الوظيفة هي الشق الآخر المكمل للدراسة، ولا ينفك أحدهما عن الآخر غالبا.
فبعض النساء أول ما تفكر فيه بعد التخرج أن تعمل؛وهنا يبدأ محور جديد..
فبعضهن يعرض الخطاب عن الارتباط بها لأنها تعمل في وظيفة اختلاطية تضم الرجال والنساء معا؛وفي كثير من المجتمعات التي لا زالت تحتفظ بأصالتها لا يرتضي الرجل لنفسه أن يتزوج بامرأة كسرت حاجز الحياء وتخطته.
وبعض النساء ترفض الارتباط برجل من أجل أن تحقق طموحاتها في مجال مهنتها؛وقد لا تتحقق هذه الطموحات إلا بعد أن تخسر كل شيء..
قالت:"لم أشعر بان العمر يجري مني بسرعة كبيرة..
ما زلت أتذكر اليوم الذي تخرجت فيه من الجامعة لأزاول مهنتي ووظيفتي، التي اخترت دراستها بالجامعة، ومع معترك الوظيفة والعمل وجدت نفسي أشرف على أبواب الثالثة والثلاثين من العمر دون أدنى إحساس بكوني امرأة.
اعتقدت أني أستطيع تحقيق التوازن المطلوب، ولكن في لحظة شعرت بحاجتي إلى الاستقرار وبأهمية أن تكون لي حياتي الخاصة.. وتحولت نظرتي من السطحية في أمور الزواج إلى نظرة واقعية تجاه الحياة، فالبحث عن بعض التغيير أمر طبيعي، ولكن أن نأمل في تغيير كامل.. هذا هو المستحيل بعينه..
قد تكون من في سني تزوجت وكونت أسرة.. وقد يأتي يوما ما النصيب؛وذلك بيد الله سبحانه وحده.
ففي العشرين من العمر نسيت أني امرأة عندما رفضت الزواج وتكوين أسرة وأطفال.. وفي الثلاثين من العمر نسيت أني امرأة، عندما كنت أنا البادئة في طلب الزواج.. فهل فعلا نسيت أني امرأة؟..
وهل من حقي ان أطالب بالزواج؟"..
التوقيع: امرأة مع وقف التنفيذ..
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها
عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
وأذكر أيام الصبى ثم انثني
على كبدي من خشية أن تصدعا
لا يعرف الجرح إلا من به ألم..
إنه مما لا شك فيه أن الإنسان لو تكلم في أي موضوع كان.. لا يستطيع تصويره كما يصوره من عايشه،لا سيما إذا كانت هذه المعايشة معاناة، فإنك ستجد أكثر الناس صدقا في وصفها من ذاق مرارتها وآلامها.
ولذا فإني أنقل لأخواتي هذه الحكاية، التي تحكيها إحدى النساء، تجسد فيها صدق المعاناة.. وإن بها لعبرة:
…" وقفت أستاذة جامعية أمام طلبتها وطالباتها، تلقي خطبة الوداع بمناسبة استقالتها من التدريس؛فقالت: ها أنا قد بلغت الستين من عمري، وصلت فيها إلى أعلى المراكز..نجحت وتقدمت في كل سنة من سنوات عمري، وحققت عملا كبيرا في المجتمع كل دقيقة في يومي كانت تأتي علي بالربح ، حصلت على شهرة كبيرة، وعلى مال كثير.
أتيحت لي الفرصة أن أزور العالم كله، ولكن هل أنا سعيدة الآن بعد أن حققت كل هذه الانتصارات؟!
لقد نسيت في غمرة انشغالي في التدريس والتعليم، والسفر والشهرة، أن أفعل ما هو أهم من ذلك كله بالنسبة للمرأة..
نسيت أن أتزوج وأن أنجب أطفالا وأن أستقر، إنني لم أتذكر ذلك إلا عندما جئت لأقدم استقالتي، شعرت في هذه اللحظة أنني لم أفعل شيئا في حياتي، وأن أجد كل الجهد الذي بذلته طوال هذه السنوات قد ضاع هباء.
سوف أستقيل، ويمر عام أو اثنان على استقالتي، وبعدها ينساني الجميع في غمرة انشغالهم بالحياة.. ولكن لو كنت تزوجت وكونت أسرة كبيرة لتركت أثرا كبيرا وأحسن في الحياة..
إن وظيفة المرأة هي أن تتزوج وتكون أسرة، وأي مجهود تبذله غير ذلك لا قيمة له في حياتها بالذات..
إني أنصح كل طالبة أن تضع هذه المهام أولا في اعتبارها"..
وقديما قيل:
شيئان لو بكت الدماء عليهما
عيناي حتى يؤذنا بذهابي
لم يقضيا المعشار من حقيهما
فقد الشباب وفرقة الأحباب
ماذا عسانا أن نفعل…؟
إذا تأملت ما مضى وأمعنت النظر فيه جيدا، تبين لك جليا تلك النتائج التي وصلت إليها كثير من النساء.. فإن كنت ولي أمر إحداهن فاحذر أن تخطئ التقدير، وعليك بالتوجيه.. فبعض الرجال يظن أنه إن لم يتدخل في حياة ابنته- ولو بشكل لائق- أن ذلك من باب العطف والإحسان، وأن لا يفرض عليها ما لا تريد..
وهذا خطأ.. فإن الفتاة إذا بقيت من غير زواج، فإن ذلك لا يعني أنها تتحمل المسئولية لوحدها.. بل إن ولي الأمر يحمل نصيبا من ذلك..
وهذا ليس من وجهة نظر عامة الناس الذين لا شأن لهم بالموضوع، بل إنه من وجهة نظر الفتاة نفسها، وقد مضى ما يدل على هذا المقصود.
وكلمة أتوجه بها إلى أختي فأقول:
قد علمت يقينا ما وقع لأخوات لك بسبب سوء التقدير، وعدم وضع الأمور في نصابها الصحيح، فجلسن يتأوهن من الجراح، ويندبن أحوالهن، ونحن لم نسق ذلك إلا لتعرفي خطورة الأمر فتجتنبي الأسباب المؤدية إليه.
فإن كنت في مأمن- الآن – فاحمدي الله، واحذري أن تقعي فيما وقعن فيه، فإن الأيام تركض، والعمر قصير..
وهذه الدار لاتبقى على أحد
ولا يدوم على حال لها شان
فإذا تقدم لك الكفء.. فإياك أن تقدمي الدراسة أو الوظيفة على الزواج، فوالله إن كل ذلك لا يساوي شيئا بالنسبة للاستقرار والعفة والأمومة..
فإن كنت لا بد فاعلة.. فتزوجي أولا حتى لا تفوتي على نفسك الفرصة..
ثم بعد ذلك إن رأيت من الزوج موافقة على دراستك أو وظيفتك؛إذا كانت محاطة بالحدود الشرعية من غير اختلاط ولا فساد؛فهذا أمر راجع له، ويقضى بينكما، وإن لم يوافق فلن تخسري شيئا.
فمصلحة كونك زوجة لا تقارن بمفسدة جلوسك من غير زواج ربما إلى سن خطيرة وحرجة لا تستطيعين حينها أن تختاري من تشائين، وبالمواصفات التي تريدين.."
قطعا السبب فى عدم زواج النساء العاملات الرئيسى إن وجد فى مجتمع ما -لأنه كما قلت فى مجتمعات الفقر كمصر وتونس والجزائر ستجد العكس وهو بحث الرجال عن زواج المرأة العاملة كى تساعد الرجال فى الإنفاق – هو الحكومات فلو كنا فى دولة المسلمين لكان أصحاب الوظائف العليا من الرجال هم القدوة بزواج العوانس فالقاضى لابد أن يضرب المثل لأهله بلده هو والوالى بأن يتزوج كل منهم مطلقة وأرملة ومعاقة مع زوجته الأولى حتى يقوم البعض بزواج العوانس لأى سبب وهذا الكلام ليس ضرب من الخيال وإنما هى حلول يجب أن يسعى المسلمون لعملها فالنساء نساءهم وليسوا نساء غيرهم وهم مسئولون عن حل تلك المشكلة
وحاول العجمى توجيه النصح للنساء العوانس فقال :
"وإن كانت قارئة هذه الرسالة من أخواتنا اللاتي ابتلين بالجلوس من غير زواج إلى سن متقدمة..
فأوصيهن أولا:بالصبر فإنه مفتاح كل خير؛قال تعالى:"وبشر الصابرين.الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا لله راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". سورة البقرة، الآيات(155-157)
وأوصيهن ثانيا: بالتنازل عن بعض الشروط اللاتي وضعنها ولا يردن التزحزح عنها، فإن ذلك صعب، ولكل حال مقال.
ولعله يتساءل متسائل فيقول: ولماذا اخترت هذا السبب فقط، وهناك الكثير من الأسباب لم تتعرض لها..؟
فأقول : إنني اخترت هذا السبب بالذات لأنه هو المنتشر في أوساطنا في الوقت الحالي، وهو من أعظم الأسباب تأثيرا من وجهة نظري الخاصة والتي قد يشاركني فيها الكثير.. وإذا أردت التأكد فيكفيك نظرة واحدة إلى الجامعات والكليات والمعاهد.. لتجد أن نسبة كبيرة منهن لم يزلن من غير زواج ..
فالموضوع خطير لا يساويه أي سبب.."
وأخبرنا العجمى بأنه تحدث أسباب العنوسة فى كتيب أخر فقال :
"ومع ذلك .. فإنني قد تناولت أسباب العنوسة برسالة مستقلة مطبوعة، بعنوان:
" وقفة قبل ضياع العمر"؛ ذكرت فيها الأسباب الرئيسة لهذه المشكلة المستعصية..فليراجعها من شاء غير مأمور؛فهي مهمة في هذا الباب إن شاء الله تعالى.
أخيرا..
لتعلم أخيتي الكريمة –على وجه الخصوص- أنني لم أكتب ذلك تجريحا وتوبيخا، ولكن يعلم الله أنني ما كتبته إلا من دافع حرصي عليها.. أن تفقد ركنا من أعظم الأركان التي تقوم عليها الحياة الهانئة"
الحل الأمثل للقضاء على العنوسة هو أن تقوم رئاسة كل بلدة باحصاء العوانس من النساء والعوانس من الرجال وتحاول تزويجهم ببعض فإن تبقى عدد منهم بلا زواج فعلى ولاة الأمر فى البلدة كأميرها والقاضى أن يتزوجوا من عدد من العوانس ليضربوا المثل للعديد من الرجال كى يقوموا بالزواج من بقية العوانس
ومن أجل هذا ينبغى على القاضى تسجيل أسماء العوانس فى سجل خاص بهن ويبحث لهن عن طرق لتزويجهن مثل إيجاد أعمال لهن فى المؤسسات مع الرجال حتى يصبحن معروفات فتحدث لهن بعض فرص الزواج ومثل أن ينصح بعض الأزواج أن يتزوجوا منهن خاصة من لديه زوجة مريضة أو معاقة
المؤلف هو سالم العجمي وأما الموضوع فهو الكلام عن عنوسة بعض النساء وقد تساءل عن سبب كلامه فى الموضوع فقال:
"لماذا هذا الموضوع…؟
الحقيقة.. أنني على علم بأن موضوع هذه الرسالة غاية في الحساسية، وعلى درجة كبيرة من الخطورة، ومع ذلك فإنني على قناعة تامة بأن مثل هذا الموضوع يجب أن يطرق مرارا، وبأساليب مختلفة رزينة، تفي بالغرض، وتوضح الأسباب والآثار المترتبة عليه، لا سيما وأن كثيرا من الناس في غفلة عنه، ولم يقدروا له قدره.."
وقال أن أهم أسباب العنوسة هو الدراسة وعمل المرأة فقال:
"فقد تبين لي من خلال المعايشة أن "عمل المرأة ودراستها المتأخرة" من أعظم أسباب "العنوسة" ، وأكثرها تفشيا في وقتنا الحالي."
وبالقطع هذا كلام قد يصح فى مجتمع ولا يصح فى مجتمع أخر فإذا كان كلامه صحيحا فى بلد كالكويت فهو خاطىء فى بلد كمصر فمن أهم أسباب زواج المرأة فى مصر أمرين الأول أن يكون لديها مال ممثلا فى أرض أو غيرها والثانى أن يكون لديها وظيفة تقبض منها خاصة مع تفشى البطالة بين الرجال وقيام الحكومة بتعيين النساء على وجه الخصوص نتيجة تفوقهن الدراسى أو لأن الدولة تريد أن توظف من أكثر سماعا لكلامها
وتحدث عن أهم ما دفعه للكتاب فى الموضوع فقال :
"وقد كان وراء كتابتي حول هذا الموضوع دوافع عديدة؛أهمها: تلك الرسائل التي سطرتها صاحبات هذه المأساة، تملؤها الصرخات المدوية، وتحس وأنت تقرؤها بحشرجة صدور صاحباتها، ونبرة الحزن في حروفهن..
فمن قائلة:" أتوق إلى بيت وأسرة مثل باقي البنات .. أصبحت مثل الرجال في تحمل كل شيء، ولكن قلبي قلب طفل.. طالما بكيت بيني وبين نفسي حتى لا يرني أحد…"
وقائلة: " أصبحت كلمة " عانس" بمثابة الخنجر الذي يصيب صميم فؤادي.."
وأخرى يعبر عنها قول القائل:
فعبرت سور الأربعين ولم تزل
بي للطفولة عودة وصهيل
فعند ذلك لملمت أوراقي،وجمعت شتات فكري، وقصاصات الورق التي أحتفظ بها، وشرعت بكتابة هذه الرسالة، سائلا الأجر من الله وحده، ومستلهما الصواب منه؛"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
ورجائي أن لا يفهم من وراء نقلي لهذه الآهات والحسرات أنني أوردها من أجل التسلية والقراءة، أو من أجل التجريح، وإثارة الأشجان..
كلا وحاشا..
يعلم الله أنني ما كتبت ذلك إلا من اجل الاعتبار، وتجنب الأسباب التي تجر إلى الوقوع في هذه المعضلات، التي راح ضحيتها فتيات لا ينقصهن شيئا ليكن ربات بيوت لهن أزواج وأبناء، ويمارسن حياتهن كغيرهن من النساء، ولكن غلطة لم ينتبه لها، وسوء تقدير، وجهل في العاقبة، هو الذي أوصل إلى هذه الحال..
فكان لا بد من تناول الموضوع بجدية، لا سيما ممن يظن بهم الخير والحرص على حال إخوانهم وأخواتهم، واستشعار مآسيهم.. لأن الفاجر لا تهمه إلا نفسه وشهوته.. بل لعله يتمنى ويعمل جاهدا على تفشي هذه المشكلة، لما لها من دور عظيم في نشر الفساد والرذيلة، والمعصوم من عصمه الله تعالى."
ومما سبق نجد العجمى يبين أن خير ما يعبر عن المشكلة هى أقوال العوانس أنفسهن ومن ثم حاول نقل كلام فى الموضوع من هنا وهناك فقال:
"فهذه مقاطع أنقلها إبراء للذمة، وتصويرا للمأساة بما استطعت، وبحوادث واقعية، وإحساسا بحال أخوات لنا بعضهن أفصحن،وبعضهن كتمن، ولكن من عظم ما يحملن في قلوبهن من الهم والحزن نطق لسان حالهن.. فكن كما قال القائل:
عام وآخر والحرمان مركبتي
وفي دمي من رياح الشوق إعصار
ثقيلة هذه الأسرار أحملها
وربما تقتل الإنسان أسرار
قد افتضحت ولم أفصح فكيف إذا
صبابتي أفصحت وانثال إجهار؟
فلا المشوق له أمر على نظر
ولا تخبىء ذل الدمع أنظار
فهذا هو بالضبط حال أخوات لنا،ضن الموجه لهن وندر؛ في فترة مهمة من فترات العمر، فانخدعن بزيف الإدعاءات، ثم لم يفقن إلا على الحقيقة المرة.
فهل ننتظر أن تتوالى المآسي، وتنضم إليهن الضحايا فوجا بعد فوج..؟!
إذا فالواجب علينا أن نبين للناس ما غفلوا عنه، ونذكرهم بما نسوه، فإن الامر جد خطير.. إن لم يقم به عقلاء قوم، فستكون عواقبه وخيمة، ونتائجه فادحة..
نسأل الله اللطف بعباده، والوقاية من كل سوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه."
قطعا العجمى يتحدث عن المشكلة وكأن النساء العوانس هن سبب مشكلة العنوسى بينما الحقيقة تقول أن الحكومات القائمة هى سبب شيوعها أولا بسبب تركها توظيف الرجال وبسبب عملها على تشجيع النساء على العمل والدراسات العليا من خلال توظيف النساء وفى أحيات تخصص نسب معينة من الوظائف لهن كما أنها سبب أصيل فى عمل الكثير من النساء المطلقات والأرامل من خلال منع صرف معاشات لهن للقيام على أمور أسرهن
وطرح العجمى تساؤلات كان أولها عن عمل الفتاة ودراستها قبلها فقال :
"تساؤلات
هذه الفتاة التي ترفض الارتباط بزوج من أجل الدراسة.. أما توقفت قليلا لتفكر في عاقبتها ومآل أمرها؟.. هل وردت في ذهنها هذه التساؤلات؟..
أما قالت: وماذا سأفعل بعد الحصول على المؤهل العلمي.. وما الذي سأجنيه؟..
ماذا لو وصل عمري إلى الثلاثين أو الأربعين وأنا لم أتزوج؟..
هل ستحقق الشهادة لي الاستقرار الذي سأجده في الزواج؟..
هل ستسليني الشهادة في وحدتي؟.. هل ستغنيني عن الأمومة؟..إلى أين سآوي في زحمة الحياة إن لم يكن لي زوج يشاركني همومي ومشاكلي؟
كل هذه التساؤلات يجب أن تضعها الفتاة نصب عينيها فإنها إن لم تسأل نفسها هذه الأسئلة قبل الانخراط في زحمة الدراسة والعمل، فإن ذلك "نذير الخطر" ، ودليل الغفلة، ولكن قد لا تتكشف لها الحقائق إلا في وقت متأخر.. حين يذهب شبابها، ويذبل عودها، وتفقد كثيرا مما يرغب الرجال في الزواج منها..
مهلا.. فكري بتعقل…
عندما تنهي الفتاة دراستها الثانوية، وتلتحق بالدراسة الجامعية، فإن هذا يعتبر مؤشرا خطيرا وخيفا، وذلك أن بعض الفتيات ترفض الارتباط بزوج حتى تنهي دراستها الجامعية، وربما فكرت بالدراسات العليا.. وهذا يعني تقدمها في العمر إلى سن الخامسة والعشرين أو يزيد، على حسب التخصص الدراسي.. وذلك في وقت امتلأت فيه البيوت بصغيرات السن..
فهل تظن هذه الفتاة بأن فرصة الزواج بالنسبة لها مهيأة كما لو كانت وهي صغيرة؟.."
قطعا تخوف الرجل ىمن دراسة الفتاة فى الجامعات هو كلام غير مبرر فى مجتمع لا يحكم بحكم الله فالمفروض هو أن تدرس النساء ما يدرسه الرجال حتى إذا حدثت كوارث أو حروب أودت بحياة الكثير من الرجال أو جعلتهم ينضمون للمجاهدين منعا لهزيمة اخوانهم عملت النساء فى وظائف الرجال التى درسنها من قبل فالمسألة هى تخطيط دولة وقطعا فى دول المنطقة الكافرة وجميعها كافرة لأنها لا تحكم بحكم الله ى أحد يخطط لذلك وإنما يخططون لتمكين الأعداء من رقابنا بتوظيف النساء على وجه الخصوص
ونقل العجمة بعض أقوال العوانس فقال :
"قالت:
" لقد كنت في مقتبل عمري أحلم بذاك القدر العالي من التعليم، ولا أنكر أنني كنت احلم بالرغبة في أن أصبح أما وزوجة في المستقبل، ولكن كان التعليم عندي يسبق كل الأهداف، لدرجة أنني كنت أرفض الاعتراف برغبتي في الزواج..
وبقي الحال كذلك حتى حصلت على " الماجستير"، وانتهت رحلة المعاناة الدراسية، وبدأ القلق بتسرب إلى الاعماق، واستيقظت على الحقيقة، وهي أنني أصبحت أكثر رغبة في الزواج.. ومضت ست سنوات بعد تخرجي حتى تجاوزت الثلاثين من عمري، وهنا كانت الصدمة عندما جاء أحد الخطاب، والذي أنشد فيه مواصفاتي،ولكنه احتفظ لنفسه بهذا الحق.. حق وضع الشروط والمواصفات، وقد جمع حقائبه وانسحب حينما علم بعمري الحقيقي.. بل قالها صريحة: لا حاجة لي بامرأة لم يعد بينها وبين سن اليأس سوى القليل..
سمعت هذا لأدرك الهزيمة المرة، وأيقنت أنني دخلت في زمن " العنوسة" ، الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام من حين لآخر..
واليوم وبعد أن كنت أضع الشروط والمواصفات والمقاييس في فارس أحلامي، وكنت اتعالى يوم ذاك، بدأوا هم يضعون مقاييسهم في وجهي، وهو ما دفعني أن أفكر كثيرا في أن أشعل النار في جميع شهاداتي، التي أنستني كل العواطف، حتى فاتني القطار..
" بدأت أحمل في نفسي الحسرة على أبي الحنون، الذي لم يستعن بتجاربه في الحياة في تحديد مسار حياتي"..
نعم.. إن تعليمي قد زادني وعيا وثقافة، ولكن كلما ازددت علما وثقافة ازددت رغبة في أن أكون أما وزوجة.. لأنني أولا وأخيرا إنسانة.. والإنسان مخلوق على فطرته"."
هذا كلام مع صحته فهو حالة فردية لا تعبر عن أن العنوسة سببها الوحيد العلم والعمل
وتساءل العجمى فقال :
"هل التعليم الجامعي نقمة؟!!
بعض النساء وللأسف الشديد- رغم وصولها إلى سن متقدم- لا تريد أن تقدم ولو بعض التنازلات ، بل إنها تعيش في حلمها القديم، فتظن أنها لم تزل تلك الفتاة الصغيرة المرغوب فيها.. التي تضع الشروط لزوج المستقبل،فلا يملك الرجل سوى التسليم..
وهذا خطأ.. فيجب أن تفهم أن تلك الفترة التي كانت تعيشها.. تحولت وتبدلت، وأن ترضى بالواقع، وتعلم أنها في وقت لا تملك فيه إلا أن تتنازل عن المواصفات التي وضعتها للرجل الذي تريد الارتباط به.
فالتنازل في هذا الموضع ممدوح، فهو من أجل الحصول على غاية أكبر وفائدة أعظم، ولا يستغرب هذا ، فإن هذه سنة الله التي لا تتبدل..
فقد يكون الإنسان يوما من الأيام يملك زمام الأمور في مسألة ما، وفي يوم آخر لا يملك سوى التنازل عنها أو عن بعضها..
ولأنها إن لم تفعل ذلك،وتوافق على رجل يحمل بعض المواصفات، فلعلها تضطر في وقت من الأوقات أن توافق على أي رجل ، ولو لم يحمل أدنى المواصفات، من اجل أن تهرب من الوحدة والخوف على ما بقي من العمر..وهذا لأن لكل فترة ما يناسبها، ولا يتصور في مثل هذا الموضوع أن المرحلة التي ستقدم عليها هي خير من التي تعيش فيها.. إلا أن يشاء الله .
قالت:
" أنا جامعية، حاصلة على " الماجستير"، وعلى قدر طيب من الجمال والخلق والذكاء، لم يتقدم لي إنسان من وجهة نظري مناسب.. ولم أكن أحب الارتباط برجل متزوج، وهم من تقدموا لي..
وفجأة مات أبي وامي في عام واحد؛ وأصبحت يتيمة، وكل أخوتي متزوجون، وأصبحت مأزقا لهم جميعا، فلا أحد يرحب بوجود الأخت والزوجة في مكان واحد.
المهم.. تقدم لي خاطب، خال من كل ميزة، فوجدت نفسي أهرب من الوحدة، ومن لقب عانس، الذي كنت أسمعه بنفسي، وفي مكان عملي، ومن الرجال والنساء..
وتزوجت.. وإذا بي أعيش جحيما حقيقيا؛وأنا المتعلمة الجميلة الذكية جدا، في البيت قبل العمل، بشهادة زوجي في لحظات الصفاء.
وهو –بالمناسبة- يضربني ويركلني، ويشتمني أحيانا، ويعلم أنني بلا مأوى، ولا أب ولا أم، ولا أعمام يسألون عني، ومضطرة إلى الاحتمال، فأبنائي خمسة، سيرثون التعاسة لا محالة.
فهل التعليم الجامعي نقمة…؟!""
كما قلت هذه حالة أيضا فردية مع كونها تزوجت ومن ثم لا يصح القول عن أنها حالة عانس وإنما مشكلة أخرى وهى تخلف الزج فى معاملة زوجته بسبب إحساسه بالنقص تجاه تعليمها
وتحدث عن عمل النساء فقال :
"امرأة .. مع وقف التنفيذ…
الوظيفة هي الشق الآخر المكمل للدراسة، ولا ينفك أحدهما عن الآخر غالبا.
فبعض النساء أول ما تفكر فيه بعد التخرج أن تعمل؛وهنا يبدأ محور جديد..
فبعضهن يعرض الخطاب عن الارتباط بها لأنها تعمل في وظيفة اختلاطية تضم الرجال والنساء معا؛وفي كثير من المجتمعات التي لا زالت تحتفظ بأصالتها لا يرتضي الرجل لنفسه أن يتزوج بامرأة كسرت حاجز الحياء وتخطته.
وبعض النساء ترفض الارتباط برجل من أجل أن تحقق طموحاتها في مجال مهنتها؛وقد لا تتحقق هذه الطموحات إلا بعد أن تخسر كل شيء..
قالت:"لم أشعر بان العمر يجري مني بسرعة كبيرة..
ما زلت أتذكر اليوم الذي تخرجت فيه من الجامعة لأزاول مهنتي ووظيفتي، التي اخترت دراستها بالجامعة، ومع معترك الوظيفة والعمل وجدت نفسي أشرف على أبواب الثالثة والثلاثين من العمر دون أدنى إحساس بكوني امرأة.
اعتقدت أني أستطيع تحقيق التوازن المطلوب، ولكن في لحظة شعرت بحاجتي إلى الاستقرار وبأهمية أن تكون لي حياتي الخاصة.. وتحولت نظرتي من السطحية في أمور الزواج إلى نظرة واقعية تجاه الحياة، فالبحث عن بعض التغيير أمر طبيعي، ولكن أن نأمل في تغيير كامل.. هذا هو المستحيل بعينه..
قد تكون من في سني تزوجت وكونت أسرة.. وقد يأتي يوما ما النصيب؛وذلك بيد الله سبحانه وحده.
ففي العشرين من العمر نسيت أني امرأة عندما رفضت الزواج وتكوين أسرة وأطفال.. وفي الثلاثين من العمر نسيت أني امرأة، عندما كنت أنا البادئة في طلب الزواج.. فهل فعلا نسيت أني امرأة؟..
وهل من حقي ان أطالب بالزواج؟"..
التوقيع: امرأة مع وقف التنفيذ..
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها
عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
وأذكر أيام الصبى ثم انثني
على كبدي من خشية أن تصدعا
لا يعرف الجرح إلا من به ألم..
إنه مما لا شك فيه أن الإنسان لو تكلم في أي موضوع كان.. لا يستطيع تصويره كما يصوره من عايشه،لا سيما إذا كانت هذه المعايشة معاناة، فإنك ستجد أكثر الناس صدقا في وصفها من ذاق مرارتها وآلامها.
ولذا فإني أنقل لأخواتي هذه الحكاية، التي تحكيها إحدى النساء، تجسد فيها صدق المعاناة.. وإن بها لعبرة:
…" وقفت أستاذة جامعية أمام طلبتها وطالباتها، تلقي خطبة الوداع بمناسبة استقالتها من التدريس؛فقالت: ها أنا قد بلغت الستين من عمري، وصلت فيها إلى أعلى المراكز..نجحت وتقدمت في كل سنة من سنوات عمري، وحققت عملا كبيرا في المجتمع كل دقيقة في يومي كانت تأتي علي بالربح ، حصلت على شهرة كبيرة، وعلى مال كثير.
أتيحت لي الفرصة أن أزور العالم كله، ولكن هل أنا سعيدة الآن بعد أن حققت كل هذه الانتصارات؟!
لقد نسيت في غمرة انشغالي في التدريس والتعليم، والسفر والشهرة، أن أفعل ما هو أهم من ذلك كله بالنسبة للمرأة..
نسيت أن أتزوج وأن أنجب أطفالا وأن أستقر، إنني لم أتذكر ذلك إلا عندما جئت لأقدم استقالتي، شعرت في هذه اللحظة أنني لم أفعل شيئا في حياتي، وأن أجد كل الجهد الذي بذلته طوال هذه السنوات قد ضاع هباء.
سوف أستقيل، ويمر عام أو اثنان على استقالتي، وبعدها ينساني الجميع في غمرة انشغالهم بالحياة.. ولكن لو كنت تزوجت وكونت أسرة كبيرة لتركت أثرا كبيرا وأحسن في الحياة..
إن وظيفة المرأة هي أن تتزوج وتكون أسرة، وأي مجهود تبذله غير ذلك لا قيمة له في حياتها بالذات..
إني أنصح كل طالبة أن تضع هذه المهام أولا في اعتبارها"..
وقديما قيل:
شيئان لو بكت الدماء عليهما
عيناي حتى يؤذنا بذهابي
لم يقضيا المعشار من حقيهما
فقد الشباب وفرقة الأحباب
ماذا عسانا أن نفعل…؟
إذا تأملت ما مضى وأمعنت النظر فيه جيدا، تبين لك جليا تلك النتائج التي وصلت إليها كثير من النساء.. فإن كنت ولي أمر إحداهن فاحذر أن تخطئ التقدير، وعليك بالتوجيه.. فبعض الرجال يظن أنه إن لم يتدخل في حياة ابنته- ولو بشكل لائق- أن ذلك من باب العطف والإحسان، وأن لا يفرض عليها ما لا تريد..
وهذا خطأ.. فإن الفتاة إذا بقيت من غير زواج، فإن ذلك لا يعني أنها تتحمل المسئولية لوحدها.. بل إن ولي الأمر يحمل نصيبا من ذلك..
وهذا ليس من وجهة نظر عامة الناس الذين لا شأن لهم بالموضوع، بل إنه من وجهة نظر الفتاة نفسها، وقد مضى ما يدل على هذا المقصود.
وكلمة أتوجه بها إلى أختي فأقول:
قد علمت يقينا ما وقع لأخوات لك بسبب سوء التقدير، وعدم وضع الأمور في نصابها الصحيح، فجلسن يتأوهن من الجراح، ويندبن أحوالهن، ونحن لم نسق ذلك إلا لتعرفي خطورة الأمر فتجتنبي الأسباب المؤدية إليه.
فإن كنت في مأمن- الآن – فاحمدي الله، واحذري أن تقعي فيما وقعن فيه، فإن الأيام تركض، والعمر قصير..
وهذه الدار لاتبقى على أحد
ولا يدوم على حال لها شان
فإذا تقدم لك الكفء.. فإياك أن تقدمي الدراسة أو الوظيفة على الزواج، فوالله إن كل ذلك لا يساوي شيئا بالنسبة للاستقرار والعفة والأمومة..
فإن كنت لا بد فاعلة.. فتزوجي أولا حتى لا تفوتي على نفسك الفرصة..
ثم بعد ذلك إن رأيت من الزوج موافقة على دراستك أو وظيفتك؛إذا كانت محاطة بالحدود الشرعية من غير اختلاط ولا فساد؛فهذا أمر راجع له، ويقضى بينكما، وإن لم يوافق فلن تخسري شيئا.
فمصلحة كونك زوجة لا تقارن بمفسدة جلوسك من غير زواج ربما إلى سن خطيرة وحرجة لا تستطيعين حينها أن تختاري من تشائين، وبالمواصفات التي تريدين.."
قطعا السبب فى عدم زواج النساء العاملات الرئيسى إن وجد فى مجتمع ما -لأنه كما قلت فى مجتمعات الفقر كمصر وتونس والجزائر ستجد العكس وهو بحث الرجال عن زواج المرأة العاملة كى تساعد الرجال فى الإنفاق – هو الحكومات فلو كنا فى دولة المسلمين لكان أصحاب الوظائف العليا من الرجال هم القدوة بزواج العوانس فالقاضى لابد أن يضرب المثل لأهله بلده هو والوالى بأن يتزوج كل منهم مطلقة وأرملة ومعاقة مع زوجته الأولى حتى يقوم البعض بزواج العوانس لأى سبب وهذا الكلام ليس ضرب من الخيال وإنما هى حلول يجب أن يسعى المسلمون لعملها فالنساء نساءهم وليسوا نساء غيرهم وهم مسئولون عن حل تلك المشكلة
وحاول العجمى توجيه النصح للنساء العوانس فقال :
"وإن كانت قارئة هذه الرسالة من أخواتنا اللاتي ابتلين بالجلوس من غير زواج إلى سن متقدمة..
فأوصيهن أولا:بالصبر فإنه مفتاح كل خير؛قال تعالى:"وبشر الصابرين.الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا لله راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". سورة البقرة، الآيات(155-157)
وأوصيهن ثانيا: بالتنازل عن بعض الشروط اللاتي وضعنها ولا يردن التزحزح عنها، فإن ذلك صعب، ولكل حال مقال.
ولعله يتساءل متسائل فيقول: ولماذا اخترت هذا السبب فقط، وهناك الكثير من الأسباب لم تتعرض لها..؟
فأقول : إنني اخترت هذا السبب بالذات لأنه هو المنتشر في أوساطنا في الوقت الحالي، وهو من أعظم الأسباب تأثيرا من وجهة نظري الخاصة والتي قد يشاركني فيها الكثير.. وإذا أردت التأكد فيكفيك نظرة واحدة إلى الجامعات والكليات والمعاهد.. لتجد أن نسبة كبيرة منهن لم يزلن من غير زواج ..
فالموضوع خطير لا يساويه أي سبب.."
وأخبرنا العجمى بأنه تحدث أسباب العنوسة فى كتيب أخر فقال :
"ومع ذلك .. فإنني قد تناولت أسباب العنوسة برسالة مستقلة مطبوعة، بعنوان:
" وقفة قبل ضياع العمر"؛ ذكرت فيها الأسباب الرئيسة لهذه المشكلة المستعصية..فليراجعها من شاء غير مأمور؛فهي مهمة في هذا الباب إن شاء الله تعالى.
أخيرا..
لتعلم أخيتي الكريمة –على وجه الخصوص- أنني لم أكتب ذلك تجريحا وتوبيخا، ولكن يعلم الله أنني ما كتبته إلا من دافع حرصي عليها.. أن تفقد ركنا من أعظم الأركان التي تقوم عليها الحياة الهانئة"
الحل الأمثل للقضاء على العنوسة هو أن تقوم رئاسة كل بلدة باحصاء العوانس من النساء والعوانس من الرجال وتحاول تزويجهم ببعض فإن تبقى عدد منهم بلا زواج فعلى ولاة الأمر فى البلدة كأميرها والقاضى أن يتزوجوا من عدد من العوانس ليضربوا المثل للعديد من الرجال كى يقوموا بالزواج من بقية العوانس
ومن أجل هذا ينبغى على القاضى تسجيل أسماء العوانس فى سجل خاص بهن ويبحث لهن عن طرق لتزويجهن مثل إيجاد أعمال لهن فى المؤسسات مع الرجال حتى يصبحن معروفات فتحدث لهن بعض فرص الزواج ومثل أن ينصح بعض الأزواج أن يتزوجوا منهن خاصة من لديه زوجة مريضة أو معاقة