نقد كتاب التربية البدنية في المدارس النسائية
مؤلف الكتاب هو محمد بن عبد الله الهبدان وهو يدور حول إقرار مادة التربية البدنية في مدارس البنات وفى مقدمته قال:
"أما بعد:فقد تباينت وجهات النظر في مسألة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات ما بين مؤيد ورافض ، وأصبحنا على مفترق طرق في هذه القضية ،وحيث كثر الجدل فيها ومدى شرعية هذا الأمر رأيت أن أكتب للقراء ما يجلي لهم حكم إدخال هذه المادة في مدارس البنات "
استهل الرجل الكتاب بالمنافع العائدة على المجتمع من إدخال التربية البدنية لمدارس البنات فقال:
الفصل الأول المصالح المرجوة من إدخال التربية البدنية
من خلال إطلاعي على ما كتب تبين أن هناك عدة مصالح في نظر المؤيدين من خلالها طالب من طالب بإدخال التربية البدنية في مدارس البنات ، فمن تلك المصالح :
المصلحة الأولى : ( تهيئة المرأة لتقوم بدورها في الجهاد وحماية مقدسات الأمة وأرض الوطن ومما قالوه في ذلك : ( المرأة قديما مما توفر لنا من معلومات في التاريخ الإسلامي كانت تشارك في المعارك لنشر الإسلام والدفاع عنه ولم يمنعها الدين فهي الفارسة التي دافعت عن رسول الله وجرحت وطعنت لإعلاء كلمة الله )
والجواب :
أولا : أن هذا منسوخ لما جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن سعيد بن عمرو القرشي أن أم كبشة امرأة من بني عذرة قضاعة قالت : يا رسول الله ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا ، قال : لا ، قالت : يا رسول الله إني لست أريد أن أقاتل إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض أو أسقي المريض ، فقال : «لولا أن تكون سنة ويقال فلانة خرجت لأذنت لك ولكن اجلسي ».فهذا الحديث يفيد أن المرأة لا تشارك حتى في سقاية الجرحى ومداواة المرضى فهل يبقى بعد هذا لقائل مقال ؟!!
ثانيا : لقد حرص نساء الصحابة أن يتقلدن دور الجهاد الذي أنيط بكاهل الرجل طمعا في الأجر ؛ فجاء التوجيه النبوي لهن كما يلي : عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت النبي (ص)في الجهاد فقال : « جهادكن الحج » رواه البخاري ، وعن عائشة قالت قلت : يا رسول الله ألا نخرج فنجاهد معك فإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد ، قال :« لا ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور "» رواه النسائي
قال ابن بطال : ( دل حديث عائشة على أن الجهاد غير واجب على النساء ، ولكن ليس في قوله : (جهادكن الحج ) أنه ليس لهن أن يتطوعن بالجهاد ) ، بل إن بقائها في بيتها وحفظها لعفافها تدرك بهذا فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى لحديث أنس بن مالك قال : جئن النساء إلى رسول الله - (ص)- فقلن يا رسول الله : ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله أفما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله فقال رسول الله - (ص)- « مهنة إحداكن في البيت تدرك به عمل المجاهدين في سبيل الله »
ثالثا : ما ورد من قتال بعضهن : إنما كان في بداية الإسلام وعلى سبيل الضرورة والدفاع عن النفس أو الدفاع عن رسول الله (ص) كما جاء عن أنس أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا فكان معها فرآها أبو طلحة فقال يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر ، فقال لها رسول الله (ص)ما هذا الخنجر ؟ قالت : اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه ، فجعل رسول الله (ص)يضحك .." رواه مسلم والضرورة كما هو معلوم تقدر بقدرها .
رابعا : ثم أين الجهاد الذي يحتج بمشاركة المرأة فيه في هذا الزمان والله المستعان ، ولو ارتفعت راية الجهاد لولى هؤلاء الكتاب ومن ظاهرهم النفاق الأدبار ، كما قال الله تعالى عن أسلافهم : { ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }
ثم إذا كان هناك حرص على إعداد المرأة للجهاد فلماذا لا نسأل أنفسنا ما هي الأولويات بالعناية في هذا المجال والأكثر أثرا والأسرع في تحقيق الهدف ، هل الرياضة في هذا الصدد أولى من إعلام محافظ يربي المرأة ؟!! ومحاضن تربوية تعدها الإعداد الحقيقي للجهاد ؟!! وهل الرياضة أولى من مضاعفة الجهد في حرب التغريب وحملات التخريب ومقاومة كل ما يسعى لإفساد المرأة ؟!!
وأخيرا ... هل التربية الرياضة للبنين قد أعدت شبابنا للجهاد ؟!!"
ناقش الهبدان المصلحة الأولى التى قالتها أجهزة التعليم فى بلده لادخال التربية البدنية مدارس البنات وبين أن جهاد النساء فى القتال كان لضرورة وعدد المشاركات كان قليلا جدا وذلك بسبب عدد توافر عدد من الرجال وقلة أموال المسلمين وتساءل سؤالا فى محله وهو أن التربية البدنية للبنين لم تحقق الهدف الجهادى فهل تحققه للبنات وقد صدق فيما قال لن القائمون على التعليم فى بلاد المنطقة بأوامر من الحكام يركزون على الهيافات وهى ممارسة ألأعاب كرة القد واليد والطائرة والسلة وأحيانا ألعاب القوى والأهم هو إعداد الفتيان والفتيات للاستعراضات الراقصة التى يعرضونها أمام المسئولين متناسين قوله تعالى " وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" ثم حدثنا عن العقل والجسم فقال:
المصلحة الثانية : أن الرياضة لها أثرها الكبير في عقل الإنسان وفكره .
"ومما قالوه في ذلك قولهم ( جميعنا يعرف أن العقل السليم في الجسم السليم ..والتي لا تقتصر على الرجال فقط .. )
والجواب : هذه المقولة يرددها الكثير ،ولكن لو تأملها ذوو العقل السليم لعرفوا أن فيها بعض المغالطة للحقيقة ، وليست قاعدة ثابتة ، فكم من أناس أجسامهم هزيلة ، وأبدانهم عليلة ومع ذلك عقولهم تزن أمة ؟ وماذا نفعت الأجسام وصحة الأبدان أولئك المجانين الذين امتلأت المشافي بهم ؟ لو أن أحدهم وكزك بيده لقضى عليك ؟وهل صحة أجسام البغال والحمير زادت من عقولها ؟! ألم يضرب الله مثلا لليهود بأسوأ من الحمار في بلادته : { كمثل الحمار يحمل أسفارا } ولو استنطقنا التاريخ ليحدثنا عن أناس استطاعوا ـ بفضل الله ـ أن يحولوا عجزهم قدرة ،ونقصهم عطاء فأصبحوا يعدون قمما سامقة ، ومنارات عالية لحدثنا عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود فقد كان قصير القامة ، كانت قامته طول الرجل أثناء قعوده ، وكان الصحابة يعجبون من دقة ساقيه ، فهل عاش بدون عقل !! نظرا لقصر قامته وخفة وزنه ، عجبا لمن يهرف بما لا يعرف !!
ولحدثنا التاريخ أيضا عن الإمام عطاء بن أبي رباح التابعي الجليل فقد كان ـ رحمه الله ـ أعور ، أشل ، أفطس ، أعرج ، أسود ،ثم عمي وقطعت يده مع عبدالله بن الزبير هكذا قال عنه مترجموه ولكن ماذا قالوا عن علمه وجلالته يقول أبو جعفر : ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء ، وقال علي بن المديني سمعت بعض أهل العلم يقول : كان ثقة فقيها عالما كثير الحديث .
وكم من العلماء في قديم الدهر وحديثه من فقد بصره وعمي في صغره وما ضره ذلك فإذا هو العالم الذي يشار إليه بالبنان ،كالشيخ الإمام محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية سابقا ، والشيخ العلامة عبد العزيز بن باز مفتى المملكة العربية السعودية ، وسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وغيرهم كثير وترى منهم الخطيب المصقع الذي يزمجر على أعواد المنابر فتصل كلماته سويداء القلوب كأمثال الشيخ عبد الحميد كشك فعجبا لمن يتكلم بما لا يعلم ، ويهذي بما لا يدري !! يقول الشاعر :
فرب ضرير قاد جيلا إلى العلا
وقائده في السير عود من الشجر
وكم من كفيف في الزمان مشهر
لياليه أوضاح وأيامه غرر
ومن الأمثلة أيضا التي تدل على ضعف هذه القاعدة ما نراه من أحمد ياسين منظم حركة حماس فهو رجل مشلول شللا كليا ومع ذلك هو يدير أمة ويحرك شعبا !!
وقد قرأت مقالا في المجلة العربية تحت عنوان ( الصاعدون إلى القمة بلا قدم ) ذكر صاحب المقال أمثلة رائعة لأناس غدوا معاقين بالمفهوم الدارج ، ..من هؤلاء الشاب الإيرلندي ( كريستوفر كولان ) البالغ من العمر 22 عاما الذي فاز بجائزة الكتاب في بريطانيا لعام 1987م ..وقد حضر حفل تكريمه أكثر من أربعمائة أديب بريطاني ، وهل ستندهش إذا قلت لك أن الشاب أصم وأبكم لا يتكلم ومشلول ، ...هل سمعت عن حكاية شابين معاقين في مصر وهما توأمان ولدا مشلولين ولم يمنعهما الشلل من أن يذهب كل منهما إلى الدراسة في كرسي بعجلات وقد تفوقا في الدراسة وحصلا على النجاح في الجامعة بامتياز مع مرتبة الشرف وحصل كل منهما على الدكتوراه مع التقدير وصارا عضوين في هيئة التدريس بالجامعة هناك ؟! ) "
ناقش الهبدان مقولة العقل السليم فى الجسم السليم فبين أنها مقولة خاطئة فالعقول السليمة تتواجد فى أجسام عليلة وقد أفلح فيما ضرب من أمثلة ثم حدثنا عن الهدف الثالث وهو علاج السمنة فقال:
"المصلحة الثالثة : إدخال التربية البدنية من أجل الحد من ارتفاع نسبة البدانة بين الفتيات.
والجواب : من عدة وجوه :
أولا : هل نفعت حصة التربية البدنية البنين في الحد من ظاهرة السمنة ؟الواقع يثبت عدم ذلك ،بل الملاحظ ارتفاع نسبة السمنة في صفوف الشباب ، ( إحدى الدراسات أظهرت أن 52% من البالغين في المملكة يعانون من البدانة، ويعاني منها أيضا 18% من المراهقين و15% من الأطفال دون سن المدرسة!!!) . وأي أثر لحصة لا تتجاوز الساعة إلا ربع في الأسبوع الواحد ؛ في الحد من هذه السمنة .
ثانيا : مسيرة التعليم في هذه البلاد وضعت قبل ما يزيد على خمسين عاما ، وهذا الارتفاع في ظاهرة السمنة لم تظهر إلا في الآونة الأخيرة مما يدل على أن الخطة الدراسية لمدارس التعليم لا علاقة لها بارتفاع هذه النسبة .
ثالثا : إن من أسباب ظهور حالات السمنة هي :
ـ وجود الخادمات في المنزل مما سبب الخمول والكسل ..ـ كثرة تناول الطعام ؛ يقول النبي (ص): « ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، فإذا كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه » رواه أحمد
رابعا : يمكن أن تمارس المرأة الرياضة في بيتها ...
خامسا : هل هناك دراسات تثبت حالة ارتفاع السمنة بين الطالبات ؛ فهذه دعوى مجردة والدعاوى إن لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء"
وأفلح الهبدان فيما قاله فالرياضة البدنية فى المدارس لا تعالج المشكلة لأن علاج المشكلة يحتاج لتعاون البيئات التى تتواجد فيها الفتيات كلها وليس المدرسة التى تمثل جزء ضئيلا من العلاج لن الحصص زمنها لا يتعدى الساعتين أسبوعيا وفى الفصل الثانى استعرض المفاسد المتوقعة من وجود التربية البدنية فى مدارس البنات فقال:
الفصل الثاني المفاسد المتوقعة على حصة التربية البدنية:
هناك مفاسد عديدة من جملتها :
1 ـ خلع ملابسها في المدرسة ولبسها لملابس الرياضة وهذا يخالف ما روي عن النبي (ص)من قوله : « ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى »رواه أبو داود .
2 ـ قد تسبب زوال أو ضعف الحياء لدى الطالبة ، خاصة وهي تلبس تلك الملابس أمام زميلاتها وجمال المرأة هو في حيائها .
3 ـ قد تكون هذه الحصة عاملا مساعدا في انتشار ظاهرة الإعجاب المتزايدة في مدارس البنات...
4 ـ من المعلوم أنه لن يشارك جميع الطالبات في ممارسة الرياضة كما هو الحاصل عند الطلاب مما يساعد على كثرة الأحاديث الجانبية بين الطالبات وربما دارت أحاديث الإغراء والفساد وترويج لبعض الأفكار والأرقام والتشجيع عليها في تلك الفترة والتي لا يمكن للمدربة أن تراقب الجميع .
5 ـ إن اعتماد مادة التربية البدنية في مدارس البنات هو البذرة الأولى للمشروع الرياضي النسائي الكبير ، على غرار المجتمعات الغربية ،والعربية المتغربة ، إذ سيتبع ذلك وبشكل متسارع الرياضة في التعليم العالي ، حيث تفتح التخصصات والكليات التي تعنى بتخريج المدربات والمعلمات للرياضة البدنية وغير البدنية ، ثم يتبع ذلك إقامة البطولات المدرسية والجامعية ..
6 ـ الاسترجال ؛ فدخول حصة التربية البدنية قد يفقد الفتاة أنوثتها ورقتها ويميل بها إلى الصلابة وطبيعة الرجال ، عن ابن عباس قال :« لعن رسول الله (ص)المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء »
7 ـ من سيتولى تدريب الطالبات ؟ هل ستكون من أهل هذا البلد ؟ وإن كان كذلك ؛ فما مدى خبرتها ؟!!وهل عندنا العدد الكافي للقيام بهذه المهمة ؟!! وإن كانت من بلد آخر فما مدى تمسكها بآداب الإسلام وشعائره خاصة ونحن ندرك وضع المجتمعات الأخرى ومدى التساهل في قضية العورات وكشفها فهل من الأمانة أن يتولى بنات المسلمين أمثال تلك النسوة ؟!!
8 ـ إرهاق أولياء الأمور بالمصروفات المالية ، فالفتاة تحتاج إلى ملابس رياضية والأبناء كذلك ،علما أن الفتاة شديدة الاهتمام بلباسها ومظهرها ، وحالة الناس اليوم إلى الضعف والفقر أقرب منها إلى حالة الغنى واليسر .
9ـ توسع الفتيات في ممارسة الرياضة يسبب لهن عواقب سيئة على صحتهن ؛ يتمثل باضطراب الحيض ونقص الخصوبة ، كما يؤثر على كثافة العظام ...
10ـ قد تصور الفتاة وهي بلباس الرياضة أو أحيانا وهي تنزع لباسها لتلبس ملابس الرياضة ...وربما مورس مع الفتاة المصورة الضغط عليها لتخرج مع شاب أو تفضح بهذه الصورة نسأل الله تعالى السلامة والعافية .
11 ـ لبس الطالبة لملابس ضيقة أو شفافة أو قصيرة ؛ مما يتحقق عليها الوعيد الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): « صنفان من أهل النار لم أرهما ..وذكر : « ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا »
12 ـ قد تصاب الطالبة بالعين ، فقد تكون رشيقة البدن ، جميلة المنظر ، فإذا رأتها غيرها قد تصيبها بالعين ، والعين حق ، وهذا أمر لا يقلل من شأنه ، ولا يستهان بأمره ( أخرج البزار من حديث جابر بسند حسن عن النبي (ص)قال : « أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس » قال الراوي :يعني بالعين ) .
13 ـ إرسال بعثات إلى خارج البلاد إما للتدريب أو للمباريات أو لغير ذلك كما هو الحاصل في الدول العربية الأخرى ، فيحصل في ذلك الإخلال بقضية السفر بلا محرم ، إضف إلى ذلك الاختلاط مع الرجال الأجانب والذي جاءت النصوص الكثيرة ببيان حرمته .
14 ـ إرهاق ميزانية الدولة دون أن يكون له الأثر الكبير ، فستنفق أموال على المدربات وعلى أدوات الرياضة وعلى تهيئة المدارس لممارسة مختلف أنواع الرياضة ونحوها من العقبات الموجودة الآن .."
وما قاله الرجل من المفاسد هو كلام صحيح فى معظمه إلا حكاية العين فلا وجود لهذا الحسد العينى لأن الحسد كله نفسى كما قال تعالى " جسدا من عند أنفسهم" ثم حدثنا الرجل عما حدث للبلاد التى أقرت فيها التربية البدنية للبنات فقال:
واقع مؤلم :
لقد سبقت هذه البلاد بلاد أخرى في إدخال التربية البدنية في مدارس البنات ، وحصل فيها من الصور المؤلمة ، والأحداث المؤسفة ، ما يتفطر له قلب الغيور ، ويعلم علما يقينيا أننا لسنا بمعزل عن هذا الواقع ، وأن تلك المجتمعات ربما جاءتها وعود بعدم حصول تلك المخاطر ولكنها وقعت وحصلت ، خاصة إذا علمنا أن ما نتحدث عنه الآن تطالب به المنظمات الغربية والتي تدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة ،فهل نتصور أنهم سيقفون عند حد إدخال هذه المادة لتؤدى الطالبات تمارين سويدية فقط ؟!! أم سيتطور الأمر إلى وجود مباريات وتصفيات وأندية ومنتخبات. فنسأل الله تعالى أن يكفينا إياهم بما يشاء ؟!
الواقع يثبت أنهم لن يكتفوا بإدخال التربية البدنية في المدارس فقط وإليك نموذج على ذلك : ذكر الأديب الكبير علي الطنطاوي في ذكرياته (8/270) أنه سبق أن درس في مدارس البنات في بداية تعليم الرجال للنساء ..وفي ذات يوم حصل له موقف قال فيه : ( ..حتى سمعت يوما وأنا ألقي درسي أصواتا ألتفت بلا شعور إلى مصدرها ، فإذا أربعون من الطالبات في درس الرياضة وهن يلبسن فيه ما لا يكاد يستر من نصفهن الأدنى إلا أيسره ، وكن في وضع لا أحب ولا أستجيز أن أصفه فهو أفظع من أن يوصف ..)
...وأما عن واقع التربية البدنية للنساء في العراق :
فيقول صاحب كتاب ( الأسس الحديثة للتربية الرياضية النسوية ) : ( بعض المنجزات الرياضية للمرأة العراقية بعد ثورة 17 ـ 30 تموز :
يمكن تلخيص أهم المنجزات الرياضية ..بالنقاط التالية :
1 ـ إرسال الفتيات إلى الخارج للتدريب والتعليم ضمن البعثات وتشجيعهن للتخصص في مجال التربية الرياضية .
2 ـ دعم المرأة في ممارسة أنواع وفعاليات التربية الرياضية كافة من خلال المشاركة في التدريبات والمسابقات جنبا إلى جنب الرجل .
3 ـ مشاركة الطالبات في المدارس والجامعات في درس التربية الرياضية في المسابقات والفرق الرياضية المختلفة إلى جانب المشاركة في العروض والمهرجانات الرياضية المدرسية والجامعية.
4 ـ تأثير كليات الرياضية وأقسامها في القطر حيث إن الفتاة العراقية تدرس في هذه الكليات جنبا إلى جنب مع الفتيان للتخصص بالتربية الرياضية .
5 ـ المشاركة في الاتحادات الرياضية وحتى في تركيب اللجنة الأولمبية لقيادة الحركة الرياضية في القطر إلى جانب إخوانهن من الملاكات المتخصصة . ) ..."
وما قاله الرجل صحيح ولكنه لم يقدم الحلول لتلك المفاسد إلا فى الفصل التالى فقال:
"الفصل الثالث البدائل المناسبة:
1ـ القيام بالأعمال الرياضية المناسبة للمرأة داخل منزلها. والمكتبات الإسلامية تزخر بالكتب التي يمكن الاستفادة منها في بعض التمارين الرياضية المهمة للمرأة .
مع العلم أن المرأة مطالبة بأعمال كثيرة جدا في بيتها قد تأخذ وقتها كاملا، ...وقال الباحث موئيل سيرز : ( لقد أظهر البحث الذي أجريناه أنه على المدى البعيد النساء اللواتي يبدأن ممارسة التمارين الرياضية في أجوائهن المنزلية لكون ذلك يناسبهن أكثرهن أكثر احتمالا للاستمرار ببرنامج التمارين والمحافظة على خفة الوزن ، من اللواتي يتجهن إلى الأندية الرياضية ) ...
فهذه دراسات ميدانية حقيقية أجريت على شريحة من المجتمع وتبين من خلالها الحق من الباطل ـ والحق حق ـ فكيف إذا شهدت به الأعداء ، ولكن كما قال الله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }
2 ـ إذا كانت المرأة ترغب في رياضية المشي فيوجد الآن في الأسواق الآت للمشي عليها يمكن للمرأة الاستفادة منها ووضعها في المنزل فتحقق بذلك رغبتها وهي في قعر بيتها بدون مضايقات المعاكسين ولا أضرار الشمس ولا غير ذلك وهي في أثناء ذلك يمكنها أن تستمع إلى شريط هادف فتجمع بذلك بين مصلحتين التربية البدنية والتربية العقلية والنفسية .
3ـ الاستغناء عن الخادمات والقيام بالأعمال المنزلية ومزاولتها لما لها من الأثر الفعال على جسم المرأة كما تقدم إثبات ذلك من خلال الدراسات التي أجريت .
4 ـ الاعتدال في الطعام والشراب فتصيب منهما ما تقيم به صلبها ، ويحفظ عليها صحتها ونشاطها ولياقة جسمها ، مستهدية بقول الله تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } وبقول النبي - (ص)- وهديه في الاعتدال بالطعام والشراب : : « ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، فإذا كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه » رواه أحمد وبقول عمر : ( إياكم والبطنة في الطعام والشراب ، فإنها مفسدة للجسد ، مورثة للسقم ، مكسلة عن الصلاة ، وعليكم بالقصد فيهما ، فإنه أصلح للجسد ، وأبعد عن السرف ، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين ، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه ")
5 ـ لمزاولة رياضة المشي يمكن أن تزاولها في منزلها ـ إن كان متسعا ـ فإن لم يكن كذلك فيمكن مزاولتها في المنتزهات البرية البعيدة عن المدينة ، والبعيدة عن مضايقة الفضوليين.
6 ـ المواظبة على صيام النوافل إذا كانت بلا زوج ، وإذا كانت ذات زوج فلا تصوم وهو شاهد إلا بإذنه .
7 ـ الصلاة ؛ فكما أنها عبادة فهي تعد كما ذكره أهل الاختصاص رياضة نافعة للإنسان ، فالمرأة إذا أدت هذه العبادة جمعت بين الحسنيين ."
والرجل أفلح فى تقديم وجهة نظره من حيث ممارسة التربية البدنية فى البيت وأما فى المدارس فلم يقدم البديل وهو :
أولا أن مدارس البنات لابد أن يكون كل من يعمل من الموظفين من أقلهم وهم العمال حتى أكبرهم وهو المدير لابد أن يكن من النساء
ثانيا ممارسة الحصة فى صالات أو ملاعب مقفلة تماما جدران وسقف بحيث لا يرى من حول المدرسة إحداهن وهى تمارس التربية البدنية وكذلك لا يراها الناس من فوق من الطائرات وأمثالها
ثالثا أن تكون الألعاب التى تمارسها البنات مفيدة لهن فى بيوتهن وليس ألعاب الكرة والاستعراضات ثم حدثنا الهبدان عن حكم الشرع فى المسألة فقال:
"الفصل الرابع الحكم الشرعي لإدخال التربية البدنية:
إذا علم ما تقدم تبين أن إدخال مادة التربية البدنية في مدارس البنات لا يجوز لما يلي :
1ـ روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): « صنفان من أهل النار لم أرهما ..وذكر : « ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا »
ووجه الدلالة من الحديث : أن الفتيات في حصة التربية البدنية سيرتدين ملابس إما أن تكون ضيقة تحدد حجم الأعضاء أو تكون قصيرة أو شفافة فتدخل في هذا الوعيد الشديد الذي أخبر عنه النبي (ص)في هذا الحديث ،.... 2 ـ ما رواه أبو داود عن أبي المليح رحمه الله قال : دخل نسوة من أهل الشام على عائشة فقالت : ممن أنتن ؟ قلن من أهل الشام ، قالت : لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات ؟ قلن : نعم ، قالت : أما أني سمعت رسول الله (ص)يقول : « ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى »ولا شك أن الطالبة في المدرسة تحتاج إلى نزع ثيابها لأداء الحركات بخفة وسهولة .
3 ـ حديث ابن عباس قال : لعن رسول الله (ص)المخنثين من الرجال ،والمترجلات من النساء"رواه البخاري .
وجه الدلالة من الحديث : أن المرأة التي تمارس أنواع الرياضة الموجودة الآن في العالم العربي والغربي تخالف فطرتها وأنوثتها وتتشبه بالرجال في لباسهم وهيئاتهم وأخلاقهم وتصرفاتهم مما يعني دخولها في هذا الوعيد..
4 ـ القاعدة الشرعية تقول : ( درء المفسدة الراجحة مقدم على جلب المصلحة المرجوحة ) وهي من مقاصد الشريعة ، وصورتها : إذا رجحت المفسدة على المصلحة في الشيء الواحد يجب تقديم درء المفسدة ، وتغليب حكمها على جلب المصلحة ، وهذه القاعدة متفق عليها بين أهل العلم دون خلاف ، ....ولو سلمنا بوجود مصالح في التربية البدنية للفتيات إلا أننا بالنظر إلى ما يترتب عليها من مفاسد نجده أضعافا مضاعفة بالنسبة لتلكم المصالح القليلة النسبية التي لا تكاد تذكر ، لأن مفاسدها قد بلغت من الخطورة ما لا ينكره عاقل ممن يستطيع أن يفرق بين التمرة والجمرة !! خاصة مع وجود البدائل المناسبة .
5 ـ ومن الأدلة قاعدة ( سد الذرائع ) وقد أجمعت الأمة على سد الذرائع ، والذريعة ما أفضى إلى الحرام ، وكذلك ما كان مظنة للحرام...ولا يخفى ما عليه واقع التربية البدنية في المجتمعات المسلمة ولذا يقال بالمنع سدا للذريعة المفضية إلى الحرام ..فمن يضمن أن يتوقف الأمر على هذه الحصة فقط ؟!! ، ومن يضمن أن هذه الحصة خالية من المحاذير الشرعية ؟ ومن يضمن ألا تصور بنات المسلمين وهن يلبسن ملابس الرياضة وتنشر صورهن في مجامع الفجار وأراذل الخلق ؟ ...
6ـ من القواعد الشرعية قاعدة : ( يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام ) فيجوز للإمام أن يجبر من أحدث في الطريق العام ما يضره بإزالته وإن كان فيه ضرر عليه دفعا للضرر العام ، وكذا يقال في مادة التربية البدنية ..يتحمل الضرر الخاص وهو عدم الحركة لدى شريحة محدودة من الطالبات لدفع الضرر العام وهو ما سيحصل من مفاسد في إقرارها ، علما أنه لن يكون هناك حتى الضرر الخاص لأن الفتاة يمكن أن تمارس الحركة والتمارين المناسبة في بيتها "
ما قاله الهبدان فيه أخطاء وهيتم تلاشيه كله بالحل الذى قدمته من حيث كون المدرسة موظيفها من النساء كلهم من المبدأ وحتى المنتهى وممارسة الحصة فى صالات مغلقة أو ملاعب مسقفة مقفلة فهذا يمنع كل ما قاله الهبدان من المفاسد وأما حكاية أن خلع المرأة ملابسها فى غير بيتها هتك للسر بينها وبين الله فخبل يتعارض مع أن الله سمح لها أن تدخل بيوت كثيرة وتخلع ملابسها وتكشف بعض عوراتها كبيت أبيها وأخيها وأولاد أخواتها وإخوانها وأجدادها وجداتها وهو ما جاء فى سورة النور وسورة الأحزاب ثم حدثنا عن الشبهات فى الموضوع فقال:
الفصل الخامس شبهات حول الحكم الشرعي
الشبهة الأولى : قولهم ( لقد وجه رسولنا (ص) تعليم أولاد المسلمين السباحة والرماية وركوب الخيل )
والجواب :
أولا : الآثار التي تفيد هذا المعنى هي :
أ ) ما أخرجه البيهقي في الشعب 6/401 عن أبي رافع أن رسول الله - (ص)- قال :« حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية وأن لا يرزقه إلا طيبا » والحديث ضعيف ،وقد أورده الألباني في ضعيف الجامع الصغير (2732) .
ب ) عن بكر بن عبدالله بن الربيع الأنصاري أن رسول الله - (ص)- قال : « علموا أبناءكم السباحة والرماية ، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل ، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك » أورده السيوطي في الجامع الصغير ( فيض القدير (4/327) وعزاه لابن مندة في المعرفة و رمز له بالحسن والصواب بطلان الحديث كما قال الذهبي في الميزان (2/231) : ( خبر باطل ) وضعفه العجلوني في كشف الخفاء (2/68) والألباني في ضعيف الجامع (3726)
ج ) عن ابن عمر مرفوعا : « علموا أبناءكم السباحة والرمي والمرأة المغزل »رواه البيهقي في الشعب 6/401 وقال : به عبيد العطار منكر الحديث .وقال الألباني في ضعيف الجامع ص546 : ضعيف جدا.
د ) عن جابر مرفوعا : « علموا بنيكم الرمي فإنه نكاية العدو » رواه الديلمي في مسنده ، قال الألباني في ضعيف الجامع ص546 : موضوع
هـ ) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال عمر إلى أبي عبيد أن علموا صبيانكم العوم ، ومقاتلتكم الرمي ..» الحديث رواه ابن حبان (13/401) ورقمه (6037) وصححه وحسنه الأرنؤوط
ثانيا : من خلال هذا العرض السريع للآثار تبين :
أ ـ ضعف ما رفع إلى النبي - (ص)- ولم يصح منها شيئا .
ب ـ صحة ما ورد عن عمر وهو موقوف عليه .
ج ـ لو سلمنا صحة الأحاديث فإننا لا نسلم صحة الاستدلال بها لأن كلام النبي - (ص)- موجه إلى الأبناء دون البنات فقال :« علموا أبناءكم » والابن يراد به الذكر ومما يؤكد ذلك قوله في عقب الحديث : « ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل » وهكذا الآثار الباقية . لكن قد يعكر على هذا الاستدلال الحديث الأول لأن الولد يشمل الذكر والأنثى ، فيجاب عن ذلك : بأنه يجب حمل المطلق الذي هو ( أولادكم ) على المقيد الذي هو ( أبناءكم ) حسب القاعدة الأصولية المشهورة ، كما يؤكد ذلك تفسير عمر السابق في قوله ( صبيانكم ) وأيضا يؤكد ذلك واقع سلف الأمة الذين عرف عنهم شدة تمسكهم واتباعهم .
د ـ نحن لا نمانع أن تتعلم المرأة السباحة والرماية ونحوها مما يفيد إذا تولى هذا الأمر محرمها ؛ فإن كلام عمر ـ المتقدم ـ كان موجها إلى أولياء الأمور من آباء وأمهات فكل هذه الأمور مما يحتاجه الجميع ، ولكن يمكن أن تتعلمه المرأة بدون أن نحتاج إلى إدخال هذه المادة في مدارس البنات كما ذكرناه في البدائل"
وما قاله الرجل فى سند الروايات كلام صحيح ولكن المفهوم وهو قصر الرياضة على الذكور هو أمر خاطىء فالفائدة متحققة كما قال هو نفسه عندما اقترح ممارسة البنات للرياضة فى بيوتهن ثم قال:
"الشبهة الثانية : قولهم (ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة أنها كانت مع رسول الله (ص)في سفر فسابقته فسبقته ويمكننا على هذا أن نقيس أن مسابقة في الجري وهو لا شك نوع من الرياضة لم يمنعه أو يحرمه الإسلام للمرأة )
والجواب : نعم لم يحرمه الإسلام وهذا باتفاق العلماء إذا كان بلا عوض ، وقبل الخوض في التفاصيل لابد أن نعرف حديث عائشة الذي استدل به صاحب هذه الشبهة :روى الإمام أحمد في مسنده )عن عائشة قالت خرجت مع النبي (ص)في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك "
ومن خلال الحديث تتضح الحقائق التالية :
أولا : أم المؤمنين عائشة لم تسابق إلا زوجها - (ص)- ولم يثبت أنها سابقت غيره .
ثانيا : أنه - (ص)- أمر أصحابه أن يتقدموا حتى لا تقع أبصارهم عليهما .ولم يكن هذا الأمر عارضا إنما كرره - (ص)- مرة أخرى عندما سابقها ثانية مما يدل على أهمية هذا الأمر و لزومه .
ثالثا : ليس القصد من هذا السباق هو الرياضة لذاتها ، إنما القصد هو التودد والتحبب بين الزوجين ويدل على ذلك المقصد تكرار الرسول - (ص)- للسباق مع عائشة عندما حملت اللحم.
رابعا : لو كان السباق مشروعا أمام الرجال الأجانب لما خص الرجل بالرمل في الطواف ،والسعي بقوة في بطن الوادي بين الصفا والمروة ومنعت منه المرأة إبقاء لحشمتها وحفاظا على حجابها ، وانعدام الفائدة منه."
هذه الرواية لا تصح لأن السباق هذا سيكون فى مكان عام ومن المحرم كشف بعض العورة فى اآ مكان عام خاصة أن النبى(ص) يعرف أنه حتى ولو كان هو وهى فى مكان خالى كالصحراء معرض لقدوم أى أحد يرى ما ليس منه بد ثم قال:
الشبهة الثالثة: قولهم ( عند بدء تعليم المرأة في هذه البلاد واجه معارضة حادة من قبل الناس وعندما عرفوا قيمته تسابقوا إليه وسارعوا بتسجيل بناتهم ، وهكذا التربية البدنية )
والجواب :
أولا : هناك فرق شاسع ،وبون عظيم بين الأمرين فمعارضة الناس في ذلك الوقت للتعليم ليس لذات التعليم وإنما لأنه لم يكن يوجد في العالم الإسلامي آنذاك تعليم سالم من المخالفات الشرعية حتى يجعل قاعدة يقاس عليها ..فحصلت المعارضة بسبب ذلك ، ...
ثانيا :أن معارضة الناس في ذلك الوقت كان له ثمرة عظيمة ، ومنفعة جليلة ..وهي ما تنعم به هذه البلاد من تعليم نفاخر به العالم.. ففي أي دولة في العالم يوجد تعليم لا اختلاط فيه من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية ؟!!.
ثالثا : أن أفعال الناس ليست بحجة في شرع الله تعالى فكون الناس فعلوا أو تركوا لا يعني ذلك حكما شرعيا بالحلال أو الحرام ، فالحق ما وافق الكتاب والسنة ،والباطل ما خالفهما ولو اجتمع عليه الناس فإبراهيم عليه السلام سماه الله أمة في قوله تعالى : { إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين } ...
ثالثا : إن أضرار هذه المادة قد بدت لكل حاضر وباد ؛ حيث إن البلاد المجاورة قد سبقتنا إلى هذا البلاء ، وظهر أثرها على أخلاق وسلوكيات النساء مما يجعلنا في غنى عن الدخول في هذا النفق المظلم وكما قيل السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ غيره به
رابعا : الاحتجاج بالموقف من تعليم البنات في السابق ثم تسابقهم عليه هو أيضا حجة على الداعين إلى إدخال الرياضة في مناهج البنات ، فنحن نقول إن رفض دخول الرياضة لمدارس البنات واجه معارضة شديدة من بعض الناس وعندما يعرفون قيمة هذا الرفض ويرون فائدته سيؤيدوننا فيه "
وكلام الهبدان صحيح هنا نوع ما ولكن الخطأ ليس فى ممارسة البنات التربية البدنية فى المدارس وإنما الخطأ فيما يريده الحكام من خلف ذبك فهم لو أرادوا صحة المرأى فهذا أمر مباح ولكنهم يريدون ما وراء الحلال من ظهور المرأة فى الملاعب والتلفازات وكشفها لبعض عوراتها حتى ولو ارتدت ملابس مغطية للكل لكنها فى النهاية لابد ان تكون مفصلة لأجزاء عورتها لضيق الملابس حتى تقدر على الحركة السريعة وهو ما يعوقه ارتداء الجلباب
وفى النهاية أورد الهبدان فتوى هى:
"فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير وفقه الله لكل خير.
تناولت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أن هناك اقتراحا يهدف إلى دراسة إدخال التربية البدنية في مدارس تعليم البنات بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية ما حكم إدخال مثل هذه المادة في تعليم البنات؟أرجو التفصيل في هذه المسألة وتحريرها ليتجلى للكثير الحكم وفقكم الله لما يحبه ويرضاه،،، والله يحفظكم ويرعاكم.
الجواب :
أما بعد، فإن المطالبة بدراسة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، اتباع لخطوات الشيطان الذي نهيناع نه بقوله تعالى: ...
{ يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }..وقد بين الله لنا أتم بيان أن الشيطان لنا عدو وأمرنا أن نتخذه عدوا ،والشيطان حريص على إضلال بني آدم،كما أقسم بعزة الله جل وعلا قائلا كما ذكره الله عنه: { فبعزتك لأغوينهم أجمعين } ، وإذا رأينا ما فعله الشيطان بالنسبة لهذه الرياضة المزعومة، من إيقاع العداوة والبغضاء ، والصد عن ذكر الله مما لا يخفى على أحد، ويكفينا ما مرت به الدول المجاورة، لما تجاوزوا أمر الله عز وجل واتبعوا خطوات الشيطان، فالخطوة الأولى أن تلعب الرياضة مع الحشمة وفي محيط النساء، ثم تنازلوا عن هذه الشروط شيئا فشيئا، إلى أن وصل الحد إلى وضع لا يرضاه مسلم عاقل غيور فضلا عن متدين، وإذا كان الذكور مطالبين بالإعداد والاستعداد، فالنساء وظيفتهن القرار في البيوت وتربية الأجيال على التدين والخلق والفضائل والآداب الإسلامية،
فالذي لا أشك فيه أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام؛ نظرا لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب، ولا تجوز المطالبة بها فضلا عن إقرارها"
والفتوى تنم عن جهل قائلها فالله لم يحرم ممارسة البنات فى المدارس طالما لا يراهن رجل أثناء الممارسة
مؤلف الكتاب هو محمد بن عبد الله الهبدان وهو يدور حول إقرار مادة التربية البدنية في مدارس البنات وفى مقدمته قال:
"أما بعد:فقد تباينت وجهات النظر في مسألة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات ما بين مؤيد ورافض ، وأصبحنا على مفترق طرق في هذه القضية ،وحيث كثر الجدل فيها ومدى شرعية هذا الأمر رأيت أن أكتب للقراء ما يجلي لهم حكم إدخال هذه المادة في مدارس البنات "
استهل الرجل الكتاب بالمنافع العائدة على المجتمع من إدخال التربية البدنية لمدارس البنات فقال:
الفصل الأول المصالح المرجوة من إدخال التربية البدنية
من خلال إطلاعي على ما كتب تبين أن هناك عدة مصالح في نظر المؤيدين من خلالها طالب من طالب بإدخال التربية البدنية في مدارس البنات ، فمن تلك المصالح :
المصلحة الأولى : ( تهيئة المرأة لتقوم بدورها في الجهاد وحماية مقدسات الأمة وأرض الوطن ومما قالوه في ذلك : ( المرأة قديما مما توفر لنا من معلومات في التاريخ الإسلامي كانت تشارك في المعارك لنشر الإسلام والدفاع عنه ولم يمنعها الدين فهي الفارسة التي دافعت عن رسول الله وجرحت وطعنت لإعلاء كلمة الله )
والجواب :
أولا : أن هذا منسوخ لما جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن سعيد بن عمرو القرشي أن أم كبشة امرأة من بني عذرة قضاعة قالت : يا رسول الله ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا ، قال : لا ، قالت : يا رسول الله إني لست أريد أن أقاتل إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض أو أسقي المريض ، فقال : «لولا أن تكون سنة ويقال فلانة خرجت لأذنت لك ولكن اجلسي ».فهذا الحديث يفيد أن المرأة لا تشارك حتى في سقاية الجرحى ومداواة المرضى فهل يبقى بعد هذا لقائل مقال ؟!!
ثانيا : لقد حرص نساء الصحابة أن يتقلدن دور الجهاد الذي أنيط بكاهل الرجل طمعا في الأجر ؛ فجاء التوجيه النبوي لهن كما يلي : عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت النبي (ص)في الجهاد فقال : « جهادكن الحج » رواه البخاري ، وعن عائشة قالت قلت : يا رسول الله ألا نخرج فنجاهد معك فإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد ، قال :« لا ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور "» رواه النسائي
قال ابن بطال : ( دل حديث عائشة على أن الجهاد غير واجب على النساء ، ولكن ليس في قوله : (جهادكن الحج ) أنه ليس لهن أن يتطوعن بالجهاد ) ، بل إن بقائها في بيتها وحفظها لعفافها تدرك بهذا فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى لحديث أنس بن مالك قال : جئن النساء إلى رسول الله - (ص)- فقلن يا رسول الله : ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله أفما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله فقال رسول الله - (ص)- « مهنة إحداكن في البيت تدرك به عمل المجاهدين في سبيل الله »
ثالثا : ما ورد من قتال بعضهن : إنما كان في بداية الإسلام وعلى سبيل الضرورة والدفاع عن النفس أو الدفاع عن رسول الله (ص) كما جاء عن أنس أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا فكان معها فرآها أبو طلحة فقال يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر ، فقال لها رسول الله (ص)ما هذا الخنجر ؟ قالت : اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه ، فجعل رسول الله (ص)يضحك .." رواه مسلم والضرورة كما هو معلوم تقدر بقدرها .
رابعا : ثم أين الجهاد الذي يحتج بمشاركة المرأة فيه في هذا الزمان والله المستعان ، ولو ارتفعت راية الجهاد لولى هؤلاء الكتاب ومن ظاهرهم النفاق الأدبار ، كما قال الله تعالى عن أسلافهم : { ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }
ثم إذا كان هناك حرص على إعداد المرأة للجهاد فلماذا لا نسأل أنفسنا ما هي الأولويات بالعناية في هذا المجال والأكثر أثرا والأسرع في تحقيق الهدف ، هل الرياضة في هذا الصدد أولى من إعلام محافظ يربي المرأة ؟!! ومحاضن تربوية تعدها الإعداد الحقيقي للجهاد ؟!! وهل الرياضة أولى من مضاعفة الجهد في حرب التغريب وحملات التخريب ومقاومة كل ما يسعى لإفساد المرأة ؟!!
وأخيرا ... هل التربية الرياضة للبنين قد أعدت شبابنا للجهاد ؟!!"
ناقش الهبدان المصلحة الأولى التى قالتها أجهزة التعليم فى بلده لادخال التربية البدنية مدارس البنات وبين أن جهاد النساء فى القتال كان لضرورة وعدد المشاركات كان قليلا جدا وذلك بسبب عدد توافر عدد من الرجال وقلة أموال المسلمين وتساءل سؤالا فى محله وهو أن التربية البدنية للبنين لم تحقق الهدف الجهادى فهل تحققه للبنات وقد صدق فيما قال لن القائمون على التعليم فى بلاد المنطقة بأوامر من الحكام يركزون على الهيافات وهى ممارسة ألأعاب كرة القد واليد والطائرة والسلة وأحيانا ألعاب القوى والأهم هو إعداد الفتيان والفتيات للاستعراضات الراقصة التى يعرضونها أمام المسئولين متناسين قوله تعالى " وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" ثم حدثنا عن العقل والجسم فقال:
المصلحة الثانية : أن الرياضة لها أثرها الكبير في عقل الإنسان وفكره .
"ومما قالوه في ذلك قولهم ( جميعنا يعرف أن العقل السليم في الجسم السليم ..والتي لا تقتصر على الرجال فقط .. )
والجواب : هذه المقولة يرددها الكثير ،ولكن لو تأملها ذوو العقل السليم لعرفوا أن فيها بعض المغالطة للحقيقة ، وليست قاعدة ثابتة ، فكم من أناس أجسامهم هزيلة ، وأبدانهم عليلة ومع ذلك عقولهم تزن أمة ؟ وماذا نفعت الأجسام وصحة الأبدان أولئك المجانين الذين امتلأت المشافي بهم ؟ لو أن أحدهم وكزك بيده لقضى عليك ؟وهل صحة أجسام البغال والحمير زادت من عقولها ؟! ألم يضرب الله مثلا لليهود بأسوأ من الحمار في بلادته : { كمثل الحمار يحمل أسفارا } ولو استنطقنا التاريخ ليحدثنا عن أناس استطاعوا ـ بفضل الله ـ أن يحولوا عجزهم قدرة ،ونقصهم عطاء فأصبحوا يعدون قمما سامقة ، ومنارات عالية لحدثنا عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود فقد كان قصير القامة ، كانت قامته طول الرجل أثناء قعوده ، وكان الصحابة يعجبون من دقة ساقيه ، فهل عاش بدون عقل !! نظرا لقصر قامته وخفة وزنه ، عجبا لمن يهرف بما لا يعرف !!
ولحدثنا التاريخ أيضا عن الإمام عطاء بن أبي رباح التابعي الجليل فقد كان ـ رحمه الله ـ أعور ، أشل ، أفطس ، أعرج ، أسود ،ثم عمي وقطعت يده مع عبدالله بن الزبير هكذا قال عنه مترجموه ولكن ماذا قالوا عن علمه وجلالته يقول أبو جعفر : ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء ، وقال علي بن المديني سمعت بعض أهل العلم يقول : كان ثقة فقيها عالما كثير الحديث .
وكم من العلماء في قديم الدهر وحديثه من فقد بصره وعمي في صغره وما ضره ذلك فإذا هو العالم الذي يشار إليه بالبنان ،كالشيخ الإمام محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية سابقا ، والشيخ العلامة عبد العزيز بن باز مفتى المملكة العربية السعودية ، وسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وغيرهم كثير وترى منهم الخطيب المصقع الذي يزمجر على أعواد المنابر فتصل كلماته سويداء القلوب كأمثال الشيخ عبد الحميد كشك فعجبا لمن يتكلم بما لا يعلم ، ويهذي بما لا يدري !! يقول الشاعر :
فرب ضرير قاد جيلا إلى العلا
وقائده في السير عود من الشجر
وكم من كفيف في الزمان مشهر
لياليه أوضاح وأيامه غرر
ومن الأمثلة أيضا التي تدل على ضعف هذه القاعدة ما نراه من أحمد ياسين منظم حركة حماس فهو رجل مشلول شللا كليا ومع ذلك هو يدير أمة ويحرك شعبا !!
وقد قرأت مقالا في المجلة العربية تحت عنوان ( الصاعدون إلى القمة بلا قدم ) ذكر صاحب المقال أمثلة رائعة لأناس غدوا معاقين بالمفهوم الدارج ، ..من هؤلاء الشاب الإيرلندي ( كريستوفر كولان ) البالغ من العمر 22 عاما الذي فاز بجائزة الكتاب في بريطانيا لعام 1987م ..وقد حضر حفل تكريمه أكثر من أربعمائة أديب بريطاني ، وهل ستندهش إذا قلت لك أن الشاب أصم وأبكم لا يتكلم ومشلول ، ...هل سمعت عن حكاية شابين معاقين في مصر وهما توأمان ولدا مشلولين ولم يمنعهما الشلل من أن يذهب كل منهما إلى الدراسة في كرسي بعجلات وقد تفوقا في الدراسة وحصلا على النجاح في الجامعة بامتياز مع مرتبة الشرف وحصل كل منهما على الدكتوراه مع التقدير وصارا عضوين في هيئة التدريس بالجامعة هناك ؟! ) "
ناقش الهبدان مقولة العقل السليم فى الجسم السليم فبين أنها مقولة خاطئة فالعقول السليمة تتواجد فى أجسام عليلة وقد أفلح فيما ضرب من أمثلة ثم حدثنا عن الهدف الثالث وهو علاج السمنة فقال:
"المصلحة الثالثة : إدخال التربية البدنية من أجل الحد من ارتفاع نسبة البدانة بين الفتيات.
والجواب : من عدة وجوه :
أولا : هل نفعت حصة التربية البدنية البنين في الحد من ظاهرة السمنة ؟الواقع يثبت عدم ذلك ،بل الملاحظ ارتفاع نسبة السمنة في صفوف الشباب ، ( إحدى الدراسات أظهرت أن 52% من البالغين في المملكة يعانون من البدانة، ويعاني منها أيضا 18% من المراهقين و15% من الأطفال دون سن المدرسة!!!) . وأي أثر لحصة لا تتجاوز الساعة إلا ربع في الأسبوع الواحد ؛ في الحد من هذه السمنة .
ثانيا : مسيرة التعليم في هذه البلاد وضعت قبل ما يزيد على خمسين عاما ، وهذا الارتفاع في ظاهرة السمنة لم تظهر إلا في الآونة الأخيرة مما يدل على أن الخطة الدراسية لمدارس التعليم لا علاقة لها بارتفاع هذه النسبة .
ثالثا : إن من أسباب ظهور حالات السمنة هي :
ـ وجود الخادمات في المنزل مما سبب الخمول والكسل ..ـ كثرة تناول الطعام ؛ يقول النبي (ص): « ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، فإذا كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه » رواه أحمد
رابعا : يمكن أن تمارس المرأة الرياضة في بيتها ...
خامسا : هل هناك دراسات تثبت حالة ارتفاع السمنة بين الطالبات ؛ فهذه دعوى مجردة والدعاوى إن لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء"
وأفلح الهبدان فيما قاله فالرياضة البدنية فى المدارس لا تعالج المشكلة لأن علاج المشكلة يحتاج لتعاون البيئات التى تتواجد فيها الفتيات كلها وليس المدرسة التى تمثل جزء ضئيلا من العلاج لن الحصص زمنها لا يتعدى الساعتين أسبوعيا وفى الفصل الثانى استعرض المفاسد المتوقعة من وجود التربية البدنية فى مدارس البنات فقال:
الفصل الثاني المفاسد المتوقعة على حصة التربية البدنية:
هناك مفاسد عديدة من جملتها :
1 ـ خلع ملابسها في المدرسة ولبسها لملابس الرياضة وهذا يخالف ما روي عن النبي (ص)من قوله : « ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى »رواه أبو داود .
2 ـ قد تسبب زوال أو ضعف الحياء لدى الطالبة ، خاصة وهي تلبس تلك الملابس أمام زميلاتها وجمال المرأة هو في حيائها .
3 ـ قد تكون هذه الحصة عاملا مساعدا في انتشار ظاهرة الإعجاب المتزايدة في مدارس البنات...
4 ـ من المعلوم أنه لن يشارك جميع الطالبات في ممارسة الرياضة كما هو الحاصل عند الطلاب مما يساعد على كثرة الأحاديث الجانبية بين الطالبات وربما دارت أحاديث الإغراء والفساد وترويج لبعض الأفكار والأرقام والتشجيع عليها في تلك الفترة والتي لا يمكن للمدربة أن تراقب الجميع .
5 ـ إن اعتماد مادة التربية البدنية في مدارس البنات هو البذرة الأولى للمشروع الرياضي النسائي الكبير ، على غرار المجتمعات الغربية ،والعربية المتغربة ، إذ سيتبع ذلك وبشكل متسارع الرياضة في التعليم العالي ، حيث تفتح التخصصات والكليات التي تعنى بتخريج المدربات والمعلمات للرياضة البدنية وغير البدنية ، ثم يتبع ذلك إقامة البطولات المدرسية والجامعية ..
6 ـ الاسترجال ؛ فدخول حصة التربية البدنية قد يفقد الفتاة أنوثتها ورقتها ويميل بها إلى الصلابة وطبيعة الرجال ، عن ابن عباس قال :« لعن رسول الله (ص)المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء »
7 ـ من سيتولى تدريب الطالبات ؟ هل ستكون من أهل هذا البلد ؟ وإن كان كذلك ؛ فما مدى خبرتها ؟!!وهل عندنا العدد الكافي للقيام بهذه المهمة ؟!! وإن كانت من بلد آخر فما مدى تمسكها بآداب الإسلام وشعائره خاصة ونحن ندرك وضع المجتمعات الأخرى ومدى التساهل في قضية العورات وكشفها فهل من الأمانة أن يتولى بنات المسلمين أمثال تلك النسوة ؟!!
8 ـ إرهاق أولياء الأمور بالمصروفات المالية ، فالفتاة تحتاج إلى ملابس رياضية والأبناء كذلك ،علما أن الفتاة شديدة الاهتمام بلباسها ومظهرها ، وحالة الناس اليوم إلى الضعف والفقر أقرب منها إلى حالة الغنى واليسر .
9ـ توسع الفتيات في ممارسة الرياضة يسبب لهن عواقب سيئة على صحتهن ؛ يتمثل باضطراب الحيض ونقص الخصوبة ، كما يؤثر على كثافة العظام ...
10ـ قد تصور الفتاة وهي بلباس الرياضة أو أحيانا وهي تنزع لباسها لتلبس ملابس الرياضة ...وربما مورس مع الفتاة المصورة الضغط عليها لتخرج مع شاب أو تفضح بهذه الصورة نسأل الله تعالى السلامة والعافية .
11 ـ لبس الطالبة لملابس ضيقة أو شفافة أو قصيرة ؛ مما يتحقق عليها الوعيد الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): « صنفان من أهل النار لم أرهما ..وذكر : « ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا »
12 ـ قد تصاب الطالبة بالعين ، فقد تكون رشيقة البدن ، جميلة المنظر ، فإذا رأتها غيرها قد تصيبها بالعين ، والعين حق ، وهذا أمر لا يقلل من شأنه ، ولا يستهان بأمره ( أخرج البزار من حديث جابر بسند حسن عن النبي (ص)قال : « أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس » قال الراوي :يعني بالعين ) .
13 ـ إرسال بعثات إلى خارج البلاد إما للتدريب أو للمباريات أو لغير ذلك كما هو الحاصل في الدول العربية الأخرى ، فيحصل في ذلك الإخلال بقضية السفر بلا محرم ، إضف إلى ذلك الاختلاط مع الرجال الأجانب والذي جاءت النصوص الكثيرة ببيان حرمته .
14 ـ إرهاق ميزانية الدولة دون أن يكون له الأثر الكبير ، فستنفق أموال على المدربات وعلى أدوات الرياضة وعلى تهيئة المدارس لممارسة مختلف أنواع الرياضة ونحوها من العقبات الموجودة الآن .."
وما قاله الرجل من المفاسد هو كلام صحيح فى معظمه إلا حكاية العين فلا وجود لهذا الحسد العينى لأن الحسد كله نفسى كما قال تعالى " جسدا من عند أنفسهم" ثم حدثنا الرجل عما حدث للبلاد التى أقرت فيها التربية البدنية للبنات فقال:
واقع مؤلم :
لقد سبقت هذه البلاد بلاد أخرى في إدخال التربية البدنية في مدارس البنات ، وحصل فيها من الصور المؤلمة ، والأحداث المؤسفة ، ما يتفطر له قلب الغيور ، ويعلم علما يقينيا أننا لسنا بمعزل عن هذا الواقع ، وأن تلك المجتمعات ربما جاءتها وعود بعدم حصول تلك المخاطر ولكنها وقعت وحصلت ، خاصة إذا علمنا أن ما نتحدث عنه الآن تطالب به المنظمات الغربية والتي تدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة ،فهل نتصور أنهم سيقفون عند حد إدخال هذه المادة لتؤدى الطالبات تمارين سويدية فقط ؟!! أم سيتطور الأمر إلى وجود مباريات وتصفيات وأندية ومنتخبات. فنسأل الله تعالى أن يكفينا إياهم بما يشاء ؟!
الواقع يثبت أنهم لن يكتفوا بإدخال التربية البدنية في المدارس فقط وإليك نموذج على ذلك : ذكر الأديب الكبير علي الطنطاوي في ذكرياته (8/270) أنه سبق أن درس في مدارس البنات في بداية تعليم الرجال للنساء ..وفي ذات يوم حصل له موقف قال فيه : ( ..حتى سمعت يوما وأنا ألقي درسي أصواتا ألتفت بلا شعور إلى مصدرها ، فإذا أربعون من الطالبات في درس الرياضة وهن يلبسن فيه ما لا يكاد يستر من نصفهن الأدنى إلا أيسره ، وكن في وضع لا أحب ولا أستجيز أن أصفه فهو أفظع من أن يوصف ..)
...وأما عن واقع التربية البدنية للنساء في العراق :
فيقول صاحب كتاب ( الأسس الحديثة للتربية الرياضية النسوية ) : ( بعض المنجزات الرياضية للمرأة العراقية بعد ثورة 17 ـ 30 تموز :
يمكن تلخيص أهم المنجزات الرياضية ..بالنقاط التالية :
1 ـ إرسال الفتيات إلى الخارج للتدريب والتعليم ضمن البعثات وتشجيعهن للتخصص في مجال التربية الرياضية .
2 ـ دعم المرأة في ممارسة أنواع وفعاليات التربية الرياضية كافة من خلال المشاركة في التدريبات والمسابقات جنبا إلى جنب الرجل .
3 ـ مشاركة الطالبات في المدارس والجامعات في درس التربية الرياضية في المسابقات والفرق الرياضية المختلفة إلى جانب المشاركة في العروض والمهرجانات الرياضية المدرسية والجامعية.
4 ـ تأثير كليات الرياضية وأقسامها في القطر حيث إن الفتاة العراقية تدرس في هذه الكليات جنبا إلى جنب مع الفتيان للتخصص بالتربية الرياضية .
5 ـ المشاركة في الاتحادات الرياضية وحتى في تركيب اللجنة الأولمبية لقيادة الحركة الرياضية في القطر إلى جانب إخوانهن من الملاكات المتخصصة . ) ..."
وما قاله الرجل صحيح ولكنه لم يقدم الحلول لتلك المفاسد إلا فى الفصل التالى فقال:
"الفصل الثالث البدائل المناسبة:
1ـ القيام بالأعمال الرياضية المناسبة للمرأة داخل منزلها. والمكتبات الإسلامية تزخر بالكتب التي يمكن الاستفادة منها في بعض التمارين الرياضية المهمة للمرأة .
مع العلم أن المرأة مطالبة بأعمال كثيرة جدا في بيتها قد تأخذ وقتها كاملا، ...وقال الباحث موئيل سيرز : ( لقد أظهر البحث الذي أجريناه أنه على المدى البعيد النساء اللواتي يبدأن ممارسة التمارين الرياضية في أجوائهن المنزلية لكون ذلك يناسبهن أكثرهن أكثر احتمالا للاستمرار ببرنامج التمارين والمحافظة على خفة الوزن ، من اللواتي يتجهن إلى الأندية الرياضية ) ...
فهذه دراسات ميدانية حقيقية أجريت على شريحة من المجتمع وتبين من خلالها الحق من الباطل ـ والحق حق ـ فكيف إذا شهدت به الأعداء ، ولكن كما قال الله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }
2 ـ إذا كانت المرأة ترغب في رياضية المشي فيوجد الآن في الأسواق الآت للمشي عليها يمكن للمرأة الاستفادة منها ووضعها في المنزل فتحقق بذلك رغبتها وهي في قعر بيتها بدون مضايقات المعاكسين ولا أضرار الشمس ولا غير ذلك وهي في أثناء ذلك يمكنها أن تستمع إلى شريط هادف فتجمع بذلك بين مصلحتين التربية البدنية والتربية العقلية والنفسية .
3ـ الاستغناء عن الخادمات والقيام بالأعمال المنزلية ومزاولتها لما لها من الأثر الفعال على جسم المرأة كما تقدم إثبات ذلك من خلال الدراسات التي أجريت .
4 ـ الاعتدال في الطعام والشراب فتصيب منهما ما تقيم به صلبها ، ويحفظ عليها صحتها ونشاطها ولياقة جسمها ، مستهدية بقول الله تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } وبقول النبي - (ص)- وهديه في الاعتدال بالطعام والشراب : : « ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، فإذا كان لا محالة فاعلا ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه » رواه أحمد وبقول عمر : ( إياكم والبطنة في الطعام والشراب ، فإنها مفسدة للجسد ، مورثة للسقم ، مكسلة عن الصلاة ، وعليكم بالقصد فيهما ، فإنه أصلح للجسد ، وأبعد عن السرف ، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين ، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه ")
5 ـ لمزاولة رياضة المشي يمكن أن تزاولها في منزلها ـ إن كان متسعا ـ فإن لم يكن كذلك فيمكن مزاولتها في المنتزهات البرية البعيدة عن المدينة ، والبعيدة عن مضايقة الفضوليين.
6 ـ المواظبة على صيام النوافل إذا كانت بلا زوج ، وإذا كانت ذات زوج فلا تصوم وهو شاهد إلا بإذنه .
7 ـ الصلاة ؛ فكما أنها عبادة فهي تعد كما ذكره أهل الاختصاص رياضة نافعة للإنسان ، فالمرأة إذا أدت هذه العبادة جمعت بين الحسنيين ."
والرجل أفلح فى تقديم وجهة نظره من حيث ممارسة التربية البدنية فى البيت وأما فى المدارس فلم يقدم البديل وهو :
أولا أن مدارس البنات لابد أن يكون كل من يعمل من الموظفين من أقلهم وهم العمال حتى أكبرهم وهو المدير لابد أن يكن من النساء
ثانيا ممارسة الحصة فى صالات أو ملاعب مقفلة تماما جدران وسقف بحيث لا يرى من حول المدرسة إحداهن وهى تمارس التربية البدنية وكذلك لا يراها الناس من فوق من الطائرات وأمثالها
ثالثا أن تكون الألعاب التى تمارسها البنات مفيدة لهن فى بيوتهن وليس ألعاب الكرة والاستعراضات ثم حدثنا الهبدان عن حكم الشرع فى المسألة فقال:
"الفصل الرابع الحكم الشرعي لإدخال التربية البدنية:
إذا علم ما تقدم تبين أن إدخال مادة التربية البدنية في مدارس البنات لا يجوز لما يلي :
1ـ روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): « صنفان من أهل النار لم أرهما ..وذكر : « ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا »
ووجه الدلالة من الحديث : أن الفتيات في حصة التربية البدنية سيرتدين ملابس إما أن تكون ضيقة تحدد حجم الأعضاء أو تكون قصيرة أو شفافة فتدخل في هذا الوعيد الشديد الذي أخبر عنه النبي (ص)في هذا الحديث ،.... 2 ـ ما رواه أبو داود عن أبي المليح رحمه الله قال : دخل نسوة من أهل الشام على عائشة فقالت : ممن أنتن ؟ قلن من أهل الشام ، قالت : لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات ؟ قلن : نعم ، قالت : أما أني سمعت رسول الله (ص)يقول : « ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى »ولا شك أن الطالبة في المدرسة تحتاج إلى نزع ثيابها لأداء الحركات بخفة وسهولة .
3 ـ حديث ابن عباس قال : لعن رسول الله (ص)المخنثين من الرجال ،والمترجلات من النساء"رواه البخاري .
وجه الدلالة من الحديث : أن المرأة التي تمارس أنواع الرياضة الموجودة الآن في العالم العربي والغربي تخالف فطرتها وأنوثتها وتتشبه بالرجال في لباسهم وهيئاتهم وأخلاقهم وتصرفاتهم مما يعني دخولها في هذا الوعيد..
4 ـ القاعدة الشرعية تقول : ( درء المفسدة الراجحة مقدم على جلب المصلحة المرجوحة ) وهي من مقاصد الشريعة ، وصورتها : إذا رجحت المفسدة على المصلحة في الشيء الواحد يجب تقديم درء المفسدة ، وتغليب حكمها على جلب المصلحة ، وهذه القاعدة متفق عليها بين أهل العلم دون خلاف ، ....ولو سلمنا بوجود مصالح في التربية البدنية للفتيات إلا أننا بالنظر إلى ما يترتب عليها من مفاسد نجده أضعافا مضاعفة بالنسبة لتلكم المصالح القليلة النسبية التي لا تكاد تذكر ، لأن مفاسدها قد بلغت من الخطورة ما لا ينكره عاقل ممن يستطيع أن يفرق بين التمرة والجمرة !! خاصة مع وجود البدائل المناسبة .
5 ـ ومن الأدلة قاعدة ( سد الذرائع ) وقد أجمعت الأمة على سد الذرائع ، والذريعة ما أفضى إلى الحرام ، وكذلك ما كان مظنة للحرام...ولا يخفى ما عليه واقع التربية البدنية في المجتمعات المسلمة ولذا يقال بالمنع سدا للذريعة المفضية إلى الحرام ..فمن يضمن أن يتوقف الأمر على هذه الحصة فقط ؟!! ، ومن يضمن أن هذه الحصة خالية من المحاذير الشرعية ؟ ومن يضمن ألا تصور بنات المسلمين وهن يلبسن ملابس الرياضة وتنشر صورهن في مجامع الفجار وأراذل الخلق ؟ ...
6ـ من القواعد الشرعية قاعدة : ( يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام ) فيجوز للإمام أن يجبر من أحدث في الطريق العام ما يضره بإزالته وإن كان فيه ضرر عليه دفعا للضرر العام ، وكذا يقال في مادة التربية البدنية ..يتحمل الضرر الخاص وهو عدم الحركة لدى شريحة محدودة من الطالبات لدفع الضرر العام وهو ما سيحصل من مفاسد في إقرارها ، علما أنه لن يكون هناك حتى الضرر الخاص لأن الفتاة يمكن أن تمارس الحركة والتمارين المناسبة في بيتها "
ما قاله الهبدان فيه أخطاء وهيتم تلاشيه كله بالحل الذى قدمته من حيث كون المدرسة موظيفها من النساء كلهم من المبدأ وحتى المنتهى وممارسة الحصة فى صالات مغلقة أو ملاعب مسقفة مقفلة فهذا يمنع كل ما قاله الهبدان من المفاسد وأما حكاية أن خلع المرأة ملابسها فى غير بيتها هتك للسر بينها وبين الله فخبل يتعارض مع أن الله سمح لها أن تدخل بيوت كثيرة وتخلع ملابسها وتكشف بعض عوراتها كبيت أبيها وأخيها وأولاد أخواتها وإخوانها وأجدادها وجداتها وهو ما جاء فى سورة النور وسورة الأحزاب ثم حدثنا عن الشبهات فى الموضوع فقال:
الفصل الخامس شبهات حول الحكم الشرعي
الشبهة الأولى : قولهم ( لقد وجه رسولنا (ص) تعليم أولاد المسلمين السباحة والرماية وركوب الخيل )
والجواب :
أولا : الآثار التي تفيد هذا المعنى هي :
أ ) ما أخرجه البيهقي في الشعب 6/401 عن أبي رافع أن رسول الله - (ص)- قال :« حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية وأن لا يرزقه إلا طيبا » والحديث ضعيف ،وقد أورده الألباني في ضعيف الجامع الصغير (2732) .
ب ) عن بكر بن عبدالله بن الربيع الأنصاري أن رسول الله - (ص)- قال : « علموا أبناءكم السباحة والرماية ، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل ، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك » أورده السيوطي في الجامع الصغير ( فيض القدير (4/327) وعزاه لابن مندة في المعرفة و رمز له بالحسن والصواب بطلان الحديث كما قال الذهبي في الميزان (2/231) : ( خبر باطل ) وضعفه العجلوني في كشف الخفاء (2/68) والألباني في ضعيف الجامع (3726)
ج ) عن ابن عمر مرفوعا : « علموا أبناءكم السباحة والرمي والمرأة المغزل »رواه البيهقي في الشعب 6/401 وقال : به عبيد العطار منكر الحديث .وقال الألباني في ضعيف الجامع ص546 : ضعيف جدا.
د ) عن جابر مرفوعا : « علموا بنيكم الرمي فإنه نكاية العدو » رواه الديلمي في مسنده ، قال الألباني في ضعيف الجامع ص546 : موضوع
هـ ) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال عمر إلى أبي عبيد أن علموا صبيانكم العوم ، ومقاتلتكم الرمي ..» الحديث رواه ابن حبان (13/401) ورقمه (6037) وصححه وحسنه الأرنؤوط
ثانيا : من خلال هذا العرض السريع للآثار تبين :
أ ـ ضعف ما رفع إلى النبي - (ص)- ولم يصح منها شيئا .
ب ـ صحة ما ورد عن عمر وهو موقوف عليه .
ج ـ لو سلمنا صحة الأحاديث فإننا لا نسلم صحة الاستدلال بها لأن كلام النبي - (ص)- موجه إلى الأبناء دون البنات فقال :« علموا أبناءكم » والابن يراد به الذكر ومما يؤكد ذلك قوله في عقب الحديث : « ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل » وهكذا الآثار الباقية . لكن قد يعكر على هذا الاستدلال الحديث الأول لأن الولد يشمل الذكر والأنثى ، فيجاب عن ذلك : بأنه يجب حمل المطلق الذي هو ( أولادكم ) على المقيد الذي هو ( أبناءكم ) حسب القاعدة الأصولية المشهورة ، كما يؤكد ذلك تفسير عمر السابق في قوله ( صبيانكم ) وأيضا يؤكد ذلك واقع سلف الأمة الذين عرف عنهم شدة تمسكهم واتباعهم .
د ـ نحن لا نمانع أن تتعلم المرأة السباحة والرماية ونحوها مما يفيد إذا تولى هذا الأمر محرمها ؛ فإن كلام عمر ـ المتقدم ـ كان موجها إلى أولياء الأمور من آباء وأمهات فكل هذه الأمور مما يحتاجه الجميع ، ولكن يمكن أن تتعلمه المرأة بدون أن نحتاج إلى إدخال هذه المادة في مدارس البنات كما ذكرناه في البدائل"
وما قاله الرجل فى سند الروايات كلام صحيح ولكن المفهوم وهو قصر الرياضة على الذكور هو أمر خاطىء فالفائدة متحققة كما قال هو نفسه عندما اقترح ممارسة البنات للرياضة فى بيوتهن ثم قال:
"الشبهة الثانية : قولهم (ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة أنها كانت مع رسول الله (ص)في سفر فسابقته فسبقته ويمكننا على هذا أن نقيس أن مسابقة في الجري وهو لا شك نوع من الرياضة لم يمنعه أو يحرمه الإسلام للمرأة )
والجواب : نعم لم يحرمه الإسلام وهذا باتفاق العلماء إذا كان بلا عوض ، وقبل الخوض في التفاصيل لابد أن نعرف حديث عائشة الذي استدل به صاحب هذه الشبهة :روى الإمام أحمد في مسنده )عن عائشة قالت خرجت مع النبي (ص)في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك "
ومن خلال الحديث تتضح الحقائق التالية :
أولا : أم المؤمنين عائشة لم تسابق إلا زوجها - (ص)- ولم يثبت أنها سابقت غيره .
ثانيا : أنه - (ص)- أمر أصحابه أن يتقدموا حتى لا تقع أبصارهم عليهما .ولم يكن هذا الأمر عارضا إنما كرره - (ص)- مرة أخرى عندما سابقها ثانية مما يدل على أهمية هذا الأمر و لزومه .
ثالثا : ليس القصد من هذا السباق هو الرياضة لذاتها ، إنما القصد هو التودد والتحبب بين الزوجين ويدل على ذلك المقصد تكرار الرسول - (ص)- للسباق مع عائشة عندما حملت اللحم.
رابعا : لو كان السباق مشروعا أمام الرجال الأجانب لما خص الرجل بالرمل في الطواف ،والسعي بقوة في بطن الوادي بين الصفا والمروة ومنعت منه المرأة إبقاء لحشمتها وحفاظا على حجابها ، وانعدام الفائدة منه."
هذه الرواية لا تصح لأن السباق هذا سيكون فى مكان عام ومن المحرم كشف بعض العورة فى اآ مكان عام خاصة أن النبى(ص) يعرف أنه حتى ولو كان هو وهى فى مكان خالى كالصحراء معرض لقدوم أى أحد يرى ما ليس منه بد ثم قال:
الشبهة الثالثة: قولهم ( عند بدء تعليم المرأة في هذه البلاد واجه معارضة حادة من قبل الناس وعندما عرفوا قيمته تسابقوا إليه وسارعوا بتسجيل بناتهم ، وهكذا التربية البدنية )
والجواب :
أولا : هناك فرق شاسع ،وبون عظيم بين الأمرين فمعارضة الناس في ذلك الوقت للتعليم ليس لذات التعليم وإنما لأنه لم يكن يوجد في العالم الإسلامي آنذاك تعليم سالم من المخالفات الشرعية حتى يجعل قاعدة يقاس عليها ..فحصلت المعارضة بسبب ذلك ، ...
ثانيا :أن معارضة الناس في ذلك الوقت كان له ثمرة عظيمة ، ومنفعة جليلة ..وهي ما تنعم به هذه البلاد من تعليم نفاخر به العالم.. ففي أي دولة في العالم يوجد تعليم لا اختلاط فيه من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية ؟!!.
ثالثا : أن أفعال الناس ليست بحجة في شرع الله تعالى فكون الناس فعلوا أو تركوا لا يعني ذلك حكما شرعيا بالحلال أو الحرام ، فالحق ما وافق الكتاب والسنة ،والباطل ما خالفهما ولو اجتمع عليه الناس فإبراهيم عليه السلام سماه الله أمة في قوله تعالى : { إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين } ...
ثالثا : إن أضرار هذه المادة قد بدت لكل حاضر وباد ؛ حيث إن البلاد المجاورة قد سبقتنا إلى هذا البلاء ، وظهر أثرها على أخلاق وسلوكيات النساء مما يجعلنا في غنى عن الدخول في هذا النفق المظلم وكما قيل السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ غيره به
رابعا : الاحتجاج بالموقف من تعليم البنات في السابق ثم تسابقهم عليه هو أيضا حجة على الداعين إلى إدخال الرياضة في مناهج البنات ، فنحن نقول إن رفض دخول الرياضة لمدارس البنات واجه معارضة شديدة من بعض الناس وعندما يعرفون قيمة هذا الرفض ويرون فائدته سيؤيدوننا فيه "
وكلام الهبدان صحيح هنا نوع ما ولكن الخطأ ليس فى ممارسة البنات التربية البدنية فى المدارس وإنما الخطأ فيما يريده الحكام من خلف ذبك فهم لو أرادوا صحة المرأى فهذا أمر مباح ولكنهم يريدون ما وراء الحلال من ظهور المرأة فى الملاعب والتلفازات وكشفها لبعض عوراتها حتى ولو ارتدت ملابس مغطية للكل لكنها فى النهاية لابد ان تكون مفصلة لأجزاء عورتها لضيق الملابس حتى تقدر على الحركة السريعة وهو ما يعوقه ارتداء الجلباب
وفى النهاية أورد الهبدان فتوى هى:
"فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير وفقه الله لكل خير.
تناولت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أن هناك اقتراحا يهدف إلى دراسة إدخال التربية البدنية في مدارس تعليم البنات بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية ما حكم إدخال مثل هذه المادة في تعليم البنات؟أرجو التفصيل في هذه المسألة وتحريرها ليتجلى للكثير الحكم وفقكم الله لما يحبه ويرضاه،،، والله يحفظكم ويرعاكم.
الجواب :
أما بعد، فإن المطالبة بدراسة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، اتباع لخطوات الشيطان الذي نهيناع نه بقوله تعالى: ...
{ يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }..وقد بين الله لنا أتم بيان أن الشيطان لنا عدو وأمرنا أن نتخذه عدوا ،والشيطان حريص على إضلال بني آدم،كما أقسم بعزة الله جل وعلا قائلا كما ذكره الله عنه: { فبعزتك لأغوينهم أجمعين } ، وإذا رأينا ما فعله الشيطان بالنسبة لهذه الرياضة المزعومة، من إيقاع العداوة والبغضاء ، والصد عن ذكر الله مما لا يخفى على أحد، ويكفينا ما مرت به الدول المجاورة، لما تجاوزوا أمر الله عز وجل واتبعوا خطوات الشيطان، فالخطوة الأولى أن تلعب الرياضة مع الحشمة وفي محيط النساء، ثم تنازلوا عن هذه الشروط شيئا فشيئا، إلى أن وصل الحد إلى وضع لا يرضاه مسلم عاقل غيور فضلا عن متدين، وإذا كان الذكور مطالبين بالإعداد والاستعداد، فالنساء وظيفتهن القرار في البيوت وتربية الأجيال على التدين والخلق والفضائل والآداب الإسلامية،
فالذي لا أشك فيه أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام؛ نظرا لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب، ولا تجوز المطالبة بها فضلا عن إقرارها"
والفتوى تنم عن جهل قائلها فالله لم يحرم ممارسة البنات فى المدارس طالما لا يراهن رجل أثناء الممارسة