خبر إنكار عبد الله بن مسعود للذكر الجماعى
الكتاب تأليف أشرف بن عبد الحميد بارقعان من المعاصرين وموضوع الكتاب حكم الذكر الجماعى وهو ترديد أقوال معينة لعدد معين من المراد فى جماعة وقد أطال بارقعان فى مقدمته وتحدث عن أمور لا علاقة لها بالموضوع كما زاد موضوع المولد والأعياد فقال :
"وبعد:
فإن الطريقة الصحيحة لمعرفة الحق من الباطل هي النظر في الأدلة بتجرد عن الهوى قال تعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) وقال: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) فإن النصوص تنقسم إلى هذين القسمين: منها ما هو واضح الدلالة، ومنها ما يحتاج إلى بيان فما هو المخرج إذن؟
المخرج من هذا الباب الخطير هو أن نرد المتشابه إلى المحكم من النصوص ففيه البيان ولذلك فقول النبي (ص)«كل بدعة ضلالة»، وقوله (ص)«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وقوله (ص)«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، أي مردود عليه، فهذا العموم هل هو على إطلاقه؟ أم هناك خصوص؟ وهل كل بدعة؟ أم تستثنى بعض البدع؟ وإلى أي مدى يكون هذا التحريم للبدع؟ وإلى أي مدى يجب البعد عن كل محدثة، وهل كل ما لم يعمله الصحابة يعتبر بدعة؟ لكي نرد على هذه الأسئلة:
إليك هذا الأثر الذي يبين لنا كيف فهم الصحابة الدين؟ وكيف فهموا القرآن والسنة النبوية؟ وكيف فهموا الأحاديث التي تنهى عن البدع؟ وهذا الأثر يبين فهم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود وهو من في مكانته ! يقول عنه عمر بن الخطاب : كنيف ملئ علما، ولما أرسله إلى العراق ليعلمهم كتب إليهم: "إنني قد بعثت إليكم عمارا أميرا وابن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد (ص)من أهل بدر فاسمعوا لهما واقتدوا بهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي"
اختصرنا المقدمة كى ندخل فى موضوع الكتاب الذى استهله بالتالى: "قال الدارمي : أخبرنا الحكم بن المبارك أنا عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا قال فما هو فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة، ويقول: سبحوا مائة فيسبحون مائة، قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار التابعين قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ؤويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم (ص)متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله (ص)حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج
ونقف هنا مع عبارتين من هذا الأثر: -
قول الراوي: (ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار التابعين)، وهنا يؤخذ من هذه العبارة فوائد:
أن السلف الصالح كانوا يحترمون رأي الصحابة غاية الاحترام، وما ذاك إلا لعلمهم بعظم فهمهم للدين وسابقتهم في الإسلام، وأنهم هم الذين عاصروا نزول القرآن وعاصروا التشريع فعندهم ما ليس عند غيرهم من العلم، وهذا مما لا يتمارى فيه اثنان
أن الجلسة التي كان فيها ذكر الله بهذه الطريقة أثارت هذا التابعي بفطرته وتسلحه بالعلم، وهكذا جميع الأمور المريبة تثير من سلمت فطرته ولم تتعكر بشيء من الآراء المخالفة للدين، ثم هو لم ينكر عليهم، ولكنه قد أحس بغرابة هذا الأمر، ولكنه لم يفعل شيئا وذلك إما لتوخيه الحكمة في الإنكار، وإما ليعلم علم اليقين بخطورة هذا الفعل، من الصحابة أو التابعين ويؤخذ من هذه العبارة أيضا أن تلك الجلسة لم يكن فيها صحابي واحد، ولا أحد من كبار التابعين، وهذا صريح من كلام الراوي، ويؤيد ذلك قوله: (رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)، ومعلوم أن الخوارج لم يكن فيهم صحابي واحد
قول عبد الله بن مسعود : (والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة)، وهنا حصر الحكم على هذا الفعل الحادث، في نتيجتين:
أحدهما: أن يكونوا على ملة هي أهدي من ملة محمد (ص)
والثانية: أن يكونوا مفتتحي باب ضلالة
ولعل هذا الحصر يذكرنا بقول النبي (ص)«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، فما أجملها من عبارة، تشرح هذا الحديث شرحا وافيا
ولذلك كانت النتيجة الثانية هي المتحتمة"
الرواية وما فهمه بارقعان او غيره منها يدل على عدم دراسة الرواية ففيها جمل تدل على الخبل :
الأولى" إني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا"الرجل رأى منكرا بقوله " أمرا أنكرته"فكيف يكون هذا المنكر كما قال فى بقية الجملة خير بقوله ولم أر والحمد لله إلا خيرا"
المنكر لا يكون خيرا أبدا وإنما شرا لأن الله حرمه
الثانية " والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد"
الرجل هنا يقول بوجود دين أفضل من دين الإسلام الذى أنزل على محمد(ص) فهل هذا كلام مسلم أم كافر ؟
إنه كلام كافر فالدين الأفضل هو دين الله المنزل على محمد(ص)
الثالثة ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار التابعين" هل يمكن أن ينتظر صاحبى تعلم فى مدرسة النبوة وهو أبو موسى الأشعرى رأى التابعين ؟
بالقطع الرجل من قدامى الصحابة تاريخيا وهو رجل تولى المناصب فى عهد النبى(ص) ومن بعده ولا يتولى منصب إلا صاحب علم فكيف لا يقول القوم الحكم منتظر رأى صحابى أخر أو التابعين الذين لم يتعلموا على يد النبى(ص)
كما ان الرواية تخالف المعروف فى عدد الترديدات فبدلا من 33و34 نجد مائة كما قال بارقعان فى التالى:
" ولو نظرنا إلى ما أنكره عبد الله بن مسعود لوجدنا أن ما اجتمع عليه هؤلاء هو نوع من الذكر المشروع في أدبار الصلوات، وهو التسبيح ثلاثا وثلاثين، والتحميد ثلاثا وثلاثين، والتكبير ثلاثا وثلاثين، وهذا في حد ذاته سنة مشروعة في أدبار الصلوات، فلماذا أنكر عبد الله بن مسعود هذا الفعل بهذه الطريقة؟
الجواب: أن كل هذا الإنكار الشديد كان لمجرد الصفة المبتدعة في الذكر، حيث كان جماعيا وكان يستعان فيه بالحصى، مما لم يعهد على عهد النبي (ص)ولا عهد أبي بكر وعمر
ونقول: هذا فعل عبد الله بن مسعود لما رأى ذلك، فما بالك لو رأى هذا الفعل عمر بن الخطاب ، لا أظن أن الدرة العمرية سوف ترتاح ذلك اليوم، مما ستفريه في ظهور أولئك وعلى هذا تكون هذه البدعة بدعة إضافية، وليست بدعة حقيقية، والفرق بينهما أن البدعة الحقيقية ليس لها أصل في الشرع البتة، وأن البدعة الإضافية كان لها أصل في الشرع، ولكنها صارت بدعة لما أضيف إليها من صفة غير شرعية، أو تحديد بزمان أو تحديد بمكان، أو غير ذلك
فكيف يكون حال إنكار الصحابة لو رأوا بدعة حقيقية ما أنزل الله بها من سلطان، أترك الإجابة للقارئ الكريم"
بارقعان يقول أن سبب إنكار ابن مسعود هو الذكر الجماعى والحصى وهو كلام يناقض فى الحصى روايات تفيد اباحته هو والنوى
أساسا لا يوجد فى الإسلام شىء الذكر بمعنى ترديد جمل معينة فالموجود هو ذكر الله بمعنى قراءة بعض القرآن فى الصلاة من أجل معرفة الأحكام وليس مجرد ترديد كلام من غير فهم ولا عمل بناء عليه
ثم قال بارقعان :
"وثمة فائدة من قولهم: (والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير)، أن إرادة الخير وحب الخير كل الخير من حب الله وحب رسوله وحب أنبيائه وحب صحابة رسوله (ص) كل هذا الحب وهذه الإرادة الطيبة لم تشفع لهم عند عبد الله بن مسعود ، وهذا هو المنهج الصحيح تجاه البدع
وقوله : (إن رسول الله (ص)حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم)، يدل على أن إساءة الظن بأهل البدع في محلها، فإن عاقبتهم إلى هلاك في الدنيا والآخرة وسواد الوجوه وظلمتها لاحق بهم في الدنيا والآخرة، ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) قالوا: تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة"
الخبل هنا تفسير أن من تسود وجوههم هم أهل البدعة وهو ما يناقض أن الله قال انهم من كفروا فى الآية فقال :
"فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"
وقال بارقعان عن الذاكرين:
"وثمة فائدة من قول عمرو بن سلمة: (رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)، وهي سوء عاقبة أهل البدع من ناحية القدر، وأنهم في الغالب يكونون بلاء وشرا على الأمة الإسلامية بعامة، والله المستعان وأترك للقارئ الكريم أن يقارن بين هذه البدعة التي أنكرها عبد الله بن مسعود وبين بدعة المولد، وأن يتخيل ماذا لو علم الصحابة بأن بعض أمة محمد (ص)في هذه الأزمان يجتمعون في موعد معين بطريقة جماعية ويتذاكرون النبي (ص)وصفاته ، ويصلون عليه، بهذه الصفة، ماذا سيفعل عندها عبد الله بن مسعود وعمر بن الخطاب وغيرهما من الصحابة الأبرار"
بالقطع لم يكن هناك نهروان ولا خوارج لأن هذا تاريخ افتراه الكفار لاحداث الخلافات بين المسلمين حتى يضلوا عن الحق وهو ما حدث بالفعل وما زال مستمرا
وذكر بارقعان ملحق يتعلق بالأعياد الزمانية فقال:
"ملحق خاص
إخواني هذا ملحق يتعلق بالأعياد الزمانية، أفردته من رسالتي للماجستير: (مظاهر التشبه بالكفار في العصر الحديث وأثرها على المسلمين)، أدرجته هنا باختصار للفائدة
الأعياد الزمانية:
سبق تعريف العيد وأنه "اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك"
فالعيد الزماني: هو أي وقت يحصل له نوع تعظيم، أو يحصل فيه اجتماع معظم لأي فئة من البشر، فما ثبت من الأزمنة اعتباره عيدا في الشرع فهو تعظيم لدين الإسلام وما كان من أعياد غير المسلمين فهو تعظيم لسبب فعل العيد، سواء أكان السبب دينيا أو اجتماعيا أو قوميا
ولذلك جاء النهي عن الاحتفال بأعياد المشركين، قال تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما)، قال ابن كثير: "قال أبو العالية وطاووس وابن سيرين والضحاك والربيع بن أنس وغيرهم هو أعياد المشركين"، وقال رسول الله (ص)"إن لكل قوم عيدا، وإن عيدنا هذا اليوم"، قال الإمام الذهبي : "فهذا القول منه (ص)يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما قال تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)، فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مختصين بذلك، فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم، ولا في قبلتهم"
وعن أنس قال: قدم رسول الله (ص)المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟"، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله (ص)"إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر"، وفي هذا إلغاء للأعياد التي كانت في زمن الجاهلية، وإبدالها بأعياد إسلامية، فلم يقرهم النبي (ص)على أعيادهم في حال شرعه لعيدي المسلمين، بل ألغى احتفالهم بذينك اليومين فقد قال: أبدلكم والإبدال يقتضي ترك المبدل منه، فأشعر فعله (ص)هذا بأنه لا يمكن أن يكون في الإسلام أي عيد آخر غير العيدين الذين شرعا لأهل الإسلام، أو ما أضيف إليهما بنص شرعي آخر، ولذلك قام بإلغاء الأعياد التي كانت أيام الجاهلية
وعن عمر بن الخطاب ، قال: "لا تتعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم"، وينقل لنا الإمام الذهبي رأي أهل العلم في حضور أعياد الكفار، فيقول: "قال العلماء: ومن موالاتهم التشبه بهم، وإظهار أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها وهذا منكر وبدعة في دين الإسلام، ولا يفعل ذلك إلا كل قليل الدين والإيمان، ويدخل في قول النبي (ص)"من تشبه بقوم فهو منهم"
ويشمل النهي الاحتفال بيوم أو ليلة لم يثبت أنها عيد من أعياد المسلمين ولو كان ذلك الاحتفال غير مأخوذ عن الكفار في الأصل "فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام فإنه إذا لم يكن له أصل فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه أو يكون مأخوذا عنهم فأقل أحواله أن يكون من البدع"
أشكال الاحتفاء الذي تحصل به المشابهة:
الضابط في حصول الاحتفاء المحرم بأعيادهم الذي هو شكل من أشكال المشابهة هو أن يبعثه وجود ذلك العيد إلى أي فعل من الأفعال، إلا فعلا هو من أجل مخالفة أهل ذلك العيد، يقول شيخ الإسلام : "وإنما المحرك على إحداث ذلك: وجود عيدهم، ولولا هو لم يقتضوا ذلك، فهذا أيضا من مقتضيات المشابهة"
ومن الاحتفاء الذي لا ينبغي بأعياد الكفار: الفرح في يوم عيدهم، قال شيخ الإسلام "ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة من الصنائع أو التجارات أو حلق العلم أو غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح واللعب فيه بالخيل أو غيرها على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام"، ومن الاحتفاء الذي لا يجوز كذلك: الاحتفاء والفرح بسبب العيد ولو لم يكن في وقت عيدهم، يقول شيخ الإسلام : "وكذلك حريم العيد وهو ما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثون فيها أشياء لأجله أو ما حوله من الأمكنة التي يحدث فيها أشياء لأجله، أو ما حدث بسبب أعمال من الأعمال حكمها حكمه فلا يفعل شيء من ذلك، فإن بعض الناس قد يمنع من إحداث أشياء في أيام عيدهم، كيوم الخميس والميلاد، ويقول لعياله: إنما أصنع لكم ذلك في الأسبوع أو الشهر الآخر"
بل يرى شيخ الإسلام أنه لا تجوز إعانتهم في أي عيد من أعيادهم، يقول : "وكما لا يتشبه بهم في الأعياد فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك بل ينهى عن ذلك فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم في مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم وكذلك أيضا لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد لا سيما إذا كان مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك لأن في ذلك إعانة على المنكرات فأما مبايعتهم ما يستعينون هم به على عيدهم أو شهود أعيادهم للشراء فيها فقد قدمنا أنه قيل للإمام أحمد هذه الأعياد التي تكون عندنا بالشام مثل طور يانور أو دير أيوب وأشباهه يشهده المسلمون يشهدون الأسواق ويجلبون فيه الغنم والبقر والدقيق والبر وغير ذلك إلا أنه إنما يكون في الأسواق يشترون، ولا يدخلون عليهم بيعهم وإنما يشهدون الأسواق؟ قال: إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم، وإنما يشهدون السوق فلا بأس"
ولقد ابتلي كثير من المسلمين في هذا العصر بالتشبه بالكفار في أعيادهم الزمانية وتنوعت انتماءات تلك الأعياد فمنها الدينية غير إسلامية ومنها الاجتماعية، وابتدئ الحديث أولا عن الدينية منها لخطورة التشبه فيها:-
أعياد النصارى:
اشتهر عند النصارى ما يسمى بعيد الميلاد أي ميلاد المسيح (ص) ويبدأ من الخامس والعشرين من شهر ديسمبر، حتى منتصف ليلة 31 منه وهو المسمى عن الأوربيين اليوم باسم: (عيد الكرسمس)
ويهنئ بعض مسلمي عصرنا النصارى في هذا العيد، وربما يشاركونهم الاجتماع والفرح به، وقد يحصل أحيانا أنهم "يعطلون الدوائر الحكومية والشركات تعظيما لهذا اليوم، احتراما له ويزورون أصدقاءهم النصارى ويرسلون لهم بطاقات التهنئة"
وقلد النصارى في ذلك الشيعة الفاطميون (الباطنية) الذي ابتدعوا في الإسلام عيد ميلاد النبي (ص) قياسا على ما عند النصارى من احتفال بمولد عيسى - عليه السلام - وكان ذلك عام: (363هـ)، ثم انتشر بعد ذلك بين المسلمين، وخاصة الصوفية الذين يزعمون أن ذلك من محبة النبي (ص)، واستمرت هذه البدعة حتى عصرنا الحاضر، وانتشرت انتشارا واسعا حتى صار يوم عيد ميلاد النبي (ص)يوم عطلة رسمية في بعض الدول
ويعتبر بعض الناس هذا الاحتفال من الاحتفالات الإسلامية التي تعبر عن روح الإسلام جهلا منهم بحقيقة مصدر هذا الاحتفال يقول بعضهم: "على أننا إذا احتفلنا بميلاد الرسول فإننا نحتفل في الحقيقة بالإسلام الذي جاء به مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحتفل بالفكرة، بالمنهج، أيستطيع أحد أن يمنعنا من الفرح بشخص رسولنا، وبالهداية التي جاءت على يده وبالمنهج الذي أمرنا به"، والجواب على ذلك: أن الفرح الذي يكون بالدين وبنعمة الله بإرسال الرسول (ص)هو الفرح بما كان من الشريعة الحقة، وذلك بالعيدين الذين شرعهما الله عز وجل لنا بعد إكمال عبادتين من أعظم العبادات الصوم والحج، وهما عيدا: الفطر والأضحى، لا أن نحتفل بعيد استقيناه من عند الكفار الذين يقولون إن الله ثالث ثلاثة، ونقله إلينا من ثبت بغضهم للإسلام والمسلمين من الشيعة العبيديين!!
وقبل أن أصف للقارئ الكريم ماذا يدور في بعض احتفالات الموالد أنقل هذا الكلام عن أحد المعجبين بدور المولد في التربية على مكارم الأخلاق، يقول: "والاحتفال بعيد مولد الرسول (ص) هو احتفال بالإسلام، وتدل دراسة علم النفس والتربية الحديثة، أن العقيدة تثبت في نفوس الأطفال والعوام، بوسائل مختلفة، والاحتفال بالمولد من هذا الباب، بل نحن ندعو إلى استغلال الوسائل العلمية والتكنولوجية، للدعوة إلى الإسلام كما يفعل المبشرون الآن في بعض مجاهل إفريقيا وغيرها من بلاد العالم"
ينطلق الاحتفال بالمولد النبوي من الأضرحة التي تعتبر في الأصل أعيادا مكانية نهانا شرعنا القويم تشييدها، حيث يصف أحد الصحفيين المشهد الذي رآه في الاحتفال بالمولد النبوي في القاهرة فيقول: " سار موكب ممثلي الطرق الصوفية لمدة (45) دقيقة تقريبا مشيا على الأقدام حاملين الأعلام والرايات في جو من البهجة والاحتفال بدءا من ضريح الشيخ صالح الجعفري بمنطقة الدراسة إلى مسجد الحسين، وهناك وجدوا في انتظارهم بعض المستقبلين، على رأسهم شيخ مشايخ الطرق الصوفية، فقاموا بالسلام عليه وقراءة الفاتحة والدعاء جماعيا ويشهد هذا الاحتفال أيضا كبار رجال الدولة أو ممثلون عنهم، وعلى رأسهم شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية ورئيس جامعة الأزهر ووزير الأوقاف ومحافظ القاهرة؛ حيث يلقي معظمهم كلمات في الاحتفال، كما يشهد حضورا إعلاميا واضحا من صحافة وإذاعة وتلفاز وبعد نهاية الاحتفال الرسمي ينصرف أتباع الطرق الصوفية لإلقاء أناشيدهم ومدائحهم وأذكارهم في أماكن معدة لذلك سلفا، ويستمرون في ذلك حتى منتصف الليل تقريبا
ولبيان الأثر التربوي الذي نجنيه من الموالد المبتدعة أسوق هذا الوصف للمولد النبوي، يقول الكاتب عثمان محمد سليمان (من الخرطوم): "وقد تأصل هذا النوع من الاحتفالات حتى خصصت لها ميادين معينة، عرفت بميادين المولد؛ ففي كل مدينة ميدان يسمى ميدان المولد الكبير، وهو ساحة متسعة مخصصة لهذا الغرض، وتلتقي فيه كل الطرق الصوفية المشتركة في الاحتفال بالمولد، وتتم المشاركة فيه بعد الحصول على تصديق رسمي من الدولة يتم بموجبه السماح للطريقة المعينة بنصب سرادقها في المكان المخصص لها في ساحة المولد، وعمل تجهيزاتها اللازمة لها وتقوم كل طريقة بعمل الأذكار التي تخصها والمدائح المتعلقة بالمولد، كما تتم قراءة الكتب المؤلفة في المولد النبوي في شكل حلقات تشبه حلقات تلاوة القرآن، وعند مرورهم بمواطن معينة في هذه الموالد المؤلفة يقف الحاضرون اعتقادا منهم أن النبي (ص)يحضر عند ذكر ولادته، ويرددون في صوت واحد عبارة (مرحبا بالمصطفى يا مرحبا) وفي بعض المواضع من القراءة يضعون الأيدي على الرؤوس، وفي مواضع أخرى يضربونها أو يوجهونها نحو الأرض عند الاستعاذة من بعض الأمراض أثناء قراءة المولد وفي المولد يضربون أيضا على الطبول الكبيرة (النوبة) التي تصدر أصواتا قوية، ويرددون معها القصائد الملحنة كنوع من الذكر الذي يتقرب به إلى الله وكل هذا مع الحركة والاضطراب الشديد، وربما دار أحد الدراويش على رجل واحدة وهو (يترجم)، أي: يصدر أصواتا لا تفهم، فيوصف بأنه غرق في الذكر ويزداد الزحام في الليلة الأخيرة، ويكون الناس في هذه الساحات خليطا من الرجال والنساء، وقد شاهدت في أحد الموالد نساء يصفقن ويتحركن مع رجال يضربون هذه الدفوف (النوبة) حتى انتهين إلى أحد السرادقات المقامة وهن يصفقن على أصوات المديح، ويتحركن على صوت ضربات الطبول، إلى أن يستقبلهن شيخ ممسك بمسبحته وهو يهز رأسه استحسانا لهذاالصنيع"
وانتقلت بدعة الاحتفال بالمولد النبوي إلى الاحتفال بموالد الصالحين والأولياء حتى صار "من الصعب أن نجد على مدار السنة يوما ليس فيه احتفال بمولد ولي بمكان بمصر" ومما يذكر هنا أن مولدا للبدوي عام: (1996م) حضره حوالي ثلاثة ملايين زائر"
يربط بارقعان هنا الموالد بما يسمى الذكر الجماعى وكما قلنا لا يوجد ذكر جماعى ولا فردى بمعنى ترديد جمل معينة عدد من المرات وإنما أراد الله بذكره ذكر اسمه وهو وحيه حتى يتعلم المسلم الأحكام أو يتخذ العظات من القصص والذكر الأخر يعنى طاعة أحكام الله واما الذكر الكلامى لجمل محددة فلا وجود له فى كلام الله
الكتاب تأليف أشرف بن عبد الحميد بارقعان من المعاصرين وموضوع الكتاب حكم الذكر الجماعى وهو ترديد أقوال معينة لعدد معين من المراد فى جماعة وقد أطال بارقعان فى مقدمته وتحدث عن أمور لا علاقة لها بالموضوع كما زاد موضوع المولد والأعياد فقال :
"وبعد:
فإن الطريقة الصحيحة لمعرفة الحق من الباطل هي النظر في الأدلة بتجرد عن الهوى قال تعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) وقال: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) فإن النصوص تنقسم إلى هذين القسمين: منها ما هو واضح الدلالة، ومنها ما يحتاج إلى بيان فما هو المخرج إذن؟
المخرج من هذا الباب الخطير هو أن نرد المتشابه إلى المحكم من النصوص ففيه البيان ولذلك فقول النبي (ص)«كل بدعة ضلالة»، وقوله (ص)«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وقوله (ص)«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، أي مردود عليه، فهذا العموم هل هو على إطلاقه؟ أم هناك خصوص؟ وهل كل بدعة؟ أم تستثنى بعض البدع؟ وإلى أي مدى يكون هذا التحريم للبدع؟ وإلى أي مدى يجب البعد عن كل محدثة، وهل كل ما لم يعمله الصحابة يعتبر بدعة؟ لكي نرد على هذه الأسئلة:
إليك هذا الأثر الذي يبين لنا كيف فهم الصحابة الدين؟ وكيف فهموا القرآن والسنة النبوية؟ وكيف فهموا الأحاديث التي تنهى عن البدع؟ وهذا الأثر يبين فهم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود وهو من في مكانته ! يقول عنه عمر بن الخطاب : كنيف ملئ علما، ولما أرسله إلى العراق ليعلمهم كتب إليهم: "إنني قد بعثت إليكم عمارا أميرا وابن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد (ص)من أهل بدر فاسمعوا لهما واقتدوا بهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي"
اختصرنا المقدمة كى ندخل فى موضوع الكتاب الذى استهله بالتالى: "قال الدارمي : أخبرنا الحكم بن المبارك أنا عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا قال فما هو فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة، ويقول: سبحوا مائة فيسبحون مائة، قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار التابعين قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ؤويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم (ص)متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله (ص)حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج
ونقف هنا مع عبارتين من هذا الأثر: -
قول الراوي: (ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار التابعين)، وهنا يؤخذ من هذه العبارة فوائد:
أن السلف الصالح كانوا يحترمون رأي الصحابة غاية الاحترام، وما ذاك إلا لعلمهم بعظم فهمهم للدين وسابقتهم في الإسلام، وأنهم هم الذين عاصروا نزول القرآن وعاصروا التشريع فعندهم ما ليس عند غيرهم من العلم، وهذا مما لا يتمارى فيه اثنان
أن الجلسة التي كان فيها ذكر الله بهذه الطريقة أثارت هذا التابعي بفطرته وتسلحه بالعلم، وهكذا جميع الأمور المريبة تثير من سلمت فطرته ولم تتعكر بشيء من الآراء المخالفة للدين، ثم هو لم ينكر عليهم، ولكنه قد أحس بغرابة هذا الأمر، ولكنه لم يفعل شيئا وذلك إما لتوخيه الحكمة في الإنكار، وإما ليعلم علم اليقين بخطورة هذا الفعل، من الصحابة أو التابعين ويؤخذ من هذه العبارة أيضا أن تلك الجلسة لم يكن فيها صحابي واحد، ولا أحد من كبار التابعين، وهذا صريح من كلام الراوي، ويؤيد ذلك قوله: (رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)، ومعلوم أن الخوارج لم يكن فيهم صحابي واحد
قول عبد الله بن مسعود : (والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة)، وهنا حصر الحكم على هذا الفعل الحادث، في نتيجتين:
أحدهما: أن يكونوا على ملة هي أهدي من ملة محمد (ص)
والثانية: أن يكونوا مفتتحي باب ضلالة
ولعل هذا الحصر يذكرنا بقول النبي (ص)«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، فما أجملها من عبارة، تشرح هذا الحديث شرحا وافيا
ولذلك كانت النتيجة الثانية هي المتحتمة"
الرواية وما فهمه بارقعان او غيره منها يدل على عدم دراسة الرواية ففيها جمل تدل على الخبل :
الأولى" إني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا"الرجل رأى منكرا بقوله " أمرا أنكرته"فكيف يكون هذا المنكر كما قال فى بقية الجملة خير بقوله ولم أر والحمد لله إلا خيرا"
المنكر لا يكون خيرا أبدا وإنما شرا لأن الله حرمه
الثانية " والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد"
الرجل هنا يقول بوجود دين أفضل من دين الإسلام الذى أنزل على محمد(ص) فهل هذا كلام مسلم أم كافر ؟
إنه كلام كافر فالدين الأفضل هو دين الله المنزل على محمد(ص)
الثالثة ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار التابعين" هل يمكن أن ينتظر صاحبى تعلم فى مدرسة النبوة وهو أبو موسى الأشعرى رأى التابعين ؟
بالقطع الرجل من قدامى الصحابة تاريخيا وهو رجل تولى المناصب فى عهد النبى(ص) ومن بعده ولا يتولى منصب إلا صاحب علم فكيف لا يقول القوم الحكم منتظر رأى صحابى أخر أو التابعين الذين لم يتعلموا على يد النبى(ص)
كما ان الرواية تخالف المعروف فى عدد الترديدات فبدلا من 33و34 نجد مائة كما قال بارقعان فى التالى:
" ولو نظرنا إلى ما أنكره عبد الله بن مسعود لوجدنا أن ما اجتمع عليه هؤلاء هو نوع من الذكر المشروع في أدبار الصلوات، وهو التسبيح ثلاثا وثلاثين، والتحميد ثلاثا وثلاثين، والتكبير ثلاثا وثلاثين، وهذا في حد ذاته سنة مشروعة في أدبار الصلوات، فلماذا أنكر عبد الله بن مسعود هذا الفعل بهذه الطريقة؟
الجواب: أن كل هذا الإنكار الشديد كان لمجرد الصفة المبتدعة في الذكر، حيث كان جماعيا وكان يستعان فيه بالحصى، مما لم يعهد على عهد النبي (ص)ولا عهد أبي بكر وعمر
ونقول: هذا فعل عبد الله بن مسعود لما رأى ذلك، فما بالك لو رأى هذا الفعل عمر بن الخطاب ، لا أظن أن الدرة العمرية سوف ترتاح ذلك اليوم، مما ستفريه في ظهور أولئك وعلى هذا تكون هذه البدعة بدعة إضافية، وليست بدعة حقيقية، والفرق بينهما أن البدعة الحقيقية ليس لها أصل في الشرع البتة، وأن البدعة الإضافية كان لها أصل في الشرع، ولكنها صارت بدعة لما أضيف إليها من صفة غير شرعية، أو تحديد بزمان أو تحديد بمكان، أو غير ذلك
فكيف يكون حال إنكار الصحابة لو رأوا بدعة حقيقية ما أنزل الله بها من سلطان، أترك الإجابة للقارئ الكريم"
بارقعان يقول أن سبب إنكار ابن مسعود هو الذكر الجماعى والحصى وهو كلام يناقض فى الحصى روايات تفيد اباحته هو والنوى
أساسا لا يوجد فى الإسلام شىء الذكر بمعنى ترديد جمل معينة فالموجود هو ذكر الله بمعنى قراءة بعض القرآن فى الصلاة من أجل معرفة الأحكام وليس مجرد ترديد كلام من غير فهم ولا عمل بناء عليه
ثم قال بارقعان :
"وثمة فائدة من قولهم: (والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير)، أن إرادة الخير وحب الخير كل الخير من حب الله وحب رسوله وحب أنبيائه وحب صحابة رسوله (ص) كل هذا الحب وهذه الإرادة الطيبة لم تشفع لهم عند عبد الله بن مسعود ، وهذا هو المنهج الصحيح تجاه البدع
وقوله : (إن رسول الله (ص)حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم)، يدل على أن إساءة الظن بأهل البدع في محلها، فإن عاقبتهم إلى هلاك في الدنيا والآخرة وسواد الوجوه وظلمتها لاحق بهم في الدنيا والآخرة، ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) قالوا: تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة"
الخبل هنا تفسير أن من تسود وجوههم هم أهل البدعة وهو ما يناقض أن الله قال انهم من كفروا فى الآية فقال :
"فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"
وقال بارقعان عن الذاكرين:
"وثمة فائدة من قول عمرو بن سلمة: (رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)، وهي سوء عاقبة أهل البدع من ناحية القدر، وأنهم في الغالب يكونون بلاء وشرا على الأمة الإسلامية بعامة، والله المستعان وأترك للقارئ الكريم أن يقارن بين هذه البدعة التي أنكرها عبد الله بن مسعود وبين بدعة المولد، وأن يتخيل ماذا لو علم الصحابة بأن بعض أمة محمد (ص)في هذه الأزمان يجتمعون في موعد معين بطريقة جماعية ويتذاكرون النبي (ص)وصفاته ، ويصلون عليه، بهذه الصفة، ماذا سيفعل عندها عبد الله بن مسعود وعمر بن الخطاب وغيرهما من الصحابة الأبرار"
بالقطع لم يكن هناك نهروان ولا خوارج لأن هذا تاريخ افتراه الكفار لاحداث الخلافات بين المسلمين حتى يضلوا عن الحق وهو ما حدث بالفعل وما زال مستمرا
وذكر بارقعان ملحق يتعلق بالأعياد الزمانية فقال:
"ملحق خاص
إخواني هذا ملحق يتعلق بالأعياد الزمانية، أفردته من رسالتي للماجستير: (مظاهر التشبه بالكفار في العصر الحديث وأثرها على المسلمين)، أدرجته هنا باختصار للفائدة
الأعياد الزمانية:
سبق تعريف العيد وأنه "اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك"
فالعيد الزماني: هو أي وقت يحصل له نوع تعظيم، أو يحصل فيه اجتماع معظم لأي فئة من البشر، فما ثبت من الأزمنة اعتباره عيدا في الشرع فهو تعظيم لدين الإسلام وما كان من أعياد غير المسلمين فهو تعظيم لسبب فعل العيد، سواء أكان السبب دينيا أو اجتماعيا أو قوميا
ولذلك جاء النهي عن الاحتفال بأعياد المشركين، قال تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما)، قال ابن كثير: "قال أبو العالية وطاووس وابن سيرين والضحاك والربيع بن أنس وغيرهم هو أعياد المشركين"، وقال رسول الله (ص)"إن لكل قوم عيدا، وإن عيدنا هذا اليوم"، قال الإمام الذهبي : "فهذا القول منه (ص)يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما قال تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)، فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مختصين بذلك، فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم، ولا في قبلتهم"
وعن أنس قال: قدم رسول الله (ص)المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟"، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله (ص)"إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر"، وفي هذا إلغاء للأعياد التي كانت في زمن الجاهلية، وإبدالها بأعياد إسلامية، فلم يقرهم النبي (ص)على أعيادهم في حال شرعه لعيدي المسلمين، بل ألغى احتفالهم بذينك اليومين فقد قال: أبدلكم والإبدال يقتضي ترك المبدل منه، فأشعر فعله (ص)هذا بأنه لا يمكن أن يكون في الإسلام أي عيد آخر غير العيدين الذين شرعا لأهل الإسلام، أو ما أضيف إليهما بنص شرعي آخر، ولذلك قام بإلغاء الأعياد التي كانت أيام الجاهلية
وعن عمر بن الخطاب ، قال: "لا تتعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم"، وينقل لنا الإمام الذهبي رأي أهل العلم في حضور أعياد الكفار، فيقول: "قال العلماء: ومن موالاتهم التشبه بهم، وإظهار أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها وهذا منكر وبدعة في دين الإسلام، ولا يفعل ذلك إلا كل قليل الدين والإيمان، ويدخل في قول النبي (ص)"من تشبه بقوم فهو منهم"
ويشمل النهي الاحتفال بيوم أو ليلة لم يثبت أنها عيد من أعياد المسلمين ولو كان ذلك الاحتفال غير مأخوذ عن الكفار في الأصل "فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام فإنه إذا لم يكن له أصل فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه أو يكون مأخوذا عنهم فأقل أحواله أن يكون من البدع"
أشكال الاحتفاء الذي تحصل به المشابهة:
الضابط في حصول الاحتفاء المحرم بأعيادهم الذي هو شكل من أشكال المشابهة هو أن يبعثه وجود ذلك العيد إلى أي فعل من الأفعال، إلا فعلا هو من أجل مخالفة أهل ذلك العيد، يقول شيخ الإسلام : "وإنما المحرك على إحداث ذلك: وجود عيدهم، ولولا هو لم يقتضوا ذلك، فهذا أيضا من مقتضيات المشابهة"
ومن الاحتفاء الذي لا ينبغي بأعياد الكفار: الفرح في يوم عيدهم، قال شيخ الإسلام "ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة من الصنائع أو التجارات أو حلق العلم أو غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح واللعب فيه بالخيل أو غيرها على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام"، ومن الاحتفاء الذي لا يجوز كذلك: الاحتفاء والفرح بسبب العيد ولو لم يكن في وقت عيدهم، يقول شيخ الإسلام : "وكذلك حريم العيد وهو ما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثون فيها أشياء لأجله أو ما حوله من الأمكنة التي يحدث فيها أشياء لأجله، أو ما حدث بسبب أعمال من الأعمال حكمها حكمه فلا يفعل شيء من ذلك، فإن بعض الناس قد يمنع من إحداث أشياء في أيام عيدهم، كيوم الخميس والميلاد، ويقول لعياله: إنما أصنع لكم ذلك في الأسبوع أو الشهر الآخر"
بل يرى شيخ الإسلام أنه لا تجوز إعانتهم في أي عيد من أعيادهم، يقول : "وكما لا يتشبه بهم في الأعياد فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك بل ينهى عن ذلك فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم في مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم وكذلك أيضا لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد لا سيما إذا كان مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك لأن في ذلك إعانة على المنكرات فأما مبايعتهم ما يستعينون هم به على عيدهم أو شهود أعيادهم للشراء فيها فقد قدمنا أنه قيل للإمام أحمد هذه الأعياد التي تكون عندنا بالشام مثل طور يانور أو دير أيوب وأشباهه يشهده المسلمون يشهدون الأسواق ويجلبون فيه الغنم والبقر والدقيق والبر وغير ذلك إلا أنه إنما يكون في الأسواق يشترون، ولا يدخلون عليهم بيعهم وإنما يشهدون الأسواق؟ قال: إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم، وإنما يشهدون السوق فلا بأس"
ولقد ابتلي كثير من المسلمين في هذا العصر بالتشبه بالكفار في أعيادهم الزمانية وتنوعت انتماءات تلك الأعياد فمنها الدينية غير إسلامية ومنها الاجتماعية، وابتدئ الحديث أولا عن الدينية منها لخطورة التشبه فيها:-
أعياد النصارى:
اشتهر عند النصارى ما يسمى بعيد الميلاد أي ميلاد المسيح (ص) ويبدأ من الخامس والعشرين من شهر ديسمبر، حتى منتصف ليلة 31 منه وهو المسمى عن الأوربيين اليوم باسم: (عيد الكرسمس)
ويهنئ بعض مسلمي عصرنا النصارى في هذا العيد، وربما يشاركونهم الاجتماع والفرح به، وقد يحصل أحيانا أنهم "يعطلون الدوائر الحكومية والشركات تعظيما لهذا اليوم، احتراما له ويزورون أصدقاءهم النصارى ويرسلون لهم بطاقات التهنئة"
وقلد النصارى في ذلك الشيعة الفاطميون (الباطنية) الذي ابتدعوا في الإسلام عيد ميلاد النبي (ص) قياسا على ما عند النصارى من احتفال بمولد عيسى - عليه السلام - وكان ذلك عام: (363هـ)، ثم انتشر بعد ذلك بين المسلمين، وخاصة الصوفية الذين يزعمون أن ذلك من محبة النبي (ص)، واستمرت هذه البدعة حتى عصرنا الحاضر، وانتشرت انتشارا واسعا حتى صار يوم عيد ميلاد النبي (ص)يوم عطلة رسمية في بعض الدول
ويعتبر بعض الناس هذا الاحتفال من الاحتفالات الإسلامية التي تعبر عن روح الإسلام جهلا منهم بحقيقة مصدر هذا الاحتفال يقول بعضهم: "على أننا إذا احتفلنا بميلاد الرسول فإننا نحتفل في الحقيقة بالإسلام الذي جاء به مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحتفل بالفكرة، بالمنهج، أيستطيع أحد أن يمنعنا من الفرح بشخص رسولنا، وبالهداية التي جاءت على يده وبالمنهج الذي أمرنا به"، والجواب على ذلك: أن الفرح الذي يكون بالدين وبنعمة الله بإرسال الرسول (ص)هو الفرح بما كان من الشريعة الحقة، وذلك بالعيدين الذين شرعهما الله عز وجل لنا بعد إكمال عبادتين من أعظم العبادات الصوم والحج، وهما عيدا: الفطر والأضحى، لا أن نحتفل بعيد استقيناه من عند الكفار الذين يقولون إن الله ثالث ثلاثة، ونقله إلينا من ثبت بغضهم للإسلام والمسلمين من الشيعة العبيديين!!
وقبل أن أصف للقارئ الكريم ماذا يدور في بعض احتفالات الموالد أنقل هذا الكلام عن أحد المعجبين بدور المولد في التربية على مكارم الأخلاق، يقول: "والاحتفال بعيد مولد الرسول (ص) هو احتفال بالإسلام، وتدل دراسة علم النفس والتربية الحديثة، أن العقيدة تثبت في نفوس الأطفال والعوام، بوسائل مختلفة، والاحتفال بالمولد من هذا الباب، بل نحن ندعو إلى استغلال الوسائل العلمية والتكنولوجية، للدعوة إلى الإسلام كما يفعل المبشرون الآن في بعض مجاهل إفريقيا وغيرها من بلاد العالم"
ينطلق الاحتفال بالمولد النبوي من الأضرحة التي تعتبر في الأصل أعيادا مكانية نهانا شرعنا القويم تشييدها، حيث يصف أحد الصحفيين المشهد الذي رآه في الاحتفال بالمولد النبوي في القاهرة فيقول: " سار موكب ممثلي الطرق الصوفية لمدة (45) دقيقة تقريبا مشيا على الأقدام حاملين الأعلام والرايات في جو من البهجة والاحتفال بدءا من ضريح الشيخ صالح الجعفري بمنطقة الدراسة إلى مسجد الحسين، وهناك وجدوا في انتظارهم بعض المستقبلين، على رأسهم شيخ مشايخ الطرق الصوفية، فقاموا بالسلام عليه وقراءة الفاتحة والدعاء جماعيا ويشهد هذا الاحتفال أيضا كبار رجال الدولة أو ممثلون عنهم، وعلى رأسهم شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية ورئيس جامعة الأزهر ووزير الأوقاف ومحافظ القاهرة؛ حيث يلقي معظمهم كلمات في الاحتفال، كما يشهد حضورا إعلاميا واضحا من صحافة وإذاعة وتلفاز وبعد نهاية الاحتفال الرسمي ينصرف أتباع الطرق الصوفية لإلقاء أناشيدهم ومدائحهم وأذكارهم في أماكن معدة لذلك سلفا، ويستمرون في ذلك حتى منتصف الليل تقريبا
ولبيان الأثر التربوي الذي نجنيه من الموالد المبتدعة أسوق هذا الوصف للمولد النبوي، يقول الكاتب عثمان محمد سليمان (من الخرطوم): "وقد تأصل هذا النوع من الاحتفالات حتى خصصت لها ميادين معينة، عرفت بميادين المولد؛ ففي كل مدينة ميدان يسمى ميدان المولد الكبير، وهو ساحة متسعة مخصصة لهذا الغرض، وتلتقي فيه كل الطرق الصوفية المشتركة في الاحتفال بالمولد، وتتم المشاركة فيه بعد الحصول على تصديق رسمي من الدولة يتم بموجبه السماح للطريقة المعينة بنصب سرادقها في المكان المخصص لها في ساحة المولد، وعمل تجهيزاتها اللازمة لها وتقوم كل طريقة بعمل الأذكار التي تخصها والمدائح المتعلقة بالمولد، كما تتم قراءة الكتب المؤلفة في المولد النبوي في شكل حلقات تشبه حلقات تلاوة القرآن، وعند مرورهم بمواطن معينة في هذه الموالد المؤلفة يقف الحاضرون اعتقادا منهم أن النبي (ص)يحضر عند ذكر ولادته، ويرددون في صوت واحد عبارة (مرحبا بالمصطفى يا مرحبا) وفي بعض المواضع من القراءة يضعون الأيدي على الرؤوس، وفي مواضع أخرى يضربونها أو يوجهونها نحو الأرض عند الاستعاذة من بعض الأمراض أثناء قراءة المولد وفي المولد يضربون أيضا على الطبول الكبيرة (النوبة) التي تصدر أصواتا قوية، ويرددون معها القصائد الملحنة كنوع من الذكر الذي يتقرب به إلى الله وكل هذا مع الحركة والاضطراب الشديد، وربما دار أحد الدراويش على رجل واحدة وهو (يترجم)، أي: يصدر أصواتا لا تفهم، فيوصف بأنه غرق في الذكر ويزداد الزحام في الليلة الأخيرة، ويكون الناس في هذه الساحات خليطا من الرجال والنساء، وقد شاهدت في أحد الموالد نساء يصفقن ويتحركن مع رجال يضربون هذه الدفوف (النوبة) حتى انتهين إلى أحد السرادقات المقامة وهن يصفقن على أصوات المديح، ويتحركن على صوت ضربات الطبول، إلى أن يستقبلهن شيخ ممسك بمسبحته وهو يهز رأسه استحسانا لهذاالصنيع"
وانتقلت بدعة الاحتفال بالمولد النبوي إلى الاحتفال بموالد الصالحين والأولياء حتى صار "من الصعب أن نجد على مدار السنة يوما ليس فيه احتفال بمولد ولي بمكان بمصر" ومما يذكر هنا أن مولدا للبدوي عام: (1996م) حضره حوالي ثلاثة ملايين زائر"
يربط بارقعان هنا الموالد بما يسمى الذكر الجماعى وكما قلنا لا يوجد ذكر جماعى ولا فردى بمعنى ترديد جمل معينة عدد من المرات وإنما أراد الله بذكره ذكر اسمه وهو وحيه حتى يتعلم المسلم الأحكام أو يتخذ العظات من القصص والذكر الأخر يعنى طاعة أحكام الله واما الذكر الكلامى لجمل محددة فلا وجود له فى كلام الله