قرآن مسيلمة الكذاب
نسب القوم فى الروايات إلى مسيلمة أنه ألف كتابا وقد حفظ القوم فى كتبهم بعض مما نسب إلى مسيلمة
وقد ذكر القرآن أنه هناك أحد الكفار زعم أنه سينزل مثل ما أنزل الله فقال :
"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله"
ولا نعلم من القرآن شيئا عن اسم هذا الرجل ولكن من الممكن أن تكون النصوص المنسوبة لمسيلمة هو قائلها وأما الروايات التى رويت عن مسيلمة فيما يسمى كتب الصحاح فهى غريبة الأمر منها:
3620 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِى مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ وَقَدِمَهَا فِى بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِى أَصْحَابِهِ فَقَالَ « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا ، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ ، وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ » أطرافه 4373 ، 4378 ، 7033 ، 7461 - تحفة 6518صحيح البخارى
4373 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِى مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ وَقَدِمَهَا فِى بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ ، وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّى » ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ أطرافه 3620 ، 4378 ، 7033 ، 7461 - تحفة 6518 - 216/54 صحيح البخارى
378 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِىُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ - وَكَانَ فِى مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ - أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَنَزَلَ فِى دَارِ بِنْتِ الْحَارِثِ ، وَكَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ كُرَيْزٍ ، وَهْىَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَهْوَ الَّذِى يُقَالُ لَهُ خَطِيبُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضِيبٌ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ فَقَالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ إِنْ شِئْتَ خَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الأَمْرِ ، ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنَا بَعْدَكَ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذَا الْقَضِيبَ مَا أَعْطَيْتُكَهُ وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَسَيُجِيبُكَ عَنِّى » فَانْصَرَفَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أطرافه 3620 ، 4373 ، 7033 ، 7461 - تحفة 5829 ل - 217/52 صحيح البخارى"
الروايات الثلاث يجمعها خطأ مشترك وهو علم النبى(ص) بالغيب وهو ما دار بنفس مسيلمة قبل المقابلة وهو كون مسيلمة يريد الحكم بعد النبى(ص) والثانى علمه بمكانه فى المدينة وهو ما يناقض قوله تعالى غبى لسان النبى" ولا أعلم الغيب"
والغريب فى الروايات هو أن الرسول (ص) كان يستقبل الوفود فى منزله أو كما تقول الروايات فى المسجد وهنا هو من ذهب إلى مسيلمة
لو اعتبر كلام الروايات صحيح وهو ليس كذلك فإن القوم جعلوا الرسول (ص) العالم بالغيب يترك كذابا كبيرا يفسد فى ناحية من دولته دون أن يقتله أو يحبسه
ولو ثبت أنه ادعى النبوة لوجب قتله لكونه محارب لله ورسوله (ص)
والروايات السابقة تفيد علم النبى (ص) بالغيب وهو ما يناقض أنه لا يعلمه وإنما كان مناما فسره النائم لهذا حسب الرواية التالية:
3621 - فَأَخْبَرَنِى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِى يَدَىَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَهَمَّنِى شَأْنُهُمَا ، فَأُوحِىَ إِلَىَّ فِى الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا ، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِى » فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِىَّ وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ أطرافه 4374 ، 4375 ، 4379 ، 7034 ، 7037 - تحفة 13574 صحيح البخارى"
وروايات مجىء مسيلمة إلى المدينة لطلب خلافة النبى(ص) يكذبها الروايات التالية التى تقول أنه أرسل كتابا إلى النبى(ص) بذلك وهو قول الروايات التالية:
763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِىُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ - يَعْنِى ابْنَ الْفَضْلِ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ كَانَ مُسَيْلِمَةُ كَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَقَدْ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِىِّ عَنْ أَبِيهِ نُعَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَهُمَا حِينَ قَرَآ كِتَابَ مُسَيْلِمَةَ « مَا تَقُولاَنِ أَنْتُمَا » قَالاَ نَقُولُ كَمَا قَالَ قَالَ « أَمَا وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنَّ الرُّسُلَ لاَ تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا » سنن أبو داود
3780- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِىُّ حَدَّثَنِى عَاصِمٌ عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَيْثُ قَتَلَ ابْنَ النَّوَّاحَةِ إِنَّ هَذَا وَابْنَ أُثَالٍ كَانَا أَتَيَا النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَشْهَدَانِ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ » قَالاَ نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ « لَوْ كُنْتُ قَاتِلاً رَسُولاً لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا » قَالَ فَجَرَتْ سُنَّةٌ أَنْ لاَ يُقْتَلَ الرَّسُولُ فَأَمَّا ابْنُ أُثَالٍ فَكَفَانَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ فِيهِ حَتَّى أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ الآنَ تحفة 9280 معتلى 5549 مجمع 5/314 مسند أحمد"
ورواية إرسال مسيلمة رسولين للنبى(ص) يناقضها كونه رسول واحد فى الرواية التالية:
3928- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ مُسَيْلِمَةَ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ « أَتَشْهَدُ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ » فَقَالَ لَهُ شَيْئاً فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْلاَ أَنِّى لاَ أَقْتُلُ الرُّسُلَ - أَوْ لَوْ قَتَلْتُ أَحَداً مِنَ الرُّسُلِ - لَقَتَلْتُكَ » معتلى 5552 مسند أحمد"
وأما الرواية الأخيرة فهى:
20966- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ أَكْثَرَ النَّاسُ فِى مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيهِ شَيْئاً فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطِيباً فَقَالَ « أَمَّا بَعْدُ فَفِى شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِى قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلاَثِينَ كَذَّاباً يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلْدَةٍ إِلاَّ يَبْلُغُهَا رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلاَّ الْمَدِينَةَ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ » معتلى 7860 مجمع 7/332"مسند أحمد"
الباطل فى الرواية أمرين:
الأول العلم بالغيب ممثلا فى وجود ثلاثين كذابا فقط بعد موت النبى (ص) حتى يوم القيامة وهم ألوف مؤلفة حتى الآن ووجود المسيح الدجال وهو ما يخالف قوله تعالى " ولا أعلم الغيب " وقوله تعالى " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
الثانى وجود ملائكة على أنقبة المدينة فى الأرض وهو ما يخالف أن الملائكة فى السموات لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فى قوله تعالى " قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
بعض من كتاب مسيلمة الباطل:
سمى مسيلمة كما يزعم الرواة كتابه قرآنا ومن سوره المزعومة:
سورة الضفدع التى تقول :
"يا ضفادع كم تنقين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين "
وفى رواية أخرى :
"يا ضفدع بنت الضفدعين نقي لكم نقين، لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين، رأسك في الماء، وذنبك في الطين"
وعوار الكلام ظاهر وهو أن الضفادع أعلاها فى الماء وأسفلها فى الطين والضفادع لها أوضاع كثيرة فأحيانا تقف على الأرض الجافة حول مجرى الماء وأحيانا تسبح فى الماء وجسمها كله داخله وأحيانا تسبح فى الماء وفمها لأعلى فى الهواء والوضع الذى ذكره يكون عند وجود قدر صغير من الماء فى مجرى الماء ومن ثم سميت برمائية
وهذا الكلام ليس تقليد من القائل لشىء من المصحف
وأما قولهم :
" والمبذرات زرعا؛ والحاصدات حصدا؛ والذاريات قمحا؛ والطاحنات طحنا؛ والحافرات حفرا؛ والخابزات خبزا؛ والثاردات ثردا؛ واللاقمات لقما؛ لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر؛ ريفكم فامنعوه؛ والمعتر فآوه؛ والباغي فناوئوه " وفى رواية تغيرت بعض ألفاظ السورة المزعومة وهى :
"والمبذرات زرعا، والحاصدات حصدا، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، إهالة وسمنا، لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المدر، رفيقكم فامنعوه، والمعتر فآووه، والناعي فواسوه"
والأخطاء فى القول عدة :
أولها أن خطوات وجود النبات ناقصة القسم بنمو النبات المزروع وسفيه ورعايته
ثانيها أن خطوات عمل الطعام ينقصها خطوة عجن الدقيق بالماء
ثالثها التمييز بين الناس بتفضيل أهل الزرع على أهل الوبر وأهل المدر بينما اساس التفضيل هو العمل الصالح
والقول يقلد سورا عدة فى المصحف مثل سورة النازعات التى تقول فى أولها:
"وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا "
والتقليد ليس فى المضمون وإنما التقليد فى القسم
وأما السورة المزعومة التالية فى الحبل فتقول:
" ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وأحشا ومن ذكر وأنثى "
فهى تقليد لبعض عبارات المصحف كما فى قوله تعالى :
"أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى"
وأما السورة المزعومة التالية :
"والليل الدامس؛ والذئب الهامس؛ ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس ألم تر أن الله خلقنا أفواجا وجعل النساء لنا أزواجا فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ثم نخرجها إخراجا فينتجن لنا سخالا إنتاجا"
فالمعنى مأخوذ فيها من قول المصحف :
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء"
والكذب فى الرواية هو القول أن أسيد ما قطعت من رطب ولا يابس فلو كانت أسيد وهى قبيلة أسد فيما يبدو فإنها قطعت فى حياتها الكثير من الرطب واليابس
وأما سورة الفيل المزعومة فهى :
" الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل ومشفر طويل وان ذلك من خلق ربنا لقليل "
فبعضها تقليد لقوله تعالى
"الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ "
والخطأ أنه ذكر صفتين لجسم الفيل وترك أعظم ما فيه وهو ضخامة الجسم ووجود النابين فالغرض من القول هو السجع وليس كلاما علميا ولا يشبه الكلام سورة الفيل القرآنية وهى:
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ "
وأما سورة الكوثر"إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ " فقلدها القائل بسورة الكواثر والجواهر فقال :
"إنا أعطيناك الجواهر فصل لربك وهاجر إن مبغضك رجل فاجر "
"انا أعطيناك الكواثر فصل لربك وبادر في الليالي الغوادر واحذر أن تحرص أو تكاثر"
والخطأ هو شتمه للزمان بقوله والليالى الغوادر فالغدر هو صفة النوعين المكلفين الإنس والجن وبيس صفة الليالى
ومن قرآنه المزعوم أيضا :
" سمع الله لمن سمع؛ وأطعمه بالخير إذا طمع؛ ولا زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع؛ رآكم ربكم فحياكم؛ ومن وحشة خلاكم؛ ويوم دينه أنجاكم فأحياكم؛ علينا من الصلوات معشر أبرار؛ لا أشقياء ولا فجار؛ يقومون الليل ويصومون النهار؛ لربكم الكبار العزة؛ رب الغيوم والأمطار "
والكلام هنا ينقض بعضه بعضا فقوله ويوم دينه أنجاكم فأحياكم يعنى نجاه القول ولكنه يناقض انه ينجى الأبرار بقوله علينا من الصلوات معشر أبرار؛ لا أشقياء ولا فجار
كما أن القول سمع الله لمن سمع يناقض أن الله لا يسمع لبعض دعاء الناس سواء مسلمين أو كفار طالما لم يقدره فى علمه السابق كما قال تعالى "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
وأما قوله وأطعمه بالخير إذا طمع فهو خبل فالله يطعم الناس فى الدنيا طمعوا أو لم يطمعوا فى الخير
ومن سوره المزعومة التى قلد فيها سورة الشمس قوله:
" والشمس وضحاها في ضوئها وجلاها والليل إذا عداها يطلبها ليغشاها فأدركها حتى أتاها وأطفأ نورها ومحاها "وسورة الشمس القرآنية هى :
"وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا "
والقائل هنا يتكلم أى كلام مثل أطفأ نورها ومحاها فالنور لا يطفىء والشمس لا تمحى فالمتغير هو نهار وليل المكان وأما الشمس فهى موجودة فى الأرض باستمرار تغير مكانها من بلد لأخر كل ساعة أو دقائق
ومن سوره المزعومة سورة الشاة والتى تقول:
"الشاة وألوانها، وأعجبها السود وألبانها، والشاة السوداء، واللبن الأبيض، إنه لعجب محض، وقد حرم المذق فما لكم لا تمجعون"
والكلام غريب فما هو وجه العجب فى أن لبن السوداء أبيض فلبن البنية ولبن الحمراء أبيض فليس هناك عجب أى شىء غريب ؟
نسب القوم فى الروايات إلى مسيلمة أنه ألف كتابا وقد حفظ القوم فى كتبهم بعض مما نسب إلى مسيلمة
وقد ذكر القرآن أنه هناك أحد الكفار زعم أنه سينزل مثل ما أنزل الله فقال :
"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله"
ولا نعلم من القرآن شيئا عن اسم هذا الرجل ولكن من الممكن أن تكون النصوص المنسوبة لمسيلمة هو قائلها وأما الروايات التى رويت عن مسيلمة فيما يسمى كتب الصحاح فهى غريبة الأمر منها:
3620 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِى مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ وَقَدِمَهَا فِى بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِى أَصْحَابِهِ فَقَالَ « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا ، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ ، وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ » أطرافه 4373 ، 4378 ، 7033 ، 7461 - تحفة 6518صحيح البخارى
4373 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِى مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ وَقَدِمَهَا فِى بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ ، وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّى » ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ أطرافه 3620 ، 4378 ، 7033 ، 7461 - تحفة 6518 - 216/54 صحيح البخارى
378 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِىُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ - وَكَانَ فِى مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ - أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَنَزَلَ فِى دَارِ بِنْتِ الْحَارِثِ ، وَكَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ كُرَيْزٍ ، وَهْىَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَهْوَ الَّذِى يُقَالُ لَهُ خَطِيبُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضِيبٌ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ فَقَالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ إِنْ شِئْتَ خَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الأَمْرِ ، ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنَا بَعْدَكَ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذَا الْقَضِيبَ مَا أَعْطَيْتُكَهُ وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَسَيُجِيبُكَ عَنِّى » فَانْصَرَفَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أطرافه 3620 ، 4373 ، 7033 ، 7461 - تحفة 5829 ل - 217/52 صحيح البخارى"
الروايات الثلاث يجمعها خطأ مشترك وهو علم النبى(ص) بالغيب وهو ما دار بنفس مسيلمة قبل المقابلة وهو كون مسيلمة يريد الحكم بعد النبى(ص) والثانى علمه بمكانه فى المدينة وهو ما يناقض قوله تعالى غبى لسان النبى" ولا أعلم الغيب"
والغريب فى الروايات هو أن الرسول (ص) كان يستقبل الوفود فى منزله أو كما تقول الروايات فى المسجد وهنا هو من ذهب إلى مسيلمة
لو اعتبر كلام الروايات صحيح وهو ليس كذلك فإن القوم جعلوا الرسول (ص) العالم بالغيب يترك كذابا كبيرا يفسد فى ناحية من دولته دون أن يقتله أو يحبسه
ولو ثبت أنه ادعى النبوة لوجب قتله لكونه محارب لله ورسوله (ص)
والروايات السابقة تفيد علم النبى (ص) بالغيب وهو ما يناقض أنه لا يعلمه وإنما كان مناما فسره النائم لهذا حسب الرواية التالية:
3621 - فَأَخْبَرَنِى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِى يَدَىَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَهَمَّنِى شَأْنُهُمَا ، فَأُوحِىَ إِلَىَّ فِى الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا ، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِى » فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِىَّ وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ أطرافه 4374 ، 4375 ، 4379 ، 7034 ، 7037 - تحفة 13574 صحيح البخارى"
وروايات مجىء مسيلمة إلى المدينة لطلب خلافة النبى(ص) يكذبها الروايات التالية التى تقول أنه أرسل كتابا إلى النبى(ص) بذلك وهو قول الروايات التالية:
763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِىُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ - يَعْنِى ابْنَ الْفَضْلِ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ كَانَ مُسَيْلِمَةُ كَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَقَدْ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِىِّ عَنْ أَبِيهِ نُعَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَهُمَا حِينَ قَرَآ كِتَابَ مُسَيْلِمَةَ « مَا تَقُولاَنِ أَنْتُمَا » قَالاَ نَقُولُ كَمَا قَالَ قَالَ « أَمَا وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنَّ الرُّسُلَ لاَ تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا » سنن أبو داود
3780- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِىُّ حَدَّثَنِى عَاصِمٌ عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَيْثُ قَتَلَ ابْنَ النَّوَّاحَةِ إِنَّ هَذَا وَابْنَ أُثَالٍ كَانَا أَتَيَا النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَشْهَدَانِ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ » قَالاَ نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ « لَوْ كُنْتُ قَاتِلاً رَسُولاً لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا » قَالَ فَجَرَتْ سُنَّةٌ أَنْ لاَ يُقْتَلَ الرَّسُولُ فَأَمَّا ابْنُ أُثَالٍ فَكَفَانَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ فِيهِ حَتَّى أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ الآنَ تحفة 9280 معتلى 5549 مجمع 5/314 مسند أحمد"
ورواية إرسال مسيلمة رسولين للنبى(ص) يناقضها كونه رسول واحد فى الرواية التالية:
3928- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ مُسَيْلِمَةَ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ « أَتَشْهَدُ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ » فَقَالَ لَهُ شَيْئاً فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْلاَ أَنِّى لاَ أَقْتُلُ الرُّسُلَ - أَوْ لَوْ قَتَلْتُ أَحَداً مِنَ الرُّسُلِ - لَقَتَلْتُكَ » معتلى 5552 مسند أحمد"
وأما الرواية الأخيرة فهى:
20966- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ أَكْثَرَ النَّاسُ فِى مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيهِ شَيْئاً فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطِيباً فَقَالَ « أَمَّا بَعْدُ فَفِى شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِى قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلاَثِينَ كَذَّاباً يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلْدَةٍ إِلاَّ يَبْلُغُهَا رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلاَّ الْمَدِينَةَ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ » معتلى 7860 مجمع 7/332"مسند أحمد"
الباطل فى الرواية أمرين:
الأول العلم بالغيب ممثلا فى وجود ثلاثين كذابا فقط بعد موت النبى (ص) حتى يوم القيامة وهم ألوف مؤلفة حتى الآن ووجود المسيح الدجال وهو ما يخالف قوله تعالى " ولا أعلم الغيب " وقوله تعالى " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
الثانى وجود ملائكة على أنقبة المدينة فى الأرض وهو ما يخالف أن الملائكة فى السموات لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فى قوله تعالى " قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
بعض من كتاب مسيلمة الباطل:
سمى مسيلمة كما يزعم الرواة كتابه قرآنا ومن سوره المزعومة:
سورة الضفدع التى تقول :
"يا ضفادع كم تنقين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين "
وفى رواية أخرى :
"يا ضفدع بنت الضفدعين نقي لكم نقين، لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين، رأسك في الماء، وذنبك في الطين"
وعوار الكلام ظاهر وهو أن الضفادع أعلاها فى الماء وأسفلها فى الطين والضفادع لها أوضاع كثيرة فأحيانا تقف على الأرض الجافة حول مجرى الماء وأحيانا تسبح فى الماء وجسمها كله داخله وأحيانا تسبح فى الماء وفمها لأعلى فى الهواء والوضع الذى ذكره يكون عند وجود قدر صغير من الماء فى مجرى الماء ومن ثم سميت برمائية
وهذا الكلام ليس تقليد من القائل لشىء من المصحف
وأما قولهم :
" والمبذرات زرعا؛ والحاصدات حصدا؛ والذاريات قمحا؛ والطاحنات طحنا؛ والحافرات حفرا؛ والخابزات خبزا؛ والثاردات ثردا؛ واللاقمات لقما؛ لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر؛ ريفكم فامنعوه؛ والمعتر فآوه؛ والباغي فناوئوه " وفى رواية تغيرت بعض ألفاظ السورة المزعومة وهى :
"والمبذرات زرعا، والحاصدات حصدا، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، إهالة وسمنا، لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المدر، رفيقكم فامنعوه، والمعتر فآووه، والناعي فواسوه"
والأخطاء فى القول عدة :
أولها أن خطوات وجود النبات ناقصة القسم بنمو النبات المزروع وسفيه ورعايته
ثانيها أن خطوات عمل الطعام ينقصها خطوة عجن الدقيق بالماء
ثالثها التمييز بين الناس بتفضيل أهل الزرع على أهل الوبر وأهل المدر بينما اساس التفضيل هو العمل الصالح
والقول يقلد سورا عدة فى المصحف مثل سورة النازعات التى تقول فى أولها:
"وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا "
والتقليد ليس فى المضمون وإنما التقليد فى القسم
وأما السورة المزعومة التالية فى الحبل فتقول:
" ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وأحشا ومن ذكر وأنثى "
فهى تقليد لبعض عبارات المصحف كما فى قوله تعالى :
"أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى"
وأما السورة المزعومة التالية :
"والليل الدامس؛ والذئب الهامس؛ ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس ألم تر أن الله خلقنا أفواجا وجعل النساء لنا أزواجا فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ثم نخرجها إخراجا فينتجن لنا سخالا إنتاجا"
فالمعنى مأخوذ فيها من قول المصحف :
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء"
والكذب فى الرواية هو القول أن أسيد ما قطعت من رطب ولا يابس فلو كانت أسيد وهى قبيلة أسد فيما يبدو فإنها قطعت فى حياتها الكثير من الرطب واليابس
وأما سورة الفيل المزعومة فهى :
" الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل ومشفر طويل وان ذلك من خلق ربنا لقليل "
فبعضها تقليد لقوله تعالى
"الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ "
والخطأ أنه ذكر صفتين لجسم الفيل وترك أعظم ما فيه وهو ضخامة الجسم ووجود النابين فالغرض من القول هو السجع وليس كلاما علميا ولا يشبه الكلام سورة الفيل القرآنية وهى:
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ "
وأما سورة الكوثر"إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ " فقلدها القائل بسورة الكواثر والجواهر فقال :
"إنا أعطيناك الجواهر فصل لربك وهاجر إن مبغضك رجل فاجر "
"انا أعطيناك الكواثر فصل لربك وبادر في الليالي الغوادر واحذر أن تحرص أو تكاثر"
والخطأ هو شتمه للزمان بقوله والليالى الغوادر فالغدر هو صفة النوعين المكلفين الإنس والجن وبيس صفة الليالى
ومن قرآنه المزعوم أيضا :
" سمع الله لمن سمع؛ وأطعمه بالخير إذا طمع؛ ولا زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع؛ رآكم ربكم فحياكم؛ ومن وحشة خلاكم؛ ويوم دينه أنجاكم فأحياكم؛ علينا من الصلوات معشر أبرار؛ لا أشقياء ولا فجار؛ يقومون الليل ويصومون النهار؛ لربكم الكبار العزة؛ رب الغيوم والأمطار "
والكلام هنا ينقض بعضه بعضا فقوله ويوم دينه أنجاكم فأحياكم يعنى نجاه القول ولكنه يناقض انه ينجى الأبرار بقوله علينا من الصلوات معشر أبرار؛ لا أشقياء ولا فجار
كما أن القول سمع الله لمن سمع يناقض أن الله لا يسمع لبعض دعاء الناس سواء مسلمين أو كفار طالما لم يقدره فى علمه السابق كما قال تعالى "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
وأما قوله وأطعمه بالخير إذا طمع فهو خبل فالله يطعم الناس فى الدنيا طمعوا أو لم يطمعوا فى الخير
ومن سوره المزعومة التى قلد فيها سورة الشمس قوله:
" والشمس وضحاها في ضوئها وجلاها والليل إذا عداها يطلبها ليغشاها فأدركها حتى أتاها وأطفأ نورها ومحاها "وسورة الشمس القرآنية هى :
"وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا "
والقائل هنا يتكلم أى كلام مثل أطفأ نورها ومحاها فالنور لا يطفىء والشمس لا تمحى فالمتغير هو نهار وليل المكان وأما الشمس فهى موجودة فى الأرض باستمرار تغير مكانها من بلد لأخر كل ساعة أو دقائق
ومن سوره المزعومة سورة الشاة والتى تقول:
"الشاة وألوانها، وأعجبها السود وألبانها، والشاة السوداء، واللبن الأبيض، إنه لعجب محض، وقد حرم المذق فما لكم لا تمجعون"
والكلام غريب فما هو وجه العجب فى أن لبن السوداء أبيض فلبن البنية ولبن الحمراء أبيض فليس هناك عجب أى شىء غريب ؟