قراءة فى كتاب فضائل القرآن
الكتاب تأليف محمد بن عبد الوهاب وكما هى عادة معظم كتب التراث نجد المؤلفين مجموعة من جامعى الروايات وبعض الآيات فلا نجد شرح أو تنظيم للمادة العلمية ولا نقد للروايات أو لبيان اختلافها وتناقضها أو حتى اتفاقها مع القرآن وإنما كل همهم هو رص الروايات خلف بعضها فى الباب الذى اختار له العنوان أو الكتاب الذى اختار له موضوعه وهو أمر غريب لا يمكن أن يكون فعله علماء الإسلام لأن الغرض من أى كتاب عند المسلمين هو تفهيم الناس أحكام الله
محمد بن عبد الوهاب يذكر فى الكتاب عنوان الباب وبعده يذكر آيات أو لا يذكر آيات ثم يذكر الروايات التى هى الأساس فى الكتاب ويستهل الكتاب بالباب التالى::
(1) باب فضائل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه:
وقول الله عز وجل: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وقوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
وعن عاثشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (ص): "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" أخرجاه "
الخطأ أن القارىء الشاق عليه القرآن له أجران ويعارض هذا أن الحسنة مثل القراءة بعشر حسنات وليس باثنتين أى أجرين فقط وفى هذا قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
"وللبخاري عن عثمان (رضي الله عنه) أن رسول الله (ص) قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
الخطأ أن خيار المسلمين من تعلم القرآن وعلمه وهو تخريف لأن خيار المسلمين هم المجاهدين حيث رفعهم على القاعدين درجة فى الجنة وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "ومن ثم فالمجاهدين هم الأحسن أعمالا
"ولمسلم عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" وله عن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي (ص) يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة "البقرة وآل عمران" وضرب لهما رسول الله (ص) ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما"
الخطأ المشترك بين الروايتين مجىء سورتين مع المسلمين فى الأخرة ويخالف هذا أن الإنسان مسلما أو كافرا يترك كل شىء معه فى الدنيا ويأتى يوم القيامة فردا وحيدا وفى هذا قال تعالى "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم"
"وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص): "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح "
الخطأ أن الحرف بـ10 حسنات مخالف للأجر وهو دخول العامل للصالح الجنة وأى عمل غير مالى بـ10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وبـ700أو 1400حسنة إذا كان عمل مالى مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " "وله، وصححه عن عبد الله بن عمرو عن النبي (ص) قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها " ولأحمد نحوه من حديث أبي سعيد وفيه: "فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه ") ولأحمد أيضا عن بريدة مرفوعا:"تعلموا سورة البقرة" فذكر مثل ما تقدم في الصحيح في البقرة وآل عمران"
"وفيه: "وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسا والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا"
الخطأ المشترك بين الروايات أن الجنة منازل أى درجات بعدد آيات القرآن ويخالف هذا كون الجنة درجتين أى منزلتين واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
"وعن أنس أن رسول الله (ص) قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" رواه أحمد والنسائي "
المستفاد المؤمنون العاملون بالقرآن هم أهل الله أى حزب الله
(2) باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم
وكان القراء أصحاب مجلس عمر كهولا كانوا أو شبابا، عن أبي مسعود أن رسول الله (ص) قال: "يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا"
الخبل هنا هو أن الناس سيتركون الصلاة ليتساءلوا ويختبروا بعضهم البعض من الأعلم بالسنة أو من الأقدم هجرة أو من الأكبر فى السن وبالقطع المر ليس هكذا فإنما يوجد فى كل حى أو بلدة عالم معروف بتعلمه فى مدرسة الدعوة ويكون معه اخر احتياطى إن غاب أحدهما صلى الأخر وفى حالة عدم وجود عالم يصلى الناس كل واحد منفردا لأن المسألة لو تركت لكل منهم لن يتفقوا على أحدهم
"وفي رواية سلما "ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" رواه مسلم "
المستفاد الصلاة فى البيوت إمامها رب البيت إلا أن يأذن لضيفه إن علم أنه أعلم منه
"وللبخاري عن جابر: "أنه (ص) كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد (في ثوب واحد) ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد"
الخبل هو أن القائد سيترك عمله فى القيادة ليسأل الناس من الأكثر أخذا للقرآن والغريب هو أنه يسأل الناس وهو معلمهم الذى كان يعرف من الأحفظ والأكثر فهما للقرآن كما قال تعالى "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"وبالقطع هذا لم يحدث كما أن الوضع أولا أو اخرا لن يفيد الميت لشىء
"وعن أبي موسى أن رسول الله (ص) قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان" حديث حسن رواه أبو داود"
الخطأ إكرام المذكورين فقط فى القول وهو ما يخالف أن الله طالب المسلمين للإكرام الكل وهو الإحسان لهم بقوله تعالى" وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"
(3) باب وجوب تعلم القرآن وتفهمه واستماعه والتغليظ على من ترك ذلك
وقول الله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا} وقال تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} وقوله: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الآية
"عن أبي موسى عن النبي (ص) قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" أخرجاه "
المستفاد ضرب مثل لمن عمل الكثير بالقرآن ولمن عمل القليل ولمن كفر بالقرأن
"وعن ابن عمرو أن رسول الله (ص) قال: " ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون" رواه أحمد"
المستفاد المصر على الذنب كافر يدخل النار
(4) باب الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين:
وقوله تعالى: {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك} الآية، وقوله عز وجل {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس لهم قلوب لا يفقهون بها} الآية عن أسماء أن رسول الله (ص) قال: " إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال؛ يؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن، لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال: نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته" أخرجاه وفي حديث البراء في الصحيح: " أن المؤمن يقول: هو رسول الله، فيقولان: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت"
الخطأ الأول وجود فتنة أى عذاب للقبر وهو يخالف أن الجنة والنار الموعودتين فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "والخطأ الأخر العلم بالغيب الممثل فى المسيخ الدجال وهو ما يخالف أن النبى (ص) لا يعلم الغيب مصداق لقوله تعالى "ولا أعلم الغيب "كما أن الوحى لم يذكر شىء عنه
(5) باب قول الله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} الآية وقوله: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} الآية عن أبي الدرداء قال: "كنا مع النبي (ص) فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: " هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء " فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: "ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ "رواه الترمذي وقال: حسن غريب
الخبل أن فى عصر النبى(ص) نفسه اختلس العلم وهو جنون لأن الرجل ينزل عليه الوحى والوحى ما زال موجودا فى عهده وبالقطع لا يمكن أن يقول عذا لأن معناه أن الرجل هو الأخر يعلن جعله بالوحى لأنه اختلس
"وعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله (ص) لما أنزل عليه: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} ? إلى قوله: {سبحانك فقنا عذاب النار} قال: "ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها" رواه ابن حبان في صحيحه"
المستفاد وجول التفكر فى آيات القرآن لفهمها
(6) باب إثم من فجر بالقرآن:
وقوله تعالى: {وما يضل به إلا الفاسقين} وقوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقوله: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا} الآية
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) قال: "يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وحلوقهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر إلى نصله إلى رصافه، فيتمارى في فوقه، هل علق به من الدم شيء" أخرجاه وفي رواية "يقرؤون القرآن رطبا " وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق وقال: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" وللترمذي وحسنه "
الخبل فى الرواية هو النظر فى السهم فما علاقة النظر فى السهم لمعرؤفة ههل علق الدم باى جزء منه أم لا ما علاقته بالمروق من الدين فالمفترض هو النظر فى أعمال المارقين وليس النظر فى السهم
"عن أبي هريرة مرفوعا: " من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار"
الخطأ عقاب كاتم العلم بالنار ويخالف هذا أن الله أمر فى أحيان بكتم العلم وهو البخل به كعدم وجود جدوى من التعليم كما أمر الله نبيه(ص)بعدم تعليم بعض الأعراب لأن التعليم لن يجدى معهم فقال "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"
(7) باب إثم من رايا بالقرآن:
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها ؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار"رواه مسلم "
الخطأ أن أول المحاسبين هم الشهيد والعالم والغنى المرائين ويخالف هذا كون الحساب جماعة حيث يقسم الناس لفريقين فريق فى الجنة وفريق فى النار كما أن الله لا يسأل أحد عن ذنبه يوم القيامة مصداق لقوله "فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان"
( باب إثم من تأكل بالقرآن
عن جابر أن رسول الله (ص) قال: "اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي يوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه" رواه أبو داود ، وله معناه من حديث سهل بن سعد وعن عمران "أنه مر برجل يقرأ على قوم فلما فرغ سأله، فقال عمران إنا لله وإنا إليه راجعون، إني سمعت رسول الله (ص) يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله (تبارك وتعالى) به فإنه سيجيء قوم يقرؤون القرآن يسألون به الناس" رواه أحمد والترمذي "
الخطأ سؤال الله بالقرآن والمفروض هو طاعة القرآن وليس السؤال به الله أو غيره فسؤال الله يكون فى الدعاء وليس بالقرآن أو فيه
(9) باب الجفاء عن القرآن
عن سمرة بن جندب في حديث الرؤيا الطويل مرفوعا قال: "أتاني الليلة اثنان فذهبا بي، قالا: انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى فقلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ قالا: هذا رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة" وفي رواية: "الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " رواه البخاري "
الخبل هو أخذ الرجل للقرآن وعدم صلاته وهو تخريف لأن الصلاة فرضها الوحيد فى القرآن وحتى الروايات هو قراءة بعض القرآن فى يوجد امر بالسجود ولا بالركوع ولا بالقيام ولابما يقال فيهم والمر الوحيد من لم يقرأ فلا صلاة له
"ولمسلم عن أبي موسى أنه قال لقراء البصرة: "اتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم"
المستفاد العمل بالقرآن
"وعن "ابن مسعود قال: إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم"
المستفاد تخريف القوم لكتاب الله
(10) باب من ابتغى الهدى من غير القرآن:
وقول الله عز وجل {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} الآيتين وقوله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} الآية
وعن زيد بن أرقم قال: "قام فينا رسول الله (ص) خطيبا بماء يدعى: خما، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " (وفي لفظ) : "أحدهما كتاب الله، هو حبل الله، من تبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة " رواه مسلم"
الخطأ المساواة بين كتاب الله وبين أهل بيت النبى(ص) فلا قيمة لأهل البيت مع كلام الله فأهل البيت يموتون وكلام الله لا يموت
"وله عن جابر" أن رسول الله (ص) (كان) إذا خطب يقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد (ص)، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة"
الخبل هو أن يقول القائل وخير الهدي هدي محمد (ص) فهذا مدح لا يتفق مع نهى الله عن تزكية النفس فى قوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
"وعن سعيد بن مالك قال: "نزل على رسول الله (ص): القرآن فتلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصته، علينا، فأنزل الله عز وجل: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} الآية فتلاه عليهم زمانا" رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن"
نلاحظ الخبل وهو أن التلاوة غير القصص وكلاهما واحد وهو القراءة بدليل أنه قال بعد القص فتلاه عليهم زمانا
"وله عن المسعودي عن القاسم: "أن أصحاب رسول الله (ص) ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فنزلت:{الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} ثم ملوا ملة فقالوا: حدثنا يا رسول الله، فأنزل الله عز وجل: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} الآية ورواه عبيد عن بعض التابعين، وفيه: {فإن طلبوا الحديث دلهم على القرآن} "
الخبل هو كون القرآن غير أحسن الحديث وكلاهما واحد بدليل قوله كتابا
"وكان معاذ بن جبل يقول في مجلسه كل يوم - قل ما يخطئه أن يقول ذلك -: "الله حكم قسط هلك المرتابون إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والصبي، فيوشك أحدهم أن يقول: قد قرأت القرآن فما أظن أن يتبعوني حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع، فكل بدعة ضلالة، وإياكم وزيغة الحكيم، وإن المنافق قد يقول كلمة الحق، فتلقوا الحق ممن جاء به، فإن على الحق نورا" الحديث رواه أبو داود "
الخبل هو علم معاذ بالغيب ممثلا فتن المال وما يتبعها كما زعموا وهو ما سخالف أنها علم الله وحدف كما قال " قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله "
"وروى البيهقي عن عروة بن الزبير "أن عمر أراد أن يكتب السنن فاستشار الصحابة، فأشاروا عليه بذلك ثم استخار الله شهرا ثم قال: إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله عز وجل، وإني لا ألبس كتاب الله بشيء أبدا"
الخبل فى الرواية هو أن السنن ليست من الوحى بدليل أن الرجل كما زعموا لم يكتبها وكأن عمر هو القيم وحده على الوحى وكأن الوحى كله لم يحفظه الله بقوله تعالى "إنا نحن نزلنا عليك الذكر وإنا له لحافظون"
(11) باب الغلو في القرآن:
فيه حديث الخوارج المتقدم وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر قال: "قال رسول الله (ص): ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ قلت: بلى يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير قال: فصم صوم داود فإنه كان أعبد الناس، واقرأ القرآن كل شهر قلت: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: فاقرأه في كل عشر قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك"
الخطأ هو السماح لمسلم بصوم نهار كل يوم وهو ما يخالف كون الصوم عقاب على الذنوب كالحنث فى اليمين والظهار والقتل الخطأ ومن ثم لا يصوم أحد تطوعا لكونه عقاب وليس عبادة أى طاعة لله فإنما الطاعة صوم رمضان كما قال تعالى " فمن شهد منك الشهر فليصمه " فمن صام تطوعا فقد عصى الله
"ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله (ص) قال: "هلك المتنطعون" ولأحمد عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعا: "اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به"
وعن أبي رافع أن رسول الله (ص) قال: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" رواه أبو داود والترمذي "
الخطأ أن الرسول(ص) وهو ليس هو جعل كلامه وهو كلام مخلوق مثل كلام الله وكلامه وفعله منه ذنوب كما قال تعالى " ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"فكيف يتساوى كلام من يخطىء بكلام الخالق الذى لا يخطىء
(12) باب ما جاء في اتباع المتشابه"
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله (ص) قرأ: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى قوله: {وما يذكر إلا أولو الألباب} فقال: إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" انتهى
وقال عمر: "يهدم الإسلام زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وحكم الأئمة المضلين" ولما سأل صبيغ (عمر) عن (الذاريات) وأشباهها (ضربه عمر) والقصة مشهورة "
الخبل هنا هو جهل عمر ببعض تفسير القرآن ولا يمكن أن ينصب حاكم إلا عالم كما اختار الله طالوت فقال "وزاده فى العلم والجسم بسطة"
(13) باب وعيد من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم:
وقول الله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} إلى قوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}
وعن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال: "من قال في القرآن برأيه" وفي رواية: "من غير علم فليتبوأ مقعده من النار" رواه الترمذي وحسنه"
نلاحظ هنا خبلا هو أمر الكاذب أن يتبوء مقعده من النار وقطعا الكاذب لن يذهب بنفسه النار حتى يدخلها وإنما تسوقه الملائكة فتدخله بالقوة
" وعن جندب قال: قال رسول الله (ص): "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" رواه أبو داود والترمذي وقال: غريب"
الخطأ أن المصيب برأيه مخطىء ومن المعلوم أن الرأى المصيب أى الصحيح صحيح لأن الصحة لا يمكن أن تصبح خطأ بسبب كون مصدرها هو الرأى ،زد على هذا أن الإيمان بالوحى نفسه رأى مصداق لقوله تعالى "ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل إليك من ربك هو الحق "فهل نحن مخطئون بسبب إيماننا عن طريق رأينا؟إن أى شىء فى حياة الإنسان لا يمكن إلا أن يتم عن طريق الرأى وهو إما صحيح وإما خطأ .
(14) باب ما جاء في الجدال في القرآن
قال أبو العالية آيتان ما أشدهما على من يجادل في القرآن: قوله تعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} ، وقوله: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: "جدال في القرآن كفر" رواه أحمد وأبو داود وإسناده جيد، وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "سمع رسول الله (ص) قوما يتمارون في القرآن فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ")
المستفاد جدال المسلمين بعضهم البعض فى القرآن كفر
(15) باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في لفظه أو معناه:
وقول الله عز وجل: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك} الآية، وقوله: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} الآية وفي الصحيح عن ابن مسعود قال: "سمعت رجلا يقرأ آية سمعت النبي (ص) يقرأ خلافها، فأخذت بيده فانطلقت به إلى رسول الله (ص)، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهة، فقال: كلاكما محسن فلا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" وفيه أيضا عن ابن عمرو قال: "هجرت إلى النبي (ص) وسمعت أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله (ص) يعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب" وفي المسند عنه من حديث عمرو بن شعيب قال: "كنا جلوسا بباب النبي (ص) فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ (فسمع ذلك رسول الله (ص)) فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: أبهذا أمرتم أو بهذا بعثتم، أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا عنه" وفي رواية: "خرج وهم يتنازعون في القدر" وكذا رواه الترمذي من حديث أبي هريرة وفيه "خرج ونحن نتنازع في القدر" وقال: حسن"
المستفاد أن المفهوم من كتاب الله واحد فلا يمكن أن يكون الله قد قصد من جملة واحدة أمرين وإنما هو أمر واحد
(16) باب إذا اختلفتم فقوموا
في الصحيح عن جندب "أن رسول الله (ص) قال: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه ")
ولهما عن ابن عباس "أن رسول الله (ص) قال في مرضه: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال: فقال عمر: إن رسول الله (ص) قد غلبه الوجع وإن عندنا كتاب الله حسبنا، وقال بعضهم: بل ائتوا بكتاب فاختلفوا فقال رسول الله (ص): قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع"
ولمسلم عن ابن مسعود "أنه قرأ سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت فقال: أتكذب بالكتاب؟ "
والخطأ الأول هو قول القائل أكتب لكم كتابا وهو يخالف أن النبى (ص)كان أميا مصداق لقوله تعالى بسورة العنكبوت "وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون "والثانى أن الكتاب المزعوم لن يضل المسلمون بعده وكلمة بعده فى القول مريبة حيث تعنى أنهم كانوا على ضلال رغم وجود كتاب الله والثالث أن الله بفرض أن النبى (ص)مرض مرضا شديدا لا يمكن أن يجعله ينطق باطلا يبدل به الوحى السابق أو يشكك فيه وفيه قال تعالى بسورة النجم "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "فهذا دليل على أن حكاية الكتاب لم تحدث أصلا.
(17) باب قول الله تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها} الآية قال النبي (ص): "الكبر بطر الحق وغمط الناس " وروي عن ابن مسعود أنه قال: "من أكبر الذنوب عند الله أن يقول العبد: اتق الله فيقول: عليك بنفسك"
الخطأ وجود ذنوب كبائر وصغائر ويخالف هذا أن الكبيرة هى أى ذنب وسميت كذلك لأن الذنب هو تكبر على طاعة الله كما أن الكبائر هى كبائر الإثم والفواحش مصداق لقوله تعالى بسورة القمر "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش "
"وفي الصحيح عن أبي واقد الليثي قال: "إن رسول الله (ص) بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله (ص)، وذهب واحد قال: فوقفا على رسول الله (ص)، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله (ص) قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه"
الخطأ أن النفر الثالث أعرض فأعرض الله عنه وهو تخريف لأن الذى ترك الجلوس للنبى (ص)معرض لأسباب عدة للترك فقد يكون خلفه ما يشغله من أمور الحياة كموعد مع صديق أو كزيارة مريض أو تعليم أولاد وهى أمور مباحة عليها أجر كما أن مجالسة النبى (ص)طوال الوقت ليست واجبة وإنما الواجب هو التعلم منه والتعلم عنده يتكرر بمعنى أن النبى (ص)يكرر الدروس ومن ثم من سمع مرة أو اثنين الدرس فليس عليه أن يسمعه مرة أخرى ما دام قد وعاه كما أن الله لا يعرض عن المسلم بسبب تركه مجلس النبى (ص)لسبب مباح وإنما يعرض الله عن الكافر
"قال قتادة في قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} الآية: "لعله أن لا يكون أنفق مالا، وبحسب امرئ من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق"
عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن" وفي رواية: "لنبي حسن الصوت يتغنى ب القرآن يجهر به " أخرجاه وعن أبي لبابة أن رسول الله
(ص) قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه أبو داود بسند جيد، والله سبحانه وتعالى أعلم "
الخطأ أن الله ما أباح شىء كتغنى نبى حسن الصوت بالقرآن وهو أخطاء متعددة أولها أن كل نبى كان يعرف القرآن كنص كامل يقرؤه وقطعا لم يأت نص فى الوحى يدل على ذلك وإنما ورد ما يفيد إيمانهم بالقرآن المنزل على محمد (ص) فى المستقبل وثانيها أن أحسن الإباحات إباحة التغنى بالقرآن وقطعا لا يوجد درجات تميز أحكام الإباحة لأنها كلها تستوى فى العمل بها وثالثها أن المطلوب هو التغنى بالقرآن وقطعا ليس المطلوب من النبى (ص)التغنى بالقرآن وإنما المطلوب هو بيان القرآن مصداق لقوله تعالى "ليبين لهم "
الكتاب تأليف محمد بن عبد الوهاب وكما هى عادة معظم كتب التراث نجد المؤلفين مجموعة من جامعى الروايات وبعض الآيات فلا نجد شرح أو تنظيم للمادة العلمية ولا نقد للروايات أو لبيان اختلافها وتناقضها أو حتى اتفاقها مع القرآن وإنما كل همهم هو رص الروايات خلف بعضها فى الباب الذى اختار له العنوان أو الكتاب الذى اختار له موضوعه وهو أمر غريب لا يمكن أن يكون فعله علماء الإسلام لأن الغرض من أى كتاب عند المسلمين هو تفهيم الناس أحكام الله
محمد بن عبد الوهاب يذكر فى الكتاب عنوان الباب وبعده يذكر آيات أو لا يذكر آيات ثم يذكر الروايات التى هى الأساس فى الكتاب ويستهل الكتاب بالباب التالى::
(1) باب فضائل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه:
وقول الله عز وجل: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وقوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
وعن عاثشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (ص): "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" أخرجاه "
الخطأ أن القارىء الشاق عليه القرآن له أجران ويعارض هذا أن الحسنة مثل القراءة بعشر حسنات وليس باثنتين أى أجرين فقط وفى هذا قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
"وللبخاري عن عثمان (رضي الله عنه) أن رسول الله (ص) قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
الخطأ أن خيار المسلمين من تعلم القرآن وعلمه وهو تخريف لأن خيار المسلمين هم المجاهدين حيث رفعهم على القاعدين درجة فى الجنة وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "ومن ثم فالمجاهدين هم الأحسن أعمالا
"ولمسلم عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" وله عن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي (ص) يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة "البقرة وآل عمران" وضرب لهما رسول الله (ص) ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما"
الخطأ المشترك بين الروايتين مجىء سورتين مع المسلمين فى الأخرة ويخالف هذا أن الإنسان مسلما أو كافرا يترك كل شىء معه فى الدنيا ويأتى يوم القيامة فردا وحيدا وفى هذا قال تعالى "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم"
"وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص): "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح "
الخطأ أن الحرف بـ10 حسنات مخالف للأجر وهو دخول العامل للصالح الجنة وأى عمل غير مالى بـ10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وبـ700أو 1400حسنة إذا كان عمل مالى مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " "وله، وصححه عن عبد الله بن عمرو عن النبي (ص) قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها " ولأحمد نحوه من حديث أبي سعيد وفيه: "فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه ") ولأحمد أيضا عن بريدة مرفوعا:"تعلموا سورة البقرة" فذكر مثل ما تقدم في الصحيح في البقرة وآل عمران"
"وفيه: "وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسا والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا"
الخطأ المشترك بين الروايات أن الجنة منازل أى درجات بعدد آيات القرآن ويخالف هذا كون الجنة درجتين أى منزلتين واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
"وعن أنس أن رسول الله (ص) قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" رواه أحمد والنسائي "
المستفاد المؤمنون العاملون بالقرآن هم أهل الله أى حزب الله
(2) باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم
وكان القراء أصحاب مجلس عمر كهولا كانوا أو شبابا، عن أبي مسعود أن رسول الله (ص) قال: "يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا"
الخبل هنا هو أن الناس سيتركون الصلاة ليتساءلوا ويختبروا بعضهم البعض من الأعلم بالسنة أو من الأقدم هجرة أو من الأكبر فى السن وبالقطع المر ليس هكذا فإنما يوجد فى كل حى أو بلدة عالم معروف بتعلمه فى مدرسة الدعوة ويكون معه اخر احتياطى إن غاب أحدهما صلى الأخر وفى حالة عدم وجود عالم يصلى الناس كل واحد منفردا لأن المسألة لو تركت لكل منهم لن يتفقوا على أحدهم
"وفي رواية سلما "ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" رواه مسلم "
المستفاد الصلاة فى البيوت إمامها رب البيت إلا أن يأذن لضيفه إن علم أنه أعلم منه
"وللبخاري عن جابر: "أنه (ص) كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد (في ثوب واحد) ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد"
الخبل هو أن القائد سيترك عمله فى القيادة ليسأل الناس من الأكثر أخذا للقرآن والغريب هو أنه يسأل الناس وهو معلمهم الذى كان يعرف من الأحفظ والأكثر فهما للقرآن كما قال تعالى "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"وبالقطع هذا لم يحدث كما أن الوضع أولا أو اخرا لن يفيد الميت لشىء
"وعن أبي موسى أن رسول الله (ص) قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان" حديث حسن رواه أبو داود"
الخطأ إكرام المذكورين فقط فى القول وهو ما يخالف أن الله طالب المسلمين للإكرام الكل وهو الإحسان لهم بقوله تعالى" وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"
(3) باب وجوب تعلم القرآن وتفهمه واستماعه والتغليظ على من ترك ذلك
وقول الله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا} وقال تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} وقوله: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الآية
"عن أبي موسى عن النبي (ص) قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" أخرجاه "
المستفاد ضرب مثل لمن عمل الكثير بالقرآن ولمن عمل القليل ولمن كفر بالقرأن
"وعن ابن عمرو أن رسول الله (ص) قال: " ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون" رواه أحمد"
المستفاد المصر على الذنب كافر يدخل النار
(4) باب الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين:
وقوله تعالى: {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك} الآية، وقوله عز وجل {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس لهم قلوب لا يفقهون بها} الآية عن أسماء أن رسول الله (ص) قال: " إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال؛ يؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن، لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال: نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته" أخرجاه وفي حديث البراء في الصحيح: " أن المؤمن يقول: هو رسول الله، فيقولان: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت"
الخطأ الأول وجود فتنة أى عذاب للقبر وهو يخالف أن الجنة والنار الموعودتين فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "والخطأ الأخر العلم بالغيب الممثل فى المسيخ الدجال وهو ما يخالف أن النبى (ص) لا يعلم الغيب مصداق لقوله تعالى "ولا أعلم الغيب "كما أن الوحى لم يذكر شىء عنه
(5) باب قول الله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} الآية وقوله: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} الآية عن أبي الدرداء قال: "كنا مع النبي (ص) فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: " هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء " فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: "ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ "رواه الترمذي وقال: حسن غريب
الخبل أن فى عصر النبى(ص) نفسه اختلس العلم وهو جنون لأن الرجل ينزل عليه الوحى والوحى ما زال موجودا فى عهده وبالقطع لا يمكن أن يقول عذا لأن معناه أن الرجل هو الأخر يعلن جعله بالوحى لأنه اختلس
"وعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله (ص) لما أنزل عليه: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} ? إلى قوله: {سبحانك فقنا عذاب النار} قال: "ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها" رواه ابن حبان في صحيحه"
المستفاد وجول التفكر فى آيات القرآن لفهمها
(6) باب إثم من فجر بالقرآن:
وقوله تعالى: {وما يضل به إلا الفاسقين} وقوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقوله: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا} الآية
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) قال: "يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وحلوقهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر إلى نصله إلى رصافه، فيتمارى في فوقه، هل علق به من الدم شيء" أخرجاه وفي رواية "يقرؤون القرآن رطبا " وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق وقال: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" وللترمذي وحسنه "
الخبل فى الرواية هو النظر فى السهم فما علاقة النظر فى السهم لمعرؤفة ههل علق الدم باى جزء منه أم لا ما علاقته بالمروق من الدين فالمفترض هو النظر فى أعمال المارقين وليس النظر فى السهم
"عن أبي هريرة مرفوعا: " من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار"
الخطأ عقاب كاتم العلم بالنار ويخالف هذا أن الله أمر فى أحيان بكتم العلم وهو البخل به كعدم وجود جدوى من التعليم كما أمر الله نبيه(ص)بعدم تعليم بعض الأعراب لأن التعليم لن يجدى معهم فقال "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"
(7) باب إثم من رايا بالقرآن:
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها ؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار"رواه مسلم "
الخطأ أن أول المحاسبين هم الشهيد والعالم والغنى المرائين ويخالف هذا كون الحساب جماعة حيث يقسم الناس لفريقين فريق فى الجنة وفريق فى النار كما أن الله لا يسأل أحد عن ذنبه يوم القيامة مصداق لقوله "فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان"
( باب إثم من تأكل بالقرآن
عن جابر أن رسول الله (ص) قال: "اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي يوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه" رواه أبو داود ، وله معناه من حديث سهل بن سعد وعن عمران "أنه مر برجل يقرأ على قوم فلما فرغ سأله، فقال عمران إنا لله وإنا إليه راجعون، إني سمعت رسول الله (ص) يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله (تبارك وتعالى) به فإنه سيجيء قوم يقرؤون القرآن يسألون به الناس" رواه أحمد والترمذي "
الخطأ سؤال الله بالقرآن والمفروض هو طاعة القرآن وليس السؤال به الله أو غيره فسؤال الله يكون فى الدعاء وليس بالقرآن أو فيه
(9) باب الجفاء عن القرآن
عن سمرة بن جندب في حديث الرؤيا الطويل مرفوعا قال: "أتاني الليلة اثنان فذهبا بي، قالا: انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى فقلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ قالا: هذا رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة" وفي رواية: "الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " رواه البخاري "
الخبل هو أخذ الرجل للقرآن وعدم صلاته وهو تخريف لأن الصلاة فرضها الوحيد فى القرآن وحتى الروايات هو قراءة بعض القرآن فى يوجد امر بالسجود ولا بالركوع ولا بالقيام ولابما يقال فيهم والمر الوحيد من لم يقرأ فلا صلاة له
"ولمسلم عن أبي موسى أنه قال لقراء البصرة: "اتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم"
المستفاد العمل بالقرآن
"وعن "ابن مسعود قال: إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم"
المستفاد تخريف القوم لكتاب الله
(10) باب من ابتغى الهدى من غير القرآن:
وقول الله عز وجل {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} الآيتين وقوله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} الآية
وعن زيد بن أرقم قال: "قام فينا رسول الله (ص) خطيبا بماء يدعى: خما، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " (وفي لفظ) : "أحدهما كتاب الله، هو حبل الله، من تبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة " رواه مسلم"
الخطأ المساواة بين كتاب الله وبين أهل بيت النبى(ص) فلا قيمة لأهل البيت مع كلام الله فأهل البيت يموتون وكلام الله لا يموت
"وله عن جابر" أن رسول الله (ص) (كان) إذا خطب يقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد (ص)، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة"
الخبل هو أن يقول القائل وخير الهدي هدي محمد (ص) فهذا مدح لا يتفق مع نهى الله عن تزكية النفس فى قوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
"وعن سعيد بن مالك قال: "نزل على رسول الله (ص): القرآن فتلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصته، علينا، فأنزل الله عز وجل: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} الآية فتلاه عليهم زمانا" رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن"
نلاحظ الخبل وهو أن التلاوة غير القصص وكلاهما واحد وهو القراءة بدليل أنه قال بعد القص فتلاه عليهم زمانا
"وله عن المسعودي عن القاسم: "أن أصحاب رسول الله (ص) ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فنزلت:{الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} ثم ملوا ملة فقالوا: حدثنا يا رسول الله، فأنزل الله عز وجل: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} الآية ورواه عبيد عن بعض التابعين، وفيه: {فإن طلبوا الحديث دلهم على القرآن} "
الخبل هو كون القرآن غير أحسن الحديث وكلاهما واحد بدليل قوله كتابا
"وكان معاذ بن جبل يقول في مجلسه كل يوم - قل ما يخطئه أن يقول ذلك -: "الله حكم قسط هلك المرتابون إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والصبي، فيوشك أحدهم أن يقول: قد قرأت القرآن فما أظن أن يتبعوني حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع، فكل بدعة ضلالة، وإياكم وزيغة الحكيم، وإن المنافق قد يقول كلمة الحق، فتلقوا الحق ممن جاء به، فإن على الحق نورا" الحديث رواه أبو داود "
الخبل هو علم معاذ بالغيب ممثلا فتن المال وما يتبعها كما زعموا وهو ما سخالف أنها علم الله وحدف كما قال " قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله "
"وروى البيهقي عن عروة بن الزبير "أن عمر أراد أن يكتب السنن فاستشار الصحابة، فأشاروا عليه بذلك ثم استخار الله شهرا ثم قال: إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله عز وجل، وإني لا ألبس كتاب الله بشيء أبدا"
الخبل فى الرواية هو أن السنن ليست من الوحى بدليل أن الرجل كما زعموا لم يكتبها وكأن عمر هو القيم وحده على الوحى وكأن الوحى كله لم يحفظه الله بقوله تعالى "إنا نحن نزلنا عليك الذكر وإنا له لحافظون"
(11) باب الغلو في القرآن:
فيه حديث الخوارج المتقدم وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر قال: "قال رسول الله (ص): ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ قلت: بلى يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير قال: فصم صوم داود فإنه كان أعبد الناس، واقرأ القرآن كل شهر قلت: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: فاقرأه في كل عشر قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك"
الخطأ هو السماح لمسلم بصوم نهار كل يوم وهو ما يخالف كون الصوم عقاب على الذنوب كالحنث فى اليمين والظهار والقتل الخطأ ومن ثم لا يصوم أحد تطوعا لكونه عقاب وليس عبادة أى طاعة لله فإنما الطاعة صوم رمضان كما قال تعالى " فمن شهد منك الشهر فليصمه " فمن صام تطوعا فقد عصى الله
"ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله (ص) قال: "هلك المتنطعون" ولأحمد عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعا: "اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به"
وعن أبي رافع أن رسول الله (ص) قال: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" رواه أبو داود والترمذي "
الخطأ أن الرسول(ص) وهو ليس هو جعل كلامه وهو كلام مخلوق مثل كلام الله وكلامه وفعله منه ذنوب كما قال تعالى " ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"فكيف يتساوى كلام من يخطىء بكلام الخالق الذى لا يخطىء
(12) باب ما جاء في اتباع المتشابه"
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله (ص) قرأ: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى قوله: {وما يذكر إلا أولو الألباب} فقال: إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" انتهى
وقال عمر: "يهدم الإسلام زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وحكم الأئمة المضلين" ولما سأل صبيغ (عمر) عن (الذاريات) وأشباهها (ضربه عمر) والقصة مشهورة "
الخبل هنا هو جهل عمر ببعض تفسير القرآن ولا يمكن أن ينصب حاكم إلا عالم كما اختار الله طالوت فقال "وزاده فى العلم والجسم بسطة"
(13) باب وعيد من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم:
وقول الله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} إلى قوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}
وعن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال: "من قال في القرآن برأيه" وفي رواية: "من غير علم فليتبوأ مقعده من النار" رواه الترمذي وحسنه"
نلاحظ هنا خبلا هو أمر الكاذب أن يتبوء مقعده من النار وقطعا الكاذب لن يذهب بنفسه النار حتى يدخلها وإنما تسوقه الملائكة فتدخله بالقوة
" وعن جندب قال: قال رسول الله (ص): "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" رواه أبو داود والترمذي وقال: غريب"
الخطأ أن المصيب برأيه مخطىء ومن المعلوم أن الرأى المصيب أى الصحيح صحيح لأن الصحة لا يمكن أن تصبح خطأ بسبب كون مصدرها هو الرأى ،زد على هذا أن الإيمان بالوحى نفسه رأى مصداق لقوله تعالى "ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل إليك من ربك هو الحق "فهل نحن مخطئون بسبب إيماننا عن طريق رأينا؟إن أى شىء فى حياة الإنسان لا يمكن إلا أن يتم عن طريق الرأى وهو إما صحيح وإما خطأ .
(14) باب ما جاء في الجدال في القرآن
قال أبو العالية آيتان ما أشدهما على من يجادل في القرآن: قوله تعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} ، وقوله: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: "جدال في القرآن كفر" رواه أحمد وأبو داود وإسناده جيد، وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "سمع رسول الله (ص) قوما يتمارون في القرآن فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ")
المستفاد جدال المسلمين بعضهم البعض فى القرآن كفر
(15) باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في لفظه أو معناه:
وقول الله عز وجل: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك} الآية، وقوله: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} الآية وفي الصحيح عن ابن مسعود قال: "سمعت رجلا يقرأ آية سمعت النبي (ص) يقرأ خلافها، فأخذت بيده فانطلقت به إلى رسول الله (ص)، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهة، فقال: كلاكما محسن فلا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" وفيه أيضا عن ابن عمرو قال: "هجرت إلى النبي (ص) وسمعت أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله (ص) يعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب" وفي المسند عنه من حديث عمرو بن شعيب قال: "كنا جلوسا بباب النبي (ص) فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ (فسمع ذلك رسول الله (ص)) فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: أبهذا أمرتم أو بهذا بعثتم، أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا عنه" وفي رواية: "خرج وهم يتنازعون في القدر" وكذا رواه الترمذي من حديث أبي هريرة وفيه "خرج ونحن نتنازع في القدر" وقال: حسن"
المستفاد أن المفهوم من كتاب الله واحد فلا يمكن أن يكون الله قد قصد من جملة واحدة أمرين وإنما هو أمر واحد
(16) باب إذا اختلفتم فقوموا
في الصحيح عن جندب "أن رسول الله (ص) قال: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه ")
ولهما عن ابن عباس "أن رسول الله (ص) قال في مرضه: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال: فقال عمر: إن رسول الله (ص) قد غلبه الوجع وإن عندنا كتاب الله حسبنا، وقال بعضهم: بل ائتوا بكتاب فاختلفوا فقال رسول الله (ص): قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع"
ولمسلم عن ابن مسعود "أنه قرأ سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت فقال: أتكذب بالكتاب؟ "
والخطأ الأول هو قول القائل أكتب لكم كتابا وهو يخالف أن النبى (ص)كان أميا مصداق لقوله تعالى بسورة العنكبوت "وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون "والثانى أن الكتاب المزعوم لن يضل المسلمون بعده وكلمة بعده فى القول مريبة حيث تعنى أنهم كانوا على ضلال رغم وجود كتاب الله والثالث أن الله بفرض أن النبى (ص)مرض مرضا شديدا لا يمكن أن يجعله ينطق باطلا يبدل به الوحى السابق أو يشكك فيه وفيه قال تعالى بسورة النجم "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "فهذا دليل على أن حكاية الكتاب لم تحدث أصلا.
(17) باب قول الله تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها} الآية قال النبي (ص): "الكبر بطر الحق وغمط الناس " وروي عن ابن مسعود أنه قال: "من أكبر الذنوب عند الله أن يقول العبد: اتق الله فيقول: عليك بنفسك"
الخطأ وجود ذنوب كبائر وصغائر ويخالف هذا أن الكبيرة هى أى ذنب وسميت كذلك لأن الذنب هو تكبر على طاعة الله كما أن الكبائر هى كبائر الإثم والفواحش مصداق لقوله تعالى بسورة القمر "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش "
"وفي الصحيح عن أبي واقد الليثي قال: "إن رسول الله (ص) بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله (ص)، وذهب واحد قال: فوقفا على رسول الله (ص)، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله (ص) قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه"
الخطأ أن النفر الثالث أعرض فأعرض الله عنه وهو تخريف لأن الذى ترك الجلوس للنبى (ص)معرض لأسباب عدة للترك فقد يكون خلفه ما يشغله من أمور الحياة كموعد مع صديق أو كزيارة مريض أو تعليم أولاد وهى أمور مباحة عليها أجر كما أن مجالسة النبى (ص)طوال الوقت ليست واجبة وإنما الواجب هو التعلم منه والتعلم عنده يتكرر بمعنى أن النبى (ص)يكرر الدروس ومن ثم من سمع مرة أو اثنين الدرس فليس عليه أن يسمعه مرة أخرى ما دام قد وعاه كما أن الله لا يعرض عن المسلم بسبب تركه مجلس النبى (ص)لسبب مباح وإنما يعرض الله عن الكافر
"قال قتادة في قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} الآية: "لعله أن لا يكون أنفق مالا، وبحسب امرئ من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق"
عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن" وفي رواية: "لنبي حسن الصوت يتغنى ب القرآن يجهر به " أخرجاه وعن أبي لبابة أن رسول الله
(ص) قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه أبو داود بسند جيد، والله سبحانه وتعالى أعلم "
الخطأ أن الله ما أباح شىء كتغنى نبى حسن الصوت بالقرآن وهو أخطاء متعددة أولها أن كل نبى كان يعرف القرآن كنص كامل يقرؤه وقطعا لم يأت نص فى الوحى يدل على ذلك وإنما ورد ما يفيد إيمانهم بالقرآن المنزل على محمد (ص) فى المستقبل وثانيها أن أحسن الإباحات إباحة التغنى بالقرآن وقطعا لا يوجد درجات تميز أحكام الإباحة لأنها كلها تستوى فى العمل بها وثالثها أن المطلوب هو التغنى بالقرآن وقطعا ليس المطلوب من النبى (ص)التغنى بالقرآن وإنما المطلوب هو بيان القرآن مصداق لقوله تعالى "ليبين لهم "