نقد مقال الهندسة النفسية
البحث من إعداد عارف محمد سمان وهو قل بتصرف من كتاب آفاق جديدة بلا حدود
وقد استهل البحث بتعريف الهندسة النفسية فقال:
"هي المصطلح العربي المقترح لما يطلق عليه بالغة الإنكليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP والترجمة الحرفية لهذه العبارة هي ( برمجة الأعصاب لغوياَ ) أو البرمجة اللغوية للجهاز العصبي كلمة Neuro تعني عصبي أي متعلق بالجهاز العصبي ، و Linguistic تعني لغوي أو متعلق باللغة ، وProgramming تعني برمجة أما الجهاز العصبي هو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته ، كالسلوك ، والتفكير ، والشعور واللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين أما البرمجة فهي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان ، أي برمجة دماغ الإنسان"
والتعريف ككثير مما يأتينا من الغرب هو جنون أحيانا تقوم المخابرات العالمية بنشره بهدف زيادة حيرة الناس وزيادة خلافاتهم وأحيانا م يريد الشهرة أو جمع المال يقوم بتأليف كلام غريب لأن الناس يستهويهم كل شىء غريب فيقومون بشراء الكتب أو الاستماع للبرامج
الكذب فى التعريف هو ربط شىء جسمى بشىء نفسى لا علاقة له بالجسم فالنفس بعقلها وشهواتها شىء يخرج من الجسم عند النوم كما قال تعالى بسورة الزمر:
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
الدماغ لا علاقة له بالتفكير فمن الحقائق الثابتة أن المنظم أى المحرك إذا أصيب بشىء تعطلت الأشياء التى ينظمها فمثلا منظم السيارة إذا أصيب بعطل تتوقف السيارة كلها عن العمل وإذا جئنا للدماغ نجد أنه إذا أصيب بمرض أو تمت إزالة جزء منه لا تتوقف أجهزة الجسم ولا التفكير ولا الشعور وإنما تعمل
كما أن بعض الأعصاب إذا فسدت فى الجسم أو أزيلت فإن ما سماه التفكير والشعور وغيره لا يتوقف عن عمله الطبيعى
بعد هذا دخل الباحث بنا إلى تشبيهنا بأجهزة الحواسيب واختلاف أنظمة تشغيلها فقال :
"عندما نشتري جهاز الكومبيوتر يكون كأي جهاز كومبيوتر جديد ، يحتوي على الأجزاء المعروف إضافة إلى نظام التشغيل ولكن بعد أن نستعمله لفترة من الزمن (سنه أو سنتين مثلا) ستكون في الجهاز برامج ومعلومات وأرقام ونصوص ورسوم وغير ذلك ، تختلف عما في الجهاز آخر كذلك الإنسان يولد على الفطرة وأبوه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه فالإنسان يكتسب من أبويه( وأسرته ، ومدرسته ، ومجتمعه ) معتقداته ، وقيمه ، ومعاييره ، وسلوكه ، وطريقة تفكيره كل ذلك عن طريق حواسه ، و عن طريق اللغة التي يسمعها منذ صغره ، ويقرأها عندما يتعلم القراءة تذهب جميع هذه المعلومات إلى دماغه وجهازه العصبي ، فيكون صورة للعالم من خلال ذلك ولا يكون لديه إلا ذلك العالم الذي تشكل في ذهنه , بغض النظر عما يحدث في العالم الخارجي ومن ناحية أخرى فانه إذا تغير ما في ذهنه , فان العالم بالنسبة له سيتغير , بغض النظر عما يحصل في العالم الخارجي وبالتالي فان الإنسان إذا اعتقد أن بإمكانه أن يقوم بعمل ما , أو اعتقد بأنه لا يمكنه إن يقوم به , فان ما يعتقده صحيح في الحالتين "
فى الفقرة ناقض فالرجل يقول بوجود الفطرة وهى الإسلام عند الناس عند الولادة وهو كلام يخالف كتاب الله فالإنسان يولد وهو جاهل تماما لا يعلم أى شىء كما قال تعالى :
"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
فالإسلام كغيره شىء مكتسب بعد الولادة بفترة وبرنامج التشغيل أو بالأحرى برامج التشغيل فى الإنسان هى البرامج التى تجعل الأعضاء الجسمية تعمل
ولو كانت النفس والجسم تعمل بتلك الطريقة التى يزعمون وجودها فمثلا ما قدرت العين مثلا على قراءة المكتوب فى لحظة مشاهدته ولا لى سمع الكلام فى لحظة انطلاقه من فم الأخر فهذا حتى طبقا لبرامج الحاسوب يحتاج أولا للتسجيل بالمصورة أو بأداة التسجيل وبعد هذا يتم تثبيته فى الحاسوب بالحفظ ثم يعاد تشغيله وهذا يستغرق لحظات ما بين التسجيل والحفظ ثم الفهم الذى يحدث فى نفس اللحظة
كما أن الإنسان هناك أمور لا علاقة لها بالحواس توجد فى نفسه كالحب فهو يتخيل مثلا حبيبته وهى تكلمه دون أن يستعمل أى جزء جسدى وقد يتخيل شىء لا وجود له دون استعانة بأى شىء جسمى
والأهم هو أن مسألة الأحلام تحدث فى النفس ولا علاقة لها بالجسم حيث يكون الجم فى حالة سكون إلا إذا كان حلما متصلا بالجنس او متصلا بالكابوس وهو الخوف
ثم شرح الباحث ما ظن أنه أمر جديد فقال :
"ماذا يعني ذلك ؟ إن ذلك يعني أن الإنسان يستطيع تغيير العالم عن طريق تغير ما في ذهنه !! ولكن كيف يمكنه تغير ما في ذهنه ؟ هذا ما تجيب عنه الهندسة النفسية وربما وضح السبب في تسميتها بهذا الاسم ، لأن الهندسة تتضمن عملية التصميم ، والتطوير ، ولإنشاء ، والصيانة فالهندسة النفسية تتناول تصميم السلوك ، والتفكير ، والشعور وكذلك تصميم الأهداف ، للفرد أو الأسرة أو المؤسسة ، وتصميم الطريق الموصل إلى هذه الأهداف "
أليس ما يقوله عن التغيير هو نفسه معنى قوله تعالى :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
وقوله أيضا:
"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"؟
أليس هو نفسه كلام القدماء عن الإرادة أو المشيئة الإنسانية ونذكر مثلا بسيطا هو ك
"ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك"
ثم تناول الرجل ما سماه تاريخ الهندسة النفسية فقال :
"في منتصف السبعينات وضع العالمان الأمريكيان الدكتور جون غر ندر عالم لغويات وريتشارد باندلر عالم رياضيات أصل البرمجة اللغوية للذهن وقد بنى غر ندر وباندلر أعمالهما على أبحاث قام بها علماء آخرون ، منهم عالم اللغويات الشهير نعوم تشكومسكي Noam Chomsky ، والعالم البولندي الفريد كورزيبسكي Aifrd Korzybsky ، والمفكر الإنجليزي غريغوري باتيسون Gregory Batison ، والخبير النفسي الدكتور ميلتون اركسون Milton Erickson والدكتورة فرجينيا ساتير virginia Satir ، ورائد المدرسة السلوكية العالم الألماني الدكتور فرتز بيرلز Fritz Perls ونشر غرند وباندلر اكتشافهما عام 1975م في كتاب من جزأين بعنوان The Structure of Magic وخطا هذا العالم خطوات كبيرة في الثمانينات ، وانتشرت مراكزه ، وتوسعت معاهد التدريب عليه في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما افتتحت مراكز له في بريطانيا وبعض البلدان الأوربية الأخرى ولا نجد اليوم بلدا من بلدان العالم الصناعي إلا وفيه عدد من المراكز والمؤسسات لهذه التقنية الجديدة "
هذا التاريخ هو تاريخ كاذب كمعظم ما يحكى لنا ولو عدنا للتراث الغربى نفسه فيما القرن التاسع عشر سنجد أبحاث مختلفة عن الأعصاب وعلاقتها بالنفس من خلال مدارس علم النفس المختلفة كمدرسة فرويد وأدلر والنظرية نفسها موجودة فى التراث اليونانى القديم من خلال أمراض سميت بأسماء قديمة كالسوداء أى الملانخوليا
ثم تحدث عارف عن تطبيقات الهندسة النفسية فقال:
"ومن ناحية أخرى امتدت تطبيقات الهندسة النفسية NLP إلى كل شأن مما يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم ، والصحة النفسية والجسدية والرياضة والألعاب ، والتجارة والأعمال ، والدعاية والإعلان ، والمهارات والتدريب ، والفنون والتمثيل ، والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وغيرها ففي مجال التربية والتعليم تقدم الهندسة النفسية جملة من الطرق والأساليب لزيادة سرعة التعليم والتذكير ، وإتقان تهجي الكلمات للأطفال ، وتشويق الطلاب للدراسة والمذاكرة ، ورفع مستوى الأداء للمدرسين ، وزيادة فعالية وسائل الإيضاح ، وتنمية القدرة على الابتكار ، وشحذ القدرة على التفكير ، وتحسين السلوك ، وترك العادات الضارة ، وكسب العادات الحميدة "
ولأن لا أحد يقرا سوى نادرا فإن ما قاله الرجل عن تطورات فى التربية والتعليم موجود فى تب لتراب فهنالك كتاب اسمه أدب العلماء والمعلمين تأليف الحسين بن منصور اليمنى ورد فيه العديد مما يسميه التطبيقات الحديثة فى التربية والتعليم مع أن ألف من قرون طويلة نذكر بعضا منها للفائدة :
-"إذا عزم على مجلس التدريس تطهر من الحدث، والجنب، وينظف، وتطيب، ولبس من أحسن ثيابه اللائقة به بين أهل زمانه، قاصداً بذلك تعظيم العلم وتبجيل الشريعة"
النظافة ولبس الثياب النظيفة نراهم فى طوابير المدارس وداخل لفصول لتنشيط الذهن
-"الثامن:
أن يزجر من تعدى في بحثه، أو ظهر منه لدد وسوء أدب، أو ترك إنصاف بعد ظهور الحق، أو أكثر الصياح بغير فائدة، أو أساء أدبه على غيره من الحاضرين أو الغائبين، أو ترفع في المجلس على من هو أولى منه، أو نام أو تحدث مع غيره أو ضحك، أو استهزأ بأحد من الحاضرين، أو فعل ما يخل بأدب الطلب في الحلقة"
هنا العقاب النفسى بالزجر وهو اخر ما وصلوا له
-"ويكلم كل أحد على قدر عقله وفهمه، فيجيب بما يحتمله حال السائل، ويتروى فيما يجيب به "
هنا مراعاة الفروق الفردية
- "أن يتودد لغريب حضر عنده ويبسط له لينشرح صدره، فإن للقادم دهشة، ولا يكثر الالتفات والنظر إليه استغراباً له، فإن ذلك يخجله، وإذا أقيل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة امسك عنها حتى يجلس، وإن جاء وهو يبحث في مسألة أعادها له أو مقصودها، وإذا أقبل فقيه وقد بقي لفراغه وقيام الجماعة بقدر ما يصل الفقيه إلى المجلس، فليؤخر تلك البقية ويشتغل عنها ببحث أو غيره إلى أن يجلس الفقيه، ثم يعيدها أو يتم تلك البقية كيلا يخجل المقبل بقيامهم عند جلوسه"
وهنا يراعى نفسية الطالب الجديد إذ حضر من مدرسة اخرى
-" أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه، كما جاء في الحديث، ويكره له ما يكره لنفسه وينبغي أن يعتني بمصالح الطالب ويعامله بما يعامل به أعز أولاده من الحنو والشفقة عليه، والإحسان إليه، والصبر على جفاء ربما وقع منه ونقص لا يكاد الإنسان يخلو عنه، وسوء أدب في بعض الأحيان ويبسط عذره بحسب الإمكان، ويوقفه مع ذلك على ما يصدر منه، بنصح وتلطف، لا بتعنيف وتعسف، قاصداً بذلك حسن تربيته، وتحسين خلقه، وإصلاح شأنه فإن عرف ذلك لذكائه بالإشارة، فلا حاجة إلى صريح العبارة، وإن لم يفهم ذلك إلا بصريحها أتي به وراعى التدريج في التلطف، ويؤديه بالآداب السنية ويحرضه على الأخلاق المرضية، ويوصيه بالأمور العرفية الموافقة للأوضاع الشرعية"
وهنا ما لم يتوصل له علماء التربية الحديثة وهو كون المعلم والد يعامل كل التلاميذ كأبناء له
ثم يواصل الرجل حديثه عن التطبيقات الحديثة فى علاج الأمراض بالهندسة النفسية فيقول ك
"وفي مجال الصحة النفسية والجسدية تستخدم طرق الهندسة النفسية ووسائلها لعلاج حالات الكآبة ، والتوتر النفسي ، وإزالة الخوف والوهم ( فوبيا) ، وتخفيف الألم ، والتحكم في تناول الطعام ، وزيادة الثقة بالنفس ، وحل المشكلات الشخصية ، والعائلية ، والعاطفية،وغير ذلك"
وهو كلام يدل على الفتنة بما يأتى من الكفار رغم أنه موجود فى تراثنا وحتى تراث غيرنا فالعلاج النفسى فعله ابن سينا وعلى بن ربن الطبرى غيرهم كما فى حكاية الدن الذى اعتقد أحد المرضى أنه يحمله فوق رأسه وكان لا يقعد ولا يمشى ولا يفعل شىء إلا وهو يتخيل أنه يخمله فوق رأسه فيتجنب المرور تحت الأشياء المنخفضة وإن مر تحتها يطاطىء الرأس حتى لا يقع الدن فما كان من الطبيب إلا أن أمر مساعده ان يحمل دنا ويجلس فوق سطح أحد البيوت ثم يرميه على الأرض عندما يوهم الطبيب المريض أنه ضرب الدن فوق رأسه بعصا وبالفعل عن طريق التمثيل ووقوع الدن وما فيه على الأرض أيقن المريض أنم الدن وقع ولم يعد فوق رأسه ويحكى فى ذلك حكاية كثيرة فيقال ان العالم بالشىء لا يخاف فيقال أن أحد الأطباء بين الأثر النفسى لأحد الحكام للعلم بالشىء عندما أمر جنوده برمى شىء معدنى كبير من فوق التل على الأرض عند ذلك فزع من صوت الارتطام من على الأرض ولم يفزع الطبيب والحاكم والجنود الذى رموا الشىء لأنهم علموا بأنه سيقع وسيحدث صوتا عظيما
ثم تابع الباحث ذكر التطبيقات فقال :
"وفي مجال التجارة والأعمال ، أخذت الشركات العالمية الكبيرة مثل آى بي إم IBM وتشسيس مانهاتن Chase Manhattan Bank ، وموتورولا Motorola وباسفيك بيل Pacific Bell وغيرها ، تعتمد طرق التدريب التي توفرها الهندسة النفسية ، وخاصة فيما يتعلق بالمهارات اللطيفة Soft Skills وهي مهارات الأداء الإنساني في التعامل مع الاخرين وتحديد الأهداف ، وإدارة الاجتماعات ، والتفاوض ، وإدارة الوقت ، والتخطيط الإستراتيجي ، والإبداع ، وتحفيز الموظفين ، وغيرها من النشاطات التي تتعلق بإدارة الأعمال والمؤسسات وقد قامت شركة موتورولا بدراسة وجدت فيها أن كل دولار يستثمر في التدريب في المهارات اللطيفة يعود على المؤسسة بمقدار 30 دولار وتقول الدكتورة جيني لابورد ، إحدى خبيرات التدريب على المهارات اللطيفة ، بأن المردود على المؤسسات هو أكثر من 30 دولارا لقاء كل دولار ينفق على التدريب في هذا المجال "
هذا الكلام لا يحتاج لتدريبات ولا أبحاث فكل ما يزيد الإنتاج ويحض على العلم موجود فى كتاب الله ولكننا لا نطبقه فى حياتنا فى المؤسسات ولا فى البيوت فالتعامل باللين والحسنى والعدل هو السبيل الوحيد لذلك
وبعد ذلك قال كلمة لا يدرى أنها كفر بلله وهى "
"الهندسة النفسية تمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره ، وسلوكه ، وأدائه ، وقيمه ، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه ، وأدائه وكذلك تمدنا الهندسة النفسية بأدوات وطرائق يمكن بها أحداث التغيير المطلوب في سلوك الإنسان ، وتفكيره ، وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه "
كما قلنا تلك العلوم تريد أن تحل محل دين الله من حيث أحكامه فتخترع أحكاما جديدا وإن كان لها تاريخا قديما فما تحدث عنه هو نفس بعض موضوعات التى يعالجها دين الله ومن ثم فنحن لسنا بحاجة لتلك العلوم لتحل محل دين لله لأننا إن فعلنا فقد كفرنا به
ثم تحدث الرجل عما سماه مبادئ الهندسة النفسية فقال:
تستند الهندسة النفسية على جملة من المبادئ أو الافتراضات Presuppositions أهمها :
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
مبدأ (الخارطة ليست هي الواقع The Map Is Not The Territory ): وقد وضع هذا المبدأ العالم البولندي الفريد كورزيبسكي ويعني به أن صورة العالم في ذهن الإنسان هي ليست العالم فخارطة العالم في أذهاننا تتشكل من المعلومات التي تصل إلى أذهاننا عن طريق الحواس ، واللغة التي نسمعها ونقرأها ، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا ويكون في هذه المعلومات ، في أحيان كثيرة خطا وصواب ، وحق وباطل ، ومعتقدات تكبلنا ، وتعطل طاقاتنا ، وتحبس قدراتنا ولكن هذه الخارطة هي التي تحدد سلوكنا ، وتفكيرنا ، ومشاعرنا ، وإنجازاتنا كما أن هذه الخارطة تختلف من إنسان لآخر ، ولكنها لا تمثل العالم أي أن كل إنسان يدركه إلا إذا حصل تغير في الخارطة التي في ذهنه ولكن إذا حصل تغير في الخارطة ( في ذهن الإنسان ) ، أيا كان هذا يغير ، فإن العلم يكون قد تغير واستنادا إلى هذا المبدأ فإن بوسع الإنسان أن يغير العالم عن طريق تغيير الخارطة ، أي تغيير ما في ذهنه (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد آية 11"
وما قاله هو مبدأ واحد بينما ذكر أنها مبادىء عدة وهو التغيير النفسى القرآنى وما قاله الفريد لا علاقة له بالنص القرآنى فالآية تتحدث عن تغيير الظلم إلى عدل أى الخطأ إلى صواب أى الباطل الحق بينما هو يتحدث عن أن تصور الإنسان الذهنى للعالم غير صورة العالم الحقيقية وهو كلام ليس صحيحا تماما فمثلا الصورة التى تراها العين حقيقية وأصوات الحيوانات حقيقية والروائح التى يشمها حقيقية
ثم تناول الباحث موضوعات الهندسة النفسية فقال :
تتناول الهندسة النفسية عددا من الموضوعات يمكن تلخيصها فيما يلي :
"محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات : المكان ، الزمان ، والأشياء ، والواقع ( كما نفهمه ) الغايات والأهداف المستقرة في أعماق النفس التواصل والتفاهم مع الآخرين انسجام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين كيف يمكن إدراك معنى ( الزمن )
الحالة الذهنية : كيف نرصدها ونتعرف عليها ، وكيف نغيرها دور الحواس في تشكيل الحالة الذهنية أنماط التفكير ودورها في عمليات التذكير، والإبداع
علاقة اللغة بالتفكير : كيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، كيف نتعرف طريقة تفكير الآخرين علاقة الوظائف الفسيولوجية بالتفكير
كيف يتم تحقيق الألفة بين شخصين ودور الألفة في التأثير في الآخرين كيف نفهم ( إيمان ) الإنسان وقيمه وانتماءه ارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تقيد الإنسان وتحد من نشاطه
دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، وكيف يمكن تجاوز تلك الحدود ، وتوسيع دائرة الخبرات
كيف يمكن استخدام اللغة في الوصول إلى العقل الباطن ( أو اللاشعور ) وكيف يمكن تغيير المعاني والمفاهيم
علاج الحالات الفردية ، كالخوف ، والوهم ، والصراع الداخلي التحكم بالعادات وتغييرها
تنمية المهارات ، وشحذ القابليات ، ورفع الأداء الإنساني "
كما قلنا هذه الموضوعات هى من ضمن الموضوعات التى يعالجها الإسلام ولا حاجة بنا لما يقول الناس بينما كلام الله موجود
ويقول الباحث أن النجاح له أركان ثلاثة فى هذا العلم فقال :
"سيجد الممارس لهذا العلم أن للنجاح أركانا ثلاثة هي :
تحديد الهدف ( الحصيلة )
قوة الملاحظة والانتباه ( جمع المعلومات )
الاستعداد للتغيير ( المرونة )
ولكل واحد من هذه الأركان شرح وتفصيل ، وطرق وأساليب ، فإذا أخذت بهذه الأركان الثلاثة وأتقنت وسائلها وأساليبها ، فيمكنك تحقيق أمرين اثنين :
التغيير والتأثير
تغيير أفكارك وسلوكك ، أو أفكار الآخرين وسلوكهم ، تحقيق الانسجام الداخلي ، تحقيق الألفة ، تغيير السلوك والعادات ، العلاج لحالات الخوف والوهم تخفيف الألم تنمية المهارات التعليم والتدرب ، رفع الأداء الرياضي والفني حل المشاكل الشخصية والعائلية
أما التأثير في الآخرين ، ففي مجالات عديدة أهمها :
اللقاءات والاجتماعات ، التفاوض ، البيع والتجارة والأعمال ، الدعاية والإعلام ، التربية والتعليم ، الصحية ، الدعوة والإرشاد "
والنجاح فى أى شىء يحتاج للعلم والتنفيذ ليس إلا وأما قوله :
"إن الهندسة النفسية علم يستند على التجربة والاختيار ، ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة الهندسة النفسية تنظر الى قضية النجاح والتفوق على انها عملية يمكن صناعتها ، وليست وليدة الحظ أو الصدفة ذلك أن احدى قواعد الهندسة النفسية تقول : أنه ليس هناك حظ بل هو نتيجة , وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات"
فالهندسة النفسية ليست علما يستند لتجربة لأن التجارب النفسية متعددة ومتناقضة لا يحكمها حاكم والحاكم الوحيد معرفة صحتها من بطلانها هو كتاب لله
البحث من إعداد عارف محمد سمان وهو قل بتصرف من كتاب آفاق جديدة بلا حدود
وقد استهل البحث بتعريف الهندسة النفسية فقال:
"هي المصطلح العربي المقترح لما يطلق عليه بالغة الإنكليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP والترجمة الحرفية لهذه العبارة هي ( برمجة الأعصاب لغوياَ ) أو البرمجة اللغوية للجهاز العصبي كلمة Neuro تعني عصبي أي متعلق بالجهاز العصبي ، و Linguistic تعني لغوي أو متعلق باللغة ، وProgramming تعني برمجة أما الجهاز العصبي هو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته ، كالسلوك ، والتفكير ، والشعور واللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين أما البرمجة فهي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان ، أي برمجة دماغ الإنسان"
والتعريف ككثير مما يأتينا من الغرب هو جنون أحيانا تقوم المخابرات العالمية بنشره بهدف زيادة حيرة الناس وزيادة خلافاتهم وأحيانا م يريد الشهرة أو جمع المال يقوم بتأليف كلام غريب لأن الناس يستهويهم كل شىء غريب فيقومون بشراء الكتب أو الاستماع للبرامج
الكذب فى التعريف هو ربط شىء جسمى بشىء نفسى لا علاقة له بالجسم فالنفس بعقلها وشهواتها شىء يخرج من الجسم عند النوم كما قال تعالى بسورة الزمر:
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
الدماغ لا علاقة له بالتفكير فمن الحقائق الثابتة أن المنظم أى المحرك إذا أصيب بشىء تعطلت الأشياء التى ينظمها فمثلا منظم السيارة إذا أصيب بعطل تتوقف السيارة كلها عن العمل وإذا جئنا للدماغ نجد أنه إذا أصيب بمرض أو تمت إزالة جزء منه لا تتوقف أجهزة الجسم ولا التفكير ولا الشعور وإنما تعمل
كما أن بعض الأعصاب إذا فسدت فى الجسم أو أزيلت فإن ما سماه التفكير والشعور وغيره لا يتوقف عن عمله الطبيعى
بعد هذا دخل الباحث بنا إلى تشبيهنا بأجهزة الحواسيب واختلاف أنظمة تشغيلها فقال :
"عندما نشتري جهاز الكومبيوتر يكون كأي جهاز كومبيوتر جديد ، يحتوي على الأجزاء المعروف إضافة إلى نظام التشغيل ولكن بعد أن نستعمله لفترة من الزمن (سنه أو سنتين مثلا) ستكون في الجهاز برامج ومعلومات وأرقام ونصوص ورسوم وغير ذلك ، تختلف عما في الجهاز آخر كذلك الإنسان يولد على الفطرة وأبوه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه فالإنسان يكتسب من أبويه( وأسرته ، ومدرسته ، ومجتمعه ) معتقداته ، وقيمه ، ومعاييره ، وسلوكه ، وطريقة تفكيره كل ذلك عن طريق حواسه ، و عن طريق اللغة التي يسمعها منذ صغره ، ويقرأها عندما يتعلم القراءة تذهب جميع هذه المعلومات إلى دماغه وجهازه العصبي ، فيكون صورة للعالم من خلال ذلك ولا يكون لديه إلا ذلك العالم الذي تشكل في ذهنه , بغض النظر عما يحدث في العالم الخارجي ومن ناحية أخرى فانه إذا تغير ما في ذهنه , فان العالم بالنسبة له سيتغير , بغض النظر عما يحصل في العالم الخارجي وبالتالي فان الإنسان إذا اعتقد أن بإمكانه أن يقوم بعمل ما , أو اعتقد بأنه لا يمكنه إن يقوم به , فان ما يعتقده صحيح في الحالتين "
فى الفقرة ناقض فالرجل يقول بوجود الفطرة وهى الإسلام عند الناس عند الولادة وهو كلام يخالف كتاب الله فالإنسان يولد وهو جاهل تماما لا يعلم أى شىء كما قال تعالى :
"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
فالإسلام كغيره شىء مكتسب بعد الولادة بفترة وبرنامج التشغيل أو بالأحرى برامج التشغيل فى الإنسان هى البرامج التى تجعل الأعضاء الجسمية تعمل
ولو كانت النفس والجسم تعمل بتلك الطريقة التى يزعمون وجودها فمثلا ما قدرت العين مثلا على قراءة المكتوب فى لحظة مشاهدته ولا لى سمع الكلام فى لحظة انطلاقه من فم الأخر فهذا حتى طبقا لبرامج الحاسوب يحتاج أولا للتسجيل بالمصورة أو بأداة التسجيل وبعد هذا يتم تثبيته فى الحاسوب بالحفظ ثم يعاد تشغيله وهذا يستغرق لحظات ما بين التسجيل والحفظ ثم الفهم الذى يحدث فى نفس اللحظة
كما أن الإنسان هناك أمور لا علاقة لها بالحواس توجد فى نفسه كالحب فهو يتخيل مثلا حبيبته وهى تكلمه دون أن يستعمل أى جزء جسدى وقد يتخيل شىء لا وجود له دون استعانة بأى شىء جسمى
والأهم هو أن مسألة الأحلام تحدث فى النفس ولا علاقة لها بالجسم حيث يكون الجم فى حالة سكون إلا إذا كان حلما متصلا بالجنس او متصلا بالكابوس وهو الخوف
ثم شرح الباحث ما ظن أنه أمر جديد فقال :
"ماذا يعني ذلك ؟ إن ذلك يعني أن الإنسان يستطيع تغيير العالم عن طريق تغير ما في ذهنه !! ولكن كيف يمكنه تغير ما في ذهنه ؟ هذا ما تجيب عنه الهندسة النفسية وربما وضح السبب في تسميتها بهذا الاسم ، لأن الهندسة تتضمن عملية التصميم ، والتطوير ، ولإنشاء ، والصيانة فالهندسة النفسية تتناول تصميم السلوك ، والتفكير ، والشعور وكذلك تصميم الأهداف ، للفرد أو الأسرة أو المؤسسة ، وتصميم الطريق الموصل إلى هذه الأهداف "
أليس ما يقوله عن التغيير هو نفسه معنى قوله تعالى :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
وقوله أيضا:
"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"؟
أليس هو نفسه كلام القدماء عن الإرادة أو المشيئة الإنسانية ونذكر مثلا بسيطا هو ك
"ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك"
ثم تناول الرجل ما سماه تاريخ الهندسة النفسية فقال :
"في منتصف السبعينات وضع العالمان الأمريكيان الدكتور جون غر ندر عالم لغويات وريتشارد باندلر عالم رياضيات أصل البرمجة اللغوية للذهن وقد بنى غر ندر وباندلر أعمالهما على أبحاث قام بها علماء آخرون ، منهم عالم اللغويات الشهير نعوم تشكومسكي Noam Chomsky ، والعالم البولندي الفريد كورزيبسكي Aifrd Korzybsky ، والمفكر الإنجليزي غريغوري باتيسون Gregory Batison ، والخبير النفسي الدكتور ميلتون اركسون Milton Erickson والدكتورة فرجينيا ساتير virginia Satir ، ورائد المدرسة السلوكية العالم الألماني الدكتور فرتز بيرلز Fritz Perls ونشر غرند وباندلر اكتشافهما عام 1975م في كتاب من جزأين بعنوان The Structure of Magic وخطا هذا العالم خطوات كبيرة في الثمانينات ، وانتشرت مراكزه ، وتوسعت معاهد التدريب عليه في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما افتتحت مراكز له في بريطانيا وبعض البلدان الأوربية الأخرى ولا نجد اليوم بلدا من بلدان العالم الصناعي إلا وفيه عدد من المراكز والمؤسسات لهذه التقنية الجديدة "
هذا التاريخ هو تاريخ كاذب كمعظم ما يحكى لنا ولو عدنا للتراث الغربى نفسه فيما القرن التاسع عشر سنجد أبحاث مختلفة عن الأعصاب وعلاقتها بالنفس من خلال مدارس علم النفس المختلفة كمدرسة فرويد وأدلر والنظرية نفسها موجودة فى التراث اليونانى القديم من خلال أمراض سميت بأسماء قديمة كالسوداء أى الملانخوليا
ثم تحدث عارف عن تطبيقات الهندسة النفسية فقال:
"ومن ناحية أخرى امتدت تطبيقات الهندسة النفسية NLP إلى كل شأن مما يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم ، والصحة النفسية والجسدية والرياضة والألعاب ، والتجارة والأعمال ، والدعاية والإعلان ، والمهارات والتدريب ، والفنون والتمثيل ، والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وغيرها ففي مجال التربية والتعليم تقدم الهندسة النفسية جملة من الطرق والأساليب لزيادة سرعة التعليم والتذكير ، وإتقان تهجي الكلمات للأطفال ، وتشويق الطلاب للدراسة والمذاكرة ، ورفع مستوى الأداء للمدرسين ، وزيادة فعالية وسائل الإيضاح ، وتنمية القدرة على الابتكار ، وشحذ القدرة على التفكير ، وتحسين السلوك ، وترك العادات الضارة ، وكسب العادات الحميدة "
ولأن لا أحد يقرا سوى نادرا فإن ما قاله الرجل عن تطورات فى التربية والتعليم موجود فى تب لتراب فهنالك كتاب اسمه أدب العلماء والمعلمين تأليف الحسين بن منصور اليمنى ورد فيه العديد مما يسميه التطبيقات الحديثة فى التربية والتعليم مع أن ألف من قرون طويلة نذكر بعضا منها للفائدة :
-"إذا عزم على مجلس التدريس تطهر من الحدث، والجنب، وينظف، وتطيب، ولبس من أحسن ثيابه اللائقة به بين أهل زمانه، قاصداً بذلك تعظيم العلم وتبجيل الشريعة"
النظافة ولبس الثياب النظيفة نراهم فى طوابير المدارس وداخل لفصول لتنشيط الذهن
-"الثامن:
أن يزجر من تعدى في بحثه، أو ظهر منه لدد وسوء أدب، أو ترك إنصاف بعد ظهور الحق، أو أكثر الصياح بغير فائدة، أو أساء أدبه على غيره من الحاضرين أو الغائبين، أو ترفع في المجلس على من هو أولى منه، أو نام أو تحدث مع غيره أو ضحك، أو استهزأ بأحد من الحاضرين، أو فعل ما يخل بأدب الطلب في الحلقة"
هنا العقاب النفسى بالزجر وهو اخر ما وصلوا له
-"ويكلم كل أحد على قدر عقله وفهمه، فيجيب بما يحتمله حال السائل، ويتروى فيما يجيب به "
هنا مراعاة الفروق الفردية
- "أن يتودد لغريب حضر عنده ويبسط له لينشرح صدره، فإن للقادم دهشة، ولا يكثر الالتفات والنظر إليه استغراباً له، فإن ذلك يخجله، وإذا أقيل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة امسك عنها حتى يجلس، وإن جاء وهو يبحث في مسألة أعادها له أو مقصودها، وإذا أقبل فقيه وقد بقي لفراغه وقيام الجماعة بقدر ما يصل الفقيه إلى المجلس، فليؤخر تلك البقية ويشتغل عنها ببحث أو غيره إلى أن يجلس الفقيه، ثم يعيدها أو يتم تلك البقية كيلا يخجل المقبل بقيامهم عند جلوسه"
وهنا يراعى نفسية الطالب الجديد إذ حضر من مدرسة اخرى
-" أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه، كما جاء في الحديث، ويكره له ما يكره لنفسه وينبغي أن يعتني بمصالح الطالب ويعامله بما يعامل به أعز أولاده من الحنو والشفقة عليه، والإحسان إليه، والصبر على جفاء ربما وقع منه ونقص لا يكاد الإنسان يخلو عنه، وسوء أدب في بعض الأحيان ويبسط عذره بحسب الإمكان، ويوقفه مع ذلك على ما يصدر منه، بنصح وتلطف، لا بتعنيف وتعسف، قاصداً بذلك حسن تربيته، وتحسين خلقه، وإصلاح شأنه فإن عرف ذلك لذكائه بالإشارة، فلا حاجة إلى صريح العبارة، وإن لم يفهم ذلك إلا بصريحها أتي به وراعى التدريج في التلطف، ويؤديه بالآداب السنية ويحرضه على الأخلاق المرضية، ويوصيه بالأمور العرفية الموافقة للأوضاع الشرعية"
وهنا ما لم يتوصل له علماء التربية الحديثة وهو كون المعلم والد يعامل كل التلاميذ كأبناء له
ثم يواصل الرجل حديثه عن التطبيقات الحديثة فى علاج الأمراض بالهندسة النفسية فيقول ك
"وفي مجال الصحة النفسية والجسدية تستخدم طرق الهندسة النفسية ووسائلها لعلاج حالات الكآبة ، والتوتر النفسي ، وإزالة الخوف والوهم ( فوبيا) ، وتخفيف الألم ، والتحكم في تناول الطعام ، وزيادة الثقة بالنفس ، وحل المشكلات الشخصية ، والعائلية ، والعاطفية،وغير ذلك"
وهو كلام يدل على الفتنة بما يأتى من الكفار رغم أنه موجود فى تراثنا وحتى تراث غيرنا فالعلاج النفسى فعله ابن سينا وعلى بن ربن الطبرى غيرهم كما فى حكاية الدن الذى اعتقد أحد المرضى أنه يحمله فوق رأسه وكان لا يقعد ولا يمشى ولا يفعل شىء إلا وهو يتخيل أنه يخمله فوق رأسه فيتجنب المرور تحت الأشياء المنخفضة وإن مر تحتها يطاطىء الرأس حتى لا يقع الدن فما كان من الطبيب إلا أن أمر مساعده ان يحمل دنا ويجلس فوق سطح أحد البيوت ثم يرميه على الأرض عندما يوهم الطبيب المريض أنه ضرب الدن فوق رأسه بعصا وبالفعل عن طريق التمثيل ووقوع الدن وما فيه على الأرض أيقن المريض أنم الدن وقع ولم يعد فوق رأسه ويحكى فى ذلك حكاية كثيرة فيقال ان العالم بالشىء لا يخاف فيقال أن أحد الأطباء بين الأثر النفسى لأحد الحكام للعلم بالشىء عندما أمر جنوده برمى شىء معدنى كبير من فوق التل على الأرض عند ذلك فزع من صوت الارتطام من على الأرض ولم يفزع الطبيب والحاكم والجنود الذى رموا الشىء لأنهم علموا بأنه سيقع وسيحدث صوتا عظيما
ثم تابع الباحث ذكر التطبيقات فقال :
"وفي مجال التجارة والأعمال ، أخذت الشركات العالمية الكبيرة مثل آى بي إم IBM وتشسيس مانهاتن Chase Manhattan Bank ، وموتورولا Motorola وباسفيك بيل Pacific Bell وغيرها ، تعتمد طرق التدريب التي توفرها الهندسة النفسية ، وخاصة فيما يتعلق بالمهارات اللطيفة Soft Skills وهي مهارات الأداء الإنساني في التعامل مع الاخرين وتحديد الأهداف ، وإدارة الاجتماعات ، والتفاوض ، وإدارة الوقت ، والتخطيط الإستراتيجي ، والإبداع ، وتحفيز الموظفين ، وغيرها من النشاطات التي تتعلق بإدارة الأعمال والمؤسسات وقد قامت شركة موتورولا بدراسة وجدت فيها أن كل دولار يستثمر في التدريب في المهارات اللطيفة يعود على المؤسسة بمقدار 30 دولار وتقول الدكتورة جيني لابورد ، إحدى خبيرات التدريب على المهارات اللطيفة ، بأن المردود على المؤسسات هو أكثر من 30 دولارا لقاء كل دولار ينفق على التدريب في هذا المجال "
هذا الكلام لا يحتاج لتدريبات ولا أبحاث فكل ما يزيد الإنتاج ويحض على العلم موجود فى كتاب الله ولكننا لا نطبقه فى حياتنا فى المؤسسات ولا فى البيوت فالتعامل باللين والحسنى والعدل هو السبيل الوحيد لذلك
وبعد ذلك قال كلمة لا يدرى أنها كفر بلله وهى "
"الهندسة النفسية تمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره ، وسلوكه ، وأدائه ، وقيمه ، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه ، وأدائه وكذلك تمدنا الهندسة النفسية بأدوات وطرائق يمكن بها أحداث التغيير المطلوب في سلوك الإنسان ، وتفكيره ، وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه "
كما قلنا تلك العلوم تريد أن تحل محل دين الله من حيث أحكامه فتخترع أحكاما جديدا وإن كان لها تاريخا قديما فما تحدث عنه هو نفس بعض موضوعات التى يعالجها دين الله ومن ثم فنحن لسنا بحاجة لتلك العلوم لتحل محل دين لله لأننا إن فعلنا فقد كفرنا به
ثم تحدث الرجل عما سماه مبادئ الهندسة النفسية فقال:
تستند الهندسة النفسية على جملة من المبادئ أو الافتراضات Presuppositions أهمها :
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
مبدأ (الخارطة ليست هي الواقع The Map Is Not The Territory ): وقد وضع هذا المبدأ العالم البولندي الفريد كورزيبسكي ويعني به أن صورة العالم في ذهن الإنسان هي ليست العالم فخارطة العالم في أذهاننا تتشكل من المعلومات التي تصل إلى أذهاننا عن طريق الحواس ، واللغة التي نسمعها ونقرأها ، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا ويكون في هذه المعلومات ، في أحيان كثيرة خطا وصواب ، وحق وباطل ، ومعتقدات تكبلنا ، وتعطل طاقاتنا ، وتحبس قدراتنا ولكن هذه الخارطة هي التي تحدد سلوكنا ، وتفكيرنا ، ومشاعرنا ، وإنجازاتنا كما أن هذه الخارطة تختلف من إنسان لآخر ، ولكنها لا تمثل العالم أي أن كل إنسان يدركه إلا إذا حصل تغير في الخارطة التي في ذهنه ولكن إذا حصل تغير في الخارطة ( في ذهن الإنسان ) ، أيا كان هذا يغير ، فإن العلم يكون قد تغير واستنادا إلى هذا المبدأ فإن بوسع الإنسان أن يغير العالم عن طريق تغيير الخارطة ، أي تغيير ما في ذهنه (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد آية 11"
وما قاله هو مبدأ واحد بينما ذكر أنها مبادىء عدة وهو التغيير النفسى القرآنى وما قاله الفريد لا علاقة له بالنص القرآنى فالآية تتحدث عن تغيير الظلم إلى عدل أى الخطأ إلى صواب أى الباطل الحق بينما هو يتحدث عن أن تصور الإنسان الذهنى للعالم غير صورة العالم الحقيقية وهو كلام ليس صحيحا تماما فمثلا الصورة التى تراها العين حقيقية وأصوات الحيوانات حقيقية والروائح التى يشمها حقيقية
ثم تناول الباحث موضوعات الهندسة النفسية فقال :
تتناول الهندسة النفسية عددا من الموضوعات يمكن تلخيصها فيما يلي :
"محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات : المكان ، الزمان ، والأشياء ، والواقع ( كما نفهمه ) الغايات والأهداف المستقرة في أعماق النفس التواصل والتفاهم مع الآخرين انسجام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين كيف يمكن إدراك معنى ( الزمن )
الحالة الذهنية : كيف نرصدها ونتعرف عليها ، وكيف نغيرها دور الحواس في تشكيل الحالة الذهنية أنماط التفكير ودورها في عمليات التذكير، والإبداع
علاقة اللغة بالتفكير : كيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، كيف نتعرف طريقة تفكير الآخرين علاقة الوظائف الفسيولوجية بالتفكير
كيف يتم تحقيق الألفة بين شخصين ودور الألفة في التأثير في الآخرين كيف نفهم ( إيمان ) الإنسان وقيمه وانتماءه ارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تقيد الإنسان وتحد من نشاطه
دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، وكيف يمكن تجاوز تلك الحدود ، وتوسيع دائرة الخبرات
كيف يمكن استخدام اللغة في الوصول إلى العقل الباطن ( أو اللاشعور ) وكيف يمكن تغيير المعاني والمفاهيم
علاج الحالات الفردية ، كالخوف ، والوهم ، والصراع الداخلي التحكم بالعادات وتغييرها
تنمية المهارات ، وشحذ القابليات ، ورفع الأداء الإنساني "
كما قلنا هذه الموضوعات هى من ضمن الموضوعات التى يعالجها الإسلام ولا حاجة بنا لما يقول الناس بينما كلام الله موجود
ويقول الباحث أن النجاح له أركان ثلاثة فى هذا العلم فقال :
"سيجد الممارس لهذا العلم أن للنجاح أركانا ثلاثة هي :
تحديد الهدف ( الحصيلة )
قوة الملاحظة والانتباه ( جمع المعلومات )
الاستعداد للتغيير ( المرونة )
ولكل واحد من هذه الأركان شرح وتفصيل ، وطرق وأساليب ، فإذا أخذت بهذه الأركان الثلاثة وأتقنت وسائلها وأساليبها ، فيمكنك تحقيق أمرين اثنين :
التغيير والتأثير
تغيير أفكارك وسلوكك ، أو أفكار الآخرين وسلوكهم ، تحقيق الانسجام الداخلي ، تحقيق الألفة ، تغيير السلوك والعادات ، العلاج لحالات الخوف والوهم تخفيف الألم تنمية المهارات التعليم والتدرب ، رفع الأداء الرياضي والفني حل المشاكل الشخصية والعائلية
أما التأثير في الآخرين ، ففي مجالات عديدة أهمها :
اللقاءات والاجتماعات ، التفاوض ، البيع والتجارة والأعمال ، الدعاية والإعلام ، التربية والتعليم ، الصحية ، الدعوة والإرشاد "
والنجاح فى أى شىء يحتاج للعلم والتنفيذ ليس إلا وأما قوله :
"إن الهندسة النفسية علم يستند على التجربة والاختيار ، ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة الهندسة النفسية تنظر الى قضية النجاح والتفوق على انها عملية يمكن صناعتها ، وليست وليدة الحظ أو الصدفة ذلك أن احدى قواعد الهندسة النفسية تقول : أنه ليس هناك حظ بل هو نتيجة , وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات"
فالهندسة النفسية ليست علما يستند لتجربة لأن التجارب النفسية متعددة ومتناقضة لا يحكمها حاكم والحاكم الوحيد معرفة صحتها من بطلانها هو كتاب لله