"ولذلك ، فإن الله لن يأتي إليك ليصلح كل شيء لك أو للجميع، ولكنه قد وضع المعرفة بداخل الجميع لأن المعرفة فقط يمكنها أن تقودك إلى التصرف بشجاعة ، إلى التصرف بحكمة ، والتصرف بطريقة تجعلك قادراً على الاستفادة من مجموعة التغيير، وأن تكون في خدمة الآخرين، وهذا ما سيمنحك راحة عظيمة "
والكلام خاطىء فالمعرفة هى فى الرسالة خارج الإنسان ولم يضعها الله فى الإنسان فما وضعه هو العقل الذى يفهم الرسالة وينفذها وكذلك وضع الشهوات التى لا تريد فهم الرسالة ولا تنفيذها وتبقى الإرادة الإنسانية هى الفيصل هل تستعمل العقل أم الشهوات
والرجل يجعل الناس تيأس من علاج المشاكل لأن لا أحد يعرف كيفية المواجهة ولا الحلول ولا كيفية إقامة المجتمع الموحد ويعتبر أن رسالته تقدم فكرة فقط عن المشاكل فيقول:
"لذلك عليك أن تنظر جيداً إلى حياتك توقف عن اللعب وتوقف عن التخيّل وانخرط بالحياة وأعر انتباهك الى ما يريد العالم أن يقوله لك ، ولكن لا تتعجّل النتائج ولا تبحث عن الأجوبة البسيطة ولا تطالب بالحلول لأن أمواج التغيير العظيمة القادمة إلى العالم ، واندماج البشرية في المجتمع الأعظم هي المشاكل التي ستضطر إلى التعايش معها لأنها حالات وأوضاع طويلة الأجل، بحيث يتوجب عليك أن تتعلم كيف تتعامل معها خطوة خطوة سيتوجب عليك التعايش معها ، وأن تسمح للحلول بأن تصل إليك ، وللآخرين بشكل تدريجي، حيث لا أحد لديه إجابة على هذه الأشياء و لا احد لديه أي حل لأمواج التغيير العظيمة لا أحد لديه إجابة على كيفية التحضير للمجتمع الأعظم – وحيث لا يمكن لأحد من أولئك الناس أن يمتلكوا تلك الدراية ، أو أن يعلموا ماهية الحياة الموجودة وراء حدود هذا العالم، وغير مدركين لتعقيدات الاشتباك بين الأمم في الكون من خلال المحيط الخاص بك ، ويجهلون ما الذي يتحكم بالحياة والتجارة في هذه المنطقة التي سيتوجب عليك أن تتعلم عنها ؟ ولذلك ، فإن الوحي الجديد فقط يمكنه أن يعطيك فكرة عن ذلك "
ومن ثم لا أحد يعرف لماذا جاء بالرسالة المزعومة إن كانت لا تحل ولا تربط شيئا؟
ويعود الرجل فيقول أن الحلول ستوجد ولكن ليس بسرعة وإنما بالتدريج فيقول:
"ولكن ، حتى هنا، عليك أن تنمو وتتقدم في مجال التعلم الحقيقي الذي ستحصل عليه عملياً خطوة فخطوة لأن ذلك لا يحدث دفعة واحدة إلا أن أولئك الكسالى ، اللامبالين ، والخانعين والضعفاء فقط يعتقدون بأنهم قد اكتسبوا فهماً عظيماً في الوقت الراهن الأمر ليس كذلك على الإطلاق فأنت ستتعلم وفق مراحل لكونك تنمو في مراحل كما أن المشاكل الكبيرة والتحديات لا يمكن حلّها بسرعة وهذه هي دائماً طريقة الحياة في التعليم ، وقد علمتنا ذلك ، وهذه هي الطريقة التي يجب أن تتعلم بها الآن إذا كنت ستسعى لاكتساب القوة الحقيقية والقدرة على مواجهة أمواج التغيير العظيمة "وكرر الكلام فى الفصل الرابع حيث قال:
"وهكذا ، ومن أجل التحضير لأمواج التغيير العظيمة ، سيتوجب عليكم اتخاذ العديد من الإجراءات ، وقد يبدو بعضها غير منطقي في لحظة ما كما أنكم لن تكونوا قادرين على تبريرها أو تفسيرها للآخرين ولكن ينبغي عليكم الأخذ بها على أي حال ذلك لأن كلاً من المعرفة الموجودة بداخلكم ، والذكاء العميق الساكن في عقولكم ، هي التي ستحثّكم "
فالرجل هنا يجعل الناس قادرين على التحضير للتعامل مع الأمواج العظيمة وهو ما كرره فى الفصل الرابع بقوله:
"ولكن ، إذا كان بإمكانهم الحصول على التعليمات من المعرفة و الاستجابة عند هذا المستوى، فسيكونون قادرين على الاستعداد مسبقاً لأمواج التغيير العظيمة و سيكون لديهم الوقت الكافي للاستعداد و إجراء التغييرات والتعديلات التي قد تكون صعبة في بعض الأحيان ولكنها مطلوبة لإعادة تموضع أنفسهم من أجل الحصول على موقف أقوى ، ولإبعاد أنفسهم عن الأذى، وللحدّ من الضعف، وبالتالي ستزداد إمكانية القيام بخدمة الآخرين"
ولا ينفك سومرز عن التأكيد عن أن السبب فى مشاكل العالم هو المشاكل الكبرى وهى مجموعة من الذنوب مرتبطة بالصناعة وسوء استخدام الموارد ويتناسى ذنوب الناس فى معاملاتهم اليومية فمجموع الذنوب وهو ما كسبته أيدى الناس هو السبب فى ظهور الفساد وفى هذا قال :
"في البداية، ستبدو هذه العلامات خفية ، وربما غير واضحة، ولكن مع مرور الوقت سوف تصبح واضحة للغاية وقوية وسوف تتعجب كيف أمكنك تجاهلها في السابق ، وكيف تغاضيت عنها من قبل إلا أن هذا سيعطيك القوة و الثقة من أن المعرفة سوف تخاطبكم في المستقبل، وإذا كنت في موقف يسمح لك باتباعها مصحوباً بالقوة والالتزام، ومن دون افتراضات، فسوف تكون قادراً على الإبحار فيما سيبدو الأمر بالنسبة للآخرين غير مفهوم ، بل وساحق أيضاً كما سيتوجب عليك أن تكون متواضعاً هنا، لأن الوضع سيكون أكبر مما أنت فيه ، وسوف لن يكون لديك إجابات سهلة للاعتماد عليها ، وذلك بسبب وجود أمواج التغيير العظيمة الهائلة منذ وقت طويل إنها نتاج سوء استخدام الإنسانية للعالم، ونتاج جشع البشرية ، وصراعات البشرية ، واستخدام البشرية المفرط لموارد العالم ، وجهل البشرية حول الحياة في المجتمع الأعظم هناك لا مفر من العواقب، لأن الحياة ستستمر، ويجب عليك التحرك معها ستتغير الظروف بطريقة متصاعدة "
وفى الفصل الرابع حرية التحرك بالمعرفة يبين وجود مشكلتين الأولى متعلقة بضعف المعرفة وهو قوله:
"ذلك ، فقد بدأوا بالاستجابة فعلاً على تلك الرسائل بالمعرفة، وبالذكاء العميق بداخلهم ، والذي يرشدهم لكي يقوموا بتنفيذ بعض التعليمات ، من أجل إجراء بعض التعديلات ، أو التغييرات في حياتهم ، ومن أجل أن يتخذوا أشكالا معينة من العمل وهذا بدوره يُظهر مشكلتان ، المشكلة الأولى تكمن في أن المعرفة ليست قوية بما فيه الكفاية بعد داخل الشخص لنقلها فعلى الرغم من أن المعرفة في الحقيقة قوية فعلاً بما فيه الكفاية، إلا أنهم يفتقرون لوجود علاقة قوية وكافية معها لكي يشعرون بتلك الحاجة المُلحّة و الحركة ضمن أنفسهم فالمعرفة إن صح التعبير تشبه صوتاً بعيداً ، أو مرور صورة أو عاطفة عابرة، كما لو أن المعرفة كانت تتواصل معهم، ولكن من بعيد، من خلال جدار ضخم وسميك ولكن ، رغم أن المعرفة تتدفق بقوة بداخلهم ، بيد أنهم لم يكونوا قادرين على الاستجابة لها "
وبين الرجل المشكلة الثانية فقال:
" أما المشكلة الثانية فهي الواجبات والالتزامات الخاصة بك حيال أشخاص آخرين وهذا بدوره يمثل مجموعة واسعة من الحالات"
وبنصح سومرز الإنسان بالرؤية والسمع وفق نهج لم يبينه والظاهر أنه نهج الحيوانات كما قال فى الفقرة الآتية:
"ولذلك ، فمن أجل أن ترى ، وأن تسمع حقاً، عليك أن تسير وفق هذا النهج ولكن يجب أن تنظر بجدية، و أن تُنصت بجدية يجب أن تلزم نفسك لكي ترى ، وتسمع فهذا ليس عملية مطاردة تقوم بها مرة واحدة كل فترة كما أنها ليست عملاً دورياً تقوم به لمجرد أن ترى وتسمع فهذا ما تفعله كل الحيوانات ، لأنها دائماً تنظر وتسمع ، باحثة عن وجود خطر ما ، فهي مجهزة للاستجابة ، وإلا فلن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة لأنها لم تكد تتعدى ما وراء العقل للوصول إلى عمق الذات لديهم ولذلك ، فهم لا يستجيبون حقاً، ولذا فهم لا يمكن أن يكونوا مسؤولين على الرغم من أن تلك العلامات لا توجد في كل مكان، لكنها وفيرة بما فيه الكفاية فإذا كنت مُلاحِظاً ، وهيأت نفسك للبدء بالملاحظة خلال يومك ، فإنك سوف تبدأ في رؤية الأشياء، والتي سوف تبرز من كل شيء آخر سوف تبرز وستثير إعجابك أكثر من الأنواع المعتادة من الأشياء الرائعة ، أو الأشياء المثيرة للقلق التي يمكن أن تسمع أو تقرأ عنها كما ستثير إعجابك وعلى مستوى أعمق فانتبه وقم بتسجيلها ثم احتفظ بذلك السجل مع تدوين التاريخ والزمان والمكان من أجل أن يكون بمقدورك أن تجمع قطع الأحجية معاً يجب عليك أن تكون أكثر بحثاً وأقل تفكيراً ، وأكثر إنصاتاً ، وأقل كلاماً ، ومراقبة الآخرين دون إطلاق أية إدانة أو حكم، واضعاً عاداتك في الحكم على الآخرين وتقييمهم جانباً ، وذلك لكي تكون مُصغياً لقد حان وقت الإنصات الآن ، والانتباه إنه لأمر غريب من أن الانسان الذي يعتبر المخلوق الأكثر ذكاء في العالم، يعمل ، ويتصرف بالطرق الأقل ذكاء"
ويعيب على الناس عدم رؤية وسماع التحذيرات الإلهية فيقول:
"لذلك، يجب أن يعطي الله تحذيرا كبيرا كما يجب إعطاء ذلك الإنذار مع الرحمة، ولكن بوضوح وعزم لأن الناس في العادة لا يروون ولا ينصتون ، ولا يكترثون كما أنهم لا يدركون كيفية التمييز بين العلامات والإشارات القادمة من العالم ، و بين تلك التي تنتج عن المعرفة في أنفسهم وبالإضافة إلى ذلك ، فهم ليسوا قريبين من المعرفة بشكل كاف في أنفسهم لأن المعرفة تحثهم على فعل شيء ما ، ليتصرفوا ، أو لتغيير أنشطتهم بطريقة محددة"
وينقل الرجل معنى من العهد الجديد وهو عدم الاستعداد للغد بالماديات فيقول:
"يعتقد الناس بأنه لا بد في زمن التحضير من تحصين أنفسكم من الخارج كتخزين أنواع الطعام في منازلكم ، أو اتخاذ مواقف دفاعية أكثر أو في الحالات القصوى، تتصرفون كما لو كنتم على وشك الحرب، فتقومون بالانتقال إلى بعض الأماكن البعيدة النائية من البلاد، وتقومون بتسليح أنفسكم ، ثم تنظرون في كل شيء بنظرات الريبة الخوف ولكن هذا في حقيقة الأمر مجرد حماقة ليس إلا ، ذلك لأن الإعداد الداخلي هو أكثر أهمية من الإعداد الخارجي لأنك لا تعرف ما الذي ستستعد لأجله حتى الآن لذلك لا يمكنك معرفة كيف تسير الامور ولأنك في نهاية المطاف هنا لخدمة الإنسانية بدلاً من الهروب من أمامها ، ولأنك لم تكن تتعامل بشكل حقيقي مع حياتك ومع نفسك ، إذا كنت تريد بناء الأمان لنفسك فقط ولكن أي نوع من الأمان تبنيه لنفسك ، سيكون غير آمن ، بل و عديم الجدوى في وجه أمواج التغيير العظيمة حيث لا يمكنك الهرب والاختباء تحت صخرة إذا كنت تُحصّن نفسك، فإن هذا هو كل ما تفعله بالنسبة للجانب الخارجي ، وسيأتي الأخرون ليأخذوا ما لديك فإذا كنت قد قمت بتخزين المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، ويكون ذلك هو كل ما فعلته ، فسيأتي الآخرون كي يأخذوا ما لديك فلا مكان هنا للهرب والاختباء، كما ترى "
والفقرة المماثلة فى سفر متى 5:
" 25لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟
26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
27 وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟
28 وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ.
29 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
30 فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟
31 فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟
32 فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا.
33 لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
34 فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.
ويبين الرجل أن الآوان يفوت لإصلاح الأحوال إذا انتظر الناس ظهور الأدلة الساحقة فساعتها يكون الفوضى والدمار فيقول:
"ولكن إذا انتظر هؤلاء الناس زمن اجتياح الحاجة إلى التغيير، فسيكون الوقت قد أصبح متأخرا جداً ، حيث سيدبّ الذعر في قلوب الجميع وسيهتاجون كقطيع من الحيوانات في الحقول، سيضيعون ، وستدّب الفوضى العارمة التي ستجعلهم يفقدون القدرة على رؤية الطريق ، أو أي جهة سيتخذون ، ولن يستطيعوا التصرف بحكمة ويقين ، أو بأية طريقة أخرى لأن تصرفاتهم آنذاك ستكون يائسة إذا كنت تنتظر قدوم الأدلة الساحقة، فسيكون قد فات الأوان بالنسبة لك للقيام بأية تحضيرات حكيمة ولذلك ، فإذا انتظرت حتى ترى الأدلة القاطعة، فاعلم بأن الوقت سيكون متأخراً جداً حينذاك بالنسبة لك لاتخاذ أية استعدادات حكيمة كما أن موقفك سيكون ضعيفاً وهشاً ولا يمكن الدفاع عنه وبعد ذلك ستصبح في وضع يعاني الوهن ، والعجز الشديد ثم ستصبح خياراتك محدودة جدا لن يكون هناك طعام على الرفوف في المخازن وسيتم إغلاق البنوك وسيكون الناس في حالة من الهلع ولن يستغرق ذلك الكثير من الوقت حتى يصاب الناس بالذعر"
ولأول مرة نرى الرجل يعطى نصائح فى تعاملات الناس وهى نصائح قليلة فى مساعدة الوالدين والأولاد والمعاقين وهى ليست نصائح تفصيلية فيقول:
"إن كل حالة تعتبر هنا بمثابة حالة فريدة من نوعها إلى حد ما، و لذلك فإن المبادئ التوجيهية هي مبادئ عامة جدا ، وواسعة جدا، ولكن هناك عدد قليل من الأشياء التي يجب أن تعرفها في البداية ، وفي الحياة، حيث أن مسؤوليتك الأولى تتعلق بالمعرفة لأنها مسؤوليتك أمام الله وتلك هي مسؤوليتك لكي تتبع ضميرك ، ولتسمح له بمراقبة أفكارك ومعتقداتك، وعلاقاتك مع الآخرين، وكذلك على رغباتك في الحصول على المتعة ، وفي حالات الخوف من الألم ؛ وحول حيازتك للثروة ، والخوف من الفقر من جديد عليك أن تُحكّم ضميرك في كل شيء تلك هي مسؤوليتك الأولى إنها مسؤوليتك في تربية أطفالك لمرحلة البلوغ ، حيث لا يمكنك التخلي عنهم في تلك المرحلة لذلك ، يجب عليك البقاء معهم إلا في بعض الحالات الشاذة و المتطرفة للغاية ، وذلك إذا كانوا يميلون بشدة إلى التدمير الذاتي ، أو أنهم لا يمكن السيطرة عليهم ، فسيقع عليك حينذاك جزء من المسؤولية لأنك جزء منها بطبيعة الحال و لكن هذا لن يحدث إلا في المراحل الأخيرة من تطور نموهم ، ولن يكون إلا استثناء حقيقياً ، وشذوذاً عن هذه القاعدة إذا كان لديك والدان لا يملكان أية وسيلة لدعم نفسيهما ، ففي بعض الحالات، سيكون عليك تقديم المساعدة لهما بنفسك ، وتلك ستكون مسؤولية أيضاً ، وقد يصحّ ذلك بالنسبة لكثير من الناس بطبيعة الحال
ولذا ، لا تعتقد بأن الحكومة ، أو أنظمة الرعاية ستتوفر في المستقبل بالنسبة للمسنين ، وأنه لن يكون لديك أية مسؤوليات هنا ، ذلك لأن كثيراً من الناس سوف يضطرون إلى مواجهة ذلك، حيث يجب أن يشكل هذا جزءاً من الاستعدادات وعدا عن ذلك ، فثمة حالات ينبغي عليك فيها تقديم الخدمة لأشخاص آخرين لأنك موجود من أجل خدمتهم ، وعليك الاعتناء بهم وعادة ما يتضمن ذلك بعض الناس شديدي الإعاقة، حيث تشعر بأنه لا بد لك من الالتزام مع تلك الحالات وعلى الرغم من أن ذلك سيكون في الأوقات العصيبة للغاية، إلا أنك تتفهم وتعلم تماما ً بأنه يجب عليك البقاء معهم وسيكون ذلك واضحاً ولكن في العديد من الحالات الأخرى، فإن الوضع قد يختلف فإذا كنت في علاقة مع أشخاص لن يستعدوا لأمواج التغيير العظيمة ، أو الذين يحطّون من قيمة محاولتك للقيام بذلك، فقد تضطر آنذاك للتخلي عنهم ، ويجب أن تقوم بذلك ، وبسرعة لأنهم سيقفون في طريقك ، وسيشدّونك للخلف مما سيساهم في تقويض تقدمك الذي تحرزه وهذا ما سيوهنك ، وسيهين علاقتك مع المعرفة هنا ، لا بد لك من أن تقطع رابط علاقتك مع أولئك الناس، وتتركهم يذهبون في حال سبيلهم ، ولكن بدون أية عداوة ، بل مع اليقين التام بأنك لا يمكنك المضي قدما معاً في هكذا علاقات أما إذا كان لديك زوج ، أو في علاقة جدية مع شخص ما ، أو مع أشخاص مختلّين عقلياً ، أو كانوا يعانون من أي أنواع من الاختلال في حال من الأحوال، فإن قرار البقاء معهم أم لا سوف تحدده المعرفة ولكنك يجب أن تكون على استعداد للتخلّي عنهم إذا كان ذلك ضرورياً ، لحماية نفسك وحماية أطفالك ، أو لحماية والديك المُسنّين ، ومهما تطلّبت مسؤولياتك ذلك ولأنه من غير المناسب بالنسبة لك وجود ما يعرقلك ،أو تأثُّرك بشخص ما ، أو بأشخاص لا يمكنهم التحرك إلى الأمام في الحياة لذا ، فإن هذا بالنسبة لكثير من الناس إنما يُمثّل عتبة عظيمة ، لأنه يُمثّل عائقاً كبيراً يحتجز حياتهم بالفعل، و لربما كان ذلك منذ وقت طويل جدا ، لذلك واجهوا هذه المشكلة فورا وأصبحوا طلاباً للمعرفة "
ونلاحظ أمرا غريبا فى تاريخ الأنبياء الكذبة الجدد فى الفقرة السابقة وهو أن الرجل يتكلم عن الزنى مسميا إياه إقامة علاقة جدية مبيحا إياه فهل أصبح الزنى مباحا ؟
ويبين أن المسئولية فقط هى نحو الأولاد والوالدين عندما يصرون على الفشل بينما بقية الناس على الإنسان تركهم يفشلون وهو قوله:
"ولكن إذا كان الآخرون متجهين نحو الفشل ، وأصرّوا على ذلك ، فلا يتحتّم عليك أن تمنعهم ، عليك أن تدعهم يتبعون مسارهم في الحياة ، لأنك لست مسئولا عنهم إلا إذا كانوا أطفالك أو والديك المُسنّين فهناك استثناء لهذا ولكن حتى هنا، يجب أن تتم الاستثناءات في بعض الحالات القصوى "
وهذا الكلام خاطىء فالإنسان مسئول فقط عن نفسه فى الإرشاد وأما الأخرين فهو يرشدهم ولكنه لا يجبرهم على عدم الفشل كما قال تعالى "لست عليهم بمصيطر"
ونلاحظ أن الرجل الداعى لإتباع الله يريد من متبعه الحر أن يزيل من نفسه الشعور بالذنب، والالتزام فيقول:
"ولذلك ، فإذا كانت مسؤوليتك الأولى نحو المعرفة، فأنت حر ولكن يجب أن تتعلم الحرية ، من أجل الفوز بالحرية ومن أجل ذلك ، يجب عليك أن تتغلب على التيارات الأخرى في عقلك – كالشعور بالذنب، والالتزام، وإدانة الآخرين، والحاجة للإثبات ، والموافقات ، والحاجة إلى الأمن المالي، والحاجة إلى الاعتراف الاجتماعي – يجب التغلب عليها كما لو كنت تخوض معركة ضد قوات العدو لا بد من التغلب عليها داخل نفسك لا يمكنك الحصول على كل شيء لا يمكنك البقاء حيث أنت والمُضيّ قُدماً لا يمكنك الحصول على موافقة الآخرين ، واتبع المعرفة داخل نفسك"
وهو بذلك يناقض كلامه عن عبادة الله حق عبادته فمن يعبد الله لابد أن يشعر بالذنب عندما يخطىء فيتوب فيقول:
"تستطيع أن تشكر الله وتحمده ، وأن تعبده حق عبادته تستطيع أن تركع على ركبتيك تستطيع أن تسجد في المعابد ولكن إذا لم تكن تُنفّذ ما وهبه الله لك ، فإنك لا تُكرّم الله بل ولا تُقيم لله وزناً كما أنك لا تفي أيضاً بما أنزل الله من أجلك لتنفّذه ، وهو ما سيكون في معظم الحالات مختلفاً جداً عن أفكارك حول حياتك ، ومفاهيمك الخاصة عن الوفاء والسعادة"
ويبين الرجل أن دينه ليس فيه عقاب عند الله وإنما العقاب هو فى الدنيا فيقول :
"لقد منحك الله قوة وجود المعرفة قد تطلب المعجزات من الله قد تسأل الله أن ينقذك من سفينتك الغارقة تستطيع أن تصلي من اجل عدة أمور ولكن إذا لم تكن تستطيع الاستجابة لما وهب الله لك، فإن كل صلاتك ، ودعاءك ، وابتهالاتك ليست صادقة ، أو شريفة، لأنها قد ولدت من الجهل والغطرسة والحماقة وعلى الرغم من ذلك ، فإن الله لن يعاقبك ، ولكنك ستضع نفسك في طريق الأذى، وستواجه مجموعة من الخيارات المتضائلة باستمرار ، ومن الفرص المتاحة وهي هنا لامتحانك ، و لتحذيرك، ولتشجيعك ، ولإعدادك و هذا هو الهدف من الرسالة الجديدة"
ويخبرنا سومرز أن على متبع الرسالة أن يزهد فى الممتلكات والالتزامات والعلاقات لكونها تستهلكه وتخسر طاقته فيقول:
لذلك ، عليك أن تبدأ بإعداد حياتك ، وتبسيطها ، وأن تُرفّه عن نفسك أي شخص يستطيع أن يفعل ذلك الآن ، قم بتبسيط حياتك فما لا لزوم له – كالممتلكات، والالتزامات ، والملكية، حتى العلاقات غير الضرورية – ليس سوى امتصاص لطاقتك ، وصرفك بعيداً عن تحفزك ، وحماستك ، وملء وقتك ، وجعل عيناك مغمضتان عن العالم ، وعن ظروفك يمكنك أن تبدأ بممتلكاتك، ثم ستضطر إلى مراجعة علاقاتك، وأنشطتك ، والتزاماتك لذا قم بتحرير وقتك وتحرير طاقتك من أجل أن تبدأ بالاستعداد لأمواج التغيير العظيمة لأنها ستتطلب منك تركيزاً هائلاً ، وشجاعة كبيرة
إن الكثير من الناس يعيشون في أماكن حيث لا ينبغي لهم أن يعيشوا فيها ، و يتشاركون في ما لا ينبغي أن يتشاركوا فيه ، فالأثرياء يضيعون أوقاتهم وحياتهم في ملاحقات ومطاردات لا معنى لها ، حيث يكون الاستحواذ ، والتملك هاجسهم ، كما ويضيعون الموارد الكبيرة التي بحوزتهم – والتي يمكن أن تكون في خدمة العالم وخدمة الآخرين – و يغرقون أنفسهم في الإدمان، والانغماس في الملذات لأقصى مدى ومعنى في حياتهم لذلك ، فهم أكثر إثارة للشفقة – وفق عدة معايير واعتبارات – من الفقراء ، لأنهم يُظهرون حقيقة الإسراف والوقاحة التي ولّدتها البشرية لنفسها في تدميرها للعالم، وفي تدميرها لمواردها ، وفي استنفاذها للميراث الطبيعي لذا ، عليك أن تبدأ مع تقييم عميق، وهذا التقييم سوف يغطي كل شيء في حياتك"
والكلام خاطىء فالمعرفة هى فى الرسالة خارج الإنسان ولم يضعها الله فى الإنسان فما وضعه هو العقل الذى يفهم الرسالة وينفذها وكذلك وضع الشهوات التى لا تريد فهم الرسالة ولا تنفيذها وتبقى الإرادة الإنسانية هى الفيصل هل تستعمل العقل أم الشهوات
والرجل يجعل الناس تيأس من علاج المشاكل لأن لا أحد يعرف كيفية المواجهة ولا الحلول ولا كيفية إقامة المجتمع الموحد ويعتبر أن رسالته تقدم فكرة فقط عن المشاكل فيقول:
"لذلك عليك أن تنظر جيداً إلى حياتك توقف عن اللعب وتوقف عن التخيّل وانخرط بالحياة وأعر انتباهك الى ما يريد العالم أن يقوله لك ، ولكن لا تتعجّل النتائج ولا تبحث عن الأجوبة البسيطة ولا تطالب بالحلول لأن أمواج التغيير العظيمة القادمة إلى العالم ، واندماج البشرية في المجتمع الأعظم هي المشاكل التي ستضطر إلى التعايش معها لأنها حالات وأوضاع طويلة الأجل، بحيث يتوجب عليك أن تتعلم كيف تتعامل معها خطوة خطوة سيتوجب عليك التعايش معها ، وأن تسمح للحلول بأن تصل إليك ، وللآخرين بشكل تدريجي، حيث لا أحد لديه إجابة على هذه الأشياء و لا احد لديه أي حل لأمواج التغيير العظيمة لا أحد لديه إجابة على كيفية التحضير للمجتمع الأعظم – وحيث لا يمكن لأحد من أولئك الناس أن يمتلكوا تلك الدراية ، أو أن يعلموا ماهية الحياة الموجودة وراء حدود هذا العالم، وغير مدركين لتعقيدات الاشتباك بين الأمم في الكون من خلال المحيط الخاص بك ، ويجهلون ما الذي يتحكم بالحياة والتجارة في هذه المنطقة التي سيتوجب عليك أن تتعلم عنها ؟ ولذلك ، فإن الوحي الجديد فقط يمكنه أن يعطيك فكرة عن ذلك "
ومن ثم لا أحد يعرف لماذا جاء بالرسالة المزعومة إن كانت لا تحل ولا تربط شيئا؟
ويعود الرجل فيقول أن الحلول ستوجد ولكن ليس بسرعة وإنما بالتدريج فيقول:
"ولكن ، حتى هنا، عليك أن تنمو وتتقدم في مجال التعلم الحقيقي الذي ستحصل عليه عملياً خطوة فخطوة لأن ذلك لا يحدث دفعة واحدة إلا أن أولئك الكسالى ، اللامبالين ، والخانعين والضعفاء فقط يعتقدون بأنهم قد اكتسبوا فهماً عظيماً في الوقت الراهن الأمر ليس كذلك على الإطلاق فأنت ستتعلم وفق مراحل لكونك تنمو في مراحل كما أن المشاكل الكبيرة والتحديات لا يمكن حلّها بسرعة وهذه هي دائماً طريقة الحياة في التعليم ، وقد علمتنا ذلك ، وهذه هي الطريقة التي يجب أن تتعلم بها الآن إذا كنت ستسعى لاكتساب القوة الحقيقية والقدرة على مواجهة أمواج التغيير العظيمة "وكرر الكلام فى الفصل الرابع حيث قال:
"وهكذا ، ومن أجل التحضير لأمواج التغيير العظيمة ، سيتوجب عليكم اتخاذ العديد من الإجراءات ، وقد يبدو بعضها غير منطقي في لحظة ما كما أنكم لن تكونوا قادرين على تبريرها أو تفسيرها للآخرين ولكن ينبغي عليكم الأخذ بها على أي حال ذلك لأن كلاً من المعرفة الموجودة بداخلكم ، والذكاء العميق الساكن في عقولكم ، هي التي ستحثّكم "
فالرجل هنا يجعل الناس قادرين على التحضير للتعامل مع الأمواج العظيمة وهو ما كرره فى الفصل الرابع بقوله:
"ولكن ، إذا كان بإمكانهم الحصول على التعليمات من المعرفة و الاستجابة عند هذا المستوى، فسيكونون قادرين على الاستعداد مسبقاً لأمواج التغيير العظيمة و سيكون لديهم الوقت الكافي للاستعداد و إجراء التغييرات والتعديلات التي قد تكون صعبة في بعض الأحيان ولكنها مطلوبة لإعادة تموضع أنفسهم من أجل الحصول على موقف أقوى ، ولإبعاد أنفسهم عن الأذى، وللحدّ من الضعف، وبالتالي ستزداد إمكانية القيام بخدمة الآخرين"
ولا ينفك سومرز عن التأكيد عن أن السبب فى مشاكل العالم هو المشاكل الكبرى وهى مجموعة من الذنوب مرتبطة بالصناعة وسوء استخدام الموارد ويتناسى ذنوب الناس فى معاملاتهم اليومية فمجموع الذنوب وهو ما كسبته أيدى الناس هو السبب فى ظهور الفساد وفى هذا قال :
"في البداية، ستبدو هذه العلامات خفية ، وربما غير واضحة، ولكن مع مرور الوقت سوف تصبح واضحة للغاية وقوية وسوف تتعجب كيف أمكنك تجاهلها في السابق ، وكيف تغاضيت عنها من قبل إلا أن هذا سيعطيك القوة و الثقة من أن المعرفة سوف تخاطبكم في المستقبل، وإذا كنت في موقف يسمح لك باتباعها مصحوباً بالقوة والالتزام، ومن دون افتراضات، فسوف تكون قادراً على الإبحار فيما سيبدو الأمر بالنسبة للآخرين غير مفهوم ، بل وساحق أيضاً كما سيتوجب عليك أن تكون متواضعاً هنا، لأن الوضع سيكون أكبر مما أنت فيه ، وسوف لن يكون لديك إجابات سهلة للاعتماد عليها ، وذلك بسبب وجود أمواج التغيير العظيمة الهائلة منذ وقت طويل إنها نتاج سوء استخدام الإنسانية للعالم، ونتاج جشع البشرية ، وصراعات البشرية ، واستخدام البشرية المفرط لموارد العالم ، وجهل البشرية حول الحياة في المجتمع الأعظم هناك لا مفر من العواقب، لأن الحياة ستستمر، ويجب عليك التحرك معها ستتغير الظروف بطريقة متصاعدة "
وفى الفصل الرابع حرية التحرك بالمعرفة يبين وجود مشكلتين الأولى متعلقة بضعف المعرفة وهو قوله:
"ذلك ، فقد بدأوا بالاستجابة فعلاً على تلك الرسائل بالمعرفة، وبالذكاء العميق بداخلهم ، والذي يرشدهم لكي يقوموا بتنفيذ بعض التعليمات ، من أجل إجراء بعض التعديلات ، أو التغييرات في حياتهم ، ومن أجل أن يتخذوا أشكالا معينة من العمل وهذا بدوره يُظهر مشكلتان ، المشكلة الأولى تكمن في أن المعرفة ليست قوية بما فيه الكفاية بعد داخل الشخص لنقلها فعلى الرغم من أن المعرفة في الحقيقة قوية فعلاً بما فيه الكفاية، إلا أنهم يفتقرون لوجود علاقة قوية وكافية معها لكي يشعرون بتلك الحاجة المُلحّة و الحركة ضمن أنفسهم فالمعرفة إن صح التعبير تشبه صوتاً بعيداً ، أو مرور صورة أو عاطفة عابرة، كما لو أن المعرفة كانت تتواصل معهم، ولكن من بعيد، من خلال جدار ضخم وسميك ولكن ، رغم أن المعرفة تتدفق بقوة بداخلهم ، بيد أنهم لم يكونوا قادرين على الاستجابة لها "
وبين الرجل المشكلة الثانية فقال:
" أما المشكلة الثانية فهي الواجبات والالتزامات الخاصة بك حيال أشخاص آخرين وهذا بدوره يمثل مجموعة واسعة من الحالات"
وبنصح سومرز الإنسان بالرؤية والسمع وفق نهج لم يبينه والظاهر أنه نهج الحيوانات كما قال فى الفقرة الآتية:
"ولذلك ، فمن أجل أن ترى ، وأن تسمع حقاً، عليك أن تسير وفق هذا النهج ولكن يجب أن تنظر بجدية، و أن تُنصت بجدية يجب أن تلزم نفسك لكي ترى ، وتسمع فهذا ليس عملية مطاردة تقوم بها مرة واحدة كل فترة كما أنها ليست عملاً دورياً تقوم به لمجرد أن ترى وتسمع فهذا ما تفعله كل الحيوانات ، لأنها دائماً تنظر وتسمع ، باحثة عن وجود خطر ما ، فهي مجهزة للاستجابة ، وإلا فلن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة لأنها لم تكد تتعدى ما وراء العقل للوصول إلى عمق الذات لديهم ولذلك ، فهم لا يستجيبون حقاً، ولذا فهم لا يمكن أن يكونوا مسؤولين على الرغم من أن تلك العلامات لا توجد في كل مكان، لكنها وفيرة بما فيه الكفاية فإذا كنت مُلاحِظاً ، وهيأت نفسك للبدء بالملاحظة خلال يومك ، فإنك سوف تبدأ في رؤية الأشياء، والتي سوف تبرز من كل شيء آخر سوف تبرز وستثير إعجابك أكثر من الأنواع المعتادة من الأشياء الرائعة ، أو الأشياء المثيرة للقلق التي يمكن أن تسمع أو تقرأ عنها كما ستثير إعجابك وعلى مستوى أعمق فانتبه وقم بتسجيلها ثم احتفظ بذلك السجل مع تدوين التاريخ والزمان والمكان من أجل أن يكون بمقدورك أن تجمع قطع الأحجية معاً يجب عليك أن تكون أكثر بحثاً وأقل تفكيراً ، وأكثر إنصاتاً ، وأقل كلاماً ، ومراقبة الآخرين دون إطلاق أية إدانة أو حكم، واضعاً عاداتك في الحكم على الآخرين وتقييمهم جانباً ، وذلك لكي تكون مُصغياً لقد حان وقت الإنصات الآن ، والانتباه إنه لأمر غريب من أن الانسان الذي يعتبر المخلوق الأكثر ذكاء في العالم، يعمل ، ويتصرف بالطرق الأقل ذكاء"
ويعيب على الناس عدم رؤية وسماع التحذيرات الإلهية فيقول:
"لذلك، يجب أن يعطي الله تحذيرا كبيرا كما يجب إعطاء ذلك الإنذار مع الرحمة، ولكن بوضوح وعزم لأن الناس في العادة لا يروون ولا ينصتون ، ولا يكترثون كما أنهم لا يدركون كيفية التمييز بين العلامات والإشارات القادمة من العالم ، و بين تلك التي تنتج عن المعرفة في أنفسهم وبالإضافة إلى ذلك ، فهم ليسوا قريبين من المعرفة بشكل كاف في أنفسهم لأن المعرفة تحثهم على فعل شيء ما ، ليتصرفوا ، أو لتغيير أنشطتهم بطريقة محددة"
وينقل الرجل معنى من العهد الجديد وهو عدم الاستعداد للغد بالماديات فيقول:
"يعتقد الناس بأنه لا بد في زمن التحضير من تحصين أنفسكم من الخارج كتخزين أنواع الطعام في منازلكم ، أو اتخاذ مواقف دفاعية أكثر أو في الحالات القصوى، تتصرفون كما لو كنتم على وشك الحرب، فتقومون بالانتقال إلى بعض الأماكن البعيدة النائية من البلاد، وتقومون بتسليح أنفسكم ، ثم تنظرون في كل شيء بنظرات الريبة الخوف ولكن هذا في حقيقة الأمر مجرد حماقة ليس إلا ، ذلك لأن الإعداد الداخلي هو أكثر أهمية من الإعداد الخارجي لأنك لا تعرف ما الذي ستستعد لأجله حتى الآن لذلك لا يمكنك معرفة كيف تسير الامور ولأنك في نهاية المطاف هنا لخدمة الإنسانية بدلاً من الهروب من أمامها ، ولأنك لم تكن تتعامل بشكل حقيقي مع حياتك ومع نفسك ، إذا كنت تريد بناء الأمان لنفسك فقط ولكن أي نوع من الأمان تبنيه لنفسك ، سيكون غير آمن ، بل و عديم الجدوى في وجه أمواج التغيير العظيمة حيث لا يمكنك الهرب والاختباء تحت صخرة إذا كنت تُحصّن نفسك، فإن هذا هو كل ما تفعله بالنسبة للجانب الخارجي ، وسيأتي الأخرون ليأخذوا ما لديك فإذا كنت قد قمت بتخزين المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، ويكون ذلك هو كل ما فعلته ، فسيأتي الآخرون كي يأخذوا ما لديك فلا مكان هنا للهرب والاختباء، كما ترى "
والفقرة المماثلة فى سفر متى 5:
" 25لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟
26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
27 وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟
28 وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ.
29 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
30 فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟
31 فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟
32 فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا.
33 لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
34 فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.
ويبين الرجل أن الآوان يفوت لإصلاح الأحوال إذا انتظر الناس ظهور الأدلة الساحقة فساعتها يكون الفوضى والدمار فيقول:
"ولكن إذا انتظر هؤلاء الناس زمن اجتياح الحاجة إلى التغيير، فسيكون الوقت قد أصبح متأخرا جداً ، حيث سيدبّ الذعر في قلوب الجميع وسيهتاجون كقطيع من الحيوانات في الحقول، سيضيعون ، وستدّب الفوضى العارمة التي ستجعلهم يفقدون القدرة على رؤية الطريق ، أو أي جهة سيتخذون ، ولن يستطيعوا التصرف بحكمة ويقين ، أو بأية طريقة أخرى لأن تصرفاتهم آنذاك ستكون يائسة إذا كنت تنتظر قدوم الأدلة الساحقة، فسيكون قد فات الأوان بالنسبة لك للقيام بأية تحضيرات حكيمة ولذلك ، فإذا انتظرت حتى ترى الأدلة القاطعة، فاعلم بأن الوقت سيكون متأخراً جداً حينذاك بالنسبة لك لاتخاذ أية استعدادات حكيمة كما أن موقفك سيكون ضعيفاً وهشاً ولا يمكن الدفاع عنه وبعد ذلك ستصبح في وضع يعاني الوهن ، والعجز الشديد ثم ستصبح خياراتك محدودة جدا لن يكون هناك طعام على الرفوف في المخازن وسيتم إغلاق البنوك وسيكون الناس في حالة من الهلع ولن يستغرق ذلك الكثير من الوقت حتى يصاب الناس بالذعر"
ولأول مرة نرى الرجل يعطى نصائح فى تعاملات الناس وهى نصائح قليلة فى مساعدة الوالدين والأولاد والمعاقين وهى ليست نصائح تفصيلية فيقول:
"إن كل حالة تعتبر هنا بمثابة حالة فريدة من نوعها إلى حد ما، و لذلك فإن المبادئ التوجيهية هي مبادئ عامة جدا ، وواسعة جدا، ولكن هناك عدد قليل من الأشياء التي يجب أن تعرفها في البداية ، وفي الحياة، حيث أن مسؤوليتك الأولى تتعلق بالمعرفة لأنها مسؤوليتك أمام الله وتلك هي مسؤوليتك لكي تتبع ضميرك ، ولتسمح له بمراقبة أفكارك ومعتقداتك، وعلاقاتك مع الآخرين، وكذلك على رغباتك في الحصول على المتعة ، وفي حالات الخوف من الألم ؛ وحول حيازتك للثروة ، والخوف من الفقر من جديد عليك أن تُحكّم ضميرك في كل شيء تلك هي مسؤوليتك الأولى إنها مسؤوليتك في تربية أطفالك لمرحلة البلوغ ، حيث لا يمكنك التخلي عنهم في تلك المرحلة لذلك ، يجب عليك البقاء معهم إلا في بعض الحالات الشاذة و المتطرفة للغاية ، وذلك إذا كانوا يميلون بشدة إلى التدمير الذاتي ، أو أنهم لا يمكن السيطرة عليهم ، فسيقع عليك حينذاك جزء من المسؤولية لأنك جزء منها بطبيعة الحال و لكن هذا لن يحدث إلا في المراحل الأخيرة من تطور نموهم ، ولن يكون إلا استثناء حقيقياً ، وشذوذاً عن هذه القاعدة إذا كان لديك والدان لا يملكان أية وسيلة لدعم نفسيهما ، ففي بعض الحالات، سيكون عليك تقديم المساعدة لهما بنفسك ، وتلك ستكون مسؤولية أيضاً ، وقد يصحّ ذلك بالنسبة لكثير من الناس بطبيعة الحال
ولذا ، لا تعتقد بأن الحكومة ، أو أنظمة الرعاية ستتوفر في المستقبل بالنسبة للمسنين ، وأنه لن يكون لديك أية مسؤوليات هنا ، ذلك لأن كثيراً من الناس سوف يضطرون إلى مواجهة ذلك، حيث يجب أن يشكل هذا جزءاً من الاستعدادات وعدا عن ذلك ، فثمة حالات ينبغي عليك فيها تقديم الخدمة لأشخاص آخرين لأنك موجود من أجل خدمتهم ، وعليك الاعتناء بهم وعادة ما يتضمن ذلك بعض الناس شديدي الإعاقة، حيث تشعر بأنه لا بد لك من الالتزام مع تلك الحالات وعلى الرغم من أن ذلك سيكون في الأوقات العصيبة للغاية، إلا أنك تتفهم وتعلم تماما ً بأنه يجب عليك البقاء معهم وسيكون ذلك واضحاً ولكن في العديد من الحالات الأخرى، فإن الوضع قد يختلف فإذا كنت في علاقة مع أشخاص لن يستعدوا لأمواج التغيير العظيمة ، أو الذين يحطّون من قيمة محاولتك للقيام بذلك، فقد تضطر آنذاك للتخلي عنهم ، ويجب أن تقوم بذلك ، وبسرعة لأنهم سيقفون في طريقك ، وسيشدّونك للخلف مما سيساهم في تقويض تقدمك الذي تحرزه وهذا ما سيوهنك ، وسيهين علاقتك مع المعرفة هنا ، لا بد لك من أن تقطع رابط علاقتك مع أولئك الناس، وتتركهم يذهبون في حال سبيلهم ، ولكن بدون أية عداوة ، بل مع اليقين التام بأنك لا يمكنك المضي قدما معاً في هكذا علاقات أما إذا كان لديك زوج ، أو في علاقة جدية مع شخص ما ، أو مع أشخاص مختلّين عقلياً ، أو كانوا يعانون من أي أنواع من الاختلال في حال من الأحوال، فإن قرار البقاء معهم أم لا سوف تحدده المعرفة ولكنك يجب أن تكون على استعداد للتخلّي عنهم إذا كان ذلك ضرورياً ، لحماية نفسك وحماية أطفالك ، أو لحماية والديك المُسنّين ، ومهما تطلّبت مسؤولياتك ذلك ولأنه من غير المناسب بالنسبة لك وجود ما يعرقلك ،أو تأثُّرك بشخص ما ، أو بأشخاص لا يمكنهم التحرك إلى الأمام في الحياة لذا ، فإن هذا بالنسبة لكثير من الناس إنما يُمثّل عتبة عظيمة ، لأنه يُمثّل عائقاً كبيراً يحتجز حياتهم بالفعل، و لربما كان ذلك منذ وقت طويل جدا ، لذلك واجهوا هذه المشكلة فورا وأصبحوا طلاباً للمعرفة "
ونلاحظ أمرا غريبا فى تاريخ الأنبياء الكذبة الجدد فى الفقرة السابقة وهو أن الرجل يتكلم عن الزنى مسميا إياه إقامة علاقة جدية مبيحا إياه فهل أصبح الزنى مباحا ؟
ويبين أن المسئولية فقط هى نحو الأولاد والوالدين عندما يصرون على الفشل بينما بقية الناس على الإنسان تركهم يفشلون وهو قوله:
"ولكن إذا كان الآخرون متجهين نحو الفشل ، وأصرّوا على ذلك ، فلا يتحتّم عليك أن تمنعهم ، عليك أن تدعهم يتبعون مسارهم في الحياة ، لأنك لست مسئولا عنهم إلا إذا كانوا أطفالك أو والديك المُسنّين فهناك استثناء لهذا ولكن حتى هنا، يجب أن تتم الاستثناءات في بعض الحالات القصوى "
وهذا الكلام خاطىء فالإنسان مسئول فقط عن نفسه فى الإرشاد وأما الأخرين فهو يرشدهم ولكنه لا يجبرهم على عدم الفشل كما قال تعالى "لست عليهم بمصيطر"
ونلاحظ أن الرجل الداعى لإتباع الله يريد من متبعه الحر أن يزيل من نفسه الشعور بالذنب، والالتزام فيقول:
"ولذلك ، فإذا كانت مسؤوليتك الأولى نحو المعرفة، فأنت حر ولكن يجب أن تتعلم الحرية ، من أجل الفوز بالحرية ومن أجل ذلك ، يجب عليك أن تتغلب على التيارات الأخرى في عقلك – كالشعور بالذنب، والالتزام، وإدانة الآخرين، والحاجة للإثبات ، والموافقات ، والحاجة إلى الأمن المالي، والحاجة إلى الاعتراف الاجتماعي – يجب التغلب عليها كما لو كنت تخوض معركة ضد قوات العدو لا بد من التغلب عليها داخل نفسك لا يمكنك الحصول على كل شيء لا يمكنك البقاء حيث أنت والمُضيّ قُدماً لا يمكنك الحصول على موافقة الآخرين ، واتبع المعرفة داخل نفسك"
وهو بذلك يناقض كلامه عن عبادة الله حق عبادته فمن يعبد الله لابد أن يشعر بالذنب عندما يخطىء فيتوب فيقول:
"تستطيع أن تشكر الله وتحمده ، وأن تعبده حق عبادته تستطيع أن تركع على ركبتيك تستطيع أن تسجد في المعابد ولكن إذا لم تكن تُنفّذ ما وهبه الله لك ، فإنك لا تُكرّم الله بل ولا تُقيم لله وزناً كما أنك لا تفي أيضاً بما أنزل الله من أجلك لتنفّذه ، وهو ما سيكون في معظم الحالات مختلفاً جداً عن أفكارك حول حياتك ، ومفاهيمك الخاصة عن الوفاء والسعادة"
ويبين الرجل أن دينه ليس فيه عقاب عند الله وإنما العقاب هو فى الدنيا فيقول :
"لقد منحك الله قوة وجود المعرفة قد تطلب المعجزات من الله قد تسأل الله أن ينقذك من سفينتك الغارقة تستطيع أن تصلي من اجل عدة أمور ولكن إذا لم تكن تستطيع الاستجابة لما وهب الله لك، فإن كل صلاتك ، ودعاءك ، وابتهالاتك ليست صادقة ، أو شريفة، لأنها قد ولدت من الجهل والغطرسة والحماقة وعلى الرغم من ذلك ، فإن الله لن يعاقبك ، ولكنك ستضع نفسك في طريق الأذى، وستواجه مجموعة من الخيارات المتضائلة باستمرار ، ومن الفرص المتاحة وهي هنا لامتحانك ، و لتحذيرك، ولتشجيعك ، ولإعدادك و هذا هو الهدف من الرسالة الجديدة"
ويخبرنا سومرز أن على متبع الرسالة أن يزهد فى الممتلكات والالتزامات والعلاقات لكونها تستهلكه وتخسر طاقته فيقول:
لذلك ، عليك أن تبدأ بإعداد حياتك ، وتبسيطها ، وأن تُرفّه عن نفسك أي شخص يستطيع أن يفعل ذلك الآن ، قم بتبسيط حياتك فما لا لزوم له – كالممتلكات، والالتزامات ، والملكية، حتى العلاقات غير الضرورية – ليس سوى امتصاص لطاقتك ، وصرفك بعيداً عن تحفزك ، وحماستك ، وملء وقتك ، وجعل عيناك مغمضتان عن العالم ، وعن ظروفك يمكنك أن تبدأ بممتلكاتك، ثم ستضطر إلى مراجعة علاقاتك، وأنشطتك ، والتزاماتك لذا قم بتحرير وقتك وتحرير طاقتك من أجل أن تبدأ بالاستعداد لأمواج التغيير العظيمة لأنها ستتطلب منك تركيزاً هائلاً ، وشجاعة كبيرة
إن الكثير من الناس يعيشون في أماكن حيث لا ينبغي لهم أن يعيشوا فيها ، و يتشاركون في ما لا ينبغي أن يتشاركوا فيه ، فالأثرياء يضيعون أوقاتهم وحياتهم في ملاحقات ومطاردات لا معنى لها ، حيث يكون الاستحواذ ، والتملك هاجسهم ، كما ويضيعون الموارد الكبيرة التي بحوزتهم – والتي يمكن أن تكون في خدمة العالم وخدمة الآخرين – و يغرقون أنفسهم في الإدمان، والانغماس في الملذات لأقصى مدى ومعنى في حياتهم لذلك ، فهم أكثر إثارة للشفقة – وفق عدة معايير واعتبارات – من الفقراء ، لأنهم يُظهرون حقيقة الإسراف والوقاحة التي ولّدتها البشرية لنفسها في تدميرها للعالم، وفي تدميرها لمواردها ، وفي استنفاذها للميراث الطبيعي لذا ، عليك أن تبدأ مع تقييم عميق، وهذا التقييم سوف يغطي كل شيء في حياتك"