منتدى العلم والعمل والإيمان

مرحبا بك زائرنا الكريم ونرجو منك الانضمام إلى قائمة أعضائنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى العلم والعمل والإيمان

مرحبا بك زائرنا الكريم ونرجو منك الانضمام إلى قائمة أعضائنا

منتدى العلم والعمل والإيمان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى إسلامي علمي

دكتور أحمد محمد سليمان يتمنى لكم الإفادة والاستفادة


    تابع تفسير سورة البقرة 4

    avatar
    رضا البطاوى
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4323
    تاريخ التسجيل : 14/05/2010

    تابع تفسير سورة البقرة 4 Empty تابع تفسير سورة البقرة 4

    مُساهمة من طرف رضا البطاوى الخميس مارس 07, 2019 8:04 pm

    "ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شىء قدير"قوله "ولكل وجهة هو موليها"يفسره قوله تعالى بسورة المائدة "لكل جعلنا شرعة ومنهاجا"فالوجهة هى الشرعة هى المنهاج والمعنى ولكل دين هو مطيعه ،يبين الله لنا أن كل إنسان له وجهة أى دين أى شرعة هو موليها أى متبعها أى مطيعها ،وقوله "فاستبقوا الخيرات "يفسره قوله تعالى بسورة المؤمنون "أولئك يسارعون فى الخيرات "فالإستباق هو المسارعة للخيرات والمعنى فسارعوا للحسنات ،يطلب الله من الناس أن يسارعوا لعمل الحسنات التى أمر بها الله ،وقوله "أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا "يعنى فى أى مكان تتواجدوا يعلم بكم الله كلكم ،يبين الله للناس أنهم فى أى مكان يكونون أى يتواجدون يأت بهم والمراد يعلم بمكانهم الله ،وقوله "إن الله على كل شىء قدير"يفسره قوله تعالى بسورة البروج"فعال لما يريد" فقدرة الله على كل شىء هى فعله لما يريد والمعنى إن الله لكل أمر فاعل ،ومعنى الآية ولكل إنسان دين هو متبعه فسارعوا للحسنات أين ما تتواجدوا يعلم بكم الله كلكم إن الله لكل أمر يريده فاعل ،والخطاب للناس هنا.
    "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون " قوله "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام "يفسره قوله بنفس السورة "فلنولينك قبلة ترضاها "فالقبلة التى يرضاها النبى (ص)هى المسجد الحرام والمعنى ومن حيث صليت فاجعل نظرك باتجاه البيت الحرام ،يطلب الله من رسوله (ص)ومن ثم من كل مسلم أن يولى وجهه شطر المسجد الحرام حيث خرج والمراد أن يجعل نظره تجاه البيت الحرام حيث صلى وهذا يعنى وجوب الاتجاه للبيت الحرام عند الصلاة ،وقوله "وإنه للحق من ربك "يفسره قوله تعالى بسورة الأحزاب"واتبع ما يوحى إليك من ربك "فالحق هو ما يوحى للرسول(ص)والمعنى وإن القرآن للصدق من إلهك ،يبين الله لرسوله (ص)أن القرآن هو الحق أى الصدق أى العدل-ومنه الأمر بالاتجاه للكعبة - من عند الله،وقوله "وما الله بغافل عما تعملون "يفسره قوله تعالى بسورة يونس "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء "فعدم غفلة الله عن عمل القوم هو عدم عزب مثقال ذرة عن الله فى السموات والأرض والمعنى وما الله بساهى عن الذى يفعلون ،ومعنى القول ومن حيث صليت فاجعل نظرك تجاه البيت الحرام وإن الوحى للصدق من إلهك وما الله بلاهى عن الذى تصنعون والخطاب للنبى(ص)حتى ربك وأما بقية القول فجزء من آية أخرى تخاطب الناس أو طائفة منهم والجزء المحذوف معناه قل الذنب الذى تعتقدون أن الله جاهل به يعلمه الله .
    "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشون ولأتم نعمتى عليكم ولعلكم تهتدون" قوله "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" يعنى ومن حيث صليت فاتجه بنظرك تجاه البيت الحرام وحيث ما وجدتم فاجعلوا أنظاركم تجاهه،يطلب الله من رسوله (ص)ومن المؤمنين أن يولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام والمراد أن يتجهوا بأنظارهم وهى مقدمات أجسامهم إلى اتجاه البيت الحرام ،وقوله "لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا فلا تخشوهم واخشون "يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران "فلا تخافوهم وخافون "فمعنى فلا تخشوهم هو لا تخافوهم ومعنى اخشون خافون والمعنى لئلا يكون للخلق عليكم برهان وأما الذين كفروا فلا تخافوهم وخافوا عذابى،يبين الله لرسوله (ص)والمؤمنين أن السبب فى وجوب اتجاههم للكعبة فى الصلاة هو ألا يكون للكفار عليهم حجة أى برهان باتفاقهم معهم فى القبلة ويبين لهم أنهم لا يجب عليهم أن يخشوا أى يخافوا من أذى الذين ظلموا أى كفروا بوحى الله والواجب عليهم أن يخشوا الله أى يخافوا من عذاب الله فيطيعوه،وقوله "ولأتم نعمتى عليكم "يفسره قوله تعالى بسورة المائدة"وأكملت لكم دينكم "فإتمام النعمة هو إكمال الدين والمعنى ولأكمل دينى لكم ،يبين الله لرسوله (ص)والمؤمنين أنه سيتم نعمته عليهم أى سيكمل لهم دينهم ،وقوله "ولعلكم تهتدون "يفسره قوله تعالى بسورة النحل "لعلكم تسلمون"فتهتدون أى تسلمون والمعنى ولعلكم تسلمون أى تطيعون ومعنى الآية ومن حيث صليت فاجعل نظرك تجاه البيت الحرام وحيث وجدتم فاجعلوا أنظاركم تجاهه لئلا يصبح للكفار عليكم برهان وأما الذين كفروا منهم فلا تخافوا أذاهم وخافوا عذابى ولأكمل دينى لكم ولعلكم تطيعون فتثابون ،والخطاب فى أول الآية للنبى(ص)وفى بقيتها للمؤمنين
    "كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون " يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا منهم "فأرسلنا هى بعث الله وقوله بسورة البينة "رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة "فالآيات هى الصحف المطهرة المتلوة ومعنى الآية كما بعثنا منكم نبيا منكم يبلغ لكم أحكامنا أى يطهركم بطاعتكم لأحكام الله أى يعرفكم الوحى أى الحكم الإلهى أى يعرفكم الذى لم تكونوا تعرفون،يبين الله للناس أنه أرسل لهم أى بعث لهم رسول منهم أى من بينهم وهذا الرسول (ص)يفعل التالى يتلوا آيات الله عليهم أى يبلغهم أحكام الله ليطيعوها وفسر الله هذا بأنه يزكيهم أى يطهرهم من ذنوبهم بطاعتهم لما يبلغهم من الأحكام وفسر هذا بأنه يعلمهم الكتاب وهو الحكمة والمراد أنه يعرفهم الوحى أى حكم الله حتى يطيعوه وفسر هذا بأنه يعلمهم ما لم يكونوا يعلمون والمراد يعرفهم الذى لم يكونوا يعرفون وهو حكم الله،الخطاب للناس وما بعده .
    "فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون "يفسره قوله تعالى بسورة محمد "إن تنصروا الله ينصركم "وقوله بسورة العنكبوت "واعبدوه واشكروا له" فذكر الله هو شكره هو عدم الكفر به هو نصر الله كما بسورة محمد هو عبادة الله كما بسورة العنكبوت ومعنى الآية فأطيعونى أثيبكم أى اتبعونى أى لا تعصونى ،يطلب الله من الناس أن يذكروه أى يطيعوه أى يشكروه أى يتبعوا حكمه فلا يكفروا به أى فلا يعصوا حكم الله حتى يذكرهم الله أى حتى يثيبهم الله والمراد حتى ينصرهم الله فى الدنيا والأخرة .
    "يا أيها الذين أمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " يفسره قوله تعالى بسورة الأعراف "استعينوا بالله واصبروا "وقوله بسورة البقرة "واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين "فالإستعانة بالله هى تقوى الله هى الصبر والصابرين هم المتقين والمعنى يا أيها الذين صدقوا بحكم الله استنصروا بالطاعة أى الإتباع لله إن الله ناصر المطيعين ،يبين الله للمؤمنين أى الواجب عليهم هو الاستعانة بالصبر أى الانتصار على الشيطان بطاعة حكم الله وفسر هذا بأنه الاستعانة بالصلاة أى الانتصار بإتباع حكم الله على الشيطان ،ويبين الله أنه مع الصابرين أى ناصر المطيعين لله ،والخطاب للمؤمنين وما بعده.
    "ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون " يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا "وقوله بسورة الأعراف "ولكن لا تعلمون "فعدم قول أموات عن الشهداء هو عدم الحسب وهو الظن أنهم أموات وعدم شعورنا هو عدم علمنا بهم والمعنى ولا تظنوا من يستشهد فى نصر دين الله هلكى إنما موجودون ولكن لا تعلمون بهم، يبين الله للمؤمنين أن الواجب عليهم هو ألا يقولوا عن القتلى فى سبيل الله أموات والمراد ألا يظنوا أنهم هلكى لا يعيشون بعد حياتهم الدنيا وهذا دليل على وجود حياة البرزخ والواجب عليهم أن يقولوا عنهم أحياء أى عائشين عند الله ينعمهم فى الجنة مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران "بل أحياء عند ربهم يرزقون" .
    "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا "وقوله بسورة الحج "وبشر المحسنين " فالخوف هو من الكلام المؤذى ونقص الأنفس والمال والصابرين هم المحسنين والمعنى ولنختبرنكم ببعض من الرعب والسغب أى قلة فى الأملاك والنفوس والمنافع وأفرح المطيعين ،يبين الله للمؤمنين أنه سوف يبلوهم أى يختبرهم بالخوف وهو الرعب الناتج من نقص النفوس والمال الذى تعد به القوة المرهبة للعدو وسوف يختبرهم بالجوع وهو نقص الثمرات حيث تقل منافع الطعام ،ويطلب الله من رسوله (ص)أن يبشر الصابرين أى يخبر المطيعين لله بالجنة والخطاب فى أول القول للمؤمنين وفى أخرها للنبى(ص) وله أيضا فى القول بعدها والقول بعده.
    "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" يفسر قوله "وإنا إليه راجعون"قوله تعالى بسورة الأعراف "قالوا إنا إلى ربنا منقلبون" فراجعون تعنى منقلبون والمعنى وبشر الصابرين الذين إذا مسهم ضرر قالوا إنا لله وإنا إليه منقلبون ،يطلب الله من رسوله (ص)أن يبشر الصابرين وهم المطيعين الذين إذا أصابتهم مصيبة أى الذين إذا مسهم أذى قالوا :إنا لله والمراد إننا ملك لله يتصرف فينا كيف يشاء ،وإنا إليه راجعون أى عائدون إلى جزاء الله بعد الموت وهو الجنة التى هى نتيجة صبرهم .
    "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " يفسر الآية قوله تعالى بسورة التوبة "وأولئك لهم الخيرات " و"وأولئك هم المفلحون "وقوله بسورة الأنعام "أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "فالصلوات هى الخيرات هى الأمن هى الرحمة والمهتدون هم المفلحون ومعنى الآية أولئك لهم الخيرات من ربهم أى الجنة أى أولئك هم الأمنون ،يبين الله لنا أن الصابرين هم المهتدون أى الكاسبون للجنة وهى الصلوات أى الرحمة الإلهية.
    "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "قوله "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما"يفسره قوله تعالى بسورة الحج "ومن يعظم حرمات الله "وقوله بسورة البقرة "فلا إثم عليه" فشعائر الله هى حرماته والجناح هو عقاب الإثم والمعنى إن السعى بين مكان الصفا ومكان المروة من حرمات الله فمن قصد البيت فى أيام الحج أو من قصد البيت فى الأشهر الحرام فلا عقاب عليه أن يسعى بينهما ،يبين الله لنا أن السعى بين مكانى الصفا والمروة واجب من يتركه عليه جناح أى عقاب ممثل فى فدية أو نسك أو صيام ،وقوله "ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران "وما يفعلوا من خير فلن يكفروه "وقوله بسورة الإسراء"فأولئك كان سعيهم مشكورا "فتطوع الخير هو فعله هو السعي للخير وهو العمل الصالح وعدم كفر فعل الخير هو شكر الله له والمعنى ومن فعل صالحا فإن الله حامد خبير،يبين الله لنا أن من يتطوع خيرا أى يعمل صالحا فإن الله يشكره أى يثيبه عليه بالجنة وهو عليم به أى خبير بالعمل وفاعله فى كل وقت ،ومعنى الآية إن السعى بين مكان الصفا ومكان المروة من حرمات الله فمن قصد البيت أيام الحج أو قصده فى الأشهر الحرام فلا عقاب عليه إن سعى بينهما ومن عمل صالحا فإن الله مثيب له عارف بعمله،والخطاب للمؤمنين وهذه الآية محذوف قبلها أو بعدها عدة آيات تتحدث عن أعمال الحج .
    "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأنعام "قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا"وقوله بسورة البقرة "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب "وقوله بسورة البقرة "أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "وقوله بسورة التوبة "وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والآخرة "فالمكتوم من البينات والهدى هو المخفى من الكتاب الذى هو نور واللاعنون هم الناس والملائكة ولعنة الله هى عذابه فى الدنيا والأخرة والمعنى إن الذين يخفون ما أوحينا من الأحكام أى الحق من بعد ما أبلغناه للخلق فى الوحى أولئك يعذبهم الله ويذمهم الذامون ،يبين الله لنا أن الذين يكتمون المنزل من البينات والمراد الذين يخفون الموحى به من أحكام الله بعد ما أبلغ الله للمسلمين الوحى المكتوم منهم يلعنهم الله أى يعذبهم فى الدنيا والآخرة ويلعنهم اللاعنون والمراد ويذمهم الذامون وبألفاظ أخرى يطلب لهم الناس والملائكة غضب الله ،والخطاب للمؤمنين وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده
    "إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " يفسره قوله تعالى بسورة النساء"إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله"وقوله بسورة هود "إلا من تاب وأمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة "فتابوا أى أصلحوا أى بينوا أى اعتصموا بالله أى أخلصوا دينهم لله والتوبة عليهم هى إدخالهم الجنة ومعنى الآية يلعنهم الله واللاعنون إلا الذين أنابوا أى أحسنوا أى أظهروا الحق فأولئك أغفر لهم وأنا الغفور النافع ،يبين الله لنا أن لعنته وهو عذابه ولعنة الناس والملائكة تمنع عن الذين تابوا أى عادوا للحق أى أصلحوا أى أحسنوا أى بينوا أى أظهروا الحق بطاعته ومن ثم يدخلون الجنة .
    "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار "وقوله بسورة التوبة "وماتوا وهم فاسقون"وقوله بسورة النحل "فعليهم غضب من الله "فالذين كفروا أى كذبوا بآياتنا والموتى وهم كفار يعنى وهم فاسقون ولعنة الله هى غضبه وهى النار ومعنى الآية إن الذين كذبوا بآياتنا وتوفوا وهم فاسقون أولئك لهم غضب الله وذم الملائكة والخلق كلهم ،يبين الله لنا أن الذين كفروا وهم المكذبين بوحى الله وهم الذين ماتوا على تكذيبهم لهم لعنة أى عذاب الله ولعنة أى دعاء الملائكة والناس الذام لهم الطالب غضب الله لهم .
    "خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة فاطر"والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها "وقوله بسورة المائدة"وما هم بخارجين من النار" وقوله بسورة البقرة "ولا هم ينصرون"فخالدين تعنى لا يموتوا أى ليسوا خارجين من النار و معنى ينظرون ينصرون ومعنى الآية باقين فيها لا يرفع عنهم العقاب أى لا يرحمون،يبين الله لنا أن الكفار الذين ماتوا على كفرهم هم فى لعنة أى عذاب الله خالدين أى مستمرين فى الإقامة بها لا يرفع عنهم العذاب أى ألم النار أى لا ينظرون أى لا يرحمون فى الآخرة.
    "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم" يفسره قوله تعالى بسورة غافر"ذلكم الله ربكم خالق كل شىء لا إله إلا هو "فالإله هو خالق كل شىء والمعنى وربكم رب واحد لا رب سواه هو النافع المفيد،يبين الله للناس أن إلههم إله واحد والمراد أن خالقهم خالق واحد والمراد ليس له شريك فى ملكه ومن ثم فهو الإله المستحق للعبادة وحده وهو الرحمن الرحيم أى النافع المفيد للعباد .
    "إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " قوله "إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار "يفسر قوله تعالى بسورة النور"يقلب الله الليل والنهار" فاختلاف الليل والنهار هو تقليبهما والمعنى إن فى إنشاء السموات والأرض وتغير الليل والنهار آيات لمن يفهم ،وقوله "والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس "يعنى والسفن التى تسير فى الماء بما يفيد الخلق،يبين الله لنا أن من آياته جرى الفلك فى البحر بما ينفع الناس والمراد سير السفن فى الماء بالذى يفيد الخلق وهو البضائع والسلع ،وقوله "وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها"يفسره قوله تعالى بسورة الأنعام "وهو الذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شىء "فإحياء الأرض بعد موتها هو إخراج نبات كل شىء من الأرض ومعنى الآية والذى أسقط من السحاب مطرا فبعث به الأرض بعد جدبها ،يبين الله لنا أن من آياته إنزال الماء من السماء لإحياء الأرض بعد موتها ،وقوله "وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض" يعنى وخلق فى الأرض من كل نوع وتسيير الهواء والغمام المعلق بين السماء والأرض ،يبين الله لنا أن من آياته بث كل دابة فى الأرض والمراد خلق كل نوع من أنواع المخلوقات فى الأرض ،وتصريف الرياح أى تسيير الهواء أى توجيهه إلى حيث يريد ،والسحاب المعلق بين السماء والأرض وهو الغمام المعلق فى الجو بين السماء والأرض وهذا يعنى أن السحب لا توجد فى غير المنطقة بين السماء والأرض،وقوله "لآيات لقوم يعقلون "يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران "لآيات لأولى الألباب "فالقوم الذين يعقلون هم أصحاب الألباب والمعنى لعلامات لناس يفهمون ومعنى الآية إن فى إنشاء السموات والأرض وتغير الليل والنهار والسفن التى تسير فى الماء بما يفيد الخلق والذى أسقط الله من السحاب من غيث فبعث به الأرض بعد جدبها وخلق فى الأرض من كل نوع وتوجيه الهواء حيث يريد والغمام المعلق بين السماء والأرض لعلامات لناس يفهمون ،والخطاب للمؤمنين.
    "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العقاب"قوله"ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله"يفسره قوله بسورة الزمر"والذين اتخذوا من دونه أولياء"وقوله بسورة مريم"واتخذوا من دون الله آلهة "فالأنداد هم الأولياء هم الآلهة والمعنى ومن الخلق من يطيع من غير الله آلهة يطيعونهم كطاعة الله ،يبين الله لنا أن كثير من الناس وهم الخلق يجعل لله أندادا أى شركاء أى آلهة كما يدعون وهذه الآلهة هى أهواء أنفسهم الضالة مصداق لقوله تعالى بسورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " وهم يحبون أى يطيعون الشركاء كحب أى كطاعة الله وهذا يعنى أنهم يساوون بين الآلهة المزعومة وبين الله ،وقوله "والذين أمنوا أشد حبا لله يعنى والذين صدقوا أعظم طاعة لحكم الله ،يبين الله لنا أن المؤمنين بوحى الله أشد حبا لله أى أفضل طاعة لله والمراد أحسن إتباع لحكم الله حيث لا يشركون معه أحد ،وقوله "ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب " يفسره قوله تعالى بسورة الفرقان "وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا "وقوله بسورة النساء"وأن العزة لله جميعا"وقوله بسورة المائدة "إن الله شديد العقاب "فرؤية العذاب تعلم الكفار أن القوة وهى العزة لله وحده وإن الله شديد العذاب أى العقاب ومعنى القول ولو يعلم الذين كفروا حين يشاهدون العقاب أن العزة لله كلها أى أن الله عظيم العقاب ،يبين الله لنا أن الذين ظلموا أى كفروا بوحى الله حين يرون أى يدخلون العذاب يعلمون أن القوة وهى العزة أى القدرة على العقاب هى لله وحده كلها وفسر هذا بأنهم يعلمون أن الله شديد العذاب أى عظيم العقاب ،ومعنى الآية ومن الخلق من يتبع من سوى الله شركاء يتبعونهم كإتباع الله والذين صدقوا وحى الله أفضل إتباع لله ولو يشاهد الذين كفروا حين يدخلون العقاب أن العزة لله كلها أى أن الله عظيم العقاب والخطاب فى الآية للنبى(ص) وما بعدها.
    "إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب "معنى الآية قد تخلى الذين أطيعوا عن الذين أطاعوا وشاهدوا العقاب وبعدت عنهم الرحمات ،يبين الله لنا أن الذين اتُبعوا وهم الذين أطيعوا من جانب الصغار قد تبرأوا من الذين اتًبعوا أى قد تخلوا عن الذين أطاعوهم والمراد أنهم نفوا مسئوليتهم عن إضلالهم ،ويبين لنا أنهم لما رأوا العذاب أسروا الندامة مصداق لقوله تعالى بسورة غافر"ورأوا بأسنا "وقوله بسورة يونس"وأسروا الندامة لما رأوا العذاب " فالعذاب هو البأس والمراد أنهم أخفوا الندم على كفرهم ،وتقطع الأسباب بهم هو بعد الرحمات عنهم والمراد أن الله منع عنهم رحمته وهى جنته.
    "وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار"قوله "وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا"يعنى وقال الذين أطاعوا الكبار لو أن لنا عودة للدنيا فنتخلى عنهم كما تخلوا عنا ،يبين الله لنا أن الذين اتبعوا أى أطاعوا السادة الكبار لما رأوا تخلى السادة عنهم فى النار قالوا :لو كان لنا كرة أى عودة للحياة الدنيا لتخلينا عن السادة كما تخلوا عنا فى الآخرة وهذا يعنى أنهم يريدون الانتقام لأنفسهم وليس العودة للدنيا حتى يؤمنوا فيدخلوا الجنة ،وقوله "كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار"يفسره قوله تعالى بسورة التوبة "وفى النار هم خالدون " فعدم الخروج من النار هو الخلود فيها والمعنى هكذا يذيقهم الله أفعالهم عذابات لهم وما هم بتاركين للنار،يبين الله لنا أنه يذيق الكفار بأعمالهم وهى سيئاتهم الحسرات وهى العذابات أى الآلام فى النار وهم ليسوا بخارجين من النار وهذا معناه أنهم يبقون فى جهنم دون موت ومعنى الآية وقال الذين أطاعوا السادة لو أن لنا عودة للدنيا فنتخلى عنهم كما تخلوا عنا هكذا يذيقهم الله جزاء أفعالهم عذابات لهم وما هم بتاركين النار.
    "يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين "قوله "يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا "يفسره قوله تعالى بسورة الأنعام "كلوا مما رزقكم الله "فالحلال الطيب هو رزق الله والمعنى يا أيها الخلق تناولوا من الذى فى البلاد مباحا نافعا ،يطلب الله من الناس أن يأكلوا مما فى الأرض الحلال الطيب والمراد أن يتناولوا الطعام المباح النافع لهم الموجود فى بلاد الأرض من نبات أو حيوان ،وقوله "ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين "يفسره قوله تعالى بسورة يس"أن لا تعبدوا الشيطان "وقوله بسورة الفرقان "وكان الشيطان للإنسان خذولا"فعدم إتباع الشيطان هو عدم عبادته وكون الشيطان عدو للإنسان هو خذلانه له والمعنى ولا تطيعوا وساوس الكافر إنه لكم كاره عظيم ،يبين الله لنا أن الواجب على الناس هو عدم إتباع خطوات الشيطان والمراد عدم طاعة وساوس الشهوة التى تأمر بكل كفر ويبين الله للناس أن الشيطان وهو الشهوة هى عدوهم المبين أى كارههم الظاهر العظيم ومعنى الآية يا أيها الخلق أطعموا من الذى فى البلاد نافعا مباحا ولا تطيعوا وساوس الهوى إنه لكم كاره عظيم والخطاب للناس وما بعده.
    "إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون "يفسره قوله تعالى بسورة النور "ومن يتبع الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" وقوله بسورة النحل "لتفتروا على الله الكذب" فالسوء هو الفحشاء هو المنكر والتقول على الله الذى لا يعلمون هو افتراء الكذب على الله ومعنى الآية إنما يدعوكم للكفر أى الجرم أى أن تنسبوا لله الذى لا تعرفون أنه وحى من الله ،يبين الله للناس أن الشيطان وهو الشهوة يأمرهم والمراد يدعوهم إلى السوء وهو الفحشاء أى التقول على الله والمراد يدعوهم لعمل الكفر .
    "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" قوله "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "وإذا قيل لهم أمنوا بما أنزل الله "فإتباع ما أنزل الله هو الإيمان به والمعنى وإذا قال المسلمون للناس أطيعوا الذى أوحى الله ،يبين الله لنا أن المسلمون إذا قالوا للكفار:اتبعوا ما أنزل الله أى أطيعوا وحى الله كان ردهم " قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون "والذى يفسره قوله تعالى بسورة لقمان "قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا "وقوله بسورة المائدة "أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون "فألفينا تعنى وجدنا كما بسورة لقمان وعدم عقلهم يعنى عدم علمهم كما بسورة المائدة والمعنى قالوا إنما نطيع الذى وجدنا عليه آباءنا ،هل يتبعونه لو كان آباؤهم لا يعلمون حقا أى لا يفهمون ؟ ،يبين الله لنا أن رد الناس على المسلمين هو :بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا والمراد إنما نطيع ما وجدنا عليه الأباء وهذا يعنى أنهم لا يدعون طاعتهم لدين الأباء ،ويسأل الله :أو لو كان آباؤهم لا يعقلون أى لا يهتدون؟ والمراد هل لو كان آباؤهم لا يفهمون أى لا يفقهون الحق؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن آبائهم كانوا لا يفهمون والمراد أنهم مجانين لعدم إتباعهم الحق ومعنى الآية وإذا نصحوا أطيعوا ما أوحى الرب قالوا بل نطيع الذى وجدنا عليه آباءنا ،أيطيعونه لو كان آباؤهم لا يفهمون أمرا أى لا يفكرون والخطاب للنبى(ص) وما بعده.
    "ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون "قوله "ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء" يعنى وشبه الذين كذبوا كشبه الذى يزعق بالذى لا يعرف إلا أنه إخبار أى طلب ،يبين الله لنا أن قول الذين كفروا أى كذبوا بوحى الله:بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا يشبه دعاء أى نداء أى قول الذى ينعق أى يزعق بالذى لا يعرف فى الوحى الإلهى ،والغرض من التشبيه هو إثبات جهل الذين كفروا وجنونهم حتى أنهم يقولون ما يعرفون أنه ليس فى الوحى الإلهى ،وقوله "صم بكم عمى فهم لا يعقلون " يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "صم بكم عمى فهم لا يرجعون " فعدم العقل هو عدم الرجوع لدين الله والمعنى كافرون ظالمون فاسقون فهم لا يفقهون ،يبين الله لنا أن الكفار صم بكم أى لا يسمعون دعاء أى وحى الله وهم عمى أى لا يرون الحق ويرون الضلالة وهم لا يعقلون أى لا يطيعون الوحى الإلهى ،ومعنى الآية وشبه الذين كذبوا بوحى الله كشبه الذى يزعق بالذى لا يعلم إلا أنه إخبار أى طلب ،كافرون ظالمون فاسقون فهم لا يفهمون .
    "يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " يفسره قوله تعالى بسورة النحل"واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون" وقوله بسورة سبأ"كلوا من رزق ربكم " وقوله بسورة النحل"فإياى فارهبون " وقوله بسورة فصلت "واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون "فأكل طيبات الرزق هو أكل رزق الرب وفسره بأنه الشكر لله أى السجود لله وتعبدون تعنى ترهبون ومعنى الآية يا أيها الذين صدقوا بوحى الله اعملوا من أحاسن الذى أوحينا لكم أى أطيعوا الله إن كنتم إياه تحبون ،يطلب الله من المؤمنين أن يأكلوا من طيبات ما رزقهم والمراد أن يعملوا من أحسن الذى أوحى لهم وفسر الله هذا بأنه الشكر له أى الطاعة لوحى الله وذلك إن كانوا إياه يعبدون أى يحبون أى يريدون ثوابه ،والخطاب للمؤمنين وأيضا ما بعده.
    "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم " يفسره قوله تعالى بسورة الأنعام "أو دما مسفوحا"وقوله بسورة المائدة "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه " وقوله "فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم "فالدم يقصد به الدم المسفوح وما أهل لغير الله به هو الذى لم يذكر اسم الله عليه وذكر اسم أخر والاضطرار هو فى المخمصة وهى المجاعة والمعنى إنما منع عليكم الميتة والدم المسال ولحم الخنزير وما قصد به سوى الله فمن أجبر غير معتد أى ظالم فلا عقاب عليه إن الله عفو نافع ،يبين الله للمؤمنين أنه قد حرم عليهم أى منع عليهم أكل الأشياء التالية : الميتة وهى الحيوان النافق الذى هلك بخروج نفسه من جسمه دون ذبح ،والدم وهو السائل الذى ينزل من الحيوان عند ذبحه أو قطع عروق الدم فيه ،ولحم الخنزير وهو الألياف المحيطة بعظام الخنزير وهؤلاء الثلاثة ضارين بصحة الآكل،وما أهل به لغير الله والمراد الذى قصد به سوى الله فلم يذكر اسم الله عليه ،ويبين الله للمؤمنين أن من اضطر لأكل هذا الطعام المحرم والمراد أن من أجبر نفسه على تناول الطعام المحرم بسبب المجاعة التى لو لم يأكل المحرم فيها لمات من الجوع يكون غير باغ أى معتدى والمراد غير قاصد غير متعمد للأكل من الطعام المحرم ومن ثم لا إثم عليه أى لا عقاب وهذا يعنى أن متعمد أكل المحرمات فى غير المجاعة يعاقب نفس عقاب شارب الخمر،ويبين الله أنه غفور رحيم أى قابل توبة المستغفر لذنبه نافع له .
    "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم "قوله "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب"يفسره قوله تعالى بسورة الأنعام "تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا"فالكتم هو إخفاء المنزل من الكتاب والمعنى إن الذين يخفون ما أوحى الله من الوحى ،وقوله "ويشترون به ثمنا قليلا "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "إن الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة" فطاعة كتاب الله هى العمل للأخرة والثمن القليل هو متاع الحياة الدنيا والمعنى ويأخذون بكتاب الله متاعا فانيا ،وقوله "أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار "يعنى أولئك ما يقدمون لأنفسهم إلا النار،وقوله "ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم "يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران"ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم "وقوله لهم عذاب شديد"فالنار تعنى عدم كلام أى نظر الله لهم تعنى عدم تزكيتهم تعنى دخولهم العذاب الأليم وهو الشديد والمعنى ولا يرحمهم الله يوم البعث أى لا يطهرهم أى لهم عقاب شديد،يبين الله لنا أن الذين يكتمون كتاب الله أى يخفون حكم الله عن الناس ويأخذون الثمن القليل وهو متاع الحياة الدنيا مقابل تركهم العمل بكتاب الله إنما يأكلون فى بطونهم النار والمراد أنهم يقدمون أنفسهم إلى النار وفسر هذا بأنه لا يكلمهم أى لا يرحمهم أى لا يزكيهم أى لا يطهرهم من ذنوبهم حتى لا يدخلهم الجنة وفسر هذا بأن لهم العذاب الأليم ومعنى الآية إن الذين يخفون ما أوحى الرب من الحكم ويأخذون مكانه متاعا قصيرا أولئك ما يقدمون لأنفسهم إلا النار أى لا يرحمهم الرب يوم البعث أى لا ينجيهم أى لهم عقاب شديد ،والخطاب للمؤمنين وما بعده.
    "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار" يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان "وقوله بسورة البقرة "أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا يالآخرة"فالضلالة هى الكفر هى اشتهاء الحياة الدنيا الذى نتيجته العذاب والهدى هو الإيمان هو إتباع الهدى لنيل الآخرة الذى نتيجته المغفرة والمعنى أولئك الذين أخذوا الكفر بالإسلام أى العقاب بالرحمة فما أجرأهم على جهنم ،يبين الله لنا أن كاتمى كتاب الله هم الذين أطاعوا الضلالة فأورثهم هذا العذاب وتركوا الهدى الذى يورث إتباعه المغفرة ،والسؤال فما أصبرهم على النار ؟الغرض منه إخبارنا أن هذا الفريق الكافر جرىء على النار بما يفعله .
    "ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الزمر "الله نزل أحسن الحديث"وقوله بسورة سبأ"بل الذين لا يؤمنون بالآخرة فى العذاب والضلال البعيد"فالكتاب هو أحسن الحديث والشقاق البعيد هو الضلال البعيد وهو العذاب المستمر والمعنى ذلك بأن الله أوحى الوحى بالعدل وإن الذين تنازعوا فى الوحى لفى عذاب كبير،يبين الله لنا أن دخول القوم النار سببه هو أن الله قد أوحى القرآن وتفسيره وهو الوحى بالعدل وهو حكم الله وهم قد عرفوه ولم يعملوا به،ويبين لنا أن الذين اختلفوا فى الكتاب وهم الذين كذبوا بوحى الله بتنازعهم فيه فى شقاق بعيد أى فى عقاب مستمر ،والخطاب للمؤمنين وما بعده.
    "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من أمن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" قوله "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب" يعنى ليس الإسلام أن تتبعوا أنفسكم وقت المنير والمظلم ،يبين الله لنا أن البر وهو الإسلام ليس أن نولى وجوهنا أى نطيع أنفسنا وقت المشرق وهو النهار ووقت المغرب وهو الليل ،إذا الإسلام ليس أن نطيع أنفسنا نهارا وليلا وإنما أن نطيع حكم الله نهارا وليلا ،وقوله" ولكن البر من أمن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة " ولكن البر من اتقى" فالمؤمن هو المتقى والمعنى ولكن المسلم من صدق بوحدانية الله ويوم القيامة والملائكة والوحى والرسل،يبين الله لنا أن البر وهو المسلم هو الذى يؤمن أى يصدق بكل من الله والمراد بوحدانية الله أى كونه الإله المستحق للعبادة وحده ويصدق باليوم الأخر وهو يوم القيامة ووجود الملائكة ووجود الكتاب وهو الوحى المنزل على كل الرسل(ص)ووجود النبيين وهم الرسل(ص) ،وقوله "وأتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب " يفسره قوله تعالى بسورة الإسراء" وأت ذا القربى حقه "فالمال هو الحق والمعنى وأعطى المتاع على عشقه له أهل القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وابن الطريق والطالبين والعبيد،يبين الله لنا أن البر هو الذى يؤتى المال على حبه والمراد يعطى الحق رغم رغبته فى عدم الإعطاء كل من :ذوى القربى وهم الأقارب الواجب أن ينفق عليهم واليتامى وهم الذين مات آبائهم وهم أطفال والمساكين وهم الذين يعملون ولكن عائد العمل لا يكفيهم وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يكمل به رحلته لبلده والسائلين وهم الذين يطلبون المساعدة من المسلم وفى الرقاب والمراد وفى عتق العبيد والإماء،وقوله "وأقام الصلاة "يفسره قوله بعده "وأتى الزكاة "يفسره قوله بعده "والموفون بعهدهم إذا عاهدوا "فإقامة الصلاة هى إيتاء الزكاة هى الوفاء بالعهد هو إقامة الدين مصداق لقوله تعالى بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "والمعنى والبر من أطاع الدين أى اتبع الطهارة من الذنوب بطاعة الله أى الطائعون لحكم ربهم إذا علموا به ،وقوله "والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس"يفسره قوله تعالى بسورة الحج"والصابرين على ما أصابهم "فالبأساء والضراء هى ما أصابهم والمعنى والمتبعين فى الضرر أى الأذى ووقت النفع ،يبين الله لنا أن المسلم هو الصابر أى الطائع لحكم الله وقت البأساء أى الضراء وهو الأذى ووقت البأس وهو القوة أى النفع أى الخير ، قوله "أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " يعنى أولئك الذين أمنوا أى أولئك الذين أطاعوا حكم الله ،يبين الله لنا أن المسلم هو الذى صدق أى اتقى والمراد أمن بحكم الله وأطاعه والمعنى ليس الإسلام أن تتبعوا أهواءكم وقت النهار والليل ولكن المسلم من صدق بوحدانية الله ويوم القيامة والملائكة والوحى والرسل(ص)وأعطى الحق رغم رغبته فيه أهل القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين والمسافر والطالبين وفى العبيد وأطاع الدين أى اتبع الحق أى الطائعون لحكم ربهم إذا علموا به أى المطيعين فى الضرر أى الأذى ووقت النفع أولئك الذين أمنوا أى أولئك هم المطيعون لله .
    "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم "قوله "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر أى العبد بالعبد وهو الرجل بالرجل وسمى الله الإنسان حرا لتصرفه فى نفسه بالكفر أو الإسلام وسماه عبدا لأنه عبد لله كما قال بسورة مريم"إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا" والأنثى بالأنثى "يفسره قوله تعالى بسورة المائدة "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس "والمعنى يا أيها الذين صدقوا بوحى الله فرض عليكم العقاب فى المذبوحين الرجل بالرجل أى الذكر بالذكر والمرأة بالمرأة ،يبين الله لنا أن القصاص فى القتلى وهو العقاب فى جرائم القتل يكون بقتل الحر بالحر أى العبد بالعبد أى الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة وهذا يعنى قتل القاتل فى مقابل قتله للقتيل سواء اتحد الجنس أم اختلف لأن لكل منهم نفس كما قال بسورة المائدة"أن النفس بالنفس"،وقوله "فمن عفى له من أخيه شىء فإتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان "يفسره قوله تعالى بسورة النساء"ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا"فالشىء هو الدية واتباعها بالمعروف أى أدائها بإحسان هو تسليمها إلى أهله والمعنى فمن تنازل له من أخيه دية فإعطاء بالبر أى إيتاء بالمعروف،يبين الله لنا أن ولى القتيل إذا عفى عن القاتل أى تنازل عن قتله فالواجب على القاتل هو شىء أى دية وهى مبلغ يقدر القاتل على دفعه وليس له قدر محدد وهذه الدية تتبع بالمعروف وفسر الله هذا بأنها تؤدى بإحسان والمراد تعطى لولى القتيل بالبر واليسر،وقوله "ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم "يفسره قوله تعالى بسورة المائدة "ومن عاد فينتقم الله منه "وقوله بسورة النساء"وأعد له عذابا عظيما " فالعذاب الأليم هو العظيم هو انتقام الله من القاتل والمعنى العفو عن القاتل رأفة من إلهكم أى فضل فمن قتل بعد هذا فله عقاب عظيم ،يبين الله لنا أن تشريع الله للعفو عن القاتل هو تخفيف أى رحمة أى رأفة من الله بالخلق ،وأما من يعتدى أى يقتل بعد هذا التشريع مرة أخرى فله عذاب أليم أى عقاب القتل فى الدنيا والنار فى الأخرة ومعنى الآية يا أيها الذين صدقوا فرض عليكم العقاب فى المذبوحين الرجل بالرجل أى الذكر بالذكر والأنثى بالأنثى فمن تنازل له من صاحبه دية فإعطاء بالبر أى إيتاء بالمعروف والعفو عن القاتل رأفة من إلهكم أى فضل فمن قتل بعد ذلك فله عقاب شديد،والخطاب للمؤمنين وما بعده وهناك جزء محذوف من القول ومعناه الرجل بالأنثى والأنثى بالرجل.
    "ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة المائدة "فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون"وقوله بسورة طه"لأولى النهى"فأولى الألباب هم أولى النهى وتتقون تعنى تفلحون والمعنى ولكم فى الجزاء أمن يا أصحاب العقول لعلكم تطيعون فتفلحون ،يبين الله لنا أن فى القصاص حياة والمراد أن فى العقاب نجاة وبألفاظ أخرى أن تنفيذ عقوبة القتل وهى قتل القاتل تجلب الحياة أى الأمن للناس لأن الناس سيخافون من قتل بعضهم فلا يرتكبوا جريمة القتل ومن ثم تستمر الحياة وقد سمانا الله أولى الألباب أى النهى أى العقول بسبب تقوانا أى طاعتنا للأمر حتى نفلح فى الآخرة

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:42 am