سورة النبأ
سميت السورة بهذا الاسم لذكر النبأ فيها بقوله "عم يتساءلون عن النبأ العظيم "
"بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد عن ماذا يتحدثون عن الحكم الكبير الذى هم به مكذبون حقا سيعرفون ثم حقا سيعرفون ،يسأل الله عم يتساءلون والمراد عن أى شىء يستخبرون ؟ويجيب الله على السؤال بقوله عن النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون والمراد عن الكتاب الكبير الذى هم عنه معرضون مصداق لقوله بسورة البقرة "وإن الذين اختلفوا فى الكتاب "وقوله بسورة ص"قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون"وهذا يعنى أن الناس مختلفون أى مكذبون بالنبأ وهو القرآن العظيم ،ويبين لنا أن كلا سيعلمون بسم الله الرحمن الرحيم والمراد أن الناس حقا سيعرفون بحكم الرب النافع المفيد وكرر الله هذا تأكيدا على علم الناس بحكم الله وهو نبأه العظيم والخطاب للنبى(ص)
"ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا"المعنى ألم نخلق الأرض فراشا والرواسى شوامخا وجعلناكم أفرادا وخلقنا نعاسكم راحة وخلقنا الليل غطاء والنهار حياة وأنشأنا أعلاكم سبعا عظاما وخلقنا شمسا مضيئة وأسقطنا من السحاب مطرا متتابعا لننبت به حبا وزرعا وحدائق عظيمة ،يسأل الله ألم والغرض من السؤال هو إخبار الناس أنه جعل لهم الأرض مهادا والمراد خلق لهم "الأرض فراشا "كما قال بسورة البقرة والمراد مكان للحياة وخلق لهم الجبال أوتادا أى جعل لهم الرواسى شوامخا أى مثبتات مصداق لقوله بسورة المرسلات"وجعلنا فيها رواسى شامخات"وخلق الناس أزواجا والمراد جعل الناس أفرادا أى ذكرا وأنثى مصداق لقوله بسورة الحجرات"إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"وجعل الله نومنا سباتا والمراد وخلق الله نعاسنا راحة لأنفسنا ولأجسامنا وخلق الليل لباسا والنهار معاشا والمراد وجعل الليل سكنا والنهار مبصرا مصداق لقوله بسورة غافر"الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه"وقوله بسورة يونس"والنهار مبصرا "وبنينا فوقكم سبعا شدادا والمراد وسوينا أى وشيدنا أعلاكم سبعا سموات طباقا مصداق لقوله بسورة البقرة "فسواهن سبع سموات"وهذا يعنى أن السماء مقامة على الأرض فالأرض هى أساس الكون وجعل الله سراجا وهاجا والمراد وخلق شمسا مضيئة مصداق لقوله بسورة يونس"وجعل الشمس ضياء"وهو الذى أنزل من المعصرات ماء ثجاجا والمراد وهو الذى أسقط من السحاب مطرا متتابعا والسبب ليخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا والمراد لينبت به حبوبا وزرعا وحدائق غلبا أى بساتين عظيمة والخطاب وما بعده للناس
"إن يوم الفصل كان ميقاتا يوم ينفخ فى الصور فتأتون أفواجا وفتحت السماء فكانت أبوابا وسيرت الجبال فكانت سرابا"المعنى إن يوم الحكم كان محددا يوم ينفث فى البوق فتخرجون جماعات وانشقت السماء فكانت فتحات وتحركت الرواسى فكانت هباء،يبين الله للناس أن يوم الفصل وهو يوم الحكم وهو يوم الساعة كان ميقاتا أى موعدا محددا مصداق لقوله بسورة القمر "بل الساعة موعدهم"وهو يوم ينفخ فى الصور أى ينقر فى الناقور مصداق لقوله بسورة المدثر"فإذا نقر فى الناقور "والمراد وإذا ينادى المنادى فى آلة النداء فتأتون أفواجا والمراد فتبعثون جماعات للحياة مرة أخرى وفتحت السماء فكانت أبوابا والمراد وانشقت السماء فكان لها فتحات عديدة مصداق لقوله بسورة الرحمن"فإذا انشقت السماء"وسيرت الجبال فكانت سرابا أى وبست الرواسى فكانت هباء أى كثيبا مهيلا مصداق لقوله بسورة المزمل"يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا" وقوله بسورة الواقعة "وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا".
"إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أعقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا جزاء وفاقا إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وكل شىء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا "المعنى إن النار كانت عقابا للكافرين مسكنا باقين فيها أزمانا لا يطعمون فيها ماء ولا شرابا إلا سائلا أى غساقا عقابا عادلا إنهم كانوا لا يريدون جزاء وكفروا بأحكامنا كفرا وكل أمر سجلناه تسجيلا فاطعموا فلن نعطيكم سوى آلاما، يبين الله أن جهنم وهى النار كانت مرصادا أى موعدا مصداق لقوله بسورة الحجر"وإن جهنم لموعدهم أجمعين"وهى للطاغين مآبا والمراد للفاسقين مأوى مصداق لقوله بسورة السجدة"وأما الذين فسقوا فمأواهم النار"وهم لابثين فيها أحقابا أى ماكثين فيها أزمنة متعاقبة والمراد مقيمين فيها دوما وهم لا يذوقون فيها بردا والمراد لا يشربون فيها عصيرا أى شرابا أى ماء إلا حميما أى غساقا وهو سائل محرق مصداق لقوله بسورة الأنعام"لهم شراب من حميم "وهذا جزاء وفاقا أى عقابا عادلا والسبب أنهم كانوا لا يرجون حسابا أى لا يؤمنون بلقاء الله مصداق لقوله بسورة يونس"الذين لا يرجون لقاءنا"وكذبوا بآياتنا كذابا والمراد وكفروا بأحكامنا وهى آياتنا كفرا مصداق لقوله بسورة النساء"إن الذين كفروا بآياتنا"وكل شىء أحصيناه كتابا والمراد وكل فعل سجلناه تسجيلا فى الزبر وهو سجل العمل مصداق لقوله بسورة القمر"وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر"ويقال لهم فى الآخرة ذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا والمراد اعرفوا ألم العذاب فلن نعطيكم سوى ألما مستمرا والخطاب للنبى(ص) وما بعده
"إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا"المعنى إن للمطيعين نصرا بساتين وأعنابا وفتيات حسان وكأسا مليئة لا يعرفون فيها باطلا ولا إثما ثوابا من خالقك جزاء عادل،يبين الله أن المتقين وهم المطيعين لحكمه لهم مفازا أى نصرا أى ثوابا هو حدائق أى جنات وأعناب ،وكواعب أترابا وهن الفتيات الزميلات والمراد الحور العين ،وكأس دهاق أى نهر جارى بالشراب اللذيذ وهم لا يسمعون فيها لغوا أى كذابا والمراد إثما أى باطلا مصداق لقوله بسورة الواقعة"لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما "وهو جزاء من ربك عطاء حسابا والمراد وهو جنة من خالقه ثوابا عادلا فى مقابل عملهم الحسن فى الدنيا .
"رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا "المعنى خالق السموات والأرض والذى وسطهما النافع لا يأخذون منه حديثا يوم يبعث جبريل(ص)والملائكة طابورا لا يتحدثون إلا من سمح له النافع وقال عدلا ذلك اليوم العدل فمن أراد جعل إلى إلهه سبيلا ،يبين الله للناس أن الله رب وهو خالق السموات والأرض وما بينهما أى والذى وسطهما مصداق لقوله بسورة الأنعام"خالق كل شىء"وهو الرحمن أى النافع لا يملكون منه خطابا والمراد لا يقدرون له على حديث وهذا يعنى أنهم لا يتكلمون معه أى لا ينطقون ويوم يقوم الروح والملائكة صفا والمراد ويوم يقف جبريل(ص)والملائكة جميعا فى شكل طابورلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن والمراد لا يتحدثون أى لا يشفعون إلا من سمح له النافع وهو الذى قال صوابا أى حقا أى من قال ما يرضى الله مصداق لقوله بسورة النجم"وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "وذلك وهو يوم القيامة هو اليوم الحق أى العدل فلا ظلم فيه مصداق لقوله بسورة غافر"لا ظلم اليوم" فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا والمراد فمن أراد جعل إلى خالقه سبيلا مصداق لقوله بسورة المزمل"فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا"وهذا يعنى أن من أراد ثواب الله فعليه بطاعة سبيل وهو دين الله والخطاب وما بعده للناس
"إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا "المعنى إنا أخبرناكم عقابا واقعا يوم يرى الفرد ما عملت نفسه ويقول المكذب يا ليتنى كنت فتاتا،يبين الله أنه أنذر الناس عذابا قريبا والمراد أنه أخبر الناس عقابا واقعا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه والمراد يوم يرى الإنسان ما عملت نفسه فى كتابه مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"ويقول الكافر وهو المكذب بدين الله :يا ليتنى كنت ترابا أى كنت فتاتا أى تسوى بهم الأرض مصداق لقوله بسورة النساء"يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض"
سميت السورة بهذا الاسم لذكر النبأ فيها بقوله "عم يتساءلون عن النبأ العظيم "
"بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد عن ماذا يتحدثون عن الحكم الكبير الذى هم به مكذبون حقا سيعرفون ثم حقا سيعرفون ،يسأل الله عم يتساءلون والمراد عن أى شىء يستخبرون ؟ويجيب الله على السؤال بقوله عن النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون والمراد عن الكتاب الكبير الذى هم عنه معرضون مصداق لقوله بسورة البقرة "وإن الذين اختلفوا فى الكتاب "وقوله بسورة ص"قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون"وهذا يعنى أن الناس مختلفون أى مكذبون بالنبأ وهو القرآن العظيم ،ويبين لنا أن كلا سيعلمون بسم الله الرحمن الرحيم والمراد أن الناس حقا سيعرفون بحكم الرب النافع المفيد وكرر الله هذا تأكيدا على علم الناس بحكم الله وهو نبأه العظيم والخطاب للنبى(ص)
"ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا"المعنى ألم نخلق الأرض فراشا والرواسى شوامخا وجعلناكم أفرادا وخلقنا نعاسكم راحة وخلقنا الليل غطاء والنهار حياة وأنشأنا أعلاكم سبعا عظاما وخلقنا شمسا مضيئة وأسقطنا من السحاب مطرا متتابعا لننبت به حبا وزرعا وحدائق عظيمة ،يسأل الله ألم والغرض من السؤال هو إخبار الناس أنه جعل لهم الأرض مهادا والمراد خلق لهم "الأرض فراشا "كما قال بسورة البقرة والمراد مكان للحياة وخلق لهم الجبال أوتادا أى جعل لهم الرواسى شوامخا أى مثبتات مصداق لقوله بسورة المرسلات"وجعلنا فيها رواسى شامخات"وخلق الناس أزواجا والمراد جعل الناس أفرادا أى ذكرا وأنثى مصداق لقوله بسورة الحجرات"إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"وجعل الله نومنا سباتا والمراد وخلق الله نعاسنا راحة لأنفسنا ولأجسامنا وخلق الليل لباسا والنهار معاشا والمراد وجعل الليل سكنا والنهار مبصرا مصداق لقوله بسورة غافر"الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه"وقوله بسورة يونس"والنهار مبصرا "وبنينا فوقكم سبعا شدادا والمراد وسوينا أى وشيدنا أعلاكم سبعا سموات طباقا مصداق لقوله بسورة البقرة "فسواهن سبع سموات"وهذا يعنى أن السماء مقامة على الأرض فالأرض هى أساس الكون وجعل الله سراجا وهاجا والمراد وخلق شمسا مضيئة مصداق لقوله بسورة يونس"وجعل الشمس ضياء"وهو الذى أنزل من المعصرات ماء ثجاجا والمراد وهو الذى أسقط من السحاب مطرا متتابعا والسبب ليخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا والمراد لينبت به حبوبا وزرعا وحدائق غلبا أى بساتين عظيمة والخطاب وما بعده للناس
"إن يوم الفصل كان ميقاتا يوم ينفخ فى الصور فتأتون أفواجا وفتحت السماء فكانت أبوابا وسيرت الجبال فكانت سرابا"المعنى إن يوم الحكم كان محددا يوم ينفث فى البوق فتخرجون جماعات وانشقت السماء فكانت فتحات وتحركت الرواسى فكانت هباء،يبين الله للناس أن يوم الفصل وهو يوم الحكم وهو يوم الساعة كان ميقاتا أى موعدا محددا مصداق لقوله بسورة القمر "بل الساعة موعدهم"وهو يوم ينفخ فى الصور أى ينقر فى الناقور مصداق لقوله بسورة المدثر"فإذا نقر فى الناقور "والمراد وإذا ينادى المنادى فى آلة النداء فتأتون أفواجا والمراد فتبعثون جماعات للحياة مرة أخرى وفتحت السماء فكانت أبوابا والمراد وانشقت السماء فكان لها فتحات عديدة مصداق لقوله بسورة الرحمن"فإذا انشقت السماء"وسيرت الجبال فكانت سرابا أى وبست الرواسى فكانت هباء أى كثيبا مهيلا مصداق لقوله بسورة المزمل"يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا" وقوله بسورة الواقعة "وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا".
"إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أعقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا جزاء وفاقا إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وكل شىء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا "المعنى إن النار كانت عقابا للكافرين مسكنا باقين فيها أزمانا لا يطعمون فيها ماء ولا شرابا إلا سائلا أى غساقا عقابا عادلا إنهم كانوا لا يريدون جزاء وكفروا بأحكامنا كفرا وكل أمر سجلناه تسجيلا فاطعموا فلن نعطيكم سوى آلاما، يبين الله أن جهنم وهى النار كانت مرصادا أى موعدا مصداق لقوله بسورة الحجر"وإن جهنم لموعدهم أجمعين"وهى للطاغين مآبا والمراد للفاسقين مأوى مصداق لقوله بسورة السجدة"وأما الذين فسقوا فمأواهم النار"وهم لابثين فيها أحقابا أى ماكثين فيها أزمنة متعاقبة والمراد مقيمين فيها دوما وهم لا يذوقون فيها بردا والمراد لا يشربون فيها عصيرا أى شرابا أى ماء إلا حميما أى غساقا وهو سائل محرق مصداق لقوله بسورة الأنعام"لهم شراب من حميم "وهذا جزاء وفاقا أى عقابا عادلا والسبب أنهم كانوا لا يرجون حسابا أى لا يؤمنون بلقاء الله مصداق لقوله بسورة يونس"الذين لا يرجون لقاءنا"وكذبوا بآياتنا كذابا والمراد وكفروا بأحكامنا وهى آياتنا كفرا مصداق لقوله بسورة النساء"إن الذين كفروا بآياتنا"وكل شىء أحصيناه كتابا والمراد وكل فعل سجلناه تسجيلا فى الزبر وهو سجل العمل مصداق لقوله بسورة القمر"وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر"ويقال لهم فى الآخرة ذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا والمراد اعرفوا ألم العذاب فلن نعطيكم سوى ألما مستمرا والخطاب للنبى(ص) وما بعده
"إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا"المعنى إن للمطيعين نصرا بساتين وأعنابا وفتيات حسان وكأسا مليئة لا يعرفون فيها باطلا ولا إثما ثوابا من خالقك جزاء عادل،يبين الله أن المتقين وهم المطيعين لحكمه لهم مفازا أى نصرا أى ثوابا هو حدائق أى جنات وأعناب ،وكواعب أترابا وهن الفتيات الزميلات والمراد الحور العين ،وكأس دهاق أى نهر جارى بالشراب اللذيذ وهم لا يسمعون فيها لغوا أى كذابا والمراد إثما أى باطلا مصداق لقوله بسورة الواقعة"لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما "وهو جزاء من ربك عطاء حسابا والمراد وهو جنة من خالقه ثوابا عادلا فى مقابل عملهم الحسن فى الدنيا .
"رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا "المعنى خالق السموات والأرض والذى وسطهما النافع لا يأخذون منه حديثا يوم يبعث جبريل(ص)والملائكة طابورا لا يتحدثون إلا من سمح له النافع وقال عدلا ذلك اليوم العدل فمن أراد جعل إلى إلهه سبيلا ،يبين الله للناس أن الله رب وهو خالق السموات والأرض وما بينهما أى والذى وسطهما مصداق لقوله بسورة الأنعام"خالق كل شىء"وهو الرحمن أى النافع لا يملكون منه خطابا والمراد لا يقدرون له على حديث وهذا يعنى أنهم لا يتكلمون معه أى لا ينطقون ويوم يقوم الروح والملائكة صفا والمراد ويوم يقف جبريل(ص)والملائكة جميعا فى شكل طابورلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن والمراد لا يتحدثون أى لا يشفعون إلا من سمح له النافع وهو الذى قال صوابا أى حقا أى من قال ما يرضى الله مصداق لقوله بسورة النجم"وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "وذلك وهو يوم القيامة هو اليوم الحق أى العدل فلا ظلم فيه مصداق لقوله بسورة غافر"لا ظلم اليوم" فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا والمراد فمن أراد جعل إلى خالقه سبيلا مصداق لقوله بسورة المزمل"فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا"وهذا يعنى أن من أراد ثواب الله فعليه بطاعة سبيل وهو دين الله والخطاب وما بعده للناس
"إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا "المعنى إنا أخبرناكم عقابا واقعا يوم يرى الفرد ما عملت نفسه ويقول المكذب يا ليتنى كنت فتاتا،يبين الله أنه أنذر الناس عذابا قريبا والمراد أنه أخبر الناس عقابا واقعا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه والمراد يوم يرى الإنسان ما عملت نفسه فى كتابه مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"ويقول الكافر وهو المكذب بدين الله :يا ليتنى كنت ترابا أى كنت فتاتا أى تسوى بهم الأرض مصداق لقوله بسورة النساء"يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض"