الثمن فى القرآن
الثمن هو المقابل لسلعة ما سواء كانت السلعة دنيوية أو أخروية
ما شرط الثمن ؟
شرط الثمن هو أن يكون عادلا ليس مبخوسا كما فى قوله تعالى بسورة يوسف :
"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة "
وليس مضاعف أضعاف كما فى قوله تعالى بسورة آل عمران :
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة "
ما المراد بألا يكون ثمن السلعة مضاعف أضعاف ؟
المراد ألا يزيد ثمن السلعة الدنيوية على تكاليف عملها أو صنعها الحقيقية أكثر من مرة بمعنى أن الربح المتاح فى سلعة ثمنها دينار أقله دينار وواحد من مائة من الدينار وأقصاه دينار أى دينار يكسب دينار فإن كسب ما زاد على دينار وهو مائة فى المئة أصبح ربا مضاعف أضعاف كما قال تعالى بسورة آل عمران :
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة "
هل يثمن الإنسان بمال ؟
عند الكفار يكون الإنسان له ثمن نقدى كما حدث عندما أسر السيارة يوسف (ص) فباعوه بثمن قليل عدة دراهم وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة "
وأما فى الإسلام فلا يوجد ثمن مالى وإنما ثمنه هو الجنة كما قال تعالى بسورة التوبة :
"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"
هل فدية الأسير ثمن للإنسان ؟
الفدية وهى المال المدفوع مقابل إطلاق سراح الأسير فى الحرب ليست ثمن للإنسان وإنما هى تعويض لاشتراكه فى العدوان على المسلمين تعويض لما خربه من أموال المسلمين ولمن جرحه أو قتله منهم ولو كانت ثمنا ما جعل مخرج الأسير الفقير أو الذى ليس له من يدفع له المن وهو إطلاق سراحه بلا مقابل وفى هذا قال تعالى بسورة محمد :
"فإما منا بعد أو فداء حتى تضع الحرب أوزارها "
هل يجوز استعمال النقد فى الشراء ؟
النقد هو الدراهم والدنانير والقناطير من الذهب والفضة وقد اقرها فى التعامل بين المسلمين وبينهم وبين غيرهم فى التعاملات المالية فقال مثلا عن صداق الزوجة الذى يجب دفعه له أنه قنطاروفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا"
وقال فى وضع النقود عند أهل الكتاب كأمانات بسورة آل عمران :
"ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يرده إليك إلا ما دمت عليه قائما"
ما هو السعر المناسب للسلعة ؟
يتم حساب تكاليف السلعة من جهد وهو أجر العامل واستعمال أدوات وخامات ونقل ووقود وبعد الحساب يتم تقسيم مال الكلفة الكلى على عدد المنتجات الموجودة فيكون الثمن الحقيقى للسلعة هو الناتج ويضاف له هامش ربح يتراضى عليه المشترى والبائع بحيث لا يزيد على مئة فى المئة من ثمن التكلفة الحقيقى
من يحدد الربح فى ثمن السلعة ؟
المفروض فى الإسلام هو أن البائع والمشترى يحددان معا الربح فى ثمن السلعة عن طريق التراضى فكل منهما يعرض سعره وما يتفقان عليه يكون هو الثمن والشرط هو ألا يبخس الشارى السلعة وألا يربح البائع أكثر من ضعف السلعة الحقيقى كما فى قوله تعالى بسورة يوسف :
"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة "
وقوله تعالى بسورة آل عمران :
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة "
هل يجوز تسعير أى تثمين السلعة من قبل المجتمع؟
إذا كان المجتمع مجتمعا منظما على أساس وراثة الكل للأرض فساعتها
يحق له تسعير السلعة لأن المجتمع كله منتج بائع ومشترى فى نفس الوقت ومن ثم فما يؤخذ منهم سيرد عليهم جميعا فى النهاية
وأما إذا كان مجتمعا كمجتمعات الكفر فلا يجوز التسعير لأن التكلفة تختلف من منتج إلى منتج أخر فمثلا السلع الزراعية المعتمدة على الرى من نهر تختلف عن السلع التى تروى عن طريق آلات تدور بوقود والسلع التى تحتاج لأسمدة فى تربة فقيرة غير التربة التى لا تحتاج لأسمدة تشترى بمال
هل يجوز تثمين السلع بالنقود الورقية ؟
لا يجوز استعمال النقود الورقية فى الشراء لأن قيمتها الحقيقية بخسة جدا ومن اخترعوا هذا النظام هم من صنعوا مشكلات التضخم التى يعانى منها الاقتصاد العالمى فالنقود الورقية أكثر بكثير جدا من السلع الموجودة فى العالم وهى لا تمثل واحد من مئة من قيمة تلك السلع
ما هو الجائز فى تثمين السلع فى الإسلام ؟
الجائز هو أحد أمرين :
-استعمال النقود الذهبية والفضية
-التبادل السلعى حيث يتم حساب كلفة سلعة ما ويتم حساب كلفة سلعة أخرى ويتم تبادل عدد من وحدات السلعتين حسب تكلفة كل منهما عند تساويهما
هل يجوز استعمال النقود الورقية كثمن لسهولة التداول ؟
سهولة التداول ليس سببا لاستعمال تلك النقود والتى تساعد الحكام على الطغيان عن طريق طباعة أوراق بأكثر مما لديه من سلع فيكون لديه فائض مالى يستخدمه غالبا فى الحصول على المحرمات كالزنى وشرب الخمور وهو أمر يجعله خارج الحساب فلا يقدر أحد على حسابه فمن الممكن أن يطبع هو وشركاه مليارات ويقول هو ومن معه أنه طبع ملايين
ما هو أكبر ثمن خاسر؟
أكبر صفقة خاسرة هى شراء الدنيا وبيع الأخرة أى أخذ القليل مقابل ترك طاعة حكم الله المؤدية للخير الكثير بلا نهاية كما فى قوله تعالى بسورة البقرة " ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا وإياى فاتقون " قوله تعالى بسورة البقرة "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم فى الأخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
هل أجر العامل ثمن لجهده ؟
العامل كلمة تطلق فى الإسلام على كل من يؤدى مهمة نافعة والمهام الجهد المبذول فيها يختلف من مهنة لأخرى فهناك مهن تحتاج لجهد بدنى هائل كالحمالين والبناءين وهناك مهن لا تحتاج سوى لجهد بدنى قليل وهناك مهن تحتاج لجهد عقلى كبير كمعلمى الأطفال ومن ثم فالأجر ليس ثمنا للجهد المبذول وإنما الأجر هو لإنفاق العامل على نفسه وعلى من يعول
ولو اتخذنا الجهد كأساس للأجر فإن أصحاب العاهات كالعمى أو الشلل لن يأخذوا أجرا لعدم قدرتهم على عمل يبذل فيه جهد بدنى لأن ناتج عملهم سيفسد لعدم الرؤية والعجز عن الحركة السليمة ومن ثم يجوعون ويموتون هم وغيرهم ممن منعهم الله بعض النعم وهو ما يناقض قوله تعالى بسورة فصلت :
"وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "
فهنا الأقوات لكل الناس وليس لبعض منهم هم من يعملون ولذا قال تعالى بسورة النور :
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج"
ما حكم الإسلام فى الأجور الحالية كثمن للجهد ؟
بالطبع الأجور الحالية للوظائف كثمن للجهد اتبعت الشيطان حيث لا توجد قاعدة تقوم عليها فهناك دول تعطى كبار الموظفين أجورا كبيرة وهم لا يقومون إلا بجهد قليل بينما تعطى من يقومون بجهد كبير كالعمال فى المصانع والكناسين فى الشوارع أجر قليل بحيث أن أجر الموظف قليل الجهد يساوى أجر عشرة أو مائة أو ألف من الصغار وهناك دول أخرى تختص فئات معينة بأجور كبيرة سواء كانوا يبذلون الجهد العقلى العظيم كمعلمى الأطفال فى بعض الدول أو لا يبذلون جهدا سوى جمع المال واعطاؤه كموظفى المصارف المالية
ما هى صفة المسلمين فى الثمن ؟
صفتهم أنهم لا يبيعون أنفسهم مقابل ثمن قليل هو متاع الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران"وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب"
ما هى صفة الكفار فى الثمن ؟
صفتهم أنهم يبيعون المتاع الباقى بالمتاع القليل الفانى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون "وقال بسورة البقرة "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"وقال تعالى بسورة آل عمران "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون"
ماذا قال الله فى شراء الثمن القليل؟
نهى الله الناس عن أخذ الثمن القليل وهو متاع الدنيا القليل مقابل ترك طاعة الآيات وهى العهد المؤدى لدخول المتاع الباقى الكثير الذى لا ينتهى وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة " ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا "وقال بسورة النحل " ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا "
ما السبب فى قول شاهد الوصية أنه لا يشترى بشهادته ثمنا ؟
سبب إلزام شاهد وصية الميت بقول لا نشترى به ثمنا هو إدانة الله له إن كان أخذ مقابل شهادته المزورة بشهادة الزور أو إدخاله الجنة بشهادته العادلة وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو أخران من غيركم إن أنتم ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الأثمين"
الثمن هو المقابل لسلعة ما سواء كانت السلعة دنيوية أو أخروية
ما شرط الثمن ؟
شرط الثمن هو أن يكون عادلا ليس مبخوسا كما فى قوله تعالى بسورة يوسف :
"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة "
وليس مضاعف أضعاف كما فى قوله تعالى بسورة آل عمران :
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة "
ما المراد بألا يكون ثمن السلعة مضاعف أضعاف ؟
المراد ألا يزيد ثمن السلعة الدنيوية على تكاليف عملها أو صنعها الحقيقية أكثر من مرة بمعنى أن الربح المتاح فى سلعة ثمنها دينار أقله دينار وواحد من مائة من الدينار وأقصاه دينار أى دينار يكسب دينار فإن كسب ما زاد على دينار وهو مائة فى المئة أصبح ربا مضاعف أضعاف كما قال تعالى بسورة آل عمران :
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة "
هل يثمن الإنسان بمال ؟
عند الكفار يكون الإنسان له ثمن نقدى كما حدث عندما أسر السيارة يوسف (ص) فباعوه بثمن قليل عدة دراهم وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة "
وأما فى الإسلام فلا يوجد ثمن مالى وإنما ثمنه هو الجنة كما قال تعالى بسورة التوبة :
"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"
هل فدية الأسير ثمن للإنسان ؟
الفدية وهى المال المدفوع مقابل إطلاق سراح الأسير فى الحرب ليست ثمن للإنسان وإنما هى تعويض لاشتراكه فى العدوان على المسلمين تعويض لما خربه من أموال المسلمين ولمن جرحه أو قتله منهم ولو كانت ثمنا ما جعل مخرج الأسير الفقير أو الذى ليس له من يدفع له المن وهو إطلاق سراحه بلا مقابل وفى هذا قال تعالى بسورة محمد :
"فإما منا بعد أو فداء حتى تضع الحرب أوزارها "
هل يجوز استعمال النقد فى الشراء ؟
النقد هو الدراهم والدنانير والقناطير من الذهب والفضة وقد اقرها فى التعامل بين المسلمين وبينهم وبين غيرهم فى التعاملات المالية فقال مثلا عن صداق الزوجة الذى يجب دفعه له أنه قنطاروفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا"
وقال فى وضع النقود عند أهل الكتاب كأمانات بسورة آل عمران :
"ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يرده إليك إلا ما دمت عليه قائما"
ما هو السعر المناسب للسلعة ؟
يتم حساب تكاليف السلعة من جهد وهو أجر العامل واستعمال أدوات وخامات ونقل ووقود وبعد الحساب يتم تقسيم مال الكلفة الكلى على عدد المنتجات الموجودة فيكون الثمن الحقيقى للسلعة هو الناتج ويضاف له هامش ربح يتراضى عليه المشترى والبائع بحيث لا يزيد على مئة فى المئة من ثمن التكلفة الحقيقى
من يحدد الربح فى ثمن السلعة ؟
المفروض فى الإسلام هو أن البائع والمشترى يحددان معا الربح فى ثمن السلعة عن طريق التراضى فكل منهما يعرض سعره وما يتفقان عليه يكون هو الثمن والشرط هو ألا يبخس الشارى السلعة وألا يربح البائع أكثر من ضعف السلعة الحقيقى كما فى قوله تعالى بسورة يوسف :
"وشروه بثمن بخس دراهم معدودة "
وقوله تعالى بسورة آل عمران :
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة "
هل يجوز تسعير أى تثمين السلعة من قبل المجتمع؟
إذا كان المجتمع مجتمعا منظما على أساس وراثة الكل للأرض فساعتها
يحق له تسعير السلعة لأن المجتمع كله منتج بائع ومشترى فى نفس الوقت ومن ثم فما يؤخذ منهم سيرد عليهم جميعا فى النهاية
وأما إذا كان مجتمعا كمجتمعات الكفر فلا يجوز التسعير لأن التكلفة تختلف من منتج إلى منتج أخر فمثلا السلع الزراعية المعتمدة على الرى من نهر تختلف عن السلع التى تروى عن طريق آلات تدور بوقود والسلع التى تحتاج لأسمدة فى تربة فقيرة غير التربة التى لا تحتاج لأسمدة تشترى بمال
هل يجوز تثمين السلع بالنقود الورقية ؟
لا يجوز استعمال النقود الورقية فى الشراء لأن قيمتها الحقيقية بخسة جدا ومن اخترعوا هذا النظام هم من صنعوا مشكلات التضخم التى يعانى منها الاقتصاد العالمى فالنقود الورقية أكثر بكثير جدا من السلع الموجودة فى العالم وهى لا تمثل واحد من مئة من قيمة تلك السلع
ما هو الجائز فى تثمين السلع فى الإسلام ؟
الجائز هو أحد أمرين :
-استعمال النقود الذهبية والفضية
-التبادل السلعى حيث يتم حساب كلفة سلعة ما ويتم حساب كلفة سلعة أخرى ويتم تبادل عدد من وحدات السلعتين حسب تكلفة كل منهما عند تساويهما
هل يجوز استعمال النقود الورقية كثمن لسهولة التداول ؟
سهولة التداول ليس سببا لاستعمال تلك النقود والتى تساعد الحكام على الطغيان عن طريق طباعة أوراق بأكثر مما لديه من سلع فيكون لديه فائض مالى يستخدمه غالبا فى الحصول على المحرمات كالزنى وشرب الخمور وهو أمر يجعله خارج الحساب فلا يقدر أحد على حسابه فمن الممكن أن يطبع هو وشركاه مليارات ويقول هو ومن معه أنه طبع ملايين
ما هو أكبر ثمن خاسر؟
أكبر صفقة خاسرة هى شراء الدنيا وبيع الأخرة أى أخذ القليل مقابل ترك طاعة حكم الله المؤدية للخير الكثير بلا نهاية كما فى قوله تعالى بسورة البقرة " ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا وإياى فاتقون " قوله تعالى بسورة البقرة "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم فى الأخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
هل أجر العامل ثمن لجهده ؟
العامل كلمة تطلق فى الإسلام على كل من يؤدى مهمة نافعة والمهام الجهد المبذول فيها يختلف من مهنة لأخرى فهناك مهن تحتاج لجهد بدنى هائل كالحمالين والبناءين وهناك مهن لا تحتاج سوى لجهد بدنى قليل وهناك مهن تحتاج لجهد عقلى كبير كمعلمى الأطفال ومن ثم فالأجر ليس ثمنا للجهد المبذول وإنما الأجر هو لإنفاق العامل على نفسه وعلى من يعول
ولو اتخذنا الجهد كأساس للأجر فإن أصحاب العاهات كالعمى أو الشلل لن يأخذوا أجرا لعدم قدرتهم على عمل يبذل فيه جهد بدنى لأن ناتج عملهم سيفسد لعدم الرؤية والعجز عن الحركة السليمة ومن ثم يجوعون ويموتون هم وغيرهم ممن منعهم الله بعض النعم وهو ما يناقض قوله تعالى بسورة فصلت :
"وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "
فهنا الأقوات لكل الناس وليس لبعض منهم هم من يعملون ولذا قال تعالى بسورة النور :
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج"
ما حكم الإسلام فى الأجور الحالية كثمن للجهد ؟
بالطبع الأجور الحالية للوظائف كثمن للجهد اتبعت الشيطان حيث لا توجد قاعدة تقوم عليها فهناك دول تعطى كبار الموظفين أجورا كبيرة وهم لا يقومون إلا بجهد قليل بينما تعطى من يقومون بجهد كبير كالعمال فى المصانع والكناسين فى الشوارع أجر قليل بحيث أن أجر الموظف قليل الجهد يساوى أجر عشرة أو مائة أو ألف من الصغار وهناك دول أخرى تختص فئات معينة بأجور كبيرة سواء كانوا يبذلون الجهد العقلى العظيم كمعلمى الأطفال فى بعض الدول أو لا يبذلون جهدا سوى جمع المال واعطاؤه كموظفى المصارف المالية
ما هى صفة المسلمين فى الثمن ؟
صفتهم أنهم لا يبيعون أنفسهم مقابل ثمن قليل هو متاع الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران"وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب"
ما هى صفة الكفار فى الثمن ؟
صفتهم أنهم يبيعون المتاع الباقى بالمتاع القليل الفانى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون "وقال بسورة البقرة "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"وقال تعالى بسورة آل عمران "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون"
ماذا قال الله فى شراء الثمن القليل؟
نهى الله الناس عن أخذ الثمن القليل وهو متاع الدنيا القليل مقابل ترك طاعة الآيات وهى العهد المؤدى لدخول المتاع الباقى الكثير الذى لا ينتهى وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة " ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا "وقال بسورة النحل " ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا "
ما السبب فى قول شاهد الوصية أنه لا يشترى بشهادته ثمنا ؟
سبب إلزام شاهد وصية الميت بقول لا نشترى به ثمنا هو إدانة الله له إن كان أخذ مقابل شهادته المزورة بشهادة الزور أو إدخاله الجنة بشهادته العادلة وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو أخران من غيركم إن أنتم ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الأثمين"