الله والكون :
فهم البعض خطأ معنى قوله تعالى بسورة الأنبياء "ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا "وقوله بسورة الأنعام "وهو الله فى السموات وفى الأرض "فقالوا أن المفهوم منهما هو أن الله والكون شىء واحد وتناسى القوم أن القرآن يفسر بعضه بعضا فالمراد بأن الله فى السماء والأرض هو أن الله إله من فى السماء وإله من فى الأرض مصداق لقوله بسورة الزخرف "وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله "وعليه فتفسير قوله بسورة الأنبياء هو: ولو كان لهما أرباب سوى الله لهلكتا وقوله بسورة الأنعام :وهو الله إله من فى السماء وإله من فى الأرض ومن ثم فالله غير الكون .
وأما البعض الأخر فاعتبر الله فى السماء واحتجوا بقوله تعالى "يخافون ربهم من فوقهم "فعندهم أن الله فوق الملائكة فى السماء كما احتجوا بأحاديث كلها أحاديث |آحاد كما احتجوا بقوله فى سورة الملك"أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا"وهذه الأقوال لابد أن تفسر كما فى سورة الزخرف "وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله "فمعنى ما فى سورة الملك هل أمنتم إله من فى السماء أن يبعث عليكم حاصبا ولأن القوم بهذا جعلوا الله فى الأرض أيضا لأنه يقول فى سورة الأنعام "وهو الله فى السموات وفى الأرض "فهنا الله فى الأرض كما فى السماء ومن ثم لا حجة لهم فى كونه فى السماء فقط ولكنه ليس فى أى منهما لأن تفسيره وهو الله إله من فى السموات وإله من فى الأرض كما بسورة الزخرف ،زد على هذا أن الله كان موجودا قبل خلق السماء فلما يكون فى السماء وهو منزه عن المكان ؟ .
وأما احتجاجهم بقوله "ورفعناه مكانا عليا "وقوله "بل رفعه الله إليه "وقوله "ورافعك إلى "فهو مردود لأن الرفع هنا للجنة وهى الربوة ذات القرار والمعين التى رفع المسيح (ص)وأمه إليها كما فى قوله بسورة المائدة "وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين "والجنة والنار أيضا فى السماء لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود هو الجنة والنار مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات " وأيضا"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "فالله رفع إدريس(ص)والمسيح(ص) للجنة
وأما احتجاجهم بقوله "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "فمعناه منه يقبل إتباع الحديث الطيب أى الفعل الصالح يقبله أى يرضاه فالله يقبل الإسلام من الناس وهو إتباع الكلام الطيب وهو نفسه العمل الصالح فالله ليس فى جهة حتى يصعد بمعنى يعلو له كما أن الله ينسخ أى يسجل العمل فى الكتب المنشرة مصداق لقوله تعالى بسورة الجاثية "إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون "زد على هذا أن كل الأعمال مسجلة من قبل عملها وهو خلقها مصداق لقوله تعالى بسورة الحديد "ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها "فما الحاجة لصعودها إذا كانت معروفة من قبل وهنا أتكلم على تصديق كلامهم أن الله فى السماء وهو ما لا أصدقه كما أن كلمة إليه فى "إليه يصعد" لا تعنى الوصول لذات الله التى ليست فى السماء وإنما تعنى الوصول لما يريد من الكتاب أو الجنة أو النار مثلها مثل الظل الذى يقبضه الله إليه فى قوله تعالى بسورة الفرقان "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا "فالظل الذى يقبضه الله يقبضه فى الأرض وليس فى السماء ومن ثم فكلمة إلى الله تعنى أمره الذى يريد ولذا فكل شىء يعود إلى الله فى السموات أو فى الأرض حسبما يقرر الله مصداق لقوله تعالى بسورة هود"إليه يرجع الأمر كله "
وأما احتجاجهم بقول فرعون "أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبا " فاحتجاج باطل فقول الكافر وهنا زعيم كفار قومه لا يحتج به فى شريعة الله على حكم شرعى لأننا لو فعلنا هذا لكانت أقوال الكفار فى القرآن كلها أدلة على صحة أقوالهم الباطلة مثل أن له ولد وأنه ثالث ثلاثة
وأما احتجاجهم بتدبير الأمر من السماء للأرض "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض "
وأما احتجاجهم بقوله "يخافون ربهم من فوقهم "فلا يعنى أن الله أعلى الملائكة لأن الخوف من الله يعنى خوف عذابه مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء"قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه " فالمدعوين من دون الله منهم الملائكة لأن بعض الكفرة يزعمون عبادتهم وهم يخافون عذاب الله وهو النار التى فى السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "ومن الموعود النار مصداق لقوله بسورة التوبة "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "زد على هذا أن عذاب الله يأتى من فوق ومن تحت مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم "وقوله بسورة العنكبوت "يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم "
فهم البعض خطأ معنى قوله تعالى بسورة الأنبياء "ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا "وقوله بسورة الأنعام "وهو الله فى السموات وفى الأرض "فقالوا أن المفهوم منهما هو أن الله والكون شىء واحد وتناسى القوم أن القرآن يفسر بعضه بعضا فالمراد بأن الله فى السماء والأرض هو أن الله إله من فى السماء وإله من فى الأرض مصداق لقوله بسورة الزخرف "وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله "وعليه فتفسير قوله بسورة الأنبياء هو: ولو كان لهما أرباب سوى الله لهلكتا وقوله بسورة الأنعام :وهو الله إله من فى السماء وإله من فى الأرض ومن ثم فالله غير الكون .
وأما البعض الأخر فاعتبر الله فى السماء واحتجوا بقوله تعالى "يخافون ربهم من فوقهم "فعندهم أن الله فوق الملائكة فى السماء كما احتجوا بأحاديث كلها أحاديث |آحاد كما احتجوا بقوله فى سورة الملك"أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا"وهذه الأقوال لابد أن تفسر كما فى سورة الزخرف "وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله "فمعنى ما فى سورة الملك هل أمنتم إله من فى السماء أن يبعث عليكم حاصبا ولأن القوم بهذا جعلوا الله فى الأرض أيضا لأنه يقول فى سورة الأنعام "وهو الله فى السموات وفى الأرض "فهنا الله فى الأرض كما فى السماء ومن ثم لا حجة لهم فى كونه فى السماء فقط ولكنه ليس فى أى منهما لأن تفسيره وهو الله إله من فى السموات وإله من فى الأرض كما بسورة الزخرف ،زد على هذا أن الله كان موجودا قبل خلق السماء فلما يكون فى السماء وهو منزه عن المكان ؟ .
وأما احتجاجهم بقوله "ورفعناه مكانا عليا "وقوله "بل رفعه الله إليه "وقوله "ورافعك إلى "فهو مردود لأن الرفع هنا للجنة وهى الربوة ذات القرار والمعين التى رفع المسيح (ص)وأمه إليها كما فى قوله بسورة المائدة "وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين "والجنة والنار أيضا فى السماء لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود هو الجنة والنار مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات " وأيضا"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "فالله رفع إدريس(ص)والمسيح(ص) للجنة
وأما احتجاجهم بقوله "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "فمعناه منه يقبل إتباع الحديث الطيب أى الفعل الصالح يقبله أى يرضاه فالله يقبل الإسلام من الناس وهو إتباع الكلام الطيب وهو نفسه العمل الصالح فالله ليس فى جهة حتى يصعد بمعنى يعلو له كما أن الله ينسخ أى يسجل العمل فى الكتب المنشرة مصداق لقوله تعالى بسورة الجاثية "إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون "زد على هذا أن كل الأعمال مسجلة من قبل عملها وهو خلقها مصداق لقوله تعالى بسورة الحديد "ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها "فما الحاجة لصعودها إذا كانت معروفة من قبل وهنا أتكلم على تصديق كلامهم أن الله فى السماء وهو ما لا أصدقه كما أن كلمة إليه فى "إليه يصعد" لا تعنى الوصول لذات الله التى ليست فى السماء وإنما تعنى الوصول لما يريد من الكتاب أو الجنة أو النار مثلها مثل الظل الذى يقبضه الله إليه فى قوله تعالى بسورة الفرقان "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا "فالظل الذى يقبضه الله يقبضه فى الأرض وليس فى السماء ومن ثم فكلمة إلى الله تعنى أمره الذى يريد ولذا فكل شىء يعود إلى الله فى السموات أو فى الأرض حسبما يقرر الله مصداق لقوله تعالى بسورة هود"إليه يرجع الأمر كله "
وأما احتجاجهم بقول فرعون "أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبا " فاحتجاج باطل فقول الكافر وهنا زعيم كفار قومه لا يحتج به فى شريعة الله على حكم شرعى لأننا لو فعلنا هذا لكانت أقوال الكفار فى القرآن كلها أدلة على صحة أقوالهم الباطلة مثل أن له ولد وأنه ثالث ثلاثة
وأما احتجاجهم بتدبير الأمر من السماء للأرض "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض "
وأما احتجاجهم بقوله "يخافون ربهم من فوقهم "فلا يعنى أن الله أعلى الملائكة لأن الخوف من الله يعنى خوف عذابه مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء"قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه " فالمدعوين من دون الله منهم الملائكة لأن بعض الكفرة يزعمون عبادتهم وهم يخافون عذاب الله وهو النار التى فى السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "ومن الموعود النار مصداق لقوله بسورة التوبة "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "زد على هذا أن عذاب الله يأتى من فوق ومن تحت مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم "وقوله بسورة العنكبوت "يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم "