اليمين فى القرآن بماذا نقسم ؟ بين الله لنا أن ما نقسم به هو الله والأرحام وهى المخلوقات فنحن نقسم بالخالق والمخلوقات وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام " الله ليس عرضة لأيماننا ؟ نهانا الله عن أن نجعل الله عرضة لأيماننا والمراد ألا نكثر من القسم بالله فى حلفاناتنا والمراد ألا نجعل لفظ الله مضغة فى أفواهنا نقسم به فى الباطل وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم " حالات جعل الله عرضة لأيماننا : نهانا الله عن جعل الله عرضة لأيماننا إلا فى حالات ثلاثة أباح فيها الكذب هى : البر بالناس وهو دعوتهم للإسلام بالكذب والتقوى وهو إبعاد أذى الناس عن المسلمين والإصلاح بين المتخاصمين من الناس وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس " أنواع القسم : 1- القسم اللغو وهو كل يمين لم يتعمده الإنسان فى قلبه وإنما نطق لفظ القسم دون أن يقصد القسم والله لا يحاسب أى لا يعاقب عليه دنيويا ولا أخرويا 2- القسم المعقود وهو المكسوب أى المتعمد فى القلب والمراد كل يمين قصده الإنسان فى قلبه وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم "وقال بسورة المائدة "لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " كفارة القسم المعقود : إن القسم الذى تعمده القلب إن لم ينفذه المقسم فكفارته واحدة من ثلاث: 1- إطعام عشرة مساكين من طعام عائلة المقسم 2- كسوة عشرة مساكين مثل كسوة عائلة المقسم 3- تحرير رقبة أى أمة أو عبد وأما إذا لم يجد الحالف المال اللازم لفعل واحدة من الثلاث فالواجب عليه هو صيام ثلاثة أيام وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ولكن يؤاخذكم بما عقدتم فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم " كيف نقسم فى الشهادات ؟ إن طريقة أداء القسم هى : حبس وهو استبقاء المقسم وهو الشاهد بعد أداء الصلاة ثم أن يحلف بالله على أنه لا يشترى بقسمه ثمنا وحتى لو كان الثمن هو نفع صاحبه القريب وأنه لن يكتم الشهادة لأنه لو فعل ذلك سيكون من الآثمين وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين " عدد المقسمين فى شهادة الوصية : بين الله لنا أن عدد الشهود الوصية لا يقلان عن اثنين سواء مسلمين أو كفار ويتم حبسهما أى استبقائهما بعد أداء إحدى الصلوات المفروضة ثم يقسمان بالله على أنهم لا يشتروا بشهادتهم ثمنا حتى ولو كان نفع واحد من الأقارب وأنهم لا يكتمان الحق حتى لا يكونا من الآثمين وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو أخران من غيركم إن أنتم ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين" تغيير المقسمين فى الوصية : إن المسلمين إذا عثروا أى وجدوا أدلة على على تزوير المقسمين الأولين فى شهادتهما فالواجب هو أن يقسم شاهدان أخران بالله ممن أوجدوا الأدلة على كذب الأولين على أن شهادتهما أصدق من شهادة الأولين وما كذبوا إنهم إذا من الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "فإن عثر على أنهما استحقا إثما فأخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأولان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين " السبب فى تغيير الشهادات والأيمان : 1-أن يأتى الشهود بالشهادة على وجهها أى يأتوا بالقول الحق 2-أن يخافوا أن تأتى أيمان أى أقسام بعد أيمانهم والمراد أن يخافوا من فضيحة ظهور كذبهم فى الشهادة وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم " القسم فى شهادة المتلاعنين : إن رامى زوجته بالزنى وليس معه شهود إلا نفسه فشهادته وهى قسمه بالله على قوله يكون أربع مرات يقول فيهم إنه من الصادقين والمرة الخامسة يطلب لعنة لنفسه إن كان من الكاذبين وفى هذا قال تعالى بسورة النور "والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين "والمرأة المرمية بالزنى يبعد عنها حد الزنى بأن تشهد أربع مرات والمراد أن تقسم بالله أربع مرات على أن زوجها من الكاذبين والمرة الخامسة أن عليها غضب الله إن كان زوجها من الصادقين وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين " التحلل من اليمين : فرض الله للمسلمين التحلة من الأيمان أى التحلل من تنفيذ حلفاناتهم بالتكفير عنها إذا كان هناك ما هو أفضل منها لها وفى هذا قال تعالى بسورة التحريم "قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم " قسم الشيطان : وسوست الشهوة وهى الشيطان للأبوين فأقسمت أى حلفت لهما أنها لهم من الناصحين فى أمر الأكل من الشجرة وهو قسم على باطل وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف"فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ماورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكون ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين " أيمان المنافقين جنة : بين الله لنا أن أيمان وهى حلفانات المنافقين جعلوها جنة أى وقاية لهم من أذى المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة "اتخذوا أيمانهم جنة "وقال بسورة المنافقون"إن المنافقون لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة "والمنافقون يقسمون جهد أيمانهم أى قدر ما استطاعوا من الحلفانات على أنهم مع المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم " وهم يقسمون بالله للمسلمين والسبب أن يرضوا المسلمين مع أن الله ونبيه(ص)أحق أن يرضوه وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه " المنافقون والأيمان يوم القيامة : كما كان المنافقون يحلفون للمسلمين فى الدنيا فإنهم يحلفون أى يقسمون لله فى يوم القيامة على أنهم مطيعون له وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة "يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم " قسم الكفار على استحالة البعث : أقسم الكفار بالله جهد أيمانهم أى قدر ما استطاعوا على أن الله لا يحيى الموتى وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت " قسم ثمود بالباطل : أقسم الأفراد التسعة فى ثمود بالله على أن يبيتوا الرجل وأهله ثم يقولون ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وكان فى المدينة تسعة رهط يفسدون فى الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون " قسم أهل الأعراف : إن سبب وقوف أهل الأعراف عليها هو أنهم أقسموا فى الدنيا أن فلان وفلان لا يدخلون الجنة وهم يقفون حتى يشاهدوا فلان وفلان فى النار ثم يدخلون الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون " الموثق ويعقوب (ص) قال يعقوب (ص)لأولاده عن ابنه :لن أرسله معكم حتى تعطونى موثقا أى قسما بالله على أن تحصروه لى إلا أن يحاط بكم فأتوه موثقهم أى قسمهم على ذلك وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتننى به إلا أن يحاط بكم فلما أتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل " القسم جهد الأيمان: أقسم الكفار جهد أيمانهم والمراد حلفوا بالله قدر ما استطاعوا على أنهم يؤمنون لو أتتهم آية أى معجزة وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها "