استشعر غذاء الروح
قد تقول لي: أنا أعرف كيف أستمتعُ بالطعام إذا أكلتُه، لكن إذا كنتُ لا آكل فكيف أُحسُّ باللذة في قلبي؟! الجواب: إذا كان الجسد سيحسُّ باللذة إذا أعطيتَه طعامَه الذي خُلِقَ له، فكذلك الروح ستحس بلذة الصيام إذا أعطيتها طعامَها الذي خُلِقَت لأجله، فما هو غذاء الروح؟ الروح تتغذَّى على المشاعرِ القلبية، فكما أنَّ اللسان هو بوابة دخول الغذاء للجسد وهو مَحل تذوق لذة هذا الغذاء، فإنَّ القلبَ هو لسان الروح وهو البوابة التي من خلالِها يدخلُ الغذاء إليها منه، وبالقلب تتذوق الروح طعمَ المشاعر القلبية، فهناك مشاعر قلبية جميلة كما أنه توجد أكلات غذائية جميلة. فإذا توقَّفت عن الطعامِ والشرابِ في رمضان فإنَّ اللذة لم تتوقف، بل إنها ستزيد. إذا أتقنتَ فن إدخال لذة المشاعر القلبية على الروح سوف يكون أمرًا عظيمًا. أعرف أنَّ السؤال المطروح الآن هو: ما هي المشاعر القلبية التي يُمكن أن أتذوقَها ليتحولَ صيامي من تعب إلى لذة وراحة؟ جواب هذا السؤال سؤالٌ آخر أطرحُه عليك: لماذا تصوم أصلًا؟ سؤال غريب أليس كذلك؟! لا والله فعلًا لماذا تصوم؟
لماذا تصوم؟
بعضهم يقول: لأنَّ كلَّ الناس يصومون، هذا السبب يجعلُ الأمر لا علاقةَ له بالقلب، أنت قد جعلت الصيام الآن شيء من العادات وهذا لا يجعل للتعب أيَّ حلاوة! البعض الآخر يقول: أنا أصوم لأنه لابد أن أصوم، الصيام واجب، هذا سبب طيب ولكن هل هذا كل شيء؟! توجد مراتب أعلى من ذلك بكثير، إذا أردتَ أن تتلذذ بالصيام فيجب أن تستحضرَ أنك ستصوم لأجلِ مَحبوبِك الذي تحبه لأنَّ التعبَ إذا كان من أجلِ المحبوب فإنه لا يكون تعبًا، بل يكونُ متعةً وسعادة.
عذابـي فيك عــــــــــــذبُ وبعدي فيك قــربُ
أنت عندي كـروحــــــــــي بل أنت منها أَحبُّ
حَسبي مِن الحُبِّ أني لِمـــــــــــــا تحب أُحبُّ
هذه هي حالُ المُحِبِّ مع محبوبِه. العربي مثلًا تمرضُ محبوبتُه فيجلسُ بقُربِها ليُمرِّضَها ويُعالِجَها، فتقول له: ابتعدْ أخاف أن أُعدِيك، فيُصِرُّ على البقاء، ولسان حاله يقول وأحسبُ العدوى من غيركم همٌ وسقمٌ ومنكمُ تأتي على أحلى من العسلِ. فإذا علمتُ أنَّ الله تعالى يُحِبُّ أن أصومَ لأجلِه فإني سأفرحُ بما يحبه هذا المحبوب، عندها سيتحوَّل التعب إلى راحة. كما أنك إذا كنت تسعى في تجهيز هدية إلى أغلى محبوبٍ على قلبك فإنك تخرج وتبحث في الأسواق وتتعب، وربما تتأخر عن غدائِك وعشائِك بسبب هذا التجهيز ولكنَّ الغريب أنك لا تُحسُّ بهذا التعب، بل إنك لتفرحُ وأنت تنتظر أن تُسعِدَ حبيبَك بهذه الهدية، خاصةً إذا عَلِمَ أنك قد تَعِبتَ فيها.
قد تقول لي: أنا أعرف كيف أستمتعُ بالطعام إذا أكلتُه، لكن إذا كنتُ لا آكل فكيف أُحسُّ باللذة في قلبي؟! الجواب: إذا كان الجسد سيحسُّ باللذة إذا أعطيتَه طعامَه الذي خُلِقَ له، فكذلك الروح ستحس بلذة الصيام إذا أعطيتها طعامَها الذي خُلِقَت لأجله، فما هو غذاء الروح؟ الروح تتغذَّى على المشاعرِ القلبية، فكما أنَّ اللسان هو بوابة دخول الغذاء للجسد وهو مَحل تذوق لذة هذا الغذاء، فإنَّ القلبَ هو لسان الروح وهو البوابة التي من خلالِها يدخلُ الغذاء إليها منه، وبالقلب تتذوق الروح طعمَ المشاعر القلبية، فهناك مشاعر قلبية جميلة كما أنه توجد أكلات غذائية جميلة. فإذا توقَّفت عن الطعامِ والشرابِ في رمضان فإنَّ اللذة لم تتوقف، بل إنها ستزيد. إذا أتقنتَ فن إدخال لذة المشاعر القلبية على الروح سوف يكون أمرًا عظيمًا. أعرف أنَّ السؤال المطروح الآن هو: ما هي المشاعر القلبية التي يُمكن أن أتذوقَها ليتحولَ صيامي من تعب إلى لذة وراحة؟ جواب هذا السؤال سؤالٌ آخر أطرحُه عليك: لماذا تصوم أصلًا؟ سؤال غريب أليس كذلك؟! لا والله فعلًا لماذا تصوم؟
لماذا تصوم؟
بعضهم يقول: لأنَّ كلَّ الناس يصومون، هذا السبب يجعلُ الأمر لا علاقةَ له بالقلب، أنت قد جعلت الصيام الآن شيء من العادات وهذا لا يجعل للتعب أيَّ حلاوة! البعض الآخر يقول: أنا أصوم لأنه لابد أن أصوم، الصيام واجب، هذا سبب طيب ولكن هل هذا كل شيء؟! توجد مراتب أعلى من ذلك بكثير، إذا أردتَ أن تتلذذ بالصيام فيجب أن تستحضرَ أنك ستصوم لأجلِ مَحبوبِك الذي تحبه لأنَّ التعبَ إذا كان من أجلِ المحبوب فإنه لا يكون تعبًا، بل يكونُ متعةً وسعادة.
عذابـي فيك عــــــــــــذبُ وبعدي فيك قــربُ
أنت عندي كـروحــــــــــي بل أنت منها أَحبُّ
حَسبي مِن الحُبِّ أني لِمـــــــــــــا تحب أُحبُّ
هذه هي حالُ المُحِبِّ مع محبوبِه. العربي مثلًا تمرضُ محبوبتُه فيجلسُ بقُربِها ليُمرِّضَها ويُعالِجَها، فتقول له: ابتعدْ أخاف أن أُعدِيك، فيُصِرُّ على البقاء، ولسان حاله يقول وأحسبُ العدوى من غيركم همٌ وسقمٌ ومنكمُ تأتي على أحلى من العسلِ. فإذا علمتُ أنَّ الله تعالى يُحِبُّ أن أصومَ لأجلِه فإني سأفرحُ بما يحبه هذا المحبوب، عندها سيتحوَّل التعب إلى راحة. كما أنك إذا كنت تسعى في تجهيز هدية إلى أغلى محبوبٍ على قلبك فإنك تخرج وتبحث في الأسواق وتتعب، وربما تتأخر عن غدائِك وعشائِك بسبب هذا التجهيز ولكنَّ الغريب أنك لا تُحسُّ بهذا التعب، بل إنك لتفرحُ وأنت تنتظر أن تُسعِدَ حبيبَك بهذه الهدية، خاصةً إذا عَلِمَ أنك قد تَعِبتَ فيها.