اختيار ولاة الأمر وتنصيبهم :
يتولى ولى الأمر منصبه بإحدى طريقتين فى عصر ما بعد النبوة وهما :
-الاختيار الشعبى وهو ما يسمونه البيعة والانتخاب والتصويت .
-القوة وهى الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح والرجال .
والاسلام يبيح الطريقين حسب ظروف معينة تتمثل فى التالى :
-الطريق الاختيارى ظرف تطبيقه هو استقرار الدولة ووعى المسلمين بحقوقهم وهذا الطريق هو تطبيق لقوله بسورة البقرة:
"لا إكراه فى الدين "
أى لا إجبار وإنما الاختيار فى الإسلام هو أساس اتخاذ القرارات .
-الطريق القوى وظرف إباحته هو أن يكون الحكام فى بلاد المسلمين لا يحكمون بما أنزل الله فمن تتاح له الفرصة لإزالتهم من الحكم فعليه بإزاحتهم وتولى الحكم مكانهم لتطبيق ما أنزل الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال:
"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "
فالفتنة التى يجب أن نحمى نفسنا منها هى وجود الحكم بغير ما أنزل الله حتى لا يعاقبنا الله مع الحكام الظالمين وفى حالة الاستيلاء بالقوة على الحكم يكون من حق قادة هذا العمل تولى المناصب القيادية دون الرجوع لاختيار الناس الذين اختاروا الظالمين حكاما لهم وسكتوا على ظلمهم لأن التنازل عن القيادة فى تلك الحالة بدعوى الاختيار قد يجعل الناس يختارون ظالمين أخرين يعيدون البلاد إلى ما كانت عليه من ترك الحكم بما أنزل الله
ومما ينبغى قوله :
أن النصوص المنسوبة إلى النبى (ص)متناقضة فى حكاية الاستيلاء بالقوة على الحكم وهو ما يسمى إنكار المنكر باليد فبعضها يطالب الناس بالخضوع للحاكم مهما كفر على طريقة "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر "وبعضها يطالب بضرب الحاكم وخلعه وبالقطع هو لم يقل منها إلا ما يوافق القرآن وسوف نورد بعض من هذا وبعض من ذاك والآن إلى النصوص :
-النصوص المطالبة بضرب وخلع الحكام :
1-عن أبى بكر الصديق أنه قال يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم "وإنى سمعت رسول الله (ص)يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه "(سنن الترمذى ج3 حديث 4257 ص317)
2-عن حذيفة بن اليمان عن النبى (ص)قال:
"والذى نفسى بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجيب لكم "(سنن الترمذى ج3 حديث 2259 ص 317)
3-عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله قال :
"والذى نفسى بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم "(سنن الترمذى ج3 حديث 2261)
4-أبو سعيد 00سمعت رسول الله يقول :
"من رأى منكم منكرا فلينكره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "(سنن الترمذى ج3 حديث 2263 )
5- عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله (ص):
"مثل القائم على حدود الله والمدهن فيه كمثل قوم استهموا على سفينة فى البحر فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين فى البحر أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين فى أعلاها فقال الذين فى أعلاها لا ندعكم تصعدون فتؤذننا فقال الذين فى أسفلها فإنا ننقبها فى أسفلها فنستقى فإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعا وإن تركوهم غرقوا جميعا "(سنن الترمذى ج3 حديث 2664 ص318)
6- عن أبى سعيد الخدرى أن النبى (ص)قال :
"إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر "(سنن الترمذى ج3حديث 2265 ص318)
7-سمعت عرفجة قال سمعت رسول الله يقول :
"إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان "(صحيح مسلم ج3كتاب الإمارة حديث 59-(1852)ص)1479)
8- عن جنادة بن أبى أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبى قال دعانا النبى فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان "(صحيح البخارى كتاب الفتن باب قول النبى سترون بعدى أمور تنكرونها )
9- عن عبد الله عن النبى(ص)قال :
"السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة "(صحيح البخارى كتاب الأحكام باب السمع والطاعة ما لم تكن معصية )
-الأحاديث المطالبة بعدم التعرض للحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله:
1-عن علقة بن وائل الحضرمى قال سأل سلمة بن يزيد الجعفى رسول الله فقال يا نبى الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأل فى الثانية أو فى الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال (ص):
اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم "(صحيح مسلم ج3كتاب الإمارة حديث 49- (1846)ص 1474)
2-عن أبى سلام قال قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل وراء هذا الخير شر قال نعم قلت هل وراء ذلك الشر خير قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال نعم قلت كيف قال يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداى ولا يستنون بسنتى وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع "(صحيح مسلم ج3 كتاب الإمارة حديث52-(00)ص1476)
3-عن أم سلمة أن رسول الله قال ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برىء ومن أنكر سلم ولكن من رضى وتابع قالوا أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا "(صحيح مسلم ج3 كتاب الإمارة حديث 62(1854) ص1480)
4-عن أنس بن مالك قال قال رسول الله(ص):
"اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشى كأن رأسه زبيبة "(صحيح البخارى كتاب الأحكام باب السمع والطاعة ما لم تكن معصية )
5- عن ابن عباس يرويه قال قال النبى (ص):
"من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية "("صحيح البخارى كتاب الأحكام باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية )
ويجب فى حالة الاختيار الشعبى عمل الاختيار من الأقل حتى نصل للأكثر فيبدأ الاختيار باختيار رؤساء القرى والمدن فى يوم وليكن 1 محرم وفى يوم 5 محرم مثلا يتم اختيار المحافظ من بين رؤساء القرى والمدن وفى يوم 9 محرم يتم اختيار والى الولاية من بين المحافظين وفى يوم 13 محرم يتم اختيار الخليفة من بين حكام الولايات ومن يتم اختياره فى كل منصب يتولى مكانه فى قريته أو مدينته أو محافظته أو ولايته من حصل على أعلى الأصوات بعده وكل الاختيارات تتم فى فترات ما بعد أداء العمل الوظيفى ويكون التصويت كله فى المحكمة تحت إشراف القضاة وبعد إتمام الاختيار يتولى كل من تم اختياره مهام منصبه ولا يوجد فى الإسلام ما يسمى مراسم التنصيب والتسليم والتسلم وأداء اليمين والموجود هو أداء مهام المنصب لأن كل ما سبق ذكره مضيعة للجهد والمال فيما لا نفع فيه كما أن كل مسلم مسئول عن كل عمله سواء كان متصلا بالحكم أو بغيره منذ عقله للأمور ومدة ولى الأمر المختار فى منصبه مرتبطة فى الإسلام بشروط الإسلام فى الحاكم وهى سلامة الجسم والعقل والنجاح فى أداء مهام المنصب فإن انعدم شرط منهم تم عزل ولى الأمر من منصبه واختيار بديل له .
كما أن من حق أفراد الأمة إصدار قرار بتحديد مدة لتولى كل منصب وبعد المدة يجرى اختيار جديد يجدد اختيار الحاكم السابق أو يختار غيره وهذا الحق مقرر ضمن قوله تعالى بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم "
فما دام الله- فى النصوص الحالية عندنا- لم يحدد مدة لتولى الحاكم فمن حق المسلمين أن يحددوا له مدة أو لا يحددوا حسب ما يريدون كأغلبية وأما مكان وجود كل ولى أمر فهو مضيفة ملحقة بمسجد بها سكن إدارى لاستقبال الناس فى البلدة أى فى عاصمة المحافظة أو الولاية أو الدولة وعاصمة الدولة هى مكة المكرمة وحول المسجد الحرام مكان تواجده لأداء المهام وولاة الأمر خاصة الخليفة وحكام الولايات بحاجة إلى أمن من أخطار الدول الأخرى التى قد تبعث من يقتلهم ومن ثم يجب حمايتهم عن طريق عدم نشر صورهم أو أسمائهم عبر وسائل الإعلام وإذا نشرت يتم نشر الاسم واسم الأب فقط ويتم الحديث دائما عنهم بصيغ الوظيفة مثل الخليفة والوالى والمحافظ دون اللجوء للأسماء وذلك لتصعيب مهمة الدول الأخرى والمباحثات التى تتم مع الدول الكافرة إذا حضرها الخليفة أو غيره من ولاة الأمر يكونون مرتدون لأقنعة أى وجوه جلدية تغاير أشكالهم الحقيقية وبهذا يتم توفير قوات الحراسة والأموال والجهد والوقت الذين يتم إضاعتهم لتوفير الأمن والأمان لولاة الأمر كما أن هذا الأمر يتيح لأفراد الأمة الإطاحة السهلة بولاة الأمر إن انحرفوا عن الإسلام .
أولى الأمر :
هم ولاة الحكم وهو رؤساء الولايات والمحافظات أى المديريات والمراكز والقرى والمدن وواجب الناس تجاههم هو طاعتهم مصداق لقوله بسورة النساء:
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم "
وإذا حدث خلاف بين المسلمين وأولى الأمر يجب رد موضوع الخلاف لحكم الله المنزل على رسوله (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله " .
ويجب أن يكون لكل ولاية أى مصر كبير كالحجاز واليمن ومصر وأجزاء كل ولاية المسماة المحافظات والإمارات والمديريات يكون لكل منها والى وكذلك أجزاء المحافظات المسماة المراكز يكون لكل منها والى وكذلك القرى والمدن والنجوع والسبب هو تسهيل مهمة الناس فى الحصول على حقوقهم فى أسرع وقت وتسهيل مهمة الولاة الكبرى فى المناصب بدلا من وضع كل شىء فوق رءوسهم .
ومهام الوالى هى :
- متابعة أعمال كل الموظفين بالزيارات الفجائية
- محاسبة المهملين فى تنفيذ الخطط بإحالتهم للقضاء
- يجتمع مع أهل المناصب الأكبر منه والأصغر منه أسبوعيا أو شهريا وفى حالات الطوارىء
- يستقبل أصحاب الشكاوى فى مضيفة المسجد الساكن بجواره فى أى يوم ويكون مجلسه فى المضيفة هو مجلس المظالم
يكون تحت إمرة الوالى طائرة أو عربة ليتحرك بها فى أى وقت لزيارة أى مكان مسئول عنه وله أن يكون جهازا رقابيا سريا حيث يختار من كل مؤسسة واحد من الموظفين ليكون رقيبا على المؤسسة يبلغه بأى خطأ يحدث فيها ليتم إصلاحه على الفور وهذا الجهاز الرقابى ليس له مهمة سوى إخبار الوالى بالأخطاء فقط وعلى الوالى أن يختار نائبا له من أخذ أعلى الأصوات فى الانتخابات أى الاختيار ليتصرف فى حالة مرضه أو غيابه عن الولاية كما اختار موسى(ص) هارون(ص) خليفة له فى غيابه فقال "اخلفنى فى قومى"
يتولى ولى الأمر منصبه بإحدى طريقتين فى عصر ما بعد النبوة وهما :
-الاختيار الشعبى وهو ما يسمونه البيعة والانتخاب والتصويت .
-القوة وهى الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح والرجال .
والاسلام يبيح الطريقين حسب ظروف معينة تتمثل فى التالى :
-الطريق الاختيارى ظرف تطبيقه هو استقرار الدولة ووعى المسلمين بحقوقهم وهذا الطريق هو تطبيق لقوله بسورة البقرة:
"لا إكراه فى الدين "
أى لا إجبار وإنما الاختيار فى الإسلام هو أساس اتخاذ القرارات .
-الطريق القوى وظرف إباحته هو أن يكون الحكام فى بلاد المسلمين لا يحكمون بما أنزل الله فمن تتاح له الفرصة لإزالتهم من الحكم فعليه بإزاحتهم وتولى الحكم مكانهم لتطبيق ما أنزل الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال:
"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "
فالفتنة التى يجب أن نحمى نفسنا منها هى وجود الحكم بغير ما أنزل الله حتى لا يعاقبنا الله مع الحكام الظالمين وفى حالة الاستيلاء بالقوة على الحكم يكون من حق قادة هذا العمل تولى المناصب القيادية دون الرجوع لاختيار الناس الذين اختاروا الظالمين حكاما لهم وسكتوا على ظلمهم لأن التنازل عن القيادة فى تلك الحالة بدعوى الاختيار قد يجعل الناس يختارون ظالمين أخرين يعيدون البلاد إلى ما كانت عليه من ترك الحكم بما أنزل الله
ومما ينبغى قوله :
أن النصوص المنسوبة إلى النبى (ص)متناقضة فى حكاية الاستيلاء بالقوة على الحكم وهو ما يسمى إنكار المنكر باليد فبعضها يطالب الناس بالخضوع للحاكم مهما كفر على طريقة "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر "وبعضها يطالب بضرب الحاكم وخلعه وبالقطع هو لم يقل منها إلا ما يوافق القرآن وسوف نورد بعض من هذا وبعض من ذاك والآن إلى النصوص :
-النصوص المطالبة بضرب وخلع الحكام :
1-عن أبى بكر الصديق أنه قال يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم "وإنى سمعت رسول الله (ص)يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه "(سنن الترمذى ج3 حديث 4257 ص317)
2-عن حذيفة بن اليمان عن النبى (ص)قال:
"والذى نفسى بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجيب لكم "(سنن الترمذى ج3 حديث 2259 ص 317)
3-عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله قال :
"والذى نفسى بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم "(سنن الترمذى ج3 حديث 2261)
4-أبو سعيد 00سمعت رسول الله يقول :
"من رأى منكم منكرا فلينكره بيده ومن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "(سنن الترمذى ج3 حديث 2263 )
5- عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله (ص):
"مثل القائم على حدود الله والمدهن فيه كمثل قوم استهموا على سفينة فى البحر فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين فى البحر أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين فى أعلاها فقال الذين فى أعلاها لا ندعكم تصعدون فتؤذننا فقال الذين فى أسفلها فإنا ننقبها فى أسفلها فنستقى فإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعا وإن تركوهم غرقوا جميعا "(سنن الترمذى ج3 حديث 2664 ص318)
6- عن أبى سعيد الخدرى أن النبى (ص)قال :
"إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر "(سنن الترمذى ج3حديث 2265 ص318)
7-سمعت عرفجة قال سمعت رسول الله يقول :
"إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان "(صحيح مسلم ج3كتاب الإمارة حديث 59-(1852)ص)1479)
8- عن جنادة بن أبى أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبى قال دعانا النبى فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان "(صحيح البخارى كتاب الفتن باب قول النبى سترون بعدى أمور تنكرونها )
9- عن عبد الله عن النبى(ص)قال :
"السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة "(صحيح البخارى كتاب الأحكام باب السمع والطاعة ما لم تكن معصية )
-الأحاديث المطالبة بعدم التعرض للحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله:
1-عن علقة بن وائل الحضرمى قال سأل سلمة بن يزيد الجعفى رسول الله فقال يا نبى الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأل فى الثانية أو فى الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال (ص):
اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم "(صحيح مسلم ج3كتاب الإمارة حديث 49- (1846)ص 1474)
2-عن أبى سلام قال قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل وراء هذا الخير شر قال نعم قلت هل وراء ذلك الشر خير قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال نعم قلت كيف قال يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداى ولا يستنون بسنتى وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع "(صحيح مسلم ج3 كتاب الإمارة حديث52-(00)ص1476)
3-عن أم سلمة أن رسول الله قال ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برىء ومن أنكر سلم ولكن من رضى وتابع قالوا أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا "(صحيح مسلم ج3 كتاب الإمارة حديث 62(1854) ص1480)
4-عن أنس بن مالك قال قال رسول الله(ص):
"اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشى كأن رأسه زبيبة "(صحيح البخارى كتاب الأحكام باب السمع والطاعة ما لم تكن معصية )
5- عن ابن عباس يرويه قال قال النبى (ص):
"من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية "("صحيح البخارى كتاب الأحكام باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية )
ويجب فى حالة الاختيار الشعبى عمل الاختيار من الأقل حتى نصل للأكثر فيبدأ الاختيار باختيار رؤساء القرى والمدن فى يوم وليكن 1 محرم وفى يوم 5 محرم مثلا يتم اختيار المحافظ من بين رؤساء القرى والمدن وفى يوم 9 محرم يتم اختيار والى الولاية من بين المحافظين وفى يوم 13 محرم يتم اختيار الخليفة من بين حكام الولايات ومن يتم اختياره فى كل منصب يتولى مكانه فى قريته أو مدينته أو محافظته أو ولايته من حصل على أعلى الأصوات بعده وكل الاختيارات تتم فى فترات ما بعد أداء العمل الوظيفى ويكون التصويت كله فى المحكمة تحت إشراف القضاة وبعد إتمام الاختيار يتولى كل من تم اختياره مهام منصبه ولا يوجد فى الإسلام ما يسمى مراسم التنصيب والتسليم والتسلم وأداء اليمين والموجود هو أداء مهام المنصب لأن كل ما سبق ذكره مضيعة للجهد والمال فيما لا نفع فيه كما أن كل مسلم مسئول عن كل عمله سواء كان متصلا بالحكم أو بغيره منذ عقله للأمور ومدة ولى الأمر المختار فى منصبه مرتبطة فى الإسلام بشروط الإسلام فى الحاكم وهى سلامة الجسم والعقل والنجاح فى أداء مهام المنصب فإن انعدم شرط منهم تم عزل ولى الأمر من منصبه واختيار بديل له .
كما أن من حق أفراد الأمة إصدار قرار بتحديد مدة لتولى كل منصب وبعد المدة يجرى اختيار جديد يجدد اختيار الحاكم السابق أو يختار غيره وهذا الحق مقرر ضمن قوله تعالى بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم "
فما دام الله- فى النصوص الحالية عندنا- لم يحدد مدة لتولى الحاكم فمن حق المسلمين أن يحددوا له مدة أو لا يحددوا حسب ما يريدون كأغلبية وأما مكان وجود كل ولى أمر فهو مضيفة ملحقة بمسجد بها سكن إدارى لاستقبال الناس فى البلدة أى فى عاصمة المحافظة أو الولاية أو الدولة وعاصمة الدولة هى مكة المكرمة وحول المسجد الحرام مكان تواجده لأداء المهام وولاة الأمر خاصة الخليفة وحكام الولايات بحاجة إلى أمن من أخطار الدول الأخرى التى قد تبعث من يقتلهم ومن ثم يجب حمايتهم عن طريق عدم نشر صورهم أو أسمائهم عبر وسائل الإعلام وإذا نشرت يتم نشر الاسم واسم الأب فقط ويتم الحديث دائما عنهم بصيغ الوظيفة مثل الخليفة والوالى والمحافظ دون اللجوء للأسماء وذلك لتصعيب مهمة الدول الأخرى والمباحثات التى تتم مع الدول الكافرة إذا حضرها الخليفة أو غيره من ولاة الأمر يكونون مرتدون لأقنعة أى وجوه جلدية تغاير أشكالهم الحقيقية وبهذا يتم توفير قوات الحراسة والأموال والجهد والوقت الذين يتم إضاعتهم لتوفير الأمن والأمان لولاة الأمر كما أن هذا الأمر يتيح لأفراد الأمة الإطاحة السهلة بولاة الأمر إن انحرفوا عن الإسلام .
أولى الأمر :
هم ولاة الحكم وهو رؤساء الولايات والمحافظات أى المديريات والمراكز والقرى والمدن وواجب الناس تجاههم هو طاعتهم مصداق لقوله بسورة النساء:
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم "
وإذا حدث خلاف بين المسلمين وأولى الأمر يجب رد موضوع الخلاف لحكم الله المنزل على رسوله (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله " .
ويجب أن يكون لكل ولاية أى مصر كبير كالحجاز واليمن ومصر وأجزاء كل ولاية المسماة المحافظات والإمارات والمديريات يكون لكل منها والى وكذلك أجزاء المحافظات المسماة المراكز يكون لكل منها والى وكذلك القرى والمدن والنجوع والسبب هو تسهيل مهمة الناس فى الحصول على حقوقهم فى أسرع وقت وتسهيل مهمة الولاة الكبرى فى المناصب بدلا من وضع كل شىء فوق رءوسهم .
ومهام الوالى هى :
- متابعة أعمال كل الموظفين بالزيارات الفجائية
- محاسبة المهملين فى تنفيذ الخطط بإحالتهم للقضاء
- يجتمع مع أهل المناصب الأكبر منه والأصغر منه أسبوعيا أو شهريا وفى حالات الطوارىء
- يستقبل أصحاب الشكاوى فى مضيفة المسجد الساكن بجواره فى أى يوم ويكون مجلسه فى المضيفة هو مجلس المظالم
يكون تحت إمرة الوالى طائرة أو عربة ليتحرك بها فى أى وقت لزيارة أى مكان مسئول عنه وله أن يكون جهازا رقابيا سريا حيث يختار من كل مؤسسة واحد من الموظفين ليكون رقيبا على المؤسسة يبلغه بأى خطأ يحدث فيها ليتم إصلاحه على الفور وهذا الجهاز الرقابى ليس له مهمة سوى إخبار الوالى بالأخطاء فقط وعلى الوالى أن يختار نائبا له من أخذ أعلى الأصوات فى الانتخابات أى الاختيار ليتصرف فى حالة مرضه أو غيابه عن الولاية كما اختار موسى(ص) هارون(ص) خليفة له فى غيابه فقال "اخلفنى فى قومى"