بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
هذا كتاب عن الضحك
ماهية الضحك
يطلق لفظ الضحك على التالى :
1-السخرية والاستهزاء كما بقوله بسورة المطففين "إن الذين أجرموا
كانوا من الذين أمنوا يضحكون "و"فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون
"فالكفار يسخرون من المسلمين فى الدنيا وقد فسر الله هذا بقوله بسورة
المؤمنون "فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون "
2-التعجب وهو الاستغراب كما بقوله بسورة النجم "أفمن هذا الحديث
تعجبون وتضحكون ولا تبكون "فالكفار يعجبون أى يضحكون أى لا يبكون من القرآن
والمراد يكذبون به وبدليل أن زوجة إبراهيم (ص)ضحكت أى تعجبت أى قهقهت استغرابا لما
أخبروها أنها تلد وهى عقيم وفى هذا قال تعالى بسورة هود"وامرأته قائمة فضحكت
فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب فقالوا أتعجبين من أمر الله "فهنا بينوا لها أن لا سبب
للعجب وهو الضحك وأما قوله بسورة النمل
"قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا
يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها "فهنا سليمان (ص)تبسم ضاحكا أى مستغربا من قول
النملة فهو استغرب معرفة النملة به ومن تحذيرها للنمل
ولو فكر الإنسان فى أى شىء يضحك منه لوجد فيه شىء غريب خذ مثلا أى
نكتة مثل أجرى سباق للخيل فطلع منها فرس سابق فقام رجل يقفز ويكبر فسأله رجل يا
فتى هذا الفرس فرسك؟فأجاب الفتى لا ولكن اللجام لى تجد أن الذى يضحك هو غرابة رد
الفتى لا ولكن اللجام لى ومثلا قال على بن
الحسين الرازى مر بهلول فى أصل شجرة وكانوا عشرة فقال بعضهم لبعض تعالوا حتى نسخر
ببهلول (وبهلول من عقلاء المجانين )فجاءهم بهلول فقالوا يا بهلول تصعد لنا رأس هذه
الشجرة وتأخذ عشرة دراهم قال نعم فأعطوه عشرة دراهم فصيرها فى كمه ثم التفت فقال
هاتوا سلما فقالوا لم يكن هذا فى الشرط فقال كان فى شرطى دون شرطكم فالمضحك هنا هو
غرابة رد بهلول عند القوم ومثلا جلد نصر بن مقبل عامل الرشيد بالرقة شاة فقالوا له
إنها بهيمة فقال الحدود لا تعطل والناس والبهائم عندى واحد فالغرابة هنا فى جلد
نصر للشاة ورده على الناس وعليه فالضحك هو استغراب وليس المراد به ما نسميه
القهقهة
من المضحك؟
محدث الضحك هو الله لقوله بسورة النجم "وأنه هو أضحك وأبكى
"فالضحك يخلقه الله ويفعله المخلوق فى نفس وقت مشيئة الله لقوله بسورة
الإنسان "وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
ما يضحك ؟
الذى يضحكنا يتخذ الصور التالية :
1-
القول2- الحركة 3- العمل قولا وفعلا 4- الشكل وهو ما نسميه المنظر
المرسوم
أنواع المضحكات :
تنقسم المضحكات لنوعين
1-مضحكات معدة مسبقا وهى المسرحيات والمسلسلات والشرائط الخيالية وغير
هذا مما يكون ممثلا أو مكتوبا أو مرسوما
2-مضحكات آنية مثل أى فعل غريب يحدث أمام الإنسان ويطلق عليها العفوية
فهى تحدث دون أن يعدها الإنسان وإنما تحدث فجأة ولها تقسيم أخر هى
أ-مضحكات قولية كالنكت
والفكاهات
ب-مضحكات حركية كحركات المهرج
ج-مضحكات مشتركة بين القول والفعل الممثل فى الحركة
د-مضحكات شكلية وهى يتم فيها رسم أشياء وأشخاص فيها ويسمونها
الكاركاتير وإن كان هذا يدخل ضمن القول والفعل
ويقسم تقسيم أخر هو المضحكات المحللة وهى استهزاء بحق وليس فيها نشر
لرذيلة والمضحكات المحرمة وتحتوى على استهزاء دون حق وتنشر الرذيلة
فوائد الضحك :
إن نتيجة الضحك هى الابتسام على اختلاف درجاته ومنها ما نسميه القهقهة
له فوائد عدة وهى كما قال بعضهم:
توسيع الشرايين والأوردة الجسمية وتنشيط الدورة الدموية وتعميق التنفس
وحمل الأكسجين إلى أخر جزء من أطراف الجسم وزيادة إفرازات الأعضاء والغدد
والمساعدة على النوم الهادىء وتقليل كمية الطاقة المستخدمة فالضحك يحرك17 عضلة
بينما العبوس يحرك 43 عضلة – حسب كلام بعض الناس - مما يعنى أن العبوس
يستهلك طاقة أكثر وكل هذا يمكن أن نصدق به أو نكذب وأما الفائدة المعروفة للكل فهى
الراحة النفسية
على من نضحك ؟
إن الضحك سلاح يستخدم ضد الأخرين أحيانا ويستخدم ضد النفس أحيانا
ويستخدم للخير ولذا يجب علينا أن نسأل على من نضحك والجواب :
الناس يضحكون على المجانين وأهل
الأديان الأخرى والحيوانات وعلى بعضهم البعض والإنسان على نفسه ولكن نحن
كمسلمين هل يجب علينا أن نضحك كما يضحك الناس على السابق ذكرهم ؟والجواب يحكم ضحك
المسلمين أن لا ضحك على مسلم ولذا نهى الله المسلمين رجالا ونساء أن يسخروا من
بعضهم فقال بسورة الحجرات "يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن
يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء أن يكن خيرا منهن "وأما الضحك على الكفار
كرد فعل على ضحكهم علينا فواجب كما قال نوح(ص)لقومه فى سورة هود"قال إن
تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون "والسخرية من الكفار هى ضحك على الظلم
والظالمين أى الرذالة والأرذال
الإفراط فى الضحك:
من الناس من يفرط أى يسرف ويكثر من الضحك والمراد كثرة القهقهة وهى
تؤدى لإصابة الإنسان بما يسمى الزغطة أى الفواق وهى حالة استرجاع كاذب وقد يتطور
الأمر لنزول دموع من العين وقد يتطور لتوقف عضلة القلب وهو السكتة القلبية ومن ثم
يموت الإنسان وبناء عليه يجب ألا نسرف فى القهقهة لأن هذا محرم كأى إسراف
اختلاف الآراء فى المضحكات :
إن المضحكات تختلف فيها الآراء فما يضحك واحد قد يبكى الأخر ولذا قال
الشاعر
أمور يضحك السفهاء منها ويبكى من
عواقبها اللبيب
والشاعر يبين لنا أن السفهاء يضحكون على أمور كالبعث يوم القيامة
بينما الألباء يبكون من نتائجها فيستعدون لها ومن أمثلة نكات السفهاء قال أحد
الأغنياء لصاحبه لماذا خلق الله الفقراء ؟فقال صاحبه ليعطونا أصواتهم فى
الانتخابات فهنا يسخر السفيه من الفقراء كما يكذب على الله فى سبب إيجاده للفقراء
وبناء على ما سبق نقول عن ما يضحك هذا قد يبكى ذاك والأمثلة على هذا كثيرة منها :
-أن الإنسان لو عمل حركات بوجهه لطفله الرضيع فإن الطفل قد يضحك وقد
يبكى
-أن النكات الجنسية يضحك منها الكبار بينما الأطفال الصغار لا يضحكون
وقد يتساءلون وما المضحك فى ذلك ؟
نظريات فى الضحك :
اخترع البعض نظريات لتفسير الضحك منها نظرية الترقب الخائب ويسميه
أخرون نظرية التناقض بين الواقع المعاش والتصور المثالى ويقول القوم أن عقولنا
تسير فى طرق محددة فى المواقف العادية وهى طرق تعودنا عليها وعندما يطرأ على الحدث
شىء لم نتوقعه نضحك وهذه النظرية تعبر عن جزء من حقيقة الضحك فهى تقول أن الضحك
سببه وقوع شىء غريب فى المواقف وقطعا الضحك يكون سببه وقوع شىء غريب فى المواقف أو
فى الأقوال أو الأشكال أو غيرهم وأما
نظرية العامل الميكانيكى فتعنى أن الضحك عمل حركى يحتاج لدافع معقول والخطأ هو أن
الضحك عمل حركى للأعضاء مع أنه عمل حركى نفسى فهو استغراب من النفس يعقبه حركة
لعضو الضحك والخطأ أيضا هو أن الضحك يحتاج لدافع معقول فالضحك سببه قد يكون شىء
معقول فالضحك سببه قد يكون شىء معقول أى محلل أو شىء مجنون أى محرم مثل الضحك على
الفقراء كما فى النكتة التى قالها الأغنياء عنهم وأما نظرية التنفيس وهى تقول الضحك
هو تنفيس لطاقة عاطفية متشنجة لم تعد ثمة حاجة إليها أو مخرج لها فتدفقت فى هذا
السيل الممتع وقطعا هذا كلام فارغ فالضحك هو فعل آنى بمعنى انه يحدث فى الوقت الذى
يرى أو يسمع أو يتذكر الإنسان شىء يجلب العجب وليس طاقة مخزنة لا تجد مخرج لها
أهداف عمل المضحكات :
أسباب تأليف المضحكات واحد أو أكثر من التالى :
-الاستهزاء وهو ينقسم لاستهزاء من مخلوق حى أو من فعل معين أو
بالمخلوق وفعله معا
-إسعاد الأخرين ويراد بهذا إدخال السرور على الأخرين
-أن يتعلم السامع أو الرائى أو القارىء شىء ما وهذا الهدف يكون مشترك
فى الغالب إن لم يكن دوما مع الأهداف الأخرى
-أن ينال المؤلف الشهرة أو المال أو هما معا وهو هدف غير ظاهر للجمهور
وكثيرا ما يسعى البعض له
-شغل الفراغ عند الأخرين ونقصد الأخرين الأطفال فلكى يمنع الإنسان
أطفاله من إحداث ضوضاء أو شغب يؤلف لهم أى حكايات مضحكة لكى يبعدهم عن الضوضاء
والشغب
-إعجاب الأخرين والمراد أن
المؤلف يريد أن يلفت نظر الأخرين خاصة الإنسانة التى يحبها
المترتب على الضحك :
يترتب على الضحك الابتسام وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "فتبسم
ضاحكا من قولها "والابتسام هو إشراق الوجه ومنه القهقهة وهو درجات فمنها
الصامت والانفراجى الصغير والكبير والقهقهة وهى درجات نسبية قد يزيد عليها إخراج
هواء أو ينقص منها شىء كالصوت والسبب هو أن كل إنسان له طبيعة خاصة فى الضحك
أعضاء الضحك :
إن الضحك تظهر آثاره على الوجه كما قال تعالى "فتبسم ضاحكا
"ولذا قالوا ضاحك الوجه ضاحك السن
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
هذا كتاب عن الضحك
ماهية الضحك
يطلق لفظ الضحك على التالى :
1-السخرية والاستهزاء كما بقوله بسورة المطففين "إن الذين أجرموا
كانوا من الذين أمنوا يضحكون "و"فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون
"فالكفار يسخرون من المسلمين فى الدنيا وقد فسر الله هذا بقوله بسورة
المؤمنون "فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون "
2-التعجب وهو الاستغراب كما بقوله بسورة النجم "أفمن هذا الحديث
تعجبون وتضحكون ولا تبكون "فالكفار يعجبون أى يضحكون أى لا يبكون من القرآن
والمراد يكذبون به وبدليل أن زوجة إبراهيم (ص)ضحكت أى تعجبت أى قهقهت استغرابا لما
أخبروها أنها تلد وهى عقيم وفى هذا قال تعالى بسورة هود"وامرأته قائمة فضحكت
فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب فقالوا أتعجبين من أمر الله "فهنا بينوا لها أن لا سبب
للعجب وهو الضحك وأما قوله بسورة النمل
"قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا
يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها "فهنا سليمان (ص)تبسم ضاحكا أى مستغربا من قول
النملة فهو استغرب معرفة النملة به ومن تحذيرها للنمل
ولو فكر الإنسان فى أى شىء يضحك منه لوجد فيه شىء غريب خذ مثلا أى
نكتة مثل أجرى سباق للخيل فطلع منها فرس سابق فقام رجل يقفز ويكبر فسأله رجل يا
فتى هذا الفرس فرسك؟فأجاب الفتى لا ولكن اللجام لى تجد أن الذى يضحك هو غرابة رد
الفتى لا ولكن اللجام لى ومثلا قال على بن
الحسين الرازى مر بهلول فى أصل شجرة وكانوا عشرة فقال بعضهم لبعض تعالوا حتى نسخر
ببهلول (وبهلول من عقلاء المجانين )فجاءهم بهلول فقالوا يا بهلول تصعد لنا رأس هذه
الشجرة وتأخذ عشرة دراهم قال نعم فأعطوه عشرة دراهم فصيرها فى كمه ثم التفت فقال
هاتوا سلما فقالوا لم يكن هذا فى الشرط فقال كان فى شرطى دون شرطكم فالمضحك هنا هو
غرابة رد بهلول عند القوم ومثلا جلد نصر بن مقبل عامل الرشيد بالرقة شاة فقالوا له
إنها بهيمة فقال الحدود لا تعطل والناس والبهائم عندى واحد فالغرابة هنا فى جلد
نصر للشاة ورده على الناس وعليه فالضحك هو استغراب وليس المراد به ما نسميه
القهقهة
من المضحك؟
محدث الضحك هو الله لقوله بسورة النجم "وأنه هو أضحك وأبكى
"فالضحك يخلقه الله ويفعله المخلوق فى نفس وقت مشيئة الله لقوله بسورة
الإنسان "وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
ما يضحك ؟
الذى يضحكنا يتخذ الصور التالية :
1-
القول2- الحركة 3- العمل قولا وفعلا 4- الشكل وهو ما نسميه المنظر
المرسوم
أنواع المضحكات :
تنقسم المضحكات لنوعين
1-مضحكات معدة مسبقا وهى المسرحيات والمسلسلات والشرائط الخيالية وغير
هذا مما يكون ممثلا أو مكتوبا أو مرسوما
2-مضحكات آنية مثل أى فعل غريب يحدث أمام الإنسان ويطلق عليها العفوية
فهى تحدث دون أن يعدها الإنسان وإنما تحدث فجأة ولها تقسيم أخر هى
أ-مضحكات قولية كالنكت
والفكاهات
ب-مضحكات حركية كحركات المهرج
ج-مضحكات مشتركة بين القول والفعل الممثل فى الحركة
د-مضحكات شكلية وهى يتم فيها رسم أشياء وأشخاص فيها ويسمونها
الكاركاتير وإن كان هذا يدخل ضمن القول والفعل
ويقسم تقسيم أخر هو المضحكات المحللة وهى استهزاء بحق وليس فيها نشر
لرذيلة والمضحكات المحرمة وتحتوى على استهزاء دون حق وتنشر الرذيلة
فوائد الضحك :
إن نتيجة الضحك هى الابتسام على اختلاف درجاته ومنها ما نسميه القهقهة
له فوائد عدة وهى كما قال بعضهم:
توسيع الشرايين والأوردة الجسمية وتنشيط الدورة الدموية وتعميق التنفس
وحمل الأكسجين إلى أخر جزء من أطراف الجسم وزيادة إفرازات الأعضاء والغدد
والمساعدة على النوم الهادىء وتقليل كمية الطاقة المستخدمة فالضحك يحرك17 عضلة
بينما العبوس يحرك 43 عضلة – حسب كلام بعض الناس - مما يعنى أن العبوس
يستهلك طاقة أكثر وكل هذا يمكن أن نصدق به أو نكذب وأما الفائدة المعروفة للكل فهى
الراحة النفسية
على من نضحك ؟
إن الضحك سلاح يستخدم ضد الأخرين أحيانا ويستخدم ضد النفس أحيانا
ويستخدم للخير ولذا يجب علينا أن نسأل على من نضحك والجواب :
الناس يضحكون على المجانين وأهل
الأديان الأخرى والحيوانات وعلى بعضهم البعض والإنسان على نفسه ولكن نحن
كمسلمين هل يجب علينا أن نضحك كما يضحك الناس على السابق ذكرهم ؟والجواب يحكم ضحك
المسلمين أن لا ضحك على مسلم ولذا نهى الله المسلمين رجالا ونساء أن يسخروا من
بعضهم فقال بسورة الحجرات "يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن
يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء أن يكن خيرا منهن "وأما الضحك على الكفار
كرد فعل على ضحكهم علينا فواجب كما قال نوح(ص)لقومه فى سورة هود"قال إن
تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون "والسخرية من الكفار هى ضحك على الظلم
والظالمين أى الرذالة والأرذال
الإفراط فى الضحك:
من الناس من يفرط أى يسرف ويكثر من الضحك والمراد كثرة القهقهة وهى
تؤدى لإصابة الإنسان بما يسمى الزغطة أى الفواق وهى حالة استرجاع كاذب وقد يتطور
الأمر لنزول دموع من العين وقد يتطور لتوقف عضلة القلب وهو السكتة القلبية ومن ثم
يموت الإنسان وبناء عليه يجب ألا نسرف فى القهقهة لأن هذا محرم كأى إسراف
اختلاف الآراء فى المضحكات :
إن المضحكات تختلف فيها الآراء فما يضحك واحد قد يبكى الأخر ولذا قال
الشاعر
أمور يضحك السفهاء منها ويبكى من
عواقبها اللبيب
والشاعر يبين لنا أن السفهاء يضحكون على أمور كالبعث يوم القيامة
بينما الألباء يبكون من نتائجها فيستعدون لها ومن أمثلة نكات السفهاء قال أحد
الأغنياء لصاحبه لماذا خلق الله الفقراء ؟فقال صاحبه ليعطونا أصواتهم فى
الانتخابات فهنا يسخر السفيه من الفقراء كما يكذب على الله فى سبب إيجاده للفقراء
وبناء على ما سبق نقول عن ما يضحك هذا قد يبكى ذاك والأمثلة على هذا كثيرة منها :
-أن الإنسان لو عمل حركات بوجهه لطفله الرضيع فإن الطفل قد يضحك وقد
يبكى
-أن النكات الجنسية يضحك منها الكبار بينما الأطفال الصغار لا يضحكون
وقد يتساءلون وما المضحك فى ذلك ؟
نظريات فى الضحك :
اخترع البعض نظريات لتفسير الضحك منها نظرية الترقب الخائب ويسميه
أخرون نظرية التناقض بين الواقع المعاش والتصور المثالى ويقول القوم أن عقولنا
تسير فى طرق محددة فى المواقف العادية وهى طرق تعودنا عليها وعندما يطرأ على الحدث
شىء لم نتوقعه نضحك وهذه النظرية تعبر عن جزء من حقيقة الضحك فهى تقول أن الضحك
سببه وقوع شىء غريب فى المواقف وقطعا الضحك يكون سببه وقوع شىء غريب فى المواقف أو
فى الأقوال أو الأشكال أو غيرهم وأما
نظرية العامل الميكانيكى فتعنى أن الضحك عمل حركى يحتاج لدافع معقول والخطأ هو أن
الضحك عمل حركى للأعضاء مع أنه عمل حركى نفسى فهو استغراب من النفس يعقبه حركة
لعضو الضحك والخطأ أيضا هو أن الضحك يحتاج لدافع معقول فالضحك سببه قد يكون شىء
معقول فالضحك سببه قد يكون شىء معقول أى محلل أو شىء مجنون أى محرم مثل الضحك على
الفقراء كما فى النكتة التى قالها الأغنياء عنهم وأما نظرية التنفيس وهى تقول الضحك
هو تنفيس لطاقة عاطفية متشنجة لم تعد ثمة حاجة إليها أو مخرج لها فتدفقت فى هذا
السيل الممتع وقطعا هذا كلام فارغ فالضحك هو فعل آنى بمعنى انه يحدث فى الوقت الذى
يرى أو يسمع أو يتذكر الإنسان شىء يجلب العجب وليس طاقة مخزنة لا تجد مخرج لها
أهداف عمل المضحكات :
أسباب تأليف المضحكات واحد أو أكثر من التالى :
-الاستهزاء وهو ينقسم لاستهزاء من مخلوق حى أو من فعل معين أو
بالمخلوق وفعله معا
-إسعاد الأخرين ويراد بهذا إدخال السرور على الأخرين
-أن يتعلم السامع أو الرائى أو القارىء شىء ما وهذا الهدف يكون مشترك
فى الغالب إن لم يكن دوما مع الأهداف الأخرى
-أن ينال المؤلف الشهرة أو المال أو هما معا وهو هدف غير ظاهر للجمهور
وكثيرا ما يسعى البعض له
-شغل الفراغ عند الأخرين ونقصد الأخرين الأطفال فلكى يمنع الإنسان
أطفاله من إحداث ضوضاء أو شغب يؤلف لهم أى حكايات مضحكة لكى يبعدهم عن الضوضاء
والشغب
-إعجاب الأخرين والمراد أن
المؤلف يريد أن يلفت نظر الأخرين خاصة الإنسانة التى يحبها
المترتب على الضحك :
يترتب على الضحك الابتسام وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "فتبسم
ضاحكا من قولها "والابتسام هو إشراق الوجه ومنه القهقهة وهو درجات فمنها
الصامت والانفراجى الصغير والكبير والقهقهة وهى درجات نسبية قد يزيد عليها إخراج
هواء أو ينقص منها شىء كالصوت والسبب هو أن كل إنسان له طبيعة خاصة فى الضحك
أعضاء الضحك :
إن الضحك تظهر آثاره على الوجه كما قال تعالى "فتبسم ضاحكا
"ولذا قالوا ضاحك الوجه ضاحك السن