قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ" رواه الشيخان.
بسم الله الرحمن الرحيم
روى البخاري في صحيحه ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ".
فعلى التحقيق ليس الشؤم المذكور في الحديث هو الشؤم الذي كان عند أهل الجاهليه من التطير بالسوانح والبوارح من الطير فذلك شرك كما روى أبوداود في سننه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلَاثًا وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ".
وإنما الأمر كما قال القسطلاني:" شؤم المرأة سوء خلقها وشؤم الدار ضيقها وشؤم الدابة تعثرها فلاتلحق الرجل بأعماله وحوائجه".
فليس شؤما معنويا من غير أسباب ظاهرة بينة .
ففي الحديث دعوة للتخلص من هذه الأمور للبعد عن أسباب الشقاوة والغم والتي من شأنها أن تقلص عبادة الرجل وتصرفه عن مصالحه الآخروية
فيشتري دابة تلحق بعمله ودار واسعة ويغير المرأة بعد تأديبها من وعظ وضرب وهجر وحكم من أهله وحكم من اهلها.
مثل ماقال ابراهيم لامرأة إسماعيل قولي لإسماعيل إذا جاء غير عتبة بابك لما ذكرت الضيق ورداءة العيش .
وإلا فالتشاؤم محرم باتفاق العلماء وهو الطيرة والتي يسميها العامة النحس وقد اختلفوا في هذه الثلاثة فذهب بعضهم أنها مستثاة وذهب آخرون أنه على القاعدة والأخير أرجح .
وأما مارواه أبوداود في سننه عن أنس : "يا رسول الله إنا كنا في دار كثير فيها عددنا وكثير فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذروها ذميمة".
فقال أهل التحقيق أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم للتحول من تلك الدار ليس تشاءما وتطيرا بل لأنه دار كئيبة تذكرهم بالمآسي وتذكرهم بالأحزان فاكتسبت وصف الذمامة من ذلك .
كتبه : فضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني - حفظه الله تعالى-
عبر مجلة السنن والآثار - وفق الله القائمين عليه -