بسم الله الرحمن الرحيم
البراهين الإلهية على
الوحدانية
الحمد لله وكفى وسلام
على عباده الذين اصطفى وبعد
هذا مقال يدور حول أن
الله ليس له ولد ولا بنات وليس له شركاء من خلال القرآن
انعدام الولد:
ادعت أقوام أن لله
ولد فمثلا قالت النصارى المسيح ابن الله وقالت اليهود عزرا ابن الله وفى هذا قال
تعالى بسورة التوبة "وقالت اليهود عزيرا ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن
الله "وقال اليهود والنصارى نحن أبناء أى أولاد الله وفى هذا قال تعالى بسورة
المائدة "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه "وقال المشركون
للرحمن ولد وفى هذا قال بسورة مريم "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا "وقد برهن
الله على فساد إدعاء الكفار بالبراهين التالية :
-أن الله له ملك
السموات والأرض وكل من فيهما وهى ملكية دائمة ومن ثم فلا حاجة للابن لأن الولد يكون لوراثة الوالد وهنا الله حى لا
يموت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما
فى السموات والأرض كل له قانتون "وتكرر بسورة النساء "سبحانه أن يكون له
ولد له ما فى السموات وما فى الأرض "
-أن المسيح(ص)الولد
المزعوم وأمه (ص)كانا يأكلان الطعام ومن المعلوم أن الولد يكون كوالده فإذا كان
الأب لا يأكل فلابد أن يكون الابن مثله ولكنه فى حالة المسيح(ص)ليس كذلك ومن ثم
يكون الإدعاء باطل وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ما المسيح ابن مريم إلا
رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام"
-أن الله ليس له زوجة
فمن أين أتى الولد؟من المعلوم أن الولد يأتى من التزاوج فكيف أتى الله بأولاد دون
تزاوج وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد
ولم تكن له صاحبة "
-أن الله خلق كل شىء
ولو كان لله ولد لكان مخلوقا والولد لله لا يكون مخلوقا وإنما يكون كأبيه وهو محال
وفى هذا قال بسورة الأنعام "أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء
"
-أن الله غنى عن كل
شىء لأنه مالك كل شىء وما دام غنى عن كل شىء فهو غنى عن الولد لأن المحتاج للولد
إنما يحتاج لافتقاره إما للحياة بعد حين وإما للرعاية عند التعب وإما للقيام بتولى
أمر الملك للعجز عن القيام بشئونه وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "قالوا اتخذ
الله ولدا سبحانه هو الغنى له ما فى السموات وما فى الأرض "
-أن ليس من كمال
الألوهية أن يتخذ الله ولد لأن هذا يعنى وجود نقص فيه وفى هذا قال تعالى بسورة
مريم "وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا "
-أن الله لم يكن
مولودا حتى يكون والدا ولذا فهو لم يلد وفى هذا قال تعالى بسورة الإخلاص "لم
يلد ولم يولد"
وقد بين الله لنا أنه
لو – ولو أداة تشير للاستحالة –شاء
أن يكون له ابن لاختار من مخلوقاته ما يريد وهذا يعنى أن حتى الابن المختار ليس
ابنا حقيقيا وإنما ابنا بالاختيار أو بالتبنى كما هو التعبير الشهير وفى هذا قال
تعالى بسورة الزمر "لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء
سبحانه هو الله الواحد القهار "وقال بسورة الأنبياء "لو أردنا أن نتخذ
لهوا لاتخذناه من لدنا إنا كنا فاعلين "
انعدام البنات :
ادعى الكفار أن لله
أولاد بنات وبنين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وخرقوا له بنين وبنات
"وقال بسورة الزخرف "وجعلوا له من عباده جزءا "وبنات الله فى زعمهم
هم الملائكة فهم إناث فى زعم الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "وجعلوا الملائكة
الذين هم عباد الرحمن إناثا "وقد جعلوا لله البنات أى الملائكة فى زعمهم ولهم
الصبيان التى يشتهون وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ويجعلون لله البنات
سبحانه ولهم ما يشتهون " وقد جعلوا الملائكة البنات ولد الله وفى هذا قال
تعالى بسورة الصافات "أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم
ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون "
وقد فند الله هذه الدعوة بالبراهين التالية :
-أن الناس لم يشهدوا
خلق الملائكة حتى يزعموا أنهم بنات الله وفى هذا قال بسورة الزخرف "وجعلوا
الملائكة الذين هم عباد الله إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسئلون "
-أن الناس ليس لديهم
سلطان أى كتاب من الله يدل على الزعم وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات"أصطفى
البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم
إن كنتم صادقين "
-أن الله ليس له
صاحبة أى زوجة حتى ينجب البنات فمن أين
أتت البنات ؟كما أنه خلق كل شىء فهل نسى أن له بنات ؟وفى هذا قال تعالى بسورة
الأنعام "ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء "
-أن الإنسان لو أخبره
أحد بولادة أنثى اسود وجهه والمراد اغتمت نفسه وكظم غيظه وتوارى بعيدا عن أعين
الناس بسبب ولادة أنثى له وهو متحير بين إبقاءها وبين قتلها فى التراب فإذا كان
الإنسان يفضل الذكور فكيف ينسب لله اختيار البنات وحبهم وفى هذا قال تعالى بسورة
النحل "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من
سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون "
انعدام الشركاء :
زعمت الأقوام الكافرة
أن لله شركاء أى معه آلهة أخرى تعبد أى أولياء أى أنداد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وجعلوا
لله شركاء الجن وخلقهم "وقال بسورة الزمر "والذين اتخذوا من دونه أولياء
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "وقال بسورة البقرة "ومن الناس من
يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله "وقد نفى الله أن له شريك كقوله
بسورة الإسراء "ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل "وقال
بسورة الأنعام "لله رب العالمين لا شريك له "وقال بسورة الطور
"سبحان الله عما يشركون "وقد فند الله هذا الزعم بالبراهين التالية :
-أن لا أحد يقدر على
أن يمنع عن الآلهة المزعومة الشىء وهو عذاب الله لو أراد إهلاك الشريك المزعوم وفى
هذا قال تعالى بسورة المائدة "قل فمن يملك من الله شيئا إن يهلك المسيح ابن
مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا "
-أن الله فاطر أى
خالق السموات والأرض وهو الذى يطعم أى يرزق ولا أحد يرزقه وفى هذا قال بسورة فاطر "قل أغير الله اتخذ
وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم".
-أن الآلهة المزعومة
لا تنفع عابديها ولا تقدر على إضرارهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "قل
أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا "
-أن الله خالق كل شىء
والعليم بكل شىء فكيف يجهل الله أنه خلق شركاء له وهو يعلم كل شىء عن ملكه أليس
هذا عجيبا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "بديع السموات والأرض أنى يكون له
ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء وهو بكل شىء عليم "
-أن الآلهة المزعومة
لا تقدر على خلق شىء مصداق لقوله تعالى بسورة الأعراف "أيشركون ما لا يخلق
شيئا"
-أن الآلهة المزعومة
لا تستطيع نصر عابديها ولا تقدر على نصر وهو حماية نفسها وفى هذا قال تعالى بسورة
الأعراف "ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون "
-أن الآلهة المزعومة
لا تستجيب لطلبات عابديها وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "إن الذين تدعون
من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين "
-أن الآلهة المزعومة
ليس لها أرجل أى قوة تتحرك بها أى أيد تعاقب بها وليس لها أعين أى أذان أى قدرة
على المعرفة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ألهم أرجل يمشون بها أم لهم
أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها "
-أن لا أحد من الآلهة
المزعومة لا يقدر على بدء أى إنشاء الخلق وإعادته مرة أخرى بعد الموت وفى هذا قال
تعالى بسورة يونس "قل هل من شركائكم من يبدؤ الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤ
الخلق ثم يعيده "
-أن لا أحد من الآلهة المزعومة يهدى للحق وفى هذا قال تعالى
بسورة يونس "قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق "
-أن الرب الواحد أفضل
من الأرباب المتفرقون حيث يحابى كل واحد منهم من يريد مما يفسد الكون لو كانوا
موجودين وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم
الله الواحد القهار "
-أن الكفار لا يقدرون
على تسمية الآلهة المزعومة وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد"وجعلوا لله شركاء
قل سموهم "
-أن الآلهة المزعومة
هم خلق أموات لا يعرفون متى يعودون للحياة وفى هذا قال تعالى بسورة النحل
"والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما
يشعرون أيان يبعثون "
-أن لو كان للآلهة
المزعومة وجود لوجدوا سبيل لله حتى يشاركوه الحكم أو يزيلونه منه وفى هذا قال
تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذى
العرش سبيلا "
-أن الكون لو كان له
آلهة مع الله لفسد أى لدمر وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "لو كان فيهما
آلهة إلا لله لفسدتا "
-أن الذكر وهى كتب
الوحى من آدم(ص)حتى خاتم النبيين (ص)لا يوجد فيها أى ذكر لوجود آلهة مع الله وفى
هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا
ذكر من معى وذكر من قبلى "
-أن الآلهة المزعومة
لا تقدر على خلق ذبابة كما لا تقدر على استرداد ما أخذه الذباب منهم وفى هذا قال
تعالى بسورة الحج "يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون
الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف
الطالب والمطلوب "
-أن لو كان مع الله
آلهة أخرى لأخذ كل إله مخلوقاته فى جانب واستقل بهم ولكان بعض الآلهة أعلى أى أقوى
من بعض وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه
من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض "
-أن الآلهة المزعومة
لا تملك لنفسها جلب نفع أو دفع ضرر ولا تقدر على إماتة أو خلق أو إحياء أحد وفى
هذا قال تعالى بسورة الفرقان "واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم
يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا
"
-أن الآلهة المزعومة
لا تقدر على خلق الناس ورزقهم ولا إماتتهم ولا إحيائهم وفى هذا قال تعالى بسورة
الروم "الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل
ذلكم من شىء "
-أن الآلهة المزعومة
لا تملك قدر ذرة فى السموات والأرض وليس لهما فيها شرك أى ملك وليس لهم ظهير أى
ناصر لهم وفى هذا تعالى بسورة سبأ "قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا
يملكون مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من
ظهير "
-أن الآلهة المزعومة
ليس لها مخلوقات تدل على وجودها وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "هذا خلق الله
فأرونى ماذا خلق الذين من دونه "
والحمد لله رب
العالمين