[size="6"]
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
اخترت لكم هذه الكنوز من خلال بعض الاطلاع في رياض كتب أهل العلم ...سائلاً المولى النفع لي ولكم :
*عن سعيد بن المسيّب- رضي اللّه عنه- قال: «كتب إليّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امرىء مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسه للتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه. ومن كتم سرّه كانت الخيرة فى يده. وما كافأت من عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه. شعب الإيمان للبيهقي.
*عن الحسن رحمه اللّه- قال: سمعته يقول: «إنّ من الخيانة أن تحدّث بسرّ أخيك» كتاب الصمت وآداب اللسان، ابن أبي الدنيا .
* قيل: الصّبر على القبض على الجمر أيسر من الصّبر على كتمان السّرّ. الذريعة إلى مكارم الشريعة الأصفهاني.
*وقيل: أكثر ما يستنزل الإنسان عن سرّه في ثلاثة مواضع: عند الاضطجاع على فراشه.وعند خلوّه بعرسه. وفي حال سكره) الذريعة إلى مكارم الشريعة- الأصفهاني.
*قال الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى-: إنّ كظم الغيظ يحتاج إليه الإنسان إذا هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعوّد ذلك مدّة صار ذلك اعتيادا فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب وحينئذ يوصف بالحلم. الإحياء.
*قال الإمام الآجُرِّي رحمه الله : " ما ظنُّكم - رحمكم الله - بطريقٍ فيه آفاتٌ كثيرة , ويحتاجُ الناسُ إلى سلوكه في ليلةٍ ظلماء .. فقُيِّضَ لهم فيه مصابيحَ تضيءُ لهم , فسلكوهُ على السلامةِ والعافية , ثم جاءت طبقاتٌ من الناسِ لابد لهم من السلوك ِ فيهِ فسلكوا , فبينما هم كذلك إذ طُفِئتِ المصابيح , فبقوْا في الظلمة , فهكذا العلماءُ في الناس.
*قال ابن القيّم: «أنفع النّاس لك رجل مكّنك من نفسه حتّى تزرع فيه خيرا أو تصنع إليه معروفا، فإنّه نعم العون لك على منفعتك وكمالك، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر، وأضرّ النّاس عليك رجل مكّن نفسه منك حتّى تعصي اللّه فيه فإنّه عون لك على مضرّتك ونقصك» الفوائد (260).
*قال القرطبيّ في تفسير قوله تعالى:فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ.
أي فرّوا من معاصيه إلى طاعته. وقال ابن عبّاس: فرّوا إلى اللّه بالتّوبة من ذنوبكم، وعنه فرّوا منه إليه واعملوا بطاعته. وقال الحسين ابن الفضل: احترزوا من كلّ شيء دون اللّه فمن فرّ إلى غيره لم يمتنع منه. وقال أبو بكر الورّاق: فرّوا من طاعة الشّيطان إلى طاعة الرّحمن.وقال الجنيد: الشّيطان داع إلى الباطل ففرّوا إلى اللّه يمنعكم منه. وقال ذو النّون المصريّ: ففرّوا من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الشّكر. وقال عمرو بن عثمان: فرّوا من أنفسكم إلى ربّكم، وقال أيضا: فرّوا إلى ما سبق لكم من اللّه، ولا تعتمدوا على حركاتكم.وقال سهل بن عبد اللّه: فرّوا ممّا سوى اللّه إلى اللّه. تفسير القرطبي (مج 9، ج 17، ص 36، 37).
*قال الجاحظ: القناعة هي: الاقتصار على ما سنح من العيش، والرّضا بما تسهّل من المعاش، وترك الحرص على اكتساب الأموال وطلب المراتب العالية مع الرّغبة في جميع ذلك وإيثاره والميل إليه وقهر النّفس على ذلك والتّقنّع باليسير منه. تهذيب الأخلاق للجاحظ (22).
[/size]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
اخترت لكم هذه الكنوز من خلال بعض الاطلاع في رياض كتب أهل العلم ...سائلاً المولى النفع لي ولكم :
*عن سعيد بن المسيّب- رضي اللّه عنه- قال: «كتب إليّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امرىء مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسه للتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه. ومن كتم سرّه كانت الخيرة فى يده. وما كافأت من عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه. شعب الإيمان للبيهقي.
*عن الحسن رحمه اللّه- قال: سمعته يقول: «إنّ من الخيانة أن تحدّث بسرّ أخيك» كتاب الصمت وآداب اللسان، ابن أبي الدنيا .
* قيل: الصّبر على القبض على الجمر أيسر من الصّبر على كتمان السّرّ. الذريعة إلى مكارم الشريعة الأصفهاني.
*وقيل: أكثر ما يستنزل الإنسان عن سرّه في ثلاثة مواضع: عند الاضطجاع على فراشه.وعند خلوّه بعرسه. وفي حال سكره) الذريعة إلى مكارم الشريعة- الأصفهاني.
*قال الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى-: إنّ كظم الغيظ يحتاج إليه الإنسان إذا هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعوّد ذلك مدّة صار ذلك اعتيادا فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب وحينئذ يوصف بالحلم. الإحياء.
*قال الإمام الآجُرِّي رحمه الله : " ما ظنُّكم - رحمكم الله - بطريقٍ فيه آفاتٌ كثيرة , ويحتاجُ الناسُ إلى سلوكه في ليلةٍ ظلماء .. فقُيِّضَ لهم فيه مصابيحَ تضيءُ لهم , فسلكوهُ على السلامةِ والعافية , ثم جاءت طبقاتٌ من الناسِ لابد لهم من السلوك ِ فيهِ فسلكوا , فبينما هم كذلك إذ طُفِئتِ المصابيح , فبقوْا في الظلمة , فهكذا العلماءُ في الناس.
*قال ابن القيّم: «أنفع النّاس لك رجل مكّنك من نفسه حتّى تزرع فيه خيرا أو تصنع إليه معروفا، فإنّه نعم العون لك على منفعتك وكمالك، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر، وأضرّ النّاس عليك رجل مكّن نفسه منك حتّى تعصي اللّه فيه فإنّه عون لك على مضرّتك ونقصك» الفوائد (260).
*قال القرطبيّ في تفسير قوله تعالى:فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ.
أي فرّوا من معاصيه إلى طاعته. وقال ابن عبّاس: فرّوا إلى اللّه بالتّوبة من ذنوبكم، وعنه فرّوا منه إليه واعملوا بطاعته. وقال الحسين ابن الفضل: احترزوا من كلّ شيء دون اللّه فمن فرّ إلى غيره لم يمتنع منه. وقال أبو بكر الورّاق: فرّوا من طاعة الشّيطان إلى طاعة الرّحمن.وقال الجنيد: الشّيطان داع إلى الباطل ففرّوا إلى اللّه يمنعكم منه. وقال ذو النّون المصريّ: ففرّوا من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الشّكر. وقال عمرو بن عثمان: فرّوا من أنفسكم إلى ربّكم، وقال أيضا: فرّوا إلى ما سبق لكم من اللّه، ولا تعتمدوا على حركاتكم.وقال سهل بن عبد اللّه: فرّوا ممّا سوى اللّه إلى اللّه. تفسير القرطبي (مج 9، ج 17، ص 36، 37).
*قال الجاحظ: القناعة هي: الاقتصار على ما سنح من العيش، والرّضا بما تسهّل من المعاش، وترك الحرص على اكتساب الأموال وطلب المراتب العالية مع الرّغبة في جميع ذلك وإيثاره والميل إليه وقهر النّفس على ذلك والتّقنّع باليسير منه. تهذيب الأخلاق للجاحظ (22).