أكتب هذا قبل السقوط لنعرف العلاقة بين شراء «لجنة» وبيع «وطن»، فهذه الانتخابات نقطة تحول نقلتنا من البيع القطّاعى «للصوت» إلى بيع الجملة «باللجنة»، فما كادوا يعلنون عن أسماء الموظفين، الذين عينوهم على الصناديق حتى انتشر بعضهم على المقاهى ينادى «لجنة للبيع» والجميع يشترى من أول المرشح الراجع من الحج حتى المرشح الطالع من السجن، ولا حول ولا قوة إلا بالله على وطن يتلاشى وأمة تضيع، فاقرأ معى سطرين من الماضى وتحسر على أيام القاضى: أنا حضرت مصر، الله يرحمها، وأوعى لها كويس، ولما طلعوا بيها فاكر إن كبار المسؤولين كانوا فى مقدمة المشيعين، وفى الجنازة قال بعض المغرضين: «يقتلوا القتيل ويمشوا فى جنازته»، يومها أبويا «عويس» زغدنى فى كتفى وقال لى: «اسكت يا غبى»، قلت له: «مش انا يا آبا اللى قلت كده»، قال لى: «ما انا عارف يا غبى أنا باضربك علشان الأمن اللى حوالينا يعرف إن أنا مش موافق على الكلام ده»، وناس قالت: «والنبى ارتاحت، دى ما شافتش يوم تحكى عنه»، فأبويا عويس قال لهم: (اسكتوا، أحسن النعش طالع مطلع) فرد واحد وقال: (لأ يا حاج ده مش مطلع، دى المرحلة التاريخية اللى قبل المدافن)، وواحد سأل الدكتور: (هُمّه شرَّحوا الجثة؟)،
فالدكتور قال له: (أيوة، شرحوها وهى حية!) وفاكر أم حنفى: (كان عندها سبع عيال محدش فيهم اسمه حنفى) كانت بتعيَّط وتصوَّت وتقول: (ماتت بحسرتها لما باعوا حاجتها) وتصوت، فأبويا «عويس» مسك إيديها وبص فى صوابعها على الحبر الفوسفورى وقال لها: (إنتى مش صوَّتى قبل كده، خلاص ما تصوتيش تانى) والجماعة فى أول الصف كانوا بيقولوا لبعضهم: (وبعدين بقى، دى سابع بلد تموت فى إيدينا)، فواحد سمعهم وقال لهم: (ربنا يعوض عليكم) وصرخ واحد بصوت عالٍ: (دنيا.. دنيا)، فأبويا «عويس» قال له: (ما تتعبش نفسك مش هتسمعك) ولما الناس شافت أبويا «عويس» بيفهم كل حاجة سألوه: (صحيح الكفن مالوش جيوب؟)،
فأبويا «عويس» قال لهم: (ده كان زمان، الكفن دلوقتى بيعملوا له ست جيوب، وفيه ناس مقتدرة تعمله اتناشر حسب إمكانيات الميت) وبعد ما مشينا مسافة طويلة فى الشمس وصلنا عند المدافن والجماعة اللى فى أول الصف قالوا للمشيعين: (خلاص ارجعوا ومتشكرين قوى يا جماعة وسعيكم مشكور)، قلنا لهم: (أبداً، لازم نكمل السعى ونحضر الدفنة أحسن ترجع تانى).. فالجماعة بتوع أول صف قالوا لنا: (مفيش دفنة ولا حاجة، إحنا هنبيع الجثة لطلبة كلية الطب).
فالدكتور قال له: (أيوة، شرحوها وهى حية!) وفاكر أم حنفى: (كان عندها سبع عيال محدش فيهم اسمه حنفى) كانت بتعيَّط وتصوَّت وتقول: (ماتت بحسرتها لما باعوا حاجتها) وتصوت، فأبويا «عويس» مسك إيديها وبص فى صوابعها على الحبر الفوسفورى وقال لها: (إنتى مش صوَّتى قبل كده، خلاص ما تصوتيش تانى) والجماعة فى أول الصف كانوا بيقولوا لبعضهم: (وبعدين بقى، دى سابع بلد تموت فى إيدينا)، فواحد سمعهم وقال لهم: (ربنا يعوض عليكم) وصرخ واحد بصوت عالٍ: (دنيا.. دنيا)، فأبويا «عويس» قال له: (ما تتعبش نفسك مش هتسمعك) ولما الناس شافت أبويا «عويس» بيفهم كل حاجة سألوه: (صحيح الكفن مالوش جيوب؟)،
فأبويا «عويس» قال لهم: (ده كان زمان، الكفن دلوقتى بيعملوا له ست جيوب، وفيه ناس مقتدرة تعمله اتناشر حسب إمكانيات الميت) وبعد ما مشينا مسافة طويلة فى الشمس وصلنا عند المدافن والجماعة اللى فى أول الصف قالوا للمشيعين: (خلاص ارجعوا ومتشكرين قوى يا جماعة وسعيكم مشكور)، قلنا لهم: (أبداً، لازم نكمل السعى ونحضر الدفنة أحسن ترجع تانى).. فالجماعة بتوع أول صف قالوا لنا: (مفيش دفنة ولا حاجة، إحنا هنبيع الجثة لطلبة كلية الطب).