من طرف أبو سيف الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:32 pm
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أختي الفاضلة الزهراء إليك ما طلبت :
اولا نص القصة :
عن سعيد بن جبير قال : " لما نزلت هذه الآية : ( أفرءيتم اللات والعزى ) ( النجم : 19 ) قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى " فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون : إنه لم يذكر آلهتهم قبل اليوم بخير فسجد المشركون معه فأنزل الله : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته والله عليم حكيم ( 52 ) ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ( 53 ) وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صراط مستقيم ( 54 ) [ الحج ] ......
أما سند القصة :
( لا يغتر بمن قوى القصة ... فالعبرة بالدليل وليس من أحد معصوم إلا النبي محمد عليه الصلاة والسلام)
فهي عند ابن جرير في التفسير ورواها البزار في مسنده .
والحديث لا يصح بوجه من الوجوه فهو مابين ضعف السند ( من إرسال وجهالة رواة وضعف أيضا) وما بين نكارة المتن .
ففي الروايات كلها أو جلها أن الشيطان تكلم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الجملة الباطلة التي تمدح أصنام المشركين " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى "
وهل هذا يعقل في ديننا ؟؟؟؟؟؟؟؟
ففي أحد الروايات أنه صلى الله عليه وسلم قال عندما أنكر جبريل ذلك عليه " افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل وشركني الشيطان في أمر الله "
فهذه طامات يجب تنزيه الرسول منها لا سيما هذا الأخير منها فإنه لوكان صحيحا لصدق فيه عليه السلام - وحاشاه - قوله تعالى : " ولوتقول علينا بعض الأقاويل ( 44 ) لأخذنا منه باليمين ( 45 ) ثم لقطعنا من الوتين ( 46 ) [ الحاقة ]
فثبت مما تقدم بطلان هذه القصة سندا ومتنا . والحمد لله على توفيقه وهدايته ..
وممن قال ببطلان هذه القصة ونكارتها وضعفها :
الإمام أبو بكر ابن العربي في كتاب أحكام القرآن .
والإمام القاضي عياض في كتابه " الشفا في حقوق المصطفى " .
وفخر الدين محمد بن عمر بن الحسن الرازي في تفسيره " مفاتيح الغيب ".
والإمام محمد بن أحمد الأنصاري أبوعبدالله القرطبي في " أحكام القرآن " .
والإمام محمد بن يوسف بن علي الكرماني من شراح " البخاري ".
والإمام محمود بن أحمد بدر الدين العيني في " عمدة القاري " .
محمد بن علي بن محمد اليمني الشوكاني في " فتح القدير ".
السيد محمود أبوالفضل شهاب الدين الآلوسي في " روح المعاني ".
والشيخ صديق حسن خان أبوالطيب في تفسيره " فتح البيان " .
انتهى ملخصا من كتاب نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ..
والله اعلم وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ......