ثلاثة أمثال في قصة
الحديث ذو شجون
أسعد أم سعيد
سبق السيف العذل
الحديث ذو شجون يضرب به المثل في الحديث يتذكر به غيره وقد نظم هذا ومثلا آخر في بيت يقول :
تذكر نجدا والحديث ذو شجون --- فجن اشتياقا والجنون فنون
أول من قال هذا المثل ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وكان له ابنان : سعد و سعيد، فنفرت إبل لضبة تحت الليل فوجه ابنيه في طلبها فتفرقا فوجدها سعد فردها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بردان، فسأله الحارث إياهما فأبى عليه فقتله وأخذ برديه فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سوادا قال :
أسعد أم سعيد ؟
فذهب قوله مثلا يضرب في النجاح والخيبة.
فمكث ضبة بذلك ما شاء الله أن يمكث ثم إنه حج فوافى عكاظ فلقي بها الحارث بن كعب ورأى عليه بردي ابنه سعيد فعرفهما فقال له :
هل أنت مخبري ما هذان البردان اللذان عليك ؟
قال : بلى، لقيت غلاما فسألته إياهما فأبى علي فقتلته وأخذتهما.
فقال ضبة : أبسيفك هذا ؟
قال : نعم
فقال : فأعطنيه أنظر إليه فإني أظنه صارما.
فأعطاه الحارث سيفه فلما أخذه من يده هزه وقال : الحديث ذو شجون ثم ضربه به حتى قتله، فقيل له :
يا ضبة أفي الشهر الحرام ؟
فقال : سبق السيف العذل.
فهو أول من سار عنه هذه الأمثال الثلاثة.
قال الفرزدق :
لا تأمنن الحرب إن استعارها --- كضبة إذ قال الحديث ذو شجون