الحمد لله، والصلاة والسلام على خير عباد الله سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و سلم، وبعد:
فهذا هو جدول حفظ القرآن الكريم أقدمه بين يدي المقبلين على حفظ كتاب الله عز وجل وهو كما سترون لا يعتمد على مراجع بقدر ما يعتمد على الخبرة والمشاورة والاستقراء لواقع أحوال المخاطبين، ولبه هو حفظ القرآن كاملاً، بوضع برنامج يقودك من أول القرآن إلى آخره، بمنهجية دقيقة لمن لديه إرادة وعزيمة صادقة، وجعلته ملائما لمن له همة عالية، موظفا كان أو بائعا أو حرفيا، ذكرا كان أو أنثى، حتى لا يفوت أحدهم فضل حفظ كتاب الله، والتمتع بسوره وآياته وأحكامه وقصصه...، فهو أفضل ما تصرف فيه الأعمار، فتغتنم الشهور والأيام والساعات، ويتقرب فيها إلى المولى عز و جل من طاعات، ويواظب فيها على فعل الخيرات إلى الممات، والذي دعاني لوضع هذا البرنامج أسباب منها:
- العمل لدين الله، فهو خير ما يشغل الأوقات وتفنى فيه الأعمار.
- تعليم القرآن والتعاون على حفظه في الصدور، فهو عمل جليل مشهور حتى يبقى مصونا من التغيير والتبديل اللذين أصابا الكتب السماوية السابقة.
- النصيحة لكتاب الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ..»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قال الطحاوي رحمه الله: "أن ذلك عندنا على تعليم كتابه.."[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- فرحتنا بكثرة أحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سمع ضجة في المسجد يقرؤون القرآن ويقرئونه قال: «طوبى لهؤلاء! هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم».
- انقطاع بعض الناس عن الحفظ لفقدان المنهجية الصحيحة كمن يبدأ مخلطا سورة من أول القرآن وأخرى من آخره، و جزءا من وسطه، ثم بعد ذلك يريد الربط بين أوله وآخره، فهذا تصعب عليه المراجعة والأوراد اليومية، فغالبا ما ينتهي به المسار إلى العجز، بل يفتقد ما حفظ من قبل.
- مساعدة المدرسين في حلقات التحفيظ لضبط مسار طلابهم.
- مساعدة الآباء لضبط مسار أبنائهم مع كتاب ربهم.
- تمكين جميع المسلمين من محاسبة أنفسهم حتى لا يقعوا في الهجر الذي حذر منه نبيهم صلى الله عليه وسلم.
- نجاح رسالتنا "المنهاج القويم لحفظ القرآن الكريم" التي لقيت استحسانا لدى كثير من الناس، مما أدى ببعض الأفاضل أن طلبوا مني وضع برنامج لحفظ كتاب الله عز وجل لفئة خاصة بحيث يتمكنون من حفظه في سنتين وفئة أخرى تحفظه في سنة. فأجبتهم على دعوتهم وتوكلت على الله عز وجل.
فكل المسلمين بحمد الله للقرآن مكانة عالية وحب خاص في نفوسهم، وتطمئن قلوبهم عند الاستماع إليه، ويعلمون ما لحافظ القرآن من الفضل والأجر عند الله في الدنيا والآخرة،.. لكن المشاغل والشهوات والسعي وراء جمع الثروات، .. حالت بين الكثير منهم وبين كتاب الله حفظا وتلاوة وفهما وتعلما وتعليما، .. والذي يلزم جميعهم أن يجعلوا للقرآن نصيبا من وقتهم، بل يجعلوه زادهم اليومي، ومصدر قوتهم الإيمانية، وصلاح مضغتهم الجسدية، .. أليس من استرشد به رشد، ومن قال به صدق، ومن استهدي به هُدي، ومن استشفي به شفي، ..؟ بلى، ..
فحفظ القرآن من أسما المطالب، وأفضل المكاسب، وأعلى المراتب، .. لكن للوصول إلى هذه العبادة السامية، لابد من نية وهمة واستمرارية، وخطة ومنهجية.
أسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص والسداد في القول والعمل، وأن ينفع بهذا البرنامج كل من أقبل على حفظ القرآن الكريم، وأن يكون صلة وصل بين المدرسين وطلابهم، والآباء وأبنائهم، والأزواج وزوجاتهم،.. فهذه هي المحاسبة التي يجب أن تكون بين المسلمين لا محاسبة الأموال والأقوال.
الطريقة المختارة كما تجدها في الجدول
أولا - تحديد نسبة الحفظ اليومي: وذلك بتخصيص عدد من الآيات لحفظها يوميًا، والذي أنصح به لهذه الفئة هو صفحة في اليوم الأول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. واتباع الخطوات الآتية:
- أن يسمع مقرر الحفظ اليومي من شيخه أولا، ثم بعد ذلك يقرأه عليه، حتى يتجنب اللحن بنوعيه: الجلي والخفي، وإن لم يتيسر فليسمع له من شريط.
- يجلس في مكان تقل فيه الضوضاء والتشويش والحركة.
- ثم يبدأ بقراءة ذلك المقرر بالجهر، وينظر في مصحفه على الأقل خمس مرات حتى يجمع بين حاستي السمع والبصر؛ لأن الحفظ يكون بهما معا.
- ثم يبدأ يحفظ الآية الأولى ويكررها عدة مرات حتى يحفظها، ثم يمر للثانية، فإذا حفظها يجمعهما، ويمر للثالثة ... وهكذا إلى آخر المقرر. أما الآيات الطويلة فيقسمها مقاطع ويجري عليها العملية نفسها.
- يجمع ذهنه على ما يحفظ ويركز عليه؛ لأن هناك من يقرأ بلسانه وذهنه شارد؛ فهذا يتعب نفسه لا أقل ولا أكثر. قال ابن القيم رحمه الله: «إذا أردت الانتفاع بالقرآن؛ فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله،
ثانيا: - التكرار: بعد تصحيح النطق وحفظ المطلوب تقوم بالتكرار والترداد؛ لأن عملية التكرار تقوي الحفظ الجديد، وتحميه من التفلت والنسيان. والذي أنصحك به:
- أن تكرر ما حفظت في يومك عشر مرات على الأقل. فالتكرار للقرآن الكريم هو أساس كل حفظ جديد.
وفي اليوم الثاني: عندما تريد أن تحفظ المقرر الجديد فلا تبدأ من أول آية جديدة، بل ارجع إلى آيتين أو ثلاث من محفوظ الأمس وابدأ منها.
واتبع هذه الخطوات لمدة ستة أيام –يعني ست صفحات في الأسبوع- وفي اليوم السابع جعلته عطلة لمن قام بواجبه، أما من تعذر عليه القيام ببرنامجه في الأسبوع فليجعل هذا اليوم بمثابة استدراك لما فاته.
ثالثا: - الورد اليومي: فلا بد من تعاهد القرآن والمداومة على تكراره؛ لأنه أسرع تفلتا وذهابا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
فالحرص على مراجعة المحفوظ بشكل منظم هو الكفيل بعدم تفلته من القلوب، فلابد من ورد دائم أقله ثلاثة أحزاب من القرآن كل يوم، هذا عندما يكون الحفظ أقل من خمسة عشر حزبا، وأربعة أحزاب بعد تجاوز ربع القرآن إلى نصفه، وخمسة أحزاب بعد تجاوز نصف القرآن إلى خمسة وأربعين حزبا، وستة أحزاب إلى نهاية القرآن، وبذلك يتمكن الحافظ من ختم القرآن في عشرة أيام بمعدل ثلاث مرات في الشهر، -ومن زاد فهو أفضل وأحسن وأتقن للمحفوظ-.
ولا ينبغي أن يحول شيء بينك وبين إكمال وردك، وهذا دأب الصحابة رضوان ربي عليهم، وتابعيهم، وإن كنت متعبا اقرأه ولو مضطجعا على فراشك، قال الله تعالى وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « إني لأقرأ حزبي أو عامة حزبي وأنا مضطجعة على فراشي»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
رابعا: - المحفوظ الأخير: هو الحزب الأخير الذي قبل المقرر الذي تريد أن تحفظ في الأسبوع الموالي. ومن فوائد هذا الحزب أنك تكرر الحفظ الجديد على الأقل عشرة أيام مرة في اليوم، وبذلك يثبت كل حفظ جديد حتى يضاف إلى الورد اليومي.
تنبيه:
نصيحة أغلى من الذهب: لو تفضلت أخي الكريم –وفقني الله وإياك للعمل الصالح- أن تراجع هذا الحزب الأخير وأنت في الصلاة خاصة قيام الليل، فهذا يكون أفضل، وهو السر وراء حفظ القرآن وضبطه وإتقانه، وعمدة قولنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ويمكن أن يكون من أول الليل لمن لا يوقن من نفسه القيام في آخره. ومن فاته حزبه من الليل فينبغي له أن يقضيه في النهار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ »[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. والمقصود: من فاته في الليل شيء فله في النهار فراغ للاستدراك. فالحرص الحرص على عدم فواته مهما حالت دونه الحوائل ، أو اعترضته العوارض ، فالسلف رضوان الله عليهم كانوا يعلمون يقينا أن هذا هو غذاء القلب الذي لا يحيى بدونه ، إنهم يحرصون على غذاء القلب قبل غذاء البدن.
أسبوع الضبط والمراجعة: ويكون على الشكل التالي:
من الحزب الأول إلى 15: على القارئ الكريم أن يقرأ خمسة أحزاب في اليوم.
من 16 إلى 30: على القارئ الكريم أن يقرأ ستة أحزاب في اليوم.
من 31 إلى 45: على القارئ الكريم أن يقرأ ثمانية أحزاب في اليوم.
من 49 إلى 60: على القارئ الكريم أن يقرأ عشرة أحزاب في اليوم.
تنبيه:
- لا ينتقل القارئ الكريم إلى الحفظ الجديد إلا بعد ضبط المحفوظ السابق ضبطا متقنا.
والمراجعة في هذه المراحل تكون بالشكل التالي:
- الانتباه للمتشابه من الآيات، فإذا مررت بآية من المتشابهات فتوقف عندها، واعرف مكانها ومكان الآية التي تشبهها، واحصر وجه الشبه ووجه الاختلاف إن كانت متقـاربة.
- التأكيد على الآيات التي تخطئ فيها أثناء الورد اليومي، ولو بكتابتها في ورقة.
- ضبط الأرباع غير متقنة الحفظ في هذه المدة.
- ضبط أواخر الآيات؛ لأنه كثيرًا ما يُشكل على الحافظ تذييل أو ختام الآيات، وهي بلا شك تُختم بجمل لها ارتباط بمضمون الآية.
- الاستفادة من الشيخ الذي تقرأ عليه، فهو أكثر منك إتقاناً فيُرشدك إلى الآيات المتشابهات ومواضعها.
- إمامة المصلين في المساجد، خاصة صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، فهي أكبر معين على ضبط المحفوظ.
اعلم رحمك الله أنك ستمر بمراحل نشاط وفتور:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن للقوب نشاطا وإقبالا، وإن لها تولية وإدبارا»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ضع في اعتبارك أنه سيمر بك وقت أو أوقات أثناء مسيرة حفظك تنغلق فيه الذاكرة، ويتعذر عليك الحفظ، ويثقل عليك الورد اليومي؛ لأن هذا النشاط لن يستمر معك طوال شهور الحفظ، ويكون لذلك أثر عكسي عليك، وسنتخشى من تفلت حفظك القديم، وتتحسر على وضعك، وتعيش أزمة نفسية حتى إن نفسك قد تحدثك بأنك لا تصلح لحفظ كتاب الله عز وجل، ومثلك لا يستحق هذا الشرف العظيم.
اعلم –حفظك الله من ذلك- أن هذا الأمر جد طبيعي فقد تزول هذه المرحلة. فحاول أن تتغلب على نفسك وتجمع بين الحفظ والمراجعة؛ بحيث لا تنقطع عن برنامجك اليومي مع أنه سيكون بشكل أقل من السابق، فذلك أفضل، ولا تيئس فهي أزمة ستمر فسدد وقارب، ولكن لا تهجر كتاب الله، واعلم أن مع العسر يسرا، وستأتي أيام تكون فيها نشيطا قوي العزيمة والهمة وتعوض كل ما ضاع منك.
الذي أنصح به خلال هذه المدة –مرحلة الأزمة-:
- أكثر من الاستماع إلى أشرطة القرآن.
- أكثر من الاستماع إلى الدروس العلمية، ومجالس العلم.
- اقرأ كتب التفسير والحديث، خاصة فضائل القرآن وفضائل حامله.
- أخبر شيخك بما تحس وتشعر.
- اقرأ تراجم السلف وأحوالهم مع القرآن الكريم. - اعلم أن للشيطان يدا في ذلك.
أبو هاجر بن معروف عبد الرزاق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] البخاري معلقا ومسلم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مشكل الآثار (2/300).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه، وإن قلَّ» البخاري (43 و6464) ومسلم (782). فالتخفيف في مثل هذه الطاعات يكون معه الدوام، والنشاط، فيكثر الثواب لتكرار العمل، وفراغ القلب، بخلاف الشاق منها، فإنه يكون معه الانقطاع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] البخاري (5031) ومسلم (789) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ابن أبي شيبة (2|124).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مسلم (747).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مسلم (515).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الدارمي (448).
فهذا هو جدول حفظ القرآن الكريم أقدمه بين يدي المقبلين على حفظ كتاب الله عز وجل وهو كما سترون لا يعتمد على مراجع بقدر ما يعتمد على الخبرة والمشاورة والاستقراء لواقع أحوال المخاطبين، ولبه هو حفظ القرآن كاملاً، بوضع برنامج يقودك من أول القرآن إلى آخره، بمنهجية دقيقة لمن لديه إرادة وعزيمة صادقة، وجعلته ملائما لمن له همة عالية، موظفا كان أو بائعا أو حرفيا، ذكرا كان أو أنثى، حتى لا يفوت أحدهم فضل حفظ كتاب الله، والتمتع بسوره وآياته وأحكامه وقصصه...، فهو أفضل ما تصرف فيه الأعمار، فتغتنم الشهور والأيام والساعات، ويتقرب فيها إلى المولى عز و جل من طاعات، ويواظب فيها على فعل الخيرات إلى الممات، والذي دعاني لوضع هذا البرنامج أسباب منها:
- العمل لدين الله، فهو خير ما يشغل الأوقات وتفنى فيه الأعمار.
- تعليم القرآن والتعاون على حفظه في الصدور، فهو عمل جليل مشهور حتى يبقى مصونا من التغيير والتبديل اللذين أصابا الكتب السماوية السابقة.
- النصيحة لكتاب الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ..»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قال الطحاوي رحمه الله: "أن ذلك عندنا على تعليم كتابه.."[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- فرحتنا بكثرة أحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سمع ضجة في المسجد يقرؤون القرآن ويقرئونه قال: «طوبى لهؤلاء! هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم».
- انقطاع بعض الناس عن الحفظ لفقدان المنهجية الصحيحة كمن يبدأ مخلطا سورة من أول القرآن وأخرى من آخره، و جزءا من وسطه، ثم بعد ذلك يريد الربط بين أوله وآخره، فهذا تصعب عليه المراجعة والأوراد اليومية، فغالبا ما ينتهي به المسار إلى العجز، بل يفتقد ما حفظ من قبل.
- مساعدة المدرسين في حلقات التحفيظ لضبط مسار طلابهم.
- مساعدة الآباء لضبط مسار أبنائهم مع كتاب ربهم.
- تمكين جميع المسلمين من محاسبة أنفسهم حتى لا يقعوا في الهجر الذي حذر منه نبيهم صلى الله عليه وسلم.
- نجاح رسالتنا "المنهاج القويم لحفظ القرآن الكريم" التي لقيت استحسانا لدى كثير من الناس، مما أدى ببعض الأفاضل أن طلبوا مني وضع برنامج لحفظ كتاب الله عز وجل لفئة خاصة بحيث يتمكنون من حفظه في سنتين وفئة أخرى تحفظه في سنة. فأجبتهم على دعوتهم وتوكلت على الله عز وجل.
فكل المسلمين بحمد الله للقرآن مكانة عالية وحب خاص في نفوسهم، وتطمئن قلوبهم عند الاستماع إليه، ويعلمون ما لحافظ القرآن من الفضل والأجر عند الله في الدنيا والآخرة،.. لكن المشاغل والشهوات والسعي وراء جمع الثروات، .. حالت بين الكثير منهم وبين كتاب الله حفظا وتلاوة وفهما وتعلما وتعليما، .. والذي يلزم جميعهم أن يجعلوا للقرآن نصيبا من وقتهم، بل يجعلوه زادهم اليومي، ومصدر قوتهم الإيمانية، وصلاح مضغتهم الجسدية، .. أليس من استرشد به رشد، ومن قال به صدق، ومن استهدي به هُدي، ومن استشفي به شفي، ..؟ بلى، ..
فحفظ القرآن من أسما المطالب، وأفضل المكاسب، وأعلى المراتب، .. لكن للوصول إلى هذه العبادة السامية، لابد من نية وهمة واستمرارية، وخطة ومنهجية.
أسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص والسداد في القول والعمل، وأن ينفع بهذا البرنامج كل من أقبل على حفظ القرآن الكريم، وأن يكون صلة وصل بين المدرسين وطلابهم، والآباء وأبنائهم، والأزواج وزوجاتهم،.. فهذه هي المحاسبة التي يجب أن تكون بين المسلمين لا محاسبة الأموال والأقوال.
الطريقة المختارة كما تجدها في الجدول
أولا - تحديد نسبة الحفظ اليومي: وذلك بتخصيص عدد من الآيات لحفظها يوميًا، والذي أنصح به لهذه الفئة هو صفحة في اليوم الأول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. واتباع الخطوات الآتية:
- أن يسمع مقرر الحفظ اليومي من شيخه أولا، ثم بعد ذلك يقرأه عليه، حتى يتجنب اللحن بنوعيه: الجلي والخفي، وإن لم يتيسر فليسمع له من شريط.
- يجلس في مكان تقل فيه الضوضاء والتشويش والحركة.
- ثم يبدأ بقراءة ذلك المقرر بالجهر، وينظر في مصحفه على الأقل خمس مرات حتى يجمع بين حاستي السمع والبصر؛ لأن الحفظ يكون بهما معا.
- ثم يبدأ يحفظ الآية الأولى ويكررها عدة مرات حتى يحفظها، ثم يمر للثانية، فإذا حفظها يجمعهما، ويمر للثالثة ... وهكذا إلى آخر المقرر. أما الآيات الطويلة فيقسمها مقاطع ويجري عليها العملية نفسها.
- يجمع ذهنه على ما يحفظ ويركز عليه؛ لأن هناك من يقرأ بلسانه وذهنه شارد؛ فهذا يتعب نفسه لا أقل ولا أكثر. قال ابن القيم رحمه الله: «إذا أردت الانتفاع بالقرآن؛ فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله،
ثانيا: - التكرار: بعد تصحيح النطق وحفظ المطلوب تقوم بالتكرار والترداد؛ لأن عملية التكرار تقوي الحفظ الجديد، وتحميه من التفلت والنسيان. والذي أنصحك به:
- أن تكرر ما حفظت في يومك عشر مرات على الأقل. فالتكرار للقرآن الكريم هو أساس كل حفظ جديد.
وفي اليوم الثاني: عندما تريد أن تحفظ المقرر الجديد فلا تبدأ من أول آية جديدة، بل ارجع إلى آيتين أو ثلاث من محفوظ الأمس وابدأ منها.
واتبع هذه الخطوات لمدة ستة أيام –يعني ست صفحات في الأسبوع- وفي اليوم السابع جعلته عطلة لمن قام بواجبه، أما من تعذر عليه القيام ببرنامجه في الأسبوع فليجعل هذا اليوم بمثابة استدراك لما فاته.
ثالثا: - الورد اليومي: فلا بد من تعاهد القرآن والمداومة على تكراره؛ لأنه أسرع تفلتا وذهابا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
فالحرص على مراجعة المحفوظ بشكل منظم هو الكفيل بعدم تفلته من القلوب، فلابد من ورد دائم أقله ثلاثة أحزاب من القرآن كل يوم، هذا عندما يكون الحفظ أقل من خمسة عشر حزبا، وأربعة أحزاب بعد تجاوز ربع القرآن إلى نصفه، وخمسة أحزاب بعد تجاوز نصف القرآن إلى خمسة وأربعين حزبا، وستة أحزاب إلى نهاية القرآن، وبذلك يتمكن الحافظ من ختم القرآن في عشرة أيام بمعدل ثلاث مرات في الشهر، -ومن زاد فهو أفضل وأحسن وأتقن للمحفوظ-.
ولا ينبغي أن يحول شيء بينك وبين إكمال وردك، وهذا دأب الصحابة رضوان ربي عليهم، وتابعيهم، وإن كنت متعبا اقرأه ولو مضطجعا على فراشك، قال الله تعالى وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « إني لأقرأ حزبي أو عامة حزبي وأنا مضطجعة على فراشي»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
رابعا: - المحفوظ الأخير: هو الحزب الأخير الذي قبل المقرر الذي تريد أن تحفظ في الأسبوع الموالي. ومن فوائد هذا الحزب أنك تكرر الحفظ الجديد على الأقل عشرة أيام مرة في اليوم، وبذلك يثبت كل حفظ جديد حتى يضاف إلى الورد اليومي.
تنبيه:
نصيحة أغلى من الذهب: لو تفضلت أخي الكريم –وفقني الله وإياك للعمل الصالح- أن تراجع هذا الحزب الأخير وأنت في الصلاة خاصة قيام الليل، فهذا يكون أفضل، وهو السر وراء حفظ القرآن وضبطه وإتقانه، وعمدة قولنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ويمكن أن يكون من أول الليل لمن لا يوقن من نفسه القيام في آخره. ومن فاته حزبه من الليل فينبغي له أن يقضيه في النهار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ »[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. والمقصود: من فاته في الليل شيء فله في النهار فراغ للاستدراك. فالحرص الحرص على عدم فواته مهما حالت دونه الحوائل ، أو اعترضته العوارض ، فالسلف رضوان الله عليهم كانوا يعلمون يقينا أن هذا هو غذاء القلب الذي لا يحيى بدونه ، إنهم يحرصون على غذاء القلب قبل غذاء البدن.
أسبوع الضبط والمراجعة: ويكون على الشكل التالي:
من الحزب الأول إلى 15: على القارئ الكريم أن يقرأ خمسة أحزاب في اليوم.
من 16 إلى 30: على القارئ الكريم أن يقرأ ستة أحزاب في اليوم.
من 31 إلى 45: على القارئ الكريم أن يقرأ ثمانية أحزاب في اليوم.
من 49 إلى 60: على القارئ الكريم أن يقرأ عشرة أحزاب في اليوم.
تنبيه:
- لا ينتقل القارئ الكريم إلى الحفظ الجديد إلا بعد ضبط المحفوظ السابق ضبطا متقنا.
والمراجعة في هذه المراحل تكون بالشكل التالي:
- الانتباه للمتشابه من الآيات، فإذا مررت بآية من المتشابهات فتوقف عندها، واعرف مكانها ومكان الآية التي تشبهها، واحصر وجه الشبه ووجه الاختلاف إن كانت متقـاربة.
- التأكيد على الآيات التي تخطئ فيها أثناء الورد اليومي، ولو بكتابتها في ورقة.
- ضبط الأرباع غير متقنة الحفظ في هذه المدة.
- ضبط أواخر الآيات؛ لأنه كثيرًا ما يُشكل على الحافظ تذييل أو ختام الآيات، وهي بلا شك تُختم بجمل لها ارتباط بمضمون الآية.
- الاستفادة من الشيخ الذي تقرأ عليه، فهو أكثر منك إتقاناً فيُرشدك إلى الآيات المتشابهات ومواضعها.
- إمامة المصلين في المساجد، خاصة صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، فهي أكبر معين على ضبط المحفوظ.
اعلم رحمك الله أنك ستمر بمراحل نشاط وفتور:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن للقوب نشاطا وإقبالا، وإن لها تولية وإدبارا»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ضع في اعتبارك أنه سيمر بك وقت أو أوقات أثناء مسيرة حفظك تنغلق فيه الذاكرة، ويتعذر عليك الحفظ، ويثقل عليك الورد اليومي؛ لأن هذا النشاط لن يستمر معك طوال شهور الحفظ، ويكون لذلك أثر عكسي عليك، وسنتخشى من تفلت حفظك القديم، وتتحسر على وضعك، وتعيش أزمة نفسية حتى إن نفسك قد تحدثك بأنك لا تصلح لحفظ كتاب الله عز وجل، ومثلك لا يستحق هذا الشرف العظيم.
اعلم –حفظك الله من ذلك- أن هذا الأمر جد طبيعي فقد تزول هذه المرحلة. فحاول أن تتغلب على نفسك وتجمع بين الحفظ والمراجعة؛ بحيث لا تنقطع عن برنامجك اليومي مع أنه سيكون بشكل أقل من السابق، فذلك أفضل، ولا تيئس فهي أزمة ستمر فسدد وقارب، ولكن لا تهجر كتاب الله، واعلم أن مع العسر يسرا، وستأتي أيام تكون فيها نشيطا قوي العزيمة والهمة وتعوض كل ما ضاع منك.
الذي أنصح به خلال هذه المدة –مرحلة الأزمة-:
- أكثر من الاستماع إلى أشرطة القرآن.
- أكثر من الاستماع إلى الدروس العلمية، ومجالس العلم.
- اقرأ كتب التفسير والحديث، خاصة فضائل القرآن وفضائل حامله.
- أخبر شيخك بما تحس وتشعر.
- اقرأ تراجم السلف وأحوالهم مع القرآن الكريم. - اعلم أن للشيطان يدا في ذلك.
أبو هاجر بن معروف عبد الرزاق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] البخاري معلقا ومسلم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مشكل الآثار (2/300).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه، وإن قلَّ» البخاري (43 و6464) ومسلم (782). فالتخفيف في مثل هذه الطاعات يكون معه الدوام، والنشاط، فيكثر الثواب لتكرار العمل، وفراغ القلب، بخلاف الشاق منها، فإنه يكون معه الانقطاع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] البخاري (5031) ومسلم (789) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ابن أبي شيبة (2|124).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مسلم (747).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مسلم (515).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الدارمي (448).
مع تحيات اخوكم فى الله محب الله ابو فارس المصري