ترجمة جلال الدين السيوطي
]هو عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان ابن ناصر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الحضيري الأسيوطي "(1
هذا اسمه كما ذكر هو في كتابه حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة والحضيري نسبة إلى محلة بغداد في الجانب الشرقي وتعرف بسوق حضير ، والأسيوطي نسبة إلى أسيوط وهى مدينة غرب النيل بصعيد مصر وكذلك نٌسب فقيل : السيوطي , فذكر بعضهم السيوطي والبعض الآخر الأسيوطي
[/size
ترجمة جلال الدين السيوطي
]مــــــــــــولـــــــــده : -
[size=12]ولد في ليلة الأحد من مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمان مئة ( 849 هـ ) .
نشــــــــأتـــــــــه :
نشأ السيوطي يتيمًا , حفظ القرآن وهو في سن ثماني سنوات وحباه الله بذكاء وسرعة تفكير وسرعة تعلم مما جعله إماماً من أئمة الدين في عصره ، فتعلم النحو والفقه والفرائض . كيف لا ؟!! وقد نشأ السيوطي في بيت علم , فجده الأعلى كما يقول هو في ترجمته لنفسه : " همام الدين " كان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطريقة " , أما من دونه " كانوا من أهل الوجاهة والرياسة , منهم من ولي الحكم ببلده , ومنهم من ولي الحسبة بها , ومنهم من كان تاجرًا في صحبة الأمير شيخون وبنى مدرسة بأسيوط ووقف عليها أوقافًا " .
أما والده فيقول عنه في كتابه " التحدث بنعمة الله "(1) : " والدي هو الإمام العلامة ذو الفنون الفقيه الفرض الحاسب الأصولي الجدلي النحوي التصريفي البياني البديعي المنشئ المترسل البارع كمال الدين أبو المناقب ....." .
ويقول عن مصنفات والده في نفس الكتاب : " وللوالد تعاليق وفوائد ضاعت ، ولم أقف عليها , ومما رأيته من تعاليقه حواش على " شرح الألفية " لابن المصنف وصل فيها إلى الإضافة , وهى الآن في خزانة سلطان العصر قانصوه الغوري , وحاشية على " العضد " ورسالة في إعراب قول " المنهاج " , توفى أبوه بذات الحبن وقت أذان العشاء لليلة الاثنين من صفر سنة خمسة وخمسين وثمانمائة , وكان أبوه يختم القرآن في كل أسبوع مرة .
شيـــــــــوخــــــه : ـ
شيوخ السيوطي بلغت ست مئة شيخ ذكر ذلك تلميذه الشعراني في طبقاته الصغرى, أما أسماء شيوخه إجازة وسماعاً بلغوا إحدى وخمسين نفسًا ولعل أبرز شيوخه كما ذكر هو في كتابه حسن المحاضرة عندما ترجم لنفسه : ـ
( 1 )- تقي الدين الشمني الحنفي المتوفي سنة (872 هـ ) :
لازمه أربع سنوات وكتب له تقريظًا على شرح ألفية ابن مالك وعلى جمع الجوامع .
( 2 ) – محيي الدين الكافيجي المتوفي سنة ( 879 هـ ) :
لزمه أربع عشرة سنة وأخذ عنه علوم التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك
( 3 ) – علم الدين البلقيني :
شيخ الإسلام لازمه السيوطي حتى مات , وعندما ألف جلال الدين كتابه الأول "شرح الاستعاذة والبسملة " أوقفه على شيخه علم الدين , وكان ذلك في مستهل سنة ست وستين وثمانمائة , فكتب عليه تقريظًا , ثم لازم ولده بعد وفاته .
( 4 ) - شرف الدين المناوي :
لازمه بعد وفات ابن علم الدين البلقيني سنة ثمان وسبعين وثمانمائة , فقرأ عليه قطعة من المنهاج , وسمع دروسًا من شرح البهجة ومن حاشية عليها , ومن تفسير البيضاوي .
( 5 ) جلال الدين المحلي :
هو أشهر من ارتبط اسمه بالسيوطي وعملا مع بعضهما تفسير الجلالين للقرآن الكريم , وقد ترجم له السيوطي .
( 6 ) – عبد القادر بن أبي القاسم الأنصاري :
قاضي قضاة مكة وأحد الشيوخ المرموقين , له تأليف في الفقه المالكي وعلوم العربية والعروض , توفي في مستهل شعبان سنة ثمانين وثمانمائة . وللسيوطي شيوخ آخرين نذكر منهم على سبيل المثال :
شهاب الدين الشارمساحي الذي أعطى للسيوطي إجازة بتدريس اللغة , وقاضي القضاة العز أحمد بن إبراهيم الكناني , وشمس الدين البابي .
هذا وللسيوطي شيوخ من النساء وليس من الرجال فقط ومنهن :
- أمة العزيز بنت محمد الإبناس .
- فاطمة بنت جار الله بن صالح الطبري .
- صفية بنت ياقوت المكية .
- رقية بنت عبد القوي بن محمد الجاوي .
- عائشة بنت عبد الهادي .
- سارة بنت السراج بن جماعة .
- زينب بنت الحافظ العراقي وأختاها جويرية وأم أيمن .
تــــــلاميــــذه :
تلقى السيوطي العلم على أيدي الكثير من الشيوخ والعلماء , كما تلقى عنه العلم أيضًا كثيرًا وساروا علامات في عصرهم , منهم :
( 1 ) - شمس الدين محمد الداودي :
شيخ أهل الحديث في عصره وترجم له الحافظ السيوطي , توفي يوم الأربعاء ثمان وعشرون من شوال سنة ( 945 هـ ) .
( 2 ) - ابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي :
كان ماهرًا في النحو علامة في الفقه مشهورًا بالحديث .
( 3 ) - شمس الدين بن محمد بن أحمد الشهير بابن العجيمي :
توفي ببيت المقدس في رمضان سنة ( 938 هـ ) , أخذ أيضًا عن البرهان بن أبي شريف والقاضي زكريا , والشمس السخاوي وغيرهم .
ونظرًا لعلم السيوطي ولي السيوطي مناصبًا عديدة منها إجازته في تدريس العربية في مستهل سنة ( 866 هـ ) , وكذلك إجازته في التدريس والإفتاء سنة ( 876 هـ ) , كما قام بتدريس الحديث بالشيخونية , وتولى مشيخة التصوف بتربة برقوق نائب أهل الشام, وكذا مشيخة الخانقاة البيبرسية .
مصــــنفاتــــــه :
تعددت مصنفات السيوطي في علوم الحديث والقرآن واللغة والفقه والتاريخ والأدب وغير ذلك من العلوم , قد ذكر السيوطي مصنفاته وعددها في كتابه " التحدث بنعمة الله" وقسمها إلى سبعة أقسام :
* القســـــم الأول :
ما ادعى فيه التفرد ومعناه أنه لم يٌؤلف له نظير في الدنيا فيما علمت وذكر :
( 1 ) – الإتقان في علوم القرآن .
( 2 ) - الدر المنثور في التفسير بالمأثور .
( 3 ) - ترجمان القرآن .
( 4 ) - أسرار التنزيل .
( 5 ) - الإكليل في استنباط التنزيل .
وعدّ ثمانية عشر مؤلفًا .
* القســـــــــم الثاني :
ما أٌلف ما يناظره ويمكن العلامة أن يأتي بمثله :
( 1 ) - المعجزات والخصائص النبوية " مجلد ضخم " .
( 2 ) - لباب النقول في أسباب النزول .
( 3 ) - تكملة تفسير الشيخ جلال الدين المحلي وهي من أول البقرة إلى آخر الإسراء .
( 4 ) - حاشية على تفسير البيضاوي وصلت فيها إلى آخر سورة الأنعام " مجلد وسط " .
( 5 ) - التوشيح على " الجامع الصغير " مجلد .
وعدّ السيوطي لنفسه في هذا المجال خمسين مصنفًا .
* القســــــــم الثالث:
ما تم من الكتب المعتبرة الصغيرة الحجم التي هي من كراسين إلى عشرة:
( 1 ) - التحبير في علوم التفسير .
( 2 ) - معترك الأقران في مشترك القرآن .
( 3 ) - مفحمات الأقران في مبهمات القرآن .
( 4 ) - المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب .
( 5) - خمائل الزهر في فضائل السور .
وعد له ستين مؤلفًا .
* القســــــــم الرابع :
ما كان كراسًا ونحوه سوى مسائل الفتاوى :
( 1 ) - كبت الأقران في كتب القرآن .
( 2 ) - مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع .
( 3 ) - الذيل الممهد على القول المسدد .
( 4 )- تخريج أحاديث " شرح العقائد " .
( 5 ) - أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب .
وعدّ مائة ونيف مؤلفًا .
* القســـــــم الخامس :
ما أٌلّف في واقعات الفتاوى :
( 1 ) - القول الفصيح في تعيين الذبيح .
( 2 ) - المصابيح في صلاة التراويح .
( 3 )- بسط الكف في إتمام الصف .
( 4 ) - القول المضي في الحنث المعني .
( 5 ) - وصول الأماني بأصول التهاني .
وعدّ ثمانين مؤلفًا .
* القســــــم السادس :
مؤلفات لا أعتد بها لأنها على طريق البطالين :
( 1 ) - المسلسلات الكبرى مجلد .
( 2 ) - أربعون حديثًا متباينة .
( 3 )- أربعون حديثًا توافق فيها اسم الشيخ والصحابي .
( 4 ) - الملتقط من الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر مجلد .
( 5 ) - المعجم الكبير لشيوخي يسمى حاطب ليل وجارف سيل .
وعدّ أربعين مؤلفًا .
* القســـــــم السابع :
ما شرحت فيه دفتر العزم عنه وكتب منه القليل :
( 1 ) - مجمع البحرين ومطلع البدرين في التفسير .
( 2 ) - مفاتيح الغيب تفسير مسند كبير جدًّا .
( 3 ) - شرح سنن ابن ماجة .
( 4 ) - شرح مسند الإمام الشافعي .
( 5 ) - مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود .
وعدّ ثلاثًا وثمانين مؤلفًا .
هذا ولم يذكر السيوطي كل مؤلفاته في كتابه التحدث بنعمة الله ، وذلك لأن السيوطي بالطبع قد ألف كتبًا أخريات بعد كتابته لهذا الكتاب .
وفـــــــــــــاتـــــــه :
مرض السيوطي سبعة أيام بورم شديد في ذراعه الأيسر ومات عن عمر إحدى وستين وعشرة أشهر وثمانية عشر يومًا في سمر ليل الجمعة التاسع عشر من جمادى الأولى سنة 911 هـ في منزله بروضة المقياس وهذا هو التاريخ الأقرب للصواب .
(1) انظر ترجمته في ، " بدائع الزهور " لابن إياس الحنفي (11 ، 120 ، 205 ، 281 ) ، و " البدر الطالع " للشوكاني( 32811، 335 ), ط : مصر 1348هـ ,( 1 – 2 )، و " حسن المحاضرة " للسيوطي ( 1 / 289 ) , تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم , القاهرة 1967 – 1968، و" درة الحجال في أسماء الرجال " (3 / 92ـ 94 ) و " المقتبس من نور القبس " ( 3 / 57 ) , و "شذرات الذهب " لابن العماد ( 8 / 51 ـ 53 ) ، و " الطبقات الصغري " للشعراني ( ص 17 ) ، و " الطبقات الكبرى " للشعراني ( 20 / 19ـ 21 ) ، و " تاريخ الأدب العربي " لكارل بروكلمان ( 2 / 145 ) , ترجمة د . عبد الحليم النجار وآخرين , القاهرة 1955م -1977م , و " معجم المؤلفين " لعمر رضا كحالة ( 5 / 128, طبعة : دار إحياء التراث بيروت - لبنان .، " الأعلام " للزركلي ( 4 / 1 ب ) , دار العلم للملايين – بيروت 1979م , ( 1 – 8 ).
(1) " التحدث بنعمة الله " للسيوطي , تحقيق : إليزابيث ماري , ط : الهيئة العامة لقصور الثقافة ( 5 ) .
[/size][/size]